المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما أسنده أبي بن كعب، عن فاطمة رضي الله عنهما - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٥

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني:محبة عمر بن الخطاب لها رضي الله عنهما

- ‌ أيعقل هذا

- ‌ بيان كثرة الكذب عند الرافضة:

- ‌ قال عبد الرحمن بن مهدي: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم

- ‌الكذب في الرافضة قديم:

- ‌ليس من أتباع أهل البيت مَن يسبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم

- ‌من دلائلِ حُسْنِ العلاقةِ بين عمر وفاطمة رضي الله عنهما: خطبته ابنتَها…ـ بعد وفاة فاطمة ـ: أمَّ كلثوم بنتَ علي بنِ أبي طالب

- ‌مَن القوم الذين كانوا يجتمعون في بيت فاطمة، ولِمَ ذهب إليهم عمر رضي الله عنهما وهدَّدَهم

- ‌دعوى الرافضة أن عمر رضي الله عنه أحرق الكتاب الذي بيد فاطمة رضي الله عنها، وفيه: كتابة أبي بكر رضي الله عنه لها بفدك

- ‌قضية التهديد التي أوصلتها الرافضة إلى البدء بالتحريق، وما تبعه من الأساطير:

- ‌ مسألة تشيع ابن عبدربه، تحتاج لبحث وتحرير

- ‌الفصل الرابع: منزلتها في العلم والعبادة، وما فُضِّلَت به. وفيه أحد عشر مبحثاً:

- ‌المبحث الأول:روايتها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌علمها عند أهل السنة والجماعة:

- ‌علمها عند الرافضة:

- ‌ مصحف فاطمة

- ‌لوح فاطمة

- ‌المبحث الثاني:تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إياها

- ‌ انظر في مسألة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث:صدق لهجتها رضي الله عنها

- ‌المبحث الرابع:انفرادها بمعرفة جواب سؤال للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الخامس:إقامتُها الحدَّ على جاريةٍ لها قد زنَتْ رضي الله عنها

- ‌ إقامة السيِّد الحدَّ على مملوكه وجاريته إذا زنيا

- ‌المبحث السادس:صَدَقَتُهَا رضي الله عنها على بني هاشم، وبني المطلب

- ‌ وصية لفاطمة مكتوبة ـ وهي مكذوبة ــ تضمَّنَتْ وقفَها على بني هاشم وبني المطلب، وصدقات أخرى

- ‌المبحث السابع:تحريها رضي الله عنها ساعة الإجابة يوم الجمعة

- ‌المبحث الثامن:زيارتها قبر عمها حمزة وأختها رقية(1)رضي الله عنهم

- ‌ ليس ثمة علاقة عقلية أو شرعية بين الصلاة ـ وهي صلةٌ وعبادة بين العبد وربِّه ـ وبين إقامتها عند القبر، بل هذا من وسائل الشرك الأكبر

- ‌ زيارة النساء للقبور

- ‌المبحث التاسع:غضب الله تعالى لغضبها

- ‌المبحث العاشر:أن المهدي المنتظر من ولدها

- ‌ صحة الأحاديث الواردة في المهدي

- ‌ المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها

- ‌(عترة الرجل: أخصُّ أقارِبِه

- ‌ المهديَّ مِن ولَدِ الحسَنِ بنِ علي، لا مِن ولَدِ الحُسَين

- ‌المبحث الحادي عشر:أمور خصت بها، وفيه مطلبان:

- ‌المطلب الأول: إسرار النبي صلى الله عليه وسلم لها بخبر موته وموتها

- ‌المطلب الثاني:أن النبي صلى الله عليه وسلم عصبة لأولادها

- ‌ خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالإسرار

- ‌ ابن حجر: (اتَّفَقوا على أنَّ فاطمة عليها السلام كانت أوَّلَ مَن ماتَ مِن أهلِ بَيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعده، حتى مِن أزواجه

- ‌ لِمَ خَصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنتَه فاطمة دون زوجاته رضي الله عنهم بهذا السِّرَّ

- ‌ أن النبي صلى الله عليه وسلم عصبة لأولادها

- ‌ دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذريَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ مسألة الشرف من جهة الأم»

- ‌الفصل الخامس: منزلتها يوم القيامة، وفيه خمسة مباحث:

- ‌المبحث الأول:أنها سيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء العالمين

