الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أسنده أنس بن مالك، عن فاطمة رضي الله عنهما
-
الحديث الثاني من مسند فاطمة
125.
[2] قال الإمام البخاري رحمه الله في «صحيحه» : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام
(1)
:
…
وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا:«لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ» ، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبَّاً دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ،
…
يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ.
(2)
(1)
قوله: عليها السلام في الموضعين: كذا في طبعة اليونينية (6/ 15)، وطبعة الرسالة
…
(3/ 451)، و «إرشاد الساري» (6/ 472)، و «فتح الباري» ـ ط. السلفية ـ
…
(8/ 149). وللبحث حول إطلاق عليه السلام و عليها السلام لآلِ بيت النبوة، ينظر فيما سبق في: التمهيد: المبحث الثالث.
(2)
ذكره في مسندها: المزيُّ في «تحفة الأشراف» (12/ 472)، وابنُ حجر في «إتحاف المهرة» (18/ 26) وقال:(وقعَ في مسند أنس، وهو بمسند فاطمة أولى). وقال مثله في
…
«إطراف المسنِد المعتلي» (9/ 353) رقم (12471).
وقال في «فتح الباري» (8/ 149): (وأنبِّهُ هنا على أنَّ المزيَّ ذكرَ كلامَ فاطمة هذا في مسندِ أنس وهو مُتعقَّب، فإنه وإنْ كان أوَّلُه في مسندِهِ، لأن الظاهر أنه حضره، لكن الأخيرَ إنما هُو مِن كلام فاطمة، فحقُّهُ أنْ يُذكَرَ في رواية أنسٍ عنها). =
وهو في مسند فاطمة عند: أبي داود الطيالسي في «مسنده» (3/ 528) رقم (2158)، وأبي يعلى في «مسنده» (6/ 110) رقم (3379)، والطبراني في «معجمه الكبير»
…
(22/ 416) رقم (1029).
[«الجامع الصحيح» للبخاري (ص 843)، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، حديث (4462)]
تخريج الحديث:
أخرجه البخاري في «صحيحه» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه: [البغوي في «شرح السنة» (14/ 47) رقم (3831)، وفي «الأنوار في شمائل المختار»
…
(1/ 752) رقم (1203)، وأبو اليمن ابن عساكر في «إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر» (ص 158)، وابن الجوزي في «المنتظم»
…
(4/ 49)
(1)
].
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (2/ 311).
وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (5/ 14) رقم (2110).
وعبدُ بنُ حُمَيد في «المنتخب من مسنده» (2/ 307) رقم (1362).
والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 212) من طريق إبراهيم بن نصر، وإبراهيم بن الحسين.
(1)
قال ابن الجوزي بعده: (أخرجاه في الصحيحين). ولم أجده في مسلم، وقد قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (8/ 157): تفرَّدَ بهِ البخاري.
ستتهم: (البخاري، وابن سعد، وإسحاق بن راهويه، وعبدُ بن حُمَيد، وإبراهيم بن نصر، وإبراهيم بن الحسين) عن سليمان بن حرب.
ــ وأخرجه ابن ماجه في «سننه» (ص 178)، كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم، حديث (1630)، والحاكم في «المستدرك»
…
(1/ 537) رقم (1408)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 132، 134) رقم
…
(188) و (194)، عن أبي أسامة حماد بن أسامة.
ــ وأحمد في «مسنده» (20/ 381) رقم (13117)، وعبد بن حميد كما في «المنتخب من مسنده» (2/ 307) رقم (1362)، والحاكم في
…
«فضائل فاطمة» (ص 132، 134) رقم (187) و (194) عن يزيد بن هارون.
ــ وأخرجه أحمد في «الزهد» (86) عن أبي كامل مظفر بن مُدرك.
ـ والدارمي في «مسنده» (1/ 223) رقم (88)، والطبراني في
…
«المعجم الكبير» (22/ 416) رقم (1029)، والسخاوي في «الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة» (ص 447) رقم (80)
(1)
، عن عارم ــ وهو أبو النعمان محمد بن الفضل ـ.
ــ والبزار في «البحر الزخار» (13/ 286) رقم (6858) من طريق أحمد بن عبدة.
(1)
سقطت من المطبوعة: (عن أنس).
ـ وأبو يعلي في «مسنده» (6/ 110، 111) رقم (3379)
…
و (3380) عن عبيداللَّه بن عمر القواريري.
ــ وابن حبان في «صحيحه» (14/ 592) رقم (6622) من طريق إسماعيل بن يونس.
ــ وابن أبي الدنيا في «المحتضرين» (ص 47) رقم (35)
(1)
، وعنه:
…
[ابن سمعون في «أماليه» (ص 154) رقم (113)] عن خالد بن خداش.
ــ والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 132) رقم (188) من طريق أبي سلمة، وعلي بن عثمان.
ــ والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/ 574) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري.
ـ والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 212) من طريق أبي داود الطيالسي.
ـ والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (7/ 240) من طريق إسماعيل بن عبداللَّه بن زرارة الرقي.
أربعة عشر راوياً: (سليمان بن حرب، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ويزيد بن هارون، وأبو كامل مظفر بن مُدرك، وأبو النعمان محمد بن الفضل
…
(1)
قال ابن الجوزي بعده: (أخرجاه في الصحيحين). قلتُ: لم أجده في مسلم، وقد قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (8/ 157): تفرَّدَ به البخاري.
(عارم)، وأحمد بن عبدة، وعُبيداللَّه بن عمر القواريري، وإسماعيل بن يونس، وخالد بن خداش، وأبو سلمة، وعلي بن عثمان، ويحيى بن يحيى،
…
وأبو داود الطيالسي، وإسماعيل بن عبداللَّه بن زرارة الرقي) عن حماد بن زيد.
ــ وأخرج النسائي في «المجتبى» (ص 211) كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، حديث (1844)، وفي «السنن الكبرى» (2/ 388) رقم (1983)، وأحمد في «مسنده» (20/ 332) رقم (13031)، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (5/ 14) رقم (2110)، والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 415) رقم (1028)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 61) رقم (4396)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 133) رقم (191) عن عبدالرزاق.
والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 133) رقم (190) من طريق ابن جريج.
كلاهما: (عبدالرزاق، وابن جريج) عن مَعْمَر.
ـ وأخرج أحمد في «مسنده» (19/ 423) رقم (12434)
…
و (12435)، من طريق خلف، وأبي النضر، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 134) رقم (197) من طريق أبي النضر.
ــ وأخرجه الطيالسي في «مسنده» (3/ 528) رقم (2158).
ــ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (564)، والطبراني في
…
«المعجم الأوسط» (9/ 125) رقم (9313)، وابن الأعرابي في «معجمه»
…
(3/ 1036) رقم (2227)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 212) من طريق آدم بن أبي إياس.
ــ وأبو محمد الجوهري في «حديث أبي الفضل الزهري» (2/ 645) رقم (707) من طريق المؤمل.
ــ وأبو طاهر المخلِّص ـ كما في «المخلِّصيات» (1/ 336) رقم
…
(549)، و (4/ 61) رقم (3010) ــ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»
(1)
كما في «مختصره» (2/ 379)، من طريق أصرم بن حوشب.
(2)
ستتهم: (خلف، وأبو النضر، والطيالسي، وآدم بن أبي إياس، والمؤمل، وأصرم بن حوشب) عن المبارك بن فضالة.
وخالَفهم يونسُ بنُ بكير فرواه عن المبارك، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 133) رقم (192)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 211).
ورواه الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 133) رقم (193) من طريق
(1)
لم أجد في المطبوع، ويحتمل أنه رواه من طريق المخلِّص.
(2)
وذكرَحديثاً طويلاً، وزيادةً منكرة، وهو وضَّاع. وستأتي ذكر الزيادة المتعلقة بفاطمة.
…
ينظر: «ميزان الاعتدال» (1/ 260).
إسحاق بن عيسى، عن المبارك
(1)
، عن الحسن، عن أنس.
