الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرائع، وألزم المكلَّفين بالجري على سننها (1).
المطلب الرابع: أسباب البدع
البدع لها أسباب أدت إليها ومن هذه الأسباب (2) ما يأتي:
أولاً: الجهل
، فهو آفة خطيرة، قال الله عز وجل:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (3)، وقال سبحانه:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُونَ} (4)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء، فيرفَعُ العلم معهم، ويُبقي في الناس رُؤوساً جُهَّالاً يفتون بغير علم، فَيَضِلُّون ويُضِلُّون)) (5).
ثانياً: اتباع الهوى
، من الأسباب الخطيرة التي توقع الناس في البدع، والأهواء، قال الله عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ
(1) انظر: الاعتصام، للشاطبي، 1/ 61 - 70.
(2)
انظر كثيراً من هذه الأسباب: الاعتصام للشاطبي، 1/ 287 - 365.
(3)
سورة الإسراء، الآية:36.
(4)
سورة الأعراف، الآية:33.
(5)
متفق عليه: البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس، 8/ 187، برقم 7307، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن آخر الزمان، 4/ 2058، برقم 2673.