الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
241 - باب من أدرك من الجمعة ركعة
1121 -
. . . مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة".
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (580)، ومسلم (607/ 161)، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (412)، وراجع هناك الزيادات الشاذة والمنكرة على هذا الحديث، وكذلك فقه المسألة.
242 - باب ما يُقرأُ به في الجمعة
1122 -
. . . إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بَشير؛ "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويومَ الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)}، قال: وربما اجتمعا في يومٍ واحدٍ، فقرأ بهما".
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (878/ 62)، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (1073).
* * *
1123 -
. . . مالك، عن ضَمرة بن سعيد المازني، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة؛ أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: ماذا كان يقرأ به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على إِثْرِ سورة الجمعة؟ فقال: كان يقرأ بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .
* حديث صحيح
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 168/ 296)، ومن طريقه: أبو داود (1123)، والنسائي في المجتبى (3/ 112/ 1423)، وفي الكبرى (2/ 288/ 1749) و (10/ 334/ 11605)، والدارمي (1/ 443/ 1566)، وابن حبان (7/ 47/ 2807)، وأحمد (4/ 270 و 277)، والشافعي في الأم (7/ 205)، وفي المسند (214)، وابن وهب في الجامع (226)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 355/ 3350)، والبزار (8/ 203/ 3240)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 98 - 99/ 1849)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (4 - قطعة
من الحادي والعشرين)، والجوهري في مسند الموطأ (447)، والبيهقي في السنن (3/ 200)، وفي المعرفة (2/ 486/ 1716)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 271/ 1089)، وفي التفسير (4/ 346)، وفي الشمائل (640).
رواه عن مالك: عبد اللَّه بن مسلمة القعنبي (253 - الموطأ)، وأبو مصعب الزهري (464 - الموطأ)، والشافعي، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد اللَّه بن وهب، وقتيبة بن سعيد، وأبو عاصم النبيل، وبشر بن عمر الزهراني، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر، وخالد بن مخلد القطواني، وسويد بن سعيد الحدثاني (147 - الموطأ)، ومحمد بن الحسن الشيباني (226 - الموطأ).
قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 321): "هذا حديث متصل صحيح".
* تابع مالكًا عليه:
1 -
سفيان بن عيينة، عن ضَمرة بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، قال: كتب الضحاكُ بن قيس إلى النعمان بن بشير [وفي رواية: أن الضحاك بن قيس كتب إلى النعمان بن بشير]، يسأله: أيُّ شيء قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة سوى سورةِ الجمعة [وفي رواية: مع سورة الجمعة]؟ فقال: كان يقرأ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
وفي رواية المخزومي [عند ابن خزيمة]: يسأله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة؟ فكتب إليه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة الجمعة، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .
أخرجه مسلم (878/ 63)، وأبو عوانة (13/ 523/ 17089 - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 463/ 1974)، وابن ماجه (1119)، وابن خزيمة (3/ 171/ 1845)، وعبد الرزاق (3/ 181/ 5236)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 355/ 3351)، والبزار (8/ 203/ 3241)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (5 - قطعة من الحادي والعشرين)، وابن حزم في المحلى (4/ 107)، والبيهقي (3/ 200)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 321).
رواه عن ابن عيينة: أحمد بن حنبل، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن الصباح، وهارون بن معروف، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وابن أبي عمر العدني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، وعبد الرزاق بن همام، وحوثرة بن محمد.
قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 322) عن حديث ابن عيينة: "وليس مخالفًا لحديث مالك؛ لأن في حديث مالك أن الضحاك سأل، وقد يحتمل أن يكون سأله بالكتاب إليه".
2 -
ورواه إسماعيل بن أبي أويس [ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها]، وإسماعيل بن أبان [الوراق: ثقة]:
حدثنا أبو أويس [عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أويس: ليس به بأس، لينه بعضهم، وضعفه ابن معين في بعض الروايات عنه]، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن الضحاك بن قيس الفهري، عن النعمان بن بشير الأنصاري، قال: سألناه ما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مع السورة التي يُذكر فيها الجمعة؟ قال: كان يقرأ معها {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
أخرجه الدارمي (1/ 443/ 1567)(2/ 978/ 1608 - ط. المغني)(13/ 523/ 17089 - إتحاف)، وابن خزيمة (3/ 171 - 172/ 1846)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 354/ 3349)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 322).
قال ابن أبي خيثمة: "كذا قال أبو أويس: عن الضحاك بن قيس"، ثم نقل كلام يحيى بن معين في أبي أويس.
قلت: رواية مالك وابن عيينة هي الصواب، وهم فيه أبو أويس.
° قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلم يرويه إلا النعمان بن بشير بهذا الإسناد، وقد روي عن النعمان بخلاف هذا اللفظ"؛ يعني: حديث حبيب بن سالم المتقدم.
