المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة - عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة - جـ ٢

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌الرسالة الثامنة: نور الإخلاص وظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: نور الإخلاص

- ‌المطلب الأول: مفهوم الإخلاص

- ‌الإخلاص في اللغة:

- ‌حقيقة الإخلاص:

- ‌المطلب الثاني: أهمية الإخلاص

- ‌{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله

- ‌قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ الله

- ‌{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ *

- ‌{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ

- ‌قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}

- ‌((ثلاث لا يغلُّ عليهن قلب مسلم:

- ‌المطلب الثالث: مكانة النية الصالحة وثمراتها

- ‌النية: أساس العمل وقاعدته

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات

- ‌وقال الله تعالى: {لَاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ

- ‌((إذا مرض العبد أو سافر

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشهداء

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: ((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سِرتم مسيرًا

- ‌قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عمل قليلاً وأُجر كثيرًا))

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو لهصدقة))

- ‌ وقال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((إنك لن تُنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الدنيا لأربعة نفرٍ:

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ((إن الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك

- ‌المطلب الرابع: ثمار الإخلاص وفوائده

- ‌أولاً: خير الدنيا والآخرة من فضائل الإخلاص وثمراته

- ‌ثانياً: الإخلاص هو السبب الأعظم في قبول الأعمال

- ‌ثالثاً: الإخلاص يُثمر محبة الله للعبد

- ‌رابعاً: الإخلاص أساس العمل، وروحه

- ‌خامساً: يُثمر الأجر الكبير والثواب العظيم بالعمل اليسير

- ‌سادساً: يُكتب لصاحب الإخلاص كل عمل يقصد به وجه الله

- ‌سابعاً: يُكتب لصاحب الإخلاص ما نوى من العمل ولو لم يعمله

- ‌ثامناً: إذا نام أو نسي كُتب له عمله الذي كان يعمله

- ‌تاسعاً: إذا مرض العبد أو سافر كُتب له بإخلاصه ما كان يعمل

- ‌عاشراً: ينصر الله الأمة بالإخلاص

- ‌الحادي عشر: الإخلاص يُثمر النجاة من عذاب الآخرة

- ‌الثاني عشر: تفريج كروب الدنيا والآخرة من ثمرات الإخلاص

- ‌الثالث عشر: رفع المنزلة في الآخرة يحصل بالإخلاص

- ‌الرابع عشر: الإنقاذ من الضلال

- ‌الخامس عشر: الإخلاص سبب لزيادة الهدى

- ‌السادس عشر: الصِّيت الطيب عند الناس من ثمار الإخلاص

- ‌السابع عشر: طمأنينة القلب والشعور بالسعادة

- ‌الثامن عشر: تزيين الإيمان في النفس

- ‌التاسع عشر: التوفيق لمصاحبة أهل الإخلاص

- ‌العشرون: حسن الخاتمة

- ‌الحادي والعشرون: استجابة الدعاء

- ‌الثاني والعشرون: النعيم في القبر والتبشير بالسرور

- ‌الثالث والعشرون: دخول الجنة والنجاة من النار

- ‌المبحث الثاني: ظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌المطلب الأول: خطر إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌الفرق بين الرياء، وإرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

- ‌قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ

- ‌وقال سبحانه وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا ما يُبتغى به وجه الله عز وجل

- ‌وعن جابر رضي الله عنه يرفعه: ((لا تعلَّموا العلم لتُباهوا به العلماء

- ‌وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ((لا تعلَّموا العلم لثلاث:

- ‌المطلب الثاني: أنواع العمل للدنيا

- ‌النوع الأول: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس

- ‌النوع الثاني: وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة

- ‌النوع الثالث: أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً

- ‌النوع الرابع: أن يعمل بطاعة الله مخلصًا في ذلك لله وحده لا شريك له

- ‌المطلب الثالث: خطر الرياء وآثاره

- ‌أولاً: الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال:

- ‌ثانياً: الرياء أشدّ فتكًا من الذئب في الغنم

- ‌ثالثاً: خطورة الرياء على الأعمال الصالحة

- ‌رابعاً: يسبب عذاب الآخرة

- ‌خامساً: الرياء يُورث الذلّ والصّغار

- ‌سادساً: الرياء يحرم ثواب الآخرة

- ‌سابعاً: الرياء سبب في هزيمة الأمة

- ‌ثامناً: الرياء يزيد الضلال

- ‌المطلب الرابع: أنواع الرياء ودقائقه

- ‌أولاً: أن يكون مراد العبد غير الله

- ‌ثانياً: أن يكون قصد العبد ومراده لله تعالى

- ‌ثالثاً: أن يدخل العبد في العبادة لله، ويخرج منها لله، فَعُرِفَ بذلك

- ‌رابعاً: وهناك رياء بدني: كمن يظهر الصّفار والنّحول

- ‌خامساً: رياء من جهة الِّلباس أو الزي:

- ‌سادساً: الرياء بالقول:

- ‌سابعاً: الرياء بالعمل:

- ‌ثامناً: الرياء بالأصحاب والزائرين:

- ‌تاسعاً: الرياء بذمّ النفس بين الناس:

- ‌عاشراً: ومن دقائق الرياء وخفاياه: أن يخفي العامل طاعته بحيث لا يريد أن يطّلع عليها أحدٌ

- ‌الحادي عشر: ومن دقائق الرياء أن يجعل الإخلاص وسيلة لما يريد من المطالب

- ‌المطلب الخامس: أقسام الرياء وأثره على العمل

- ‌أولاً: أن يكون العمل رياء محضًا

- ‌ثانياً: أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله

- ‌ثالثاً: أن يكون أصل العمل لله، ثم طرأت عليه نية الرياء

- ‌1 - أن لا يرتبط أوّل العبادة بآخرها

- ‌2 - أن يرتبط أوّل العبادة بآخرها، فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:

- ‌الأمر الأول: أن يكون هذا الرياء خاطرًا

- ‌الأمر الثاني: أن يسترسل معه الرياء ويطمئن إليه

- ‌رابعاً: أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة

- ‌المطلب السادس: أسباب الرياء ودوافعه

- ‌أولاً: حب لذّة الحمد والثناء والمدح

- ‌ثانياً: الفرار من الذمّ

- ‌ثالثاً: الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌المطلب السابع: طرق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء

- ‌أولاً: معرفة أنواع العمل للدنيا، وأنواع الرياء

- ‌ثانياً: معرفة عظمة الله تعالى

- ‌ثالثاً: معرفة ما أعدّه الله في الدار الآخرة

- ‌رابعاً: الخوف من خطر العمل للدنيا والرياء المحبط للعمل

- ‌ خاف الصحابة والتابعون وأهل العلم والإيمان من هذا البلاء الخطير

- ‌1 - قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ

- ‌2 - قال ابن أبي مُليكة: ((أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - ويُذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: ((اللهمّ إني أعوذ بك من خشوع النفاق))

- ‌7 - ويُذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: ((لئن أستيقن أن الله تقبَّل لي صلاة واحدة أحب إليَّ من الدنيا وما فيها

- ‌8 - وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: ((أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌خامساً: الفرار من ذم الله

- ‌سادساً: معرفة ما يفرّ منه الشيطان

- ‌سابعاً: الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة

- ‌ثامناً: عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم

- ‌تاسعاً: تذكّرِ الموت وقَصْر الأمل

- ‌عاشراً: الخوف من سوء الخاتمة

- ‌الحادي عشر: مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى

- ‌الثاني عشر: الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى

- ‌الثالث عشر: حبّ العبد ذكر الله له وتقديم حبّ ذكره له على حبّ مدح الخلق

- ‌الرابع عشر: عدم الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌الخامس عشر: معرفة ثمرات الإخلاص وفوائده

- ‌الرسالة التاسعة: نور الإسلام وظلمات الكفر

- ‌التمهيد:

- ‌المبحث الأول: نور الإسلام

- ‌المطلب الأول: مفهوم الإسلام

- ‌الحالة الأولى: أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان

- ‌الحالة الثانية: أن يطلق الإسلام مقترنًا بذكر الإيمان

- ‌المطلب الثاني: مراتب دين الإسلام

- ‌أولاً: مرتبة الإسلام، وأركانه

- ‌ثانيًا: مرتبة الإيمان

- ‌ثالثًا: مرتبة الإحسان

- ‌المطلب الثالث: ثمرات الإسلام ومحاسنه

- ‌أولاً: الإسلام الصحيح يثمر كل خير في الدنيا والآخرة

- ‌ثانياً: أعظم أسباب الحياة الطيّبة والسعادة في الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: الإسلام يخرج الله به من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام

- ‌رابعاً: الإسلام يغفر الله به جميع الذنوب والسيئات

- ‌خامساً: إذا أحسن المسلم الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في كفره

