الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَا نَقَمُوا} أنكروا وعابوا على المؤمنينَ.
{إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} وذلكَ أنَّ أهلَ المدينةِ كانوا قبلَ قدومِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ضَنْكٍ من العيش، فلما قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم استغْنَوا بالغنائمِ، وقيلَ للحسينِ بنِ الفضلِ: هل تجدُ في القرآنِ قولَ الناسِ احذَرْ شَرَّ مَنْ أحسنتَ إليه؟ فقال: نعم، قولهُ تعالى في قصةِ المنافقينَ في التوبة:{وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} (1).
{فَإِنْ يَتُوبُوا} من كفرِهم {يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} من نفاقِهم وهو الذي حمل الجلاسَ على التوبةِ، فقُتِلَ مولى له، فأمرَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بديتِهِ اثني عشرَ ألفَ درهمٍ، فاستغنى.
{وَإِنْ يَتَوَلَّوْا} يُعْرِضوا عن الإيمان.
{يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا} بالخزيِ {وَالْآخِرَةِ} بالنارِ.
{وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} فينجيهم من العذابِ.
* * *
{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ
(75)}
.
[75]
{وَمِنْهُمْ} يعني: المنافقين.
{مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} ولنؤدَينَّ حقَّ اللهِ منه.
{وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} نعملُ بعملِ أهلِ الصلاحِ فيه، نزلَتْ في ثعلبةَ بنِ حاطبٍ الأنصاريِّ، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقالَ: ادعُ اللهَ أن يَرْزقني مالًا،
(1) انظر: "تفسير القرطبي"(8/ 208).