الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني:
تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إياها
.
102.
[1] عن عَلِيِّ بن أبي طالب، أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنهما أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ:«عَلَى مَكَانِكُمَا» ، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ:«أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ــ أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا ـ فَسَبِّحَا ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» . أخرجه: البخاري ومسلم.
وفي رواية عند أبي داوود في «سننه» أنه قال لها: «اتَّقِي اللَّه
…
يا فاطمة، وأدِّي فريضة ربك، واعمَلي عمَل أهلِكِ، فإذا أخذتِ مضجَعَكِ فسبِّحي ثلاثاً وثلاثين .... الحديث.
وعند مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت فاطمةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال لها: «قولي: اللَّهم ربَّ السماوات وربَّ الأرض وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالقَ الحبِّ والنَّوى، ومنزلَ التَوراةِ والإنجيلِ والفُرقَان، أعوذُ بِكَ من شرِّ كل شيء أنتَ آخِذٌ بناصيته، اللَّهم أنتَ الأول فليس قبلَكَ
شَيءٌ، وأنتَ الآخِر فليس بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظاهر فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فلَيس دُونَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّين، وأغَنِنَا مِن الفَقْرِ».
وعند أحمد في «مسنده» ، والدولابي، والطبراني من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة فقالت: يا رسُولَ اللهِ، واللهِ لقد مجلَتْ يدَاي من الرَّحى، أطحَنُ مرةً، وأعجِنُ مرَّة
…
الحديث، وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم لها: وإذا صليتِ صلاةَ الصبح، فقولي: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه إلا أن يكون الشرك،
…
لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وهو حرسك، ما بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية، من كل شيطان، ومن كل سوء». لفظ أحمد.
سبق تخريج هذه الأحاديث برقم (56)، وانظر أيضاً: الباب الثالث: الحديث رقم (26) من مسند فاطمة.
* * *
103.
[2] قال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرنا عبدالرحمن بن محمد بن سلَّام، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني عثمان بن مَوْهَب الهاشمي، قال: سمعتُ أنسَ بن مالك رضي الله عنه يقول: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «ما يمنعك أن تسمعي ما أُوصيكِ به، أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْنِي إلى نفْسِي طَرْفَةَ عَيْن» .
[«السنن الكبرى» للنسائي (9/ 212) رقم (10330)]
دراسة الإسناد:
ــ عبدالرحمن بن محمد بن سلَّام بن ناصح البغدادي، أبو القاسم مولى بني هاشم، وقد يُنسب إلى جَدِّه، سكَنَ طَرسُوس.
ثقة.
قال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: لا بأس به. وقال في موضع آخر: ثقة، وكذا وثقه الدارقطني. وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال: ربما خالف.
قال ابن حجر في «التقريب» : لا بأس به.
(1)
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (5/ 282)، «الثقات» لابن حبان (8/ 383)، «سؤالات السلمي للدارقطني» رقم (236)، «تهذيب الكمال» (17/ 391)، «تهذيب التهذيب» (6/ 266)، «تقريب التهذيب» (ص 382).
ــ زيد بن الحُباب التميمي العُكْلي الخراساني ثم الكوفي.
صدوق يخطئُ خاصةً في حديث الثوري.
وثَّقَهُ: ابنُ معين، وابنُ المديني، والعجليُّ، والدراقطنيُّ.
وقال أبو حاتم: صدوقٌ صالِح.
وقال الإمام أحمد: كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثيرَ الخطأ.
وقال ابن معين: كان يقلب حديث الثوري، ولم يكن به بأس.
وذكره ابن حبان في الثقات» وقال: (وكان ممن يخطئ، يُعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيها المناكير).
قال الذهبي: لم يكن به بأس، قد يَهِم.
وقال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري.
(1)
ــ عثمان بن مَوْهَب الكوفي الهاشمي مولاهم.
مقبول ـ حيثُ يُتابَع وإلا فليِّنُ الحدِيث ـ.
(1)
ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدرامي (ص 108) رقم (342)، «الثقات» للعجلي
…
(1/ 378) رقم (526)، «الجرح والتعديل» (3/ 561)، «الثقات» لابن حبان
…
(8/ 250)، «تهذيب الكمال» (10/ 40)، «الكاشف» (2/ 442)، «تهذيب التهذيب» (3/ 402)، «تقريب التهذيب» (ص 257).
قال المزي وابن حجر: وليس بعثمان بن عبداللَّه بن موهب.
(1)
روى عن: أنس بن مالك ـ عند النسائي في عمل اليوم والليلة وهو هذا الحديث ـ.
تفرَّدَ عنه: زيد بنُ الحباب، قاله: الذهبي والعراقي.
سئل عنه أبو حاتم، فقال: صالح الحديث.
قال ابن حجر في «التقريب» : (روى عن أنس، مقبول، من الخامسة، وهو غَيرُ عثمان بن عبداللَّه بن موهب).
ليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث ـ محل الدراسة ـ.
(2)
(1)
عثمان بن عبداللَّه بن مَوْهَب التيمي مولاهم المدني الأعرج، وقد يُنسب إلى جدِّه، ثقة، من الرابعة (ت 160 هـ) أخرج له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
…
«تقريب التهذيب» (ص 416).
وابنُ عدي ـ كما سيأتي في التخريج ـ يرى أنه: عبيداللَّه ويقال: عبداللَّه بن عبدالرحمن بن عبداللَّه بن مَوهَب التيمي المدني، روى عن عمِّه: عُبيداللَّه بن عبدِاللَّه بن مَوهب، ليس بالقوي، من السابعة، أخرج له البخاري في «جزء القراءة» ، والنسائي، وابن ماجه. «تقريب التهذيب» (ص 404) ترجمة رقم (4314).
(2)
ينظر: «الجرح والتعديل» (6/ 169)، «تهذيب الكمال» (19/ 499)، «ميزان الاعتدال» (3/ 64)، «ذيل الكاشف» للعراقي (ص 194) رقم (1029)، «تهذيب التهذيب» (7/ 156)، «تقريب التهذيب» (ص 417).
تخريج الحديث:
أخرجه: النسائي في «سننه الكبرى» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه:
…
[الضياء المقدسي في «المختارة» (6/ 301) رقم (2320)]، والضياء المقدسي ـ أيضاً ـ من طريق آخر (6/ 301) رقم (2321) عن عبدالرحمن بن محمد بن سلام.
ــ وابن أبي الدنيا في «الدعاء» ـ كما في «إتحاف السادة المتقين» للزبيدي (5/ 66) ـ، ومن طريق ابنِ أبي الدنيا: [الحاكم في «المستدرك»
…
(1/ 730) رقم (2000)، وعن الحاكم: البيهقي في «الأسماء والصفات»
…
(1/ 285) رقم (213)، ومن طريق الحاكم: الضياء المقدسي في
…
«الأحاديث المختارة» (6/ 301) رقم (2322)] عن الحسن بن الصبَّاح.
ــ والبزار في «البحر الزخار» (13/ 49) رقم (6368)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 48) رقم (48)، والضياء المقدسي في
…
«المختارة» (6/ 300) رقم (2319)، ومن طريقه:[ابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 407)] عن سلمة بن شبيب.
ــ والخرائطي في «مكارم الأخلاق» ـ ط. الفاروق ـ (4/ 202) رقم
…
(1055)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2/ 212) رقم (746) من طريق الحسن بن علي الحلواني.
ــ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 48) رقم (48) من طريق هارون بن عبداللَّه.
ــ وابن عدي في «الكامل» (4/ 328)
(1)
، ومن طريقه:[البيهقي في «شعب الإيمان» (2/ 212) رقم (745)] عن ابن صاعد، عن أبي هاشم الرفاعي.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 135) رقم (199) من طريق إسحاق بن إبراهيم الصفار.
سبعتهم: (عبدالرحمن بن محمد بن سلام، والحسن بن الصباح، وسلمة بن شبيب، والحسن الحلواني، وهارون بن عبداللَّه، وأبو هاشم الرفاعي، وإسحاق الصفار) عن زيد بن الحباب، عن عثمان بن موهب
(2)
الهاشمي
(1)
في ترجمة: عبيداللَّه بن عبد الرحمن بن موهب مديني، يروي عن القاسم، قال ابن عدي: وهو ضعيف، ونقل قول النسائي: ليس بالقوي. وقال في آخر الترجمة: (ولعبيد اللَّه بن موهب غير ما ذكرت من الحديث، وهو حسن الحديث، يكتب حديثه).
(2)
جاء عند الحاكم [في طبعات «المستدرك» وكذا في «إتحاف المهرة» (2/ 138)]، ومن طريقه: الضياء المقدسي: عثمان بن عبداللَّه بن مَوْهَب. وليس كذلك عند ابن أبي الدنيا، والبيهقي، وقد رواه الحاكم من طريق ابن أبي الدنيا.
