الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسنده واهٍ جدًا، تفرد به يعلى بن الأشدق، وهو: متروك، ونسب إلى الوضع"].
11 -
عن أبي أمامة [وفيه: "اللَّهُمَّ ارزقنا سمنًا ولبنًا، وشحمًا ولحمًا"، في حديث طويل، [أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 203/ 7822)، وفي الدعاء (2193)، وفي الدلائل (6/ 145)][واسناده واهٍ جدًا، تقدم الكلام على إسناده تحت الحديث رقم (574) (6/ 473/ 574 - فضل الرحيم)].
12 -
عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن جده [في دعاء طويل، أوله: "اللَّهُمَّ ضاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا،. . . "][أخرجه أبو عوانة (2/ 124/ 2528)][بإسناد مجهول، فيه: المسيب بن شريك، وهو: متروك، ضرب الأئمة على حديثه. اللسان (8/ 66)].
13 -
عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعدي مرسلًا [أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 297)، والبيهقي في الدلائل (6/ 143)][وفي إسناده: عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحي، ولم أعرفه، قال ابن حجر في الإصابة (6/ 718): "وهذا مرسل، وأبو وجزة: تابعي، مشهور بالسعدي"].
* وانظر أيضًا فيما لا يصح لإرساله وغير ذلك: ما أخرجه أبو داود في المراسيل (70)، والشافعي في الأم (1/ 251)، والبيهقي في السنن (3/ 356)، وفي المعرفة (3/ 100/ 2014)، وفي الدعوات (551)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 336)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 239 - مختصره).
* * *
261 - باب صلاة الكسوف
1177 -
. . . إسماعيل ابن علية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير؛ أخبرني من أصدِّقُ -وظننتُ أنه يريد عائشةَ- قال: كُسِفَت الشمسُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم قيامًا شديدًا، يقوم بالناس ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، فركع ركعتين، في كل ركعةٍ ثلاثُ ركعاتٍ، يركع الثالثةَ ثم يسجد، حتى إن رجالًا يومئذٍ ليُغشَى عليهم مما قام بهم، حتى إن سِجالَ الماء لتُصَبُّ عليهم، يقول إذا ركع: اللَّه أكبر، وإذا رفع: سمع اللَّه لمن حمده، حتى تجلَّتِ الشمسُ، ثم قال:"إن الشمسَ والقمرَ لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات اللَّه عز وجل يخوِّفُ بهما عبادَه، فإذا كُسِفا فافزعوا إلى الصلاة".
* حديث خطأ
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 129/ 1470)، وفي الكبرى (2/ 335/ 1866)،
وأبو عوانة (2/ 95/ 2441)، وابن خزيمة (2/ 317/ 1383)(17/ 101/ 21945 - إتحاف).
رواه عن ابن علية جماعة من الثقات: عثمان بن أبي شيبة [وهذا لفظه]، ومحمد بن هشام بن عيسى الطالقاني، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وقال في آخره: فلم ينصرف حتى تجلت الشمس، فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال:"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن آيتان من آيات اللَّه يخوفكم بهما، فإذا كُسِفا فافزعوا الى ذكر اللَّه عز وجل حتى ينجليا".
ورواه الحاكم في مستدركه (1/ 332)(1/ 157/ ب - رواق المغاربة)(2/ 129/ 1251 - ط. الميمان) بإسناد صحيح إلى عثمان بن أبي شيبة به؛ لكنه أسقط من إسناده عبيد بن عمير، وفيه عليه ابن حجر في الإتحاف (17/ 102/ 21945)، فلعله سقط على من دون ابن أبي شيبة، واللَّه أعلم.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير، بغير هذا اللفظ"، فوهم في استدراكه.
* فقد رواه محمد بن بكر البرساني، وعبد الرزاق بن همام، وحجاج بن محمد المصيصي، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وابن أبي عدي [وهم ثقات]:
قال البرساني: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت عطاء، يقول: سمعت عبيد بن عمير، يقول: حدثني مَن أصدِّق، حسبته يريد عائشة؛ أن الشمس انكسفت على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام قيامًا شديدًا، يقوم قائمًا ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ركعتين في ثلاث ركعاتٍ وأربع سجدات، فانصرف وقد تجلَّت الشمس، وكان إذا ركع، قال:"اللَّه أكبر"، ثم يركع، وإذا رفع رأسه، قال:"سمع اللَّه لمن حمده"، فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:"إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما من آيات اللَّه، يخوِّف اللَّه بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفًا فاذكروا اللَّه حتى ينجليا". لفظ البرساني [عند مسلم]، ولفظ عبد الرزاق وحجاج وابن أبي عدي بنحو لفظ الدورقي عن ابن علية، وحديث أبي عاصم بمعناه.
