المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌48 - باب في فضل صلاة الجماعة - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٦

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌29 - باب في الإقامة

- ‌30 - باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر

- ‌31 - باب رفع الصوت بالأذان

- ‌32 - باب ما يجب على المؤذن من تعاهُد الوقت

- ‌33 - باب الأذان فوق المنارة

- ‌34 - باب في المؤذن يستدير في أذانه

- ‌35 - باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌36 - باب ما يقول إذا سمع المؤذن

- ‌37 - باب ما يقول إذا سمع الإقامة

- ‌38 - باب ما جاء في الدعاء عند الأذان

- ‌3).***39 -باب ما يقول عند أذان المغرب

- ‌40 - باب أخذ الأجر على التأذين

- ‌41 - باب في الأذان قبل دخول الوقت

- ‌42 - باب الأذان للأعمى

- ‌43 - باب الخروج من المسجد بعد الأذان

- ‌44 - باب في المؤذن ينتطر الإمام

- ‌4).***45 -باب في التثويب

- ‌46 - باب في الصلاة تُقام ولم يأتِ الإمام ينتظرونه قعودًا

- ‌47 - باب في التشديد في ترك الجماعة

- ‌48 - باب في فضل صلاة الجماعة

- ‌49 - باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة

- ‌50 - باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظُّلَم

- ‌51 - باب ما جاء في الهدْي في المشي إلى الصلاة

- ‌52 - باب في من خرج يريد الصلاة فسُبِقَ بها

- ‌53 - باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد

- ‌54 - باب التشديد في ذلك

- ‌55 - باب السعي إلى الصلاة

- ‌56 - باب في الجَمع في المسجد مرتين

- ‌57 - باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم

- ‌58 - باب إذا صلى في جماعةٍ ثم أدرك جماعةً، أيعيد

- ‌59 - باب في جماع الإمامة وفضلها

- ‌60 - باب في كراهية التدافع على الإمامة

- ‌ 680)].***61 -باب مَن أحق بالإمامة

- ‌62 - باب إمامة النساء

- ‌63 - باب الرجل يَؤمُّ القوم وهم له كارهون

- ‌64 - باب إمامة البَرِّ والفاجر

- ‌65 - باب إمامة الأعمى

- ‌66 - باب إمامة الزائر

- ‌67 - باب الإمام يقوم مكانًا أرفعَ من مكان القوم

- ‌68 - باب إمامة من صلى بقوم وقد صلى تلك الصلاة

الفصل: ‌48 - باب في فضل صلاة الجماعة

‌48 - باب في فضل صلاة الجماعة

554 -

. . . شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بَصير، عن أُبيِّ بن كعب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الصبح، فقال:"أشاهِدٌ فلان؟ " قالوا: لا، قال:"أشاهِدٌ فلان؟ " قالوا: لا، قال:"إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الرُّكب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاتَه مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبُّ إلى الله عز وجل".

• حديث صحيح.

أخرجه الدارمي (1/ 326/ 1269)، وابن خزيمة (2/ 367/ 1477)، وابن حبان (5/ 405/ 2056)، والحاكم (1/ 247)، والضياء في المختارة (3/ 399 - 400/ 1197)، وأحمد (5/ 140)، وأبو داود الطيالسي (1/ 449/ 556)، وعبد بن حميد (173)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 16 و 17)، وأحمد بن عصام في جزئه (3)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (3/ 378 و 380 و 381/ 1505 و 1507 و 1509)، والبيهقي في السنن (3/ 67 - 68)، وفي المعرفة (2/ 346/ 1442).

أ- هكذا رواه عن شعبة:

يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر غندر، وسعيد بن عامر الضبعي، وحفص بن عمر الحوضي، وأبو داود الطيالسي، وحجاج بن المنهال، وشبابة بن سوار، ومحمد بن كثير العبدي، وعبد الله بن رجاء، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وأبو زيد سعيد بن الربيع.

وزيادة: "على الركب" شاذة؛ تفرد بها دون أصحاب شعبة الذين رووا عنه هذا الحديث: حفص بن عمر الحوضي، وهو: ثقة ثبت، لكن رواه عن شعبة بدونها من هو أثبت منه فيه، مثل: يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، وغندر، وتابعهم على ذلك عشرة من الثقات.

ب- ورواه عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بصير، عن أبي بن كعب.

أخرجه الحاكم (1/ 248)، والبيهقي (3/ 68).

ج- ورواه يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ:

ثلاثتهم عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه -قال أبو

ص: 314

إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه-، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح يومًا

فذكر الحديث.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 51)، والنسائي في المجتبى (2/ 104/ 843)، وفي الكبرى (1/ 443 - 444/ 919)، وابن حبان (5/ 406/ 2057)، والحاكم (1/ 249)، وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 140)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 17)[وفي سنده تحريف]. والهيثم بن كليب (3/ 379/ 1506)، والبيهقي (3/ 68).

قال علي بن المديني: "أبو بصير وابن أبي بصير سمعا الحديث من أبي بن كعب جميعًا".

وقال أيضًا: "قد سمع أبو إسحاق من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبيه أبي بصير".

وقال محمد بن يحيى الذهلي: "في رواية خالد بن الحارث ويحيى بن سعيد: دلالة أن هذه الروايات محفوظة؛ من قال: عن أبيه، ومن لم يقل؛ خلا حديث أبي الأحوص ما أدري كيف هو؟ ".

وقال أبو محمد الدارمي: "ابن أبي بصير قال: حدثني أَبي، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعته من أُبي".

وقال أبو حاتم: "حدثنا سليمان بن حرب، يذكر عن وهب بن جرير، قال: قال شعبة: يحدث أبو إسحاق عن أبي بصير، وعن ابنه عبد الله بن أبي بصير، وزعم أن ابنه سمع هذا الحديث من أبي بن كعب مع أبيه، كلام هذا معناه، يعني: حديث أُبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك وحدك""[العلل (1/ 82/ 220)].

وقال في موضع آخر: "كان أبو إسحاق واسع الحديث، يحتمل أن يكون سمع من أبي بصير، وسمع من ابن أبي بصير عن أبي بصير، وسمع من العيزار عن أبي بصير"، ثم قال:"وسمعت سليمان بن حرب، قال: أخبرني وهب بن جرير، قال: قال شعبة: أبو إسحاق قد سمع من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبي بصير كلاهما هذا الحديث"[العلل (1/ 102 - 103/ 277)].

قال الحاكم: "والرواية فيها عن أبي بصير وابنه عبد الله كلها صحيحة".