- ‌سادساً: الإسلام يجمع الله به للعبد حسناته في الكفر والإسلام

- ‌سابعاً: الإسلام يُدخل الله به الجنة

- ‌ثامناً: سبب في النجاة من النار

- ‌تاسعاً: الفلاح والفوز العظيم من ثمرات الإسلام

- ‌عاشراً: الإسلام يضاعف الله به الحسنات

- ‌الحادي عشر: يكون العمل القليل كثيرًا بالإسلام الصحيح

- ‌الثاني عشر: الخير كله في الإسلام، ولا خير في العرب، ولا في العجم إلا بالإسلام

- ‌الثالث عشر: الإسلام يثمر الخيرات والبركات في الدنيا والآخرة

- ‌الرابع عشر: الإسلام يشرح الله به صدر صاحبه

- ‌الخامس عشر: الإسلام يثمر النور لصاحبه في الدنيا والآخرة

- ‌السادس عشر: الإسلام يجعل لصاحبه المكانة العالية عند الله

- ‌السابع عشر: الإسلام الكامل يثمر لصاحبه حلاوة الإيمان

- ‌الثامن عشر: الإسلام صراط الله المستقيم

- ‌التاسع عشر: من رضي بالإسلام دينًا أرضاه الله في الدنيا والآخرة

- ‌العشرون: الإسلام هو الدين الذي كمَّله الله ورضيه

- ‌الحادي والعشرون: الإسلام يأمر بكل خير وصلاح

- ‌الثاني والعشرون: اختصّ الإسلام بخصائص عظيمة كريمة، منها:

- ‌1 - الإسلام من عند الله

- ‌2 - شامل لجميع نظم الحياة

- ‌3 - عام لكلِّ مُكلَّف من الجن والإنس في كل زمان ومكان

- ‌4 - والإسلام من حيثُ الثواب والعقاب ذو جزاء أخروي

- ‌5 - الإسلام يحرص على إبلاغ الناس أعلى مستوى ممكن من الكمال الإنساني

- ‌6 - الإسلام وسط: في عقائده، وعباداته، وأخلاقه

- ‌المطلب الرابع: نواقض الإسلام

- ‌الأول: الشرك في عبادة الله تعالى

- ‌الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم

- ‌الثالث: من لم يكفِّر المشركين، أو شكّ في كفرهم

- ‌الرابع: من اعتقد أنّ هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكملُ من هديه

- ‌الخامس: من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به

- ‌السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه، ولا يعمل به

- ‌المبحث الثاني: ظلمات الكفر

- ‌المطلب الأول: مفهوم الكفر

- ‌أولاً: الكفر:

- ‌ثانيًا: الإلحاد:

- ‌المطلب الثاني: أنواع الكفر

- ‌أولاً: الكفر الأكبر المُخرج من الملّة:

- ‌النوع الأول: كفر التكذيب

- ‌النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التّصديق

- ‌النوع الثالث: كفر الشك، وهو كفر الظنّ

- ‌النوع الرابع: كفر الإعراض

- ‌النوع الخامس: كفر النفاق

- ‌ثانيًا: كفر أصغر لا يُخرج من الملّة:

- ‌ثالثًا: الفروق بين الكفر الأكبر والأصغر:

- ‌1 - الكفر الأكبر يُخرج من الملّة، والأصغر لا يُخرج من الملّة

- ‌2 - الكفر الأكبر يُحبط جميع الأعمال، والأصغر لا يُحبطها لكنه يُنقصها

- ‌3 - الكفر الأكبر يُخلّد في النار، والأصغر لا يُخلّد

- ‌4 - الكفر الأكبر يُبيح الدم والمال

- ‌5 - الكفر الأكبر يُوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌المطلب الثالث: خطورة التكفير

- ‌المطلب الرابع: أصول المكفِّرات

- ‌أولاً: الكفّار نوعان:

- ‌النوع الأول:

- ‌النوع الثاني:

- ‌ثانيًا: جميع المكفِّرات تدخل تحت نواقض أربعة:

- ‌القسم الأول: القوادح المكفِّرة:

- ‌1 - الرّدّة بالقول:

- ‌2 - الرّدّة بالفعل:

- ‌3 - الرّدّة بالاعتقاد:

- ‌4 - الرّدّة بالشك:

- ‌القسم الثاني: قوادح دون الكفر:

- ‌المطلب الخامس: آثار الكفر وأضراره

- ‌أولاً: شرّ الدنيا والآخرة من أضرار الكفر

- ‌ثانياً: الكفر يُسبِّب لصاحبه الضّلال

- ‌ثالثاً: الكفر الأكبر لا يغفره الله لمن مات عليه

- ‌رابعاً: الكفر أعظم أسباب الخزي والعار

- ‌خامساً: يوجب الله لصاحبه النار

- ‌سادساً: يُحبط جميع الأعمال

- ‌سابعاً: يوجب الخلود في النار

- ‌ثامناً: يسبب الطرد والإبعاد من رحمة الله

- ‌تاسعاً: أعظم أسباب غضب الله وأليم عقابه

- ‌عاشراً: الكفر يجعل صاحبه أضيق الناس صدرًا

- ‌الحادي عشر: الكفر يطبع على القلب

- ‌الثاني عشر: الكفر الأكبر يُبيح الدم والمال

- ‌الثالث عشر: الكفر الأكبر يُوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌الرابع عشر: الكفر الأصغر يُنقص الإيمان ويُضعفه

- ‌الرسالة العاشرة: نُورُ الإِيمان وظلمات النِّفَاق

- ‌التمهيد:

- ‌المبحث الأول: نور الإِيمان

- ‌المطلب الأول: مفهوم الإِيمان

- ‌أولاً: مفهوم الإِيمان: لغةً واصطلاحاً:

- ‌ثانياً: الفرق بين الإِيمان والإسلام:

- ‌المطلب الثاني: طرق تحصيل الإِيمان وزيادته

- ‌أولاً: معرفة أسماء الله الحسنى

- ‌ثانياً: تدبّر القرآن على وجه العموم

- ‌ثالثاً: معرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رابعاً: معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية

- ‌خامساً: التفكر في الكون:

- ‌سادساً: الإِكثار من ذكر الله كل وقت

- ‌سابعاً: معرفة محاسن الإسلام

- ‌ثامناً: الاجتهاد في الإِحسان في عبادة الله عز وجل

- ‌تاسعاً: الاتّصاف بصفات المؤمنين

- ‌عاشراً: الدعوة إلى الله وإلى دينه

- ‌الحادي عشر: الابتعاد عن شُعَبِ الكفر والنفاق، والفسوق والعصيان

- ‌الثاني عشر: التقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض

- ‌الثالث عشر: الخلوة بالله وقت نزوله؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه

- ‌الرابع عشر: مجالسة العلماء الصادقين المخلصين

- ‌المطلب الثالث: ثمرات الإيمان وفوائده

- ‌أولاً: الاغتباط بولاية الله عز وجل

- ‌ثانياً: الفوز برضا الله

- ‌ثالثاً: الإيمان الكامل يمنع من دخول النار

- ‌رابعاً: إن الله يدافع عن الذين آمنوا جميع المكاره

- ‌خامساً: الإيمان يثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة

- ‌سادساً: إن جميع الأعمال والأقوال

- ‌سابعاً: صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم

- ‌ثامناً: الإيمان يثمر محبّة الله للعبد، ويجعل محبّته في قلوب المؤمنين

- ‌تاسعاً: حصول الإمامة في الدين

- ‌عاشراً: حصول رفع الدرجات

- ‌الحادي عشر: حصول البشارة بكرامة الله والأمن التام

- ‌الثاني عشر: يحصل بالإيمان الثواب المضاعف

- ‌الثالث عشر: حصول الفلاح والهدى للمؤمنين

- ‌الرابع عشر: الانتفاع بالمواعظ من ثمرات الإيمان

- ‌الخامس عشر: الإيمان يحمل صاحبه على الشكر في حالة السرَّاء

- ‌السادس عشر: الإيمان الصحيح يدفع الريبة والشك

- ‌السابع عشر: الإيمان بالله عز وجل ملجأ المؤمنين في كل ما يلمُّ بهم:

- ‌الثامن عشر: الإيمان الصحيح يمنع العبد من الوقوع في المُوبقات

- ‌التاسع عشر: خير الخليقة قسمان: هم أهل الإيمان

- ‌ فالناس أربعة أقسام:

- ‌القسم الأول: خير في نفسه، متعدٍ خيره إلى غيره

- ‌القسم الثاني: طيّب في نفسه، صاحب خير

- ‌القسم الثالث: من هو عادم للخير

- ‌القسم الرابع: من هو صاحب شر على نفسه وعلى غيره

- ‌العشرون: الإيمان يثمر الاستخلاف في الأرض

- ‌الحادي والعشرون: الإيمان ينصر الله به العبد

- ‌الثاني والعشرون: الإيمان يثمر للعبد العزّة

- ‌الثالث والعشرون: الإيمان يثمر عدم تسليط الأعداء على المؤمنين

- ‌الرابع والعشرون: الأمن التامّ والاهتداء

- ‌الخامس والعشرون: حفظ سعي المؤمنين

- ‌السادس والعشرون: زيادة الإيمان للمؤمنين

- ‌السابع والعشرون: نجاة المؤمنين

- ‌الثامن والعشرون: الأجر العظيم لأهل الإيمان

- ‌التاسع والعشرون: معيّة الله لأهل الإيمان

- ‌الثلاثون: أهل الإيمان في أمنٍ منَ الخوف والحزن

- ‌الحادي والثلاثون: الأجر الكبير:

- ‌الثاني والثلاثون: الأجر غير الممنون

- ‌الثالث والثلاثون: القرآن إنما هو هُدىً ورحمةٌ للمؤمنين

- ‌الرابع والثلاثون: أهل الإيمان: {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ

- ‌المطلب الرابع: شُعَب الإيمان

- ‌1 - الإيمان بالله عز وجل

- ‌2 - الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام

- ‌3 - الإيمان بالملائكة

- ‌4 - الإيمان بالقرآن الكريم، وجميع الكتب المنزلة

- ‌5 - الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌6 - الإيمان باليوم الآخر

