الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من مواقف الزوجة المسلمة
روى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [لما نزلت هذه الآية: (من ذا الذي يُقْرِضُ الله قرضًا حَسَنا فيضاعفَه له) قال أبو الدحداح الأنصاري: " يا رسول الله، وإن الله ليريد منا القرض؟ "، قال: " نعم يا أبا الدحداح "، قال: (أرني يدك يا رسولَ الله "، قال: فناوله يده، قال: (فإني قد أقرضت ربي حائطي "، وله حائط فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح، فناداها: " يا أم الدحداح "، قالت: " لبيك "، قال: " اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل "، وفي رواية أنها قالت له: (رَبِح بيعُك يا أبا الدحداح "، ونقلت منه متاعها وصبيانها، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح "، وفي لفظ: " رُبَّ نخلة مُدَلَّاة عروقها دُر وياقوت لأبي الدحداح في الجنة " (605) ] والعذق: بفتح العين النخلة، وبكسرها: عرجونها، والرداح: الثقيل.
وعن محمد بن الحسين السلمي قال: (قال أبو محمد الحريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دُرًّا بثلاثين دينارًا، فقال لها بدر: " نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم "، فأجابته إلى ذلك، وقالت: " تزهد أنت، ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون " (606)) .
(605) قال في " مجمع الزوائد ": (رواه البزار، ورجاله ثقات) اهـ (6/320)، وقال في موضع آخر:(رواه أبو يعلى: والطبراني ورجالهما ثقات، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح) اهـ (9/324) ، وللقصة أصل صحيح كما حققه الشيخ أحمد شاكر في " تفسير الطبري"(5/283 -286)، وانظر:" الإصابة"(7/120) .
(606)
" أحكام النساء " ص (147) .
وقال أبو يوسف البزار:
(تزوج رياح القيسي امرأة، فبنى بها، فلما أصبح قامت إلى عجينها، فقال: " لو نظرتِ إلى امرأةٍ تكفيكِ هذا "، فقالت: " إنما تزوجت رياحا القيسي، ولم أرني تزوجت جبارًا عنيدا "، فلما كان الليل نام ليختبرها، فقامت ربع الليل، ثم نادته: "قم يا رياح "، فقال: "أقوم"، فقامت الربع الآخر، ثم نادته، فقالت: " قم يا رياحا، فقال: " أقوم "، فلم يقم، فقامت الربع الآخر، ثم نادته، فقالت: " قم يا رياح"، فقال: " أقوم "، فقالت: " مضى الليل، وعَسكَرَ المحسنون، وأنت نائم، ليت شِعري من غَرَّني بك يا رياح؟ ، قال: " وقامت الربع الباقي ")(607) اهـ.
وقال رياح: (اغتممتُ مرة في شيء من أمر الدنيا، فقالت: " أراك تغتم لأمر الدنيا، غرَّني منكم شُميط (608) ، ثم أخذت هُدْبَةً من مِقْنَعَتِها (609)، فقالت:" الدنيا أهون عَلى من هذه ") (610) اهـ.
وقال الحسين بن عبد الرحمن:
حدثني بعض أصحابنا قال: (قالت امرأة حبيب أي محمد، وانتبهت ليلة، وهو نائم، فأنبهته في السحر، وقالت: " قم يا رجل فقد ذهب الليل، وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قُدامنا، ونحن قد بقينا ")(611) .
(607)"صفة الصفوة "(4/43 - 44) .
(608)
وهو " شُمَيط بن العجلان " الذي زَوَّجَها من " رياح القيسي".
(609)
المقنَعَة: ما تغطي به المرأة رأسها، وهو أصغر من القناع، والهدبة: الخيط الصغير، وما يشبهه.
(610)
"صفة الصفوة "(4/44) .
(611)
"السابق"(4/33) .