وقال أيضًا: "وقد حكم أئمة الحديث: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم: لهذا الحديث بالصحة".

قلت: وحكم بثبوته ابن المنذر، فقال في الأوسط (4/ 218):"وثبت عنه أنه قال: "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الثلاثة أزكى، وما كثر فهو أحب إلى الله"".

وقال البيهقي: "أقام إسناده شعبة والثوري وإسرائيل في آخرين، وعبد الله بن أبي بصير سمعه من أُبيٍّ مع أبيه، وسمعه أبو إسحاق منه ومن أبيه، قاله شعبة وعلي بن المديني".

ص: 315

قلت: وعليه فرواية ابن المبارك ليست شاذة، فقد رواه شعبة على الوجوه الثلاثة، ولا يضره ذلك، فقد أخبره أبو إسحاق بأنه سمعه على الوجهين: من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبيه، وكلاهما سمع الحديث من أُبي.

• فتحصل من ذلك: أن شعبة قد رواه عن أبي إسحاق على ثلاثة أوجه:

عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبي.

وعن أبي بصير، عن أُبي.

وعن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي، سمعه منه مع أبيه.

فإن قيل: قال الإمام أحمد: "سفيان وشعبة يقولان: عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، لم يقولا: عن أبيه، فذكره، وزهير وغيره يقولان: عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أبي بن كعب، فذكر الحديث"[العلل ومعرفة الرجال (2/ 367/ 2632)].

فيقال: من علم حجة على من لم يعلم، وقد رواه شعبة بزيادة:"عن أبيه" في رواية أثبت أصحابه عنه، وقد جزم الأئمة بصحة ذلك، كما تقدم.

• ورواه أيوب السختياني عن شعبة كالجماعة، ولا يصح عنه، تفرد به: سعيد بن واصل، وهو: ضعيف [اللسان (4/ 84)].

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 116)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 948/490)، والطبراني في المعجم الأوسط (2/ 231/ 1834)، والدارقطني في الأفراد (1/ 384/ 591 - أطرافه)، وأبو موسى المديني في اللطائف (663 و 664).

قال العقيلي: "ولا يحفظ هذا الحديث من حديث أيوب السختياني إلا عن هذا الشيخ سعيد بن واصل، والحديث من حديث شعبة: صحيح، قالوا عن شعبة: عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي، وقالوا: عن أبيه، عن أبي، وقالوا: كلاهما سمع أُبي، وإنما أنكرناه من حديث أيوب عن شعبة".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا وهيب، ولا عن وهيب إلا سعيد، تفرد به [محمد بن] سفيان".

وقال الدارقطني: "غريب من حديث أيوب السختياني عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله، تفرد به: سعيد بن واصل عن وهيب عنه، وتفرد به محمد بن سفيان بن أبي الزَّرْد الأُبُلِّي عن سعيد".

• ورواه سفيان الثوري واختلف عليه:

أ- فرواه الأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن [ثقة، أثبت الناس كتابًا في الثوري]، ووكيع بن الجراح [ثقة حافظ، من أثبت الناس في الثوري]، ومحمد بن يوسف الفريابي [ثقة، من أصحاب الثوري]، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني [ثقة، من أصحاب الثوري]، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني [ثقة حافظ، من أصحاب الثوري]، والحسين بن

ص: 316

حفص الأصبهاني [صدوق]، وعبد الصمد بن حسان المروروذي [صدوق. اللسان (5/ 185)، التعجيل (657)، الجرح والتعديل (6/ 51)]، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي [صدوق، سيئ الحفظ]:

عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بَصير، عن أُبيِّ بن كعب، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، فلما صلى، قال:"شاهد فلان؟ " فسكت القوم، قالوا: نعم، ولم يحضُر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، إن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، إن صلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجل، وصلاتك مع رجل أزكى من صلاتك وحدك، وما أكثر فهو أحب إلى الله تعالى". لفظ وكيع عند أحمد.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 50)، والحاكم (1/ 248)، والضياء في المختارة (3/ 401/ 1198)، وأحمد (5/ 140)، وعبد الرزاق (1/ 523/ 2054)، والسري بن يحيى في حديث الثوري (35).

ب- ورواه إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق الفزاري [ثقة حافظ]، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أبي بصير، قال: قال أبي بن كعب:

فذكر الحديث.

أخرجه الحاكم (1/ 248)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 321).

ورواية الجماعة عن الثوري هي المحفوظة، والله أعلم.

• ورواه إسرائيل بن أبي إسحاق [ثقة، ثبت في جده أبي إسحاق]، وإبراهيم بن طهمان [ثقة]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي]:

عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه

فذكر الحديث. هذا لفظ إسرائيل.

ولفظ إبراهيم بن طهمان: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، فتفقد رجالًا

فذكر الحديث. وشذَّ بذكره العشاء، وإنما كانت صلاة الصبح.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 51)، وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 141)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 17)، والبيهقي في السنن (3/ 61)، وفي الشعب (3/ 58/ 2861).

• ورواه الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أبي بن كعب

فذكر الحديث.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 140)، وابن الأعرابي في المعجم (3/ 943/ 2003).

من طريقين عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به.

• ورواه خالد بن ميمون [لا بأس به. التاريخ الكبير (3/ 174)، الجرح والتعديل

ص: 317

(3/ 352)، الثقات (6/ 262)]، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، [زاد بعضهم: عن أبيه]، عن أبي بن كعب

فذكر الحديث.

أخرجه الدارمي (1/ 326/ 1272)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 17)، وأحمد بن عصام في جزئه (3)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 262/ 1304)، وفي الأوسط (5/ 95/ 4774)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (167).

• ورواه زهير بن معاوية [ثقة ثبت، سمع من أبي إسحاق بأخرة]، وزكريا بن أبي زائدة [ثقة، سمع من أبي إسحاق بأخرة]، وجرير بن حازم [ثقة، أنكروا عليه أحاديث عن قتادة وغيره]، وأبو بكر بن عياش [ثقة، ساء حفظه لما كبر، وكتابه صحيح]:

عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، قال: قدمت المدينة فلقيت أبي بن كعب، فقلت: يا أبا المنذر حدثني بأعجب حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صلى بنا -أو قال: صلى لنا- رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، ثم قال:"أشاهد فلان؟ " قلنا: لا، ولم يشهد الصلاة، قال:"أشاهد فلان؟ " قلنا: لا، ولم يشهد الصلاة، قال:"إن أثقل الصلوات على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاتك مع رجل أزكى من صلاتك وحدك، وإن صلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل". لفظ حديث زهير.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 51) تعليقًا. والدارمي (1/ 326/ 1271)، وابن خزيمة (2/ 366/ 1476) و (3/ 25/ 1553)، وأحمد (5/ 141)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (5/ 141)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2548)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 180/ 1984)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 102/ 277) تعليقًا. والهيثم بن كليب (3/ 380/ 1508)، والبيهقي (3/ 68)، والبغوي في شرح السنة (3/ 343/ 790)، والضياء في المختارة (3/ 401 - 402/ 1199).

