الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو موقوف بإسناد صحيح.
• قال ابن المنذر في الأوسط (3/ 186): "واختلفوا فيما يجب على من فعل ذلك [يعني: عقص شعره، ولم يتركه يسجد معه]، فكان الشافعي وعطاء يقولان: لا إعادة عليه، وكذلك أحفظ عن كل من لقيته من أهل العلم، غير الحسن البصري، فإنه كره ذلك، وقال: عليه إعادة تلك الصلاة".
وانظر: المجموع للنووي (4/ 109)، شرح مسلم للنووي (4/ 209)، فتح الباري لابن رجب (5/ 127).
***
89 - باب الصلاة في النعل
648 -
. . . يحيى، عن ابن جريج: حدثني محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن سفيان، عن عبد الله بن السائب، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الفتح، ووضع نعليه عن يساره.
• حديث صحيح.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 102)، والنسائي في المجتبى (2/ 74/ 776)، وفي الكبرى (1/ 417/ 854)، وابن ماجه (1431)، وابن خزيمة (2/ 106/ 1014)، والضياء في المختارة (9/ 386/ 356)، وأحمد (3/ 410)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 181/ 7895)، وفي المسند (875)، والمزي في التهذيب (15/ 47).
هكذا رواه عن يحيى بن سعيد القطان: مسدد بن مسرهد، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبيد الله بن سعيد بن يحيى اليشكري، وشعيب بن يوسف النسائي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وبندار محمد بن بشار.
قال مسدد: عن أبي سلمة بن سفيان، وقال الباقون: عن عبد الله بن سفيان.
• تابع يحيى بن سعيد القطان عليه:
عثمان بن عمر بن فارس، فرواه عن ابن جريج به مثله، وقال: عن أبي سلمة بن سفيان.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 102)، وابن خزيمة (2/ 106/ 1015) و (3/ 74/ 1649)، والحاكم (1/ 259)، والطحاوي (1/ 347)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1674/ 4193)، وفي مستخرجه على مسلم (2/ 74/ 1010) [وتحرفت: عثمان بن عمر إلى: يحيى بن عمر]. والبيهقي (2/ 432)، والسمعاني في أدب الإملاء (123)، والمزي في التهذيب (15/ 46)، وابن حجر في التغليق (2/ 311).
قال الحاكم: "هذا حديث يعرف بمحمد بن عباد بن جعفر، أخرجته شاهدًا، ولم يخرجاه".
• وقد اختلف في هذا الحديث على ابن جريج:
أ- فرواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، حافظ إمام]، وعثمان بن عمر بن فارس [ثقة]:
عن ابن جريج: حدثني محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة [عبد الله] بن سفيان، عن عبد الله بن السائب، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الفتح، ووضع نعليه عن يساره.
ب- ورواه هوذة بن خليفة [صدوق]، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ [ثقة حافظ]، وخالد بن الحارث [ثقة ثبت]، وعبد الله بن وهب [ثقة حافظ][إلا أن الأخيرين لم يذكرا عبد الله بن عمرو في الإسناد، ولم يقرناه بابن سفيان]:
أنا ابن جريج، قال: محمد بن عباد حدثني حديثًا رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب، قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وصلى في قُبُل الكعبة [يعني: في مقابلتها، ومواجهتها، جهة الباب]، فخلع نعليه، فوضعهما عن يساره، ثم استفتح سورة المؤمنين، فلما جاء ذكر عيسى أو موسى، أخذته سعلة فركع.
أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 176/ 1007)، وفي الكبرى (2/ 23/ 1081)، وابن حبان (5/ 563/ 2189)، والضياء في المختارة (9/ 357/386)، وأحمد (3/ 411)، وابن أبي شيبة (7/ 410/ 36950)، والفاكهي في أخبار مكة (1/ 179/ 273)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 33/ 707)، وأبو العباس السراج في مسنده (124)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 119/ 2504)، والطحاوي (1/ 347)، وابن قانع في المعجم (2/ 130)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1674/ 4193)، والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1461/ 858)، والمزي في التهذيب (15/ 45)، وابن حجر في التغليق (2/ 311).
ج- ورواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني [ثقة، من أثبت الناس في ابن جريج]، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل [ثقة، من أصحاب ابن جريج]، وحجاج بن محمد المصيصي الأعور [ثقة ثبت، أثبت الناس في ابن جريج]، وروح بن عبادة [ثقة]، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد [صدوق، ثبت في ابن جريج، وقد يهِم عليه أحيانًا]، ومسلم بن خالد الزنجي [ليس بالقوي، كثير الغلط. انظر: التهذيب (4/ 68) وغيره]:
قالوا: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يقول: أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن المسيَّب العابدي، وعبد الله بن عمرو [قال حجاج وروح: ابن العاص]، عن عبد الله بن السائب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون -أو ذكر موسى وعيسى، ابن عباد يشك، أو اختلفوا- أخذت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَعْلةٌ، فحذف فركع، وعبد الله بن السائب حاضر لذلك.
وهو الحديث الآتي:
***
649 -
. . . عبد الرزاق، وأبو عاصم، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يقول: أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن المسيَّب العابدي، وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون -أو ذكر موسى وعيسى، ابن عباد يشك، أو اختلفوا- أخذت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَعْلةٌ، فحذف فركع، وعبد الله بن السائب حاضر لذلك.
• حديث صحيح.
أخرج حديثهم: مسلم (455)، وأبو عوانة (1/ 482/ 1794)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 74 - 75/ 1010)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 8 - 9 و 102 و 152)، وابن خزيمة (1/ 275/ 546)، وابن حبان (5/ 122/ 1815)، وأحمد (3/ 411)، والشافعي في اختلاف الحديث (10/ 43 - 44/ 35 - أم)، وفي المسند (155)، وعبد الرزاق (2/ 102 و 112/ 2667 و 2707)، وابن قانع في المعجم (2/ 130)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1674/ 4193)، والبيهقي في السنن (9/ 52 و 389)، وفي المعرفة (2/ 201/ 1192)، وفي الشعب (2/ 385/ 2136)، والبغوي في شرح السنة (3/ 77 - 78/ 604)، وقال:"هذا حديث صحيح". والمزي في التهذيب (15/ 46)، وابن حجر في التغليق (2/ 310 و 311).
وانظر في الوهم على عبد الرزاق: المصنف (1/ 389/ 1518).
• وهذا الحديث قد علقه البخاري في صحيحه بصيغة التمريض، قبل الحديث رقم (774 م)، فقال: ويُذكَر عن عبد الله بن السائب: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى، أخذته سعلة فركع.
قال ابن حجر في النكت (1/ 333): "ومثال التعليق الممرض الذي يصح إسناده، ولا يبلغ شرط البخاري لكونه لم يخرج لبعض رجاله:
…
" فذكر هذا الحديث، ثم قال: "وهو حديث صحيح رواه مسلم".
ولما تكلم ابن حجر على أقسام التعليق الممرض في هدي الساري (18)، وأن منه ما هو صحيح إلا أنه ليس على شرط البخاري، ثم مثل له بهذا الحديث، قال:"وهو حديث صحيح على شرط مسلم، أخرجه في صحيحه؛ إلا أن البخاري لم يخرج لبعض رواته".
وقال في التغليق (2/ 313): "وفيه من الاختلاف غير ما ذكرنا، ولهذا -والله أعلم- علقه البخاري بصيغة التمريض".
وقال في الفتح (2/ 256): "وكأن البخاري علقه بصيغة: ويُذكر؛ لهذا الاختلاف؛ مع أن إسناده مما تقوم به الحجة".
قلت: هو حديث صحيح، رجاله ثقات، والاختلاف السابق ذكره لا يقدح في صحة الحديث، فإن ابن جريج كان ينشط أحيانًا فيذكره تامًّا، وكان أحيانًا يختصر سنده [بإسقاط ذكر عبد الله بن عمرو وعبد الله بن المسيب، أو أحدهما]، أو يختصر متنه، وكلٌّ قد حدث عنه بما سمع، والله أعلم.
