الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاةً؛ فإذا صلاها في فلاةٍ فأتمَّ ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاةً".
قال أبو داود: قال عبد الواحد بن زياد: في هذا الحديث: صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة، وساق الحديث.
• حديث منكر.
تقدم تخريجه والكلام عليه تحت الحديث السابق.
***
50 - باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظُّلَم
561 -
. . . إسماعيل أبو سليمان الكحَّال، عن عبد الله بن أَوْس، عن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بَشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التَّامِّ يوم القيامة".
• حديث غريب.
أخرجه الترمذي (223)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 51/ 206)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 357)، وأبو زرعة الدمشقي في الثاني من الفوائد المعللة (188)، وأبو بكر الباغندي في ستة مجالس من أماليه (84)، والبزار (10/ 322 - 323/ 4448)، والروياني (56)، والدولابي في الكنى (2/ 603/ 1079)، والطبراني في الأوسط (4/ 282/ 4207)، والدارقطني في الأفراد (2/ 316/ 1472 - أطرافه)، والقضاعي في مسند الشهاب (752 و 755)، والبيهقي في السنن (3/ 63)، وفي الشعب (3/ 72/ 2903 و 2904)، والخطيب في الموضح (1/ 420 و 421)، والبغوي في شرح السنة (2/ 358/ 473)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 406 / 684).
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه مرفوع، هو صحيح مسنَد وموقوف إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُسْنَدْ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي نسخة الكروخي (20/ ب): "هذا حديث غريب" فقط.
وقال الطوسي: "هذا حديث غريب".
وقال الدارقطني: "تفرد به إسماعيل بن سليمان الضبي البصري الكحال عن عبد الله بن أوس".
وقال ابن الجوزي: "فيه مجاهيل".
وقال ابن القطان في بيان الوهم (4/ 142/ 1583): "وهو حديث في إسناده عبد الله بن
أوس، وهو رجل مجهول، لا يُعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال، ولا تُعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة"، وقال في موضع آخر (5/ 678): "وهو لا يصح".
وقال المنذري في الترغيب (1/ 133/ 479): "ورجال إسناده ثقات".
وذكر ابن رجب في الفتح (4/ 49) أن حديث بريدة هذا: من أجود ما روي في الباب.
قلت: هو حديث غريب؛ كما قال الترمذي، عبد الله بن أوس الخزاعي: لا يُعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن سليمان الكحال، فهو مجهول؛ كما قال ابن القطان، وضعف حديثه الترمذي، ولم يذكر ما في الباب على عادته، ولا يغني عنه شيئًا ذكر ابن حبان له في الثقات [التهذيب (2/ 304)، الميزان (2/ 393)].
وإسماعيل بن سليمان الكحال الضبي البصري: قال فيه أبو حاتم: "صالح الحديث"، ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال:"كان يخطئ"، وهو قليل الرواية جدًّا [التهذيب (1/ 154)، الجرح والتعديل (2/ 177)، الثقات (6/ 39)، الأنساب (5/ 37)، الأحكام الكبرى (2/ 36)، تاريخ الإسلام (10/ 80)]، فرواية مثله عن عبد الله بن أوس الخزاعي لا ترفع من حاله، والله أعلم.
• ومن شواهده:
1 -
حديث أنس، وله أسانيد:
الأول: يرويه سليمان بن داود الصايغ، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التَّامِّ بوم القيامة".
أخرجه ابن ماجه (781)، والحاكم (1/ 212)، والضياء في المختارة (5/ 92 و 93/ 1713 و 1714)، والدولابي في الكنى (2/ 605/ 1085)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 140)، وتمام في الفوائد (189 و 190)، والقضاعي في مسند الشهاب (751)، والبيهقي في السنن (3/ 63)، وفي الشعب (3/ 71/ 2902)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 211)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 406/ 685).
وسليمان هذا، هو: ابن داود بن مسلم الهنائي البصري الصائغ، مؤذن مسجد ثابت البناني [التهذيب (2/ 92)، التقريب (248)، وقال: "مجهول"]، نسبه العقيلي إلى جده، كما وقع عنده في الرواية، وقال:"سليمان بن مسلم: مؤذن مسجد ثابت البناني، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به".
وقال الحاكم: "رواية مجهولة عن ثابت عن أنس".
وقال ابن الجوزي: "مجزأة وسليمان: مجهولان".
وقال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (4/ 1319): "هذا حديث لا بأس بسنده"، فلم يصب.