ولعل هذا وَهْمٌ من الحسن بن الصبَّاح البزار، لمخالفته الجماعة، والحسن صدوق يهم، وكان عابداً فاضلاً كما في «تقريب التهذيب» (ص 199).
وأيضاً عند الحاكم ومن رواه من طريقه: (حدثنا الحسن بن الصباح، وغيره، قالوا: حدثنا زيد بن الحباب) فأضاف مع الحسن غيرَه، وليس كذلك عند ابن الدنيا، ولعله وهم ممن دون الحسن.
وجاء في حديث أبي هاشم الرفاعي: ابن موهب، فقال ابن عدي:(قال لنا ابن صاعد: وابن موهب هذا هو: عبيداللَّه بن عبد الرحمن بن موهب، حدَّث عن أنس غير حديث. هكذا قال لي ابن صاعد).
مولاهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقد أخرجه المعمري في «عمل اليوم والليلة» من طريق زيد بن الحباب ـ كما في «نتائج الأفكار» لابن حجر (2/ 407 ـ 408) ـ.
ــ حديث سلمة بن شبيب عند ابن السني: (ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث). وليس فيه الزيادة، وذكر أنها جاءت في حديث هارون بن عبداللَّه.
وجاء عند البيهقي في «الشعب» (2/ 212) بعد ذكر الحديث قوله:
…
(قال زيد: وكان مسعر يسألني عن هذا الحديث
…
).
أقوال الأئمة:
قال البزار عقب الحديث: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد).
وقال الحاكم: (حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه).
قلت: بناءً على أنَّ عثمانَ هو ابن عبداللَّه بن موهب ـ من رجال
الشيخين ـ والصواب أنه غيره من رجال النسائي فقط.
وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (1/ 457): (رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح، والحاكم، وقال صحيح على شرطهما).
وقال ابن حجر في «نتائج الأفكار» (2/ 407): هذا حديث حسن غريب.
وصحح إسنادَه الألبانيُّ في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (1/ 449) رقم (227).
وقد روي من وجه آخر ــ وفيه قصة ــ:
أخرج: ابن حبان في «الثقات» (6/ 398)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (4/ 43) رقم (3565)، وفي «المعجم الصغير» (1/ 270) رقم (444)، وفي «الدعاء» (2/ 1211) رقم (1046) من طريق نصر بن علي الجهضمي
(1)
، قال: حدثنا سلمة بن حرب بن
زياد الكلابي
(2)
، قال: حدثني
(1)
ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 590).
(2)
مجهول، ذكر ابن أبي حاتم أن: (سلمة بن حرب بن زياد الكلابي روى عن أبي مدرك عن أنس، روى عنه نصر بن علي الجهضمي. قال: سألت أبي عنه فقال: هو مجهول،
…
وأبو مدرك مجهول).
وقد ذكرَه ابن حبان في «الثقات» .
ينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (4/ 159)، «الثقات» لابن حبان
…
(6/ 398)، «لسان الميزان» (4/ 115).
أبو مدرك
(1)
قال: حدثني أنس رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المسجد، حتى إذا طلعت الشمس، خرجَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واتَّبَعْتُهُ فقال:«انطلِقْ بنا حتى ندْخُلَ على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم» فدخل عليها، فإذا هي نائمةٌ مُضطجعةٌ، فقال:«يا فاطمة، ما ينيمك في هذه الساعة» ؟
قالت: ما زلت منذ البارحة محمومة قال: «فأين الدعاء الذي علَّمْتُكِ» ؟ قالت: نسيته.
لفظ الطبراني. وذكر ابن حبان طرَفَه الأخير وهو الذِّكْرُ.
قال الطبراني: (لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرَّدَ به: نصرُ بنُ علي).
وهذا ضعيف جداً، لجهالة أبي مدرك، وتلميذه.
(1)
مجهول، قاله أبو حاتم ـ كما في الترجمة السابقة ـ، وانظر:«لسان الميزان» (9/ 159).
وقد روي مِن وجه آخر ــ دون ذكر الشاهد ــ:
أخرجه: الترمذي في «جامعه» (ص 554)، كتاب الدعوات، باب رقم (91)، حديث رقم (3524)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة»
…
(ص 299) رقم (337) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد
(1)
، عن الرُّحَيل بن معاوية ـ أخي زهير بن معاوية ـ
(2)
، عن يزيد الرَّقَاشي
(3)
، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمْرٌ قال: «يا حيُّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ» .
وهذا ضعيف، لضعف الرقاشي، وليس فيه الشاهد: تعليم فاطمة، وفيه أنَّ الذِّكْرَ عند الكَرب وليس مِن أذكار الصباح والمساء.
وقد أوردَه الألبانيُّ في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (7/ 556) رقم (3182).
(4)
(1)
السكوني الكوفي، صدوق، ورِعٌ، له أوهام. «تقريب التهذيب» (ص 298).
(2)
الجعفي، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 244).
(3)
زاهد، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 630).
(4)
ولحديث الترمذي هذا شاهدٌ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه: ابن أبي الدنيا في
…
«الفرج بعد الشدة» (ص 56) رقم (47)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 689) رقم
…
(1875)، وعنه:[البيهقي في «الدعوات الكبير» (1/ 274) رقم (190)]، والبيهقي أيضاً في «الأسماء والصفات» (1/ 288) رقم (215)، وفي «شعب الإيمان»
…
(12/ 463) رقم (9751)، وقوام السُّنَّة في «الترغيب والترهيب» (2/ 126) رقم
…
(1287) من طرق ضعيفة.
وانظر: «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (1/ 408) رقم (133).
ورواه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 349) رقم (2925) من طريق رجل من بني زريق، عن أبيه، عن جده قال: أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، اكفني كل شيءٍ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» . وفيه جهالة.
وقد روي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه: ذكر الشاهد:
قال الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (8/ 583): أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن الطيب
(1)
وأبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني
(2)
، قالا: أخبرنا عبيداللَّه بن عبد الرحمن الزهري
(3)
، قال: حدثنا الحسين بن سعيد بن سابور النجاد أبو موسى
(4)
، قال: حدثنا محمد بن
(1)
الظاهر أنه ابن الطبيب، قال عنه الخطيب: كتبتُ عنه شيئاً يسيراً، وكان ثقة،
…
(ت 422 هـ). «تاريخ بغداد» (4/ 160).
(2)
قال عنه الخطيب: (كتبت عنه بالنهروان وببغداد، وكان صدوقا أديباً، حسن المذاكرة، مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة
…
توفي سنة 445 هـ). «تاريخ بغداد»
…
(5/ 484).
(3)
أبو الفضل، ثقة. «تاريخ بغداد» (12/ 96)، «سير أعلام النبلاء» (16/ 392).
(4)
ترجم له الخطيب في «تاريخ بغداد» (8/ 583) رقم (4059) وأورد الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
عبد اللَّه المُخرِّمي
(1)
، قال: حدثنا روح بن عُبادة
(2)
، عن شعبة
(3)
، عن محمد بن جُحَادة
(4)
، عن أبي حازم
(5)
، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: «يا فاطمة ما لي لا أسمَعُكِ بالغَداةِ والعَشِيِّ تقُولين: يا حيُّ يا قيومُ، برحمتِكَ أستَغِيثُ، أصلِحْ لي شَأني كُلَّهُ، ولَا تَكِلْنِي إلى نَفْسي» .
وهذا الحديث منكر، تفرَّد به الحسين بن سعيد، وهو مجهول الحال.
لم أجده عند غير الخطيب، وقد عزاه المتقي الهندي في «كنز العمال»
…
(2/ 169) رقم (3606) إلى الخطيب فقط.
(6)
(1)
ثقة، حافظ. «تقريب التهذيب» (ص 520).
(2)
ثقة، فاضل. «تقريب التهذيب» (ص 247).
(3)
ابن الحجاج العتكي الواسطي، ثقة، حافظ، متقن. «تقريب التهذيب» (ص 300).
(4)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 502).
(5)
سلمان، أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 280).
(6)
وانظر: «زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة» د. خلدون الأحدب (6/ 170) رقم
…
(1152).
الحكم على الحديث:
الحديث ــ محل الدراسة ـ بذكر الشاهد: تعليم فاطمة، ضعيف؛ لضعف عثمان، وتفرُّده، حيث لم أجد له متابعاً، وقد تفرد بالرواية عنه زيد بن الحباب وهو صدوق يخطئ، ومثل هذا الحديث في ذكر طرَفَي النهار، وفيه تعليم فاطمة رضي الله عنها لابد أن يُنقل من طُرق ويشتهر، ويرويه أصحاب أنس بن مالك رضي الله عنه المشاهير الثقات، وهذا ما لم يُنقل.
وشاهدُه من حديث أبي هريرة: منكر.
وقد يقال بتحسين الحديث لحكم أبي حاتم الرازي على عثمان بن موهَب بأنه صالح، وإخراج النسائي له، وهما مَن عرف عنهما التشدد في الرجال ـ كما ستأتي الإشارة إليهما في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (32) ـ.