و (أجمع المؤرخون على أن جميع الأعمال الطيبة، والأفعال الحسنة التي قام بها المهدي (612) ، فأكسبته الشهرة الفائقة، إنما كانت بتأثير زوجته " الخيزران ") (613) .
وفي العصر المتأخر كان للزوجة العاقلة أكبر الأثر في نصرة أعظم حركة تجديدية شهدتها الأمة منذ أوائل القرن الثاني عشر الهجري حتى يومنا هذا:
إذ لما قدم شيخ الإسلام " محمد بن عبد الوهاب " رحمه الله إلى " الدرعية " ليعرض دعوته على أميرها " محمد بن سعود " لعله ينصره بسيفه، ويحمى الدعوة التجديدية الوليدة، أوعز تلميذ شيخ الإسلام الشيخ " أحمد بن سويلم العريني " إلى " ثنيان " و " مشاري " أخوي الأمير " محمد بن سعود"، وكانا من أنصار الشيخ وأتباعه، أوعز إليهما أن يستكشفا رأي أخيهما الأمير محمد في شأن الشيخ، ويقفا على مدى استعداده لمناصرة دعوته، فلم يترددا في قبول طلبه، وخَفا مسرِعَيْن إلى دار أخيهما الأمير محمد، وشرعا أولا بمفاوضة زوجته المسماة " موضى بنت أبي وهطان " من آل كثير، وكانت امرأة مشهورة بوفرة الذكاء والنباهة وسعة الإدراك، وقد تحدث الأخَوان إلى زوجة أخيهما طويلًا في المهمة التي جاءا من أجلها، وعن الدعوة التي يدعو إليها الشيخ، ومدى فائدتها في محاربة البدع والخرافات، ومكانة الشيخ، وما هو عليه من علم ومعرفة، وصفة ما يأمر به وينهى عنه، وأخيرًا طلبا إليها أن تفاوض زوجها لمناصرة
(612) هو الخليفة محمد بن عبد الله المنصور.
(613)
" مرآة النساء " ص (86) ، وهي أم الهادي، وهارون الرشيد، ملكة حازمة، عاقلة، لبيبة، دينة، خيرة، متفقهة، أخذت الفقه عن الإمام الأوزاعي، كما في " الأعلام "(2/375) .
الشيخ، وشَد أُزرِه، وإشهار السيف من غِمده في سبيل نصرة الدعوة التي يدعو إليها، فَوَعَدَتهما خيرًا، وتم الاتفاق على ذلك، ونقلت السيدة " موضى" إلى زوجها ما دار بينها وبين أخويه من الحديث، وَدَعَتْهُ إلى تأييد الشيخ، ونصرة دعوته، وقالت له: إن هذا الرجل قدم إلى بلدك، وهو غنيمة ساقها الله تعالى إليك، فأكرِمْه، وعظمْه، واغتنم نُصرتَه "، ثم رَغبَتْهُ، وحسنت إليه القيام بزيارة خاصة إلى دار الشيخ " أحمد بن سويلم" لمقابلة الشيخ، لتكون إعلانا جهارًا للملأ بأنه على نصرته، وتحت حمايته، لكي يعظمه الناس، ويكرموه، فوافق الأمير محمد على نصيحة زوجته) ، وتم اللقاء بينهما حيث أفاض الشيخ في شرح دعوته إلى التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وتمت البيعة بينهما، وعقد التحالف على قيام الأمير " محمد بن سعود " بشد أزر الشيخ ونصرة دعوته، ودخل الشيخ البلد تلبية لدعوة الأمير، واتخذ له منزلا بالقرب من دار الأمير " محمد بن سعود " (614) اهـ.
وقد كان لهذه المرأة الصالحة الصادقة أكبر الأثر في مؤازرة زوجها وتشجيعه، وحثه على الصبر والسلوان حينما اندحر الجيش الذي قاده ولده عبد العزيز وهزم هزيمة نكراء في " حائر "(615) .