• تنبيه:
وقع في رواية حجاج بن محمد، وروح بن عبادة:"وعبد الله بن عمرو بن العاص".
قال مسلم بعد أن أخرجه من طريق حجاج وعبد الرزاق: "وفي حديث عبد الرزاق: فحذف فركع، وفي حديثه: وعبد الله بن عمرو، ولم يقل: ابن العاص".
قال الجياني في تقييد المهمل (3/ 811): "هكذا إسناد هذا الحديث من حديث حجاج عن ابن جريج، قال فيه: وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وفي حديث عبد الرزاق عن ابن جريج: وعبد الله بن عمرو، ولم يقل: ابن العاصي، وهذا هو الصواب، وعبد الله بن عمرو المذكور في هذا الإسناد ليس ابن العاصي، إنما هو رجل من أهل الحجاز، روى عنه: محمد بن عباد بن جعفر،
…
".
وقال القاضي عياض في المشارق (2/ 345): "قالوا: ذكر ابن العاصي هنا وهمٌ وغلطٌ، وقد نبه عليه مسلم في رواية عبد الرزاق في الحديث الآخر، فقال: ولم يقل ابن العاصي، قالوا: وإنما هو عبد الله بن عمرو، وهذا رجل آخر حجازي، قاله البخاري في تاريخه"[وانظر أيضًا: (2/ 123)].
قلت: وقع في مصنف عبد الرزاق: عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري، ومن طريقه: أبو نعيم في المستخرج، ووقع في اختلاف الحديث للشافعي من طريق ابن أبي رواد والزنجي:"عبد الله بن عمرو العائذي"، وكذا وقع في مسند الشافعي بجمع أبي العباس الأصم (155)، وبترتيب سنجر (1/ 217/ 128)، ووقع من طريق الشافعي عند البيهقي في المعرفة:"عبد الله بن عمرو العابدي"، وكذا نقله ابن حجر في الإتحاف (6/ 662/ 7161)، لكن وقع عند البغوي في شرح السنة من طريق الشافعي:"عبد الله بن عمرو، والعابدي"، ثم قال:"والعابدي: هو عبد الله بن المسيب العابدي"، قلت: الأقرب عندي أنه وهم وقع له، وإنما هو كما عند البيهقي؛ إذ هو أعلم بمرويات الشافعي، والله أعلم.
قال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 152): "عبد الله بن عمرو: سمع منه محمد بن عباد بن جعفر، يُعدُّ في أهل الحجاز"، ثم ترجم له مرة أخرى (5/ 154) فقال:"عبد الله بن عمرو: عن عبد الله بن السائب، روى عنه أبو سلمة بن سفيان، يعد في أهل الحجاز"، [وانظر: الجرح والتعديل (5/ 117)].
وقال ابن خزيمة: "ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي"، وعلق عليه ابن حجر في الإتحاف (6/ 661/ 7161) بقوله:"هو عبد الله بن عمرو، بل وتسمية رواية جد عبد الله بن عمرو بالعاصي: ليس صوابًا، بل هو وهم".
وقال النووي في شرح مسلم (4/ 177): "قال الحفاظ: قوله: ابن العاص: غلط، والصواب حذفه، وليس هذا عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي، بل هو عبد الله بن عمرو الحجازي، كذا ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وخلائق من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين".
وقال المزي في التهذيب (15/ 377): "ووقع في بعض طرق مسلم فيه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو وهم، وقال بعضهم: عن عبد الله بن عبدٍ القاري"، وقال في التحفة (4/ 346/ 5313):"وهو وهم".
وقال ابن رجب في الفتح (4/ 464): "وقيل: إنه وهم؛ فإن عبد الله بن عمرو هذا ليس بابن العاص".
وقال ابن حجر في الفتح (2/ 256): "وقوله: ابن عمرو بن العاص: وهم من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في مصنف عبد الرزاق عنه، فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب"، ووهَّم في التغليق (2/ 312)، وفي التهذيب (2/ 396) قول من قال: ابن العاص.
وقال في الإصابة (5/ 201): "وأما عبد الله بن عمرو: فهو العائذي، مخزومي أيضًا، من قرائب المذكورين، ووقع في بعض طرق الحديث عند مسلم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وخطَّؤوا راويها، والصواب العائذي".
وقال في الإتحاف (6/ 662/ 7161): "وزاد حجاج وروح في روايتهما: عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو خطأ"، قلت: يعني: زيادة ابن العاص.
قلت: وهو كما قالوا، ليس هو بابن العاصي السهمي الصحابي المشهور، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري العابدي، ومن قال: العائذي، فقد صحَّف، أو صُحِّف عليه، وهو قريب المذكورين: عبد الله بن السائب، وعبد الله بن سفيان، وعبد الله بن المسيب، ومحمد بن عباد بن جعفر؛ فإنهم من ولد عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم [انظر: التاريخ الكبير (5/ 102 و 202)، الجرح والتعديل (5/ 173)، الثقات (5/ 28 و 49)، أنساب الأشراف (10/ 212)، المؤتلف للدارقطني (3/ 1540)، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد الأزدي (2/ 564)، الإكمال لابن ماكولا (6/ 1 و 336)، مشارق الأنوار (2/ 123 و 127)، الأنساب (4/ 107)، توضيح المشتبه (6/ 55)، تبصير المنتبه (3/ 980)].
• وممن وهم في هذا الحديث على ابن جريج:
د- ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]: ثنا ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، عن عبد الله بن السائب: أن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة يوم الفتح في الفجر فقرأ بسورة المؤمنين، فلما بلغ ذكر موسى وهارون أصابته سعلة فركع.
أخرجه أحمد (3/ 411)، وابن أبي شيبة في المسند (877).
هـ- ورواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ]: نا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن السائب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح بالمؤمنون، فلما أتى على ذكر عيسى أصابته شَرْقَةٌ فركع، يعني: سَعْلةً.
أخرجه الحميدي (2/ 67/ 840)، وابن ماجه (820)، واللفظ له. والسرقسطي في الدلائل (1/ 148/ 71)، وابن قانع في المعجم (2/ 130)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 160 - 161).
قال أبو حاتم وسأله ابنه عن حديث ابن عيينة هذا: "هذا خطأ؛ إنما هو: ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو العابدي، عن عبد الله بن السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب".
قال أبو حاتم: "لم يضبط ابن عيينة"، ثم قال:"إن كان ابن عيينة إذا حدث عن الصغار كثيرًا ما يخطئ"[علل الحديث (1/ 87/ 232)].
و- ورواه ابن يزيد، قال: حدثني محمد بن عباد بن جعفر، عن شيخ منهم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه، وأشار إلى المقام.
أخرجه عبد الرزاق (1/ 386/ 1506).
وفي سند المطبوعة سقط تبعًا للمخطوط، والأقرب عندي: أن عبد الرزاق يرويه عن شيخه إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو معروف بالرواية عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، وعليه: فإنها رواية واهية، فالخوزي: متروك، منكر الحديث، والله أعلم [وانظر: كنز العمال (8/ 102/ 22620)].
***
650 -
. . . حماد بن سلمة، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ ألقَوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال:"ما حملكم على إلقائِكم نعالَكم؟ " قالوا: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقَينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذَرًا -أو قال: أذىً-"، وقال:"إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذَرًا أو أذىً، فليمسحْه، وليصلِّ فيهما".
• حديث صحيح.
سبق تخريجه تحت الحديث رقم (387).
***
651 -
قال أبو داود: حدثنا موسى -يعني: ابن إسماعيل-: حدثنا أبان: حدثنا قتادة: حدثني بكر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم . . . بهذا، قال:"فيهما خَبَث"، قال في الموضعين:"خَبَث".
• مرسل بإسناد صحيح.
سبق تخريجه تحت الحديث رقم (387).
***
652 -
. . . مروان بن معاوية الفزاري، عن هلال بن ميمون الرملي، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم".
• حديث ضعيف.