أما أصل الذكر دون تحديده في طرفي النهار فقد جاء من حديث أنس عند الترمذي كما سبق ـ وفيه ضعف ـ، وله شاهد، قد يتقوَّى به.
* * *
102.
[3] قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا همَّام، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثني زيد بنُ سلَّام، أن جدَّه حدَّثَه، أنَّ أبا أسماء حدَّثه، أنَّ ثوبانَ مولى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم حدَّثَه: أنَّ ابنَةَ هُبَيْرَةَ
(1)
دخَلَتْ عَلى رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفِي يَدِهَا خَواتِيمُ مِنْ ذهَبٍ، يقال لها الفَتْخَ، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرَعُ يدَهَا بعصَيَّةٍ معَه يقول لها:«أيسرُّكِ أن يجعلَ اللهُ في يدِكِ خَواتِيم مِنْ نَار» ؟ !
فأتَتْ فاطمةَ فشكَتْ إليها ما صنَعَ بها رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: وانطلَقَتُ أنا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقامَ خلفَ الباب، وكان إذا استَأذَنَ قامَ خَلْفَ الباب، قال: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السِّلْسِلَةِ التي أهداها إليَّ أبُو حَسن.
قال: وفي يدِهَا سِلسِلَةٌ من ذَهَبٍ، فدَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:«يَا فاطمةُ بالعدل أن يقولَ الناسُ: فاطمةُ بنتُ محمد، وفي يَدِكِ سِلْسِلَةٌ مِن نَار» ؟ ! ثمَّ عَذَمَها عَذْمَاً شَدِيْدَاً، ثم خرَجَ ولَمْ يقْعُدْ،
(1)
هند بنت هبيرة رضي الله عنها ذكرها ابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 294)، وابن حجر
…
«الإصابة» (8/ 348) لم يذكرا عنها شيئاً سوى أنها وردت في حديث ثوبان هذا.
وقال ابن الأثير في «جامع الأصول» (12/ 994) بعدما أشار إلى ورودها في حديث ثوبان: (لم أجد في أسماء الصحابيات من اسمها هند بنت هبيرة).
فأمَرَتْ بالسِّلْسِلَةِ فبِيْعَتْ، فاشْتَرَتْ بثَمَنِهَا عَبْدَاً، فأعْتَقَتْهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بذلكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كبَّر، وقال:«الحمْدُ للهِ الذِي نَجَّى فَاطمَةَ مِنْ النَّارِ» .
[«المسند» للإمام أحمد (37/ 83) رقم (22398)]
دراسة الإسناد:
ــ عبدالصمد بن عبدالوارث بن سعيد التميمي العنبري مولاهم.
ثِقةٌ.
(1)
ــ همَّام بن يحيى بن دينار العوْذي مولاهم، أبو عبداللَّه الأزدي، ويقال: أبو بكر البصري.
ثقة، وله أوهام يسيرة إذا حدَّث من حفظه، وكتابه أضبط، وهو مقدَّم في قتادة، ويحيى بن أبي كثير.
وثَّقَهُ: ابنُ سعد وزاد: (ربما غلط في الحديث)، وابنُ معين، وابنُ المديني، والإمامُ أحمد، ويزيدُ بنُ هارون، وابنُ مهدي، والعجليُّ، وأبو حاتم وزاد:(صدوق في حفظه شئ)، ووثَّقُهُ غيرُهم. وذكره ابن حبان في
…
«الثقات» .
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (22).
توسَّطَ فيه بعضهم:
قال أبو زرعة: لا بأس به. وذكر أبو حاتم أنه ضابط لكتابه، ويهِم إذا حدَّث مِن حفظه.
ومثلُه قولُ يزيد بنُ زريع: همام حِفْظُه ردئ، وكتابُه صالح.
وقال الساجي: صدوقٌ سئُ الحفظ، ما حدَّثَ من كتابه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه فليس بشيء.
تَرَكَهُ يحيى القطان:
قال ابن مهدي: إذا حدَّث همام من كتابه فهو صحيح، وكان يحيى ـ أي ابن سعيد القطان ـ لا يرضى كتابَه ولا حفظَه.
وذكر الأئمةُ أنَّ يحيى القطان سئُ الرأي فيه جداً، وكان لا يعبأ بحديثه، ولا يَستَمْرئِهُ.
وسبب ذلك، قيل:
1.
ماذكره ابنُ عدي عن الإمام أحمد قوله: شهد يحيى بن سعيد في حداثته شهادة، وكان همام على العدالة. يعني وأنَّ هماماً لم يعدِّلْه، فتكلَّم فيه يحيى لهذا.
2.
وقال ابن أبي خيثمة عن ابن مهدي: ظلمَ يحيى بنُ سعيد همامَ بنَ يحيى، لم يكن له به علم، ولا مجالسة.
وأشار الذهبي في «السير» إلى احتمال أن يحيى تغيَّر رأيه بأخرة في همام.
هذا وقد ذكر سبب خطئه ووهمه في الحديث:
ونقل العقيلي عن الحسن بن علي الحلواني قال: سمعت عفَّان قال: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابِه ولا ينظر فيه، وكان يخالَف فلا يَرجع إلى كتابِه، وكان يكره ذلك، قال: ثمَّ رجعَ بعْدُ فنَظَرَ في كُتُبِهِ، فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيراً فاستغفرُ اللَّهَ.
علَّق على ذلك ابنُ حجر بقوله: (وهذا يقتضي أنَّ حديثَ همام بأخرة أصحُّ ممن سمع منه قديماً، وقد نصَّ على ذلك أحمد بن حنبل).
هذا، وقد قال صالح ابنُ الإمام أحمد عن أبيه: همام ثبتٌ في كل المشايخ.
وقد قدَّمَه الأئمة في حديث قتادة، ويحيى بن أبي كثير.
قال ابن عدي: (وهمام أشهر وأصدق من أن يُذكر له حديث منكر، وأحاديثه مستقيمة عن قتادة، وهو مقدَّم أيضاً في يحى بن أبي كثير، وعامة ما يرويه مستقيم).
قال الذهبي في «الميزان» ، و «مَن تُكُلِّمَ فيه وهو موثَّق أو صالح الحديث»: ثقة.
وقال في «تاريخ الإسلام» : (أثنى عليه غير واحد، وكان أحد أركان الحديث في البصرة).
وفي «السير» : الإمام الحافظ الصدوق الحجة.
وقال ابن حجر: ثِقةٌ، ربما وهِم.
(ت 163 هـ) وقيل: (164 هـ).
روى له الجماعة.
(1)
ــ يحيى بن أبي كثير أبو نصْر اليمامي.
ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، لكِنَّه يُدَلِّسُ، وَيُرْسِلُ.
أورده ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب المدلِّسين، وهم: مَنْ احتمل الأئمة تدليسَه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقِلَّةِ تدليسِه في جنب ما روى، أو كان لايُدلِّس إلاعن ثِقَةٍ.
(2)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 282)، «التاريخ الكبير» للبخاري
…
(8/ 237)، «سؤالات عثمان بن أبي شيبة لابن المديني» (ص 34) رقم (34)،
…
«الثقات» للعجلي (2/ 335) رقم (1918)، «الجرح والتعديل» (9/ 107)،
…
«المعرفة والتاريخ» للبسوي (2/ 167)، «الثقات» لابن حبان (7/ 595)، «الكامل» لابن عدي (7/ 129)، «تهذيب الكمال» (30/ 302)، «ميزان الاعتدال» (5/ 64)، «تاريخ الإسلام» (4/ 533)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 296)، «مَن تُكُلِّم فيه وهو مُوثَّقٌ أو صالح» (ص 525) رقم (361)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي
…
(12/ 165)، «تهذيب التهذيب» (11/ 67)، «تقريب التهذيب» (ص 604).
(2)
سبقت ترجمته في الحديث رقم (30).
ومسألة سماعه من: أبي سلام ممطور، ومن زيد بن سلام:
1.
لايثبت سماعه من أبي سلام ممطور الحبَشِي، قال حسين المعلم:
…
(قال لي يحيى بن أبي كثير: كلُّ شيء عن أبي سلام، إنما هو كتاب).
وكذا ذكر الإمام أحمد أنه لم يسمع منه.
(1)
2.
وأما سماعُه من زيد بن سلام، فقد قال ابن معين:(لم يلقَ يحيى بنُ أبي كثير زيدَ بنَ سلام، وقدِم معاويةُ بنُ سلام عليهم، فلم يسمعْ يحيى بنُ أبي كثير، أخذ كتابَه عن أخيه، ولم يسمَعْهُ، فدَلَّسه عنه).
وقال أبو حاتم: قد سمع منه.
وسُئل عن ذلك الإمام أحمد فقال: ما أشبهه.
وذكر ابنُ القطان الفاسي أنَّ: (الغالب على الظنِّ أنَّ زيداً أجازه أحاديثه، وبلَّغَهُ إجازتَه أخوه معاوية، فحدَّث يحيى بها عنه قائلا:«حدثنا» ، وكان الأكمل أن يقول: إجازة.
