الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه البخاري، وإن أعله أبو حاتم (2/ 173/ 2011)، فإن البخاري كان ينتقي من رواية من تُكُلم في روايته: ما صح من حديثه، وقد قال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: "نظرت في كتب شعيب، كان ابنه يخرجها إليَّ، فإذا بها من الحسن والصحة ما لا يقدر فيما أرى بعض الشباب تكتب مثل تلك صحةً وشكلًا ونحو هذا"[الجرح والتعديل (4/ 345)، تاريخ دمشق (23/ 96)، تهذيب الكمال (12/ 518)، السير (7/ 189)، تاريخ الإسلام (10/ 262)، وانظر: فتح الباري لابن رجب (3/ 463)]، ومما يشهد لمعنى حديث جابر هذا: حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم، المتقدم برقم (52
3).
***
39 -
باب ما يقول عند أذان المغرب
530 -
قال أبو داود: حدثنا مُؤَمَّلُ بن إهاب: ثنا عبد الله بن الوليد العدني: ثنا القاسم بن معن: ثنا المسعودي، عن أبي كثير مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب: "اللهم إنَّ هذا إقبالُ ليلِك، وإدبارُ نهارِك، وأصواتُ دُعاتِك؛ فاغفر لي".
• حديث غريب.
أخرجه من طريق مؤمَّل بن إهاب [صدوق]: الطبراني في الدعاء (436)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (649) [ووقع في المطبوع:"ثنا القاسم بن معن المسعودي عن أبي كثير"، سقطت صيغة التحديث فصارا رجلًا واحدًا]. والعسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 306)، والمزي في التهذيب (34/ 224)، وفيه "حدثنا القاسم بن معن عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي".
وأخرجه الحاكم (1/ 199)[(1/ 93/ أ) مخطوط رواق المغاربة، [إتحاف المهرة (18/ 191/ 23541)]، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب [يعني: ابن الأخرم الشيباني: الإمام الحافظ المتقن الحجة. السير (15/ 466)، التذكرة (3/ 864)]: ثنا علي بن الحسن الهلالي [ثقة]: ثنا عبد الله بن الوليد العدني: ثنا القاسم بن معن المسعودي، عن أبي كثير مولى أم سلمة، عن أم سلمة به.
رواه عن الحاكم به هكذا: البيهقي في السنن (1/ 410)، وفي الدعوات (333)، وقال:"أظنه قال: حدثنا المسعودي"، فزاد من عنده:"أظنه قال: حدثنا" في الإسناد نفسه، وتصرفه في السنن أحوط حيث قال:"كذا في كتابي، وقال غيره: عن القاسم بن معن، قال: ثنا المسعودي".
وأظن هذا الوهم من الحاكم نفسه، وإنما هو: القاسم بن معن، عن المسعودي.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه، والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من أشراف الكوفيين، وثقاتهم، ممن يجمع حديثه، ولم أكتبه إلا عن شيخنا أبي عبد الله: رحمه الله.
قلت: إسناده حسن إلى أبي كثير مولى أم سلمة، فإن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي: صدوق اختلط قبل موته، والقاسم بن معن المسعودي: ثقة كوفي، يكاد يكون من أقران المسعودي، وقد ذُكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط [انظر: التقييد والإيضاح (433)، الكواكب النيرات (35)]، وعبد الله بن الوليد بن ميمون المكي المعروف بالعدني: صدوق.
• ورواه إسحاق بن منصور السلولي [صدوق]، والأسود بن عامر [شاذان: ثقة]:
عن هريم بن سفيان البجلي [ثقة]، عن عبد الرحمن بن إسحاق [هو: أبو شيبة الواسطي: ضعيف]، عن أبي كثير مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولي عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلاتك؛ فاغفر لي".
زاد إسحاق في روايته: وكانت إذا تعارت من الليل، تقول: رب اغفر، وارحم، واهدِ السبيلَ الأقْوَمَ.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 31/ 29250)، وعبد بن حميد (1543)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (844)(468 - المنتقى)، والطبراني في الكبير (23/ 303/ 680)، وفي الدعاء (435)، والبيهقي في الدعوات (334).
خالفه: محمد بن فضيل [صدوق، عارف]، فرواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن حفصة بنت أبي كثير، عن أبيها أبي كثير، عن أم سلمة به، نحوه. فزاد في الإسناد: حفصة [وصحفها الحماني، فقال: حميضة] بنت أبي كثير.