وأعلَّ العقيلي حديث حبيب بن سالم بحديث عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة هذا، وقال عن حديث عبيد اللَّه:"وهذه الرواية أولى".
قلت: هما حديثان مختلفان، محفوظان عن النعمان بن بشير، وذلك لاختلاف مخرجهما عن النعمان، فهذا يرويه عنه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، ووقع جوابًا عن سؤال، والآخر يرويه عنه مولاه وكاتبه حبيب بن سالم، وقد توبع على حديثه، وأما قول البخاري في حبيب بن سالم:"فيه نظر"، والذي اعتمد عليه العقيلي في إعلال حديثه بحديث عبيد اللَّه؛ فإنه معارَض بتصحيح البخاري لحديث حبيب، كما في علل الترمذي الكبير (152)، حيث قال:"هو حديث صحيح".
وموضوع حديث حبيب بن سالم القراءة في الجمعة والعيدين، وأنهما إذا اجتمعا ماذا كان يقرأ فيهما، بينما في حديث عبيد اللَّه؛ نجد الضحاك بن قيس يسأل عن السورة التي كان يُقرأ بها مع سورة الجمعة، وهذا وارد ورود اختلاف التنوع، وما المانع أن يروي الصحابي الواحد مثل هذا التنوع في القراءة في صلاة الجمعة، ولم يستشكل أبو بكر الأثرم [انظر: الناسخ (44 - 47)]، ولا ابن خزيمة [الصحيح (1463 و 1843 - 1847)]، ولا ابن عبد البر [انظر: الاستذكار (2/ 51)] ولا غيرهم من الأئمة مثل هذا الاختلاف، بل احتجوا بالحديثين جميعًا، ورأوا أن الأمر في ذلك واسع، وأنه من اختلاف التنوع، وكان الأولى بابن عبد البر قبول رواية إمامه وطرح رواية غيره التي تخالفها، لكنه قبلهما جميعًا، وهذا هو الإنصاف!، وقد صحح الحديثين جميعًا واحتج بهما جماعة، منهم: مسلم، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، واللَّه أعلم.
* * *
1124 -
. . . جعفر، عن أبيه، عن ابن أبي رافع، قال: صلى بنا أبو هريرة يوم الجمعة، فقرأ بسورة الجمعة، وفي الركعة الآخرة:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} ، قال: فأدركتُ أبا هريرة حين انصرف، فقلتُ له: إنكَ قرأت بسورتين كان عليٌّ رضي الله عنه يقرأ بهما بالكوفة، قال أبو هريرة: فإني سمعت رصول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة.
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (877)، وأبو عوانة (15/ 325/ 19395 - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 462/ 1971) و (2/ 463/ 1972)، والترمذي (519)، وقال:"حسن صحيح"، والنسائي في الكبرى (2/ 287/ 1747)، وفي الرابع من الإغراب (3)، وابن ماجه (1118)، وابن خزيمة (3/ 170 - 171/ 1843 و 1844)، وابن حبان (7/ 46/ 2806)، وابن الجارود (301)، وأحمد (2/ 429 - 430)، والشافعي في الأم (1/ 205)، وفي المسند (69 و 213)، وابن وهب في الجامع (227)، وعبد الرزاق (3/ 179/ 5231) و (3/ 180/ 5232)، وابن أبي شيبة (1/ 471/ 5453) و (7/ 319/ 36471)، والبزار (15/ 48/ 8262)، وأبو يعلى في المعجم (97)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 98/ 1848)، والطحاوي (1/ 414)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (110 و 111)، وابن عدي في الكامل (1/ 269) و (2/ 133)، والدارقطني في العلل (9/ 32/ 1625)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (947 و 948)، وابن حزم في المحلى (4/ 107)، والبيهقي في السنن (3/ 200)، وفي المعرفة (2/ 485/ 1711 و 1712)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 326)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 270/ 1088)، وقال:"حديث صحيح"، وفي التفسير (4/ 346)، وفي الشمائل (639)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات"(307).
وهذا لفظ سليمان بن بلال، وأول رواية حاتم: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة،. . .، وفي رواية ابن جريج: كان أبو هريرة يصلي بنا الجمعة، فيقرأ بنا في الركعة الأولى بسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .
• رواه عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين: سليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسفيان الثوري، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وابن جريج، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، وحميد بن الأسود، وغيرهم.
ووقع اختلاف على سفيان الثوري في اسم عبيد اللَّه بن أبي رافع، راجع: علل الدارقطني (9/ 31/ 1625) و (13/ 327/ 3201)، والمحفوظ من روايته ما وافق الجماعة، ولما رواه النسائي في الإغراب من طريق أبي داود الحفري عن الثوري، فقال فيه: عن أبي رافع، قال النسائي:"كذا قال: عن أبي رافع، والناس يقولون: عبيد اللَّه بن أبي رافع".