قال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: "حديث أبي إسحاق عن أبي بصير عن أبي بن كعب هذا يقوله: زهير بن معاوية، وشعبة يقول: عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير وعن أبيه عن أبي بن كعب، فالقول: قول شعبة، وهو أثبت من زهير"، كذا وقعت الحكاية في المستدرك (1/ 249)، وفي تاريخ الدوري (3/ 370/ 1798):"حديث أبي إسحاق عن أبي بصير عن أبيه عن أبي بن كعب، قال: هذا يقوله الناس: زهير بن معاوية، وشعبة يقول: عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب، والقول: قول شعبة، هو أثبت من زهير"، والسياق الثاني أقرب إذا صححنا الإسناد الأول ليصبح: عبد الله بن أبي بصير عن أبيه عن أبي بن كعب، والله أعلم.

• ورواه جرير بن حازم [ثقة، أنكروا عليه أحاديث عن قتادة وغيره]، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي [صدوق، اختلط قبل موته، والراوي عنه: جعفر بن عون، وهو مذكور

ص: 318

فيمن روى عنه قبل الاختلاط. الكواكب النيرات (35)]، وعلي بن سليمان بن كيسان أبو نوفل الكسائي [لا بأس به. الجرح والتعديل (6/ 188)، تاريخ دمشق (41/ 520)، اللسان (5/ 547)]:

عن أبي إسحاق، عن أبي بصير العبدي، عن أبي بن كعب، أنه قال: صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم الغداة

فذكر الحديث.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 141)، والبيهقي (3/ 102)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 28)، والضياء في المختارة (3/ 403/ 1200).

وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 384/ 590).

• ورواه يونس بن أبي إسحاق [ليس به بأس، في حديثه عن أبيه ضعف. التهذيب (4/ 466)، الميزان (4/ 483)، شرح علل الترمذي (2/ 813)]، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، قال: كنت مع أبي بن كعب في مرضه، فسمع المنادي بالأذان، فقال: الأذان هذا أو الإقامة؟ فقلنا: الإقامة، فقال: ما تنتظرون؟ ألا تنهضون إلى صلاتكم! فقلنا: ما بنا إلا مكانك، فقال: لا تفعلوا قوموا؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الفجر، فلما سلم أقبل على القوم بوجهه، فقال:"أشاهد فلان؟ "، حتى دعا ثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا، فقال:"إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك، وأن صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله، ألا وإن الصف المقدم على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين، أو: خمسًا وعشرين درجة".

أخرجه ابن ماجه (790) مختصرًا. وابن خزيمة (3/ 25/ 1553)، وابن مخلد البزاز في حديثه عن شيوخه (41)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 344) بدون "عن أبيه". والضياء في المختارة (3/ 397 - 399/ 1195 و 1196).

وقد شذ يونس بهذه الزيادة التي في آخره: "ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده أربعًا وعشرين، أو: خمسًا وعشرين درجة"، فهي غير محفوظة من حديث أبي بن كعب هذا، والله أعلم.

• خالفهم [وهم أربعة عشر رجلًا، وفيهم من أثبت أصحاب أبي إسحاق: شعبة وسفيان وإسرائيل]، فوهم في إسناده، أو يكون أخذه عن أبي إسحاق بعد التغير:

أبو الأحوص [سلام بن سليم الحنفي: ثقة متقن، قدم أحمد شريكًا عليه في أبي إسحاق. شرح العلل (2/ 711)]، فرواه عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أبي بصير، قال: قال أُبي: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر

وذكر الحديث.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 51)، والحاكم (1/ 248 - 249)، والضياء في المختارة (3/ 404/ 1201)، وابن أبي شيبة (1/ 292 و 333/ 3352 و 3816)،

ص: 319

وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 141)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 17)، والبيهقي (3/ 68).

قال علي بن المديني في حديث أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح، فقال:"أشاهد فلان": "رواه أبو إسحاق عن شيخ لم يسمع منه غير هذا، وهو عبد الله بن أبي بصير، وقد قال شعبة: عن أبي إسحاق أنه سمع من أبيه ومنه، وقال أبو الأحوص: عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث، وما أرى الحديث إلا صحيحًا"[المستدرك (1/ 249)].

وقال أبو حاتم: "كان أبو إسحاق واسع الحديث، يحتمل أن يكون سمع من أبي بصير، وسمع من ابن أبي بصير عن أبي بصير، وسمع من العيزار عن أبي بصير"، ثم قال:"وسمعت سليمان بن حرب، قال: أخبرني وهب بن جرير، قال: قال شعبة: أبو إسحاق قد سمع من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبي بصير كلاهما هذا الحديث"[العلل (1/ 102 - 103/ 277)].

وقال أبو زرعة: "وهم فيه أبو الأحوص، والحديث حديث شعبة"[العلل (1/ 103/ 277)].

قلت: وهو كما قال أبو زرعة، والله أعلم.

وانظر في الأوهام أيضًا: زيادات عبد الله بن أحمد على المسند (5/ 141)، المعجم الأوسط (9/ 90/ 9217)، الكامل لابن عدي (3/ 73 - 74)، تصحيفات المحدثين (2/ 415)، معجم شيوخ الصيداوي (160)، تاريخ بغداد (7/ 212)، السير (7/ 78).

• والحديث قد صححه جمع من الأئمة: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والعقيلي، وابن السكن، والضياء.

وقال النووي في المجموع (4/ 170): "حديث أُبي: رواه أبو داود بإسناد فيه رجل لم يبينوا حاله، ولم يضعفه أبو داود، وأشار علي بن المديني والبيهقي وغيرهما إلى صحته".

وقال في الخلاصة (2242): "رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه بإسناد صحيح، إلا عبد الله بن أبي بصير الراوي عن أبي: فسكتوا عنه، ولم يضعفه أبو داود، وأشار علي بن المديني والبيهقي وغيرهما إلى صحته".

وصححه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 385).