أخرجه ابن فضيل في الدعاء (22)، ومن طريقه: الترمذي (3589)، وأبو يعلى (12/ 323/ 6896)، والطحاوي (1/ 146)، وابن حبان في الثقات (6/ 250)[ووقع عندهم حفصة]. والطبراني في الكبير (23/ 303/ 681)، وفي الدعاء (434)، والمزي في التهذيب (35/ 155) [ووقع عندهما: حميضة، من رواية الحماني، وهي تصحيف، كما قال ابن حجر]. وابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 11).
تنبيه: وقع وهم في هذا الإسناد عند الطحاوي حيث قال: "عن حفصة بنت أبي بكر، عن أمها"، هكذا رواه عنده: أبو نعيم ضرار بن صرد الكوفي الطحان [ضعيف، تركه البخاري والنسائي، وكذبه ابن معين. التهذيب (2/ 227)، الميزان (2/ 327)]، عن ابن فضيل به هكذا، ورواه عن ابن فضيل على الصواب عند البقية: علي بن المنذر الطريقي [ثقة]، والحسين بن علي بن الأسود العجلي [صدوق]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [حافظ، اتهموه بسرقة الحديث، لكنه صحف "حفصة" إلى "حميضة"، [قال ابن حجر في
الإتحاف (18/ 190/ 23541) بأن رواية الطحاوي: تصحيف، قلت: الَّذي يبدو في أنها وهم من أبي نعيم الطحان].
والذي يظهر لي: أن أبا شيبة عبد الرحمن بن إسحاق قد اضطرب في هذا الحديث، ولم يُقم إسناده، فمرة يرويه: عن أبي كثير عن أم سلمة، ومرة يرويه: عن حفصة بنت أبي كثير، عن أبيها أبي كثير، عن أم سلمة.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير: لا نعرفها، ولا أباها".
وقال الدارقطني في العلل (15/ 234/ 3981): "يرويه عبد الرحمن بن إسحاق، عن حفصة بنت أبي كثير، عن أبيها، عن أم سلمة.
ورواه القاسم بن معن، عن عبد الرحمن المسعودي، عن أبي كثير، عن أم سلمة.
ولا يُعلم رواه غير أبي كثير، عن أم سلمة".
قلت: رواية القاسم بن معن: أقرب إلى الصواب، أبو شيبة الواسطي: ضعيف؛ وقد اضطرب في إسناده.
وأيًّا كان؛ فالإسناد: ضعيف؛ حفصة بنت أبي كثير، وأبوها: لا يعرفان [التهذيب (4/ 577 و 669)، الميزان (4/ 606)]، فهو حديث غريب، كما قال الترمذي.
قال النووي في المجموع (3/ 123): "في إسناده مجهول".
وذكره في فصل الضعيف من الخلاصة (843).
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: "هذا حديث غريب،
…
".
• ورُوي هذا الدعاء من حديث أَنس، بدون قيد المغرب، مع زيادة الثواب:
قال ابن الأعرابي في المعجم (186): نا محمد بن منظور [محمد بن منظور - ويقال: ابن منصور - بن منقذ الأسدي: شيخ لابن الأعرابي، لم أقف له على ترجمة أخرى]: نا علي بن حكيم [هو: ابن ذبيان الأودي الكوفي: ثقة]: نا حِبَّان بن علي العنزي [ضعيف]، عن الهيثم بن عقبة [ويقال: ابن عتبة، كما في تهذيب الكمال (5/ 340)، لم أقف له على ترجمة]، عن إسماعيل [لم أميزه، إما أن يكون السدي، وهو: صدوق، وإما أن يكون: ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وهو: ثقة، أو يكون رجلًا آخر]، عن أَنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع الأذان فقال: اللهم إني أسألك بإقبال ليلك، وإدبار نهارك، وحضور صلواتك، وأصوات دعواتك؛ أن تتوب علي، وإذا قالها حين يصبح فمات من يومه، أو من ليلته: مات شهيدًا".
قلت: حديث ضعيف جدًّا، وإسناده مجهول.
• ويُروى نحو هذا الدعاء عن عبيد بن عمير قوله [الحلية (3/ 269)]، والله أعلم.
***