أخرجه ابن حبان (5/ 561/ 2186)، والحاكم (1/ 260)، والبزار (8/ 406/ 3480)، والدولابي في الكنى (1/ 409/ 731)، والطبراني في الكبير (7/ 348/ 7165)، والبيهقي (2/ 432)، والبغوي في شرح السنة (2/ 443/ 534).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن شداد بن أوس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
• هذا الحديث رواه عن مروان بن معاوية: قتيبة بن سعيد، والحسين بن حريث المروزي [وهما ثقتان]، هكذا بهذا اللفظ.
ورواه هشام بن عمار [وهو: صدوق، إلا أنه لما كبر صار يتلقن]: ثنا مروان به، ولفظه:"صلوا في نعالكم؛ خالفوا اليهود".
ورواه البزار، قال: حدثنا أحمد بن أبان القرشي، قال: نا مروان بن معاوية به، ولفظه:"خالفوا اليهود، وصلوا في نعالكم؛ فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا في خفافهم".
ثم رواه ابن حبان في صحيحه، قال: أخبرنا ابن قحطبة، قال: حدثنا أحمد بن أبان القرشي، قال: حدثنا مروان به، ولفظه:"خالفوا اليهود والنصارى؛ فإنهم لا يصلون في خفافهم، ولا في نعالهم".
هكذا اختلف على أحمد بن أبان في لفظه، فرواه عنه البزار بلفظ الجماعة، لكنه زاد الأمر بالصلاة في النعال، وخالفه ابن قحطبة، فلم يأت بهذه الزيادة، إلا أنه زاد زيادة أخرى تفرد بها، وهي لفظة: النصارى.
وشيخ ابن حبان، عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصِّلحي، نسبة إلى فم الصِّلح -بكسر الصاد-: بلدة على دجلة بأعلى واسط [الأنساب (3/ 550)، معجم البلدان
(4/ 276)]، هو شيخ لابن حبان أكثر عنه في كتبه (الصحيح، الثقات، المجروحين) ولم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل؛ فلعل الوهم فيه منه، والله أعلم [وانظر الحديث المتقدم برقم (425)].
أو يكون هذا الاختلاف من قِبَل أحمد بن أبان القرشي؛ فإنه وإن ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 32)، وروى له في مواضع من صحيحه [انظر:(346 و 3389 و 4831 و 5370 و 5534 و 5700)]، وقد روى أيضًا عن: ابن عيينة، والدراوردي، وإبراهيم بن سعد، وأنس بن عياض، وروى عنه جماعة، منهم: البزار، وابن أبي الدنيا، وزكريا بن يحيى الساجي، لكن له عن الدراوردي أحاديث لا يتابع عليها، بل خالف فيها أصحاب الدراوردي، وشذ عنهم [انظر: علل الدارقطني (4/ 342/ 614) و (14/ 55/ 3415)، أفراد الدارقطني (1/ 43/ 54 - أطرافه)، المطالب العالية (9/ 251/ 1933)، [وانظر: علل الدارقطني (10/ 179/ 1965)، تاريخ الإسلام (18/ 32)، مجمع الزوائد (2/ 321) و (4/ 282) و (6/ 276)، ولم يعرفه في الموضعين الأولين، وعرفه في الأخير].
• ورواه بكر بن سهل الدمياطي [ضعفه النسائي، وقال الذهبي: "حمله الناس، وهو مقارب الحال"، وحمل عليه العلامة المعلمي اليماني فقال: "ضعفه النسائي، وله زلات تثبت وهنه"، وقال أيضًا: "ضعفه النسائي، وهو أهل ذلك؛ فإن له أوابد". الميزان (1/ 346)، اللسان (2/ 344)، تاريخ دمشق (10/ 379)، السير (13/ 425)، المعرفة (255)، الفوائد المجموعة ص (226 و 244)]: ثنا عبد الله بن يوسف [هو التنيسي: ثقة متقن]: ثنا أبو معاوية [هو: الضرير محمد بن خازم: ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره]، عن هلال بن ميمون، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، أو: غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شك هلال- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا في نعالكم، ولا تشبهوا باليهود".
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 348/ 7164)، وفي مسند الشاميين (3/ 231/ 2149).
فإن صح هذا الطريق عن هلال بن ميمون، فيكون هلال قد تردد في هذا الحديث، فرواه مرة من مسند شداد بن أوس بغير شك، ورواه مرة أخرى لكن شكَّ فيه، هل هو من مسند شداد، أم من مسند غيره من الصحابة؟
• ولهلال بن ميمون الجهني الرملي هذا حديثان تقدم ذكرهما: أحدهما في تعليم الغلام كيفية سلخ الشاة برقم (185)، وحديث في فضل الصلاة في الفلاة برقم (560)، وله حديث آخر يأتي برقم (2493)، وهو متكلم فيه مع قلة روايته، وتفرده بهذين الحديثين الآنفي الذكر، وبهذا الحديث أيضًا، وله أحاديث أخرى أتى فيها بزيادات لم يتابع عليها، أو انفرد بأصلها.
وقد قال فيه ابن معين: "ثقة"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:
"ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي مشاهير علماء الأمصار، وقال في الأخير:"يخالف ويهم"[التهذيب (4/ 291)، الجرح (9/ 76)، مشاهير علماء الأمصار (1430)].
وقد بينت في حديث سلخ الشاة كيف وقع له الوهم فيه، وأنه دخل له حديث في حديث، اشتبه عليه فيه الوصل بالإرسال.
وقد انفرد في حديث أبي سعيد -في فضل الصلاة في الفلاة- بزيادة هذه الجملة: "فإذا صلاها في فلاةٍ فلأتمَّ ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاةً"،، ولم يتابع عليها؛ لا من حديث أبي سعيد المروي بإسناد صحيح كالشمس، حتى أخرجه البخاري في صحيحه، وأعرض عن حديث هلال هذا لما اشتمل عليه من زيادة منكرة تفرد بها عن الثقات، كما أنه لم يتابع على هذه الزيادة ممن روى هذا الحديث من الصحابة الآخرين، مثل: أبي هريرة، وابن عمر، وابن مسعود، وعائشة، وغيرهم، فهو حديث منكر بهذه الزيادة التي تفرد بها هلال بن ميمون هذا، والله أعلم.
فإذا كان مع قلة روايته يهم، ويخالف الثقات، وينفرد بما لا أصل له، فليس هو بذاك الذي يقبل منه التفرد بالأخبار، التي لم تُعرف إلا من طريقه، مع مخالفته للثقات فيما يشاركهم فيه من الأحاديث، كما سبق الإشارة إليه.
وعلى هذا فإنه لا يقبل من مثله التفرد بمثل هذا الحديث، والذي قد يستدل به البعض على وجوب الصلاة في النعال؛ لورود الأمر الصريح فيه بالصلاة في النعال؛ معللًا ذلك بمخالفة اليهود وعدم التشبه بهم، والله أعلم.
وأما شرعية الصلاة في النعال فهي ثابتة بالأحاديث الصحيحة الكثيرة في الباب، وليس في شيء منها الأمر الصلاة فيها، والله أعلم.
• فإن قيل: له شاهد من حديث أنس.
قلت: لا يصلح مثله في الشواهد، ولا كرامة! فقد تفرد بروايته:
أبو قتيبة سلم بن قتيبة: نا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خالفوا اليهود، وصلوا في خفافكم ونعالكم؛ فإنهم لا يصلون في خفافهم، ولا في نعالهم".
أخرجه البزار (13/ 456/ 7230)(1/ 287/ 597 - كشف).
وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن عمر بن نبهان إلا أبو قتيبة، وعمر بن نبهان: مشهور".
هكذا رواه عقبة بن مكرم العمي [وهو: ثقة] عن أبي قتيبة.
