الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
(31)}
.
[31]
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا} يعني: النضرُ بنُ الحارثِ.
{قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا} لأنّه كان يختلفُ تاجرًا إلى الحيرةِ وفارس والروم، ويسمعُ أخبار رستم وإسفنديار، وأحاديثَ العجم، ويتحدث بها، ويمرُّ باليهود والنصارى، فيراهم يقرؤون التوراة والإنجيل ويركعون ويسجدون، فجاء مكةَ فوجد محمدًا صلى الله عليه وسلم يصلِّي ويقرأ القرآن، ويذكر في قراءته أخبارَ القرون الماضيةِ، فقال النضرُ:{قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا} (1){إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أخبارُ الأممِ الماضية وما سَطَروا في كتبِهم، والأساطيرُ جمعُ أسطورة، وهي المكتوبةُ.
* * *
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
(32)}
.
[32]
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا} أي: ما جاء به محمدٌ.
{هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} نزلت في النَّضْرِ حينَ قال: لو شئتُ، لقلتُ مثلَ هذا، إنَّ هذا إِلَّا ما سطرَ الأولون في كتبِهم، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"وَيْلَكَ! إِنَّهُ كَلَامُ اللهِ"، فقال استهزاء: اللهمَّ إنَّ كان هذا هو الحقَّ من عندِك.
{فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} عقوبةً على إنكاره، يقال في
(1) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم"(5/ 1689)، و"تفسير البغوي"(2/ 217)، و"الدر المنثور" للسيوطي (4/ 54).