المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث:أن فاطمة وزوجها وابنيها في الجنة - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٥

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني:محبة عمر بن الخطاب لها رضي الله عنهما

- ‌ أيعقل هذا

- ‌ بيان كثرة الكذب عند الرافضة:

- ‌ قال عبد الرحمن بن مهدي: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم

- ‌الكذب في الرافضة قديم:

- ‌ليس من أتباع أهل البيت مَن يسبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم

- ‌من دلائلِ حُسْنِ العلاقةِ بين عمر وفاطمة رضي الله عنهما: خطبته ابنتَها…ـ بعد وفاة فاطمة ـ: أمَّ كلثوم بنتَ علي بنِ أبي طالب

- ‌مَن القوم الذين كانوا يجتمعون في بيت فاطمة، ولِمَ ذهب إليهم عمر رضي الله عنهما وهدَّدَهم

- ‌دعوى الرافضة أن عمر رضي الله عنه أحرق الكتاب الذي بيد فاطمة رضي الله عنها، وفيه: كتابة أبي بكر رضي الله عنه لها بفدك

- ‌قضية التهديد التي أوصلتها الرافضة إلى البدء بالتحريق، وما تبعه من الأساطير:

- ‌ مسألة تشيع ابن عبدربه، تحتاج لبحث وتحرير

- ‌الفصل الرابع: منزلتها في العلم والعبادة، وما فُضِّلَت به. وفيه أحد عشر مبحثاً:

- ‌المبحث الأول:روايتها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌علمها عند أهل السنة والجماعة:

- ‌علمها عند الرافضة:

- ‌ مصحف فاطمة

- ‌لوح فاطمة

- ‌المبحث الثاني:تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إياها

- ‌ انظر في مسألة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث:صدق لهجتها رضي الله عنها

- ‌المبحث الرابع:انفرادها بمعرفة جواب سؤال للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الخامس:إقامتُها الحدَّ على جاريةٍ لها قد زنَتْ رضي الله عنها

- ‌ إقامة السيِّد الحدَّ على مملوكه وجاريته إذا زنيا

- ‌المبحث السادس:صَدَقَتُهَا رضي الله عنها على بني هاشم، وبني المطلب

- ‌ وصية لفاطمة مكتوبة ـ وهي مكذوبة ــ تضمَّنَتْ وقفَها على بني هاشم وبني المطلب، وصدقات أخرى

- ‌المبحث السابع:تحريها رضي الله عنها ساعة الإجابة يوم الجمعة

- ‌المبحث الثامن:زيارتها قبر عمها حمزة وأختها رقية(1)رضي الله عنهم

- ‌ ليس ثمة علاقة عقلية أو شرعية بين الصلاة ـ وهي صلةٌ وعبادة بين العبد وربِّه ـ وبين إقامتها عند القبر، بل هذا من وسائل الشرك الأكبر

- ‌ زيارة النساء للقبور

- ‌المبحث التاسع:غضب الله تعالى لغضبها

- ‌المبحث العاشر:أن المهدي المنتظر من ولدها

- ‌ صحة الأحاديث الواردة في المهدي

- ‌ المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها

- ‌(عترة الرجل: أخصُّ أقارِبِه

- ‌ المهديَّ مِن ولَدِ الحسَنِ بنِ علي، لا مِن ولَدِ الحُسَين

- ‌المبحث الحادي عشر:أمور خصت بها، وفيه مطلبان:

- ‌المطلب الأول: إسرار النبي صلى الله عليه وسلم لها بخبر موته وموتها

- ‌المطلب الثاني:أن النبي صلى الله عليه وسلم عصبة لأولادها

- ‌ خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالإسرار

- ‌ ابن حجر: (اتَّفَقوا على أنَّ فاطمة عليها السلام كانت أوَّلَ مَن ماتَ مِن أهلِ بَيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعده، حتى مِن أزواجه

- ‌ لِمَ خَصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنتَه فاطمة دون زوجاته رضي الله عنهم بهذا السِّرَّ

- ‌ أن النبي صلى الله عليه وسلم عصبة لأولادها

- ‌ دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذريَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ مسألة الشرف من جهة الأم»

- ‌الفصل الخامس: منزلتها يوم القيامة، وفيه خمسة مباحث:

- ‌المبحث الأول:أنها سيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء العالمين

- ‌بم فضلت فاطمة رضي الله عنها وسادت على نساء هذه الأمة

- ‌ طعنَ أحدُ أعداءِ الإسلامِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم لِثنائِه على زوجِه عائشة، وابنتِه فاطمة رضي الله عنهما

- ‌المبحث الثاني:غض الخلائق أبصارهم يوم القيامة؛ لمرورها على الصراط

- ‌المبحث الثالث:أن فاطمة وزوجها وابنيها في الجنة

- ‌المبحث الرابع:جزاء من أحبها مع أبيها صلى الله عليه وسلم وابنيها

- ‌المبحث الخامس:انقطاع الأنساب والأسباب يوم القيامة إلا سبب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه

- ‌الباب الثالث: مسند فاطمة رضي الله عنها

- ‌سبب قلة أحاديثها التي نقلت إلينا:

- ‌ما أسندهُ أبَي بن كعب، عن فاطمة رضي الله عنهما

- ‌ما أسنده أنس بن مالك، عن فاطمة رضي الله عنهما

الفصل: ‌المبحث الثالث:أن فاطمة وزوجها وابنيها في الجنة

‌المبحث الثالث:

أن فاطمة وزوجها وابنيها في الجنة

.

117.

[1] قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فاطمة: «سيِّدة نساء أهل الجنة» .

وقال صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين: «سيِّدا شباب أهل الجنة» .

وقال صلى الله عليه وسلم في العشرة المبشرين بالجنة: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة

الحديث».

الحديث الأول، والثاني: صحيحان، سبقا في المبحث الأول من هذا الفصل.

وكذا الحديث الثالث: وقد ورد من:

1.

حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه.

أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (3/ 174) رقم (1629)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (17/ 38) رقم (32609) و (32616)، والترمذي في «جامعه» رقم (3748)، وابن ماجه في «سننه» رقم (133)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7/ 327) رقم (8137) و (8147)، وابن أبي عاصم في «السنة» (2/ 619) رقم (1433)، واللالكائي في «شرح

ص: 363

أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (8/ 1495) رقم (2718)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1/ 20) رقم (53)، والضياء المقدسي في

«المختارة» (3/ 282) رقم (1083)، وغيرهم.

وانظر: «المسند المصنف المعلل» (9/ 239) رقم (4445 و 4446

و 4447)، و «أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري» للبصارة»

(1/ 583) ضمن رقم (389)، و «نزهة الألباب في قول الترمذي: وفي الباب» للوائلي اليماني (6/ 3530) رقم (4021).

2.

حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه.

أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (3/ 209) رقم (1675)، والترمذي في «جامعه» رقم (3747)، والنسائي في «السنن الكبرى»

(7/ 328) رقم (8138)، والبزار في «البحر الزخار» (3/ 230) رقم

(1020)، وابن حبان في «صحيحه» (15/ 463) رقم (7002)، والآجري في «الشريعة» (4/ 1700) رقم (1176)، و (5/ 2287) رقم (1768)، والضياء المقدسي في «المختارة» (3/ 102) رقم (903)، وغيرهم.

وانظر: «المسند المصنف المعلل» (19/ 492) رقم (9052).

ص: 364

3.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

انظر: «المعجم الكبير» للطبراني ـ ط. الحميِّد والجريسي ـ

(13/ 144) رقم (13822)، و «الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام» للدوسري (4/ 301) رقم (1482).

والمقصود في هذا المبحث: ذكر هؤلاء الأربعة: فاطمة، وزوجها وابنيها في حديث واحد، وهو ما يلي:

ص: 365

121.

[2] قال الإمام أبو داوود الطيالسي رحمه الله: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، قال: قال علي رضي الله عنه: زارنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فبات عندنا والحسن والحسين نائمان، فاستسقى الحسنُ فقامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى قِربَةٍ لنا فجعل يعصِرها في القَدَح، ثم يسقِيَه، فتناولَه الحُسين لِيَشْرب، فمنَعَه، وبدأَ بالحسن فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا رسولَ اللهِ، كأنه أحبُّهما إليكَ. فقال صلى الله عليه وسلم:«لا، ولكنَّهُ استَسْقَى أوَّلَ مرَّةٍ» .

ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إني وإياكِ وهذَين

(1)

(1)

كذا في المطبوعة، وغيرها من مصادر التخريج، وجاء في نسخة «المطالب العالية»

(16/ 169) رقم (3954) من مسند الطيالسي: «إني وإياكِ وهذان» . وذكر المحقق أنه في نسخة (عم = العمرية في الهند)، و (سد = الرياض السعودية):(وهذا). واستظهر المحققون للمطالب في مقدمة التحقيق (1/ 469 و 472) أن نسخة (سد) مستنسخة من الأصل الذي نسخت منه (عم).

وجاء بالرفع ـ أيضاً ـ في «جامع المسانيد» لابن الجوزي (6/ 196) رقم (5599) من

«مسند أحمد» ، وذكر المحقق أنَّ العكبري في «إعراب الحديث» يعتمد على «جامع المسانيد» نص على أنها بالرفع، ووجَّهَها.

والمثبتُ في نُسَخِ «المسند» : «وهذين» كما في ط. الرسالة ـ ستأتي في التخريج ـ، وط. المكنز (1/ 229) حديث رقم (803) ولم يذكروا خلافها.

وذكر ابنُ مالك أنَّ لغةَ بني الحارث بن كعب إلزام المثنى وما جرى مجراه الألف في الأحوال كلها، لأنه عندهم بمنزلة المقصور، وذكر من الأمثلة هذا المثال:«إني وإياك وهذان» نقلاً من «جامع المسانيد» .

واستظهر د. ياسر الطريقي أنَّ الرفع من أخطاء النساخ ـ قلت: وهو الظاهر، واللَّه أعلم ـ.

انظر: «إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث» للعكبري (ص 153) رقم (303)،

«شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح» لابن مالك النحوي الأندلسي (ص 150 ـ 151)، و «عقود الزبرجد» للسيوطي (2/ 135) رقم (775)،

«الشواهد الحديثية في الأبواب النحوية جمعاً وتخريجاً ودراسة» د. ياسر الطريقي

(1/ 90)، «مشكلات صحيح البخاري النحوية والتصريفية بين ابن مالك وشراح الصحيح» لإبراهيم العيد (ص 112 ـ 119).

ص: 366

ـ وأحسبه قال ـ وهذا الراقد ـ يعني عليَّاً ـ يوم القيامة في مكانٍ واحِدٍ».

[«المسند» للطيالسي (1/ 156) حديث رقم (186)]

دراسة الإسناد:

ــ عَمْرو بن ثابت بن هُرمز البكري، أبو محمد، ويقال: أبو ثابت.

ضعيف، رمي بالرفض.

(1)

ــ ثابت بن هُرْمُز ويقال: هريمز، البكري مولاهم، الكوفي، أبو المقدام الحداد، مشهور بكنيته. ثقة.

(2)

ــ سعيد بن عِلاقة الهاشمي مولاهم، أبو فاختة الكوفي، مشهور بكنيته. ثقة.

(3)

(1)

سبقت ترجمته في الحديث رقم (26).

(2)

سبقت ترجمته في الحديث رقم (26).

(3)

ينظر: «تهذيب الكمال» (11/ 28)، «تهذيب التهذيب» (4/ 70)، «تقريب التهذيب»

(ص 274).

ص: 367

تخريج الحديث:

ـ أخرجه: أبو داوود الطيالسي في «مسنده» ـ كما سبق ـ، ومن طريقه: [الطبراني في «المعجم الكبير» (3/ 40) رقم (2622)، وأبو نعيم في

«معرفة الصحابة» (6/ 2989) رقم (6954) ـ ومن طريق أبي نعيم: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 162)، والمزي في «تهذيب الكمال»

(6/ 404) ــ، وابن الأثير في «أسد الغابة» (5/ 241)].

ــ والبزار في «البحر الزخار» (3/ 29) رقم (779) من طريق أحمد بن المفضل.

ــ وأبو يعلى في «مسنده» (1/ 393) رقم (510)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 227)] من طريق حسين بن محمد.

ــ والطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 406) رقم (1017) من طريق سعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي.

ص: 368

أربعتهم: (الطيالسي، وأحمد بن المفضل، وحسين بن محمد، وسعيد بن عبدالكريم) عن عمرو بن ثابت، عن أبيه ثابت بن هرمز أبي المقدام، عن سعيد بن علاقة أبي فاختة، عن علي رضي الله عنه.

ــ رواية أبي يعلى: مختصرة، لم يذكر الاستسقاء، وليس فيه الشك في دخول علي.

ــ رواية البزار: أن الحسنين نيام مع والدهما في لحاف، وليس فيه الشك في دخول علي.

وكذا رواية الطبراني ليس فيها الشك.

وقال البزار عقبه: (لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد).

- كذا رواه عمرو بن ثابت، وقد خالَفَه: قيسُ بنُ الربيع، في إسناده ومتنه.