• وقد اختلف فيه على سليمان بن داود:
أ- فرواه عنه به هكذا: ابنه داود [قال ابن أبي حاتم: "مؤذن مسجد ثابت البناني، روى عن أبيه، ولم يكن عنده غير حديث واحد
…
يعني هذا الحديث فذكره، ثم قال: روى عنه أبي وأبو زرعة"، سئل عنه أبو حاتم فقال: "صدوق"، وأثنى عليه غيره، وقال الأزدي: "مجهول". الجرح والتعديل (3/ 413)، اللسان (3/ 399 و 400)]، ومجزأة بن سفيان بن أسيد [روى عنه ابن ماجه، وقال: "لم يكن عنده إلا ثلاثة أحاديث"، وقال ابن الجوزي: "مجهول"، وهو كما قال. التهذيب (4/ 27)].
ب- ورواه سهل بن سليمان بن أسلم [شيخ مجهول لأبي بكر بن أبي داود، قال ابن القطان الفاسي: "لم أجد له ذكرًا". انظر: سنن الدارقطني (2/ 64)، المستدرك (3/ 182)، بيان الوهم (5/ 47/ 2286)]، قال: أخبرنا سليمان بن داود: حدثنا أبي داود بن مسلم، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه المؤمل بن أحمد الشيباني في السادس من فوائده (3)، وأبو يعلى الفراء في جزء فيه ستة مجالس من أماليه (82).
قال المؤمل: "هذا حديث غريب من حديث أبي محمد ثابت بن أسلم البناني، عن أبي حمزة أنس بن مالك النجاري، وهو غريب من حديث داود بن مسلم، عن ثابت، لا أعلم حدث به غير ابنه سليمان، والله أعلم".
ج- ورواه محمد بن محمد التمار [هو: محمد بن محمد بن حبان، أبو جعفر التمار البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما أخطأ"، وقال الدارقطني: "لا بأس به". الثقات (9/ 153)، الأسامي والكنى (3/ 93)، سؤالات الحاكم (192)، تاريخ الإسلام (21/ 289)]، قال: ثنا سليمان بن داود بن سليمان مؤذن مسجد ثابت البناني، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 111/ 5956).
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا داود بن سليمان، تفرد به ابنه سليمان".
قلت: الذي يظهر لي أن التمار قلب اسم سليمان بن داود وابنه، ورواية سهل بن سليمان وهم أيضًا، ورواية مجزأة وابنه داود هي الأشبه، والله أعلم.
وعليه: فهو حديث غريب، تفرد به عن ثابت البناني: سليمان بن داود بن مسلم الهنائي البصري الصائغ، مؤذن مسجد ثابت البناني، وهو مجهول، ولم يتابع عليه، ولا يعرف الحديث إلا به.
قال العقيلي بعد حديثه: "وقد روي في هذا الباب أحاديث متقاربه لينة".
والثاني: يرويه عبد الواحد بن غياث، قال: ثنا هشام بن سلمان، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين في الظُّلَم إلى الصلاة بنور ساطع يوم القيامة، بين أيديهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم".
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (4/ 67).
وهذا حديث منكر؛ يزيد بن أبان الرقاشي: ضعيف، يحدث عن أنس بما فيه نظر، وهشام بن سلمان المجاشعي: أحاديثه عن يزيد منكرة غير محفوظة [تاريخ الدوري (4/ 111 و 277 و 321/ 3415 و 4361 و 4595)، التاريخ الكبير (8/ 199)، كنى مسلم (2/ 908/ 3693)، الجرح والتعديل (9/ 62)، المجروحين (3/ 89)، الكامل (7/ 107)، اللسان (8/ 335)].
والثالث: يرويه الحسين بن داود البلخي: ثنا شقيق بن إبراهيم: ثنا أبو هاشم الأبلي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (753).
وهذا حديث منكر، أبو هاشم الأبلي كثير بن عبد الله: متروك، منكر الحديث [التهذيب (3/ 460)، الميزان (3/ 406)]، وشقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد المشهور: قال الذهبي: "منكر الحديث"، ثم عاد وقال:"ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف؛ لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الرواة عنه"[تاريخ دمشق (23/ 131)، السير (9/ 313)، الميزان (2/ 279)، اللسان (4/ 257)]، والحسين بن داود البلخي: أحد المتروكين المتهمين، قال الخطيب:"ولم يكن ثقة؛ فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس: أكثرها موضوع"[تاريخ بغداد (8/ 44)، تاريخ الإسلام (21/ 159)، اللسان (3/ 162)].