والرجل مِن مذهبه جواز التدليس، بل كان عاملاً به، فجاءت روايته عنه مظنوناً بها السماع، وليست بمسموعة
…
).
(2)
(1)
«المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 240) ترجمة (444)، «تهذيب الكمال» (10/ 78)،
…
و (28/ 486 ـ 487).
(2)
«تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 652)، «المراسيل» لابن ابي حاتم (ص 241) ترجمة (444)، «بيان الوهم والإيهام» (2/ 378 ـ 379)، وانظر:«تهذيب الكمال»
…
(10/ 78).
قلتُ: وظنُّ ابن القطان الفاسي بعيد، لم أجد مَن أشار إليه قبله ـ واللَّه أعلم ـ.
ــ زيد بن سلَّام بن أبي سلام ـ ممطور ـ الحبَشِي الدمشقي، وهو أخو معاوية بن سلام.
مجمع على توثيقه.
قال الذهبي وابن حجر: ثقة.
(1)
ــ أبو سلَّام: مَمْطُور الأسود الحبَشِي
(2)
، ويقال: النوبي، ويقال: الباهلي الأعرج الدمشقي.
مجمع على ثقته.
قال الذهبي في «الكاشف» : غالب رواياته مرسلة.
(1)
«تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1/ 373) رقم (809)، «الجرح والتعديل» (3/ 564)، «الثقات» لابن حبان (6/ 315)، «تهذيب الكمال» (10/ 77)، «الكاشف»
…
(2/ 445)، «تهذيب التهذيب» (3/ 415)، «تقريب التهذيب» (ص 258).
(2)
قيل: إنه ليس من الحبشة، وإنما هو منسوب إلى حبَشَةَ بطن من حِمْيَر، ذكره ابن معين،
…
وأبو عبيد القاسم، وغيرهما. ينظر:«الإكمال» لابن ماكولا (3/ 241)، «تهذيب الكمال» (28/ 485).
وقال ابن حجر: ثقة، يرسل.
(1)
ــ عَمرو بن مَرْثَد، أبو أسماء الرحَبِي الشامي، ويقال اسمه: عبداللَّه.
ثقة.
وثقه: العجلي، وابن عبدالبر، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر: ثقة.
أخرج له: البخاري في «الأدب المفرد» ، ومسلم، والأربعة.
(2)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» ـ كما سبق ـ عن عبدالصمد بن عبدالوارث.
ــ والبيهقي في «سننه الكبرى» (4/ 141) من طريق موسى بن
(1)
«الجرح والتعديل» (8/ 431)، «تهذيب الكمال» (28/ 484)، «سير أعلام النبلاء»
…
(4/ 355)، «الكاشف» (4/ 342)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (11/ 356)،
…
«تهذيب التهذيب» (10/ 296)، «تقريب التهذيب» (ص 575).
(2)
ينظر: «الثقات» للعجلي (2/ 382) رقم (2077)، «الجرح والتعديل» (6/ 259)،
…
«الثقات» لابن حبان (5/ 179)، «الاستغناء في معرفة المشهورين من أهل العلم بالكنى» لابن عبدالبر (1/ 483) رقم (413)، «تهذيب الكمال» (22/ 223)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 491)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (10/ 255)، «تهذيب التهذيب» (8/ 99)، «تقريب التهذيب» (ص 456).
إسماعيل.
(1)
كلاهما: (عبدالصمد، وموسى بن إسماعيل) عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام ممطور الحبشي، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
خالفهما: أبو داوود الطيالسي، فأخرج: الحاكم في «المستدرك»
…
(3/ 166) رقم (4729) وفي ـ ط. التأصيل ـ (5/ 376) رقم (4790) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
(2)
، قال: حدثنا بكار بن قتيبة القاضي
(3)
، قال: حدثنا أبو داوود الطيالسي، عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. [لم يذكر زيد بن أسلم].
(1)
المنقَري، أبو سلمة التبوذَكي، ثقة ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 579).
(2)
هو الأصم، ثقة، حافظ، سبقت ترجمته في الحديث رقم (68).
(3)
أبو بكرة الثقفي البصري، قاضي مصر، فقيه حنفي، محدث، أثني عليه في عبادته، وعدله في القضاء. قال ابن حجر:(وكان له اتساع في الفقه والحديث). وثقه: مسلمة بن القاسم.
(ت 270 هـ).
ينظر: «تاريخ دمشق» (10/ 368)، «سير أعلام النبلاء» (12/ 599)، «رفع الإصر عن قضاة مصر» لابن حجر (ص 98). «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لابن قطلوبغا الحنفي (3/ 68).
تابع هماماً في الرواية عن يحيى: هشامُ الدستوائي ـ وقد اختُلِف عليه ـ من أوجه:
1.
هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. [كما في حديث عبدالصمد وموسى، عن همام]
أخرجه: النسائي في «سننه» (ص 525)، كتاب الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، حديث رقم (5140)، وفي «سننه الكبرى» (8/ 355) رقم (9378)، ومن طريقه: [ابن الأثير في «أسد الغابة»
…
(6/ 294)]، والحربي في «غريب الحديث (3/ 1046)، وابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 13) رقم (1) من طريق معاذ بن هشام
(1)
، عن أبيه.
2.
هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. [لم يذكر زيد بن سلام، وهذا الوجه كما في حديث الطيالسي عن همَّام]
أخرجه: النسائي في في «سننه» (ص 525)، كتاب الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب، حديث رقم (5141)، وفي «سننه الكبرى» (8/ 356) رقم (9379) من طريق سليمان بن سلم البلخي
(2)
،
(1)
صدوق، ربما وهم. «تقريب التهذيب» (ص 565).
(2)
ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 285).
عن النضر بن شُميل.
(1)
وأبو داوود الطيالسي في «مسنده» (2/ 331) رقم (1083)، ومن طريقه: [الحربي في «غريب الحديث» (3/ 1046)
(2)
، والطحاوي في
…
«مشكل الآثار» (12/ 301) رقم (4812)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 165) رقم (4725)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 128) رقم (181)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (4/ 141)].
وابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 14) رقم (2) من طريق وهب بن جرير.
(3)
ثلاثتهم: (النضر بن شميل، وأبو داوود الطيالسي، ووهب بن جرير) عن هشام الدستوائي، به.
3.
هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. [أضاف أبا قلابة بدل زيد بن سلام وأبي سلام]
أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (2/ 101) رقم (1448) عن
(1)
ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 591).
(2)
لكنه ذكره عن الطيالسي، عن هشام قال: أحسبه عن يحيى، عن زيد، به.
قلت: ولعل زيادة (زيد) هنا خطأ أو تصحيف، لأن حديث الطيالسي عن هشام، دون ذكر زيد.
(3)
ابن حازم، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 615).
إبراهيم بن صالح الشيرازي
(1)
، عن حجاج بن نُصَير الفساطيطي
(2)
، عن هشام، به. [لم يذكر متنه]
طرق أخرى:
ــ وقد رواه عبدالرزاق في «مصنفه» (11/ 73) رقم (19949) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
ــ ورواه الروياني في «مسنده» (1/ 409) عن محمد بن بشار
(3)
، قال: حدثنا سهل
(4)
، قال: حدثنا أبو غفار
(5)
، عن أبي قِلابة
(6)
، عن أبي الأشعث
(7)
، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.
ــ هذا، وقد قال إبراهيم الحربي (ت 285 هـ) في «غريب الحديث» (3/ 1046) بعد ما ذكر طريقين للحديث: قال: (وكذا رواه أيوب، ومعمر،
(1)
مقبول. «إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني» للمنصوري (ص 62) رقم
…
(21).
(2)
ضعيف، كان يقبل التلقين. «تقريب التهذيب» (ص 191).
(3)
الملقب «بندار» ، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 500).
(4)
ابن يوسف الأنماطي، ثقة، رمي بالقدر. «تقريب التهذيب» (ص 292).
(5)
المثنى بن سعيد أو سعد الطائي البصري، ليس به بأس. «تقريب التهذيب» (ص 548).
(6)
عبداللَّه بن زيد الجرمي، ثقة، فاضل، كثير الإرسال. «تقريب التهذيب» (ص 339).
(7)
الصنعاني، شراحيل بن آده، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 299).
وأرسلاه).
قلت: لم أقف على هاتين الروايتين.
ألفاظه:
عند الطيالسي من حديث هشام: أن السلسلة في عنق فاطمة، وفيه: نجى فاطمة بي من النار.
بإضافة (بي) وليست موجودة عند الطحاوي والحاكم والبيهقي وقد رووه من طريق الطيالسي.
وأما وروده بأن السلسلة في عنقها، وغالب الطرق كان في يديها، فالجمع بينها كما ورد عند الحاكم ـ في موضعين ـ والبيهقي: أن فاطمة أخذت السلسلة من عنقها، ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم عليها والسلسلة في يدها.