أخرج: الإمام أحمد في «مسنده» (2/ 176) رقم (792)، وفي

«فضائل الصحابة» (2/ 693) رقم (1183)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 163)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (6/ 224)]، وابن أبي عاصم في «السنة» (2/ 598) رقم (1322)، والمحاملي في

«أماليه» (ص 205) رقم (188)، ومن طريقه: [ابن عساكر في «تاريخ

ص: 369

دمشق» (14/ 163)] من طريق معاذ بن معاذ، عن قيس بن الربيع

(1)

، عن ثابت بن هرمز أبي المقدام، عن عبدالرحمن الأزرق

(2)

،

عن علي رضي الله عنه قال: دخل عليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسنُ أو الحسين، قال: فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بَكِي

(3)

، فحَلَبَها فَدَرَّتْ، فجاءه الحسن، فنحَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالت فاطمة:

يا رسولَ اللَّه، كأنه أحبهما إليك؟ قال:«لا، ولكنَّه استسقى قبلَه» .

ثم قال: «إني، وإياكِ، وهذَين، وهذا الراقدُ، في مكان واحد يوم

القيامة». لفظ «مسند أحمد» .

(1)

ضعيف. سبقت ترجمته في الحديث رقم (107).

(2)

رجَّح ابنُ حجر في «تعجيل المنفعة» (1/ 816) رقم (654) أنه: عبدالرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري، أبو بشر المدني الأزرق. وقد قال عنه في «تقريب التهذيب»

(ص 369): مقبول.

وذكر في «تعجيل المنفعة» بعد ترجيحه السابق، قال:(ومضى: عبدالرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق، عن أبيه، عن عمر، فلعله هو). وهناك (1/ 791) رقم (616) ذكر أنه: (روى عنه الشافعي). ولم يذكر ابن حجر فيه شيئاً. قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لِـ «مسند أحمد» (1/ 510) رقم (792): (وهو احتمالٌ بعيد، لأنَّ هذا متأخر روى عنه الشافعي).

(3)

بكأت الناقة والشاة إذا قلَّ لبنها فهي بكيء وبكيئة. «النهاية في غريب الحديث»

(1/ 148).

ص: 370

خالَفَ قيسُ بنُ الربيع في ذكر الشراب: حلب شاة، والذي استسقى أولاً هو الحسين، بخلاف رواية عَمْرِو بن ثابت: طلب ماء = قربة، والذي استسقى: الحسن.

ــ رواية ابن أبي عاصم مختصرة.

ــ قال ابن عساكر عقب الحديث من طريق الإمام أحمد: (كذا قال: الأزرق، وقال غيره: الأودي).

(1)

ــ وقد رواه ــ أيضاً ــ عَمْرُو بنُ ثابت وأسقطَ منه عليَّ بنَ أبي طالب.

أخرجه: ابن مندة في «معرفة الصحابة» ـ في باب الكنى ـ، ومن طريقه: [ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 227)، والضياء المقدسي في

«المنتقى من مسموعاته في مرو» رقم (366) مخطوط في «المكتبة الشاملة التقنية» ] من طريق عبدالملك الذَّمَاري

(2)

، عن هشام بن

(3)

محمد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت

(4)

، عن ................................................

(1)

عند المحاملي: الأزدي. وابن عساكر من طريق المحاملي: الأودي. والصواب: الأزرق

ـ كما سبق ـ.

(2)

هو ابن عبدالرحمن بن هشام، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 395).

(3)

في «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (6/ 2989): عن، والتصويب من: أسد الغابة

(5/ 241)، و «الإصابة» (7/ 270). ولم أجد له ترجمة.

(4)

ضعيف، رمي بالرفض ـ كما سبق في دراسة الإسناد ـ.

ص: 371

أبيه، عن أبي فاخته ـ لم يذكرعلياً ـ.

(1)

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (22/ 405) رقم (1016)، والحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (3/ 147) رقم (4664)، وفي

«فضائل فاطمة» (ص 137) رقم (202)، ومن طريقه: [ابن عساكر في

«تاريخ دمشق» (13/ 224)]، وابن عساكر ـ أيضاً ـ في «تاريخ دمشق»

(14/ 164) من طريق داود بن أبي عوف أبي الجحَّاف

(2)

، عن عبد الرحمن بن أبي زياد

(3)

، أنه سمع عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل

(4)

يقول: حدثنا

أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ عَلَى فاطمة ذات يوم وعليٌّ نائم، وهي مضطجعة وأبناؤها إلى جنبها، فاستسقى الحسن،

(1)

ذكرها أبو نعيم معلَّقة في «معرفة الصحابة» (6/ 2989) بعد حديث (6954)، وذكر ابن الأثير في «أسد الغابة» (5/ 241) أنَّ ابنَ مندة، وأبا نعيم أخرجاه من طريق الذماري، ولم يذكر علياً.

(2)

صدوق، شيعي. ستأتي ترجمته في الباب الثالث: مسند فاطمة، حديث رقم (31).

(3)

تصحف فيه «فضائل فاطمة» إلى (ابن أبي ذئاب). وفي الطبراني إلى: زناد. والصواب: ابن زياد، ويقال: ابن أبي زياد، كما في «تهذيب الكمال» (14/ 398). وهو: عبدالرحمن بن زياد، وقيل: ابن أبي زياد، مولى بني هاشم، مقبول. ينظر:«تقريب التهذيب»

(ص 373) وانظر: «تهذيب التهذيب» (6/ 177).

(4)

عبداللَّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 334).

ص: 372

فقام رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى لقحة فحلَبَ لهم، فأتى به، فاستيقظ الحسينُ، فجعل يعالج أنْ يشرب قبله حتى بَكَى، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:«إنَّ أخاكَ استسقى قبلَكَ» .

فقالت فاطمة: كأن الحسنَ آثَرُ عندك؟ قال: «ما هو بآثَرَ عندي منه، وإنما هما عندي بمَنزلةٍ واحِدَة، وإني وإياكِ وهما وهذا النائم، لَفَي مَكانٍ واحِد يوم القيامة» . لفظ الطبراني.

ــ لفظ الحاكم في «المستدرك» مختصراً ـ لم يذكر الاستستقاء ـ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وفي «فضائل فاطمة» بنحو حديث الطبراني، وذكر: أنه قام إلى ناقة، فحلبها.

وهذا الحديث ضعيف، لضعف عبدالرحمن، وتفرده به. وكذا أبو الجحاف.

وفيه أنه قام إلى ناقة، وحديث علي: رواية قربة ماء، ورواية: شاة.

وله شاهد من حديث ميمونة وأم سلمة رضي الله عنهما:

أخرجه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 164) من طريق الخطيب، قال: أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي

(1)

،

(1)

قال عنه الخطيب: كتبتُ عنه، وكان سماعُه صحيحاً. «تاريخ بغداد» (7/ 114).

ص: 373

قال: أخبرنا أبو المفضَّل محمد بن عبداللَّه بن محمد الشيباني

(1)

، قال: حدثنا أبو زيد محمد بن أحمد بن سلامة الأسدي بالمراغة

(2)

، قال: حدثنا السري بن خزيمة

(3)

، قال: حدثنا يزيد بن هشام العبدي

(4)

، قال: حدثنا مسمع بن عبدالملك

(5)

،

عن خالد بن طليق

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن جدته أم الجعد

(8)

، عن ميمونة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم قالتا: استسقى الحسن

فذكرتا نحوه.