2 -
عن سهل بن سعد:
يرويه إبراهيم بن محمد الحلبي: ثنا يحيى بن الحارث الشيرازي: ثنا زهير بن محمد التميمي، عن أبي، حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيَبْشُر المشَّاؤون في الظُّلَم بنور تامٍّ يوم القيامة"، وفي رواية:"ليبشُر المشاؤون في الظلام إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".
أخرجه ابن ماجه (780)، وابن خزيمة (2/ 377/ 1498)، والحاكم (1/ 212)، والبيهقي في السنن (3/ 63)، وفي الشعب (3/ 71/ 2901)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 407/ 686)، والمزي في التهذيب (31/ 260).
قال ابن خزيمة: "نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب"، فساقه.
وقال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (4/ 1319): "هذا حديث إسناده صحيح".
هكذا رواه ابن ماجه، وابن خزيمة، عن إبراهيم بن محمد الحلبي، فقال في الإسناد: ثنا زهير بن محمد التميمي.
ورواه ابن خزيمة أيضًا، وعبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي [وهم ثقات حفاظ]:
عن إبراهيم بن محمد الحلبي: نا يحيى بن الحارث: ثنا أبو غسان محمد بن مطرف المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه ابن خزيمة (2/ 377/ 1499)، والحاكم (1/ 212)، والطبراني في الكبير (6/ 147/ 5800)، والبيهقي في السنن (3/ 63)، وفي الشعب (3/ 71/ 2901).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
تنبيه: جمع الحاكم -وعنه البيهقي- بين الإسنادين في سياق واحد فقرن بين أبي غسان وبين زهير بن محمد في نفس الإسناد، فقال في الإسناد:"ثنا زهير بن محمد التميمي وأبو غسان المدني، عن أبي حازم"، وقد رواه الحاكم من طريق ابن خزيمة، لكن ابن خزيمة أفرد كل إسناد على حدة، ولم يجمعهما في سياق واحد، وكأن شيخه إبراهيم الحلبي حدثه به مرة هكذا، ومرة هكذا، ولم يجمع بين الرجلين في مجلس واحد في إسناد واحد، كما يوهمه سياق الحاكم، والله أعلم.
وهذا حديث غريب غريب؛ كما قال ابن خزيمة، تفرد به إبراهيم بن محمد الحلبي، عن شيخه يحيى بن الحارث الشيرازي، عن اثنان من الثقات المشاهير.
أما يحيى بن الحارث الشيرازي: فقد ذهب ابن حجر في التهذيب (4/ 346)، وفي التقريب (658) إلى أنه غير يحيى بن الحارث الطائي، وميز بينهما، وقال عن الطائي في التهذيب:"خلطه بعضهم بالذي قبله [يعني: الشيرازي]، وهو غيره فذكرته للتمييز"، والصواب أنهما واحد، ومن فرق بينهما فقد أخطأ، وذلك لأمور، منها:
أن الشيرازي والطائي من طبقة واحدة، وممن جعلهما واحدًا: العجلي، حيث قال في ثقاته (1968):"يحيى بن الحارث الطائي فارسي من أهل شيراز ثقة صاحب سنة"، فظهر بذلك أن الطائيَّ شيرازيٌّ، فما الداعي للتفريق بينهما، وقد حكم أحد أئمة هذا الفن بما يدل على أنهما واحد، ولهذا لم يفرق بينهما: المزي في التهذيب (31/ 260)، ولا مغلطاي في إكمال التهذيب (12/ 295)، حيث جمع المزي بين شيوخ الرجلين وتلاميذهما في ترجمة واحدة، وذكر مغلطاي كلام أئمة الجرح والتعديل عن الطائي في ترجمة الشيرازي، والذي يغلب على ظني أن ابن حجر لم يطلع على كلام مغلطاي؛ فإنه في الغالب يميل إلى قوله فينقله في التهذيب [وانظر: المتفق والمفترق (3/ 2065)، فتح الباب (3321)، توضيح المشتبه (8/ 232)، اللسان (8/ 424)].
وعلى هذا؛ فإن يحيى بن الحارث الطائي الشيرازي: وثقه العجلي، ووُثِّق في سياق إسناد هذا الحديث، فقد قال ابن خزيمة:"نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب: حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي، وكان ثقة، وكان عبد الله بن داود يثني عليه"، والأقرب أن توثيقه من قبل الراوي عنه، وهو: إبراهيم بن محمد الحلبي، وليس بأهلٍ لأن يُقبل منه توثيق شيخه، لما سيأتي في ترجمته، وثناء عبد الله بن داود الخريبي لم نقف عليه إلا من طريق الحلبي هذا، ولعله أثنى عليه في دينه وصلاحه، ولم يتعرض لضبطه للحديث.