• ورواه أيضًا عقبة بن مكرم العمي، وعمرو بن علي الفلاس [ثقة حافظ]، وعباس بن عبد العظيم العنبري [ثقة حافظ]، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة [ثقة حافظ]، ويحيى بن حكيم المقوم [ثقة حافظ]، وموسى بن محمد بن حيان [ترك أبو زرعة حديثه،
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما خالف"، لكن ذكر الخطيب البغدادي أنه روى عنه جماعةٌ أحاديثَ مستقيمة، منهم: أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام:"صدوق، صاحب حديث"، وذهل عن قوله في الميزان والمغني:"ضعفه أبو زرعة". الجرح والتعديل (8/ 161)، الثقات (9/ 161)، تاريخ بغداد (13/ 41)، تاريخ الإسلام (17/ 369)، الميزان (4/ 221)، المغني (2/ 686)، اللسان (8/ 220)]:
عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة: نا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه وخفيه، ويدعو بظاهر كفيه وباطنهما. وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في النعلين والخفين. وفي رواية أبي داود: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا: بباطن كفيه وظاهرهما.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 202)، وفي الأوسط (2/ 130/ 2047)، وأبو داود (1487)، وأبو يعلى (5/ 290 و 291/ 2911 و 2912)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 193)، والطبراني في الأوسط (3/ 193/ 2901)، وابن عدي في الكامل (5/ 32)، والدارقطني في السنن (1/ 313)، وفي الأفراد (1/ 214/ 1030 - أطرافه)، والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1608/ 1074).
قال البخاري: "لا يتابع في حديثه".
وقال العقيلي: "وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى في خفيه ونعليه، وأنه دعا بباطن كفيه وبظاهرهما، من غير هذا الوجه، بإسناد أصلح من هذا".
وقال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث من طرق عن أبي قتيبة مع أحاديث أخرى: "وهذا الذي ذكرت لعمر بن نبهان وذكره البخاري: أنكر ما لعمر بن نبهان، وليس له غير هذا إلا اليسير".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمر، تفرد به سلم".
وقال الدارقطني في الأفراد: "تفرد به عمر عنه" يعني: عن قتادة.
وقال في السنن عن عمر بن نبهان: "ليس بقوي"[من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن لابن زريق (304)].
وضعفه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (1/ 315)، وابن القطان في بيان الوهم (5/ 197/ 2417).
قلت: أبو قتيبة سلم بن قتببة: صدوق، لكن الشأن في شيخه عمر بن نبهان البصري؛ فإنه ضعيف، لا يتابع في حديثه، ويروي المناكير عن المشاهير [انظر: التهذيب (3/ 252)، الميزان (3/ 227)،، ففي تفرده عن قتادة بمثل هذا دون أصحاب قتادة الثقات على كثرتهم: نكارة ظاهرة.
فهو حديث منكر.
وانظر: علل الدارقطني (12/ 142/ 2539)، وسيأتي لهذا الحديث مزيد بيان في موضعه من السنن (1487)، وبيان الوجه المحفوظ عن أنس فيه إن شاء الله تعالى.
***
653 -
. . . حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيًا ومُنتعلًا.
• حديث صحيح.
أخرجه الترمذي في الجامع (1883) طرفًا منه. وفي الشمائل (208)، وابن ماجه (931 و 1038) مفرقًا. وأحمد (2/ 174 و 179 و 206 و 215)، وابن سعد في الطبقات (1/ 480)، وابن أبي شيبة (2/ 179/ 7859)، وأبو بكر الفريابي في الصيام (119)، والطحاوي (1/ 512)، وابن عدي في الكامل (5/ 181)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (144)، والدارقطني (2/ 189)، وابن شاهين في الناسخ (570)، والبيهقي (2/ 431)، والبغوي في شرح السنة (11/ 383/ 3048)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 280).
ولفظه عند ابن سعد وأحمد تامًّا [مع تقديم وتأخير]: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيًا وناعلًا، وينصرف عن يمينه وعن شماله، ويصوم في السفر ويفطر، ويشرب قائمًا وقاعدًا.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وكذا هو في بعض نسخ الكروخي (2/ 10 - نسخة هندية)، ونقله عنه هكذا: النووي في رياض الصالحين (770).
وفي مطبوعة شعيب الأرنؤوط (4/ 20/ 1991): "هذا حديث حسن" فقط، ونقله عنه هكذا: المزي في التحفة (6/ 310/ 8689)، والعيني في عمدة القاري (9/ 279).
وقال ابن عدي بعد أن أخرجه في ترجمة علي بن المبارك بأنه حديث مستقيم.
• هكذا رواه عن حسين بن ذكوان المعلم:
يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وعبد الواحد بن واصل الحداد، وعباد بن العوام، ومروان بن معاوية الفزاري، وعلي بن المبارك، ومحمد بن جعفر غندر [وهم عشرة من الثقات]، وغيرهم.
خالفهم في إسناده: هارون بن موسى [الأزدي العتكي: ثقة مأمون]، رواه عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين به مرفوعًا مطولًا.
أخرجه البزار (9/ 11 - 12/ 3512)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 354/ 393).
من طريق: الحسن بن يحيى بن هشام الرُّزِّي: نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل [ثقة ثبت]: نا هارون به.
قال البزار: "وهذا الكلام قد رواه حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال هارون: عن حسين عن ابن بريدة عن عمران بن حصين، وهارون: ليس به بأس، وزاد هارون في حديثه: يصوم في السفر ويفطر، ولم نحفظ هذا من حديث عمرو بن شعيب، ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك المعروف".
قلت: هذه الزيادة محفوظة من حديث عمرو بن شعيب، رواها عن حسين المعلم: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الواحد بن واصل الحداد، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وعلي بن المبارك، ومروان بن معاوية.
وحديث عمرو بن شعيب هو المحفوظ، فقد رواه عن حسين المعلم عشرة من الثقات، وحديث هارون بن موسى: وهمٌ، وسلوك للجادة والطريق السهل، فإن حسينًا المعلم عن ابن بريدة: طريق مسلوكة، أو يكون دخل لراويه حديث في حديث، وأخشى أن يكون الوهم فيه من الحسن بن يحيى بن هشام الرُّزِّي، فإنه وإن كان صدوقًا [الثقات (8/ 180)، تاريخ الإسلام (18/ 236)، التهذيب (1/)]؛ إلا أنه أحق الثلاثة أن تلحق به التبعة، والله أعلم.
• تابع حسينًا المعلم عليه:
مطر بن طهمان الوراق [صالح الحديث، والراوي عنه: أبو جعفر الرازي: ليس بالقوي]، وحجاج بن أرطاة [ليس بالقوي، ولم يذكر سماعًا، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: "لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي"، قال ابن رجب: "يعني: أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو: عن العرزمي". شرح العلل (2/ 855)]، وعثمان بن عبد الرحمن [يحتمل أن يكون هو الوقاصي المتروك، وفي الإسناد إليه مقال]، وعامر بن عبد الواحد الأحول [صدوق، وهو غريب من حديثه]:
فرووه عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به مطولًا.
أخرجه أحمد (2/ 78 و 190)، وابن الأعرابي في المعجم (3/ 1014/ 2168)، وابن المظفر في غرائب شعبة (28)، والخطيب في التاريخ (7/ 127).
فهو حديث حسن؛ لأجل الاختلاف في الاحتجاج بهذه السلسلة؛ وله شاهد من حديث عائشة الآتي، فيه يصح، والله أعلم.
• وللحديث طرق أخرى عن عمرو بن شعيب به، فيها من كذبوه واتهم:
عند: عبد الرزاق (1/ 387/ 1512) و (2/ 568/ 4490)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 148 و 256/ 413 و 757)، والطبراني في الأوسط (8/ 39/ 7892).
وحديث ابن عمرو هذا مخرج في الذكر والدعاء (2/ 557/ 261) مع شاهده من حديث عائشة باختصار شديد.
• وله شاهد من حديث عائشة:
رواه بقية بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي: أن مكحولًا حدثه: أن مسروق بن الأجدع حدثه، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي حافيًا ومنتعلًا ،وينصرف عن يمينه وعن شماله.
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 82/ 1361)، وفي الكبرى (2/ 106/ 1286)، وإسحاق بن راهويه (3/ 924/ 1618)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (6/ 363 - 364/ 1486)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 105/ 1885) و (4/ 377/ 3599)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 423/ 716)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 191).