عند عبدالرزاق: فلانة بنت القاسم، وصاحبة لها جاءتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
وفيه: ضرب يدها لما أخرجت إحدى يديها وفيها الفتخ.
وعنده: في يدها ـ أي فاطمة ـ أو عنقها تلك السلسلة. وعنده: أرسلت إنساناً من أهلها لبيعها.
عند النسائي من حديث معاذ عن هشام: فيه تفسير الفتخ: أي خواتيم ضخام، وفيه أن السلسلة على عنقها.
عند ابن شاهين من حديث معاذ عن هشام: ابنة هند، في عنقها
لفظ عبدالرزاق، والنسائي من حديث معاذ بن هشام:(أنجى فاطمة).
لم يذكر الحربي إلا طرفه الأول، ولم يذكر الطبراني متنه.
عند أحمد، والنسائي، وابن شاهين تصريح يحيى بن أبي كثير بالتحديث من زيد بن سلام.
النظر في الأوجه:
ــ طريق الطيالسي عن همام، لعلَّه وَهْمٌ من بكار بن قتيبة، فإني لم أجد فيه توثيقاً غير توثيق مَسلمة، وقد خالف المشهور من حديث الطيالسي الذي أخرجه في «مسنده» ورواه عنه عدد من الأئمة.
وهو أيضاً مخالف لما رواه عبدالصمد وموسى عن همام بإضافة زيد بن سلام.
والوجه الثاني: عن هشام منقطع بين يحيى بن أبي كثير، وأبي سلَّام ممطور الحبشي.
والوجه الثالث: ضعيف منكر، لضعف شيخ الطبراني وشيخه: حجاج بن نصير.
وأما حديث عبدالرزاق، ففيه جهالة شيخ يحيى بن أبي كثير، يحتمل أنه زيد أو جده أبو سلام.
وأما طريق الروياني فهو غريب لتفرده بهذا الوجه، ولم أعرف علته،
ويحتمل ـ واللَّه أعلم ـ أنه وَهْمٌ من أبي غفار.
ظهر مما سبق أن الوجه الصحيح عن هشام هو الأول: (هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان).
وهو موافق لحديث: (عبدالصمد، وموسى بن إسماعيل) عن همام بن يحيى العوذي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
والظاهر أن الاختلاف في الحديث من قبل يحيى بن أبي كثير.
فقد رواه مرةً عن زيد، ومرةً عن أبي سلام، ويحيى بن أبي كثير مشهور بالتدليس، ولم يسمع من زيد كما بينه ابن معين، وأثبت سماعه أبو حاتم ـ كما سبق في ترجمته ـ، ولعل الأقرب ما ذكره ابن معين فقد فصَّل في حالِه مما يدل على زيادة علم عنده ـ واللَّه أعلم ـ.
أقوال الأئمة:
صحح إسنادَه الحاكمُ على شرط الشيخين.
قلتُ: أبو سلام ممطور، وأبو أسماء لم يخرج لهما البخاري في «صحيحه» .
وصحَّحَهُ أيضاً: المنذري في «الترغيب والترهيب» (1/ 557)، والذهبي في «ميزان الاعتدال» (4/ 31) ـ مع استغرابه ـ، والألباني في
…
«سلسلة الأحاديث الصحيحة» (1/ 771) رقم (411).
وقال العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» ـ ط. ابن حزم ـ
…
(ص 1594): إسناده جيد.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف، للانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام، ويحيى مدلِّس.
ويحتمل تصحيحه على القول بسماعه كما أثبته أبو حاتم.
وعلى فرض صحته، فقد حمل العلماء معناه على أنه:
1.
قبل إباحة الذهب للنساء.
2.
أو مَن لم تؤدِّ زكاته.
3.
أو أنَّ عِتابَ هندَ بنت هبيرة؛ لأنها أظهرت زينَتَها، وعِتابَ فاطمة لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحمل آل بيته على الورع والزهد كما في الحديث السابق
(1)
حينما امتنع من دخول بيت فاطمة رضي الله عنها بعد قدومه من تبوك، لوجود مِسح على بابها.
وقد سبق في لفظ عبدالرزاق: أنَّ المرأة أظهرت الزينة، وجاء في تبويب النسائي ـ كما سبق في التخريج ـ:(باب الكراهة للنساء في إظهار الحلي بالذهب).
(2)
(1)
كما سبق في حديث (78) و (88).
(2)
ينظر: «مشكل الآثار» للطحاوي (12/ 301)، «معالم السنن» للخطابي (4/ 216)،
…
«السنن الكبرى» للبيهقي (4/ 141)، «المحلى» لابن حزم (10/ 84) مسألة (1919)، «تهذيب سنن أبي داوود» لابن القيم ـ ط. عالم الفوائد ـ (3/ 83)، «التحبير لإيضاح معاني التيسير» للصنعاني (4/ 594)، «الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني»
…
(9/ 4277).
غريب الحديث:
ــ (الفَتْخ): ويحرَّك: الفتَخَ، خاتم كبير يكون في اليد أو الرجل، وقيل: خواتم لا فصوص لها، وحلقةٌ من فضة كالخاتم، وكل خلخل لا يجرِس: فتَخ.
وجَمعُه: فَتَخ، وفُتُوخ، وفتَخَات، وفِتَاخ.
(1)
ــ (ثمَّ عَذَمَها عذْمَاً شَدِيْدَاً): أي لامها لومَاً شديداً، وأصل العَذْم: العضُّ، ويُطلق على اللوم.
(2)
* * *
(1)
ينظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد القاسم (4/ 317)، «مقاييس اللغة» (4/ 470)،
…
«المخصص» لابن سيده (1/ 372)، «النهاية» (3/ 408)، «القاموس المحيط»
…
(ص 256).
(2)
ينظر: «تهذيب اللغة» (2/ 194)، «مقاييس اللغة» (4/ 258)، «الصحاح»
…
(5/ 1983).
103.
[4] قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: أخبرنا يحيى بن آدم، وأبو بكر بن عياش، عن ثابت، عن أبي إسحاق، عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: «قومي إلى أضحيتك فاشهَدِيْهَا، فإنَّه يُغْفَرُ لَكِ عندَ أوَّل قطرةٍ من دَمِهَا كُلَّ ذنْبٍ عمِلْتِيْهِ، وقُوْلِي: {
…
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} (سورة الأنعام، آية 162 ـ 163)، قال: عمران، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، هذا لكَ، ولأهلِ بيتكَ خاصَّةً، أمْ للمسلمينَ عامَّةً؟ قال:«لا، بَلْ للمُسْلِمينَ عامَّةً» .
[«المسند» لإسحاق بن راهويه ـ كما في «نصب الراية» للزيلعي
(1)
(4/ 219) ـ]
دراسة الإسناد:
ــ يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الأموي مولاهم.
ثقة، حافظ، فاضل.
(2)
(1)
لم أجده فيما طُبِع من «مسند» إسحاق. وقد ذكرَه كما عند الزيلعي: العينيُّ في «البناية شرح الهداية» (12/ 57).
(2)
«تهذيب الكمال» (31/ 188)، «تقريب التهذيب» (ص 618).
ــ أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأسدي.
ثقة، عابد.
(1)
ــ ثابت، هو ابن أبي صفية، أبو حمزة الثُّمالي، مولى المهلب بن أبي صفرة.
قال الذهبي في «الكاشف» : ضعَّفُوه. وفي «المغني» : واهٍ جداً.
وقال ابن حجر في «التقريب» : ضعيف رافضي.
وفي «تلخيص المستدرك» للذهبي، و «البدر المنير» لابن الملقن،
…
و «التلخيص الحبير» : ضعيف جداً.
(2)
ــ أبو إسحاق: كذا، وجميع المصادر التي أخرجت الحديث ذكرت: سعيد بن جبير، بدل أبي إسحاق، فلعل ذكر أبي إسحاق خطأ.
وأبو حمزة الثمالي يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق ثقة مدلِّس
(3)
، لكن لم أجد له رواية عن عمران بن الحصين رضي الله عنه.
(1)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (14).
(2)
«تهذيب الكمال» (4/ 357)، «الكاشف» (2/ 186)، «المغني» (1/ 188)،
…
«مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (6/ 2798) رقم (943)، «البدر المنير» لابن الملقن (9/ 313)، «تهذيب التهذيب» (2/ 7)، «تقريب التهذيب» (ص 171)،
…
«التلخيص الحبير» (6/ 3027).
(3)
ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (1).
تخريج الحديث:
أخرجه: إسحاق بن راهويه في «مسنده» ـ كما سبق ـ عن يحيى بن آدم، وأبي بكر بن عياش، عن ثابت، عن أبي إسحاق، عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
والظاهر أنه سعيد بن جبير بدل أبي إسحاق.