ــ وأخرج الترمذي في «الشمائل» ـ ط. الغرب ـ رقم (397)، ومن طريقه:[البغوي في «الأنوار في شمائل المختار» (1/ 752) رقم (1204)]، وابن ماجه في «سننه» (ص 178)، كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم، حديث (1629)، وأبو يعلى في «مسنده» (6/ 161) رقم (3441)، وعنه:[ابن عدي في «الكامل» (4/ 175)]، وأبو نعيم في
…
«أخبار أصبهان» (2/ 221)، وابن الشجري في «أماليه» (2/ 294)، والمزي في «تهذيب الكمال» (14/ 516) عن نصر بن علي، عن أبي الزبير عبداللَّه بن الزبير الباهلي البصري.
ــ وأخرجه البلاذري في «أنساب الأشراف» (1/ 552) عن عمر بن شبة، قال: حدثنا حماد بن واقد.
خمستهم: (حماد بن زيد، معمر، المبارك بن فضالة، عبداللَّه بن الزبير الباهلي، حماد بن واقد) عن ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ــ في رواية أحمد بن عبدة، ويحيى بن يحيى، عن حماد: أنَّ فاطمة أسنَدَتْ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على صَدرِها.
(1)
المبارك بن فَضَالة البصري، صدوق، يدلِّس، ويُسَوِّي. كما في «التقريب» (ص 548)، وهنا لم يصرِّح بالسماع بين ثابت، وأنس، ورواه عن الحسن من وجهين.
ــ وفي رواية يحيى زيادة: قال حماد: إنما حُفِظَ: أطابَتْ أنفسُكم أن تحثوا
…
ــ في رواية خالد بن خداش، عند ابن أبي الدنيا، وحماد بن واقد عند البلاذري: لما احْتُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَمَّتْهُ فَاطِمَةُ إِلَى
…
صَدْرِهَا.
(1)
زاد البلاذري ـ بعد أنْ ضمته ـ: «واكرباه لكربِكَ يا أبتاه» .
وفي رواية يزيد بن هارون عند الحاكم في الموضع الأول: ذكرَ الجزء الثاني من الحديث، وزيادة: «أنْ دفنتم رسولَ اللَّهِ ورجعتم
…
»، وفي الموضع الثاني عند الحاكم:«ضمَّتْه إلى صدرها» .
ولفظ حديث أبي الزبير عن ثابت: لما وجدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من كَرْبِ الموت ما وجَدَ، قالت فاطمة رضي الله عنها: واكربَاه؛ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا كربَ على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضرَ من أبيك ما ليسَ بتاركٍ منه أحداً، الموافاةُ يوم القيامة» .
ــ وفي رواية أبي أسامة عند ابن ماجه: كيف سخَت أنفسكم
…
وفي آخره عند ابن ماجه والحاكم: قال حماد: فرأيتُ ثابتاً حين حدَّثَ بهذا الحديث بكَى حتَّى رأيتُ أضلاعَه تَختَلِفُ.
ــ وفي رواية أبي النعمان عند الدارمي: قال حماد حين حدَّثَ ثابت
…
بكى، وقال ثابت: حين حدَّثَ به أنسٌ بكَى.
(1)
هذه الزيادة ليست في رواية ابن سمعون في «أماليه» ، عن ابن أبي الدنيا.
ــ وفي «الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة» للسخاوي (ص 448) أنَّ الحديثَ مُسلْسَلٌ بالبكاء إلى شيخِ السخاوي.
ــ وفي «العجالة في الأحاديث المسلسلة» لأبي الفيض الفاداني المكي
…
(ص 103): [قال أنس: ثمَّ بكَتْ فاطمةُ رضي الله عنها، وقال ثابت: لما حدَّثَ به أنسٌ بَكَى، وقال حماد: لما حدَّثَ به ثابتٌ بكَى، وهكذا قال كلُّ واحِدٍ من الرواة: لما حدَّثَ به شيخُنا بكَى، بل لَا يمُرُّ هذا الحديثُ بِمُؤمِنٍ إلا بكَى.
قال ابنُ الطيب: (هُو حديثٌ صحيحٌ، أخرجه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، وأبو داود الطَّيالسِي، والحاكم في المستدرك، والطبراني في الكبير، والبيهقي في الدلائل، وأحمد، وابن حبان، وغيرهم.
والتسلسل لا يخلو عن كلام على ما هُوَ مَعرُوفٌ في المسلسلات)]. انتهى
ــ رواية خالد بن خداش، ورواية الطبراني لحديث أبي النعمان، ورواية يزيد بن هارون عند أحمد، الجزء الثاني من الحديث وهو قولها: يا أنس كيف طابت
…
ــ وفي رواية إسماعيل بن يونس، عن حماد: أنه لما تغشَّاهُ الكرْبُ، كان رأسُه في حَجْرِ فاطِمة.
وفيه قولُ فَاطِمَة: وَاكَرْبَاهُ لِكَرْبِكَ الْيَوْمَ يَا أَبَتَاهُ .... وقول أنس: «فَلَمَّا دَفَنَّاهُ مَرَرْتُ بِمَنْزِلِ فَاطِمَةَ، فَقَالَتْ: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُم
…
ــ وفي رواية القواريري، الموضع الأول عند أبي يعلى: فيه الجزء الثاني من الحديث قولها: يا أنس كيف طابت أنفسكم
…
وفي الموضع الثاني فيه زيادات، وهذا لفظه: «لمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَبْسُطُ رِجْلًا وَيَقْبِضُ أُخْرَى، وَيَبْسُطُ يَدَاً وَيَقْبِضُ أُخْرَى. قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا كَرْبَاهُ لِكَرْبِكَ يَا أَبَتَاهُ.
ــ قَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: قَالَ حَمَّادٌ: احْفَظُوا، قَالَ: يَا كَرْبَاهُ، وَلَمْ يَقُلْ: يَا كَرْبَاهُ لِكَرْبِكَ يَا أَبَتَاهُ ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيْ بُنَيَّةُ، لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ» . فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبَّاً دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ.
قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا دَفَنَّاهُ، قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ، كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟ !
ــ وفي رواية أبي النضر عن المبارك بن فضالة، في الموضع الأول عند أحمد، وكذا في رواية عبداللَّه بن الزبير الباهلي:«يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ اللَّهُ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدَاً، لِمُوَافَاةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
وهذه الرواية صحَّحَها الألبانيُّ في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»
…
(4/ 318) رقم (1738).
ــ وأما رواية الكذَّاب: أصبغ بن حَوشب، عن المبارك بن فضالة، ففيها زيادات كثيرة، وأنَّ ملكَ الموت جاء علانيةً، وحوارُهُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي آخره:
فلما قبضَه، قالت فاطمة رضي الله عنها:«وا أبتاه إلى جبريل ننعاه، من ربه ما أدناه، أهل السماوات بالبشرى تلقاه، والرسلُ به تحظى في عدن الجنان مأواه، ثم إنها قعدت فقالت: إنا للَّهِ وإنا إليه راجعون، انقطع الخبرُ من السماء، وما جبريل بنازل علينا أبداً أبداً» .
وأصبغ وضَّاعٌ ـ كما سبق أثناء التخريج ـ، وقد حكمَ بوضع هذا الحديثِ الذي رواهُ أصبغُ: الذهبيُّ في «ميزان الاعتدال» (1/ 260)، والسيوطيُّ في «الزيادات على الموضوعات» (2/ 731) رقم (899)، وابنُ عِراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 340)، والفتَّني في «تذكرة الموضوعات»
…
(ص 215).
* * *
ما أسنده الحسن بن الحسن، عن جدته فاطمة
الحديث الثالث من مسند فاطمة رضي الله عنها
127.
[3] قال الإمام أحمد رحمه الله في «مسنده» : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ
…
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ عَرْقَاً، فَجَاءَ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ لِيُصَلِّيَ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ:«مِمَّ أَتَوَضَّأُ يَا بُنَيَّةُ» ؟ فَقُلْتُ: مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. فَقَالَ لِي: «أَوَلَيْسَ أَطْيَبُ طَعَامِكُمْ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ» ؟
[«المسند» للإمام أحمد (44/ 16)، حديث رقم (26418)]
دراسة الإسناد:
ــ الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي.
ثقة.
وثَّقَهُ: ابنُ سعد، وزاد:(كان صدوقاً في الحديث)، وابن المديني، وابن معين، وابن قانع، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
وقال: أبو حاتم، وصالح بن محمد الملقب بِـ «جزرة»: صدوق. زاد الراوي عن صالح بقوله: أراه قال: ثقة.