- ‌7 - الإيمان بالبعث بعد الموت

- ‌8 - الإيمان بحشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم

- ‌9 - الإيمان بأن دار المؤمنين الجنة، ودار الكافرين النار

- ‌10 - الإيمان بوجوب محبة الله عز وجل

- ‌11 - الإيمان بوجوب الخوف من الله عز وجل

- ‌12 - الإيمان بوجوب الرجاء من الله عز وجل

- ‌13 - الإيمان بوجوب التوكل على الله عز وجل

- ‌14 - الإيمان بوجوب محبّة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - الإيمان بوجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - حبّ المرء لدينه حتى يكون القذف في النار أحبّ إليه من الكفر

- ‌17 - طلب العلم: وهو معرفة الله، ودينه، ونبيّه صلى الله عليه وسلم بالأدلّة

- ‌18 - نشر العلم، وتعليمه للناس

- ‌19 - تعظيم القرآن الكريم: بتعلّمه، وتعليمه، وحفظ حدوده

- ‌20 - الطهارة والمحافظة على الوضوء

- ‌21 - المحافظة على الصلوات الخمس

- ‌22 - أداء الزكاة

- ‌23 - الصيام: الفرض والنفل

- ‌24 - الاعتكاف

- ‌25 - الحج

- ‌26 - الجهاد في سبيل الله عز وجل

- ‌27 - المرابطة في سبيل الله عز وجل

- ‌28 - الثبات للعدو وترك الفرار من الزّحف

- ‌29 - أداء الخُمس من المغنم إلى الإمام، أو نائبه

- ‌30 - العتق بوجه التقرّب إلى الله عز وجل

- ‌31 - الكفّارات الواجبة بالجنايات

- ‌32 - الإيفاء بالعقود

- ‌33 - تعديد نعم الله عز وجل، وما يجب من شكرها

- ‌34 - حفظ اللسان عمّا لا يُحتاج إليه

- ‌35 - حفظ الأمانات، ووجوب أدائها إلى أهلها

- ‌36 - تحريم قتل النفس، والجنايات عليها

- ‌37 - تحريم الفروج وما يجب فيها من التعفّف

- ‌38 - قبض اليد عن الأموال المحرّمة

- ‌39 - وجوب التورّع في المطاعم والمشارب

- ‌40 - ترك الملابس والزّيّ والأواني المحرّمة والمكروهة

- ‌41 - تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة

- ‌42 - الاقتصاد في النفقة، وتحريم أكل المال بالباطل

- ‌43 - ترك الغلّ والحسد

- ‌44 - تحريم أعراض الناس، وما يلزم من ترك الوقوع فيها

- ‌45 - إخلاص العمل لله عز وجل، وترك الرّياء

- ‌46 - السرور بالحسنة، والاغتمام بالسيئة

- ‌47 - معالجة كلّ ذنبٍ بالتّوبة النصوح

- ‌48 - القرابين وجملتها: الهدي، والأضحية، والعقيقة

- ‌49 - طاعة أولي الأمر

- ‌50 - التمسك بما عليه الجماعة

- ‌51 - الحكم بين الناس بالعدل

- ‌52 - الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر

- ‌53 - التعاون على البر والتقوى

- ‌54 - الحياء

- ‌55 - برّ الوالدين

- ‌56 - صلة الأرحام

- ‌57 - حسن الخلق

- ‌58 - الإحسان إلى المماليك

- ‌59 - حقّ السّادة على المماليك

- ‌60 - القيام بحقوق الأولاد والأهلين

- ‌61 - مقاربة أهل الدين، وموادتهم، وإفشاء السلام

- ‌62 - ردّ السلام

- ‌63 - عيادة المريض

- ‌64 - الصلاة على من مات من أهل القبلة

- ‌65 - تشميت العاطس

- ‌66 - مباعدة الكفار والمفسدين، والغلظة عليهم

- ‌67 - إكرام الجار

- ‌68 - إكرام الضيف

- ‌69 - الستر على أصحاب الذّنوب

- ‌70 - الصبر على المصائب وعما تنزع النفس إليه من لذَّة وشهوةٍ

- ‌71 - الزّهد، وقصر الأمل

- ‌72 - الغيرة، وترك المذاء

- ‌73 - الإعراض عن الغلوّ

- ‌74 - الجود والسّخاء

- ‌75 - رحمة الصغير، وتوقير الكبير

- ‌76 - إصلاح ذات البين

- ‌77 - أن يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّ لنفسه

- ‌المطلب الخامس: صفات المؤمنين

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *

- ‌ثانياً: قول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

- ‌ثالثاً: قال الله عز وجل: {إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ

- ‌رابعاً: قال الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *

- ‌المبحث الثاني: ظلمات النفاق

- ‌المطلب الأول: مفهوم النفاق

- ‌أولاً: مفهوم النفاق لغةً وشرعاً:

- ‌ثانياً: مفهوم الزنديق:

- ‌المطلب الثاني: أنواع النفاق

- ‌أولاً: النفاق الأكبر:

- ‌1 - تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - بغض الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - المسرَّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - عدم اعتقاد وجوب تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به

- ‌8 - عدم اعتقاد وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به

- ‌ثانياً: النفاق الأصغر:

- ‌1 - أن يحدّث بحديث لمن يصُدّقه به، وهو كاذبٌ له

- ‌2 - إذا وعد أخلف

- ‌3 - إذا خاصم فجر

- ‌4 - إذا عاهد غدر

- ‌5 - الخيانة في الأمانة

- ‌ثالثاً: الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:

- ‌1 - النفاق الأكبر يُخرج من الملّة

- ‌2 - النفاق الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌3 - النفاق الأكبر اختلاف السرّ والعلانية في الاعتقاد

- ‌4 - النفاق الأكبر يُخلّد صاحبه في النار

- ‌5 - النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن

- ‌6 - النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه

- ‌المطلب الثالث: صفات المنافقين

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ *

- ‌ثانياً: قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

- ‌ثالثاً: قال الله عز وجل: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *

- ‌رابعاً: قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ

- ‌خامساً: قال الله تعالى في شأن المنافقين: {قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا

- ‌سادساً: قال الله عز وجل: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ

- ‌سابعاً: قال الله عز وجل: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ

- ‌ثامناً: قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ

- ‌تاسعاً: قال الله عز وجل: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ

- ‌عاشراً: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس

- ‌الحادي عشر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أثقل الصلاة على المنافقين

- ‌ صفات المنافقين إجمالاً

- ‌1 - يدَّعون الإيمان، وهم كاذبون

- ‌2 - يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم

- ‌3 - في قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضاً

- ‌4 - يدَّعون الإصلاح، وهم المفسدون

- ‌5 - يرمون المؤمنين بالسَّفَه

- ‌6 - يستهزئون بالمؤمنين، ويسخرون منهم

- ‌7 - يشترون الضلالة بالهدى

- ‌8 - قولهم حسن، وهم ألدُّ الخصام

- ‌9 - يُشهدون الله على ما في قلوبهم، وهم كاذبون

- ‌10 - ماهرون في الجدل بالباطل

- ‌11 - إذا اختفوا عن الناس اجتهدوا في الباطل

- ‌12 - إذا قيل لهم اتّقوا الله أخذتهم العزة بالإثم

- ‌13 - يوالون الكفار، وينصرونهم، ويخدمونهم

- ‌14 - يعتزّون بالكفار، ويستنصرون بهم

- ‌15 - إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى

- ‌16 - يراؤن الناس بأعمالهم

- ‌17 - لا يذكرون الله إلا قليلاً

- ‌18 - متردِّدون بين الكفار والمؤمنين

- ‌19 - يكفرون بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - المنافقون هم الفاسقون

- ‌21 - لا ينفقون إلا وهم كارهون

- ‌22 - المنافقون يتولّى بعضهم بعضاً

- ‌23 - يقبضون أيديهم فلا ينفقون في طرق الخير

- ‌24 - يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف

- ‌25 - نسوا الله فنسيهم

- ‌26 - يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات

- ‌27 - يؤخّرون الصلاة عن وقتها

- ‌28 - ينقرون الصلاة، ولا يذكرون الله فيها إلا قليلاً

- ‌29 - أثقل الصلوات عليهم العشاء والفجر

- ‌30 - يتأخّرون عن صلاة الجماعة

- ‌31 - قلوبهم قاسية، وعقولهم قاصرة

- ‌32 - لم يرضوا بالإسلام ديناً

- ‌33 - يأخذون من الدين ما وافق رغباتهم

- ‌34 - يقولون ما لا يفعلون

- ‌35 - يُظهرون الشجاعة في السلم، وجبناء في الحرب

- ‌36 - لا يتحاكمون إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌37 - يجدون الحرج والضيق في أنفسهم من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌38 - يُخذِّلون المؤمنين عن الجهاد