- ‌بم فضلت فاطمة رضي الله عنها وسادت على نساء هذه الأمة

- ‌ طعنَ أحدُ أعداءِ الإسلامِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم لِثنائِه على زوجِه عائشة، وابنتِه فاطمة رضي الله عنهما

- ‌المبحث الثاني:غض الخلائق أبصارهم يوم القيامة؛ لمرورها على الصراط

- ‌المبحث الثالث:أن فاطمة وزوجها وابنيها في الجنة

- ‌المبحث الرابع:جزاء من أحبها مع أبيها صلى الله عليه وسلم وابنيها

- ‌المبحث الخامس:انقطاع الأنساب والأسباب يوم القيامة إلا سبب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه

- ‌الباب الثالث: مسند فاطمة رضي الله عنها

- ‌سبب قلة أحاديثها التي نقلت إلينا:

- ‌ما أسندهُ أبَي بن كعب، عن فاطمة رضي الله عنهما

- ‌ما أسنده أنس بن مالك، عن فاطمة رضي الله عنهما

الفصل: ‌ما أسنده أبي بن كعب، عن فاطمة رضي الله عنهما

‌ما أسندهُ أبَي بن كعب، عن فاطمة رضي الله عنهما

-.

الحديث الأول من مسند فاطمة

125.

[1] قال الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله: حَدَّثَنَا

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ فَنَاوَلَتْنِي كِتَاباً فِيهِ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَسْكُتْ» .

[«إكرام الضيف» لإبراهيم الحربي (ت 285 هـ)، (ص 31)، حديث رقم (41)]

دراسة الإسناد:

ــ عبدالرحمن بن صالح الأزدي العتَكي، أبو صالح، ويقال: أبو محمد، الكوفي.

صدوق، شيعي.

وثَّقَه: أحمد، وابن معين ـ في رواية الدوري عنه، وزاد ـ:(صدوق، شيعي، لأنْ يَخِرَّ مِن السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حَرف). وذكره ابنُ حبان في «الثقات» .

ص: 453

وتوسَّط فيه جماعة: قال ابن معين ـ في رواية ابن محرز ـ: لابأس به. وقال أبو حاتم، وصالح جَزَرَة: صدوق. وقال صالح جزرة في موضع آخر: كوفي صالح، إلا أنه كان يقرض عثمان.

قال ابن عدي: معروف مشهور في الكوفيين، لم يُذكر بالضعف في الحديث، ولا اتُّهِمَ فيه، إلا أنه كان محترقاً فيما كان فيه من التشيُّع.

قال أبو حاتم الحاكم: خُولِف في بعض حديثه.

قال يعقوب بن يوسف المطوعي: كان رافضياً.

قيل للإمام أحمد ذلك، فأنكره، وقال: بأنه رجلٌ أحبَّ قوماً من أهل البيت.

قال أبو داود: لم أرَ أنْ أكتبَ عنه، وضَعَ مثالبَ في أصحابِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وقال مَرةً: كان رجلَ سُوء.

قال موسى بن هارون: شيعيٌّ محترِق، خرَّقتُ عامة ما سمعتُ منه، يروي أحاديثَ سوءٍ في مثالب أصحابِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وقال موسى في مَوضع: كان ثقةً، وكان يحدِّث بمثالبِ أزواج

رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأصحابِهِ.

قال أبو القاسم البغوي: سمعتُ عبدالرحمن بن صالح الأزدي يقول:

(أفضل أو خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).

ص: 454

وذكرالدوري أنه كان شيعياً.

قال الذهبي في «المغني» : صدوق.

وقال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : صدوق يتشيَّع. (ت 235 هـ).

روى له النسائي حديثاً واحداً في «خصائص علي» .

(1)

ــ علي بن عابس الأسدي الأزرق الكوفي.

ضعيفٌ.

قال البخاري ـ فيما ذكره عنه الترمذي ـ: مقارب الحديث.

وقال الدارقطني: كوفي، يعتبَر به.

ضعَّفَه: ابن معين، وفي رواية له:(ليس بشئ)، والنسائي، والجوزجاني، وزاد:(واهي)، وقال ابن حبان: فَحُشَ خطؤهُ؛ فاستحقَّ الترك.

قال أبو زرعة: مُنكر الحديث، يحدِّث بمناكيرَ كثيرةٍ عن قوم ثقات.