وقال العقيلي في الضعفاء (4/ 395): "يحيى بن الحارث الطائي عن أخيه زهدم:
ولا يصح حديثه"، ولم يترجم له ابن أبي حاتم، وقال ابن حجر في التقريب (658) عن الشيرازي: "مقبول"، وقال عن الطائي: "ضعيف".
وعلى هذا فإن تفرد مثل هذا الغريب - على ما فيه من ضعف، وقلة بضاعته من الحديث -، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني الثقة المشهور، وعن زهير بن محمد التميمي [الثقة المشهور في رواية غير أهل الشام عنه]، في تفرده عن هذين دون أصحابهما وأهل بلدهما: نكارة ظاهرة، لا سيما وقد تفرد به عنه: إبراهيم بن محمد الحلبي نزيل البصرة، وهو ليس بذاك الثقة المشهور المكثر، فلم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فإنه لما ذكره في ثقاته (8/ 75) قال:"يخطئ"، فكيف يحتمل من مثله التفرد بهذا؟ [انظر: التهذيب (1/ 85)، فتح الباب (169)، تاريخ الإسلام (19/ 69)]، ورواية جماعة من الأئمة الحفاظ عنه لا تشفع له، وبذا تدرك معنى قول ابن خزيمة:"نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب".
3 -
عن أبي سعيد الخدري:
يرويه عبد الحكم بن عبد الله القسملي، قال: حدثنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين في ظُلَم الليل إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة".
أخرجه أبو داود الطيالسي (3/ 663/ 2326)، وأبو يعلى (2/ 361/ 1113)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 105)، وابن عدي في الكامل (5/ 334)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 408/ 689).
قال العقيلي: "الرواية فيها لين".
وقال ابن الجوزي: "هذا لا يصح".
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الحكم بن عبد الله، ويقال: ابن زياد القسملي: منكر الحديث [التهذيب (2/ 471)، الميزان (2/ 536)].
وانظر: أفراد الدارقطني (5/ 100/ 4806 - أطرافه)، المتفق والمفترق (2/ 776/ 472).
• ورواه محمد بن مصعب القرقساني [صدوق، كثير الغلط]: ثنا أبو الأشهب [هو العطاردي جعفر بن حيان: ثقة]، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 265)، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد: ثنا عثمان بن يحيى: ثنا محمد بن مصعب به.
وعثمان بن يحيى هذا هو أبو عمرو عثمان بن يحيى بن عثمان إمام جامع قرقيسيا، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 455)، وسمى جده سعيدًا، وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (3/ 173/ 883):"لا تعرف حاله"، وقال ابن حجر في التغليق (3/ 227):
"ضعيف"، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 305):"ثقة"، ثم غفل عنه فقال في موضع آخر (7/ 312):"ولم أعرفه"[وانظر في أوهامه: الفوائد المنتخبة "المهروانيات" (53)، المجالس الخمسة (20)، اللسان (1/ 483)]، وشيخ ابن عدي: موصلي، لم أقف فيه على جرح أو تعديل.
فلا أراه يثبت عن أبي الأشهب العطاردي، والله أعلم.
4 -
عن أبي الدرداء:
يرويه عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورًا يوم القيامة".
أخرجه الدارمي (1/ 389/ 1422)، وابن حبان (5/ 394/ 2046)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 345/ 3513)، وفي الأوسط (5/ 69/ 4697)[وفي سنده سقط] و (6/ 370/ 6644)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 12)، والقضاعي في مسند الشهاب (438 و 439)، والبيهقي في الشعب (3/ 72/ 2905)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 288)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 408/ 688).
تنبيه: وقع عند ابن حبان عن شيخه أبي عروبة الحراني في هذا الإسناد: جنادة بن أبي أمية، قال ابن حبان:"هكذا حدثنا أبو عروبة، فقال: جنادة بن أبي أمية، وإنما هو جنادة بن أبي خالد، وجنادة بن أبي أمية: من التابعين، أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد: من أتباع التابعين، وهما: شاميان ثقتان".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا جنادة، تفرد به: زيد بن أبي أنيسة".
وقال المنذري في الترغيب (481): "رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، وابن حبان في صحيحه".