وخالفهم فضعفه: ابن عبد البر، فقد قال في التمهيد (6/ 317):"فهو حديث ليس بالقوي، لا يحتج بمثله".

وقال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في أحكامه الوسطى (1/ 279): "وفي إسناده: عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبي بن كعب، وليس بالمشهور فيما أعلم لا هو ولا أبوه، ولم يذكره أبو داود إلا من حديث عبد الله عن أبي بن كعب خاصة".

ص: 320

قلت: الحديث محفوظ عن أبي إسحاق على ثلاثة أوجه:

عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبي بن كعب.

وعن عبد الله بن أبي بصير، عن أُبي بن كعب.

وعن أبي بصير، عن أُبي بن كعب.

سمعه أبو إسحاق من عبد الله بن أبي بصير، ومن أبيه أبي بصير، وسمعه عبد الله بن أبي بصير من أبيه، ومن أُبي بن كعب.

ومن قال فيه: عن العيزار بن حريث؛ فقد وهم.

وعبد الله بن أبي بصير: لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي:"كوفي تابعي ثقة"، وقال الذهبي:"لا يعرف إلا برواية أبي إسحاق عنه"[معرفة الثقات (858)، الثقات (5/ 15)، الميزان (2/ 398)، التهذيب (2/ 309)].

وأبوه: أبو بصير: روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو إسحاق، وذكره ابن حبان في الثقات [كنى البخاري (16)، الجرح التعديل (9/ 348)، الثقات (5/ 568)، فتح الباب (1353)، التهذيب (4/ 486)].

وأبو إسحاق السبيعي الراوي عنهما، والذي عليه مدار الحديث: تابعي، من الطبقة الثالثة، ثقة، مكثر، واسع الرواية، كثير الشيوخ، يشبَّه بالزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال، فلا غرو أن يروي عن رجال ينفرد بالرواية عنهم، لا سيما في زمانه زمن التابعين، وأبي بن كعب: شهد العقبة وبدرًا، قديم الوفاة؛ قيل: توفي في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان، قال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 69):"والأكثر على أنه مات في خلافة عمر"، وأرخه الذهبي في وفيات سنة تسع عشرة من تاريخ الإسلام (3/ 191)، وقال في السير (1/ 400):"والظاهر وفاة أبي في زمن عمر"، ومال إلى أنه مات سنة اثنتين وعشرين [وانظر: التاريخ الكبير (2/ 39)، الجرح والتعديل (2/ 290)، الثقات (2/ 5)، الطبقات الكبرى (3/ 498)، معرفة الصحابة (1/ 214)]، يروي عنه: صغار الصحابة، وكبار التابعين، مما يدل على كون هذين الراويين [أبي بصير، وابنه عبد الله] اللذين لقيا أبيًّا وسمعا منه: من طبقة كبار التابعين؛ فهذه القرائن مجتمعة تجعل النفس تطمئن إلى ثبوت الرواية عنهما، لا سيما وهما من العصر المشهود له بالخيرية، كما قال صلى الله عليه وسلم:"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"[البخاري (2652)، مسلم (2533)]، فهما داخلان في عموم هذا التعديل النبوي الكريم؛ إذ لم ينقل أن أحدًا جرحهما بقادح.

وعليه: فحديثهما هذا حديث صحيح، لا سيما وله ما يشهد له لفظًا ومعنىً في الأحاديث الصحيحة، والله أعلم.

• وقد روي طرفه الأخير بمعناه من حديث قَبَاث بن أشيم:

يرويه ثور بن يزيد [حمصي، ثقة ثبت]، ومعاوية بن صالح [حمصي، صدوق له أوهام]، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر [شامي، ثقة][وسقط من إسناده: عبد الرحمن بن زياد]:

ص: 321

عن يونس بن سيف، عن عبد الرحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم الليثي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة رجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى، وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى".

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 282) و (7/ 192)، والحاكم في المستدرك (3/ 625)، وابن سعد في الطبقات (7/ 411)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 182/ 926)، والبزار (461 - كشف)(300 - مختصر الزوائد)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 36/ 73 و 74)، وفي مسند الشاميين (1/ 280 و 4871/ 28 و 488) و (3/ 170/ 2011)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 2358/ 5791)، والبيهقي (3/ 61) [وسقط من إسناده: عبد الرحمن بن زياد]. والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1490/ 908)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 223 و 224).

ورواه محمد بن الوليد الزبيدي [حمصي، ثقة ثبت]، واختلف عليه:

فرواه عبد الله بن سالم [الأشعري، أبو يوسف الحمصي: ثقة]، ومحمد بن حرب الأبرش [حمصي، ثقة]، وبقية بن الوليد [صدوق، لكن الراوي عنه: أبو أنس مالك بن سليمان الحمصي، وهو: ضعيف الحديث. الجرح والتعديل (8/ 210)، الثقات (9/ 165)، تاريخ بغداد (13/ 159)]:

رووه عن الزبيدي: سمع يونس بن سيف: سمع عامر بن زياد، عن قباث بن أشيم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 282)، وابن قانع في المعجم (2/ 364).

وخالفهما: الجراح بن مليح [البهراني، حمصي: صدوق، وفي الإسناد إليه من تُكُلم فيه]، فرواه عن الزبيدي، عن يونس بن سيف الكلاعي، عن عبد الرحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم الليثي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 1867/96).

والمحفوظ عن الزبيدي أنه رواه فقال فيه: "عن عامر بن زياد".

ويونس بن سيف الكلاعي الحمصي: صالح الحديث [التاريخ الكبير (8/ 405)، التهذيب (4/ 469)].

وعبد الرحمن بن زياد: ليس هو ابن أنعم الأفريقي، قال ابن حبان في الثقات:"شيخ، يروي عن قباث بن أشيم، روى عنه يونس بن سيف"، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا فيه أكثر من ذلك، سوى أن البخاري ذكر أن الزبيدي قال:"عامر بن زياد" بدل: "عبد الرحمن بن زياد"[التاريخ الكبير (5/ 282)، الجرح والتعديل (5/ 234)، الثقات (5/ 83)، المتفق والمفترق (3/ 1490/ 908)].

وفي هذا الاختلاف في إسناد هذا الحديث في اسم شيخ يونس بن سيف: ما يُشعر

ص: 322

بجهالته، لا سيما وقد انفرد بالرواية عنه يونس بن سيف هذا، وهو قليل الحديث جدًّا؛ حتى كأنه لا يُعرف إلا بهذا الحديث.