وفي رواية عبداللَّه بن علي بن المديني عن أبيه قوله: كان ببغداد كأنه! وضعَّفَه.
قال الذهبي في «الميزان» : الأول أثبت.
وردَّ ابنُ حجر في «هدي الساري» هذه الرواية بقوله: (هذا ظنٌّ
…
لا تَقومُ به حُجَّةٌ، وقد كان أبو حاتم الرازي يقول: سمعتُ عليَّ بنَ المديني يقولُ: الحسن بن موسى الأشيب ثِقَةٌ. فهذا التصريحُ الموافِقُ لِأقوالِ الجماعة أولَى أنْ يُعمَلَ به مِن ذَلك الظَّنِّ؛ ومع ذلك فلَمْ يُخرِج البخاري له في الصحِيحِ سِوى مَوضِعٍ واحِدٍ في الصلاة تُوبِعَ عَلَيه).
قال الذهبي في «الكاشف» ، وابن حجر في «التقريب»: ثقة.
وقال في «السير» : الإمام الفقيه الحافظ الثقة.
وقال ابن حجر في «هدي الساري» : أحد الأثبات، اتَّفَقُوا على توثيقِه والاحتجاجِ به.
أخرج له البخاري في مَوضع واحدٍ مُتابعةً، ومسلم في «صحيحه»
…
(ت 209 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 337)، «الجرح والتعديل» (3/ 37)،
…
«الثقات» لابن حبان (8/ 170)، «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه (1/ 134)،
…
«تاريخ بغداد» (8/ 456)، «تهذيب الكمال» (6/ 328)، «ميزان الاعتدال»
…
(1/ 478)، «سير أعلام النبلاء» (9/ 559)، «الكاشف» (2/ 277)، «تهذيب التهذيب» (2/ 323)، «التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي»
…
(ص 124) رقم (51)، «هدي الساري» (ص 397)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 201).
ـ حمَّاد بن سَلمة بن دينار، أبو سلمة البصري، مولى بني تميم، وقيل: مولى قريش، وقيل: غير ذلك.
ثِقةٌ، ثَبتٌ.
وثَّقه: ابن سعد، وأحمد، والعجلي، والنسائي، والساجي، وغيرهم.
وقد تُكُلِّم فيه، من عدة أمور:
الأول: أنه دُسَّ في كتُبه ما ليس مِن حديثه؛ فرواه.
قال ابن عدي: حدثنا ابن حماد، قال: حدثنا أبو عبداللَّه محمد بن شجاع بن الثَّلجِي، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان حماد بن سلمة لا يُعرف بهذه الأحاديث
(1)
حتى خرَج خَرْجةً إلى «عَبَّادَان»
(2)
فجاء، وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطاناً خرج إليه في البحر، فألقاها إليه.
قال أبو عبد اللَّه ـ يعني ابن الثَّلجِي ـ سمعتُ عباد بن صهيب يقول:
(1)
أي: الأحاديث الواردة في صفات اللَّهِ تعالى.
(2)
عَبَّادَان: بتشديد ثانيه، وفتح أوله، مكان يُنسب إلى عبَّاد بن الحصين، يقع تحت البصرة قرب البحر المالح على ضفاف دجلة، وأما إلحاق الألف والنون فهو: لغة مستعملة في البصرة، ونواحيها، فإنهم إذا سمَّوا موضعاً، أو نسبُوه إلى رَجُلٍ، أو صِفَةٍ؛ يزيدون في آخره ألفاً ونوناً. «معجم البلدان» (4/ 74).
(إنَّ حمادَ بنَ سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنها دُسَّتْ في كتبه،
…
وقد قيل: إنَّ ابن أبي العوجاء كان ربيبه، فكان يدُّس في كتبه هذه الأحاديث).
وهذه التهمة مردودة على قائلها، فالثَّلْجِي كذَّاب متهم
(1)
، وعبَّاد ليس بشيء.
وقد عقَّب ابنُ عدي على هذه التهمة بقوله: (وأبو عبداللَّه ابن الثلجي كذَّاب، وكان يضعُ الحديث، ويدسُّه في كتُبِ أصحابِ الحديث بأحاديث كفريات، فهذه الأحاديث مِن تدسيسه).
وقال الذهبي في «الميزان» : ابن الثَّلجِي ليس بمصدَّق على حماد وأمثاله، وقد اتُّهِم نسألُ اللَّهَ السلامة.
زاد ابن حجر في «التهذيب» :
…
وعبَّاد أيضاً ليس بشيء.
الثاني: أنه سيء الحفظ لحديث بعض شيوخه.
قال الإمام مسلم في «التمييز» : (وحمادُ لا يُعدُّ عندهم إذا حدَّث عن غير ثابت، كحديثه عن قتادة، وأيوب، ويونس، وداود بن أبي هند، والجُريري، ويحيى بن سعيد، وعَمرو بن دينار، وأشباههم، فإنه يخطئُ في حديثهم كثيراً، وغير حماد في هؤلاء أثبتُ عندهم، كحمَّاد بن زيد،
…
وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيع، وابن عُليَّة).
(1)
تنظر ترجمته في: «تهذيب الكمال» (25/ 362).
والذي يظهر أنَّ الإمام مسلم إنما قصدَ الخطأَ النِّسْبي؛ مقارنةً مع غيره: كحماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وغيرهم، ودليلُ ذلك أنه أخرج لحماد في «صحيحه» عن هؤلاء، ما عدا عمرو بن دينار.
قال ابن رجب في «شرح العلل» : (ومعَ هذا فقد خرَّج مُسلمٌ في
…
«صحيحه» لحماد بن سلمة، عن أيوب، وقتادة، وداود بن أبي هند،
…
والجريري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ولم يُخرِجْ حديثَه عن عَمرو بن دينار، ولكن إنما خرَّج حديثَه عن هؤلاء فيما تابعَه غيرُه من الثقات، ووافقوه عليه، ولم يُخرِجْ له عن أحَدٍ منهم شيئاً تفرَّد به عنه).
والخلاصة أن له أوهاماً، لكنها تُحتَملُ له؛ لِسَعَةِ عِلْمِهِ، وكثرةِ مَروياته.
قال الذهبي في «السير» : (كان بَحْراً من بُحُور العلم، وله أوهامٌ في سعَةِ ما روى، وهو صَدوقٌ حُجَّة ـ إنْ شاءَ اللَّهُ ـ، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد).
الثالث: أنه يجمع أحاديث شيوخه في سياق واحد، دون تمييز ألفاظهم.
قال أبو يعلى الخليلي (ت 446 هـ): (ذاكرتُ يوماً بعض الحفَّاظ، فقلتُ: لِمَ لَمْ يُخرِّج البخاري حماد بن سلمة في الصحيح، وهو زاهد ثقة؟ قال: لأنه جمعَ بين جماعة من أصحاب أنس؛ فيقول: حدثنا قتادة، وثابت، وعبد العزيز بن صهيب، وربما يخالِف في بعض ذلك! فقلتُ: أليس ابنُ وهب اتفقوا عليه، وهو يجمع بين أسانيد، فيقول: حدثنا مالك، وعَمرو بنُ
الحارث، والليث بن سعد، والأوزاعي، بأحاديث، ويجمعُ بينَ جماعة غيرهم؟ ! فقال: ابنُ وهب أتقنُ لما يَروِيه، وأحفظُ له).
والذي يظهر أنه لا يجمعُ بين شيوخه إلا إذا اتَفَقوا في المعنى، كما أن الخليلي أبهمَ شيوخَه، ولم يصرِّح بهم؛ وكونهم حفَّاظاً عنده؛ لا يلزم أن يكونوا ثقاتاً عند غيره، يُعتبر بأقوالهم.
وقال ابن حبان في «صحيحه» : (فإنْ قال: يَروي عن جماعة حديثاً واحداً بلفظ واحدٍ من غير أن يُمَيِّز بين ألفاظهم، يُقال له: كان أصحابُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم والتابعونَ يؤدِّون الأخبارَ على المعاني بألفاظ متباينة، وكذلك يَفعلُ حماد).
الرابع: أنه ساءَ حِفظُهُ في آخِر عُمُرِهِ.
وبه علَّل بعضُ مَن يرى عدمَ إخراج البخاري له في «صحيحه» ، وقد أنكرَ ابنُ حبان على البخاري ذلك.