ــ وأخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (18/ 239) رقم (600)، وفي «المعجم الأوسط» (3/ 69) رقم (2509)، وفي «الدعاء» أيضاً
…
(2/ 152) رقم (947)، وابن عدي في «الكامل» (7/ 26)، والحاكم في
…
«المستدرك» (4/ 247) رقم (7524)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 131) رقم (185)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (5/ 238) ، و (9/ 283)، وفي «الجامع لشعب الإيمان» (9/ 452) رقم (6957)، وفي «فضائل الأوقات» (ص 402)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق»
…
(2/ 12 ـ 13)، وفي «أربع من مجالسه» ـ مخطوط في المكتبة الشاملة ـ رقم
…
(7)، وفي «الأمالي في مسجد دمشق» ـ مخطوط (ق 4/ 2/ 2) كما في
…
«الضعيفة» للألباني (14/ 749) ضمن رقم (6828) ـ، والواحدي في
…
«الوسيط» (2/ 345) رقم (347) كلُّهم من طريق النضر بن إسماعيل بن
حازم البجلي أبي
المغيرة القاص الكوفي.
(1)
وأخرجه: ابن الشجري في «أماليه» (2/ 73) من طريق جُبَارة
(2)
، عن سعَّاد بن سليمان الكاهلي.
(3)
كلاهما: (النضر بن إسماعيل البجلي، وسعَّاد بن سليمان) عن أبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن الحصين رضي الله عنه.
وأخرجه: ابن مردويه في «تفسيره» ـ كما في «الدر المنثور» للسيوطي
…
(6/ 307) ـ.
ـ لفظ حديث سعَّاد عن أبي حمزة: (يقولُ لِفاطمةَ عليها السلام:
…
«اشْهَدي أُضحيَتَكِ، فإنَّ لكَ بكلِّ قطرةٍ مِن دمِها كفارةً لكلِّ ذنبٍ أَصبتيهِ» . قالتْ: يا رسولَ اللَّهِ، شيءٌ خَصَّ اللَّهُ بِه أهلَ نبيِّه فهم أهلٌ لِما خصَّهم اللَّهُ بِه، فقالَ:«يا فاطمةُ، هي للناسِ عامَّةً في نَحْرِهم» ).
وفيه أنَّ فاطمةَ هي التي سألَتْ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ليس بالقوي. قاله الذهبي وابن حجر. «الكاشف» (4/ 393)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 590).
(2)
ابن المُغَلِّس، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص 176).
(3)
ويقال: الجعفي، والتميمي، واليشكري، والكاهلي، الكوفي، صدوق يخطئ، وكان شيعياً.
…
«تهذيب الكمال» (10/ 237)، «تقريب التهذيب» (ص 265).
أقوال الأئمة:
قال الطبراني في «الأوسط» : (لا يُروى هذا الحديث عن عمران بن الحصين إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو حمزة).
قال ابن عدي: (وهذا لا يرويه عن أبي حمزة الثمالي غيرُ النضر).
قال الحاكم في «المستدرك» : (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وشاهده حديث عطية، عن أبي سعيد
(1)
…
ثم ذكره).
وتعقَّبَه: ابنُ الملقن في «البدر المنير» (9/ 313) بأن أبا حمزة الثمالي ضعيف جداً
…
ثم ضعَّف أيضاً شاهدَه من حديث أبي سعيد، وبيَّن أنه لا يعضده.
وكذا تعقَّبَهُ الذهبيُّ في «تلخيص المستدرك» بقوله: (فيه أبو حمزة الثمالي، وهو ضعيف جداً، والنضر بن إسماعيل، وليس بذاك).
(2)
وذكر البيهقي في «السنن» بأنه ليس بقوي. وفي «الشعب» ذكر أن في إسناده مقالاً.
وضعَّفَه ابنُ حجر في «التلخيص الحبير» (6/ 3027) رقم (2706) بأبي حمزة.
وحكم عليه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (2/ 15) رقم (528) بالنكارة، وأعاد تخريجه أيضاً بزيادة في (14/ 750) ضمن رقم (6828).
فالحديث ضعيف جداً، لضعف أبي حمزة، والرواة عنه أيضاً.
وللحديث شاهد من حديث: أبي سعيد الخدري، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ومرسل الزهري.
1.
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أخرج البزار في «مسنده» ـ كما في «كشف الأستار» (2/ 59) رقم
…
(1202)، والعُقيلي في «الضعفاء» (2/ 386)، وابن أبي حاتم في «العلل»
…
(4/ 495) رقم (1596)، والحاكم في «المستدرك» (4/ 247) رقم (7525)، وأبو يعلى الفراء في «ستة مجالس من أماليه» (ص 87) رقم
…
(68)، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن» ـ ط. دار الحديث ـ (ص 212)]، وأبو الشيخ ابن حيان في
…
«كتاب الضحايا» ــ كما في «الترغيب والترهيب» للمنذري (2/ 102) ــ من طريق داوود بن عبدالحميد الكوفي
(1)
،
قال: حدثنا عمرو بن قيس
(1)
ضعَّفَه أبو حاتم، وغيرُه، وقال العقيلي: روى عن عمرو بن قيس الملائي أحاديثَ لا يُتابع عليها، وذكر هذا الحديث.
ينظر: «الضعفاء» للعقيلي (2/ 386)، «لسان الميزان» (3/ 403).
المُلائي
(1)
، عن عطية العوفي
(2)
، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة قومي إلى أضحيتِكِ فاشهَدِيْهَا، فإنَّ لكِ بكُلِّ قَطرةٍ تقطُر من دمها أن يُغفَرَ لكِ ما سَلَفَ لكِ من ذنوبك» . قالت: يا رسول اللَّه، هذا لنا أهلَ البيتِ خاصةً أمْ للمسلمين عامة؟ قال:
…
«بل للمسلمين عامَّةً» . لفظ العقيلي.
ذكر العقيلي أنَّ لداوود رواية أخرى من غير هذا الوجه، فيها لِين.
أقوال الأئمة:
سئل أبو حاتم ـ كما في «العلل» لابنه (4/ 495) رقم (1596) ـ عن الحديث؟ فقال: حديث منكر.
قال البزار: (لا نعلمُ له طريقاً عن أبي سعيد أحسنَ مِن هذا، وعَمرو بن قيس كان من عُبَّادِ أهل الكوفة، وأفَاضِلِهم ممن يُجمَعُ حديثُه وكلامُه).
قال الذهبي في «تلخيص المستدرك» : عطية واهٍ.
(3)
(1)
ثقة، متقن. «تقريب التهذيب» (ص 456).
(2)
ضَعيفٌ، شيعيٌّ، مُدلِّس. ذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة في مراتب المدلِّسين وهم: مَنْ اتُفِقَ على أنه لا يُحتجُّ بشيءٍ من حديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع؛ لِكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.
سبقت ترجمته في الحديث رقم (14).
(3)
انظر: «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (6/ 2801) رقم (944).
وضعَّفَه ابنُ الملقن في «البدر المنير» (9/ 314)، وابنُ حجر في
…
«التلخيص» (6/ 3027) رقم (2706)، والألباني في «السلسلة الضعيفة» (14/ 748) رقم (6828)، و (2/ 15) رقم (528).
فحديث أبي سعيد الخدري: حديث ضعيف جداً، لضعف داوود، وعطية، وهومدلِّس، ولم يصرح بالسماع.
2.
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أخرجه: عَبدُ بنُ حُميد في «مسنده» ـ كما في «المنتخب من مسنده»
…
(1/ 119) رقم (78)، وأحمد بن منيع في «مسنده» ـ كما في «المطالب العالية» (10/ 475) رقم (2299)، و «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري
…
(5/ 321) رقم (4756) ـ، وأبو الفتح سليم بن أيوب الرازي في
…
«الترغيب والترهيب» ــ كما في «نصب الراية» للزيلعي (4/ 220) ـ، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 93) رقم (118)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (9/ 283)، وقوام السنة أبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (1/ 241) رقم (355) كلُّهم من طريق سعيد بن زيد ـ أخي حماد بن زيد ـ، عن عَمرو بن خالد أبي خالد القرشي مولاهم
(1)
، عن محمد
(1)
كوفيُّ نزلَ واسِط، كذَّاب. قال وكيع:(كان يضعُ الحديثَ، فلما فُطِن له تحوَّل إلى واسط). وقال إسحاق بن راهوية، وأبو زرعة: كان يضع الحديث. =
وكذَّبَه: ابنُ معين، وأحمدُ بنُ حنبل، وأبو داوود، والدارقطنيُّ. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهبُ الحديث، لا يُشتغل به.
قال الذهبي في «الكاشف» : كذَّبوه. وقال ابن حجر: متروك، ورماه وكيع بالكذب.
ينظر: «تهذيب الكمال» (21/ 603)، «الكاشف» (3/ 512)، «ميزان الاعتدال»
…
(3/ 264)، «تقريب التهذيب» (ص 451).
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لفاطمة: «قُومِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، أَمَا إِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ سَلَفَ، أَمَا إِنَّهُ يُؤْتَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لُحُومُهَا وَدِمَاؤُهَا سَبْعِينَ ضِعْفَاً، حَتَّى تُوضَعَ
…
فِي مِيزَانِكَ».
قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه: أَيْ رَسُولَ اللَّه، أَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً ـ وَهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ ـ أَمْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَالنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ:«لَا، بَلْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَالنَّاسِ عَامَّةً» .
لفظُ عُبدِ بنِ حُميد.
ــ جاء عند: أبي الفتح الرازي، والحاكم، وأبي القاسم الأصبهاني: محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه.
وقد أخرجه أيضاً: ابن زنجويه، والدورقي، وابن أبي الدنيا في
…
«الأضاحي» ، كما في «كنز العمال» (5/ 221) رقم (12671).
ذكر البيهقي في «السنن الكبرى» (9/ 283) أنَّ عَمْراً ضعيف.
وتعقبه الألبانيُّ بأنَّ هذا تساهلٌ منه، فعَمْرٌو كذَّاب.
وذكر البيهقي ــ أيضاً ــ في «الشُّعَب» (9/ 452) أنَّ هذه الأحاديث يريد: حديثَ أبي سعيد، وعليَّ بن أبي طالب، فيها مقال، قال:(غير أني رأيتُ بعضَ علمائنا يذكرُ أمثالها في فضائلِ الأعمال، واللَّهُ يعصِمُنا مِن الزلل والوبال).
قلت: والصوابُ أنَّ حديث علي موضوع، والحديثين السابقين شديدة الضعف.
وقد ضعَّفَ الحديثَ: ابنُ الملقن في «البدر المنير» (9/ 314)، وابن حجر في «التلخيص» (6/ 3027) رقم (2706).
وحكمَ عليه بالوضع: الألباني في «السلسلة الضعيفة» (14/ 751) رقم (6829)، وانظر أيضاً:(2/ 15) رقم (528).
فحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حديثٌ موضوع.
3.
مرسل الزهري رحمه الله:
أخرج: عبدالرزاق في «مصنفه» (4/ 388) رقم (8168) عن عبداللَّه بن محرَّر
(1)
، عن الزهري، عن رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لعائشةَ أو فاطمةَ:«اشهَدِي نَسيكَتَكِ، فإنه يُغفَر لَكِ عندَ أوَّل قَطرةٍ من دَمِها» .
وهذا ضعيفٌ، لضعفِ عبداللَّه، وإرسالِه.
الحكم على الحديث:
الحديثُ ــ محل الدراسة ـ حديثٌ ضعيف جداً، وشواهدُه شديدةُ الضعف، فلا يُمكن تقويتُه بها.
(2)
* * *
(1)
الجَزَري، متروك. «تقريب التهذيب» (ص 354).
(2)
فائدة: تنظر الأحاديث الواردة في فضل الأضحية: «تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين» للشيخ: أبي الحسن مصطفى السليماني المأربي (ص 346).
الدراسة الموضوعية:
الكلام حول هذا المبحث من باب تحصيل الحاصل، لأنه مما لا شك فيه أن المعلِّم الأول والأخير لبناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومُربيهن هو والدُهن صلى الله عليه وسلم، فقد أخذن منه ومِن خديجة أحسنَ تربية، قبل النبوة وبعدَها، فصلاتُهن، وحجُّهن، وأذكارُهن، وتلاوتُهن للقرآن، وسائر عبادتهن، وجميع محاسن الأخلاق أخذنها مباشرةً مِن والدهن صلى الله عليه وسلم، فسواء صحَّت الأحاديث المروية ـ على قِلَّتِها ـ أو لم تصِح، فإنَّ مصدَر عِلْمِهِنَّ هو والدهنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقد تميَّزَتْ فاطمةُ عن أخواتها بملازمة والدِها صلى الله عليه وسلم إلى وفاتِه، وذهابِه معه في حجة الوداع، وقُربِ مَسكَنِها من بيت عائشة رضي الله عنهما.
قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة آل عمران، آية 164)
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة الجمعة،
…
آية 2)
ولا شكَّ أنَّ بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأزواجَه أولى الناس استفادةً مِن تعليمِه وتزكيتِه، وكان بهنَّ حريصاً شفيقاً، وبأمَّتِه أجمعين.
وكثيرٌ من أحاديث هذا الكتاب تدخل ضمن تعليمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاطمة وإرشادِه إياها، مِن ذلك:
حديثُ علي، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طرَقَه وفاطمة ليلاً فقال:«أَلا تُصَلِّيَانِ» ؟
(1)
، وحديثُ جابر في الحج، وفيه أمرها بالإحلال
(2)
، وحديث أمْرِها بالعقيقة وحلقِ رأسِ المولود بعد ولادتها الحسن أو الحسين
(3)
، وتعليمِها الذِّكرَ عند النوم: الحمد لله الكافي، سبحان اللَّه الأعلى، حسبي اللَّهُ وكفى
…
الحديث
(4)
وحديث ساعة الجمعة
(5)
، وعلَّمها كلمات كتبتهن في جريدة
(6)
، وقوله لها وهي تطحن بالرَّحَى: تعجلي مرارة الدنيا بنعيم
…
الآخرة
(7)
، وقوله لها عند وفاته صلى الله عليه وسلم:«يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ ليس من نساء المسلمين امرأةٌ أَعظَمُ رزِّيَّةً مِنكِ، فلا تكُونِي أدنَى منِ امرَأةٍ صَبرَاً»
(8)
(1)
في «الصحيحين» ، سبق تخريجه برقم (80).
(2)
سيأتي في الباب الثالث: مسندها برقم (17).
(3)
سبق برقم (64).
(4)
حديث موضوع، سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسندها، رقم (43).
(5)
ضعيف جداً، سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسندها، رقم (10).
(6)
ضعيف، سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسندها، رقم (1) و (12).
(7)
حديث موضوع، سبق برقم (60).
(8)
ضعيف، سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسندها، ضمن حديث رقم (33).
وقوله لها في الغداة وهي نائمة: «يَا بُنَيَّةُ قَوْمِي اشْهَدِي رِزْقَ رَبِّكِ، وَلَا تَكُونِي مِنَ الْغَافِلِينَ
(1)
، وقوله لها لما وهبَها عبداً:«لاتضربيه؛ فإني رأيتُه يصلي، وإني نهيتُ عن ضرب المصلين»
(2)
وسألت والدَها شيئاً فقال لها:
…
«ألا أدلُّكِ على ما هو خير لكِ مِمَّا سألتِ؟ تقولين حين تأوين إلى فراشك: اللَّهم أنتَ اللَّه الدائم خلقتَ كلَّ شيء، ولم يخلقه معك خالق، وقدَّرتَ كل شيء، وعلَّمتَ كل شيء بغير تعليم، لا إله إلا أنتَ، ظلمتُ نفسي فاغفر لي؛ لا يغفر الذنوب إلا أنت).
(3)
- ومن تعليمها وإرشادها، الحديث المشهور:
عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: بينما نحن نسير مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ بصُر بامرأة لا تظنُّ أنه عرَفَها، فلما توسَّط الطريق وقفَ حتى انتهتْ إليه، فإذا فاطمةُ بنتُ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال لها:«ما أخرجَكِ من بيتكِ يا فاطمة» ؟ قالت: أتيتُ أهلَ هذا الميِّت،
(1)
حديث موضوع، سيأتي تخريجه في الباب الثالث: مسندها، رقم (19)
(2)
ضعيف، سبق برقم (15).
(3)
حديث موضوع. أخرجه: الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (11/ 413) رقم
…
(3365)، وأورده السيوطي في «الزيادات على الموضوعات» (2/ 669) رقم (805)، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» (2/ 337) رقم (69)، وآفته: عبداللَّه بن المسور بن عون، أبو القاسم الهاشمي المدائني، وهو وضَّاع. «لسان الميزان» (5/ 12).
فترحَّمْتُ إليهم، وعزَّيتُهم بميِّتِهم، قال:«لعلك بلغْتِ معهم الكُدَى» ؟ قالت: معاذَ اللَّهِ أنْ أكونَ بلغتُها، وقد سمِعْتُكَ تذكُر في ذلك ما تَذكُر، فقال لها:«لو بلَغْتِها معَهم؛ ما رأيتِ الجنَّةَ حتى يَراها جَدُّ أبيكِ» . لفظ النسائي.
ولم يذكر أبو داوود الكلمة الأخيرة، وقال بعدها:(فسألت ربيعةَ عن الكُدى؟ فقال: القبور فيما أحسب).
(1)
ــ لفظ ابن حبان وابن عبد الحكم، والحكيم الترمذي: حتى يراها جدُّك، أبو أبيك. ورواية الجماعة: جَدُّ أبيك.
تخريج الحديث:
أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (11/ 137) رقم (6574)، وأبو داوود في «سننه» ، (ص 353)، كتاب الجنائز، باب في التعزية، حديث رقم (3123)، ومن طريقه:[الخطابي في «غريب الحديث» (1/ 383)]، والنسائي في «المجتبى» (ص 214)، كتاب الجنائز، باب النعي، حديث رقم
(1)
ومثله عند أبي يعلى، وابن حبان.