قال ابن أبي حاتم: "سمعت محمد بن عوف الحمصي يقول: كل من روى عن يونس بن سيف فإنه يقول: عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث؛ إلا محمد بن الوليد الزبيدي فإنه يقول: عن عامر بن زياد عن قباث"[الجرح والتعديل (7/ 143)].

وقال المنذري في الترغيب (1/ 161): "رواه البزار والطبراني بإسناد لا بأس به".

وقال ابن حجر في التلخيص (2/ 26): "وفي إسناده نظر"، وقد قواه في الفتح (2/ 136).

وقال الهيثمي في المجمع (2/ 39): "رواه البزار والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني موثقون".

قلت: لعلهم اعتمدوا في ذلك على ذكر ابن حبان لعبد الرحمن بن زياد هذا في ثقاته، لكن الذي يظهر لي أنه مجهول، ولا يُعرف له سماع من قباث بن أشيم، وأما ما رواه البخاري في تاريخه الكبير (5/ 282) من ذكر سماعه من قباث؛ فلا يصح؛ فإن تصرف البخاري يدل على عدم ثبوته، فلم يصدر ترجمة عبد الرحمن هذا بذكر من روى عنه، بل شرع مباشرة في ذكر الأسانيد التي ورد فيها ذكره، وختمها بما انفرد به أبو تَقي عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي الحمصي عن عبد الله بن سالم به، وفيه ذكر السماع، وليس هذا بشيء، فإن أبا تقي هذا سمع كتب عبد الله بن سالم عن الزبيدي، ثم ذهبت كتبه، فكان لا يحفظها، فلقنوه من كتاب ابن زبريق عن عبد الله بن سالم، وكان ضريرًا يتلقن، قال محمد بن عوف الحمصي:"فكان لا يحفظ الإسناد، ويحفظ بعض المتن"، وقال أبو حاتم:"وليس هذا عندي بشيء؛ رجل لا يحفظ، وليس عنده كتب"[الجرح والتعديل (6/ 8)، سؤالات البرذعي (706)، الميزان (2/ 537)، التهذيب (2/ 472)]، وعليه: فلا عبرة بهذا السماع.

والحاصل: فإن هذا إسناد شامي ضعيف، وهو صالح في الشواهد، والله أعلم.

• وقد رُوي حديث في تضعيف الصلاة في مسجد القبائل، وفي المسجد الذي يجمع فيه، لكنه حديث منكر، تقدم الكلام عليه تحت الحديث المتقدم برقم (356).

• ومن شواهد طرفه الأول:

1 -

حديث أبي هريرة:

يرويه الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء الآخرة وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا، ولو علم أحدكم أنه إذا وجد عَرْقًا من شاة سمينة، أو مِرْمَاتَين حسنتين، لأتيتموها أجمعين، لقد هَمَمْتُ أن آمُرَ بالصلاة فتُقامَ، ثم آمُرَ رجلًا يصلي بالناس، ثم آخذَ حُزَمًا من حطب فآتى الذين تخلفوا عن الصلاة؛ فأُحَرِّقَ عليهم بيوتهم".

ص: 323

وهو حديث متفق عليه، وتقدم برقم (548).

2 -

حديث أبي هريرة:

مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه؛ لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا البه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا".

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 114 و 190/ 174 و 346).

ومن طريقه: البخاري (615 و 654 و 721 و 2689)، ومسلم (437)، وأبو عوانة (1/ 278 و 378/ 970 و 1367)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 59/ 973)، والترمذي (225 و 226)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 208/54) و (5/ 144/ 967) و (6/ 436/ 1549)، والنسائي في المجتبى (1/ 269/ 540) و (2/ 23 / 671)، وفي الكبرى (2/ 205 و 249/ 1533 و 1647)، وابن خزيمة (1/ 204/ 391) و (2/ 366/ 1475) و (3/ 25/ 1554)، وابن حبان (4/ 1659/544) و (5/ 527/ 2153)، وأحمد (2/ 236 و 278 و 303 و 374 و 533)، وعبد الرزاق (1/ 524/ 2007)، والبزار (15/ 372/ 8962)، وأبو العباس السراج في مسنده (690 و 772)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (83 و 863)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 374/ 1046) و (3/ 98/ 1139) و (4/ 132 و 180/ 1890 و 1985)، والطحاوي في المشكل (3/ 29)، والجوهري في مسند الموطأ (398 و 401)، وابن بشران في الأمالي (909)، وابن حزم في المحلى (3/ 142)، والبيهقي في السنن (1/ 428) و (10/ 288)، وفي المعرفة (1/ 451/ 601 و 602)، وفي الشعب (3/ 118/ 3054)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 425)، والبغوي في شرح السنة (2/ 229/ 384)، وفي التفسير (3/ 500).

3 -

حديث عائشة:

رواه أبان بن يزيد العطار، والأوزاعي:

ثنا يحيى بن أبي كثير: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي: حدثني عيسى بن طلحة: حدثتني عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر لأتوهما ولو حبوًا".

أخرجه النسائي في الكبرى (1/ 230/ 386)، وابن ماجه (796)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 101)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 380).

خالفهما: شيبان بن عبد الرحمن، فرواه عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس: أن عائشة أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

أخرجه النسائي في الكبرى (1/ 230/ 385)، وأحمد (6/ 80)، وابن أبي شيبة (1/ 293/ 3356).

ص: 324

قلت: الأوزاعي لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، إنما كان يحدث به من حفظه، ويهم فيه، وأبان وشيبان متقاربان في يحيى، وبقية رجاله ثقات، فالإسناد كيفما دار دار على ثقة، وعيسى بن طلحة ويحنس كلاهما سمع عائشة، فهو حسن في الشواهد، والله أعلم.

• وروي بإسناد آخر، ولفظ منكر باطل، تفرد به زكريا بن منظور، وهو: منكر الحديث [انظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 180/ 515)، المعجم الأوسط (1/ 245/ 805)].

ومما روي في فضل العشاء والفجر بنحو هذا اللفظ أيضًا لكن لا يصح:

4 -

عن ابن مسعود [تقدم تحت الحديث رقم (548)].

5 -

عن ابن أم مكتوم [تقدم تحت الحديث رقم (553)].

6 -

عن أنس [عند: أحمد (3/ 151 - 152)، وأبي نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 400)].

[وعند: الطبراني في الأوسط (6/ 94/ 5904)، وابن عدي في الكامل (2/ 307)، والدارقطني في الأفراد (2/ 24/ 672 - أطرافه)، وأبي نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 463)، والقضاعي في مسند الشهاب (1255)، والبيهقي في الشعب (6/ 168/ 7805)، والخطيب في الموضح (1/ 548)].