- ‌39 - ييأسون من رحمة الله، وينقطع أملهم في نصره

- ‌40 - يقصدون بجهادهم الدنيا، وإذا يئسوا من ذلك تثاقلوا

- ‌41 - يفجرون في المخاصمة

- ‌42 - يحاربون الإسلام وأهله عن طريق الخفية والتسمِّي به

- ‌43 - لا يهمّهم إلا مصالحهم الذاتية

- ‌44 - يطعنون في العلماء المخلصين بالكذب وتغيير الحقائق

- ‌45 - يُثيرون الشبهات حول الإسلام، ليصدّوا الناس عن الدخول فيه

- ‌46 - يُبغضون أنصار الدين

- ‌47 - يكذبون في الحديث

- ‌48 - يخونون الله ورسوله والمؤمنين

- ‌49 - يُخلفون الوعد

- ‌50 - لكل واحد منهم وجهان: وجه للمؤمنين، ووجه لأعداء الدين

- ‌51 - لا يعقلون ما ينفعهم، ولا يسمعون ما يُفيدهم

- ‌52 - تسبق يمين أحدهم كلامه

- ‌53 - قلوبهم عن الخير لاهية، وأجسادهم إليه ساعية

- ‌54 - أخبث الناس قلوباً، وأحسنهم أجساماً

- ‌55 - يُسِرُّون سرائر النفاق، فأظهرها الله على وجوههم وألسنتهم

- ‌56 - ينقضون العهد من أجل الدنيا

- ‌57 - يسخرون بالقرآن الكريم

- ‌المطلب الرابع: آثار النفاق وأضراره

- ‌1 - النفاق الأكبر يسبّب الخوف والرّعب

- ‌4 - النفاق الأكبر لا يغفره الله إذا مات عليه صاحبه

- ‌6 - النفاق الأكبر يُخلِّد صاحبه في النار

- ‌7 - النفاق الأكبر يُسبّب نسيان الله لصاحبه

- ‌8 - النفاق الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌9 - النفاق الأكبر يُطفئ الله نور أصحابه يوم القيامة

- ‌11 - النفاق الأكبر يُسبّب عذاب الدنيا والآخرة

- ‌12 - النفاق الأكبر إذا أظهره صاحبه وأعلنه كان مرتدّاً

- ‌13 - النفاق الأكبر إذا أظهر صاحبه كفره يُوجب العداوة بين صاحبه والمؤمنين

- ‌14 - النفاق الأصغر، وهو النفاق العملي، ينقص الإيمان

- ‌15 - النفاق الأصغر صاحبه على خطر

- ‌الرسالة الحادية عشرة: نور السنة وظلمات البدعة

- ‌التمهيد:

- ‌المبحث الأول: نور السنة

- ‌المطلب الأول: مفهومها

- ‌أولاً: مفهوم العقيدة لغةً واصطلاحاً:

- ‌ثانياً: مفهوم أهل السنة:

- ‌ثالثاً: مفهوم الجماعة:

- ‌المطلب الثاني: أسماء أهل السُّنَّةِ وصِفَاتِهم:

- ‌1 - أهل السنة والجماعة:

- ‌2 - الفرقة الناجية:

- ‌3 - الطائفة المنصورة:

- ‌4 - المعتصمون المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله

- ‌5 - هم القدوة الصالحة الذين يهدون إلى الحق

- ‌6 - أهل السنة خيار الناس ينهون عن البدع

- ‌7 - أهل السنة هم الغرباء إذا فسد الناس:

- ‌8 - أهل السنة هم الذين يحملون العلم:

- ‌9 - أهل السنة هم الذين يحزنُ الناسُ لفراقهم:

- ‌المطلب الثالث: السنة نعمةٌ مطلقة

- ‌النعمة نعمتان:

- ‌أولاً: النعمة المطلقة:

- ‌ثانياً: النعمة المقيدة:

- ‌المطلب الرابع: منزلة‌‌ السنة

- ‌ السنة

- ‌المطلب الخامس: منزلة صاحب السنة وصاحب البدعة

- ‌أولاً: منزلة صاحب السنة:

- ‌ثانياً: علامات أهل السنة

- ‌ثالثًا: منزلة صاحب البدعة:

- ‌المبحث الثاني: ظلمات البدعة

- ‌المطلب الأول: مفهومها

- ‌البدعة: لغة:

- ‌البدعة في الاصطلاح

- ‌البدعة نوعان:

- ‌المطلب الثاني: شروط قبول العمل

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثاني:

- ‌المطلب الثالث: ذم البدعة في الدين

- ‌أولاً: من القرآن:

- ‌ثانياً: من السنة النبوية:

- ‌ثالثاً: من أقوال الصحابة رضي الله عنهم في البدع:

- ‌رابعاً: من أقوال التابعين وأتباعهم بإحسان:

- ‌خامساً: البدع مذمومة من وجوه:

- ‌المطلب الرابع: أسباب البدع

- ‌أولاً: الجهل

- ‌ثانياً: اتباع الهوى

- ‌ثالثاً: التعلق بالشبهات:

- ‌رابعاً: الاعتماد على العقل المجرَّد

- ‌خامساً: التقليد والتعصب:

- ‌سادساً: مخالطة أهل الشر ومجالستهم

- ‌سابعاً: سكوت العلماء وكتم العلم

- ‌ثامناً: التشبه بالكفار وتقليدهم

- ‌تاسعاً: الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة

- ‌عاشراً: الغلو أعظم أسباب انتشار البدع

- ‌المطلب الخامس: أقسام البدع

- ‌القسم الأول: البدعة الحقيقية والإضافية:

- ‌1 - البدعة الحقيقية:

- ‌2 - البدعة الإضافية:

- ‌القسم الثاني: البدعة الفعلية والتَّركية:

- ‌1 - البدعة الفعلية:

- ‌2 - البدعة التَّركية:

- ‌القسم الثالث: البدعة القولية الاعتقادية، والبدعة العملية:

- ‌1 - البدعة القولية الاعتقادية:

- ‌2 - البدعة العملية وهي أنواع:

- ‌النوع الأول: بدعة في أصل العبادة

- ‌النوع الثاني: ما يكون من الزيادة على العبادة

- ‌النوع الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة

- ‌النوع الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع:

- ‌المطلب السادس: حكم البدعة في الدين

- ‌فمنها: ما هو كفر:

- ‌ومنها: ما هو من وسائل الشرك:

- ‌ومنها: ما هو من المعاصي:

- ‌المطلب السابع: أنواع البدع عند القبور

- ‌النوع الأول: من يسأل الميت حاجته

- ‌النوع الثاني: أن يسأل الله تعالى بالميت

- ‌النوع الثالث: أن يظن أن الدعاء عند القبور مستجاب

- ‌المطلب الثامن: البدع المنتشرة المعاصرة

- ‌أولاً: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي:

- ‌ثانياً: بدعة الاحتفال بأول ليلة جمعة من شهر رجب:

- ‌ثالثاً: بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

- ‌رابعاً: الاحتفال بليلة النصف من شعبان:

- ‌خامساً: التبرّك:

- ‌والأمور المباركة أنواع، منها:

- ‌1 - القرآن الكريم

- ‌2 - الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌(أ) بركة معنوية:

- ‌(ب) بركة حسّيّة

- ‌والتبرّك المشروع يكون بأمور، منها ما يأتي:

- ‌1 - التبرّك بذكر الله

- ‌2 - التبرّك المشروع بذات النبي صلى الله عليه وسلم في حياته

- ‌3 - التبرّك بشرب ماء زمزم

- ‌4 - التبرّك بماء المطر

- ‌والتبرّك الممنوع منه ما يأتي:

- ‌1 - التبرّك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

- ‌سادساً: بدع منكرة مختلفة، كثيرة جداً:

- ‌1 - الجهر بالنيّة:

- ‌2 - الذكر الجماعي بعد الصلوات

- ‌3 - طلب قراءة الفاتحة على أرواح الأموات

- ‌4 - إقامة المآتم على الأموات

- ‌5 - الأذكار الصوفية بأنواعها

- ‌6 - البناء على القبور: واتخاذها مساجد

- ‌المطلب التاسع: توبة المبتدع

- ‌المطلب العاشر: آثار البدع وأضرارها

- ‌1 - البدع بريد الكفر

- ‌2 - القول على الله بغير علم

- ‌3 - بُغض المبتدعة للسنة وأهلها

- ‌4 - رد عمل المبتدع

- ‌5 - سوء عاقبة المبتدع

- ‌6 - انعكاس فهم المبتدع

- ‌7 - عدم قبول شهادة المبتدع وروايته

- ‌8 - المبتدعة أكثر من يقع في الفتن

- ‌9 - المبتدع استدرك على الشريعة

- ‌10 - المبتدع يلتبس عليه الحقّ بالباطل

- ‌11 - المبتدع يحمل إثمه، وإثم من تبعه

- ‌12 - البدعة تُدخِل صاحبها في اللعنة

- ‌13 - المبتدع يحال بينه وبين الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - المبتدع مُعْرِضٌ عن ذكر الله

- ‌15 - المبتدعة يكتمون الحقّ

- ‌16 - عمل المبتدع يُنَفِّر عن الإسلام

- ‌17 - المبتدع يفرّق الأمة

- ‌18 - المبتدع المجاهر ببدعته تجوز غيبته

- ‌19 - المبتدع متبع لهواه معاند للشرع

- ‌20 - المبتدع قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع

- ‌الرسالة الثانية عشرة: قضيّةُ التَّكفير بين أهل السُّنَّة وفِرَق الضلال

- ‌الباب الأول: أصولٌ وضوابطٌ وموانعٌ في التكفير

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: تحريم الخروج على أئمة المسلمين ووجوب طاعتهم في المعروف