وقال ابن الجارود: ليس بشئ. وقال الساجي: عنده مناكير.

(1)

ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية ابن محرز ـ ط. الفاروق ـ (ص 136) رقم (352)،

«الجرح والتعديل» (5/ 246)، «سؤالات الآجري لأبي داود» (2/ 302) رقم

(1922)، «الثقات» لابن حبان (8/ 380)، «الكامل» لابن عدي (4/ 320)،

«تاريخ بغداد» (11/ 543)، «تهذيب الكمال» (17/ 177)، «تاريخ الإسلام»

(5/ 863)، «ميزان الاعتدال» (2/ 502)، «المغني في الضعفاء» (1/ 604)،

«تهذيب التهذيب» (6/ 197)، «تقريب التهذيب» (ص 375).

ص: 455

وقال ابن عدي: له أحاديث حسان، ويَروي عن أبان بن تغلب، وغيره، أحاديث غرائب، ومع ضَعفِه يُكتَب حديثُه.

وذكره العقيليُّ في «الضعفاء» .

قال ابنُ حجَر في «تقريب التهذيب» : ضعيف.

(1)

ــ عَمْرو بن عبداللَّه بن عُبيد، ويقال: بن علي، ويقال: ابن أبي شعيرة، الهَمْداني، أبو إسحاق السَّبِيعي الكوفي.

مُجْمَعٌ عَلى تَوثِيقِه، وهُوَ مُدلِّس.

وثَّقَه: ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم.

وذُكر فيه ثلاثةُ أمور:

الأول: تَكلَّم فيه مغيرةُ بنُ مُقْسِم.

(1)

ينظر: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 421)، ورواية ابن الجنيد (ص 163) رقم (528)، «التاريخ الكبير» للبخاري (6/ 289)، «العلل الكبير» للترمذي (2/ 942) رقم (422)، «أحوال الرجال» (ص 61) رقم (57)، «سؤالات البرذعي لأبي زرعة» ـ ط. الفاروق ـ (ص 159) رقم (224)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 966)، «الجرح والتعديل» (6/ 197)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 79)، «الكامل» لابن عدي

(5/ 189)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 112) رقم (364)، «تهذيب الكمال» (20/ 502)، «ميزان الاعتدال» (3/ 147)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي

(9/ 349)، «تهذيب التهذيب» (7/ 343)، «تقريب التهذيب» (ص 433).

ص: 456

حيث قال: (ما أفسدَ أحدٌ حديثَ الكوفة إلا أبو إسحاق، وسليمان الأعمش). وهو مردود، قال الذهبي في «السير»: لا يُسمَع قولُ الأقران بعضهم في بعض، وحديثُ أبي إسحاق مُحتَجٌّ به في دَواوين الإسلام.

الثاني: رُمي بالاختلاط.

والصحيحُ أنه تغيُّرٌ يَسيرٌ في الكِبر، ولم يختلط، قال الذهبي في

«الميزان» : ( .. شاخَ ونَسِيَ ولم يختلط، وقد سمع منه سفيان بن عيينة، وقد تغيَّر قليلاً).

وقال أيضاً في «مَنْ تُكُلِّم فيه وهو مُوَثَّق أو صالح الحديث» : ثِقَةٌ، تغَيَّر قبلَ مَوتِه من الكِبَر، وساءَ حفظه.

وقال في «سير أعلام النبلاء» : (ثقةٌ، حُجَّةٌ بلا نزاع، وقد كبر وتغيَّر حِفظه تغيُّرَ السِّن، ولم يختلط).

قال العلائي: (لم يعتبر أحدٌ من الأئمة ما ذُكر من اختلاط أبي إسحاق، واحتجوا به مطلقاً، وذلك يدل على أنه لم يختلط في شَيءٍ من حَدِيث).

الثالث: التدليس.

وصفَهُ به النسائيُّ، وابنُ جرير، وغيرُهما. قال ابن حجر في «تعريف أهل التقديس»: مَشهور بالتدليس، وأورده في «المرتبة الثالثة» وهم: الذين أكثروا مِن التدليس، فلَمْ يحتج الأئمةُ مِن أحاديثهم إلا بما صرَّحُوا فيه بالسماع.

ص: 457

قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثِقَةٌ، مُكْثِرٌ، عابِدٌ، اختَلَطَ بأَخَرَه، (ت 129 هـ)، وقيل: قبل ذلك.