قلت: رجاله ثقات مشهورون؛ غير جنادة بن أبي خالد، قال الذهبي في الميزان (1/ 424):"لا يُعرف"، وقال في المغني (1/ 137):"لا يُدرى من ذا، وعنه: زيد بن أبي أنيسة"، فتعقبه ابن حجر في اللسان (2/ 494) بذكر من عرفه، وقد وثقه ابن حبان في صحيحه [كما تقدم]، وذكره في الثقات (6/ 150)، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير (2/ 234)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 515)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 287)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، سوى ما نقله ابن عساكر عن ابن حبان، ولم يذكروا له راويًا غير زيد بن أبي أنيسة، فالرجل ليس بذاك المشهور، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقد خولف فيه:
فقد رواه أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى في ظُلمة الليل إلى المسجد لقي الله بنور يوم
القيامة" [مرسل بين مكحول وأبي الدرداء. انظر: تحفة التحصيل (314)].
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 59/ 6438)، وفي المسند (48).
وأبو أسامة كان يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، ويسميه: ابن جابر، وابن تميم: ضعيف، وابن جابر: ثقة.
قال البخاري عن ابن تميم في التاريخ الكبير (5/ 365): "عنده مناكير، ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة: أبو أسامة، وحسين، فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر".
وقال في التاريخ الأوسط (2/ 117): "وأما أهل الكوفة فرووا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو ابن يزيد بن تميم، ليس بابن جابر، وابن تميم: منكر الحديث".
وقال في علل الترمذي الكبير ص (392): "أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أحاديث مناكير، وإنما أرادوا عندي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو: منكر الحديث، وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر"[وانظر: الضعفاء الصغير (210)].
وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 300) عن ابن تميم: "عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي، وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم: أصح، وهو: ضعيف الحديث".
وقال في العلل (1/ 197/ 565): "عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحدًا من أهل العراق يحدث عنه، والذي عندي أن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم".
وقال أبو داود في ابن تميم: "متروك الحديث، حدث عنه أبو أسامة، وغلط في اسمه، فقال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي، وكل ما جاء عن أبي أسامة: قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، فهو: ابن تميم"[سؤالات الآجري (5/ ق 48)، تاريخ دمشق (36/ 46)].
وقال موسى بن هارون: "روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذاك وهمًا منه رحمه الله، هو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ فظن أنه ابن جابر، وابن جابر: ثقة، وابن تميم: ضعيف".
وبهذا قال ابن نمير، والنسائي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، والبزار، وابن حبان، والدارقطني، والخطيب، وابن عساكر، وغيرهم [المعرفة والتاريخ (1/ 372) و (3/ 105 و 360)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (363)، مسند البزار (8/ 412/ 3485)، المجروحين (2/ 55)، الكامل (4/ 293)، علل الدارقطني (10/ 220/ 1987) و (12/ 271/ 2705)، الضعفاء والمتروكين له (336)، تاريخ بغداد (10/ 211)، تاريخ دمشق (1/ 65) و (36/ 42 - 47 و 58) و (66/ 297)، الأحكام الكبرى (3/ 367)، بيان الوهم والإيهام (5/ 575)، شرح علل الترمذي (2/ 817)، فتح الباري لابن رجب (2/ 680)، الصارم المنكي (274)،
التهذيب (2/ 565)، [وانظر: تخريج الذكر والدعاء (2/ 733/ 335)].
وابن تميم هذا ضعفوه، وهو منكر الحديث، وله مناكير عن مكحول [انظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 394 - 396/ 894 - 952)، التهذيب (2/ 565)].
• والحاصل: أن هذا الحديث لا يصح عن مكحول؛ إذ لم يروه عنه أصحابه الثقات المعروفون، والله أعلم.
• وله إسناد آخر عند ابن عساكر في التاريخ (22/ 449)، وفيه: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، وهو كذاب، يروي عن سعيد بن عبد العزيز ما ليس من حديثه، وهذا منه [انظر: اللسان (1/ 381)].
5 -
عن أبي موسى الأشعري:
يرويه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
أخرجه البزار (8/ 77/ 3074).
وهو حديث منكر.
علي بن زيد بن جدعان: ضعيف، ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير: متروك، منكر الحديث [اللسان (7/ 227 و 404)].
6 -
عن عائشة:
يرويه أحمد بن سليمان أبو الحسين الرهاوي [ثقة حافظ]، قال: حدثنا قتادة بن الفضيل [الرهاوي: صدوق. التهذيب (3/ 430)، تاريخ أسماء الثقات (1146)]، عن الحسن بن علي الشروي، عن عطاء، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام".