(1)

الكوفي، نزل بغداد. وضَّاع. قال عنه الخطيب:(وكان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بان كذبُه فمزَّقوا حديثَه، وأبطلوا روايته. وكان بعد يضع الأحاديثَ للرافضة، ويُملي في مسجد الشرقية). «تاريخ بغداد»

(3/ 499)، «تاريخ دمشق» (54/ 14)، «لسان الميزان» (7/ 253).

(2)

لم أجد له ترجمة، والراوي عنه هنا وضاع يروي عن كثير من المجاهيل.

(3)

الأبيوردي، ثقة. «سير أعلام النبلاء» (13/ 245).

(4)

لم أجد له ترجمة.

(5)

مسمع بن عبد الملك بن مسمع البصري، لقبه: كِرْدِين. نسَّابة، أخباري.

ينظر: «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (4/ 1982)، «الألقاب» لابن الفرضي

(ص 296) رقم (547)، «نزهة الألباب في الألقاب» لابن حجر (2/ 119).

(6)

ابن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي. ضعيف. «لسان الميزان» (3/ 325).

(7)

طُليق بن عمران بن الحصين، ويقال: بن محمد بن عمران، مقبول. «تقريب التهذيب»

(ص 319).

(8)

لم أجد لها ترجمة.

ص: 374

وهذا حديث موضوع، آفته الكذاب: أبو المفضَّل؛ وبقية الإسناد: ضعفاء ومجاهيل عدا السري بن خزيمة.

ــ خرَّج الألبانيُّ حديثَ علي، وذكر شاهدَه من حديث أبي سعيد، وصحَّحَه لغيره. كما في «السلسلة الصحيحة» (7/ 942) رقم (3319).

والصوابُ أنَّ الحديثَ ضَعيفٌ، حديث علي علَّتْه: عَمرو بن ثابت، ضعيف رُمي بالرفض، وقد اضطرب فيه رواه موصولاً ومرسلاً. وفيه أنه قام إلى قربة ماء، ورواية: شاة.

ومتابعته ضعيفة، لضعف قيس بن الربيع، وعبدالرحمن الأزرق، ومخالفتها حيث ذكرت أنه قام إلى ناقة فحلبها. وكذا مخالفتها فيمن استسقى أولاً.

وحديث ميمونة وأم سلمة جميعاً رضي الله عنهما مَوضوعٌ مكذوب.

الحكم على الحديث:

الحديث ـ محل الدراسة ـ حديث ضعيف.

* * *

ص: 375

الدراسة الموضوعية:

لاشكَّ عند المسلمين أنَّ فاطمةَ وعلياً والحسن والحسين رضي الله عنهم في الجنة، كما في الحديث الأول في هذا المبحث، لكنه لم يرد حسب بحثي حَديثٌ واحِدٌ يذكرهم جميعاً، أو يذكر مَرتبتهم مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في درجة واحدة، فالأحاديثُ الواردةُ ضَعيفةٌ.

ويُغني عنها ما وردَ في كلِّ واحد منهم ـ كما في الحديث الأول ـ.

وفي القرآن ما يدل على مرتبتهم، ومرتبةِ آلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أزواجِه وبقيةِ أولادِه حيث سيكونون معه صلى الله عليه وسلم لقولِ اللَّهِ تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (سورة الطور، آية 21).

قال ابن سعدي في «تفسيره» : (وهذا مِن تمام نعيم أهل الجنة، أنْ ألحقَ اللَّهُ بهم ذريتَهم الذين اتبعوهم بإيمان، أي: الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعاً لهم بالإيمان، ومِن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يُلحقهم اللَّهُ بمنازل آبائهم في الجنة وإنْ لم يبلغوها، جزاءً لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا يُنقص اللَّه الآباءَ من أعمالهم شيئاً.

ولما كان ربما توهَّمَ مُتوهِّمٌ أنَّ أهلَ النار كذلك، يُلحِق اللَّهُ بهم أبناءَهم

ص: 377

وذريتَهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكماً واحداً، فإن النارَ دارُ العدل، ومِن عَدْلِه تعالى أنْ لا يُعذِّب أحداً إلا بذنب، ولهذا قال:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} أي: مرتهن بعمله، فلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْر أخرى، ولا يُحمَل عَلى أحَدٍ ذنبُ أحَدٍ.

هذا اعتراضٌ من فوائدِه إزالةُ الوهم المذكور).

(1)

* * *

ص: 378

هذا، وقد وردت أحاديث موضوعة وشديدة الضعف في منزلة فاطمة وزوجها وابنيها، أو بعضهم، في الجنة، تضمن بعضها غلواً فيهم، وهم في غنى عن هذه الأكاذيب! !

من هذه المرويات المنتشرة في باب فضائلهم:

1.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أنا، وفاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، في حظِيرة القُدُس، في قبة بيضاء، سقفها عرش الرحمن» . لفظ ابن الجوزي. عند الحاكم زيادة بعد قوله بيضاء: وهي قبة المجد، وشيعتنا عن يمين الرحمن تبارك وتعالى.

(1)

(1)

حديث موضوع، أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» (ص 64) رقم (60)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» ، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 230) رقم (784)] من طريق عَمرو بن زياد الثوباني ــ وضَّاع. «لسان الميزان» (6/ 207) ــ

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:

الحديث.

قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح، وقد ذكرنا آنفا أنَّ الثوباني كان كذاباً، وقال الدارقطني: كان يضع الحديث).

ذكرَه في الموضوعات: ابنُ الجوزي ـ كما سبق ـ، والسيوطي في «اللآلئ المصنوعة»

(1/ 359) عن أبي بكر الشافعي في «الغيلانيات» ، وابن عراق في «تنزيه الشريعة»

(1/ 416)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص 388) رقم (1149).

ص: 379

2.

عن علي رضي الله عنه قال: أخبرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أنَّ أولَ مَن يَدخُلِ الجنة: أنا، وفاطمة، والحسن، والحسين» .

قلتُ: يا رسول اللَّه، فمُحِبُّونا؟ قال:«مِن وَرَائِكُمْ» .

(1)

(1)

حديث موضوع، أخرج الحاكم في «المستدرك» (3/ 164) رقم (4723)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 63) رقم (58)، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن الأجلح بن

عبداللَّه الكندي، عن حبيب بن ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، به.

قال الحاكم في «المستدرك» : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

تعقبه الذهبي «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (3/ 1560) رقم (584) بقوله:

(قلت: فيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وشيخه الأجلح الكندي، وعاصم بن ضمرة، وقد ضُعِّفوا، والحديث منكر من القول، يشهد القلب بوضعه).