سُئل أبو حاتم عن أبي الوليد، وحجاج بن المنهال؟ فقال:(أبو الوليد عند الناس أكثر، كان يقال سماعُهُ من حماد بن سلَمة فيه شيء، كأنه سمع منه بأخَرَةٍ، وكان حمادُ ساءَ حِفظُهُ، في آخِر عُمُرِه).
وهذا التغَيُّر ـ فيما يظهر ـ لم يكن مُؤثِّراً، وكثيرٌ من الراوة تغيَّرَحفظُهُم في الكِبَر، ولم يُؤثِّر على مَروياتهم، ومما يؤيِّد هذا ما قاله ابن معين:(حمادُ بنُ سلمة في أول أمرِهِ، وآخرِ أمرِهِ واحِدٌ).
قال ابن رجب في «شرح العلل» : (هو ثِقَةٌ، ثِقَةٌ، مِن أصلَبِ الناسِ في السُّنَّةِ، ولذلك قال ابن معين: «مَن ذكرَهُ بِسُوءٍ، فاتَّهِمْهُ على الإسلام»، وأثنى عليه الأئمةُ ثنَاءً عظيماً).
وبمثل قولِ ابن معين قال الإمامُ أحمد، وابنُ المديني.
قال الذهبيُّ في «مَنْ تُكُلِّمَ فيه وهو مُوثَّقٌ أو صالِحُ الحديث» : إمَامٌ، صدوقٌ، له أوهام، وحماد بنُ زيد أثبتُ منه.
وقال في «المغني» : إمام، ثقة، له أوهام وغرائب، وغيرُه أثبتُ منه.
وفي «السير» : كان بحراً من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة ـ إنْ شاء اللَّه ـ، وليس في الإتقان كحماد بن زيد ..
وفي «الكاشف» : ثقة، صدوق، يغلط، وليس في قُوَّةِ مالك.
قال ابن حجر في «التقريب» : (ثقة، عابد، أثبتُ الناس في ثابت، وتغير حفظُه بأخرَة).
وهو أيضاً أثبت الناسِ لحديثِ خالِه حُميد الطويل، كما قاله الإمام أحمد.
والراجح أنه ثقة، ولم يؤثر التغير على مروياته ـ كما سبق ـ.
أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم في الأصول.
(ت 167 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 282)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 131)، ورواية الدارمي رقم (13)، «التاريخ الكبير» (3/ 22)، «التمييز» للإمام مسلم (ص 195 ـ 196)، «الجرح والتعديل» (3/ 140)، «الثقات» للعجلي
…
(1/ 319)، «الثقات» لابن حبان (6/ 216)، «صحيح ابن حبان» (1/ 153)،
…
«الكامل» (2/ 253)، «الإرشاد» للخليلي (1/ 417)، «تهذيب الكمال» (7/ 253)، «ميزان الاعتدال» (1/ 543)، «المغني» (1/ 286)، «الكاشف» (2/ 315)، «مَن تُكُلِّمَ فيه وهو مُوثَّقٌ أو صالح الحديث» (ص 176)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 444)،
…
«شرح علل الترمذي» لابن رجب (1/ 127)، (2/ 623)، «نهاية السول»
…
(3/ 500)، «تهذيب التهذيب» (3/ 11)، «تقريب التهذيب» (ص 268)، «هدي الساري» (ص 214).
ــ محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، ويقال: ابن كُوثَان، المدني،
…
أبو بكر، ويقال: أبو عبداللَّه القرشي المُطَّلِبي مولاهم.
طال كلام الأئمة فيه، وكَثُر، واستقرَّ الحال على أنه: صدوق، فإذا روى عن المعروفين، وصرَّح بالسماع منهم، ولم يخُالِف الثقات، فحديثُهُ حَسَن، سواء كان في الأحكام، أو في المغازي، لكنه يُقدَّم في المغازي، لإمامته فيها.
(1)
قال شعبة: ابنُ إسحاق، أمير المؤمنين في الحديث. قيل له: لِمَ؟ قال: لحفظه.
وفي موضع آخر: قرَنَه بجابر الجعفي، وقال: إنهما صدوقان.
(1)
وهذا ما رجحه أ. د. أحمد معبد عبدالكريم، بعد دراسته له مطوَّلة في تحقيقه لِـ «النفح الشذي» (2/ 698 ـ 792).
قال الإمام أحمد: حسن الحديث، وقال مرة: صالح الحديث. واحتجَّ به.
وثَّقَهُ: ابن سعد وزاد: ومِن الناس مَنْ يتكلم فيه، ووثقه: العجلي، وابن معين، وقال مرة: لا بأس به. وقال أخرى: ليس به بأس، وهو ضعيف الحديث في الزهري.
وقال مرةً: ثقة، وليس بحجة. وقال أيضاً: ليس بذاك، ضعيف. وقال مرةً: ليس بالقوي في الحديث. وقال مرةً: صدوق ولكن ليس بحجة.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين: كيف محمد بن إسحاق عندك؟ قال: «ليس هو عندي بذاك» ، ولم يُثبته، وضَعَّفه ولم يضعفه جداً، فقلت: في نفسك من صدقه شيء؟ قال: لا، كان صدوقاً.
ووَثَّقَهُ أيضاً: الخليلي، وابن حبان إلا أنه عَلَّق توثيقه على تصريحه بالسماع، كأنه رأى أنَّ علته التدليس.
قال ابن المديني: حديثه عندي صحيح. وقال مرة: صدوق. وقال مرة أخرى: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين.
قال البخاري: رأيت علي بن المديني يحتج بحديث ابن إسحاق.
قال أبو زرعة الرازي: صدوق، مَنْ تكلم في محمد بن إسحاق؟ ! محمد بن إسحاق صدوق.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال مرة: ليس عندي في الحديث بالقوي، ضعيف الحديث، وهو أحبُّ إليَّ من أفلح بن سعيد، يكتب حديثه.
قال ابن نمير: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين، فهو حسن الحديث، صدوق، وإنما أُتيَ من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.
قال النسائي: ليس بالقوي.
ونقل الذهبي عنه أنه قال مرة: ثقة، وليس بحجة.
وقال الدارقطني: اختلف الأئمة فيه، وليس بحجة، إنما يُعتبر به.
وقال الذهلي: حسن الحديث، عنده غرائب، وروى عن الزهري فأحسن الرواية.
قال أبو زرعة الدمشقي: ومحمد بن إسحاق رجلٌ قد اجتمع الكبرَاءُ من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم: سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد، وروى عنه الأكابر: يزيد بن حبيب، وقد اختبرَه أهلُ الحديث، فرأوا صدقاً وخيراً، مع مدح ابن شهاب له.
قال ابن حبان: إنما أتى ما أتى؛ لأنه كان يُدلِّس على الضعفاء، فوقع المناكير في روايته، مِن قبل أولئك، فأما إذا بيَّن السماع فيما يرويه، فهو ثبتٌ يحتج بروايته.
وقال ابن عدي: وقد فتَّشْتُ أحاديثَه الكثيرة، فلم أجِدْ في أحاديثه ما يتهيأُ أن يُقطَعَ عليه بالضعف، وربما أخطأ، أو وَهِمَ في الشيءِ بعد الشيءِ، كما يخطئ غيره، ولم يتخلَّف في الرواية عن الثقات والأئمة، وهو لا بأسَ به.
قال الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه، وكان يُرمى بغير نوع من البدع.
قال الذهبي في «الميزان» : وثَّقَه غيرُ واحد، ووهَّاه آخرون، كالدارقطني، وهو صالح الحديث، ماله عندي ذنْبٌ إلا ما قد حشَا في السيرة من الأشياء المنكرة المنقطعة، والأشعار المكذوبة .... ، ثم قال في آخر الترجمة بعد إطالة: فالذي يظهر لي أنَّ ابنَ إسحاق حسَنُ الحديث، صالحُ الحديث، صدوقٌ،
…
وما انفرد به، ففيه نكارة، فإنَّ في حفظه شيئاً، وقد احتجَّ به الأئمةُ، واللَّه أعلم.
وقال الذهبي أيضاً في «الكاشف» : كان صدوقاً من بحور العلم، وله غرائب في سعة ما روى، تُستَنكر، واختُلف في الاحتجاج به، وحديثُه حسَنٌ، وقد صحَّحَه جماعة.
