الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ
(48)}
.
[48]
{لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ} أي: من قبلِ غزوةِ تبوكَ وهيَ: تفريقُ شملِكَ بتخذيلِ الناسِ، ورَدِّهِم إلى الكفرِ.
{وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} أي: دَبَّرُوا لكَ الحيلَ.
{حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ} النصرُ.
{وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ} دينُه {وَهُمْ كَارِهُونَ} أي: على رغمٍ منهم.
* * *
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ
(49)}
.
[49]
ونزل في الجَدِّ بنِ قيسٍ المنافقِ حينَ قالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ لَكَ فِي جِلَادِ بَنِي الأَصْفَرِ؟ "، فقالَ: إني مُغْرَمٌ بالنساءِ، وأخشى أني إِن رأيتُ بناتِ الأصفرِ ألَّا أصبرَ عنهن، فَأْذَنْ لي بالقعودِ، وأُعينكُ بمالي، ولم تكنْ له علةٌ إلا النفاق، فأعرضَ عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال:"قَدْ أَذِنْتُ لَكَ" فأنزلَ اللهُ عز وجل:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي} (1) في التخلُّفِ عن الجهادِ.
{وَلَا تَفْتِنِّي} تُوقِعْني في الإثمِ.
(1) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم"(6/ 1809)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 139)، و "الدر المنثور" للسيوطي (4/ 213).