الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفتراة على علي بن أبي طالب؛ لأنَّ الافتراء على فاطمة من باب أولى رضي الله عنهما، وقد اطلعتُ على كثير من الأحاديث المفتراة على فاطمة فوجدت ما يذهل الحليم من الغلو والدناءة، والكذب المكشوف بداهةً ـ ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم ـ.
لقد تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عناية أهل السنة والجماعة بالأسانيد، وعناية الفرق الأخرى المخالفة، ومن ذلك قوله:
(والرافضة أقل معرفة وعناية بهذا، إذْ كانوا لا ينظرون في الإسناد، ولا في سائر الأدلة الشرعية والعقلية: هل توافق ذلك أو تخالفه؟
ولهذا لا يوجد لهم أسانيد متصلة صحيحة قط، بل كل إسناد متصل لهم، فلا بد من أن يكون فيه مَن هو معروف بالكذب أو كثرة الغلط.
وهم في ذلك شبيه باليهود والنصارى، فإنه ليس لهم إسناد.
والإسناد من خصائص هذه الأمة، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة.
والرافضة من أقل الناس عناية؛ إذ كانوا لا يصدِّقون إلا بما يوافق أهواءهم، وعلامة كذبه أنه يخالف هواهم؛ ولهذا
قال عبد الرحمن بن مهدي: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم
.
ثم إنَّ أولهم كانوا كثيري الكذب، فانتقلت أحاديثهم إلى قوم لا يعرفون
الصحيح من السقيم، فلم يمكنهم التمييز إلا بتصديق الجميع أو تكذيب الجميع، والاستدلال على ذلك بدليل منفصل غير الإسناد
…
).
(1)
وقال ابن تيمية أيضاً: (وليس في أهل الأهواء أكثرُ كذباً من الرافضة، بخلاف غيرهم
…
).
(2)
وقال أيضاً: (وقد اتفق أهل العلم بالنقل، والرواية، والإسناد على أنَّ الرافضة أكذبُ الطوائف، والكذبُ فيهم قديم، ولهذا كان أئمةُ الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب
…
).
(3)
وقال أيضاً: (الرافضة أظهر فساداً من شُبَه الخوارج والنواصب، والخوارج أصحُّ منهم عقلاً وقصداً، والرافضةُ أكذب وأفسدُ ديناً).
(4)
وقال أيضاً: (
…
فإنك لا تجدُ في طوائف أهلِ القبلة أعظمَ جهلاً من الرافضة، ولا أكثرَ حرصاً على الدنيا.
وقد تدبرتُهم فوجدتُهم لا يضيفون إلى الصحابةِ عيباً إلا وهُم أعظم الناسِ اتِّصَافاً به، والصحابةُ أبعدُ الناس عنه، فهم أكذبُ الناسِ بلا ريب
(1)
«منهاج السنة النبوية» (7/ 37).
(2)
«منهاج السنة» (7/ 41).
(3)
«منهاج السنة» (1/ 59).
(4)
«منهاج السنة» (2/ 63).
كمسيلمة الكذاب إذ قال: أنا نبيٌّ صادق ومحمد كذاب، ولهذا يصفون أنفسَهم بالإيمان ويصفون الصحابةَ بالنفاق، وهم أعظمُ الطوائفِ نِفاقاً، والصحابةُ أعظمُ الخلقِ إيماناً).
(1)
وقال ابن تيمية أيضاً: (وفي الجملة: فمن جرَّب الرافضةَ في كتابِهم وخطابِهم عَلِمَ أنهم مِن أكذبِ خَلقِ اللَّهِ، فكيف يثقُ القلبُ بنقل مَن كثُر منهم الكذب قبلَ أن يُعرف صدق الناقل؟ وقد تعدَّى شرُّهم إلى غيرهم من أهلِ الكوفة وأهلِ العراق
…
).
(2)
وقال أيضاً: (ولكنَّ الرافضةَ غالبُ حُجَجِهم: أشعارٌ تليق بجهلهم وظُلمِهم، وحِكاياتٌ مَكذوبةٌ تَليق بجهلهم وكذبهم، وما يُثبِتُ أصولَ الدِّين بمثل هذه الأشعار، إلا مَن ليسَ معدوداً مِن أولي الأبصار).
(3)
وقال أيضاً: (فما مِن طائفة مِن طوائف أهل السُّنَّة ـ على تنوعهم ـ إلا إذا اعتبرتَها وجدتَّها أعلمَ وأعدَل، وأبعدَ عن الجهلِ والظلم، مِن طائفة الرافضة، فلا يُوجد في أحدٍ منهم معاونةَ ظالم إلا وهُو في الرافضة أكثر، ولا يُوجد في الشيعة بُعدٌ مَّا عن ظلم ظالم إلا وهُو في هؤلاء أكثر.
(1)
«منهاج السنة» (2/ 87).
(2)
«منهاج السنة» (2/ 467).
(3)
«منهاج السنة» (4/ 66).
وهذا أمر يشهد به العيانُ والسَّماعُ، لمن له اعتِبارٌ ونظَرٌ.
