الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لوح فاطمة
قال أ. د. ناصر القفاري ـ وفقه اللَّه ـ:
(وهذا ــ كما يؤخذ من رواياتهم ــ غير مصحف فاطمة، لأنَّ مصحف فاطمة نزلَ بعد وفاةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم بواسطة الملَك، وكتبَه عليٌّ من فَمِ الملَك، وسلَّمَه لفاطمة، أو نزلَ جملةً واحدةً بواسطة ثلاثة من الملائكة
…
إلى آخر ما بيَّنا من أوصاف القوم لهذا الكتاب.
أما لوح فاطمة فله صفاتٌ أخرى منها:
أنه نزلَ على الرسُولِ صلى الله عليه وسلم وأهداه لفاطمة، إلى غير ذلك من أوصافِه، وقد نقلُوا عن لوحِ فاطمة بعضَ النصوص التي تؤيد عقائدَهم.
ويبدو أنَّ هذا الخبر عن «لوح فاطمة» والنصَّ المنقول منه على درجة
عالية من السرِّيَّةِ، ففي نهاية النص ـ كما سيأتي ـ أمْرٌ بكتمانِه عن غير أهله؛ فهو سِرٌّ من أسرَارِهِم، ولا ندري كيف تَسَرَّبَ؟ ولماذا تَسرَّب؟ ومتى؟
وإليكَ النص:
روى صاحب «الوافي عن الكافي» عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه قال: قال أبي لجابرِ بن عبداللَّه الأنصاري: إنَّ لي إليك حاجة متى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟
قال له جابر: في أيِّ الأحوال أحببَتَ.
فخلا به في بعض الأيام، فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيتَه في يدِ أمِّي فاطمةَ بنتِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وما أخبرتْكَ به أمِّي أنه في ذلك اللوح مكتوب؟
فقال جابر: أشهدُ باللَّه أني دخلتُ على أمِّكَ فاطمة عليها السلام في حياة رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، فهنَّيتُها بولادَةِ الحسين، فرأيتُ في يديها لَوحَاً أخضَر، ظننتُ أنه مِن زمُرُّد، ورأيتُ فيه كتابَاً أبيض شِبهُ لَون الشمس، فقلت لها: بأبي وأمي أنتِ يا بنتَ رسُولِ اللَّه، ما هذا اللوح؟
فقالت: هذا لوحٌ أهداهُ اللَّهُ تعالى إلى رسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فيه اسمُ أبي، واسمُ بَعْلِي، واسمُ ابنِي، واسمُ الأوصياء من ولَدِي، وأعطانيه أبي ليُبَشِّرَنِي بذلك.
قال جابر: فأعطتنيه أمُّك فاطمة عليها السلام، فقرأتُه، واستَنْسَخْتُهُ، فقال أبي: فهل لك يا جابرُ أن تَعرضَهُ عليَّ؟ قال: نعم، فمَشَى معه أبي إلى منزل جابر، فأخرجَ صَحِيفةً من رَقٍّ، فقال: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ عليه، فنظر جابرُ في نسخته وقرأ أبي، فما خالَفَ حرفُ حرفاً، فقال جابر: أشهدُ باللَّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبَاً:
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللَّه العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظِّمْ يا محمد أسمائي واشكر نعمائي
…
».
(1)
(1)
«أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية ـ عرض ونقد ـ» (2/ 598 ـ 599).
وقال د. القفاري: انظر نصَّه في كتب الشيعة: «الكافي» للكليني (1/ 527 ـ 528)،
…
«الوافي ـ أبواب العهود بالحجج والنصوص عليهم صلوات الله وسلامه» للفيض الكاشاني (المجلد الأول: 2/ 72)، «الاحتجاج» للطبرسي (1/ 84 ـ 87)، «إكمال الدين» لابن بابويه القمي (ص 301 ـ 304)، «أعلام الورى» للطبرسي ـ صاحب مجمع البيان ـ (ص 152)، «الاستنصار» للكراجكي (ص 18).
قلت: وانظر أيضاً عن «لوح فاطمة» : «أصول الكافي» (1/ 317)، «فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد» للرافضي: محمد كاظم القزويني (ص 225)، «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء» للرافضي: إسماعيل الزنجاني الخوئيني (19/ 291 و 331).
ثم ذكر د. القفاري دعوى الرافضة نزول اثنتي عشرة صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة.
(1)
وإن هذه الدعاوى الخرافية المناقضة لدين الإسلام في: إتمامه وكماله، وحفظ القرآن، وختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وانقطاع الوحي بموته؛ يكفي عرضُها عن الردِّ عليها، والحمد لله على نعمة الإسلام والسُّنَّة والجماعة، وعلى نعمة العقل.
* * *
(1)
«أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ـ عرض ونقد ـ» (2/ 599 وما بعدها).