أخرجه مسلم (6/ 951)، وأبو عوانة (2/ 95/ 2440)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 488/ 2033)، والنسائي في الكبرى (3/ 336/ 2071 - ط. التأصيل). وعبد الرزاق (3/ 99/ 4926)، وإسحاق بن راهويه (3/ 609/ 1181)، والبزار (18/ 199/ 184)، والطبراني في الدعاء (2231)، والبيهقي في السنن (3/ 325)، وفي المعرفة (3/ 82/ 1984).
هكذا رواه ابن جريج عن عطاء، فقال في إسناده: سمعت عبيد بن عمير، يقول: حدثني مَن أصدِّق، حسبته يريد عائشة؛ فلم يذكر عبيد مَن حدثه بهذا الحديث، وإنما وقع
هذا الحسبان من عطاء بن أبي رباح، أو من ابن جريج، وابن جريج: أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح، لزمه سبع عشرة سنة [التهذيب (2/ 616)].
* ورواه معاذ بن هشام [صدوق، قد كان يخطئ على أبيه]، قال: حدثني أبي، عن قتادة [في صلاة الآيات]، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ستَّ ركعاتٍ في أربع سجداتٍ.
قلت لمعاذ: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: [نعم، بـ]، لا شك، ولا مرية. لفظ إسحاق بن راهويه.
أخرجه مسلم (901/ 7)، وأبو عوانة (2/ 96/ 2442)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 488/ 2034)، والنسائي في المجتبى (3/ 135/ 1471)، وفي الكبرى (1/ 276/ 508) و (2/ 336/ 1867)، وابن خزيمة (2/ 316/ 1382)، وإسحاق بن راهويه (3/ 608/ 1179)، والبزار (18/ 198/ 181)، والطبراني في الدعاء (2229)، وابن حزم في المحلى (5/ 100)، والبيهقي (3/ 325).
هكذا رواه عن معاذ بن هشام: أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد، ومحمد بن المثنى، وإسحاق بن راهويه، وبندار محمد بن بشار، وعمرو بن علي الفلاس، وعبيد اللَّه بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ويزيد بن سنان البصري [وهم ثمانية من الثقات، أكثرهم حفاظ متقنون].
• خالفهم فجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم بدلًا من فعله: زيد بن أخزم [ثقة حافظ]، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الآيات ستُّ ركعاتٍ وأربعُ سجداتٍ".
أخرجه ابن حبان (7/ 70/ 2830).
* تابع معاذ بن هشام على رفعه:
• ابن أبي عدي [ثقة]، رواه عن هشام، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوفٍ ستَّ ركعاتٍ وأربع سجداتٍ.
أخرجه ابن خزيمة (2/ 316/ 1382)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (284).
• خالفهما فأوقفه على عائشة قولها: وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وأبو داود الطيالسي [وهم ثقات حفاظ]:
فرووه عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت: صلاة الآيات ست ركعاتٍ في أربعِ سجداتٍ.
أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 276/ 501 و 510) و (2/ 336/ 1868)، وإسحاق بن راهويه (3/ 608/ 1180)، وابن أبي شيبة (2/ 218/ 8314) و (7/ 322/ 36498)، والطحاوي (1/ 328)، وابن عبد البر في التمهيد (3/ 308).
قال أبو مسعود أحمد بن الفرات [الحافظ، راويه عن الطيالسي]: "ولم يرفعه أبو داود، ورفعه معاذ بن هشام"[التمهيد (3/ 308)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد (3/ 307): "وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح، وقتادة إذا لم يقل: سمعت، وخولف في نقله فلا تقوم به حجة؛ لأنه يدلس كثيرًا عمن من لم يسمع منه، وربما كان بينهما غير ثقة، وليس مثل هذه الأسانيد يعارض بها حديث عروة وعمرة عن عائشة، ولا حديث عطاء بن يسار عن ابن عباس؛ لأنها من الآثار التي لا مطعن لأحد فيها، وقد كان أبو داود الطيالسي يروي حديث قتادة هذا عن هشام عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة موقوفًا، لا يرفعه".
وقال ابن رجب في الفتح (6/ 327) عن الموقوف: "وهو الصواب".
قلت: وهو كما قالوا، فإن الذين أوقفوه أحفظ وأكثر عددًا من الذين رفعوه، وعلى هذا؛ فإن المحفوظ من حديث هشام الدستوائي عن قتادة: موقوف على عائشة، واللَّه أعلم.