[تنبيه: أُقحم في هذا السند في الموضع الأول من مسند الشاميين: سليمان بن موسى بين الزبيدي ومكحول، وإنما يعرف هذا من حديث عبد الله بن سالم، وسيأتي، ولعله من أوهام الطبراني نفسه، أو من النساخ، فقد أخرجه في الموضع الثاني بنفس السند كالجماعة].
قال الطوسي: "هذا حديث غريب".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مكحول، لم نكتبه إلا من حديث بقية عن الزبيدي".
وقال ابن رجب في الفتح (5/ 278): "وهذا إسناد جيد".
قلت: هذا إسناد صحيح غريب، وتفرد بقية به لا يضر.
وهذا الحديث رواه عن بقية: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وقد جاء التصريح بالسماع في جميع طبقات السند من رواية إسحاق عن بقية، لكن خالف بقيةَ في إسناده:
عبدُ الله بن سالم الأشعري الحمصي [ليس به بأس]، فرواه عن الزبيدي: ثنا سليمان بن موسى، عن مكحول، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة به، فزاد في الإسناد سليمان بن موسى.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 105/ 1884)، وذكره الدارقطني في العلل (14/ 289/ 3631).
قال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق: ثنا أبي: ثنا عمرو بن الحارث: ثنا عبد الله بن سالم به.
قال الدارقطني: "والأشبه بالصواب: قول من قال: سليمان بن موسى، قاله عبد الله بن سالم الحمصي، وهو من الأثبات في الحديث، وهو سيئ المذهب، له قول في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قيل: يسبُّ؟ قال: نعم".
لكن روى عصام بن خالد [صدوق]، وغسان بن الربيع [صالح في المتابعات، وقد ضُعِّف. تقدمت ترجمته تحت الحديث (199)]:
ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان [صدوق]، عمن سمع مكحولًا، يحدث عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة أنها قالت: شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا وقاعدًا، ومشى حافيًا وناعلًا، وانصرف عن يمينه وعن شماله.
أخرجه أحمد (6/ 87)، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 156/ 252).
قال الطبراني: "هذا الرجل الذي روى عنه ابن ثوبان هذا الحديث هو عندي: محمد بن الوليد الزبيدي، لأنا لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن مكحول إلا الزبيدي".
قلت: قد رواه الطبراني نفسه من طريق عبد الله بن سالم عن مكحول، كما تقدم.
وعليه: فإما أن تُرجح رواية عبد الله بن سالم حيث زاد في الإسناد رجلًا، إذ الحكم لمن زاد إن كان ثقة، كما ذهب إلى ذلك الدارقطني، وإما أن يجمع بين روايته ورواية بقية، لا سيما وقد احتج النسائي برواية بقية، ولم يذكر اختلافًا في الحديث، فيقال: بأن الزبيدي سمعه أولًا من سليمان بن موسى، ثم لقي مكحولًا بعدُ فاستثبته في الحديث، وسمعه منه، ثم حدث بهذا مرة، وبهذا مرة، والله أعلم.
لكن الأقرب عندي -والله أعلم-: ترجيح رواية بقية التي اعتمدها النسائي، لما يلي:
أولًا: أن الإسناد إلى عبد الله بن سالم: إسناد حمصي لا يثبت مثله، فإن رجاله من لدن عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي إلى عائشة: ثقات مشهورون، ثم تفرد عن عبد الله بن سالم بهذا الإسناد: عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي الحمصي: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان (3/ 251):"عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط، وله عنه نسخة، تفرد بالرواية عنه: إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق: ضعيف".
قلت: وابن زبريق: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: ضعيف، لا سيما لو روى عن عمرو بن الحارث الحمصي، قال النسائي:"ليس بثقة، إذا روى عن عمرو بن الحارث"[تهذيب تاريخ دمشق (2/ 410)]، والذي في التاريخ (8/ 109) نصه:"ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث"[التهذيب (1/ 111)، الميزان (1/ 181)، الجرح والتعديل (2/ 209)].
وابنه: عمرو بن إسحاق بن زبريق: لم أر من ترجم له، ولا حتى في تاريخ دمشق، وهو شيخ للطبراني، أكثر عنه في مصنفاته.
وعلى هذا فهي مخالفة غير معتبرة، لعدم صحة الإسناد إلى المخالِف، وهو عبد الله بن سالم الأشعري [وقد سبق الكلام على هذا الإسناد فيما تقدم تحت الحديث رقم (226)].
ثانيًا: تصرف النسائي في سننه، وقول الطوسي والطبراني وأبي نعيم: يدل على غرابة طريق عبد الله بن سالم، وأنها ليست محفوظة، فإن الحكم على حديث بقية بالغرابة، يدل على أن حديث الزبيدي هذا لا يُعرف إلا من طريق بقية، ولا يعرف من حديث عبد الله بن سالم.
كذلك فإن تصرف النسائي في سننه يدل على تقوية حديث بقية، حيث احتج به، ولم يذكر فيه خلافًا على الزبيدي، ولم يورد طريق عبد الله بن سالم.
والدارقطني في علله أحيانًا يورد طرق الاختلاف في الحديث دون أن تثبت بعض هذه الطرق، فإما أن تكون الأسانيد إليها لا تصح، وإما أن تكون غرائب ومناكير، كما هو الحال هنا [وانظر مثلًا: الأحاديث المتقدمة برقم (515 و 518 و 621 و 623)].
ثالثًا: أن بقية بن الوليد إذا روى عن الثقات، أو عن أهل الشام، أو عن المعروفين، وصرح بالسماع: فهو ثبت، تواترت أقوال الأئمة النقاد على ذلك، وأما إذا روى عن المجهولين، أو لم يصرح بالسماع: فلا، ومن أراد الوقوف على ذلك فليراجع المطولات، وأما ترجمة عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي -إذا استثنينا الكلام عن بدعته في النصب، والكلام عن مروءته وعقله- فليس فيها غير ثلاثة أقوال للأئمة: قول النسائي: "ليس به بأس"، وذكر ابن حبان له في الثقات، وتوثيق الدارقطني له [التهذيب (2/ 341)].
فأيهما يُقدم قوله عند الاختلاف؟ لا شك يقدم قول بقية، فهو الأحفظ والأثبت والأكثر رواية لحديث أهل الشام، فهو الأعلم بحديثهم، فهو هنا يروي هذا الحديث عن حمصي مثله، وقد صرح فيه بالسماع.
• وعليه: فإن حديث عائشة من طريق بقية: حديث صحيح غريب، احتج به النسائي، وهو شاهد لحديث عبد الله بن عمرو، فبه يصح، والله أعلم.
• ورواه أبو بدر شجاع بن الوليد [ليس به بأس]، عن زياد بن خيثمة [الجعفي الكوفي: ثقة]، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيًا ومنتعلًا، ويشرب قائمًا وقاعدًا، وينصرف عن يمينه وعن شماله، ولا يبالي أي ذلك كان.
أخرجه سعدان بن نصر المخرمي في جزئه (159)، ومن طريقه: البيهقي في السنن (2/ 431)، وفي الشعب (5/ 110/ 5986).
• ورواه عبيد الله بن موسى [ثقة، ثبت في إسرائيل]: نا إسرائيل [ثقة] ، عن عبد الله بن عيسى، عن محمد بن سعيد، عن عبد الله بن عطاء، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا وقاعدًا، ويشرب قائمًا وقاعدًا، وينفتل عن يمينه وشماله.
أخرجه إسحاق بن راهويه (3/ 924/ 1617)[وفي سنده سقط]. وابن سعد في الطبقات (1/ 481)، والبيهقي في الشعب (5/ 110/5987).
قلت: قول إسرائيل أشبه بالصواب، فقد زاد في الإسناد رجلًا، وهو ثقة تقبل زيادته.
وعبد الله بن عطاء هذا، يبدو أنه المكي، وأنه لم يدرك عائشة [انظر: التهذيب (2/ 386)]، وعبد الله بن عيسى هو: ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو: كوفى ثقة، وأما محمد بن سعيد هذا: فلم أميزه، والله أعلم.