- ‌المبحث الأول: وجوب السمع والطاعة بالمعروف

- ‌المبحث الثاني: تحريم الخروج على الإمام المسلم

- ‌المبحث الثالث: النَّصيحة بالحكمة

- ‌المبحث الرابع: الدعاء لولاة الأمر من المسلمين

- ‌المبحث الخامس: الخارجون على الأئمة وصفاتهم

- ‌الفصل الثاني: أُصولٌ في التكفير

- ‌1 - إن السنة والأحاديث النبوية هي المبيِّنة للأحكام القرآنية

- ‌3 - إن الإيمان مُركَّب من قولٍ وعمل:

- ‌الفصل الثالث: ضوابط التكفير

- ‌1 - الحكم بالظاهر

- ‌2 - الاحتياط في تكفير المعين

- ‌3 - ما تقوم به الحجة:

- ‌4 - عدم التكفير بكل ذنب

- ‌الفصل الرابع: موانع التكفير

- ‌1 - الجهل

- ‌2 - الخطأ

- ‌3 - الإكراه

- ‌4 - التأويل

- ‌5 - التقليد

- ‌الفصل الخامس: خطورة التكفير

- ‌الفصل السادس: تعاريف ومفاهيم

- ‌1ـ الكفر

- ‌2 - الشرك:

- ‌3 - الإلحاد:

- ‌4 - النفاق:

- ‌5 - الزندقة:

- ‌6 - البِدعَةُ:

- ‌الباب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في قضية التكفير

- ‌الفصل الأول: مذهب أهل السنة ومعتمدهم

- ‌المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة

- ‌المبحث الثاني: معتمد أهل السنة والجماعة فيما ذهبوا إليه

- ‌أولاً: من الكتاب:

- ‌ثانياً: من السّنّة المطهَّرة:

- ‌ثالثاً: الإجماع:

- ‌الفصل الثاني: أنواع الكفر وأخطر المكفرات

- ‌المبحث الأول: أنواع الكفر

- ‌المطلب الأول: كفر أكبر يخرج من الملة

- ‌النوع الأول: كفر التكذيب

- ‌النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار

- ‌النوع الثالث: كفر الشكّ

- ‌النوع الرابع: كفر الإعراض

- ‌النوع الخامس: كفر النفاق

- ‌المطلب الثاني: كفر أصغر لا يُخرج من الملة

- ‌المبحث الثاني: نواقض ونواقص الإسلام

- ‌المطلب الأول: أقسام المخالفات

- ‌القسم الأول: يوجب الرِّدّة

- ‌القسم الثاني: لا يبطل الإسلام

- ‌المطلب الثاني: أخطر النواقض المكفرات وأكثرها وقوعاً

- ‌الأول: الشرك

- ‌والشرك ثلاثة أنواع:

- ‌النوع الأول: شرك أكبر:

- ‌1 - شرك الدعوة:

- ‌2 - شرك النِّيَّة والإرادة

- ‌3 - شرك الطَّاعة:

- ‌4 - شرك المحبة:

- ‌النوع الثاني: من أنواع الشرك: شرك أصغر:

- ‌النوع الثالث: من أنواع الشرك: شرك خفي:

- ‌الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط

- ‌الثالث: من لم يكفِّر المشركين، أو شكّ في كفرهم

- ‌الرابع: من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه

- ‌الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به

- ‌المطلب الثالث: أنواع النفاق

- ‌أولاً: النفاق الأكبر:

- ‌ثانياً: النفاق الأصغر:

- ‌المطلب الرابع: أنواع الأمور المبتدعة عند القبور

- ‌النوع الأول: من يسأل الميت حاجته

- ‌النوع الثاني: أن يسأل الله تعالى بالميت

- ‌النوع الثالث: أن يظن أن الدّعاء عند القبور مستجاب

- ‌المبحث الثالث: أصول المكفرات

- ‌القسم الأول: القوادح المكفّرة:

- ‌1 - الرّدّة بالقول:

- ‌2 - الرّدّة بالفعل:

- ‌3 - الرّدّة بالاعتقاد:

- ‌4 - الرّدّة بالشّكّ:

- ‌القسم الثاني: قوادح دون الكفر:

- ‌الباب الثالث: مذاهب الناس في تكفير أهل القبلة ومناقشتها

- ‌الفصل الأول: مذاهب الناس في التكفير

- ‌المبحث الأول: الخوارج ورأيهم

- ‌المبحث الثاني: المعتزلة ورأيهم

- ‌المبحث الثالث: الشيعة ورأيهم

- ‌المبحث الرابع: المرجئة ورأيهم

- ‌الفصل الثاني: مناقشة الآراء السابقة وتقرير الحق بالدليل

- ‌المبحث الأول: مناقشة الخوارج

- ‌اعتراض على عقيدة أهل السنة والجماعة ومناقشة هذا الاعتراض

- ‌المبحث الثاني: مناقشة المعتزلة

- ‌المبحث الثالث: مناقشة الشيعة

- ‌المبحث الرابع: الرّدّ على المرجئة

- ‌الخاتمة: نتائج وثمرات البحث

- ‌الرسالة الثالثة عشرة: تبريد حرارة المصيبةعند موت الأحباب وفقد ثمرات الأفئدة وفلذات الأكباد

- ‌تمهيد:

- ‌أبشروا بما وعد الله عباده المؤمنين الصابرين

- ‌1 - صلوات الله ورحمته وهدايته للصابرين:

- ‌2 - الاستعانة بالصبر من أسباب السعادة

- ‌3 - محبّة الله للصابرين

- ‌4 - معيَّة الله مع الصابرين:

- ‌5 - استحقاق دخول الجنة لمن صبر

- ‌6 - الصابرون يُوفَّون أجرهم بغير حساب

- ‌7 - جميع المصائب مكتوبة في اللوح المحفوظ

- ‌8 - ما أصاب من مصيبة في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم إلا بقضاء الله وقدره

- ‌9 - الله تعالى يجزي الصابرين بأحسن ما كانوا يعملون

- ‌10 - ما يُقال عند المصيبة

- ‌11 - الأجر العظيم والثواب الكثير والفوز بالجنة

- ‌12 - أشدّ الناس بلاءً: الأنبياء

- ‌13 - من كان بلاؤه أكثر فثوابه وجزاؤه أعظم وأكمل

- ‌14 - ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله

- ‌15 - فضل من يموت له ولد فيحتسبه

- ‌16 - من مات له ثلاثة من الولد

- ‌17 - من قدّم اثنين من أولاده دخل الجنة

- ‌18 - من مات له واحد من أولاده فاحتسبه وصبر دخل الجنة

- ‌19 - من مات له ولد فاحتسبه وجده ينتظره عند باب الجنة

- ‌20 - المؤمن إذا مات ولده سواء كان ذكرًا أو أنثى

- ‌21 - السِّقط يجرّ أمّه بِسُرِّهِ إلى الجنة

- ‌23 - من تصبّر ودرَّب نفسه على الصبر صبَّره الله وأعانه وسدّده

- ‌24 - من أراد الله به خيرًا أصابه بالمصائب

- ‌25 - أمر المؤمن كله خير في السرّاء والضرّاء

- ‌26 - المصيبة تحطّ الخطايا حطًّا

- ‌27 - يجتهد المسلم في استكمال شروط الصبر

- ‌الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل في الصبر

- ‌الشرط الثاني: عدم شكوى الله تعالى إلى العباد

- ‌الشرط الثالث: أن يكون الصبر في أوانه

- ‌28 - أمور لا تنافي الصبر

- ‌الأمر الأول: الشكوى إلى الله تعالى

- ‌الأمر الثاني: الحزن ودمع العين

- ‌29 - الأمور التي تعين على الصبر على المصيبة بفقد الأحباب كثيرة منها ما يأتي:

- ‌الأمر الأول: معرفة جزاء المصيبة وثوابها

- ‌الأمر الثاني: العلم بتكفيرها للسيئات

- ‌الأمر الثالث: الإيمان بالقدر السابق بها

- ‌الأمر الرابع: معرفة حق الله في تلك البلوى

- ‌الأمر الخامس: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له

- ‌الأمر السادس: العلم بترتّبها عليه بذنبه

- ‌الأمر السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة دواء نافع ساقه إليه العليم بمصلحته

- ‌الأمر الثامن: أن يعلم أن عاقبة هذا الدواء: من الشفاء والعافية والصحة وزوال الآلام ما لم تحصل بدونه

- ‌الأمر التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه

- ‌الأمر العاشر: أن يعلم أن الله يربي عبده على السرّاء والضرّاء

- ‌الأمر الحادي عشر: معرفة طبيعة الحياة الدنيا على حقيقتها

- ‌الأمر الثاني عشر: معرفة الإنسان نفسه

- ‌الأمر الثالث عشر: اليقين بالفرج

- ‌الأمر الرابع عشر: الاستعانة بالله

- ‌الأمر الخامس عشر: التأسّي بأهل الصبر والعزائم

- ‌الأمر السادس عشر: استصغار المصيبة

- ‌الأمر السابع عشر: العلم أن المصيبة في غير الدين أهون

- ‌الأمر الثامن عشر: العلم بأن الدنيا فانية وزائلة

- ‌ الأدلة من الكتاب

- ‌ الأدلة من السنة المطهرة

- ‌الأمر التاسع عشر: العلم بأن الله تعالى يجمع بين المؤمن وذريته، ووالديه وأهله، ومن يحب في الجنة