قلت: كذا أطلقَ ابنُ حجر رحمه الله الاختلاط، والصواب ما سبق من قول الذهبي والعلائي.

(1)

ــ مجاهد بن جَبْر المكي، أبو الحجاج القُرشي المخزومي مولاهم.

ثِقَةٌ، إِمَامٌ.

وثَّقَهُ: العجليُّ، وابنُ معين، وأبو زرعة، وغيرهم.

قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» : ثقةٌ، إمامٌ في التفسير وفي العلم.

توفي سنة 101 هـ وقيل: 102 هـ، وقيل: 103 هـ، وقيل: 104 هـ.

وله ثلاث وثمانون سنة.

(1)

ينظر: «الطبقات» لابن سعد (6/ 313)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري

(2/ 448)، «العلل للإمام أحمد» رواية عبداللَّه (1/ 244) رقم (322)، (2/ 363) رقم (2611)، «الجرح والتعديل» (6/ 242)، «الثقات» لابن حبان (5/ 177)،

«تهذيب الكمال» (22/ 102)، «ميزان الاعتدال» (3/ 275)، «سير أعلام النبلاء»

(5/ 392)، «مَنْ تُكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث» (ص 569) رقم (400)،

«كتاب المختلطين» للعلائي رقم (35)، «تهذيب التهذيب» (8/ 63)، «تقريب التهذيب» (ص 453)، «تعريف أهل التقديس» رقم (91)، «الكواكب النيرات»

(ص 341)، «معجم المختلطين» (ص 247 ـ 264)، «معجم المدلسين» (ص 359).

ص: 458

والظاهر أنه لم يسمع مِن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه.

وقد قيل: لم يسمَعْ من عُمَر، وعليٍّ، وابن مسعود، وعائشة، وأبي ذَرٍّ رضي الله عنهم.

(1)

ــ أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك، أبو المنذر، وأبو الطفيل، النجاري الأنصاري، البدري.

صَحابيٌّ جَليلٌ، والراجح أنه توفي سنة 22 هـ.

سيِّدُ القرَّاء. شهد العقبة، وبدراً، والمشاهدَ كلَّها؛ وجمعَ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وعرضَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحفظَ عنهُ علماً مباركاً، وكانَ رأساً في العِلْم والعمَل رضي الله عنه.

وكان عمرُ بن الخطاب يُسَمِّيه: سيدَ المسلمين.

عدَّهُ مسروقٌ في السِّتَّة من أصحاب الفتيا.

قال الواقدي: وهو أوَّلُ مَن كتَبَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأوَّلُ مَن كتب في آخر الكتاب: وكتَبَ فلانُ بنُ فلان، وكان ربعةً أبيضَ اللحية، لا يغيِّر شيبَه.

(1)

ينظر: «الطبقات» لابن سعد (5/ 466)، «الثقات» لابن حبان (5/ 419)، «تهذيب الكمال» (27/ 228)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 449)، «تحفة التحصيل» لابن العراقي (ص 478) رقم (983)، «تهذيب التهذيب» (10/ 42)، «تقريب التهذيب» (ص 549).

ص: 459

قال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: مات أُبَيُّ بنُ كعب سنة عشرين أو تِسعَ عَشرَة.

وقال الواقدي: ورأيتُ آل أُبَيٍّ وأصحابَنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين.

قال: وقد سمعتُ مَن يقول: ماتَ في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبتُ الأقاويل، وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عُمر.

قال ابن حجر: وصحَّحَ أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتجَّ له بأنَّ زِرَّ بن حُبَيش لَقِيَهُ في خِلافة عثمان.

وروى البغويُّ عن الحسَنِ في قِصةٍ له أنه مات قبل قَتْلِ عُثمان بجُمْعَةٍ. وقال ابن حبان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان.

ورجَّح الذهبي في «السير» أنه توفي في خلافة عمر، سنة (22 هـ).

(1)

(1)

ينظر: «الاستيعاب» لابن عبدالبر (1/ 65)، «أسد الغابة» لابن الأثير (1/ 61)،

«تهذيب الكمال» (2/ 262)، «سير أعلام النبلاء» (1/ 389)، «الإصابة» لابن حجر (1/ 180).

ص: 460

تخريج الحديث:

ــ أخرجه: الحربي في «إكرام الضيف» ـ كما سبق ـ من طريق علي بن عابس، به.