• ورواه الطبراني في الأوسط (2/ 50/ 1213)، قال: حدثنا أحمد [هو: أحمد بن محمد بن الجهم بن هارون السمري: روى عنه أبو القاسم الطبراني، والقاضي محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا. تاريخ بغداد (4/ 403)، تكملة الإكمال (3/ 351)، توضيح المشتبه (5/ 169)]، قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوم [ثقة حافظ]، قال حدثنا مخلد بن يزيد الحراني [لا بأس به، وكان يهِم]، عن يحيى بن سعيد الأنصاري [مدني، ثقة ثبت]، عن عطاء [إما أن يكون ابن يسار الهلالي المدني، وإما أن يكون ابن أبي رباحٍ المكي، وكلاهما: ثقة]، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائمًا وقاعدًا، ويصلي منتعلًا وحافيًا، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره.
قلت: هو حديث غريب جدًّا؛ لا يُعرف من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، وفي تفرد مخلد بن يزيد الحراني عنه به نكارة ظاهرة.
وإنما رواه يحيى بن هاشم [السمسار: متروك، بل كذاب يضع الحديث. اللسان (8/ 480)]: حدثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل قائمًا وقاعدًا، وينتعل قائمًا وقاعدًا، ويتْفُلُ عن يمينه وعن شماله.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (2/ 577/ 532 - بغية الباحث).
وانظر أيضًا: الغيلانيات (1033).
• ومما صح في الباب أيضًا:
1 -
عن أنس بن مالك:
يرويه سعيد بن يزيد أبو مسلمة الأزدي، قال: سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في النعلين؟ قال: نعم.
أخرجه البخاري (386 و 5850)، ومسلم (555)، وأبو عوانة (1/ 400/ 1467 و 1468)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 155/ 1216)، والترمذي (400)، وقال:"حسن صحيح". وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 337/ 383 و 384)، والنسائي في المجتبى (2/ 74/ 775)، وفي الكبرى (1/ 417/853)، والدارمي (1/ 370/ 1377)، وابن خزيمة (2/ 105/ 1010)، وابن الجارود (174)، وأحمد (3/ 100 و 166 و 189)، والطيالسي (3/ 589/ 2237)، وابن سعد في الطبقات (1/ 480)، وابن أبي شيبة (2/ 179/ 7867)(5/ 283/ 7951 - ط عوامة)، والبزار (14/ 12/ 7395)، وأبو يعلى (6/ 340/ 3667) و (7/ 304/ 4342)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 118/ 2501)، والطحاوي (1/ 511)، وابن البختري في المنتقى من السادس عشر من حديثه (49)(718 - مجموع مصنفاته)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 356/ 394)، والدارقطني (1/ 316)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (564)، والبيهقي في السنن (2/ 431)، وفي المعرفة (1/ 524/ 727)، وفي الشعب (5/ 180/ 6282)، والخطيب في الكفاية (246)، وفي تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 324)، والبغوي في شرح السنة
(2/ 442/ 532)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته". والحازمي في الاعتبار (1/ 340/ 95).
وهذا الحديث يرويه عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد جماعة من الثقات الحفاظ، منهم: إسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وحماد بن زيد، وعباد بن العوام، وغسان بن مضر، وشعبة.
وهكذا رواه عن شعبة جماعة من أصحابه الثقات الحفاظ، مثل: غندر، وخالد بن الحارث، وعبد الرحمن بن مهدي، والطيالسي، وغيرهم، وقد خالفهم فوهم فيه:
أبو قتيبة سلم بن قتيبة [صدوق، لكنه ليس من جمال المحامل]، فرواه عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه.
أخرجه البزار (14/ 11/ 7394)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 166).
قال عمرو بن علي الفلاس: "فقلت لأبي قتيبة: إنما هو عن أبي مسلمة، فقال: هكذا حفظي"، وفي رواية أنه سأل يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث، فقال:"ليس أبو قتيبة من الجمال التي تحمل المحامل".
وقال البزار بعد ما أتبعه بحديث غندر عن شعبة كالجماعة: "وهو الصواب، وأخطأ فيه أبو قتيبة".
وقال الدارقطني في العلل (12/ 254/ 2683): "ووهم فيه، وأصحاب شعبة يروونه عن شعبة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، عن أنس، وهو الصحيح".
• وله فيه حديث آخر:
يرويه عبد الله بن المثنى، قال: نا ثمامة، عن أنس بن مالك، قال: لم يخلع النبي صلى الله عليه وسلم نعليه في الصلاة إلا مرة [واحدة]، فخلع القوم نعالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لم خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، فقال:"إن جبريل عليه السلام أخبرني أن بهما قذرًا".
تقدم تحت الحديث رقم (387)، وهو حديث صحيح.
• ولأنس في الصلاة في النعال حديث باطل:
يرويه عباد بن جويرية [كذاب. اللسان (4/ 386)]، ويحيى بن عبد الله، أو: أبو عبد الله الدمشقي [لا يُعرف، والراوي عنه: مجهول]:
عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في قوله تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] قال: "صلوا في نعالكم"، وفي رواية:"الصلاة في النعال".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 142)، وأبو جعفر بن البختري في جزء فيه مجلسان من أماليه (24)(188 - مجموع مصنفاته)، والسهمي في تاريخ جرجان (88)، وابن حبان في المجروحين (2/ 172)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 384)، وتمام في فوائده (889 و 980)، وابن بشران في الأمالي (253)، والخطيب في التاريخ (14/ 287)،
وفي الجامع لأخلاق الراوي (1/ 390/ 911)، وفي تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 375)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 362) و (51/ 185) و (64/ 302)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 21).
قال العقيلي في عباد: "ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به".
وهو حديث باطل، لا يُعرف عن الأوزاعي، ولا عن قتادة.
وانظر أيضًا: الطبراني في الأوسط (3/ 193/ 2904).
• وله إسناد آخر تقدم ذكره كشاهد للحديث السابق برقم (652).
2 -
عن عبد الله بن الشخير:
يرويه سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
وفي رواية: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنخع، فدلكها بنعله اليسرى.
وفي أخرى: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وعليه نعلٌ مخصوفة.
تقدم برقم (483)، وهو حديث صحيح، أخرجه مسلم (554).
3 -
عن أبي هريرة، وله عنه طرق:
• الأول: مداره على عبد الملك بن عمير، واختلف عليه:
أ- فرواه الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي هريرة، قال: ورب هذه البنية! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل المسجد ونعلاه في رجليه، وهو يصلي كذلك، ثم يخرج من المسجد وهو كذلك ما خلعهما.
أخرجه عبد الرزاق (1/ 384/ 1502).
هكذا هو في المصنف، وهو وهم من راوي المصنف إسحاق الدبري، فهو ممن سمع من عبد الرزاق بأخرة، وكان قد أضر، وقد رواه الإمام أحمد، وهو ممن سمع من عبد الرزاق قبل ذهاب بصره، فقال: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان: حدثني عبد الملك بن عمير: حدثني من سمع أبا هريرة، يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه. أخرجه أحمد في المسند (2/ 377).
وقد تابعه على ذلك:
أبو حذيفة [موسى بن مسعود النهدي: صدوق، يغلط في حديث الثوري]، قال: ثنا سفيان، عن عبد الملك، قال: أخبرني من سمع أبا هريرة صلى الله عليه وسلم يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه.
أخرجه الطحاوي (1/ 512).
قلت: وهكذا رواه جماعة من الثقات عن عبد الملك بن عمير بواسطة بينه وبين أبي هريرة.
ب- ورواه شعبة، وأبو عوانة، ومعمر:
عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت شيخًا من بلحارث [وقال أبو عوانة: عن رجل من بني الحارث بن كعب، وأبهمه معمر]، يحدث أنه سمع أبا هريرة، يقول: ما أنا نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تصوموا يوم الجمعة؛ إلا أن تصوموا قبله يومًا أو بعده يومًا".
وما أنا صليت في النعلين، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في النعلين. لفظ شعبة.
أخرجه أحمد (2/ 422 و 458)، وإسحاق (1/ 452/ 525)، والطيالسي (4/ 322/ 2718)، والبزار (1/ 289/ 602 - كشف)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (518)، والطحاوي (1/ 511) و (2/ 78)، والبيهقي في الدلائل (6/ 39).