أخرجه العقيلي (1/ 254 - ط الصميعي)، والطبراني في الأوسط (2/ 68/ 1275)، والدارقطني في الأفراد (5/ 445/ 6007 - أطرافه)(2/ 439/ 6108 - ط التدمرية).
قال العقيلي في الحسن بن علي الشروي: "عن عطاء، لا يتابع على حديثه، وهو مجهول بالنقل"، ثم قال بعد الحديث:"وفي هذا المتن أحاديث متقاربة في اللين والضعف".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن عائشة إلا الحسن، تفرد به قتادة".
وقال الدارقطني: "غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عنها، تفرد به قتادة بن الفضيل الرهاوي عن الحسن بن علي عنه".
وقال الذهبي في الميزان (1/ 503) في ترجمة الشروي: "لا يُعرف، وحديثه فيه نُكرة"، ثم أعاده في موضع آخر (1/ 510)، وقال:"عن عطاء بخبر منكر، لينه الأزدي"[وانظر: اللسان (3/ 75 و 88)].
فهو حديث منكر؛ لتفرد هذا المجهول به عن عطاء بن أبي رباح.
7 -
عن زيد بن حارثة:
يرويه سليمان بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين إلى المساجد في الظُّلَم بنورٍ يوم القيامة ساطع".
أخرجه ابن قانع في المعجم (1/ 230)، والطبراني في الكبير (5/ 86/ 4662)، وفي الأوسط (5/ 28/ 4581)، وابن عدي في الكامل (3/ 292)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 140/ 2857)، والقضاعي في مسند الشهاب (754)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 343) و (22/ 173).
قال ابن عدي: "ولم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلا عن سليمان هذا، ولم أسمع أحدًا يذكره بهذا الإسناد غير عبدان عن سليمان، وبهذا الإسناد إنما هو: أن النبي صلى الله عليه وسلم نضح فرجه".
قلت: قد توبع عليه عبدان عند ابن قانع والقضاعي وابن عساكر، وانظر في نضح الفرج الحديث المتقدم برقم (167)، الشاهد الأول [وهو حديث باطل].
وهذا حديث باطل؛ لا يُعرف عن هؤلاء المشاهير إلا من طريق سليمان بن أحمد الواسطي هذا، وهو: متروك، متهم، كذبه غير واحد [اللسان (4/ 123)].
8 -
عن ابن عباس:
يرويه محمد بن زكريا الغلابي: ثنا العباس بن بكار الضبي: ثنا أبو هلال، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 289/ 10689)، عن الغلابي به. وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1706/ 4280).
ورواه القضاعي في مسند الشهاب (756)، من طريق: أبي بكر هلال بن محمد بن محمد الرازي بالبصرة: ثنا محمد بن زكريا الغلابي: نا العباس بن بكار: نا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس به مرفوعًا.
فجعل حماد بن سلمة بدل أبي هلال، فلا أدري كان ذلك من الغلابي نفسه، أم من هلال الرازي؛ فإنه متكلم فيه [انظر: سؤالات السهمي (371)، المغني في الضعفاء (2/ 715)].
وهذا حديث موضوع.
العباس بن بكار الضبي البصري، وهو العباس بن الوليد بن بكار: كذاب، متهم بالوضع [تاريخ الإسلام (16/ 214)، اللسان (4/ 402)]، ومحمد بن زكريا الغلابي: كذاب، يضع الحديث [دلائل النبوة للبيهقي (1/ 139) و (2/ 427)، اللسان (7/ 139)].
9 -
عن ابن عمر:
يرويه أحمد بن داود المكي [هو ابن موسى السدوسي البصري، قال ابن يونس: ثقة. تاريخ الإسلام (21/ 57)، مغاني الأخيار (1/ 26)،: ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زُرارة [صدوق]: ثنا داود بن الزبرقان، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 358/ 13335)، وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1715/ 4330)، ورواه الدارقطني في الأفراد (3/ 356/ 2893 - أطرافه)، وقال:"تفرد به إسماعيل بن زرارة عن داود بن الزبرقان عن زيد".
وهذا حديث منكر.
داود بن الزبرقان: متروك، كذبه الجوزجاني.
10 -
عن عمر بن الخطاب:
يرويه علي بن ثابت الجزري، عن الوازع بن نافع، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
…
فذكره.
أخرجه الدارقطني في الأفراد (127 - أطرافه)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (90)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 405/ 683).