- ‌الرسالة الرابعة عشرة: الاعتصام بالكتاب والسنةأصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من مضلات الفتن

- ‌تمهيد:

- ‌أولاً: مفهوم الاعتصام بالكتاب والسنة:

- ‌ثانياً: وجوب الأخذ بالكتاب والسنة:

- ‌ثالثاً: القرآن الكريم بيَّن الله للناس فيه كل شيء:

- ‌رابعاً: القرآن العزيز أُنزل للعمل:

- ‌خامساً: الهداية والصلاح والفلاح لمن اتبع القرآن والسنة وتمسك بذلك:

- ‌سادساً: القرآن والسنة أعظم وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته:

- ‌سابعاً: القرآن الكريم يأمر بالاجتماع على الحق وينهى عن الاختلاف:

- ‌ثامناً: الاعتصام بالقرآن والسنة نجاة من مضلات الفتن:

- ‌تاسعاً: مخالفة الكتاب والسنة أصل الخذلان وفساد الدنيا والآخرة والذلّ والهوان:

- ‌عاشراً: الاختلاف سبب الشرور والفرقة:

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة

‌الباب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في قضية التكفير

‌الفصل الأول: مذهب أهل السنة ومعتمدهم

‌المبحث الأول: مذهب أهل السنة والجماعة

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته بعده إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأخبر أن فرقة واحدة منها ناجية، وباقي الفِرَق في النار، فَسُئل عن الفرقة الناجية، وعن صفتها فأخبر أنهم من كان على مثل ما هو عليه وأصحابه، ولسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم غير أهل السنة والجماعة (1)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفسي بيده لتفترِقنّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)) (2).

وأهل السنة والجماعة هم أهل الحق، ومن عداهم فأهل بدعة، وأهل السنة والجماعة هم الصحابة رضي الله عنه، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث، ومن اتبعهم من الفقهاء، جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض

(1) الفرق بين الفرق لعبد القاهر بن طاهر البغدادي ببعض التصرف، ص318.

(2)

أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب شرح السنة، برقم 4596، 4597، والترمذي في كتاب الإيمان، باب افتراق هذه الأمة، برقم 2640، 2641، وابن ماجه في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، برقم 3992،وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1083.

ص: 815

وغربها رحمة الله عليهم (1).

وأهل السنة والجماعة في باب أسماء الله، وآياته، وصفاته، وسط بين (أهل التعطيل) الذين يلحدون في أسماء الله وآياته، ويُعطِّلون حقائق ما نعت الله به نفسه، حتى شَبَّهوه بالمعدوم والأموات، وبين (أهل التمثيل) الذين يضربون له الأمثال، ويشبهونه بالمخلوقات، فيؤمنُ أهل السنة والجماعة، بما وصف الله به نفسه، وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف، و [لا] تعطيل، ومن غير تكييف و [لا] تمثيل، وهم في باب خلقه وأمره، وسط بين المكذبين بقدرة الله، الذين لا يؤمنون بقدرته الكاملة، ومشيئته الشاملة، وخلقه لكل شيء، وبين المفسدين لدين الله، الذين يجعلون العبد ليس له مشيئة ولا قدرة، ولا عمل. فيعطلون الأمر، والنهي، والثواب، والعقاب، فيصيرون بمنزلة المشركين الذين قالوا:

{لَوْ شَاءَ الله مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} (2).

فيؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير، فيقدر أن يهدي العباد، ويقلب قلوبهم، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في ملكه ما لا يريد، ولا يعجز عن إنفاذ مراده، وأنه خالق كل شيء من الأعيان والصفات، والحركات.

ويؤمنون أن العبد له قدرة ومشيئة، وعمل، وأنه مختار، ولا يسمونه مجبوراً، إذ المجبور من أُكره على خلاف اختياره، والله سبحانه جعل

(1) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، 2/ 113.

(2)

سورة الأنعام، الآية:148.

ص: 816

العبد مختاراً لما يفعله، فهو مختار مريد، والله سبحانه وتعالى خالقه وخالق اختياره، وهذا ليس له نظير؛ فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. وهم في ((باب الأسماء، والأحكام، والوعد، والوعيد)) وسط بين الوعيدية، الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار، ويخرجونهم من الإيمان بالكلية، ويكذبون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين المرجئة الذين يقولون: إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والأعمال الصالحة ليست من الدين، ويكذبون بالوعيد، والعقاب بالكلية.

[و] يؤمن أهل السنة والجماعة بأن فُسَّاق المسلمين معهم بعض الإيمان وأصله، وليس معهم جميع الإيمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة، وأنهم لا يخلدون في النار بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، أو مثقال خردلة من إيمان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ادَّخَرَ شفاعته لأهل الكبائر من أمته.

وهم أيضاً في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم وسط بين الغالية، الذين يغالون في علي رضي الله عنه، فَيُفضِّلونه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويعتقدون أنه الإمام المعصوم دونهما، وأن الصحابة ظلموا، وفَسَّقوا، وكفَّروا الأمة بعدهم كذلك، وربما جعلوه نبياً أو إلهاً، وبين الجافية الذين يعتقدون كفره، وكفر عثمان رضي الله عنهما، ويستحلّون دماءهما ودماء من تولاهما، ويستحبّون سبَّ علي وعثمان ونحوهما، ويقدحون في خلافة علي رضي الله عنه وإمامته. وكذلك في سائر (أبواب السنة) هم وسط لأنهم متمسكون

ص: 817

بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان)) (1).

أما مذهب أهل السنة والجماعة في التكفير، فهم وسط بين مذهبي: الإرجاء، والوعيدية.

فأهل السنة والجماعة يقولون: إن العبد إذا تاب من الذنب غُفِر له، وإن لم يتب فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عَذَّبه؛ لقوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (2) الآية.

فهذا مذهب بين مذهبين: بين من يقول: لا يضر مع الإيمان ذنب، وبين من يقول بالوعيد بأن صاحب الكبيرة من الخالدين في النار.

ويقول أهل السنة والجماعة: العباد مأمورون بالطاعة، ومنهيُّون عن المعصية، يستحقّون العقاب على فعل المعصية، ويستحقّون الثواب على فعل الطاعة، فالمعصية إذا لم يتوبوا منها فهم معذَّبون عليها، أو يتوب الله عليهم.

والإيمان عند أهل السنة والجماعة، يزيد وينقص، زيادته بالطاعة، ونقصه بالمعصية (3)، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ

(1) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 3/ 373 - 375.

(2)

سورة الزمر، الآيتان: 53 - 54.

(3)

الأجوبة المفيدة على أسئلة العقيدة، ص58.

ص: 818

يَسْتَبْشِرُونَ} (1) ومرتكب الكبيرة ناقص الإيمان، مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.

وكما أن أهل السنة وسط في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقولون: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول، ولا يُبرئونهم من الذنوب التي هي دون الكفر؛ لكن لهم من الحسنات ما يُغطّيها، ويُنزلونهم منازلهم التي أنزلهم الله إيَّاها ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يَغلون في علي، ولا يكفِّرون أبا بكر وعمر، ويحبّونهم، ولا يضلّلون عليّاً ومعاوية، بل إن أفضل الأمة، أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي (2).

قال الطحاوي رحمه الله: ((ولا نُكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلّه (3)، ولا نقول: لا يضرّ مع الإيمان ذنب لمن عمله، ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم، والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة)) (4).

وقال الطحاوي أيضاً: ((نُسمّي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا

(1) سورة التوبة، الآية:124.

(2)

الأجوبة المفيدة على أسئلة العقيدة، ص60.

(3)

يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب، وإلا فقد امتنع كثير من الأئمة عن إطلاق القول: بأنا لا نكفر أحداً بذنب، بل يقال: لا نكفرهم بكل ذنب كما تفعله الخوارج.

(4)

شرح العقيدة الطحاوية، ص355.

ص: 819

بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم، له ما لنا، وعليه ما علينا)) (1).

ويشير الشيخ رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الإسلام والإيمان واحد، وأن المسلم لا يخرج من الإسلام بارتكاب الذنب ما لم يستحلّه، والمراد بقوله أهل قبلتنا: من يدَّعي الإسلام ويستقبل الكعبة، وإن كان من أهل الأهواء أو من أهل المعاصي، ما لم يُكذِّب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم (2)، وأهل السنة متفقون أن مرتكب الكبيرة لا يَكْفُر كفراً ينقل عن الملة بالكلية كما قالت الخوارج، إذ لو كَفَر كفراً ينقل عن الملّة، لكان مرتدّاً يُقْتَلُ على كل حال، ولا يُقبل عفو ولي القصاص، ولا تُجْرى الحدود في الزنا، والسرقة وشرب الخمر.

وهذا القول معلوم بطلانه وفساده بالضرورة من دين الإسلام، ومُتَفقون على أنَّه لا يُخرج من الإيمان والإسلام، ولا يدخل في الكفر، ولا يستحقّ الخلود مع الكافرين كما قالت المعتزلة (3).

أما من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب: كالزنا، أو شرب الخمر، أو أكل الربا، أو قتل النفس التي حرّم الله بغير حقّ، مستحلاًّ لذلك فإنه يكفر بإجماع المسلمين، فمن ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب كالزنا أو

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب فضل استقبال القبلة، برقم 391، 393.

(2)

شرح العقيدة الطحاوية ص350، الطبعة الرابعة، بتحقيق جماعة من العلماء.