* ورواه حماد بن سلمة، قال: حدثنا قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقوم في صلاة الآيات فيركع ثلاث ركعاتٍ، ثم يسجد [سجدتين]، ثم يركع ثلاث ركعاتٍ، ثم يسجد [سجدتين].
أخرجه أحمد (6/ 76)(11/ 5917/ 25110 - ط. المكنز). والطحاوي (1/ 328)، والطبراني في الدعاء (2230).
* وروي عن الحجاج الباهلي [وهو: ثقة، من أصحاب قتادة]، واختلف عليه:
فقد أخرج أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3153/ 7258)، بإسناد صحيح إلى: أحمد بن حفص [هو: ابن عبد اللَّه بن راشد السلمي النيسابوري، وهو: ثقة]: حدثني أبي [صدوق]: ثنا إبراهيم بن طهمان [ثقة يُغرب]، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، قال: حدثني الثقة؛ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلى في صلاة الآيات بست ركعاتٍ، وأربع سجداتٍ.
° ثم رواه أبو نعيم (6/ 3153/ 7259)، بإسناد صحيح إلى: أحمد بن معاوية [هو: ابن الهذيل أبو جعفر الأصبهاني: مجهول الحال. طبقات المحدثين (3/ 73)، والحلية (10/ 394)، وتاريخ أصبهان (1/ 116)، وتاريخ الإسلام (6/ 280 - ط. الغرب)]: ثنا الحسين بن حفص [صدوق]، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد، عن حذيفة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف.
قلت: الأول أولى، ويبدو أن الحجاج لم يضبط هذا الحديث عن قتادة، وأثبت من روى هذا الحديث عن قتادة: هشالم الدستوائي، والقول قوله.
وعليه: فالموقوف هو المحفوظ من حديث قتادة.
° والحاصل: فإن ابن جريج وقتادة قد اختلفا في هذا الحديث عن عطاء:
فرواه قتادة [في المحفوظ عنه]، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة،
قالت: صلاة الآيات ستُّ ركعاتٍ في أربعِ سجداتٍ. موقوفًا عليها.
ورواه ابن جريج، قال: سمعت عطاء، يقول: سمعت عبيد بن عمير، يقول: حدثني مَن أصدِّق، حسبته يريد عائشة، به مرفوعًا مطولًا.
وهذا أشبه بالصواب؛ فإن ابن جريج: أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح، لزمه سبع عشرة سنة [التهذيب (2/ 616)].
° وقد روى هذا الحديث عن عائشة: عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن [يأتي برقم (1180)]، وهما من أخص وأثبت أصحابها، وأكثرهم لها ملازمة، فخالفا في عدد الركوع في كل ركعة، حيث جعلاه ركوعين في كل ركعة، وهذا هو المحفوظ عن عائشة، وما عداه وهمٌ، واللَّه أعلم.
والدليل على وقوع الوهم في رواية عبيد بن عمير: أن عبيد بن عمير وعروة وعمرة يروون عن عائشة واقعة واحدة يستحيل فيها التعدد؛ حيث إنها مؤرخة بوفاة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ووقعت الإشارة إلى ذلك في رواية عبيد بقوله:"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن آيتان من آيات اللَّه يخوفكم بهما، فإذا كُسِفا فافزعوا إلى ذكر اللَّه عز وجل حتى ينجليا"، وفي رواية عروة:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا يخسفان لموت أحدٍ، ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة"، ووقع في رواية للزهري عن عروة: وذلك أن إبراهيم كان مات يومئذ، فقال الناس: إنما كان هذا لموت إبراهيم، والحاصل: أن هذا أمر يستحيل فيه التعدد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع: "والصواب: أنه لم يصل إِلا بركوعين، وأنه لم يصل الكسوف إِلا مرة واحدة، يوم مات إبراهيم،. . .، ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين، ولا كان له إبراهيمان"[التوسل والوسيلة (86)، ومجموع الفتاوى (1/ 256) و (18/ 17 و 73)].
وقد رده البيهقيّ في المعرفة (3/ 83) بقوله: "وفي رواية ابن جريج دليل على أن عطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين، وكيف يكون عدد الركوع فيه محفوظًا عن عائشة، وقد روينا عن عروة وعمرة عن عائشة بخلافه، وإن كان غير عائشة كما توهمه؛ فعروة وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد بن عمير، وهما اثنان فروايتهما أولى أن تكون هي المحفوظة".
وقال في السنن (3/ 326): "وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد اللَّه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إنما صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعين، وفي حكاية أكثرهم قوله صلى الله عليه وسلم يومئذ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته"؛ دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب وقال هذه المقالة، ردًّا لقولهم: إنما كسفت لموته، وفي اتفاق