الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{ثَقُلَتْ} خَفِيَتْ.
{فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: خفيتْ معرفتُها على أهلِها، وإذا خفيَ الشيءُ، ثقلَ.
{لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} فجأةً على غفلةً كما قالَ عليه السلام: "إِنَّ السَّاعَةَ تَهِيجُ بِالنَّاسِ والرَّجُلُ يُصْلِحُ حَوْضَهُ، والرَّجُلُ يَسْقِي مَاشِيَتَهُ، والرَّجُلُ يَقُومُ بِسِلْعَتِهِ في سُوقِه، والرَّجُلُ يَخْفِضُ مِيزَانَهُ وَيَرْفَعُهُ"(1).
{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} أي: كأنكَ ألححْتَ في طلبِ علمِها فعلِمْتَها.
{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} كرَّرَهُ تأكيدًا؛ أي: لا يعلمُ وقتَ مجيئِها، ولا يأتي بها فيه بغتةً إِلَّا اللهُ تعالى.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أنَّ علمَها عندَ الله، بل يَظُنُّ أكثرُهم أنّه ممّا يعلمُه البشرُ.
* * *
{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
(188)}
.
[188]
قال ابنُ عباسٍ: "إنَّ أهلَ مكةَ قالوا: يا محمدُ! ألَّا يخبرُك ربُّكَ بالسعرِ الرخيصِ قبلَ أن يغلوَ، فتشتريَه وتربحَ فيه عندَ الغلاءِ، وبالأرضِ
(1) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم"(10/ 3197 - 3198)، و"تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (1/ 475).
الّتي تريدُ أن تُجْدِبَ فترتحلَ منها إلى ما قد خَصُبَت؟ فأُمر صلى الله عليه وسلم بالاعترافِ بأنّه عبدٌ محكومٌ عليهِ بما نزلَ جوابًا عن قول المشركين، وهو:
{قُلْ لَا أَمْلِكُ} (1) أي: لا أقدرُ.
{لِنَفْسِي نَفْعًا} أي: جلبَ نفعٍ.
{وَلَا ضَرًّا} أي: دفعَ ضرٍّ.
{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أن يوصلَه إليَّ من الضرِّ والنفعِ؛ فإني أملكُه؛ لاختصاصِه بي.
{وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ} أي: لو كنتُ أعلمُ الخصبَ والجدبَ.
{لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} أي: المالِ لسنةِ القحطِ.
{وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} أي: الضرُّ والفقرُ.
{إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ} للكافرينَ بالنارِ.
{وَبَشِيرٌ} بالجنةِ.
{لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يصدِّقون. واختلافُ القراء في الهمزتين من (السُّوءُ إِنْ) كاختلافِهم فيهما من (يَشَاءُ إِلى) في سورةِ البقرةِ، وقرأ أبو جعفرٍ، وقالونُ عن نافعٍ بخلافٍ عنه:(أَنَا إِلَّا) بالمدِّ حيثُ وقعَ (2).
* * *
(1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 127 - 128).
(2)
انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 231، 273)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 234)، و"معجم القراءات القرآنية"(2/ 427).