ورواه إسماعيل بن عمرو البجلي من وجه آخر: قال حدثني: محمد بن يحيى، عن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده الحسين، عن علي رضي الله عنهما قال: شكوتُ إلى رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حسدَ الناس إياي، فقال:«يا علي، إنَّ أول أربعة يدخلون الجنة: أنا، وأنتَ، والحسن، والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا» . قال علي: قلتُ: يا رسول اللَّه، فأينَ شِيعتُنَا؟ قال:«شيعتكم من ورائكم» .

أخرجه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 169). وإسماعيل ضعيف، وقد سبقت ترجمته في الحديث رقم (105). ومحمد بن يحيى لم أعرفه، وهذا الحديث من وضع الرافضة.

وروي من وجه آخر: أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (1/ 319) رقم (950)،

و (3/ 41) رقم (2624) عن أحمد بن محمد بن العباس المُري القنطري، عن حرب بن =

ص: 380

3.

عن أبي يزيد المدني، سمِع يحدِّث عن رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:«أوَّلُ شخص يدخل الجنة: فاطمة بنت محمد، ومَثَلُهَا في هذه الأمةِ مَثَلُ مريمَ في بني إسرائيل» . [لم يذكر أبا هريرة].

(1)

= الحسن الطحان، عن يحيى بن يعلى، عن محمد بن عبيداللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لعلي:«إنَّ أولَ أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن إيماننا وعن شمائلنا» .

قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (4/ 195) عن محمد بن عبيداللَّه بن أبي رافع المدني: ضعَّفُوه.

ثم ذكر الحديثَ ضِمْنَ منكراته، وقال عنه:(وحَرْبٌ ـ أيضاً ـ مُتكلَّم فيه، والحديثُ باطلٌ بهذا الإسناد).

قلت: ويحيى بن يعلى الأسلمي ضعيف شيعي، سبقت ترجمته في الحديث رقم (33). وشيخ الطبراني: مجهول الحال. انظر: «إرشاد القاصي والداني» للمنصوري (ص 167) رقم (190).

فالحديث موضوع. وقد حكم عليه بالوضع العلامةُ الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (10/ 611) رقم (4931).

(1)

حديث ضعيف جداً، إن لم يكن موضوعاً.

أخرجه: أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون في كتابه «فضائل علي» جمعه من الآيات القرآنية ــ كما في «التدوين في أخبار قزوين» (1/ 457) ــ عن محمد بن علي بن آزاد مرد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا بدل بن المحبر، قال: =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حدثنا عبد السلام بن عجلان، عن أبي يزيد المدني، سمِع يحدِّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. [لم يذكر أبا هريرة]

وأخرجه: أبو نعيم في «دلائل النبوة» (ص 66) رقم (27) فوصله بذكر أبا هريرة رضي الله عنه، ومتنُه مخالف لما سبق:

قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا بدل بن المحبر، قال: حدثنا عبد السلام بن عجلان، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدِّث، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:«أنا أول من يدخل الجنة ولا فخر، وأنا أول شافع، وأول مشفَّع، ولا فخر، وأنا بيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول شخص يدخُلُ عليَّ الجنةَ فاطمةُ بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومَثَلُها في هذه الأمة مثَلُ مريم في بني إسرائيل» .

كذا، فاطمة أول من تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم الجنة.

والجملة الأخيرة عند أبي نعيم: «أول شخص

» أوردها الديلمي في «الفردوس بمأثور الخطاب» (1/ 38) رقم (81).

ــ محمد بن علي بن عبداللَّه بن عبدالعزيز بن زاد مرد، أبو عبد اللَّه القزويني، قال عنه القزويني في «التدوين» (1/ 457):(مِن قدماء الشيوخ المنعوتين بالحفظ والمعرفة، روى عن: يحيى بن المغيرة الرازي، وأحمد بن عثمان، وإسماعيل بن توبة. وروى عنه: علي بن مهرويه، وبالعراق محمد بن مخلد، وأقرانه). وساق الحديث في ترجمته.

وقال في موضع آخر «التدوين» (1/ 472): (وابن آزاد مرد، موصوف بالحفظ غير مجهول). =

ص: 382

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ترجم له الخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 113)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وقد روى عنه الطبراني، انظر:«إرشاد القاصي والداني» للمنصوري (ص 596) رقم

(969)، وحكَم عليه (المنصوري = السليماني) بالجهالة.

قلت: لم يقف المنصوري على كلام القزويني، وثنائه، ولم أجد فيه كلاماً لغيره.

وعزاه المتقي الهندي في «كنز العمال» (12/ 110) رقم (34234) بهذا اللفظ إلى: (أبي الحسن أحمد بن ميمون في كتاب «فضائل علي» ، والرافعي، عن بدل بن المحبر، عن

عبد السلام بن عجلان، عن أبي يزيد المدني). فدلَّ على أنه لم يسقط من الإسناد شئ

ــ عند ابن ميمون ـ، وليس في المتن سقط أيضاً.

هذا، وقد ذكر الذهبي في «الميزان» (3/ 540) أن أبا صالح المؤذن أخرجه في «فضائل فاطمة» .

ــ عبدالسلام بن عجلان، قال عنه أبو حاتم: يُكتب حديثه.

وتوقف غيرُه في الاحتجاج به.

وذكره ابن حبان في «الثقات» فقال: يروي عن أبي عثمان النهدي، وعبيدة الهجيمي. ثم قال: يخطئ ويخالف.

«ميزان الاعتدال» (3/ 540)، «لسان الميزان» (5/ 176).

فالحديث ضعيف جدَاً، لضعف عبدالسلام واضطرابه.

وقد ذكر الذهبيُّ الحديثَ في «الميزان» (3/ 540)، وعنه ابن حجر في «لسان الميزان»

(5/ 176) في ترجمة عبدالسلام.

والحديث مَعروفٌ في «صحيح مسلم» رقم (2278) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أنا سيدُ ولد آدم يوم القيامة، وأوَّلُ مَن يَنشق عنه القبرُ، وأوَّلُ شافِعٍ، وأوَّلُ مُشفَّع» . =

ص: 383

4.

عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن جبار الطائي، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أنا، وعلي، والحسن، والحسين، في قُبَّة تحت العَرش» .

(1)

= وليس فيه ذكرٌ لفاطمة رضي الله عنها. وأنها أولُ مَن تدخل عليه الجنة.

وفي أولية دخول نبينا صلى الله عليه وسلم الجنة: عند الترمذي، وأحمد، والدارمي، من حديث أنس رضي الله عنه، انظر:«الصحيحة» للألباني (4/ 97) رقم (1570)، تخريج

«مسند أحمد» ـ ط الرسالة ـ (19/ 451) رقم (12469)، «أنيس الساري»

(1/ 237).

وروي أنَّ أول مَن يدخل الجنة: أبو بكر رضي الله عنه: عند أبي داوود، وابن شاهين، والحاكم، وغيرهم، ـ وهو حديث ضعيف ـ انظر:«سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني

(4/ 229) رقم (1745).

وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: شكوتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حسَدَ الناس إياي، فقال:«أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أولُ مَن يدخل الجنة أنا وأنتَ والحسنَ والحسين، وأزواجنا عن أيماننا، وعن شمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا» .

أخرجه: القطيعي في زوائد «فضائل الصحابة لأحمد» (2/ 624) رقم (1068).

وهو حديث موضوع، انظر:«سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني (12/ 190) رقم

(5591).

(1)

حديث موضوع. أخرجه الطبراني، كما في «جامع المسانيد والسنن» لابن كثير

(10/ 270) رقم (13048)، و «اللآلئ المصنوعة» للسيوطي (1/ 359) مُسنداً. انظر:«لسان الميزان» (2/ 416).

ص: 384

5.

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «في الجنة درجةٌ تُسمَّى الوسيلة، وهي لِنَبِيٍّ، وأرجو أن أكون أنا، فإذا سألتموها فاسألوها لي» . فقالوا: مَنْ يَسْكُن معك فيها يا رسول اللَّه؟ قال: «فاطمة، وبَعْلَهَا، والحسن والحسين عليهم السلام).

(1)

6.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أنا الشجرة، وفاطمة فَرعها، وعليٌّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتُنا ورَقها، وأصلُ الشجرة في جنة عدن وسائر الجنة» . لفظ الحاكم.

(2)

(1)

حديث موضوع. أخرجه: ابن المغازلي في «مناقب علي» (ص 315) رقم (295) وفيه: عبدالحميد بن بحر الكوفي، كذاب، يسرق الأحاديث، ويروي أحاديث منكرة ومقلوبة. سبقت ترجمته في الحديث رقم (119)، والحارث بن عبداللَّه الأعور الهمداني، كذبه الشعبي في رأيه، ورُمي بالرفض، وفي حديثه ضعف. «تقريب التهذيب» (ص 185).

(2)

حديث موضوع.

رُوِي من حديث: ابن عباس، وعبدالرحمن بن عوف، وجابر بن عبداللَّه رضي الله عنهم.

ــ حديث ابن عباس: أخرجه: ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 23) رقم (789).

وذكره السيوطي في «اللآلئ» (1/ 370)، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 414) رقم (21).

ــ حديث عبدالرحمن بن عوف: أخرجه: ابن عدي في «الكامل» (2/ 336) في ترجمة

«الحسن بن علي بن عيسى الأزدي» ، وفي (6/ 459) في ترجمة:«مِيناء بن أبي ميناء» ، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 234) رقم (790)]، والحاكم في =

ص: 385

7.

قال الطبراني رحمه الله: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عرس، قال: حدثنا أحمد بن محمد اليمامي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: صَلَّى صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فلما كان في الرابعة، أقبلَ الحسنُ والحسينُ حتى ركِبا على ظهرِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فوضعهما بين يديه، وأقبلَ الحسن، فحملَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الحسنَ على عاتقِه الأيمن، والحسين على عاتِقه الأيسر، ثم قال: «أيها الناس، ألا أخبرُكم بخير الناس جدَّاً وجَدَّةً؟ ألا أخبرُكم بخير الناس عمَّا وعمَّة؟

ألا أخبرُكم بخير الناس خالاً وخالة؟ ألا أخبرُكم بخير الناس أباً وأماً؟

هما: الحسن والحسين، جدُّهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجدتهما خديجة بنت خويلد، وأمهما فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبوهما

= «المستدرك على الصحيحين» للحاكم (3/ 174) رقم (4755)، وتعقبه الذهبي فأجاد.

وذكره في الموضوعات: السيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (1/ 370)، والشوكاني في

«الفوائد المجموعة» (ص 380) رقم (87).

ــ حديث جابر: أخرجه: ابن عدي في «الكامل» (5/ 178) في ترجمة «عثمان بن عبداللَّه بن عمرو الشامي» ، وهو كذاب. وانظر:«لسان الميزان» (5/ 394).

وانظر: حاشية محقِّقِ كتاب «استجلاب ارتقاء الغرف» للسخاوي (1/ 428) رقم

(157)، و «مرويات فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مستدرك الحاكم دراسة حديثية» ــ ط. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ــ لأحمد بن إبراهيم الجابري (ص 388).

ص: 386

علي بن أبي طالب، وعمهما: جعفر بن أبي طالب، وعمتهما: أم هانئ بنت أبي طالب، وخالهما: القاسم ابن رسول اللَّه، وخالتهما: زينب، ورقية، وأم كلثوم.

وبناتُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، جدُّهما في الجنة، وأبوهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأمهما وعمهما وعمتهما في الجنة، وخالاتهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وهما في الجنة، وأختهما في الجنة».

(1)

8.

حديث: «إنَّ فاطمةَ حصَّنَتْ فَرْجَها، وإنَّ اللَّهَ عز وجل أدخلَهَا بإحصانِ فَرْجِها وذرِّيتَها الجنة» ، وفي لفظ:«إنَّ فاطمة أحصنَتْ فَرجَهَا، فحرَّمَها اللَّهُ وذريتَها على النار» .

(2)

(1)

حديث موضوع. أخرجه: الطبراني في «المعجم الأوسط» (6/ 298) رقم (6462)، وفي «الكبير» (3/ 66) رقم (2682)، ومن طريقه:[معمر بن عبدالواحد، ابن الفاخر السمرقندي في «موجبات الجنة» (ص 272) رقم (407)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (13/ 228)].

قال في «الأوسط» : (لم يرو هذا الحديثَ عن عبدِالرزاق إلا أحمدُ بنُ محمد بن عمر بن يونس اليمامي).

أحمد بن محمد بن عمر الحنفي اليمامي، قال عنه أبو حاتم: كذاب، وقال الدراقطني: متروك. انظر: «لسان الميزان» (1/ 629).

(2)

حديث موضوع. روي من حديث ابن مسعود، وحذيفة.

حديث ابن مسعود رضي الله عنه:

رُوِي مَوقوفاً عليه، ومرفوعاً، وعن زرِّ بن حُبَيش مرسلاً. =

ص: 387

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه: أبو يعلى كما في «المطالب العالية» (16/ 180) رقم (3959)، والبزار

«كشف الأستار» (3/ 235) رقم (2651)، والطبراني في «المعجم الكبير»

(22/ 406) رقم (1018)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 923)، وابن شاهين في

«فضائل فاطمة» (ص 21) رقم (10)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 173)]، وأبو نعيم في «فضائل الخلفاء» (ص 124) رقم (140)، وفي «حلية الأولياء» (4/ 188)، وتمام الرازي في «فوائده» ـ ترتيبه:«الروض البسام»

(4/ 315) رقم (1492) ـ، والحاكم في «المستدرك» (3/ 165) رقم (7426)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 227) رقم (782) من طريق معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث، عن زرٍّ، عن ابن مسعود مرفوعاً.