(614) انظر: " تاريخ الجزيرة العربية في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب " لحسين خلف الشيخ خزعل ص (159 - 161) ، وكذا " السعوديون والحل الإسلامي" ص (112) ، " مجلة البحوث الإسلامية " العدد السابع عشر ص (360) عام 1406 - 1407 هـ.
(615)
" السابق " ص (252) ، ومن فضائل هذه المرأة العاقلة أن في كتفها وتحت عينها نشأ ابنها الإمام المجاهد، والبطل المجالد، أمير المسلمين في زمانه، العلامة الزاهد العابد، بقية السلف الصالح، تلميذُ إمام الدعوة السلفية: عبد العزيز بن محمد ابن سعود، الملقب بـ " مهدي زمانه "، المقتول غدرًا بيد رافِضي خبيث في صلاة العصر وهو ساجد سنة 1218 هـ، رحمه الله، وعفا عنه، وتقبله في الشهداء.
الحق الرابع: حفظ السر:
فلا يذكر أحدهما قرينه بسوء بين الناس، ولا يفشي سره، ولا يخبر بما يعرفه عنه من العيوب الخفية، قال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله.
قال البغوي رحمه الله: " أي: قيمات بحقوق أزواجهن، والقنوت: القيام، والقنوت: الدعاء، وقيل: قانتات: أي: مُصَلِّيات، ومنه قوله عز وجل:(أمن هو قانت آناء الليل)(616) الآية الزمر (9) .
(616)" شرح السنة "(9/157) .
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: (قال الثوري وقتادة: " حافظات للغيب ": يحفظن في غيبة الأزواج ما يجب حفظه في النفس والمال، وروى ابن جرير والبيهقي من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتهما أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها " وقرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية) وقال: (أقول: ويدخل في قوله هذا وجوب كتمان كل ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة، ولا سيما حديث الرفث، فما بالك بحفظ العرض؟ ! وعندي أن هذه العبارة أبلغ ما في القرآن من دقائق كنايات النزاهة، تقرؤها خرائد العذارى جهرا، ويفهمن ما تومئ إليه مما يكون سرا، وهن على بعد من خطرات الخجل أن تمس وجدانهن الرقيق بأطراف أناملها، فلقلوبهن الأمان من تلك الخلجات، التي تدفع الدم إلى الوجنات، ناهيك بوصل حفظ الغيب (بما حفظ الله) فالانتقال السريع من ذكر ذلك الغيب الخفي، إلى ذكر الله الجلي، يصرف النفس عن التمادي في التفكير فيما يكون وراء الأستار، من تلك الخفايا والأسرار، وتشغلها بمراقبة الله عز وجل.
وفسروا قوله تعالى: (بما حفظ الله) بما حفظه لهن في مهورهن، وإيجاب النفقة لهن - يريدون أنهن يحفظن حق الرجال في غيبهم جزاء على المهر ووجوب النفقة المحفوظين لهن في حكم الله تعالى، وما أراك الا ذاهبا معى إلى وهَن هذا القول وهزاله، وتكريم أولئك الصالحات بشهادة الله تعالى أن يكون حفظهن لذلك الغيب من يد تلمس، أو عين تبصر، أو أذن تسترق السمع، معللا بدراهم قبضن، =
فالصالحة عابدة لله تعالى تعين زوجها على تطبيق الإسلام على نفسه وعلى أسرته، وأما حفظ الغيب فهو واجب على كلا الزوجين، لكنه في حق المرأة آكد وأقوى، لأن الخطر في تساهلها عظيم جدا، يهدد بأفظع النتائج الدينية والدنيوية، ويدمر الأسرة، فالمرأة الصالحة حافظة لزوجها في غيابه: من عِرض فلا تزني، ومن سر فلا تفشي، ومن سمعة فلا تجعلها مضغة في الأفواه.