قال ابن حجر في «التقريب» : إمام المغازي، صدوق، يدلِّس، ورُمي بالتشيع والقدر. أخرج له البخاري تعليقاً، وفي «القراءة خلف الإمام» ، وأخرج له مسلم والأربعة.
وقال أيضاً في «فتح الباري» : حسَنُ الحديث إلا أنه لا يحتجُّ به إذا خُولِف.
وقد ذُكر فيه أمور، هي باختصار:
1) التهمة بالكذب.
كَذَّبَهُ: هشام بن عروة، ومالك، وسليمان التيمي، ووهيب بن خالد، ويحيى بن سعيد القطان.
ــ تكذيب هشام له، لأنه حدَّث عن امرأته، قال: ومن أين رآها؟
وأُجيب: بأنه لا يلزم من التحديث الرؤية.
ــ وتكذيب مالك له، الراجح أنه من كلام الأقران، لما حصل بينهما من الردود، وقد يكون لما نُسب إليه ابنُ إسحاق من بدعة القدر، أو روايته عن أهل الكتاب.
قال الذهبي: ما المانع من رواية الإسرائيليات عن أهل الكتاب؟ مع قوله عليه الصلاة والسلام: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» .
ــ وأما تكذيب وهيب، ويحيى بن سعيد، فإنما قلدا فيه هشاماً ومالكاً. قاله ابن حجر في «التهذيب» .
2) رُمي بالقدر.
قاله الدراوردي، وأنكره ابن نمير، وقال: وكان أبعد الناس منه. كما في
…
«تاريخ بغداد» .
3) التدليس.
قال الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه: كثير التدليس جداً، فكان أحسَنُ
حديثه عندي ما قال: أخبرني وسمعتُ.
ووصفَه أيضاً بالتدليس: الدارقطنيُّ، وغيره.
وذكرَه ابن حجر في المرتبة الرابعة مِن مراتب المدلسين وهُم: مَنْ اتُفِق على أنه لا يحتجُّ بحديثه إلا ما صرح بالسماع؛ لكثرة تدليسِه عن الضعفاء والمجاهيل.
4) سوء الحفظ.
(ت 151 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (7/ 321)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري
…
(2/ 503)، «سؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني» رقم (84)، «العلل لأحمد» رواية عبداللَّه رقم (4924) و (4936)، «مسائل ابن هاني للإمام أحمد» (2/ 242)،
…
«التاريخ الكبير» للبخاري (1/ 40)، «جزء القراءة خلف الإمام» للبخاري (ص 40)، «أحوال الرجال» للجوزجاني رقم (230) و (342)، «الثقات» للعجلي (2/ 232)،
…
«تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1/ 537)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (513)، «الضعفاء» للعقيلي (4/ 1195)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (7/ 191)،
…
«الثقات» لابن حبان (7/ 380)، «الكامل» لابن عدي (6/ 102)، «سؤالات السلمي للدارقطني» رقم (340)، «الثقات» لابن شاهين (ص 199)، «الإرشاد» للخليلي
…
(1/ 288)، «تاريخ بغداد» (2/ 7)، «تهذيب الكمال» (24/ 405)، «ميزان الاعتدال» (4/ 388 ـ 395)، «مَنْ تُكُلِّم فيه وهو مُوَثَّق أو صالح الحديث» (ص 443) رقم
…
(296)، «الكاشف» (4/ 82)، «كتاب المدلِّسين» لابن العراقي رقم (51)، «تعريف أهل التقديس» لابن حجر رقم (125)، «تهذيب التهذيب» (9/ 38)، «فتح الباري» (4/ 32)، «تقريب التهذيب» (ص 498)، «النفح الشذي» لابن سَيِّد الناس بتحقيق د. أحمد معبد (2/ 698 ـ 792).
ــ إسحاق بن يسار بن خيار المطلبي مولاهم المدني، والدُ محمدِ بن إسحاق صاحب السيرة.
ثقة.
وثقه: ابن معين، وأبو زرعة قال:(ثقة وهو أوثق من ابنه)، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال البرقاني: سألت الدارقطني عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن أبيه؟ فقال: جميعاً لا يحتج بهما، وإنما يُعتبر بهما.
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة.
ولعله الأرجح، وأما قول الدارقطني فمعارض بتوثيق ابن معين وأبي زرعة.
أخرج له أبو داود في المراسيل.
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» ـ متمم التابعين ـ (ص 154) رقم (65)، «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي (ص 79) رقم (181)، «الجرح والتعديل» (2/ 237)، «الثقات» لابن حبان (6/ 48)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 124) رقم (423)، «تهذيب الكمال» (2/ 495)، «ميزان الاعتدال» (1/ 209)، «تهذيب التهذيب» (1/ 484)،
…
«تقريب التهذيب» (ص 143).
ــ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو محمد المدني.
صدوق.
ذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر في «التقريب» : صدوق.
توفي سنة (97 هـ) وقيل: (99 هـ).
(1)
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: الإمام أحمد ـ كما سبق ـ، ومن طريقه: [ابن عساكر في
…
«تاريخ دمشق» (13/ 62)] عن حسن بن موسى.
ــ والحارث بن أبي أسامة في «مسنده» كما في ـ «بغية الباحث»
…
(ص 228)(96) ــ، وأبو العباس الأصم كما في الجزء الثالث من حديثه
…
«مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم» ـ ط. البشائر ـ (ص 129) رقم
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 319)، «الجرح والتعديل» (3/ 5)،
…
«الثقات» لابن حبان (4/ 121)، «تاريخ دمشق» (13/ 61)، «تهذيب الكمال»
…
(6/ 89)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 483)، «تاريخ الإسلام» للذهبي (2/ 1079)،
…
«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (4/ 77)، «تهذيب التهذيب» (2/ 263)، «تقريب التهذيب» (ص 197).
(218)
عن داود بن المحبِّر.
ــ وأبو يعلى في «مسنده» (12/ 108) رقم (6740) عن إبراهيم بن الحجاج السامي.
ــ والدولابي في «الذرية الطاهرة» (ص 99) رقم (183) من طريق موسى بن إسماعيل.
ــ والدارقطني في «العلل» (15/ 170) من طريق عبيداللَّه بن عائشة، وأبي ربيعة.
ــ وذكر الدارقطني ـ أيضاً، ولم يُسنِدْه ـ في «العلل» (15/ 169) أنَّ ابنَ أبي بزة ممن رواه ـ وقد اختُلِف عليه ـ، عن العلاء بن عبدالجبار.
سبعتهم: (حسن بن موسى، وداود بن المحبر، وإبراهيم بن الحجاج، وموسى بن إسماعيل، وعبيداللَّه بن عائشة، وأبو ربيعة، والعلاء بن عبدالجبار) عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن بن علي، عن فاطمة.
وقد ذكر الدارقطني الاختلاف على ابنِ أبي بزة، حيث رواه ابنُ صاعد، عن ابن أبي بزة، عن العلاء بن عبدالجبار، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبداللَّه بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن أمه فاطمة.
وخالف ابنَ صاعد محمدُ بنُ محمدِ الباغندي، فرواه عن ابن أبي بزة، عن العلاء .. بإسناد كسابقه، لكنه لم يذكر الحسينَ بنَ علي.
ووجدتُ متابعةً لابن صاعد، وهو أسدُ بنُ موسى، أخرجها الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 95) رقم (123).
ـ ابن أبي بزة هو: أحمد بن بن محمد بن عبداللَّه، أبو الحسن البزي، المكي المقرئ. إمام في القراءة ثبتٌ فيها. ضعيف في الحديث، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أُحدِّثُ عنه. وقال العقيلي: منكر الحديث، ويُوصِلُ الأحاديث.
وذكره ابن حبان في «الثقات» .
(1)
ورواه ابنُ إسحاق من وجهين آخرين:
ــ أخرج الطبراني في «المعجم الكبير» (3/ 86) رقم (2742) من طريق عبداللَّه بن عمر بن أبان، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن علي أنَّ فاطمة.
ــ وأخرج الدارقطني في «العلل» (15/ 170) من طريق عمر بن حبيب القاضي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبي، عن الحسن بن الحسن الهاشمي، عن أمه فاطمة الصغرى بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى.
