الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول:
روايتها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
-.
وهي أحاديث «مسندها» ستأتي في الباب الثالث، وقد بلغت تسعة وأربعين (49) حديثاً، عدد الرواة عنها (27) راوياً. وفي مقدمة الباب تمهيد وإحصاءٌ لهذه الأحاديث.
علمها عند أهل السنة والجماعة:
لاشك أنها في الدرجة العالية من العلم، وقد حفِظَتْ كثيراً من أقوال وأفعال وهدي أبيها صلى الله عليه وسلم منذ أن عقلت نفسها إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، لكنها لم تحدِّث به لعدم احتياج الناس إليها في حياة أبيها صلى الله عليه وسلم، فبيتُها مجاور لأبيها، والناس يسألون والدَها صلى الله عليه وسلم ويَروُون عنه، ولم تفارق المدينة النبوية ـ إلا مع أبيها ـ فلم يحتج الناس لسؤالها وحديثِها، ولم تطلْ مدَّتُها بعد أبيها فقد ماتت بعده بستة أشهر، وربما لو قُدِّر لها العمر المديد، لنَشَرَتْ علماً غزيراً كما نشرَتْ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وغيرها، أو أكثر.
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (ثمَّ إنَّ ما لم يحصُل بها مِنَ الانتفاع بالعلم، لم يكن مِنْ تقصيرها، بل لِسُرعة انتقالها بعده صلى الله عليه وسلم، وجاز أنَّها لو عاشت مثَلاً، لانتَشَرَ عنها مِن ذلك قدرُ ما انتَشَرَ عن غيرها، واللَّهُ أعلم).
(1)
ولم يَروِ أحدٌ من أولادِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عنه غيرُ فاطمة ـ فيما وصل إلينا من الأحاديث ـ. وسيأتي مزيد بيان في مقدمة الباب الثالث.
هذا، وقد ذكر ابنُ حزم رحمه الله أصحاب الفتيا من الصحابة رضي الله عنهم، على طبقات ثلاث: المكثرين من الفتيا، ثم المتوسطين، ثم قال:
…
(والباقون منهم مُقِلُّون في الفتيا، لا يُروى عن الواحدِ منهم إلا المسألةُ والمسألتان، والزيادة اليسيرة على ذلك؛ يُمكن أن يُجمع من فتيا جميعِهم جزءٌ صغير فقط، بعد التقصِّي والبحث،
…
ثم ذكرَهم، ومنهم: (
…
وسيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم).
وقد نقل ذلك عنه ابنُ القيم رحمه الله.
(2)
(1)
«الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» للسخاوي (2/ 933).
(2)
«الإحكام في أصول الأحكام» لابن حزم (5/ 93 ـ 94)، «أصحاب الفتيا من الصحابة، ومن بعدهم على مراتبهم في كثرة الفتيا» لابن حزم ـ طبعة ملحقة بكتاب: «جوامع السيرة» لابن حزم ـ تحقيق إحسان عباس ـ (ص 321)، «إعلام الموقعين عن رب العالمين» لابن القيم (2/ 19 ـ 20).
ــ رُوي عن فاطمة رضي الله عنها في قول اللَّه تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (سورة آل عمران، آية: 7). الوقفُ على قوله: {إِلَّا اللَّهُ} .
(1)
* * *
(1)
نسبَ هذا القول إليها: عبدالقادر الجيلي، فيما نقله عنه: ابنُ القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» ـ ط. عالم الفوائد ـ (ص 424). ولم أجده عن فاطمة في غير هذا المصدر.
والخلاف في المسألة مشهور، والوقف هو قول أكثر أهل العلم: من المفسرين والقرَّاء والنحويين، قاله أبو عمرو الداني في «المكتفى في الوقف والابتداء» (1/ 195).
وانظر في المسألة: «معجم القراءات القراءنية» د. عبداللطيف الخطيب (1/ 445).