قال إسحاق: "والرجل هو زياد الحارثي، أبو الأوبر، هكذا قال جرير والمعتمر".
وقال البيهقي: "الحارثي هذا هو: أبو الأوبر، اسمه زياد".
ج - ورواه ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي متنعلًا وحافيًا، ورأيته ينفتل عن يمينه وشماله.
أخرجه عبد الرزاق (1/ 385/ 1503).
كذا رواه عبد الرزاق عن ابن عيينة.
ورواه الحميدي [إمام جليل، ثقة حافظ، فقيه، أثبت أصحاب ابن عيينة، وراويته]، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت رجلًا يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائمًا وقاعدًا، وحافيًا وناعلًا، ورأيته ينفتل عن يمينه وعن شماله.
قال سفيان: قالوا: هذا أبو الأوبر.
أخرجه الحميدي (2/ 438/ 997).
ورواه الإمام الشافعي [إمام جليل، ثقة حافظ، فقيه، من أثبت أصحاب ابن عيينة]، والإمام أحمد [إمام جليل، ثقة حافظ حجة، فقيه، من أثبت أصحاب ابن عيينة]، وسعدان بن نصر [صدوق. الجرح والتعديل (4/ 291)، سؤالات السلمي (142)، السير (12/ 357)]:
ثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حافيًا وناعلًا، وقائمًا وقاعدًا، وينفتل عن يمينه وعن شماله. لفظ سعدان.
أخرجه الشافعي في الأم (1/ 127)، وفي المسند (45)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (2/ 128/ 1064).
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 248).
وأخرجه سعدان بن نصر المخرمي في جزئه (138)، ومن طريقه: البيهقي في السنن (2/ 295)، والخطيب في المتفق والمفترق (2/ 1171/ 732)، وابن الأبار في المعجم في أصحاب القاضي الصدفي (214)، والسبكي في طبقات الشافعية (10/ 170).
قال الذهبي: "هذا حديث غريب، صالح الإسناد، واسم أبي الأوبر: زياد الحارثي، كوفي، سماه يحيى بن معين".
قلت: أصاب ابن عيينة في تعيين الرجل المبهم، وتكنيته بأبي الأوبر، فقد تابعه على ذلك جماعة من الثقات، كما سيأتي، لكنه وهم في لفظ الحديث، وخالف في لفظه: سفيان الثوري، وشعبة، وأبا عوانة، ومعمر بن راشد، ومعتمر بن سليمان التيمي، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، وعنبسة بن عبد الواحد، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، وشريك بن عبد الله النخعي، فوهم في ذلك، ولعله دخل له حديث في حديث، وإنما يُعرف هذا اللفظ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ومن حديث عائشة.
د- ورواه معتمر بن سليمان التيمي، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، وعنبسة بن عبد الواحد [وهم ثقات]، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية [ليس به بأس. تقدم ذكره تحت الحديث رقم (396)]:
حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: حدثني أبو الأوبر [زاد ابن ذي حماية: وكان من بني الحارث بن كعب]: أنه سمع أبا هريرة، وقال له رجل: يا أبا هريرة! أنت نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة؟ فقال: لا لعمرك! ما أنا نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة؛ غير أني ورب هذه الحرمة -قالها ثلاثًا- لقد سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يخصن أحدكم يوم الجمعة بصوم؛ إلا أن يصوموا أيامًا آخر".
قال: فلم أبرح معه حتى جاءه آخر، فقال: يا أبا هريرة! أنت نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم؟ فقال: لا لعمر الله! ما نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم؛ غير أني ورب هذه الحرمة -حتى قالها ثلاثًا- لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا عند المقام يصلي، وعليه نعلاه، ثم انصرف وهما عليه. لفظ التيمي.
أخرجه ابن حبان (8/ 375/ 3610)، وأحمد (2/ 365)، وإسحاق (1/ 268 - 270/ 237 و 238 و 241)، وعبد الرزاق (1/ 385/ 1504)، والفاكهي في أخبار مكة (1/ 459/ 1009)، والحارث بن أبي أسا مة (1/ 262/ 140 - زوائده)، والبزار (1/ 289/ 601 - كشف)، والدولابي في الكنى (1/ 359/ 636)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 370/ 2485)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 358/ 395)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 243).
وخالفهم: قرة بن خالد [ثقة]، فرواه عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حافيًا ومنتعلًا، وينصرف عن يمينه وعن يساره.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 351/ 392)، والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1889/ 1488).
من طريق: أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري: نا قرة به.
وهذا منكر، فإن أبا سلمة محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري: منكر الحديث، كذبه بعضهم [التهذيب (3/ 606)].
وكذا رواه ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير، فتابعهم على قولهم: عن أبي الأوبر، وخالفهم في لفظه، وتقدم.
هـ- ورواه شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، عن عبد الملك بن عمير، عن زياد الحارثي، عن أبي هريرة،
…
فذكر الحديث بطرفيه.
أخرجه أحمد (2/ 458 و 526 و 537)، وإسحاق (1/ 270/ 240)، وابن أبي شيبة (2/ 179 و 302/ 7858 و 9250)، والطحاوي (1/ 512) و (2/ 78)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (2/ 71)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 243).
قال الدارقطني في العلل (11/ 238/ 2259): "والصحيح من ذلك: قول من قال: عن عبد الملك، عن أبي الأوبر، واسمه زياد الحارثي".
قلت: هذا الاختلاف في إسناد هذا الحديث بالإبهام والتعيين: إنما هو من عبد الملك بن عمير نفسه؛ فإنه لم يكن بالحافظ، والحفاظ يختلفون عليه [انظر: هدي الساري (443)، التهذيب (2/ 620)، الميزان (2/ 660)].
لكن هذا الاختلاف لا يضر، فمن حدثه عبد الملك بالزيادة وتعيين المبهم قوله أولى، لما فيه من زيادة علم، وبهذا جزم الأئمة، كما تقدم نقل أقوالهم، والله أعلم.
وزياد أبو الأوبر الحارثي: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح حديثه، وقال ابن عساكر:"زياد بن النضر، أبو الأوبر، ويقال: أبو عائشة، ويقال: أبو عمر الحارثي، من أهل الكوفة حدث عن أبي هريرة، روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الملك بن عمير، ووفد على يزيد بن معاوية، [تاريخ ابن معين للدوري (3/ 579/ 2838)، كنى مسلم (1/ 110/ 262)، الثقات (4/ 257)، فتح الباب (625)، تاريخ دمشق (19/ 242)، المغني (1/ 245)، وقال: "لا يعرف". تعجيل المنفعة (343)]، قلت: والشعبي إذا حدث عن رجل وسماه فهو ثقة، يحتج به، كما قال ابن معين، وعليه: فإن حديث أبي هريرة هذا حديث حسن، والله أعلم.
• وطرف الحديث الأول في النهي عن اختصاص الجمعة بصيام: ثابت من حديث أبي هريرة من طرق أخرى صحيحة، أخرجها الشيخان [البخاري (1985)، مسلم (1144)]، وغيرهما [سنن أبي داود (2420)، جامع الترمذي (743)، سنن ابن ماجه (1723)، صحيح ابن خزيمة (2157 - 2161)، صحيح ابن حبان (3609 و 3612 - 3614)، مستدرك الحاكم (1/ 437)، مسند أحمد (2/ 303 و 394 و 495 و 532)، شرح معاني الآثار (2/ 78 و 79)].
ويأتي تخريجها في موضعها من السنن إن شاء الله تعالى.