ورواه ابن شاهين أيضاً (ص 23) رقم (12) ومن طريقه: [ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (14/ 174)] من طريق محمد بن إسحاق البلخي، عن تليد بن سليمان ـ وهو كذَّاب ـ، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.

ورواه العقيلي في «الضعفاء» (3/ 924) من طريق معاوية، عن عَمْرو بن غياث، عن عاصم، عن زِر، عن ابن مسعود مَوقوفاً. وقال: هذا أولى.

ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين، عن عَمرو بن غياث، عن عاصم، عن زر، مرسلاً.

أخرجه: ابن عدي في «الكامل» (5/ 59)، وتمام الرازي في «فوائده» ـ ترتيبه

«الروض البسام» (4/ 317) رقم (1494) ــ.

ــ الحديث صحَّحَه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: (تفرَّدَ به معاوية، وفيه ضَعْفٌ، عن ابن غياث وهو واهٍ بِمَرَّة).

وقد أورده: ابنُ الجوزي في «الموضوعات» ـ كما سبق ـ، والسيوطي في «اللآلئ» =

ص: 388

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ 366)، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» (1/ 417)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص 392) رقم (124).

حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

أخرجه: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص 23) رقم (11)، وأبو القاسم المهرواني كما في «المهروانيات (2/ 722) رقم (67) من طريق حفص بن عمر الأبلي ـ وهو كذاب كما في «اللسان» (3/ 228) ــ، عن عبدالملك بن الوليد بن معدان وسلام بن سليمان القارئ، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حُبيش، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه مرفوعاً.

ذكره في الموضوعات: السيوطي في «اللآلئ» (1/ 367)، والشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص 393) رقم (124).

وضعفه جداً الألباني في «السلسلة الضعيفة» (1/ 656) رقم (456).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة النبوية» (4/ 62 ـ 64):

(والحديث الذي ذكرَه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن فاطمة، هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ويظهر كذبه لغير أهل الحديث أيضاً، فإنَّ قوله:«إن فاطمة أحصنت فرجها فحرَّمَ اللَّهُ ذريتها على النار» . يقتضي أنَّ إحصانَ فرجها هو السبب لتحريم ذريتها على النار، وهذا باطلٌ قطعاً، فإنَّ سارة أحصَنتْ فرجها، ولم يحرم اللَّهُ جميعَ ذريتها على النار.

قال تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} (سورة سورة الصافات، آية 12 ـ 13). =

ص: 389

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (سورة الحديد، آية 26).

ومن المعلوم أنَّ بني إسرائيل من ذُرِّية سارة، والكفار فيهم لا يحصيهم إلا اللَّهُ.

وأيضاً: فصفيَّةُ عمَّةُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحصنَتْ فرجَها، ومِن ذُرِّيَّتِهَا مُحسِنٌ وظَالمٌ.

وفي الجملة، فاللواتي أحصنَّ فروجَهن لا يحصي عدَدَهُن إلا اللَّه عز وجل، ومن ذريتِهِنَّ البرُّ والفاجرُ، والمؤمنُ والكافرُ.

وأيضاً: ففضيلةُ فاطمة ومزِيَّتُها ليسَتْ بمجرَّد إحصانِ فَرجِها، فإنَّ هذا يشاركُ فيه فاطمةَ جمهورُ نساءِ المؤمنين. وفاطمةُ لم تكن سيدةَ نساءِ العالمين بهذا الوصف، بَلْ بما هُوَ أخصُّ منه، بل هذا من جِنس حُجَجِ الرافضة، فإنهم لجهْلِهِم لا يُحسِنُون أن يَحتجُّوا، ولا يُحسِنون أن يكذبوا كذِباً ينفِق.

وأيضاً: فليسَت ذريةُ فاطمةَ كلُّهم محرَّمِين على النار، بل فيهم البرُّ والفاجِرُ.

والرافضةُ تشهدُ على كثيرٍ منهم بالكفر والفسوق، وهُمْ أهلُ السُّنَّةِ، منهم المتولُّون لأبي بكر وعمر، كزيدِ بنِ علي بن الحسين، وأمثالِه من ذُرِّية فاطمة رضي الله عنها، فإنَّ الرافضَةَ رفَضُوا زيدَ بنَ علي بن الحسين، ومَن والاه، وشَهِدُوا عليهم بالكفر والفِسق، بَلْ الرافضةُ أَشَدُّ الناسِ عَداوَةً إمَّا بالجهلِ وإما بالعنادِ لأولاد فاطمة رضي الله عنها

). انتهى المراد نقله.

وانظر في الحديث: «العلل» للدراقطني (5/ 65) رقم (710)، «المطالب العالية»

(16/ 179) رقم (3959)، «الروض البسام في تخريج وترتيب أحاديث فوائد تمام» للدوسري (4/ 315 ـ 318) رقم (1492 ـ 1494)، «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (3/ 1569) رقم (586)، و «الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة» =

ص: 390

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= للصاعدي (11/ 307) رقم (1978).

هذا، ولو صحَّ الحديثُ لكان المرادُ بالذرية: الحسن والحسين، كما قال أبو العالية روايه عن معاوية بن هشام، كما عند العقيلي في «الضعفاء» (3/ 923) بعد إخراجه الحديث. وكذا قاله: ابن الجوزي في «الموضوعات» بعد الحديث.

وانظر: «تاريخ بغداد» (4/ 88)، و «فيض القدير» للمناوي (2/ 462).

ثم وقفت على كتاب «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة» لمحمد كبريت بن عبداللَّه الحسيني (ت 1070 هـ) ـ وهو صوفي جلد، وكتابه ملئ بالأخطاء العقدية

والخرافات ـ (ص 296 ـ 297) ذكر حديث: «إن فاطمة أحصنت فرجها

فحرَّمَها اللَّهُ وذرِّيتَها على النار» وقال: (قال محمد الجواد وأبوه علي الرضا وجدُّه زين العابدين ــ وهؤلاء من أكابر آل البيت الطاهرين المطهَّرين ـ: إنَّ ذلك الحديثَ خاصٌّ بأولادِ فاطمة من غير واسطة.

وكأنهم نظروا لما في حديث آخر ـ مع عدم نظر لتلك الرابطة ـ وهو: يافاطمة بنت محمد، وياصفية بنت عبدالمطلب، ياعباسُ عمَّ رسولِ اللَّه، يابني هاشم، يابني عبدالمطلب، اشتروا أنفسكم من اللَّه، قُوا أنفسكم من النار، لا أغني عنكم من اللَّه شيئاً.

قال المؤلف: وفيه ما فيه، إذْ فاطمة مذكورة في الحديثين، فتعيَّن أن الأول فيه النظر لمظهر الفضل والجمال، والثاني فيه النظر لمظهر العدل والجلال).