7 -

عن طلحة بن عبيد الله [عند: ابن شاذان في مشيخته الصغرى (58)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 25)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 229)].

8 -

عن أبي الدرداء [عند: مسدد (13/ 130/ 3130 - مطالب)، وابن أبي شيبة (1/ 292/ 3355)، والبيهقي في الشعب (7/ 349/ 10544)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (68/ 113)].

***

555 -

. . . سفيان، عن أبي سَهْل -يعني: عثمان بن حَكيم-: ثنا عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعةٍ كان كقيام نصف ليلةٍ، ومَن صلى العشاء والفجر في جماعةٍ كان كقيام ليلة".

• حديث صحيح.

أخرجه مسلم (656)، وأحال لفظه على لفظ عبد الواحد الآتي. وأبو عوانة (1/ 350 - 351/ 1254)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 252/ 1466)، والترمذي (221)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 49/ 204)، والدارمي (1/ 303/ 1224)، وابن خزيمة (2/ 365/ 1473)، وابن حبان (5/ 407 و 408/ 2058

ص: 325

و 2059)، وأحمد (1/ 58 و 68)، وعبد الرزاق (1/ 525/ 2008)، وعبد بن حميد (50)، والبزار (2/ 61/ 403)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 131 - 132/ 1889)، والبيهقي في السنن (1/ 463) و (3/ 60)، وفي الشعب (3/ 54 و 55/ 2850 و 2851)، وابن عبد البر في التمهيد (23/ 353)، والبغوي في شرح السنة (2/ 231/ 385)، وفي التفسير (3/ 375).

هكذا رواه عن سفيان الثوري بهذا اللفظ فقرن بين العشاء والفجر: إسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة حافظ، من أصحاب الثوري]، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني [ثقة حافظ، من أصحاب الثوري]، وأبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير [ثقة ثبت؛ إلا أنه يخطئ في حديث الثوري]، وبشر بن السري [ثقة متقن، له عن الثوري غرائب]، والحسين بن حفص الأصبهاني [صدوق]، ومؤمَّل بن إسماعيل [صدوق، كثير الخطأ][وهم ستة].

ورواه عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حافظ إمام، من أثبت أصحاب الثوري]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الثوري]، ومحمد بن يوسف الفريابي [ثقة، من أصحاب الثوري]، وعبد الصمد بن حسان المروروذي [صدوق. اللسان (5/ 185)، التعجيل (657)، الجرح والتعديل (6/ 51)][وهم أربعة]:

رووه عن سفيان، عن عثمان بن حَكيم، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعةٍ فهو [وفي رواية: كان] كقيام نصف ليلةٍ، ومَن صلى الصبح في جماعةٍ فهو [وفي رواية: كان] كقيام ليلة].

أوقفه ابن مهدي [كما في المسند]، ورفعه الآخرون، قال الإمام أحمد:"كان عبد الرحمن يتهيبُ رفعَ هذا الحديث عن سفيان"[مسائل أحمد لأبي داود (1863)][وانظر: سؤالات الآجري (254)].

قلت: هو محفوظ عن سفيان الثوري مرفوعًا، هكذا رواه عنه ثقات أصحابه وغيرهم، ولم يذكر الدارقطني اختلافًا فيه على الثوري، لا في التتبع (133)، ولا في العلل (3/ 49/ 279).

قلت: وكلا اللفظين محفوظ عن الثوري، فقد رواه فجمع بين العشاء والفجر جماعة من الحفاظ من أصحاب الثوري، مما يصعب مع اجتماعهم القول بتوهيمهم.

قال الشافعي: "يقال: "من شهد الصبح فكأنما قام ليلة"، ولم يقل هذا في صلاة غيرها، إنما قيل في العشاء: "نصف ليلة""[معرفة السنن والآثار (1/ 478)].

وقال ابن خزيمة في صحيحه: "باب فضل صلاة العشاء والفجر في الجماعة، والبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة، وأن فضلها في الجماعة ضعفي فضل العشاء في الجماعة".

ص: 326

قال المنذري في الترغيب (1/ 163/ 601): "ولفظ أبي داود والترمذي يدافع ما ذهب إليه، والله أعلم".

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 11): "قلت: الأمر كما قال المنذري؛ فإن قلت: فما التوفيق بين رواية مسلم التي تقتضي بظاهرها: أن من صلى العشاء والفجر في جماعة كان له قيام ليلة ونصف، وبين رواية أبي داود والترمذي التي تدل على: أن له قيام ليلة؟ قلت: المراد بقوله: "ومن صلى الصبح في جماعة" في رواية مسلم أي: منضمًا لصلاة العشاء جماعة، قاله المناوي، وقال القارئ في المرقاة في شرح قوله: "فكأنما صلى الليل كله": أي بانضمام ذلك النصف، فكأنه أحيا نصف الليل الأخير. انتهى، وهذا هو المتعيِّن جمعًا بين الروايتين، والله تعالى أعلم".

وقال ابن رجب في الفتح (4/ 49) في الجمع بينهما: "وهذا يبين أن الرواية التي قبلها [يعني: رواية مسلم] إنما أريد بها صلاة الصبح مع العشاء في الجماعة".

وانظر: كشف المشكل (1/ 175)، شرح مسلم للنووي (7/ 16)، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (23/ 85)، فتح الباري لابن حجر (3/ 197)، فيض القدير (6/ 165)، مرقاة المفاتيح (2/ 304) و (3/ 148) و (4/ 516).

• تابع الثوري عليه:

عبد الواحد بن زياد: حدثنا عثمان بن حكيم: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب، فقعد وحده، فقعدت إليه، فقال: يا ابن أخي! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".

أخرجه مسلم (656)، وأبو عوانة (1/ 351/ 1255)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 251/ 1465)، وابن حبان (5/ 408/ 2060)، وابن حزم في المحلى (2/ 246)، والبيهقي في الشعب (3/ 54/ 2849).

هكذا صحح هذا الحديث: الإمام مسلم، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان.

وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وقال البغوي:"هذا حديث صحيح".

• قال الترمذي: "وقد رُوي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان موقوفًا، ورُوي من غير وجه عن عثمان مرفوعًا".

• قلت: رواه علي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى، وهو من صحيح حديثه عنه]، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى العشاء في جماعة فهو كمن قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فهو كمن قام الليل كله".

أخرجه أحمد (1/ 58)، وأبو جعفر بن البختري في جزء فيه ثلاثة مجالس من أماليه (44)[(243) مجموع مصنفاته]. وأبو نعيم في الحلية (9/ 45).