(3)

شرح العقيدة الطحاوية، ص360 - 361.

ص: 820

غيره مستحلاًّ لذلك فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدّاً عن دين الإسلام.

وقد يكون مع الإنسان من الإيمان وفروعه ما يستحقّ به المدح والثواب، ومعه من شعب الكفر والنفاق ما يستحق عليه الذمّ والعقاب، ومراد الفقهاء في الكلام على المرتدّ: هو الذي لا يبقى معه من الإيمان

ما يحقن دمه.

والكفّار نوعان: أحدهما الكفار الذين لم يدخلوا في دين الإسلام، ولا انتسبوا للإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أُمّيين، ومشركين، وأهل كتاب من يهود ونصارى، ومجوس، وعبدة أوثان، ودهريِّين، وفلاسفة

وغيرهم من أصناف الكفار، فهؤلاء الجنس، دلّ الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين، على كفرهم، وشقائهم، وخلودهم في النار، وتحريم الجنة عليهم، ولا فرق بين عالمهم وجاهلهم، وأُمِّيهم، وكتابيِّهم وعوامِّهم وخواصِّهم، وهذا أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام، فهذا القسم ليس الكلام فيه، إنما الكلام في القسم الثاني الذين ينتسبون لدين الإسلام، ويزعمون أنهم مؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم يصدر منهم ما يناقض هذا الأصل، ويزعمون بقاءهم على دين الإسلام، وأنهم من أهله، فهؤلاء لتكفيرهم أسباب متعددة ترجع كلها إلى تكذيب الله ورسوله، وعدم التزام دينه ولوازم ذلك، ومن هذه الأسباب الأسباب الآتية:

السبب الأول: الشرك بالله تعالى والشرك بالرسول صلى الله عليه وسلم:

1ـ فالشرك بالله تعالى إما شرك في الربوبية، بأن يعتقد أن أحداً شريكاً

ص: 821

له، في الملك، أو التدبير، أو الخلق لبعض المخلوقات وغير ذلك.

وإما شرك في ألوهيته، وعبادته بأن يصرف نوعاً من أنواع العبادات لغير الله تعالى، بأن يدعو غير الله، أو يسجد لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يعتقد أن أحداً يستحق الألوهية والعبادة مع الله تعالى، أو يجعل بينه وبين الله وسائط، يتقرّب إليهم ليقرّبوه إلى الله تعالى، كما هو شرك المشركين الذين أخبر الله عنهم في كتابه، وأمثلة هذا لا تحصى لكن هذا أصله الذي يرجع إليه.

2 -

أما الشرك بالرسول صلى الله عليه وسلم فمنه، أنه لا يتم الإيمان بالرسول حتى يُعتَقَد أنه رسول الله إلى الإنس والجن، والعرب وغيرهم في أصول الدين وفروعه، وفي جميع أبواب الدين، وأنه خاتم النبيين لا نبي بعده، فمن اعتقد أنه رسول إلى الإنس دون الجن، أو إلى العرب دون غيرهم

أو ادَّعَى لنفسه أنه رسول، أو صدّق من ادَّعَى ذلك، فكل هذه الأمور وشبهها شرك بالرسول، وكفر بالله، وتكذيب لله ولرسوله، وخروج عن الدين (1).

السبب الثاني من أسباب الكفر: عدم الإيمان بالكتاب والسنة، وذلك أنه لا يؤمن عبد حتى يعتقد أن القرآن كلام الله تعالى، صدق كله، وحق كله، وواجب التزامه، فمن جحد القرآن أو شيئاً منه ولو آية أو امتهنه، أو استهزأ به، أو ادَّعَى أنه مُفترَى، أو مُختلق، أو ادَّعى فيه ما ادَّعاه زنادقة

(1) إرشاد أولى البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب لعبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ببعض التصرف، ص191 - 193.

ص: 822

الملاحدة من أهل الوحدة، والفلسفة من أنه تشريع للجمهور والعوام، وأنه تخيل للأمور ورموز إليها، ولم يُصرّح بالحقيقة، فكل هذا كفر بالقرآن، وخروج عن الدِّين كذلك.

وكذلك من زعم أن له خروجاً عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرع العظيم، والصراط المستقيم، وكذلك من أنكر أحداً من الأنبياء الذين نصَّ الله عليهم، أو نصَّ رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، أو شيئاً من كتب الله المذكورة في الكتاب والسنة، فهو مُكذِّب للقرآن والسّنّة، بل طريقة المؤمنين الإيمان بجميع الكتب المنزَّلة على أنبيائه ورسله إلى الخلق، لا يفرِّقون بين أحد من رسله ولا كتبه، ومن أنكر البعث، والجزاء، والجنة، والنار، فهو مُكذِّب للكتاب والسنة، ومن جحد وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة، أو الصيام، أو الحج، فهو مُكذِّب لله ولرسولِهِ وإجماع المسلمين، وهو خارج من الدِّين بإجماع المسلمين، ومن أنكر حكماً من أحكام الكتاب والسنة ظاهراً مجمعاً عليه إجماعاً قطعياً، كمن ينكر حل الخبز، والبقر، والغنم ونحوها، مما هو ظاهر، أو ينكر تحريم الزنا، أو القذف، أو شرب الخمر، فضلاً عن الأمور الكفرية، والخصال الشركية، فهو كافر مُكذِّب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مُتَّبع غير سبيل المؤمنين، وكذلك من جحد خبراً أخبر الله به صريحاً، أو أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح صريح، فهو كافر بالله ورسوله، كذلك من شكَّ في شيء من ذلك، بعد علمه به، ومثله لا يجهله، فهو كافر لأنه تارك لما وجب عليه من الإيمان،

ص: 823

مُكذِّب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (1).

تقييد لا بد منه

وهو أن المتأوِّلين من أهل القبلة الذين ضلّوا وأخطؤوا في فهم ما جاء به الكتاب والسنة، مع إيمانهم بالرسول صلى الله عليه وسلم واعتقادهم صدقه في كل ما قال: وأنَّ ما قاله كله حقّ، والتزموا ذلك، لكنهم أخطؤوا في بعض المسائل الخبرية أو العملية، فهؤلاء قد دلّ الكتاب والسنة على عدم خروجهم من الدين، وعدم الحكم لهم بأحكام الكافرين

وذلك لأجل تأويلهم وجهلهم.

والقول الفصل في أمثال هؤلاء المبتدعة المخالفين لما ثبتت به النصوص الصريحة والصحيحة أنهم في هذا الباب أنواع:

من كان منهم عارفاً بأن بدعته مخالفة للكتاب والسنة، فتبعها ونبذ الكتاب والسنة وراء ظهره، وشاقّ الله ورسوله من بعد ما تبين له الحقّ، فهذا لا شك في تكفيره.

ومن كان منهم راضياً ببدعته، معرضاً عن طلب الأدلّة الشرعية، وطلب ما يجب عليه من العلم الفارق بين الحقّ والباطل ناصراً لها، رادّاً ما جاء به الكتاب والسنة مع جهله، وضلاله، واعتقاده أنه على الحق فهذا ظالم، فاسق، بحسب تركه ما أوجب الله عليه، وتَجَرُّئِهِ على ما حرم الله تعالى، ومنهم من هو دون ذلك، ومنهم من هو حريص على اتباع الحق واجتهد في ذلك، ولم يتيسّر له من يبيّن له ذلك، فأقام على ما هو

(1) إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، ص194.

ص: 824

عليه ظانَّاً أنه صوابٌ من القول، غير متجرئٍ على أهل الحق بقوله ولا فعله، فهذا ربما كان مغفوراً له خطؤه، والله أعلم.

والمقصود أنه لا بد من هذا الملحظ في هذا المقام؛ لأنه وجد بعض التفاصيل التي كَفَّر أهل العلم فيها من اتّصف بها، وثَمَّ آخرُ من جنسها لم يكفِّروه بها، والفرق بين الأمرين: أن التي جزموا بكفره بها لعدم التأويل المسوّغ، وعدم الشبهة المقيمة لبعض العذر، والتي فصّلوا فيها القول لكثرة التأويلات الواقعة فيها.

ومما يدخل في هذا الأصل الكفر بالملائكة، والجن؛ فإن الإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان الستة، وهو في سور كثيرة من القرآن الكريم، والسنة مملوءة منه، فمن لم يؤمن بذلك لم يؤمن بالكتاب ولا بالسنة.

وكذلك الجنّ ذكرهم الله في القرآن في عدّة مواضع، وذكر من تكليفهم وصفاتهم ما ذكره، فالكفر بهم كفر بالكتاب والسنة.

وكذلك الاستهزاء بالقرآن، أو بالسنة، أو بالدين فإنه كفر وزيادة، فالكفر عدم الإيمان سواء أعرض أو عارض، وهذا معارض.

وكذلك من لم يُكَفِّر من دان بغير دين الإسلام من أي دين كان، أو شكّ في كفرهم لمناقضة ذلك نصوص الكتاب والسنة.

وكذلك من قذف عائشة رضي الله عنها بما برّأها الله منه، أو أنكر صحبة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لتصريحه بتكذيب الكتاب.

ص: 825

والحاصل أن من كذَّب الله، أو كذَّب رسوله في شيء مما أخبر (الله ورسوله) به فهو كافر، أو لم يلتزم ما أمر الله به ورسوله؛ لأن هذا كله مناقض للإيمان بالقرآن والسنة، وكل ما ذكره الفقهاء من تفاصيل المكفِّرات الصحيحة فإنه يعود إلى هذا السبب، فالكفر حق الله ورسوله، فلا كافر إلا من كفَّره الله ورسوله، فهو جحد ما جاء به الرسول، أو جحد بعضه، والله تعالى أعلم (1).