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (2/ 71)، «الثقات» (8/ 37)، «الضعفاء» للعقيلي
…
(1/ 144)، «ميزان الاعتدال» (1/ 161)، «لسان الميزان» (1/ 631).
ــ محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم. صدوق، عارف، رُمِي بالتشيع.
(1)
ــ عبداللَّه بن عمر بن أبان بن صالح الأموي. صدوق، فيه تشيع.
(2)
ــ عمر بن حبيب بن محمد العدوي القاضي البصري. ضعيف.
(3)
ــ في حديث حماد بن سلمة ـ سوى طريق حسن بن موسى ـ: أطهر طعامكم بدلاً من أطيب. وفي بعضه: ما غيَّرت النار.
الحكم على الحديث:
حديث فاطمة رضي الله عنها، حديث ضعيف؛ لأن مداره على محمد بن إسحاق، وهو مدلِّس، وقد رواه بالعنعنة إلا في طريق عمر بن حبيب عنه؛ وقد اختُلِف عليه، ومع ذلك فهو منقطع: الحسن بن الحسن بن علي لم يدرك جدَّتَه فاطمة رضي الله عنها.
قال الدارقطني في «العلل» (15/ 170): والاختلاف فيه من قِبَل محمد بن إسحاق.
(1)
«تقريب التهذيب» (ص 532).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 348).
(3)
«تقريب التهذيب» (ص 441).
وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (1/ 360): ومدار حديث فاطمة على محمد بن إسحاق، وهو مدلِّس، وقد عنعنه.
وقد ضعَّف الحديثَ أيضاً الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (6/ 561) رقم (2991).
ويُغني عنه الأحاديث الصحيحة الواردة في تَرك الوضوءِ مما مسَّتْ النارُ، منها:
1.
…
في «صحيح البخاري» حديث رقم (207)، و «صحيح مسلم» حديث رقم (354) عن عبداللَّه بن عباس رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
2.
في «صحيح البخاري» حديث رقم (208)، و «صحيح مسلم» حديث رقم (355) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلاةِ، فَأَلْقَى السِّكِّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
3.
في «صحيح البخاري» حديث رقم (210)، و «صحيح مسلم» حديث رقم (356) عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عِنْدَهَا كَتِفاً، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
4.
في «صحيح البخاري» حديث رقم (5457) عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ
5.
…
في «صحيح مسلم» حديث رقم (357) عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَشْهَدُ لَكُنْتُ أَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَطْنَ الشَّاةِ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» .
- قال الترمذي رحمه الله بعد حديث رقم (79): (وَقَدْ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: الوُضُوءَ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ: عَلَى تَرْكِ الوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ).
- وقال أيضاً رحمه الله بعد الحديث رقم (80): (وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ، مِثْلِ: سُفْيَانَ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ: رَأَوْا تَرْكَ الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.
وَهَذَا آخِرُ الأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَكَأَنَّ هَذَا الحَدِيثَ نَاسِخٌ لِلْحَدِيثِ الأَوَّلِ حَدِيثِ الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ).
غريب الحديث:
(عَرْقَاً): قال في «النهاية» : العَرْق بِالسُّكُونِ: العَظْم إِذَا أُخذ عَنْهُ مُعْظَم اللَّحم، وجمعُه: عُرَاق، وَهُوَ جمعٌ نَادِرٌ، يُقَالُ: عَرَقْتُ العظْمَ، واعْتَرَقْتُه، وتَعَرَّقْتُه إِذَا أخَذْتَ عَنْهُ اللَّحْمَ بأسْنَانك.
(1)
* * *
(1)
ينظر: «غريب الحديث» للحربي (3/ 1011)، «غريب الحديث» لابن قتيبة
…
(1/ 262)، «النهاية» لابن الأثير (3/ 220)، «تارج العروس» (26/ 135).
ما أسنده الحسن بن علي، عن فاطمة رضي الله عنهم
الحديث الرابع من مسند فاطمة
128.
[4] قال الحافظ أبو يعلى الموصلي رحمه الله: حدثنا عيسى بن سالم، قال: حدثنا وهب بن عبدالرحمن القرشي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي رضي الله عنه: أنه دخل المتوضأَ فأصاب لُقْمَةً ـ أو قال: كِسْرَةً ـ في مجرى الغَائِط والبَوْل، فأخذها فأماط عنها الأذى، فغَسَلَها غَسْلاً نِعِمَّا
(1)
،
ثم دفَعَهَا إلى غُلَامِهِ،
…
فقال: يَا غُلام ذكِّرْني بها إذا تَوضَأَتُ، فلمَّا تَوضَأَ قال لِلْغُلامِ:
…
يَا غُلامُ، نَاوِلْنِي اللُّقْمَةَ ـ أو قال: الكسرة ـ.
فقال: يا مَوْلَاي أكلْتُها. قال: فاذْهَبْ فأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ.
قال: فقال لَهُ الغلامُ: يَا مَوْلَايَ لِأَيِّ شَيءٍ أَعْتَقْتَنِيْ؟
قَال: لِأنِّي سَمِعْتُ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ تَذْكُرُ عَن أَبِيْهِا رسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً ـ أَوْ كِسْرَةً ـ مِنْ مَجْرَى الغَائِطِ والبَوْلِ، فَأَخَذَهَا، فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى، وغَسَلَهَا غَسْلَاً نِعِمَّا، ثُمَّ أَكَلَهَا؛ لَمْ تَسْتَقِرْ فِي بَطنِهِ حتَّى يُغْفَرَ لَهُ» .
(1)
كذا في «المسند» وعنه في: «المطالب العالية» ، و «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري.
وجاء في «الموضوعات» و «اللآلئ المصنوعة» : (نقيَّاً)، وفي «الموضِح» (ناعِماً).
فَمَا كُنْتُ لِأَسْتَخْدِمَ رَجُلَاً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».
[«المسند» لأبي يعلى الموصلي (12/ 117)، حديث رقم (6750)]
دراسة الإسناد:
ــ عِيسَى بن سَالم الشَّاشِي، ولقبه عُوَيس، قدم بغداد، وحدَّثَ بها.
ثقة.
وثَّقَه: الخطيب، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن حجر: ثقة.
(1)
ــ وهب بن وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللَّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القاضي، أبو البختري القرشي المدني.
وضَّاع.
اتَّهمَه مالكُ بن أنس فيما حكاه ابن شاهين.
قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث وضعاً فيما نرى. وقال أحمد أيضاً: هو أكذب الناس. وكذا قال إسحاق بن راهويه، وكان وكيع يرميه بالكذب وكذَّبَه حفصُ بن غياث.
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (6/ 278)، «الثقات» لابن حبان (8/ 494)، «تاريخ بغداد» (12/ 484)، «تاريخ الإسلام» (5/ 899)، «تعجيل المنفعة» (2/ 100).
وقال أبو طالب عن أحمد: ما أشك في كذبه وأنه يضع الحديث.
وقال ابن مَعِين: كان يكذب عدوَّ اللَّهِ.
وقال البُخاري: سكتوا عنه.
وقال عثمان بن أبي شيبة: أرى أنه يُبعث يوم القيامة دجالاً.
وقال شعيب بن إسحاق: كذَّابَا هذه الأمة: أبو البختري، وذكر آخر.
وقال ابن الجارود: كذاب خبيث كان عامة الليل يضعُ الحديث.
وقال النَّسَائي: ليس بثقة، وَلا يُكتَبُ حديثه، كذَّابٌ خَبيثٌ.
قال ابن حبان: (وَكَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث على الثِّقَات، كَانَ إِذا جَنَّهُ اللَّيْلُ سَهِرَ عَامَّة ليلِهِ يتَذَكَّرُ الحَدِيث ويضعُه، ثمَّ يَكْتُبهُ وَيحدِّثُ بِهِ؛ لَا تجوز الرِّوَايَةُ عَنهُ وَلَا كِتَابَةُ حَدِيثه، إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب).
وقال ابن عَدِي بعد أن ساق له أحاديث: (وأبو البختري جَسُور من جملة الكذابين الذين يضعون الحديث، وكان يجمع في كل حديث يرويه أسانيد؛ من جسارته على الكذب، ووضعه على الثقات). وقال في آخر
…
ترجمته: (ولأبي البَختري من الحديث عن الثقات غير ما ذكرت، وهو ممن يضع الحديث).