قال الدارقطني: "تفرد به الوازع بن نافع عن سالم، ولم يروه عنه غير علي بن ثابت الجزري".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يثبت؛ قال أبو الفتح الأزدي: علي بن ثابت ضعيف، قال أحمد ويحيى: الوازع ليس بثقة، وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث".
قلت: هذا حديث منكر؛ علي بن ثابت الجزري: صدوق؛ لكن الحمل فيه على الوازع بن نافع العقيلي الجزري؛ فإنه: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ، بل روى أحاديث موضوعة [اللسان (8/ 367)].
11 -
عن حارثة بن وهب الخزاعي:
يرويه عبد الرحيم بن يحيى الدَّبِيلي: ثنا ابن عطاء بن مسلم، عن أبيه، عن إبراهيم النخعي، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد للصلاة في جماعة بالنور التام من الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة".
أخرجه ابن شاهين في التركيب في فضائل الأعمال (91)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 745/ 1984).
وعبد الرحيم بن يحيى هذا هو راوي حديث الأبدال عن عثمان بن عمارة، وهو حديث كذب، قال الذهبي في الميزان (2/ 608):"أتهمه به، أو عثمان"، وقال في المغني (2/ 392):"أتهمه"، وشيخه هنا مبهم، وعطاء بن مسلم هو الخفاف: ليس بقوي، له
مناكير [انظر: التهذيب (3/ 107)]، ولا يُعرف بالرواية عن إبراهيم بن يزيد النخعي، ولا تُعرف لإبراهيم رواية عن معبد بن خالد الجدلي، فهو إسناد موضوع، والله أعلم.
12 -
عن أبي هريرة، وله أسانيد، منها:
أ- ما رواه: الوليد بن مسلم [ثقة ثبت]، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المشَّاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخوَّاضون في رحمة الله".
أخرجه ابن ماجه (779)، وابن عدي في الكامل (1/ 281)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 456)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 407/ 687).
قال مغلطاي في شرحه لسنن ابن ماجه (4/ 1317): "هذا حديث ضعيف الإسناد".
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 99): "هذا إسناد ضعيف".
• ورواه إسماعيل بن عياش [حديثه عن أهل الشام جيد، مخلط في حديثه عن أهل الحجاز والعراق]، قال: نا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، في أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر المشَّائين إلى المساجد في الظُّلَم، أولئك الخوَّاضون في رحمة الله".
أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (92)، والدارقطني في الثالث والثمانين من الأفراد (71) [وسقط عنده: عن أبيه]. وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق في معجم مشايخه (12)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 18).
قال الدارقطني في الأفراد (2/ 289/ 5202 - أطرافه): "تفرد به إسماعيل بن رافع عنه"، وفي الأفراد:"تفرد به إسماعيل بن أبي رافع [كذا] عن المقبري".
قلت: وهذا من أباطيل أبي رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر المدني؛ فإنه: متروك، منكر الحديث [التهذيب (1/ 149)، الميزان (1/ 227)].
وهو حديث منكر، لا يُعرف من حديث سمي، ولا من حديث المقبري؛ إلا من جهة أبي رافع هذا، وهو منكر الحديث.
ب- ورواه عتيق بن يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن قدامة، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة".
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 843/257)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (93).
قال الطبراني بعد ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد: "لم يرو هذه الأحاديث عن الأغر إلا إبراهيم بن قدامة، تفرد بها عتيق".
وقال المنذري في الترغيب (480): "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن".
قلت: إسناده ضعيف؛ إبراهيم بن قدامة الجمحي المدني: ذكره ابن حبان في
الثقات، وله خبر منكر في تقليم الأظفار يوم الجمعة، قال البزار بعده مع حديث آخر:"لم يتابع إبراهيم بن قدامة عليهما، وإذا تفرد بحديث لم يكن حجة؛ لأنه ليس بالمشهور، وإن كان من أهل المدينة"، وقال البيهقي:"في هذا الإسناد من يجهل"، وليس فيه من يُجهل غير إبراهيم هذا، وقال ابن القطان الفاسي:"والرجل: لا يُعرف البتة"، وقال الذهبي: إلا يُعرف"، وأنكر عليه حديث تقليم الأظفار [مسند البزار (15/ 65/ 8291)، شعب الإيمان (3/ 24/ 2763)، الثقات (8/ 59)، الاستيعاب (3/ 954/ 1614)، بيان الوهم (3/ 396/ 1137 و 1138)، اللسان (1/ 336)]، وعتيق بن يعقوب الزبيري: صدوق، له أوهام [اللسان (5/ 372)].