وخلاصة مذهب أهل السنة في قضية التكفير: أنهم يقولون: إنّ الفاسق من أهل القبلة لا يُنفى عنه مطلق الإيمان بفسوقه، ولا يوصف بالإيمان التام، فيقولون: هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، فلا يُعطى الاسم المطلق، ولا يُسلب مطلق الاسم، والمراد بالفسق هنا هو الأصغر، وهو عمل الذنوب الكبائر التي سمَّاها الله ورسوله فسقاً، وكفراً، وظلماً، مع إجراء أحكام المؤمنين على عاملها؛ فإن الله تعالى سمى الكاذب فاسقاً قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (2)، ومع ذلك لم يُخرج ذلك الرجل من الدين بالكلية، ولم يُنفَ عنه الإيمان المطلق، وقال صلى الله عليه وسلم:((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) (3)، وقد استبَّ كثير من الصحابة على عهده

(1) إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، ص194 - 198 بتصرف.

(2)

سورة الحجرات، الآية:6.

(3)

أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، برقم 48، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم:((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))، برقم 64.

ص: 826

- صلى الله عليه وسلم فوعظهم وأصلحهم، ولم يكفِّرهم، بل بقوا أنصاره ووزراءه في الدين، قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ

الله} (1)، فسمَّى الله تعالى كلاً من الطائفتين مؤمنة وأمر بالإصلاح بينهما ولو بقتال الباغية، وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (2)، ولم ينف عنهم الأُخوَّة أُخوَّة الإيمان لا فيما بين المقاتلين، ولا فيما بينهما وبين بقيَّة المؤمنين، بل أثبت لهم أُخوّة الإيمان مطلقاً.

وكذلك في آية القصاص أثبت الإيمان للقاتل والمقتول من المؤمنين، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان} (3)، وكذلك الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) (4)، سماهم أيضاً مسلمين بعد أن رجعوا كذلك، فقال في صفة الخوارج:((تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق)) (5).

(1) سورة الحجرات، الآية:9.

(2)

سورة الحجرات، الآية:10.

(3)

سورة البقرة، الآية:178.

(4)

أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، برقم 121، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:((لا ترجعوا بعدي كفاراً))، برقم 65.

(5)

أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، برقم 1065/ 150.

ص: 827

ومعلوم أن أصحاب علي بن أبي طالب وأهل الشام هما الفرقتان اللتان مرقت الخوارج من بينهما، قد اقتتلا اقتتالاً عظيماً، فسمّى الجميع مسلمين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في سبطه الحسن:((إن ابني هذا سيد، وسَيُصلِح الله تعالى به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) (1)، فأصلح الله تعالى به بين الفرقتين بعد موت أبيه رضي الله عنهما، في عام الجماعة. ولله الحمد والمنة.

ولا منافاة بين تسمية العمل فسقاً، أو عامله فاسقاً، وبين تسميته مسلماً، وجريان أحكام المسلمين عليه؛ لأنه ليس كل فسق يكون كفراً، ولا كل ما يُسمَّى كفراً وظلماً، يكون مخرجاً من الملّة حتى ينظر إلى لوزامه وملزوماته، وذلك؛ لأن كلاً من الكفر، والشرك، والبدعة، والظلم، والفسوق، والنفاق، جاءت في النصوص على قسمين:

أ- أكبر يُخرج من الملّة لمنافاته أصل الدين بالكليَّة.

ب- وأصغر ينقص الإيمان وينافي كماله، ولا يخرج صاحبه منه.

فكفر دون كفر، وشرك دون شرك، وظلم دون ظلم، وفسوق دون فسوق، ونفاق دون نفاق، والفاسق بالمعاصي التي لا توجب الكفر لا يخلد في النار، بل أمره مردود إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة من أول وهلةٍ برحمته وفضله، وإن شاء عاقبه بقدر الذنب الذي مات مُصِرّاً عليه، ولا يُخلّده في النار بل يخرجه برحمته ثم بشفاعة الشافعين إن كان مات على الإيمان (2).

(1) أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنه، برقم 2704.

(2)

معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم أصول التوحيد، 2/ 423.

ص: 828

وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن المعاصي صغرت أم كبرت إذا كانت دون الشرك لا تؤدّي بذاتها إلى الحكم على المسلم بالكفر، إنما يكون الكفر بسبب استحلال المعصية المُجمع على أنها معصية بتحليل ما حرّم الله، أو تحريم ما أحلَّ الله تعالى، وهذه مسألة لا يختلف فيها اثنان من العلماء، فالله تعالى يقول:{إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1).

أما الإصرار على المعصية، فإن الكافر يدخل في الإسلام بالنطق بالشهادتين، وبعد هذا الإعلان تُجرَى عليه أحكام المسلمين حتى لو كان يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر إلا إذا قال، أو فعل ما يقتضي الرِّدَّة؛ لأنّ الله تعالى أمرنا في هذه الدنيا أن نأخذ بظاهر أحوال الناس، وأن نترك البواطن لحكم الله تعالى في الآخرة، ولقد أنكر الله على من ردَّ الظاهر، فقال تعالى:{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} (2) الآية.

كما جعل الله القول سبباً في المغفرة، فقال تعالى:{فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (3)، ولكن إذا صدر عن هذا المسلم أقوال، أو أفعال تُعَدُّ من الكفر حسب تحديد الإسلام لِمَا يدخل في (باب الكفر)، وجب أن نحدِّد موقفنا من هذا الشخص، ويختلف الأمر بين الحاكم والمحكوم.

(1) سورة النساء، الآية: 116، وكذلك آية: 48 من السورة نفسها.

(2)

سورة النساء، الآية:94.

(3)

سورة المائدة، الآية:85.

ص: 829

أ- موقف الحاكم من المارقين والعصاة:

الحاكم المسلم مُكلَّف شرعاً بإقامة الحجة على هؤلاء، وذلك بمجادلتهم بالتي هي أحسن، ثم يُنفِّذ فيهم الحكم الشرعي (حكم الله ورسوله).

1 -

فإن ادَّعوا أنهم مؤمنون، ولكن الإيمان لا يُلزمهم بالصلاة، أو الحج، أو الزكاة، أو الصوم؛ لأن هذه ليست من فرائض الإسلام وأركانه، أو صلُّوا ثم استحلوا الزنا، أو الربا، أو الخمر، أو الانضمام إلى حزب يدعو إلى الكفر، والشرك، ونبذ حكم الله، وكانوا على بيِّنة من كل ذلك، وجب أن يقيم الحاكم عليهم الحدَّ الشرعي، وذلك بعد استتابتهم شرعاً؛ لأنهم ارتدُّوا إلى الكفر بعد إيمانهم.

2 -

وإن أقرُّوا بفرضيّة هذه العبادات وزعموا أنهم لا يطيقون الالتزام بها كلّها، ووعدوا بالطاعة، فقد عصموا أنفسهم من حكم الردّة والكفر، وعلى الحاكم أن يضع الوسائل العملية الكفيلة بزوال هذه الظاهرة.

3 -

ولكن إن ظلّوا على حالهم يقرُّون بالفرائض وجميع أمور الدين، ولا يعملون بذلك أو يعملون بخلافها، وجب على الحاكم أن يقاتلهم.

ففي صحيح البخاري ومسلم أنه لما انتقل الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم إلى ربِّه امتنع أقوام عن أداء الزكاة، فقاتلهم أبو بكر، وضمَّهم إلى المرتدِّين من حيث ضرورة مقاتلتهم حتى يتوبوا، وقد استنكر عمر ذلك القتال وقال: كيف نقاتلهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني

ص: 830

دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها))،فقال أبو بكر: ألم يقل إلا بحقّها؟ والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدّونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحقّ (1).

ب- أما موقف الشعب (المحكومين) من المضلَّلين والجاهلين، فليس أمام المسلم من أفراد الشعب إلا الدعوة، بالحكمة، والموعظة الحسنة، ومجادلة هؤلاء العصاة، والمضلّلين بإقامة الحجة عليهم، حتى يفصح هؤلاء عن واقعهم، ويقرّروا الصلاحية للإسلام الذي أعلنوا تبعيتهم له، أو يتّضح إصرارهم على الضلال، وادِّعاء عدم صلاحية الإسلام؛ ليسهل الحكم عليهم بالردة عنه؛ لأن المسلم والحال هذه لا يملك أن يطلق الحكم بالكفر على هؤلاء جملة، بل يكون الحكم لكل فرد حسب ما أفصح عنه عمله، واستبان به أمره من خلال أحواله، وأقواله، وأعماله؛ لأن الإسلام لم يأمر بالبحث عمّا في نفوس الناس، وليس لأحد سلطة حرمان أحد من جنة الله، أو الحكم عليه بالكفر كوسيلة لسحله، أو جرده، أو طرده، وحرمانه

فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذُهيبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها بين أربعة، فقال رجل: اتق الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((ويلك ألست أحقَّ أهل الأرض أن يتقي الله)، ثم ولَّى الرجل فقال خالد رضي الله عنه: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال: ((لا. لعله

(1) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ} ، برقم 25، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة .. ، برقم 20.

ص: 831