وعلي بن عابس، ضعيف ـ كما سبق ـ وقد خالفه إسرائيل، فرواه مرسلاً.

أخرجه: الخرائطيُّ في «مكارم الأخلاق» ـ ط. الرشد ـ (3/ 1054) رقم (36)، وـ ط. الفاروق ـ (2/ 164) رقم (337) قال: حدثنا

أبوعبيداللَّه حماد بن عنبسة الوراق

(1)

، قال: حدثنا عبداللَّه بن رجاء الغُدَانِي

(2)

، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: دخل أُبَيُّ بنُ كعب على فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم، فأخرجَتْ له كُربَةً فيها كتاب:«مَن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليُكْرِم ضَيفه، ومَنْ كان يؤمنُ باللَّه واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيراً أو لِيَسْكُتْ» .

وهذا الوجهُ مُرَسَلٌ، ورجَّحَهُ الدرقطنيُّ في «العلل» على الوجه الأول ـ كما سيأتي ـ.

(1)

هو حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق النهشلي البصري، ثقة. «تقريب التهذيب»

(ص 214).

(2)

صدوقٌ، يَهِم قليلاً. «تقريب التهذيب» (ص 337).

ص: 461

وإسرائيل مِن أوثق أصحاب أبي إسحاق.

(1)

وهذا الوجه الراجح فيه عنعنةُ أبي إسحاق.

ــ سئل الدارقطني كما في «العلل» (15/ 171) رقم (3929) عن حديث أبي بن كعب، عن فاطمة.

فقال: (يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختُلِفَ عنه:

فرواه عليُّ بنُ عابس، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أُبَيٍّ، عن فاطمة.

ورواه إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، مرسلاً.

وقولُ إسرائيلَ أشبَه).

وقد خالفَ أبا إسحاق: الحكمُ، فرواه عن مجاهد، عن ابن عباس، وفيه زيادات:

أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 109) رقم (134) من طريق محمد بن المغيرة السكري

(2)

، قال: حدثنا القاسم بن الحكم العُرَني

(3)

،

(1)

انظر: «سؤالات ابن بكير وغيره للدارقطني» (ص 166) رقم (49)، «شرح علل الترمذي» لابن رجب (2/ 519).

(2)

محمد بن المغيرة السكري الفقيه الحنفي. قال صالح بن أحمد: صدوق. وقال السليماني: فيه نظر. «سير أعلام النبلاء» (13/ 383)، «لسان الميزان» (7/ 514).

(3)

القاسم بن الحكم العُرَني. صدوق، فيه لين. «تقريب التهذيب» (ص 479).

ص: 462

قال: حدثنا الحسن بن عمارة

(1)

، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: علَّمَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاطمة كلماتٍ، فكتبتهنَّ في جريدةٍ، ثم وضَعَتْها في البيت. قال: فالتَمسْتُها، فوجدتُّها في كُناس البيت، فأخذتُها فأعطيتُها أُبَيَّ بن كعب، فقرأها لها:

قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لايؤمن باللَّه مَن لا يأمن جارُه بوائقَه، مَن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر؛ فليُكرم جارَه، ومَن كان يؤمن باللَّهِ واليوم الآخرِ؛ فليُكرم ضيفَه، ومَن كان يؤمن باللَّهِ واليوم الآخر، فليَقُلْ خيراً أو لِيصمُتْ؛ إنَّ اللَّه يحبُّ الحليمَ الحييَّ العفِيفَ المتعفِّفَ، ويُبغِضُ الفاحشَ السائلَ المُلْحِفَ» .

وهذا ضعيفٌ جداً، عِلَّته: الحسن بن عمارة. وهو متروك.

ــ وروي عن فاطمة من وجه آخر.

أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 196) رقم (10442): قال: حدثنا بكر بن مقبل البصري، قال: حدثنا الخليل بن أسد

(2)

النوشجاني، قال: حدثنا رويم بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سوَّار بن

(1)

البجَلي مولاهم. متروك. «تقريب التهذيب» (ص 200).

(2)

تصحف في المطبوع إلى (راشد). وهو الخليل بن أسد النوشجاني البصري. لم أجد له ترجمة.