توفي سنة (200 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الجرح والتعديل» (9/ 25)، «المجروحون» لابن حبان (2/ 415)، «الكامل» لابن عدي (7/ 63)، «تاريخ بغداد» للخطيب (15/ 625)، «تاريخ دمشق»
…
(63/ 403)، «المغني في الضعفاء» (2/ 505)، «لسان الميزان» (8/ 400)، «الكشف الحثيث فيمن رمي بوضع الحديث» (ص 276) رقم (828).
ــ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو عبد اللَّه المدني الصادق.
ثِقَةٌ.
وَثَّقَهُ: الشافعي، وابن معين، وزاد في رواية: مأمون. والعجلي،
…
وأبو حاتم وقال: (لايُسأل عن مثله)، ووثقه: النسائي، وابن عدي، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال:(كان من سادات أهل البيت فقهاً، وعلماً، وفضلاً ..... ، يُحتجُّ بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه؛ لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة .... ، وقد اعتبرتُ حديثه من الثقات عنه .... ، فرأيتُ أحاديثَ مستقيمة، ليس فيها شيءٌ يخالِف حديثَ الأثبات، ورأيتُ في رواية ولده عنه أشياء ليس من حديثه، ولا من حديث أبيه، ولا من حديث جدِّه، ومِنَ المحال أن يُلزقَ بهِ ما جَنت يدا غيرِه).
سئل أبو زرعة عن حديث جعفر عن أبيه، وسهيل عن أبيه، والعلاء عن أبيه؟ فقال: لايُقرَنُ جعفرُ إلى هؤلاء. قال ابن أبي حاتم: يريد: جعفر أرفع من هؤلاء في كل معنى.
قال الساجي: كان صدوقاً، مأموناً، إذا حدَّثَ عنه الثقاتُ، فحديثُه
مستقيم.
قال ابن سعد: كان كثيرَ الحديث، ولا يحتجُّ به، ويُستضعَف.
(1)
سئل مرةً سمعتَ هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم، وسئل مرة، فقال: إنما، وجدتها في كتبه.
قال ابن حجر تعليقاً على كلام ابن سعد: (يُحتمل أن يكون السؤالان، وقعَا عن أحاديث مختلفة، فذكر فيما سمعه: أنه سمعه، وفيما لم يسمعه أنه وجده، وهذا يدُلُّ على تثبُّتِهِ).
وقد ليَّنه يحيى بنُ سعيد القطان
(2)
، وقال مَرةً: مجالدُ ـ يعني ابن سعيد ـ أحبُّ إليَّ منه.
علَّقَ الذهبيُّ في «السير» : (هذه مِن زلَقاتِ يحيى القطان، بل أجمعَ أهلُ هذا الشأنِ على أنَّ جعفراً أوثقُ مِن مجالِد، ولم يلتفتوا إلى قولِ يحيى).
وقال يحيى القطان أيضاً: كان جعفر إذا أخذت منه العفو، لم يكن به بأس، وإذا حملته، حمل على نفسه.
(3)
وقال أحمد بن حنبل في رواية الميموني: ضعيف الحديث، مضطرب.
(1)
كما في «تهذيب التهذيب» ، ولم أجده في المطبوع من «طبقات ابن سعد» ـ ط. دار صادر، وط. الخانجي ـ.
(2)
فيما نقله عنه الإمام أحمد.
(3)
كما في «التاريخ الكبير» للبخاري.
وفي رواية عبداللَّه عنه: (علي بن زيد
(1)
، وجعفر بن محمد، وعاصم بن عبيد اللَّه
(2)
، وعبداللَّه بن محمد بن عقيل
(3)
، ما أقربهم من السواء، ننقاد بهم).
قال الذهبي في «السير» : (ثقةٌ، صَدوقٌ، ما هو في الثَّبْتِ كشعبة، وهو أوثقُ من سهيل، وابن إسحاق، وهو في وَزْنِ ابن أبي ذئب، ونحوه، وغالب رواياته عن أبيه مَراسيل).
قال ابن حجر في «التقريب» : صدوق، فقيه، إمام.
والراجح أنه ثقة، لِتَوثيقِ عامةِ الأئمة، ولعلَّ مَن ضعَّفَهُ، لأجل ما استُنْكِرَ من مَروِيَّاته، والحملُ فيها على رُوَاتِه عنه، كما سبق في كلام ابنِ حبان، وفي ترجمةِ أبنائِه.
وُلِدَ سنة (80 هـ)، وتوفي سنة (148 هـ).
(4)
(1)
ابن جدعان، قال في «التقريب» (ص 432): ضعيف.
(2)
العُمري، قال في «التقريب» (ص 321): ضعيف.
(3)
ابن أبي طالب، قال في «التقريب» (ص 356): صدوق، في حديثه لين، ويقال تغير
…
بأخَرَةٍ.
(4)
ينظر: «الطبقات» لابن سعد ـ ط. الخانجي ـ (7/ 543)، «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 87)، «العلل لأحمد» رواية المروذي والميموني رقم (68) و (360)، ورواية أبي داود رقم (152)، «التاريخ الكبير» (2/ 198)، «الثقات» للعجلي
…
(1/ 270)، «الجرح والتعديل» (2/ 487)، «الثقات» لابن حبان (6/ 131)،
…
«الكامل» لابن عدي (2/ 131)، «تهذيب الكمال» (5/ 74)، «الكاشف»
…
(2/ 211)، «سير أعلام النبلاء» (6/ 255)، «نهاية السول» (2/ 544)، «تهذيب التهذيب» (2/ 103)، «تقريب التهذيب» (ص 179).
ــ محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو جعفر الباقر.
ثِقَةٌ.
وَثَّقَهُ: ابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات» .
قال ابن سعد: كان ثقةً، كثيرَ العِلمِ والحديثِ، وليس يَروِى عنه مَنْ يُحتَجُّ بهِ.
قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين، عن علي. مرسل. وقال أيضاً: لم يدرك هُو، ولا أبوه ـ عليٌّ ـ، علياً رضي الله عنه.
قال الترمذي: لم يدرك عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه.
قال العلائي: أرسلَ عن جَدَّيْهِ: الحسنِ والحُسينِ، وجدِّهِ الأعلى: عليِّ.
قال الذهبي في «السير» : اتفق الحفاظ على الاحتجاجِ بأبي جعفر.
قال ابن حجر في «التقريب» : ثقة، فاضل.
توفي سنة (118 هـ) على الصحيح كما قال الذهبي في «الكاشف» ، وقيل: قبل ذلك.
وعمره 58 سنة، وقيل: 73 هـ.
(1)
(1)
ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (5/ 320)، «الثقات» للعجلي (2/ 249)،
…
«الجرح والتعديل» (8/ 26)، «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 185) رقم (672)،
…
«الجامع» للترمذي، حديث (1519)، «الثقات» لابن حبان (5/ 348)، «تهذيب الكمال» (26/ 136)، «سير أعلام النبلاء» (4/ 401)، «الكاشف» (4/ 171)،
…
«جامع التحصيل» رقم (700)، «تهذيب التهذيب» (9/ 350)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 528).
ــ الحسَنُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ بنِ عبدالمطلب، أبو محمد الهاشمي القرشي.
صَحابيٌ جَليلٌ، سِبْطُ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَرَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَالسَّيِّدُ المُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ الْأُمَّةِ، وَسِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ، سَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَسَناً، شَبِيهُ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَحَبِيبُهُ، سَلِيلُ الْهُدْى وَحَلِيفُ أَهْلِ التُّقَى، وَخَامِسُ أَهْلِ الْكِسَاءِ، وَابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فاطمة رضي الله عنها.
(ت 58 هـ) في المدينة النبوية.
(1)
(1)
ينظر: «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (2/ 654)، «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» لابن عبدالبر (1/ 383)، «تهذيب الكمال» (6/ 220)، «سير أعلام النبلاء»
…
(3/ 245)، «الإصابة في تمييز الصحابة» (2/ 60).
تخريج الحديث:
أخرجه: أبو يعلى في «مسنده» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/ 195) رقم (1418)].
والخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/ 440) من طريق إبراهيم بن هانئ النيسابوري.
وأخرجه أيضاً (2/ 440) من طريق محمد بن سليمان المنقري.
ثلاثتهم: (أبو يعلى الموصلي، وإبراهيم بن هانئ، ومحمد بن سليمان) عن عيسى بن سالم، به.