ج- ورواه عدي بن الفضل، عن موسى بن عبيدة، عن أبي عبد الله القراظ، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
أخرجه الدارقطني في الأفراد (2/ 345/ 5560 - أطرافه).
وقال: "تفرد به موسى بن عبيدة عن أبي عبد الله، ولم يروه عنه غير عدي بن الفضل".
وهذا إسناد واهٍ بمرة.
موسى بن عبيدة الربذي: ضعيف، وعدي بن الفضل التيمي: متروك.
د- ورواه إبراهيم بن إسحاق الأنصاري -من ولد حنظلة الغسيل غسيل الملائكة-[ليس بثقة، كان يسرق الحديث، ويقلب الأخبار. اللسان (1/ 237)، تاريخ بغداد (6/ 40)]: نا بكر بن عبد الوهاب [صدوق]: نا محمد بن مسلمة المخزومي [ثقة. الجرح والتعديل (8/ 71)، تهذيب المدونة (1/ 29)، ترتيب المدارك (1/ 206)]، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: خرجت مع سعيد بن المسيب في ليلة ظلماء مطيرة، ومعي سراج أو شمعة، فقال سعيد: ما هذا؟ قلت: نستضيء به حتى ندخل منزلنا، فقال: لا حاجة لنا في هذا، نور الله أفضل من هذا، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 342).
وهذا حديث باطل، ليس من حديث مالك، ولا من حديث يحيى بن سعيد، ولا من حديث سعيد بن المسيب؛ آفته: إبراهيم بن إسحاق الأنصاري هذا.
13 -
عن أبي أمامة:
يرويه بقية بن الوليد: ثنا صفوان بن عمرو، عن سلمة العبسي [وقيل: القيسي]، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون".
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 142/ 7633)، وفي مسند الشاميين (2/ 123/ 1033)، ومن طريقه: الشجري في الأمالي الخميسية (1/ 278).
واختلف فيه على بقية:
أ- فرواه به عنه هكذا: عيسى بن المنذر [حمصي، أخرج له مسلم في المتابعات (1394 و 1429)، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 494)، وقال: "يُغرب"، وروى عنه جماعة. التهذيب (3/ 368)]، وعمرو بن عثمان [حمصي، صدوق].
ب- وخالفهما: محمد بن مصفى [صدوق]، والوليد بن عتبة [ثقة]:
روياه عن بقية، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن سلمة القيسي [العنسي]، عن رجل حدثه من أهل بيته، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 142 و 293/ 7634 و 8125)، وفي مسند الشاميين (2/ 123/ 1034)، ومن طريقه: الشجري في الأمالي الخميسية (1/ 278).
وهذا أولى؛ فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عمن قال في هذا الحديث: "عن سلمة القيسي عن أبي أمامة"؟ فقال أبو حاتم: "إنما هو: سلمة، عمَّن حدثه، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يقول: عن رجال من أهل بيته، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم"[العلل (1/ 189/ 543)، [وانظر: الجرح والتعديل (4/ 178)].
قال المنذري في الترغيب (482): "رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده نظر".
وهذا إسناد مجهول؛ سلمة العبسي، أو العنسي، أو القيسي: لا يُعرف [الجرح والتعديل (4/ 178)، مجمع الزوائد (2/ 31)]، وشيخه مبهم.
• وانظر في المراسيل: مصنف عبد الرزاق (3/ 369/ 5999)، مصنف ابن أبي شيبة (7/ 159/ 34967)، أسد الغابة (2/ 43 و 170)، توضيح المشتبه (3/ 435)، الإصابة (2/ 213).
• وحاصل ما تقدم: فإنه باستثناء المناكير والغرائب وما لا يصلح في الشواهد والمتابعات، نجد أن حديث أبي سعيد من الطريق الثاني، وحديث أبي الدرداء من طريقه الأول، وحديث أبي هريرة من طريقه الثاني، من أحسنها حالًا، ولكن النفس مع ذلك لا تطمئن إلى ثبوت هذا الحديث، والله أعلم.
• ولما أخرج البخاري في صحيحه (465 و 3639 و 3805) حديث أنس رضي الله عنه: أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرَّقا، فتفرَّق النور معهما.
وفي رواية: أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين، يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد؛ حتى أتى أهله.
قال ابن رجب في الفتح (2/ 544): "وإنما اقتصر البخاري على هذا الحديث في هذا الباب؛ لأن الأحاديث الصريحة في: تبشير المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة: ليس شيء منها على شرطه، وإن كانت قد رويت من وجوه كثيرة.