ص: 463

مصعب

(1)

، عن عمرو بن قيس، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى فاطمة رضي الله عنها فقال: يا بنتَ

رسولِ اللَّهِ، هل تركَ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عندك شيئاً تطرفينيه؟ فقالت: يا جارية، هاتِ تلك الجريدة، فطلبَتْها فلم تجدْها، فقالتْ: ويحك اطلبِيها؛ فإنها تعدِل عندي حسَناً وحُسَيناً، فطلبَتْها فإذا هي قد قَمَّتها في قُمَامَتِها، فإذا فيها:

قال محمدٌ صلى الله عليه وسلم: «ليس مِنْ المؤمنين مَنْ لم يأمن جارُه بوائقَه، من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليُكرم ضَيْفَه، ومن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يُؤذِ جارَه، مَنْ كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليَقُلْ خيراً أوْ لِيَسْكُت، إنَّ اللَّه يُحبُّ الحييَّ الحليم العَفيف المتعفف، ويُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ السؤالَ المُلحِف؛ إنَّ الحياءَ مِنَ الإيمان، والإيمانُ في الجنَّة، والفُحْشَ مِنَ البَذَاء، والبذاءُ في النَّار» .

وهذا موضوع. آفته: سوار بن مصعب. وهو متروك الحديث.

وفيه: الخليل بن أسد. لم أجد له ترجمة.

فالحديث لا يصح بوجه، وأقوى هذه الطُّرُقِ ما أخرجَهُ الخرائطيُّ في

(1)

الهمداني أبو عبد اللَّه الكوفي الأعمى المؤذن. متروك الحديث. «لسان الميزان»

(4/ 216).

ص: 464

«مكارم الأخلاق» ــ كما سبق ـ، وهو ضعيفٌ؛ لإرساله، وعنعنة أبي إسحاق.

الحكم على الحديث:

حديث فاطمة، الراجح فيه الوجه المرسل، كما رجحه الدارقطني في

«العلل» (15/ 171) رقم (3929)، وهو من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق؛ وهو ــ أيضاً ـ ضعيفٌ؛ لعنعنة أبي إسحاق، والانقطاع بين مجاهد وأُبَيِّ بن كعب.

وطُرُقُه الأخرى ساقطة، لا تخلو مِن متروك.

ويُغني عنه الحديثان التاليان:

1.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

أخرجه: البخاري في «صحيحه» (ص 1183)، كتاب الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه، حديث رقم (6138)، ومسلم في

«صحيحه» (ص 50)، كتاب الإيمان، حديث رقم (47) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ كان يؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخر فَلْيَقُلْ خيراً أو لِيَصْمُتْ، ومَنْ كان يؤمِنُ باللَّه واليوم الآخر فليُكرِمْ جارَه، ومَن كان يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَه» .

وأخرجَه البخاريُّ أيضاً، برقم (6018) و (6136)

ص: 465

وأخرجه مسلم أيضاً برقم (46) ولفظه: «لا يدخُلْ الجنةَ مَنْ لا يَأمَنْ جارُهُ بَوائِقَهُ» .

2.

حديث أبي شُريح رضي الله عنه.

أخرجه: البخاري في «صحيحه» (ص 1165)، كتاب الأدب، باب مَن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يُؤذِ جارَه، حديث رقم (6019)، ومسلم في «صحيحه» (ص 51)، كتاب الإيمان، حديث رقم (48) من طريق سعيد المقبري، عن أبي شُرَيح العدوي رضي الله عنه قال: سمِعَتْ أُذُنَايَ، وأبْصَرَتْ عينَايَ، حينَ تكَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:«مَنْ كان يُؤمِنُ باللَّهِ واليوم الآخِر فَلْيُكرِمْ جارَه، ومَن كان يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخر فلْيُكْرِمْ ضيفَه جائزَتَه» .

قال: وما جائِزَتُهُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: «يومٌ ولَيلَةٌ، والضيافَةُ ثلاثَةُ أيام، فما كان ورَاءَ ذلِكَ فهُو صدَقَةٌ علَيه، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيراً أوْ لِيَصْمُتْ» .

وأخرجه البخاري أيضاً برقم (6135).

وبرقم (6016) ولفظه: «واللَّهِ لا يُؤمِن، واللَّهِ لا يُؤمِن، واللَّهِ لا يؤمن» قيل: ومَن يا رسُولِ اللَّهِ؟ قال: «الذي لا يَأمَنُ جارُه بَوايِقَه» .

* * *

ص: 466