والحديث من وَضْعِ وهْب بنِ وهب.
وفي الموضع الثاني عند الخطيب: (عبد الوهاب عبدالرحمن المَدِينِيُّ) تصحف أو دُلِّسَ مِن وهب بن عبدالرحمن إلى عبدالوهاب بن عبدالرحمن المديني، وقد ذكر ابن الجوزي ـ كما سيأتي ـ أنه دُلِّس اسمه.
قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/ 196): (هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالمتَّهَمُ بِوَضْعِهِ: وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ: وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقَاضِي، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ عِيسَى بْنُ سَالِمٍ، وَقَدْ دَلَّسَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ:
…
عبدالوهاب عَبْدُالرَّحْمَنِ المَدِينِيُّ، وَقَدْ دَلَّسَهُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ فَقَالَ: وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ الْقُرَشِيُّ، وهو: وهب بن وَهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ؛ وَهَذَا كُلُّهُ جَهْلٌ مِنَ الرُّوَاةِ بِمَا فِي ضِمْنِ ذَلِكَ مِنَ الجناية على
الإسلام؛ لأنه قد يُبنى عَلى الْحَدِيثِ حُكْمٌ، فَيُعْمَلُ بِهِ؛ لِحُسْنِ ظَنِّ الراوي بالمجهول.
ثم انظر إلى جَهْلِ مَنْ وَضَعَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ اللُّقْمَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي مَجْرَى البول وتداخَلَتْها النجاسةُ فَرَبَتْ لَمْ يُتَصَوَّرُ غَسْلُهَا، وقد سُئلَ أحمدُ بنُ حنبل في سِمْسِمٍ وقع في النجاسة، هل يُغْسَل؟ فقال: كيف يُتَصَوَّرُ غسْلُهُ؟ !
وَكَأَنَّ الَّذِي وَضَعَ هَذَا قَصَد أذى المسلمين والتلاعب بهم). انتهى كلام ابن الجوزي.
قال ابن حجر في «المطالب العالية» (10/ 788) رقم (2426):
…
(وَهْبٌ هَذَا، هُوَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي الْمَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ الْحَدِيثِ؛ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا افْتَرَاهُ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي «الموضُوعَاتِ» وَكَشَفَ أَمْرَ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَجَادَ).
ونقل كلامَ ابنِ الجوزي السابقِ البوصيريُّ في «إتحاف الخيرة المهرة»
…
ـ ط. الوطن ـ (4/ 292).
وممن ذكرَ ـ أيضاً ـ هذا الحديث ضمن الأحاديث الموضوعة:
ابنُ القيم في «المنار المنيف» ـ ط. العاصمة ـ (ص 56) ضمن علامة من علامات الوضع: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطُرُقيَّة أشبه وأليق.
والسيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (2/ 255)، وابن عراق في «تنزيه
الشريعة» (2/ 241)، والفتني في «تذكرة الموضوعات» (ص 141)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص 158) رقم (470).
وحكَمَ عليه بالوضعِ ـ أيضاً ـ الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة والموضوعة» (13/ 948) رقم (6427)، و (12/ 498) رقم (5724).
ومع كلِّ ما سبقَ يقول الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/ 34): (رواه أبو يعلى، ورجالُه ثقات)!
قال السهمي في «تاريخ جرجان» (ص 370): أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ كِتَابَةً مِنْ طُوسَ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ، قال حَدَّثَنَا عَلِي بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الرَّازِيُّ أَبُو الْحَسَنِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قال: حدثنا أحمد بْنِ يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَيُّوبَ الْقُرَشِيُّ الضَّرِيرُ، قال: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ الْمُقْرِيُّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُتَوَضَّأَ وَمَعَهُ غُلامٌ لَهُ، قَدْ حَمَلَ لَهُ مَاءً لُوُضُوئِهِ، فَوَجَدَ كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَنَاوَلْهَا غُلامَهُ، فَلَّمَا خَرَجَ مِنَ الْمُتَوَضَّأِ، سَأَلَ غُلامَهُ عَنِ الْكِسْرَةِ، فَقَالَ: أَكَلْتُهَا.
قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّه.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ
…
رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً مُلْقَاةً فَغَسَلَ مِنْهَا مَا يُغْسَلُ، وَمَسَحَ مِنْهَا مَا يُمْسَحُ، ثُمَّ أَكَلَهَا؛ لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يَعْتِقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ» .
وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَسْتَعْبِدَ مَنْ أَعْتَقَهُ اللَّه مِنَ النَّارِ.
الحديث ليس فيه ذكر البول والغائط.
قال الألباني في «الضعيفة» (13/ 949): (وهذا إسناد ضعيف مظلم، محمد بن جعفر هذا هو: ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: قال الذهبي: تُكُلِّمَ فيه.
وزكريا بن يحيى الخزاز المقري الظاهر أنه الذي في «الميزان» : زكريا بن يحيى السراج المقرئ. كان في حدود الأربعين ومئتين بمصر، ضعفه ابن يونس. ومَن دونَه لم أعرفهم). انتهى كلام الألباني.
قلت: زكريا هو ابن يحيى بن عبداللَّه بن أبي سعيد الرقاشي الحزَّار، أبو عبداللَّه المقرئ. ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يُغرب، ويخطئ.
(1)
ــ علي بن جعفر بن محمد الرازي، لعله المترجم في:«تاريخ الإسلام» للذهبي (9/ 77)، و «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (9/ 286)، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وبقية رجال الإسناد لم أعرفهم.
قال السيوطي في «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة»
…
(2/ 255) عقب الحديث السابق موضع الدراسة: (وَلَهُ طَرِيق آخر بِنَحْوِهِ،
(1)
ينظر: «الثقات» (8/ 254)، «تعجيل المنفعة» (1/ 551)، «لسان الميزان» (3/ 524).
قَالَ الدَّيلميُّ: أَنْبَأَنَا سَعِيد بْن عَلِيّ الْفَقِيه، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْفَتْح، أَنْبَأَنَا ابْن شاهين، حَدَّثَنَا عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن مكرم، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن الْفَضْل الْبَلْخِيّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ يُوسُف بن السّفر، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ، حَدَّثَنَا ابْن أَبِي لبَابَة، عَنْ شَقِيق، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَفَعَهُ:«مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً مِنْ طَعَامٍ أَوْ مِمَّا يُؤْكَلُ، فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى، ثُمَّ أكلهَا، كُتبت لَهُ سَبْعمِئة حَسَنَةٍ، وَإِنْ هُوَ أَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى ثُمَّ رَفَعَهَا، كُتِبَتْ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً» .
يُوسُف بْن السّفر كَذَّاب.
قَالَ البَيْهَقيُّ: هُوَ فِي عداد منْ يضع الْحَدِيث، واللَّه أعلم). انتهى من
…
«اللآلئ» .
قلتُ: وقد أخرج حديث ابن مسعود الخطيبُ البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/ 471) من طريق إسماعيل بن الفضل، به.
وقد ذكره الفتني في «تذكرة الموضوعات» (ص 141).
ويغني عن هذه الأحاديث المكذوبة:
مارواه الإمام مسلم في «صحيحه» ، حديث رقم (2034) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قال: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًاً لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ، قَالَ: وَقَالَ: «إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى، وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ» ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قَالَ:«فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ» .
الحكم على الحديث:
الحديث ـ محل الدراسة ـ موضوع، مِن وَضْعِ وهب بن عبدالرحمن القرشي، وهو وهب بن وهب القاضي، أبو البختري القرشي، من الوضَّاعين.
غريب الحديث:
(غَسْلاً نِعِمَّا): قال ابن فارس: تقول: غسلتُهُ غَسْلاً نِعِمَّا، كأنهم قالوا: نِعْمَ ما عَمِلْتَ، إذا بالَغْتَ.
وقال الجوهري: وتقول: غَسلتُ غَسْلاً نِعِمَّا، تكتفي بما مع نِعْمَ عن صلته، أي نِعْمَ ما غَسَلْتُهُ.
وفي «القاموس» : غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
(1)
* * *
(1)
ينظر: «مجمل اللغة» لابن فارس (ص 874)، «الصحاح» للجوهري (5/ 2042)،
…
«القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص 1352).