ولا يُوجَدُ في جميع الطوائف لا أكذبَ منهم، ولا أظلمَ منهم، ولا أجهلَ منهم.
وشيوخُهم يقرُّونَ بألسنتهم، يقولون: يا أهلَ السنة أنتم فيكم فُتوَّة،
…
لو قدرنا عليكم لما عامَلناكُم بما تعامِلُونا به عندَ القدرةِ علينا).
(1)
وقال ابن تيمية أيضاً رحمه الله: (وهكذا الرافضة لا يُتصوَّرُ قَطٌّ أنَّ مذهبهم يروج على أهلِ مدينة كبيرة من مدائن المسلمين، فيها أهل علم ودين. وإنما يروج على جهال البوادي والجبال أو على محلة في مدينة أو بُليدة،
…
أو طائفة يظهرون للناس خلاف ما يبطنون لظهور كذبهم، حتى أنَّ القاهرة لما كانت مع العُبيديين، وكانوا يظهرون التشيُّع، لم يتمكنوا مِن ذلك، حتى منعوا مَن فيها من أهلِ العلم والدِّين من إظهار عِلْمِهم.
ومع هذا فكانوا خائفين مِن سائر مدائن المسلمين، يَقدُمُ عليهم الغريبُ من البلد البعيد، فيكتمون عنه قولهم، ويداهنُونَه ويَتَّقُونه، كما يُخَافُ الملِكُ المطَاعُ، وهذا لأنهم أهلُ فِريةٍ وكَذِبٍ.
وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} (سورة الأعراف، آية 152)
(1)
«منهاج السنة النبوية» (4/ 121).
قال أبو قلابة: هي لكل مفتر من هذه الأمة إلى يوم القيامة).
(1)
وقال ابن تيمية رحمه الله: (فما أذكره في هذا الكتاب مِن ذم الرافضة وبيان كَذبِهم وجَهلِهم قَليلٌ مِن كثير مما أعرِفُهُ منهم، ولهم شَرٌّ كَثيرٌ لا أعرف تفصِيلَه.
ومُصنِّفُ هذا الكتاب
(2)
وأمثالُه من الرافضة، إنما نقابلهم ببعض ما فعلوه بأمةِ محمد صلى الله عليه وسلم: سلَفِها وخَلَفِها؛ فإنهم عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، وإلى خيار أمةٍ أُخرجَتْ للناس، فجعلوهم شرار الناس، وافتروا عليهم العظائم، وجعلوا حسناتهم سيئات، وجاءوا إلى شَرِّ مَن انتسب إلى الإسلام مِن أهل الأهواء وهُم الرافضة بأصنافها: غَالِيهَا وإمَامِيِّها وزيْدِيِّها، واللَّهُ يعلَمُ، وكفى باللَّهِ عليماً، ليس في جميع الطوائفِ المنتسبةِ إلى الإسلام مَع بدعةٍ وضلالةٍ شَرٌّ منهم: لا أجهلَ ولا أكذبَ، ولا أظلمَ، ولا أقربَ إلى الكُفْرِ والفُسوقِ والعِصيَانِ، وأبعدَ عَن حقائق .... ).
(3)
وقال أيضاً: (وأما الرافضةُ فهم المعروفون بالبدعةِ عندَ الخاصةِ والعامة
(1)
«منهاج السنة النبوية» (6/ 179).
(2)
يعني «منهاج الكرامة» للحِلِّي الرافضي، وهو الذي ردَّ عليه ابنُ تيمية في «منهاج السنة» .
(3)
«منهاج السنة النبوية» (5/ 160).
حتى أنَّ أكثر العامة لا تعرف في مقابلة الشيء إلا الرافضي لظهور مناقضتهم لما جاء به الرسولُ عليه السلام عند الخاصة والعامة. فهم عين على ما جاء به حتى الطوائف الذين ليس لهم من الخبرة بدين الرسولِ ما لغيرهم إذا قالت لهم الرافضة: «نحن مسلمون» يقولون: أنتم جِنسٌ آخر.
ولهذا الرافضة يوالون أعداءَ الدِّين الذين يَعرِفُ كلُّ أحَدٍ معاداتهم من اليهود، والنصارى والمشركين: مشركي الترك، ويعادون أولياءَ اللَّهِ الذين هم خيارُ أهلِ الدِّين، وساداتِ المتقين، وهُم الذين أقاموه وبلَّغُوه ونصروه.
ولهذا كان الرافضةُ من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفارِ إلى بلاد الإسلام.
وأما قصةُ الوزير ابن العلقمي وغيره، كالنصير الطوسي مع الكفار، وممالأتهم على المسلمين فقد عرفَهَا الخاصةُ والعامةُ.
وكذلك مَن كان منهم بالشام: ظاهروا المشركين على المسلمين، وعاونوهم معاونة عرفها الناس.
وكذلك لما انكسر عسكرُ المسلمين، لما قدم غازان، ظاهروا الكفار النصارى، وغيرهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولاد المسلمين
…
ـ بيع العبيد ـ وأموالهم، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحمل بعضهم راية الصليب.
وهم كانوا مِن أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديماً على بيت