• وانظر أيضًا فيمن وهم فيه على جعفر الصادق: علل الدارقطني (13/ 327/ 3201).
• ورواه شعبة عن الحكم بن عتيبة، فأبهم عبيد اللَّه بن أبي رافع، وأرسله:
رواه محمد بن جعفر، وبهز بن أسد، وأبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وعاصم بن علي [وهم ثقات في الجملة]، وبكر بن بكار [ضعيف]:
عن شعبة، عن الحكم [وفي رواية بهز: أخبرني الحكم]، عن محمد بن علي؛ أن رجلًا قال لأبي هريرة: إن عليًا يقرأ في يوم الجمعة بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} ، قال أبو هريرة: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما. وفي رواية بعضهم: قيل لأبي هريرة.
أخرجه النسائي في الرابع من الإغراب (97)، وأحمد (2/ 467)، والطيالسي (4/ 298/ 2695)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 487/ 38)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (158)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 184).
وهذه الرواية المرسلة لا تعلُّ رواية جعفر بن محمد الموصولة، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، وقد صححها مسلم، والترمذي، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، وغيرهم، واللَّه أعلم.
• وانظر أيضًا فيمن وهم فيه على أبي جعفر: ما أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 32/ 1625)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (946).
• وله إسنادان آخران عن أبي هريرة، لكنهما شديدا الوهاء [أخرجه الشافعي في الأم (1/ 205)، وفي المسند (69)، وعبد الرزاق (3/ 180/ 5233)، والبيهقي في المعرفة (2/ 485/ 1713)].
* وله شاهد من حديث ابن عباس:
يرويه مخوَّل بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلا الفجر يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة، والمنافقين. وفي رواية: بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .
أخرجه مسلم (879)، وقد تقدم برقم (1074 و 1075).
* * *
1125 -
. . . شعبة، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عُقبة، عن سمرة بن جندب؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
* حديث صحيح
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 111 - 112/ 1422)، وفي الكبرى (2/ 288/
1751)، وابن خزيمة (3/ 172/ 1847)، وابن حبان (7/ 48/ 2808)، وأحمد (5/ 13)، والطيالسي (2/ 211/ 929)، والروياني (846)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 99/ 1850)، والطحاوي (1/ 413)، والطبراني في الكبير (7/ 184/ 6779)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 325).
رواه عن شعبة: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن الحارث، وأبو داود الطيالسي، وعثمان بن عمر بن فارس، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، وروح بن عبادة، والربيع بن يحيى الأشناني [وهم تسعة من الثقات؛ عدا الأخير فمتكلم في روايته عن شعبة، وفيهم جماعة من أئمة الحديث وحفاظه، من أثبت الناس في شعبة].
وقال روح بن عبادة [وهو ثقة، روى له الشيخان عن شعبة][عند ابن المنذر]: ثنا شعبة، قال: سمعت معبد بن خالد، قال: سمعت زيد بن عقبة، يحدث عن سمرة بن جندب.
• وخالفهم: غندر محمد بن جعفر [ثقة، من أثبت الناس في شعبة، وأطولهم له صحبة، وكتابه حكم بينهم]، وحجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت]:
فروياه عن شعبة به؛ إلا أنهما قالا: في العيدين، بدل: الجمعة.
أخرجه أحمد (5/ 7).
والأقرب عندي في ذلك أن معبد بن خالد حدث به شعبة بالوجهين، فكان شعبة يرويه مرة هكذا: في الجمعة، ومرة يقول: في العيدين، وقد توبع على الوجهين.
* تابع شعبة عليه بذكر الجمعة:
مسعر بن كدام [ثقة ثبت][وعنه: يعلى بن عبيد الطنافسي، وأخوه محمد، وهما ثقتان]:
عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .
أخرجه أحمد (5/ 14)، وابن أبي شيبة (1/ 472/ 5455) و (9/ 317/ 36475)، والبيهقي في السنن (3/ 201)، وفي المعرفة (2/ 486/ 1715).
• تابع ابني عبيد على ذكر الجمعة، وخالفهما في الإسناد، فأبهم زيد بن عقبة:
خلاد بن يحيى [صدوق]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]:
قالا: ثنا مسعر، عن معبد بن خالد، عن رجل، عن سمرة بن جندب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)}. لم يقل أبو نعيم: عن رجل، لكنه قال: عمن حدثه.
أخرجه أبو بكر الباغندي في ستة مجالس من أماليه (45)، والطبراني في الكبير (7/ 184/ 6775).
قلت: ورواية من حفظ حجة على من لم يحفظ، والرجل المبهم هو: زيد بن عقبة.
• وخالفهم: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، قال: حدثنا مسعر وسفيان، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 303/ 1787)، وأحمد (5/ 19)، وابن أبي شيبة (1/ 496/ 5728)(4/ 221/ 5777 - ط. عوامة)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2059)، والطبراني في الكبير (7/ 184/ 6774)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 29)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 136).