قلت (إبراهيم): هذا كلام ساقط، من رجل لا يعرف النصوص الشرعية، الحديث حصنَّت فرجها فحرمها اللَّهُ وذريتها من النار، حديث موضوع، والحديث: لا أغني عنكم من اللَّه شيئاً حديث صحيح متفق على صحته.

ما نفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم جدَّه ووالدَاه، ولا النبيُّ إبراهيم صلى الله عليه وسلم والدَه، ولا النبيُّ نوح صلى الله عليه وسلم ابنَه، وهكذا

=

ص: 391

1.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة:

«إنَّ اللَّه غير معذِّبِكِ ولا وَلَدَكِ» .

(1)

2.

وثمَّةَ حديثٌ رواه الطبراني وأبو نعيم مطولاً، والقطيعي مُقتصِراً على ما يتعلق بعلي، وغيره مقطعاً على بعض الصحابة الذين ورد الفضل فيهم:

عن زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه، قال: دخلتُ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة، فجعل يقول:«أين فلان بن فلان» ؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث فيهم، حتى اجتمعوا عنده، فقال: «إني محدِّثكم بحديث فاحفظوه منِّي، وَعُوهُ ...... وذكر حديثاً طويلاً في المؤاخاة بين المهاجرين، وفيه فضائل بعض الصحابة

وفي آخره: فقال علي بن أبي طالب: يا رسول اللَّه، ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتُك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري، فإن كان من سخطة علي فلَكَ العُتبى والكرامة، فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق

= وما قاله عن آل البيت بأن المراد بالحديث: أولاد فاطمة من غير واسطة، لم أجد مَن ذكره غيره، فاللَّهُ أعلم بصحتِه عنهم.

(1)

ضعيف. أخرجه: الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 263) رقم (11685)، ومن طريقه:[الضياء المقدسي في «المختارة» (12/ 132) رقم (156)]، وهو ضعيف، فيه إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري، مجهول. وقد ضعف الحديثَ الألبانيُّ في

«السلسلة الضعيفة» (1/ 659) رقم (457).

ص: 392

ما أخَّرتُك إلا لنفسي، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي».

فقال: يا رسول اللَّه، ما أرثُ منك؟ قال:«ما أورثَتْ الأنبياءُ» .

قال: وما أورثَتِ الأنبياءُ قبلَكَ؟ قال: «كتابُ اللَّهِ وسُنَّةُ نبيهم، وأنت معي في قَصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، ورفيقي»

إلى آخر الحديث.

الشاهد هنا: الجملة الأخيرة عن فاطمة وعلي.

(1)

(1)

حديث موضوع.

أخرجه: عبداللَّه بن محمد البغوي في «معجم الصحابة» (2/ 528) رقم (908)، ومن طريقه:[ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (21/ 414)، و (42/ 52)]، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (1/ 232) رقم (804)، و (2/ 673 و 675) رقم (2824 و 2830)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (1/ 225)، والطبراني في «المعجم الكبير»

(5/ 220) رقم (5146)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (3/ 1193) رقم

(3020)، عن نصر بن علي.

والبغوي في «معجم الصحابة» (2/ 528) رقم (908)، ومن طريقه: [ابن عساكر في

«تاريخ دمشق» (21/ 414)، و (42/ 52)] عن محمد بن علي الجوزجاني.

كلاهما: (نصر، والجوزجاني) عن عبدالمؤمن بن عباد، عن يزيد بن معن، عن عبداللَّه بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى.

ورُوِي مثل هذا الوجه، مِن دون ذكر رجُلٍ من قريش:

أخرجه: أبو القاسم البغوي ـ مقطَّعاً ـ في «معجم الصحابة» (2/ 528) رقم (908)، و (3/ 6، 409، 474) رقم (915 و 1343 و 1436)، وعنه: [القطيعي في «زوائده =

ص: 393

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= على «فضائل الصحابة لأحمد» (2/ 638) رقم (1085)، وابن عدي في «الكامل»

(3/ 206)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (21/ 414) و (42/ 52)

و (44/ 165)]، وابن جرير، ومن طريقه: [أبو نعيم في «معرفة الصحابة»

(3/ 1196) رقم (3021)] عن الحسين بن محمد الذارع، عن عبدالمؤمن بن عباد، عن يزيد بن معن، عن عبداللَّه بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى.

ــ وأخرجه البارودي كما في «الدر المنثور» للسيوطي (10/ 526).

قال ابن عدي في «الكامل» (3/ 208) عن الطريق الثاني: (وهذا قد رواه عن

عبد المؤمن بن عباد أيضاً: نصر بن علي بطوله، وأظن هذا قال: عن عبيداللَّه بن شرحبيل، عن رجل، عن زيد بن أبي أوفى؛ وزيد بن أبي أوفى يُعرف بهذا الحديث، حديث المؤاخاة، بهذا الإسناد.

وكلُّ مَن له صحبة ممن ذكرناه في هذا الكتاب فإنما تكلَّم البخاري في ذلك الإسناد الذي انتهى فيه إلى الصحابي: أنَّ ذلك الإسناد ليس بمحفوظ، وفيه نظر؛ لا أنه يتكلم في الصحابة، فإنَّ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَقِّ صُحْبَتِهِمْ وتقَادُمِ قِدَمِهِم في الإسلام لِكُلِّ واحِدٍ منهم في نفسِهِ حقٌّ وحُرمة للصحبة، فهُمْ أجَلُّ مِن أنْ يَتكَلَّمَ أحَدٌ

فيهم).

ــ الحسين بن محمد بن أيوب الذارع البصري، صدوق. «تقريب التهذيب» (ص 205)

ــ عبد المؤمن بن عباد العبدي. ضعيف. «لسان الميزان» (5/ 283).

ــ سعيد بن شراحيل. مجهول. «لسان الميزان» (4/ 59).

ــ يحيى بن معن المدني، مجهول. «لسان الميزان» (8/ 478).

سُئل عن الحديثِ أبو حاتم كما في «العلل» لابنه (6/ 373) رقم (2598) فقال: (هذا =

ص: 394

* * *

= حديثٌ مُنكَرٌ، وفي إسنادِه مجهولين).

قال البخاري في «التاريخ الأوسط» (3/ 11) رقم (16): (وهذا إسنادٌ مجهولٌ لا يُتابع عليه، ولا يُعرف سماعُ بعضهم مِن بعض، ورواه بعضهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له».

قال ابن عبدالبر «الاستيعاب» (2/ 537) عن زيد بن أبي أوفى: (روى حديثَ المؤاخاة بتمامه، إلا أنَّ في إسنادِه ضعفاً).

ذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (1/ 142) أنَّ زيداً لا يُعرَف إلا في هذا الحديث الموضوع.

وقد حكم الألبانيُّ على الحديثِ بالوضع كما في: «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (3/ 548) رقم (1368)، و (6/ 169) رقم (2657).

وفي (10/ 628) رقم (4935) حكَمَ عليه بالضعف.

ص: 395