ومن حفظ السر: عدم نشر ما يكون بين الزوجين متعلقًا بالوقاع ونحوه، وقد ثبتت أحاديث في تحريم ذلك:
منها: ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي (617) إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر (618) ...................................
= ولقيمات يرتقبن، ولعلك بعد أن تمج هذا القول يقبل ذوقك ما قبله ذوقي، وهو أن الباء في قوله:(بما حفظ الله) هي صِنْوُ باء: " لا حول ولا قوة إلا بالله" وأن المعنى: حافظات للغيب بحفظ الله، أى: بالحفظ الذي يؤتيهن الله إياهن بصلاحهن، فإن الصالحة يكون لها من مراقبة الله تعالى وتقواه ما يجعلها محفوظة من الخيانة، قوية على حفظ الأمانة، أو حافظات له يسبب أمر الله بحفظه، فهن يطعنه، ويعصين الهوى) اهـ من " حقوق النساء في الإسلام" ص (48- 50) ..
(617)
أي: يصل إليها بالمباشرة والمجامعة ومنه قوله تعالى: (وقد أفضى بعضكم إلى بعض ".
(618)
وقد أضاف الحديث الشر إلى الرجل وحده، لأنه أجرأ في الكشف عن مثله، وليس معنى ذلك أن ذكر الإفضاء حرام على الرجل مباح للمرأة، فالتحريم يشملهما معا، قال النووي رحمه الله:(ومجرد ذكر الجماع - إن لم تكن فيه فائدة، ولا حاجة إليه - فمكروه، لأنه خلاف المروءة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت" اهـ من " شرح النووي لصحيح مسلم" (10/9) ، ولهذا فإن التشريع الحكيم لا يبيح ذكره تعريضا إلا إذا كان لتعليم درس، أو طلب إعلام فقهي، أو مقاضاة بين زوجين، ويترتب على ذكره فائدة، وهكذا كان أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال لأبي طلحة رضي الله عنه:" أأعرستم الليلة؟ "، وقال لجابر رضي الله عنه: " الكيسَ، الكيسَ، يعني الولد، وهو لا يأتي إلا بالنكاح، وعن مجاهد في تفسير قوله تعالى:(وإذا مروا باللغو مروا كراما قال: (إذا أتوا عل ذكر النكاح كنوا عنه) رواه ابن أبي شيبة (4/391) .
سرها " (619) ، ومنها ما روته أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجال والنساء قعود، فقال: " لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟ ! "، فأرَمَّ (620) القوم، فقلت: " أي والله يا رسول الله! إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون "، قال: " فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق، فغشيها والناس ينظرون " (621) .
الحق الخامس: المبيت في الفراش، والإعفاف:
فلا يجوز لأحد الزوجين أن يغمطه صاحبه مع القدرة عليه: فالمرأة يجب عليها أن تلبي زوجها كلما أرادها على ذلك، وإن لم يكن لديها ميل إليه، إلا لعذر مانع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا دعا الرجل امرأته إلى فِراشه (622) ، فأبت أن تجيء، فبات غضبانَ، لعنتها الملائكة حتى تصبح "، وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه، فتأبى
(619) رواه ابن أبي شيبة (4/391) ، ومن طريقه مسلم رقم (1437)(10/8) - نووي، والإمام أحمد (3/69) بلفظ:(إن من أعظم الأمانة عند الله) ، وأبو نعيم (10/236 - 237) ، وابن السني رقم (608) ، والبيهقي (7/193 - 194) ، وفيه عمر بن حمزة العمري، قال ابن القطان:(وعمر ضعفه ابن معين، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، فالحديث به حسن لا صحيح) اهـ. كذا نقله عنه المناوي في " فيض القدير"(2/539) .
(620)
أي: سكتوا، ولم يجيبوا.
(621)
أخرجه الإمام أحمد (6/456) ، وله شواهد يرتقي بها إلى الصحة أو الحسن، ذكرها الألباني في " آداب الزفاف" ص (144) .