قلت: لعل وكيعًا حمل لفظ مسعر على لفظ سفيان الثوري، وبهذا يكون الثوري قد رواه بقيد العيدين لا الجمعة.
• وانظر فيمن وهم فيه على مسعر: ما أخرجه الشافعي في الأم (1/ 205)، وفي المسند (69)، والبيهقي في المعرفة (2/ 485/ 1714).
* وممن رواه أيضًا بقيد العيدين:
• رواه يزيد بن هارون، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وابن أبي عدي، وعاصم بن علي، وأحمد بن خالد الوهبي [وهم ثقات]:
عن المسعودي، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .
أخرجه أحمد (5/ 14)، والبزار (10/ 392/ 4528)، والطحاوي (1/ 413)، والطبراني في الكبير (7/ 184/ 6776)، والبيهقي في السنن (3/ 294).
والمسعودي: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة: صدوق؛ إلا أنه اختلط، وسماع أبي نعيم منه: صحيح قبل الاختلاط، وابن أبي عدي: بصري، وسماع أهل البصرة من المسعودي جيد، بخلاف يزيد وعاصم فسماعهما منه كان بعد الاختلاط [نظر: شرح علل الترمذي (2/ 747)، الكواكب النيرات (35)، وغيرهما].
• ورواه حجاج بن أرطأة [ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين]، عن معبد بن خالد به، وقال: يقرأ في العيدين.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 221 - 222/ 5778 - ط. عوامة)، والبزار (10/ 392/ 4529)، والطبراني في الكبير (7/ 184/ 6777).
وقد اضطرب في إسناده الحجاج، فمرة يرويه عن معبد عن زيد بن عقبة عن سمرة.
ومرة أخرى يرويه عن زيد عن سمرة، بإسقاط معبد بن خالد من الإسناد، رواه عنه به هكذا: ابن المبارك.
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 184/ 6778).
* ورواه يحيى بن عبد الحميد الحماني: ثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير، عن
زيد بن عقبة، عن سمرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 183/ 6773).
ولا أظنه يُحفظ من حديث عبد الملك بن عمير، ولا من حديث هشيم بن بشير الواسطي؛ فإن يحيى بن عبد الحميد الحماني: كوفي حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث، وهذا الحديث إنما يُعرف بمعبد بن خالد.
° والحاصل: فإن هذا الحديث رجاله كلهم ثقات سمع بعضهم من بعض، معبد بن خالد بن مُرَين الجدلي الكوفي: تابعي ثقة، من الثالثة، روى له الجماعة، وزيد بن عقبة الفزاري الكوفي: تابعي ثقة، من الثالثة، سمع سمرة بن جندب [انظر: المسند (5/ 10 و 22)، التاريخ الكبير (3/ 402)، معرفة الثقات (529)، تهذيب الآثار (1/ 17/ 20 - مسند عمر)، شرح المعاني (2/ 18)، الجرح والتعديل (3/ 569)، التهذيب (1/ 668)].
وقد رواه بقيد الجمعة: شعبة، ومسعر.
ورواه بقيد العيدين: شعبة، والثوري، والمسعودي.
ولا يُعدُّ هذا اضطرابًا، فمثله يحتمل وقوعه، بأن يكون معبد بن خالد رواه بالوجهين، كما تحمله، وأن قراءة هاتين السورتين ثابت من حديث سمرة في الجمعة والعيدين، ويشهد له حديث النعمان بن بشير؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويومَ الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} ، قال: وربما اجتمعا في يومٍ واحدٍ، فقرأ بهما [تقدم برقم (1122)، وقد أخرجه مسلم (878/ 62)].
وقد احتج أحمد بحديث سمرة هذا بقيد العيد [مسائل ابنه عبد اللَّه (483)].
* وفي الباب أيضًا:
ما رواه هشام بن عمار: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي عنبة الخولاني؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .
أخرجه ابن ماجه (1120)، قال: حدثنا هشام بن عمار به، وهشام: دمشقي صدوق؛ إلا أنه لما كبر صار يتلقن.
* خالف ابن ماجه في لفظه: هنبل [هو: ابن محمد بن يحيى الحمصي: شيخ لابن عدي، قال عنه في الكامل: "عدلٌ، شيخ جليل"، وقد روى عنه جماعة. الكامل (2/ 213) (3/ 252/ 4217 - ط. الرشد)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 2318)، إكمال ابن ماكولا (7/ 309)، تاريخ الإسلام (23/ 82)]، قال: ثنا هشام بن عمار: ثنا الوليد، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي عنبة الخولاني، قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة بالسورة التي يذكر فيها الجمعة والمنافقون.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 361)(5/ 451/ 8320 - ط. الرشد).