وذكر الخطابي في «غريب الحديث (1/ 383) أن رواية ابن الأعرابي عن أبي داوود: ذكر الكُرَى، وفي رواية ابن داسة: الكدى ـ بالدال ـ. وأن معناها القبور.
وقال في «معالم السنن» (1/ 302): (الكدى: جمع الكدية، وهي القطعة الصلبة من الأرض، والقبور إنما تحفر في المواضع الصلبة لئلا تنهار). وانظر: «النهاية» لابن الأثير
…
(4/ 156).
(1880)
، وفي ط. التأصيل (4/ 48) رقم (1896)، وفي «السنن الكبرى» للنسائي (2/ 403) رقم (2019)، وابن عبدالحكم في «فتوح مصر والمغرب» (ص 287 ـ 288)، والبزار في «البحر الزخار» (6/ 414) رقم (2440)، وأبو يعلى في «مسنده» (12/ 113) رقم (6746)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1/ 251) رقم (278)، والحكيم الترمذي في «المنهيات» (ص 85 ـ 86) وفي «نوادر الأصول» ـ ط. دار النوادر ـ
…
(1/ 141) رقم (91)، وابن حبان في «صحيحه» (7/ 450) رقم
…
(3177)، «والطبراني في «المعجم الكبير» (13/ 24) رقم (45 و 46)،
…
وط. الحميِّد والجريسي (13/ 40) رقم (14629 و 14630)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «حديث عبداللَّه بن يزيد المقرئ» (ص 66) رقم (20)]، والحاكم في «المستدرك» (1/ 529) رقم (1382
…
و 1383)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 138) رقم (203)، والبيهقي في
…
«سننه الكبرى» (4/ 60 و 77)، وفي «دلائل النبوة» (1/ 192)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 421) رقم (1508)، والمزي في «تهذيب الكمال» (9/ 115) من طُرُقِ عن ربيعة بن سيف المعافري.
(1)
(1)
. ربيعة بن سيف بن ماتِع المعَافِري الإسكندراني.
مختلف فيه، والأقرب أنه ضعيف، وعلى القول بتحسينه مع روايته للمناكير، فإن هذا الحديث من مناكيره.
وثَّقه: العجلي. وذكر الشيخ: عبدالرحمن المعلمي اليماني ربيعة ضمن الرواة الذين وثقهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العجلي وخالف فيه الناس.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: كان يخطئ كثيراً. وقال في «مشاهير علماء الأمصار» : كان يهم في الأحايين. وخرَّج له في «صحيحه» .
وذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات» وقال: تكلم فيه بعضهم.
توسَّط فيه: النسائي. فقد أشار محقق «المجتبى» ـ ط. التأصيل ـ إلى أن في بعض النسخ الخطية كُتب في الحاشية: صدوق ونسبَه لنسخةِ «تحفة الأشراف» .
وفي مطبوعة «تحفة الأشراف» : (قال النسائي: ربيعة ضعيف. وفي نسخة: صدوق بدل ضعيف).
وقال النسائي أيضاً في «التمييز» ـ كما ذكره المزي والذهبي عنه ـ: ليس به بأس.
قال الدارقطني: مصريٌّ صالح. وحسَّنَهُ ابنُ القطان الفاسي، وتعقب فيه عبدَالحق الأشبيلي وأنه لم يعرف مَن ضعفه إلا ابن حبان. قلت: ثم تعقبه الذهبي، وبين عدداً من الأئمة ضعفوه.
ضعَّفه: البخاري قال في «التاريخ الكبير» : عنده منا كير. وذكره في «التاريخ الأوسط» في موضعين، قال: روى أحاديث لا يُتابَع عليها. وفي موضع آخر: منكر الحديث.
قال النسائي في «المجتبى» بعد الحديث: ربيعة ضعيف. وقال ابن يونس المصري، والسمعاني: في حديثه مناكير.
وضعفه: ابن الجارود، وقال الأزدي، وعبدالحق الأشبيلي: ضعيف الحديث، عنده مناكير.
وذكر الذهبي أيضاً عن ابن حبان قوله: لا يتابع ربيعة على حديثه هذا، في حديثه مناكير.
وذكر الزيلعي حديثين لربيعة ثم قال: (وليس لربيعة غير هذين الحديثين، مع أن فيه
…
مقالاً). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد ذكر المعلِّمي أنَّ لربيعة حديثين منكرين جداً.
وحكم الذهبيُّ وابنُ عبدالهادي وغيرهما على حديثه بالنكارة، وأعلُّوه بربيعة.
قال ابن حجر: صدوق له مناكير. وقال المعلمي عن ربيعة: فيه نظر.
أخرج له: الترمذي، وأبو داوود، والنسائي.
والأقرب أنه ضعيف، لقلة مروياته، وروايته المناكير، وعدَّ الأئمة هذا الحديث من مناكيره.
يُنظر في ترجمته: «التاريخ الكبير» للبخاري (3/ 290)، و «التاريخ الأوسط»
…
ـ ط. الرشد ـ (3/ 218 و 234) رقم (348) و (375)، «الثقات» للعجلي
…
(1/ 357) رقم (463)، «المجتبى» للنسائي ـ ط. التأصيل ـ (4/ 48) رقم (1896)، «تاريخ ابن يونس المصرى» (1/ 171) رقم (463)، «الثقات» لابن حبان
…
(6/ 301)، «مشاهير علماء الأمصار» (ص 189) رقم (1512)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 76) رقم (153)، «الأنساب» للسمعاني (8/ 336)، «الأحكام الوسطى» لعبدالحق الأشبيلي (2/ 152)، «بيان الوهم والإيهام» (5/ 617)، «تحفة الأشراف» (6/ 352)، «تهذيب الكمال» (9/ 113)، «ميزان الاعتدال» (2/ 41 ـ 42)، «الرد على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام» للذهبي (ص 61) رقم (91)، «تخريج أحاديث الكشاف» للزيلعي (4/ 21)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي
…
(4/ 349)، «تهذيب التهذيب» (3/ 255)، «تقريب التهذيب» (ص 243)، «منهج أبي عبدالرحمن النسائي في الجرح والتعديل» د. قاسم سعد (4/ 1963) رقم (28)،
…
«آثار الشيخ عبد الرحمن المعلمي» (13/ 36) و (14/ 53، 211).
ـ وأخرجه: ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 421) رقم
…
(1509) من طريق شرحبيل بن شريك
(1)
، وربيعة بن سيف.
كلاهما عن أبي عبدالرحمن الحُبُلي، عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، به.
الحكم على الحديث:
صحَّحَه: ابنُ حبان حيث أوردَه في «صحيحه» ، وربما يحسِّنُه لأنَّ كتابَه يشمل الصحيحَ والحسنَ.
وقال الحاكم في «المستدرك» : (هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه).
وتعقَّبَهُ ابنُ دقيق العيد في «الإلمام» (1/ 297) رقم (572) بأن ربيعة لم يخرج له الشيخان.
حسَّنَهُ: ابنُ حجر ـ كما في «الفتوحات الربانية» لابن علان ـ
…
(4/ 139)، وحسَّن إسنادَه البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة»
…
(2/ 508) رقم (1998).
وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (4/ 359): (وربيعة هذا من
(1)
قال ابن الجوزي بعد إخراج هذه المتابعة: في إسناده مجاهيل.
تابعيِّ أهلِ مصر، فيه مقالٌ لا يقدح في حُسْنِ الإسناد).
تعقبه الألباني في: «ضعيف الترغيب والترهيب» (2/ 404) بضعف ربيعة.
ضعَّف الحديث: ابنُ الجوزي في «العلل المتناهية» بعد إخراجه الحديث. وعبدالحق الأشبيلي في «الأحكام الوسطى» (2/ 152)، وابن القيم في «تهذيب السنن» ـ ط. عالم الفوائد ـ (2/ 389).
وقال الذهبي في «الرد على ابنِ القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام» (ص 61) رقم (91): مَا أشبه أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعاً.
حكم عليه بالنكارة: ابنُ عبدالهادي في «المحرر» (ص 206) رقم (560)، والذهبيُّ في «المهذب في اختصار السنن الكبرى للبيهقي»
…
(3/ 1403 و 1427) رقم (6295) و (6389)، قال: منكر، وفي موضع آخر: (وهو مع نظافة سنَدِه مِن مناكير ربيعة
…
)
وابنُ الوزير اليماني في «العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم» (9/ 70)، وحكم عليه بالنكارة أيضاً: الألبانيُّ في «ضعيف سنن أبي داود» ـ الأم ـ (2/ 475) رقم (560)، وفي «السلسلة الضعيفة»
…
(14/ 131) رقم (6556) قال منكر جداً، وأبو إسحاق الحويني في
…
«النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة» (2/ 66) رقم (125).