ص: 327

وخالفه: شيبان بن عبد الرحمن [ثقة، من أصحاب يحيى]، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس، قال: قال عثمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد صلاة الصبح محتسبًا فكأنما قام الليل كله، ومن شهد صلاة العشاء فكأنما قام نصف الليل".

أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 50/ 205)، والبيهقي في الشعب (2/ 55/ 2852).

والذي يغلب على ظني: أنه دخل لشيبان حديث في حديث، فإنه يروي عن يحيى حديثًا آخر بهذا الإسناد، تقدم ذكره في شواهد الحديث السابق [الحديث رقم (554)، الشاهد رقم (3)]، وذلك لأن راوي هذا الحديث عن عثمان إنما هو عبد الرحمن بن أبي عمرة، وبه يُعرف.

وعليه فقد تابع يحيى بن أبي كثير [وهو: ثقة ثبت حافظ] مَنْ رَفَعَ هذا الحديث، لكنه خالف في إسقاط الواسطة بين محمد بن إبراهيم التيمي وعثمان، فأرسله.

• فقد خالف يحيى بن أبي كثير في إسناده، فزاد فيه ابن أبي عمرة، وأوقفه على عثمان: يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عليه:

• فرواه مالك، وابن جريج، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك:

عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: خرج عثمان إلى العشاء الآخرة فوجد الناس قليلًا، فاضطجع قليلًا في مؤخَّر المسجد حتى كثُر الناس، قال: فاضطجعت، فسألني: من أنت؟ فأخبرته، ثم سألني: ما معي من القرآن؟ فأخبرته، فقال عثمان: أما إنه من شهد العتمة فكأنما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح فكأنما قام ليلة. لفظ ابن جريج.

ولفظ مالك: جاء عثمان بن عفان إلى صلاة العشاء فرأى أهل المسجد قليلًا، فاضطجع في مؤخَّر المسجد، ينتظر الناس أن يكثُروا، فأتاه ابن أبي عمرة فجلس إليه، فسأله: من هو؟ فأخبره، فقال: ما معك من القرآن؟ فأخبره، فقال له عثمان: من شهد العشاء فكأنما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح فكأنما قام ليلة.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 192/ 348)، وعبد الرزاق (1/ 525/ 2009)، والبيهقي في المعرفة (1/ 479/ 649)، وذكره الدارقطني في العلل (3/ 48/ 279).

• وخالفهم أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار [صدوق]، فرواه عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة العشاء في جماعة تعدل بقيام ليلة" وصلاة الفجر في جماعة تعدل بقيام ليلة".

أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 175/ 4991)، وفي الصغير (2/ 47/ 757)، وابن عبد البر في الاستذكار (2/ 148)، وفي التمهيد (23/ 354)، والخطيب في التاريخ (12/ 439).

ص: 328

رووه من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني [ثقة]، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا أبو حفص الأبار، تفرد به أبو الربيع".

قلت: المحفوظ عن يحيى بن سعيد الأنصاري: رواية الحفاظ المتقنين عنه موقوفًا بإسناد صحيح.

قال الدارقطني في التتبع (133): "رفعه الأبار، عن يحيى، فلا يحتج به على من وقفه لأنهم أحفظ منه".

قال ابن عبد البر في التمهيد (23/ 352): "وهذا لا يكون مثله رأيًا، ولا يُدرك مثل هذا بالرأي، وقد رُوي مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم ذكر من رواه موقوفًا، ثم قال:"ورواه عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف، وهو عندهم: ثقة، لا بأس به، وليس كيحيى بن سعيد في الإتقان والجلالة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن أبي عمرة، عن عثمان: مرفوعًا".

قلت: عثمان بن حكيم: ثقة، اتفقوا على توثيقه، وقال أحمد:"ثقة ثبت"، وقد تابعه على رفعه يحيى بن أبي كثير، لكنه أرسله، كما تقدم.

• ورواه عبدة بن سليمان الكلابي [ثقة ثبت]، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن [لعله سقط: ابن] أبي عمرة الأنصاري، قال: جئتُ وعثمانُ جالسٌ في المسجد [ينتظر] صلاة العشاء الآخرة، فجلست إليه، فقال عثمان: شهود صلاة الصبح كقيام ليلة، وصلاة العشاء كقيام نصف ليلة.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 293/ 3357).

وهذا أيضًا موقوف بإسناد صحيحٍ، لكن له حكم الرفع، إذ مثله لا يُدرك بالرأي، كما قال ابن عبد البر، وقد صح مرفوعًا.

• وله طريق أخرى مرفوعة:

قال الطبراني في الكبير (1/ 148/92): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري [ثقة حافظ رحال. تاريخ دمشق (14/ 39)، طبقات الحنابلة (1/ 142)، السير (14/ 57)]: ثنا علي بن بحر [ثقة فاضل. التقريب (438)]: ثنا قتادة بن الفضيل بن قتادة الرهاوي [قال أبو حاتم: "شيخ"، وقال ابن شاهين: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات. الجرح والتعديل (7/ 135)، علل الحديث (2/ 133/ 1893)، الثقات (7/ 341)، تاريخ أسماء الثقات (1146)، تاريخ الإسلام (13/ 346)، التهذيب (3/ 430)]، قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري [ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة. التاريخ الكبير (5/ 136)، الجرح والتعديل (5/ 96)، الثقات (7/ 45)]، يحدث عن أبيه، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء الآخرة في جماعة فكأنما صلى الليل كله، ومن صلى الغداة في جماعة فكأنما صلى النهار كله".

ص: 329

وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، لكن متنه منكر، إذ المحفوظ في العشاء:

نصف الليل، والمحفوظ في الفجر: الليل كله، وليس النهار.

والحاصل: أن الحديث صحيح مرفوعًا وموقوفًا، والله أعلم.

قال الدارقطني في التتبع (133): "وأخرج مسلم حديث عثمان بن حكيم، عن ابن أبي عمرة عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح في جماعة" من حديث الثوري وعبد الواحد عنه. قال: وتابعهما هشيم [هكذا قال، ولكنه ذكر في العلل أن هشيمًا وقفه، ولم يرفعه].

وخالفهم: مروان بن معاوية، وأبو إسحاق الفزاريان، وعمر بن علي المقدمي، فرووه عن عثمان: موقوفًا غير مرفوع.

وكذلك رواه محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن أبي عمرة، عن عثمان: قوله، قاله مالك والثقفي وأبو عمرة، عن يحيى عنه.