(622)
(الظاهر أن الفراش كناية عن الجماع، ويقويه قوله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش"، أي لمن يطأ في الفراش، والكناية عن الأشياء التي يُستحيى منها كثيرة في القرآن والسنة) اهـ نقله الحافظ عن " ابن أبي جمرة" فانظر "فتح الباري"(9/294) .
عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها " (623) ، وفي رواية أخرى قال: " إذا باتت المرأة مُهاجِرةً فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح"، وفي أخرى: " حتى ترجع" (624) .
وعن طلق بن على رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنور "(625) . وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قَتَب (626) ، لم تمنعه........................
(623) وفي هذا الحديث أًن سخط الزوج يوجب سخط الرب، وهذا في قضاء الشهوة، فكيف إذا كان في أمر الدين؟!
(624)
رواه البخاري (9/258) في النكاح: باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، وفي بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (1436) في النكاح: باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، وأبو داود - ولفظ الأولى له - رقم (2141) في النكاح: باب حق الزوج على المرأة، والدارمي (2/149 - 150) ، والإمام أحمد (2/ 255، 348، 386، 439، 468، 480، 519، 538) .
(625)
أخرجه الترمذي رقم (1160) في الرضاع: باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وقال:" حسن غريب "، وصححه الألباني في " الصحيحة " رقم (1202) ، وابن حبان (1295- موارد) ص (315) ، والإمام أحمد (4/ 22 -23) ، والبيهقي (7/292)، وقوله:" وان كانت على التنور، (معناه: فلتجب دعوته وإن كانت تخبز على التنور، مع أنه شغل شاغل لا يتفرغ منه إلى غيره إلا بعد انقضائه، قال ابن الملك: " وهذا بشرط أن يكون الخبز للزوج، لأنه دعاها في هذه الحالة، فقد رضى بإتلاف مال نفسه، وتلف المال أسهل من وقوع الزوج في الزنا) اهـ. من " مرقاة المفاتيح"(3/467) .
(626)
أي: رَحْل - وفي " النهاية ": (القَتَب للجمل كالإعلاف لغيره، ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهن، وأنه لايسعهن الامتناع في هذه الحال، فكيف في غيرها؟) اهـ. (4/11) (وقيل: إن نساء العرب كن إذا أردن الولادة جلسن على قتب، ويقال إنه أسهل لخروج الولد، فأراد تلك الحالة، قال أبو عبيد: كنا =
نفسها (627) .
وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجتهُ من الحور العين: " لا تؤذيه قاتلكِ الله، فإنما هو عندكِ دخيل (628) ، يوشك أن يفارقكِ إلينا " (629)) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون "(630) .
= نرى أن المعنى: وهي تسير على ظهر البعير فجاء التفسير بغير ذلك) اهـ من " حاشية السندي على ابن ماجه "(1/570) .
(627)
قطعة من حديث رواه ابن ماجه (1/570) ، والإمام أحمد (4/381) ، وابن حبان ص (314) ، رقم (1290- موارد) ؛ والبيهقي (7/292)، وله شاهد من حديث زيد بن أرقم ذكره المنذري في " الترغيب" وقال:(رواه الطبراني بإسناد جيد) اهـ (3/58) ، وانظر " السلسلة الصحيحة " رقم (1203) .
(628)
الدخيل: الضيف والنزيل، يعني: هو كالضيف عليك، وأنت لست بأهل له حقيقة، وإنما نحن أهله، فيفارقك قريبا، ويلحق بنا.
(629)
رواه الترمذي رقم (1174) في الرضاع: باب رقم (19) ، وابن ماجه رقم (2014) ، والإمام أحمد (5/242) ، وصححه الألباني في الصحيحة، رقم (173) .
(630)
رواه الترمذي رقم (360)، وقال:" حسن غريب "، وحسنه الألباني في " المشكاة " رقم (1122) .