رفعه الأبار، عن يحيى، فلا يحتج به على من وقفه لأنهم أحفظ منه.

ورواه عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة، عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان قوله".

هكذا انتقد الدارقطني مسلمًا لإخراجه هذا الحديث في صحيحه، لأجل الاختلاف الحاصل في رفعه ووقفه، وقد قدَّمنا أن رفعه صحيح، وهو نفس ما قاله الدارقطني نفسه، حيث مال إلى تصحيح المرفوع، ووافق في ذلك مسلمًا، فقد قال في العلل (3/ 50/ 279):"والأشبه بالصواب: حديث الثوري، وقد أخرجه مسلم في صحيحه".

• وقد رُوي هذا الحديث من حديث:

1 -

ابن عمر:

يرويه علي بن ثابت [الجزري، وهو: صدوق]، عن الوازع بن نافع، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من شهد الفجر في جماعة فكأنما قام ليلة، ومن شهد العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة".

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 94)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (69).

وقال في آخر ترجمته: "وللوازع غير ما ذكرت، وقد حدث عنه ثقات الناس، وعامة ما يرويه عن شيوخه بالأسانيد التي يرويها: غير محفوظة".

قلت: وهو حديث منكر، من حديث ابن عمر؛ تفرد به عن سالم: الوازع بن نافع العقيلي الجزري، وهو: متروك، منكر الحديث [اللسان (8/ 367)].

2 -

مالك بن سعد: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى الصبح في جماعة كأنما قام ليلته"، وسألته عن المسح على الخفين؟ فقال:"ثلاثة أيام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم".

أخرجه ابن منده في الصحابة (5/ 27 - أسد الغابة)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2477/ 6033).

ص: 330

إسناده مجهول، وفيه: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي، وهو: متروك، يضع الحديث [اللسان (5/ 116)].

• ومما صح أيضًا في فضل شهود صلاة العشاء أو الفجر في جماعة:

1 -

حديث جرير بن عبد الله البجلي:

يرويه إسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، وغيرهما: عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبد الله وهو يقول: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال:"أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا" ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].

متفق عليه، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (427).

2 -

حديث أبي موسى الأشعري:

يرويه همام بن يحيى: حدثني أبو جمرة الضبعي، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى البردين دخل الجنة".

متفق عليه، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (427).

3 -

حديث عمارة بن رؤيبة:

يرويه أبو بكر بن عمارة بن رؤيبة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" يعني: الفجر والعصر، فقال له رجل من أهل البصرة: آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال: نعم. قال الرجل: وأنا أشهد أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي.

حديث صحيح، أخرجه مسلم، وتقدم عند أبي داود برقم (427).

4 -

حديث جندب بن عبد الله البجلي:

يرويه: خالد الحذاء، وشعبة [من رواية يزيد بن هارون عنه]:

عن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندبًا القسري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله؛ فلا يطلبنَّكم الله من ذِمَّته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذِمَّته بشيء يُدْركْه، ثم يَكُبَّه على وجهه في نار جهنم".

أخرجه مسلم (657)، وأبو عوانة (1/ 356/ 1276 و 1277)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 252/ 1467)، والروياني (955)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (3206)، والطبراني في الكبير (2/ 166 و 167/ 1683 و 1684)، والبيهقي (1/ 464).

ورواه عن شعبة به موقوفًا: أبو داود الطيالسي وبهز بن أسد.

أخرجه الطيالسي (2/ 248/ 980)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (3207)، والخطيب في الموضح (1/ 540).

• وله طريق أخرى، يرويها:

ص: 331

داود بن أبي هند، وقتادة، وعبد الله بن عون، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، ومحمد بن جحادة، وحميد الطويل، وإسماعيل بن مسلم المكي، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمرو بن عبيد [والثلاثة الآخرون: ضعفاء]:

عن الحسن، عن جندب بن سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم . . . بهذا، ولم يذكر:"فيكبَّه في نار جهنم". ولفظه عند الترمذي: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله؛ فلا تُخْفِروا الله في ذمته".

أخرجه مسلم (657)، وأبو عوانة (1/ 356/ 1278 - 1280)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 252/ 1468)، والترمذي (222)، وابن حبان (5/ 36 - 37/ 1743)، وأحمد (4/ 312)، وابن طهمان في مشيخته (187)، وعبد الرزاق (10/ 26/ 18250)، وأبو مسلم الكجي في حديث محمد بن عبد الله الأنصاري (32)، وأبو يعلى في المسند (3/ 95/ 1526)، وفي المفاريد (38)، والروياني (962)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (3204 و 3205)، وأبو جعفر بن البختري في جزء فيه ثلاثة مجالس من أماليه (24)[(223) مجموع مصنفاته]. وابن قانع في المعجم (1/ 145)، والطبراني في الكبير (2/ 158 - 160/ 1654 - 1661)، وفي الأوسط (3/ 48/ 2433)، والدارقطني في الأفراد (2/ 453/ 1893 - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 96)، وفي معرفة الصحابة (2/ 578 1583 - 1585)، والبيهقي في السنن (1/ 464)، وفي الشعب (3/ 51 - 52/ 2841)، والخطيب في التاريخ (11/ 304)، وفي الموضح (1/ 540) و (2/ 76).

قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

وقال أبو نعيم في الحلية: "هذا حديث ثابت مشهور".

وسماع الحسن من جندب ثابت صحيح، وقد أخرج الشيخان للحسن عن جندب حديثًا وفيه ثبوت السماع [البخاري (1364 و 3463)، مسلم (113)]، وفي هذا رد على من نفى هذا السماع، أو قال بعدم ثبوته [انظر: المراسيل (138)، تحفة التحصيل (73)].

وانظر فيما لا يصح من طرق هذا الحديث عن الحسن: مسند ابن الجعد (3203)، الحلية (5/ 250).

• وانظر طريقًا ثالثة: عند الطبراني في الكبير (2/ 162/ 1668)، وابن عدي في الكامل (2/ 454)، وابن مردويه فيما انتقاه من حديث أبي الشيخ (96).

• وروي هذا الحديث "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" عن عدد من الصحابة، مثل:

أ- ابن عمر [عند: أحمد (2/ 111)، وابن سعد في الطبقات (5/ 196)، والبزار (12/ 243/ 5988)، وابن حبان في الثقات (9/ 288 - 289)، والطبراني في الكبير (12/ 311 و 312/ 13210 و 13211)، وفي الأوسط (4/ 5/ 3464) و (8/ 251/ 8548)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 59)].

ص: 332