• الثاني:
يرويه إبراهيم بن محمد بن الحارث [هو: ابن ميمون المديني النائلي، من أهل أصبهان، يعرف بابن نائلة، قال أبو الشيخ: "وكان عنده كتب النعمان عن محمد بن
المغيرة، وحديث البصريين والأصبهانيين والكثير،
…
، وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه"، وقال السمعاني: "أحد الثقات". طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 356)، تاريخ أصبهان (1/ 230)، الأنساب (5/ 450)، تاريخ الإسلام (22/ 100)، توضيح المشتبه (1/ 152)]: نا محمد بن عمرو بن جبلة [هو: ابن عباد بن جبلة: صدوق]: نا محمد بن مروان العقيلي [ليس به بأس]، عن هشام [هو: ابن حسان: ثقة]، عن محمد [هو: ابن سيرين: ثقة ثبت]، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حافيًا ومتنعلًا.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 362/ 397)، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (2/ 442 - 443/ 533).
قلت: إسناده غريب جدًّا، وهو من جملة غرائب ابن نائلة.
• الثالث:
يرويه الفاكهي في أخبار مكة (1/ 460/ 1010)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن ماهان، قال: ثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير [هو: مرثد بن عبد الله اليزني المصري: ثقة فقيه]، عن عبد الرحمن بن هرمز، قال: بينما أبو هريرة رضي الله عنه عند المقام يصلي حتى أتاه رجل، فقال له: يا أبا هريرة! أنت قلت للناس لا يصلوا في نعالهم؟ فقال: معاذ الله، غير أني ورب هذه الحرمة صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، ونعلاه في رجليه، فانصرف وهما عليه.
وكان قد روى قبل ذلك (1/ 355/ 737) بنفس هذا الإسناد طرف حديث أبي هريرة الأول في النهي عن اختصاص الجمعة بصيام.
وهذا إسناد مدني، ثم مصري، رجاله ثقات مشاهير، إلا أن شيخ الفاكهي لم أعثر له على ترجمة إلا أن يكون هو: علي بن خَشرَم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان المروزي أبو الحسن الحافظ الثقة؛ فإنه من نفس الطبقة، فيكون الفاكهي نسبه إلى جده الأعلى، إلا أنه لا يُعرف بالرواية عن الليث بن سعد، وهو مكثر عن عيسى بن يونس، والفضل بن موسى السيناني، وابن عيينة، وغيرهم، فإن كان هو: فهو إسناد غريب جدًّا، لتفرده به دون أصحاب الليث على كثرتهم، والله أعلم.
وهذه الرواية وهم؛ فقد خالفه فيها أصحاب الليث:
فقد رواه عبد الله بن صالح [كاتب الليث: صدوق، تُكُلِّم فيه، وكانت فيه غفلة]، وعبد الله بن وهب [ثقة]، ويحيى بن عبد الله بن بكير [ثقة في الليث بن سعد]:
حدثني الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي: أنهم وَلَجُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثمانية رهط هو ثامنهم يوم الجمعة، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بطعامٍ، فقال لرجلٍ:"كُلْ"، فقال: صائم، قال لآخر:"كُلْ"، فقال: صائم، حتى سألهم جميعًا، فقال:"صُمْتُم أمس؟ " فقالوا: لا، فقال:"أَصُيَّام غدًا؟ " قالوا: لا، فأمرهم أن يفطروا. لفظ عبد الله بن صالح.
أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 213 / 2786)، وابن قانع في المعجم (1/ 155)، والطبراني في الكبير (2/ 281/ 2175)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 612/ 1662)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 293).
وهذا هو الصحيح عن الليث، ولم ينفرد به، بل توبع عليه:
• فقد رواه يزيد بن هارون، وأحمد بن خالد الوهبي، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحيم بن سليمان، ويحيى بن سعيد الأموي، وإسماعيل بن عياش، ومحمد بن سلمة [وشذ بإسقاط أبي الخير من الإسناد]:
عن محمد بن إسحاق [صدوق، مدلس، ولم يصرح بالسماع]، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن حذيفة [ومن قال: حذافة، فقد حرَّف] الأزدي، عن جنادة الأزدي، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من الأزد يوم الجمعة، فدعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام بين يديه، فقلنا: إنا صيام، فقال:"صُمْتُم أمس؟ " قلنا: لا، قال:"فتصومون غدًا؟ " قلنا: لا؟ قال: "فأفطروا" ثم قال: "لا تصوموا يوم الجمعة مفردًا".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 233) و (3/ 97)، والنسائي في الكبرى (3/ 213/ 2787)، والحاكم (3/ 608)، وأحمد (2/ 208/ 2115 - أطراف المسند)(4/ 79/ 3980 - إتحاف المهرة)، وابن سعد في الطبقات (7/ 502)، وابن أبي شيبة (2/ 301/ 9242)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 277/ 2297)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (1/ 499/ 332)، والطبراني في الكبير (2/ 281/ 2173 و 2174)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 613 /1663)، والمزي في التهذيب (5/ 510).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلت: إنما أخرج مسلم لابن إسحاق في المتابعات، ولم يخرج شيئًا بهذا الإسناد.
• ورواه أيضًا: ابن لهيعة [ضعيف، صالح في المتابعات]: ثنا يزيد بن أبي حبيب: أن أبا الخير حدثه: أن حذيفة البارقي حدثه: أن جنادة بن أبي أمية حدثه أنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . فذكر الحديث.
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (1/ 521 - 522/ 205)، والطحاوي (2/ 79)، والطبراني في الكبير (2/ 282/ 2176)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 612/ 1662).
• وقد روى محمد بن عمر الواقدي هذا الحديث فقلب إسناده، وقال فيه: عن جنادة، عن حذيفة الأزدي، والواقدي: متروك، واغتر بهذه الرواية أبو القاسم البغوي فأخرجها في معجم الصحابة (2/ 30/ 425) في ترجمة حذيفة الأزدي، وقال:"يُشكُّ في صحبته"، ثم أتبعه بقوله:"هذا الحديث رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة"، زاد مغلطاي في كلام البغوي بعد أن نقل كلامه السابق:"وهو الأصح"[الإنابة (1/ 156/ 171)]، وكذا فعل ابن منده وأبو موسى المديني، قلت: كان الأولى عدم إيراده إلا بالجزم بنفي الصحبة؛ لعدم ورود الدليل على
صحتها، وإلا فهي مجرد خطأ من راويها [انظر: أسد الغابة (1/ 570 و 571)، جامع التحصيل (102)، تحفة التحصيل (53)].
قال أبو موسى: "ورواه ابن إسحاق، فقدَّم جنادة على حذيفة، جعل جنادة صحابيًّا، وحذيفة راويًا عنه، وكذا رواه الليث بن سعد، وهو الأصح"[أسد الغابة (1/ 572)].
والحاصل: أن هذا إسناد متصل، رجاله مصريون ثقات؛ غير حذيفة الأزدي، فإنه لم يوثق، ولم يرو عنه سوى أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني [تابعي من الثالثة]، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 694):"ذكر فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم"، قلت: لعله قال ذلك بناء على إيراد البغوي وغيره له في الصحابة، وقال الذهبي في المغني (1/ 152)، وكذا في الميزان (1/ 467):"تابعي مجهول"، والله أعلم.
• الرابع:
يرويه مسلمة بن علي الخشني، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا زينتكم في الصلاة" قلنا: يا رسول الله! وما هو؟ قال: "البسوا نعالكم".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 212).
قال العقيلي: "ولا يتابع عليه".
قلت: هو حديث منكر؛ مسلمة بن علي الخشني: متروك، منكر الحديث [التهذيب (4/ 76)]، وقد تفرد به بهذا الوجه عن ابن عجلان.
ورواه بقية، قال: حدثني علي القرشي، قال: حدثني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: وما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم، فصلوا فيها".
علقه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 155/ 434).
قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وعلي القرشي: مجهول".
• وروي من وجه آخر عن ابن عجلان:
رواه محمد بن المصفى، عن بقية، عن محمد بن عجلان، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: يا رسول الله! ما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم، وصلوا فيها".
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 398)، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 149/ 416).
قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر".
قلت: دلسه بقية، أو سواه ابن المصفى:
فقد رواه هشام بن عبد الملك [ابن عمران اليزني، أبو تقي الحمصي: صدوق]: ثنا بقية، عن علي القرشي، عن محمد بن عجلان، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة بمثله مرفوعًا.
أخرجه ابن عدي (5/ 184).
قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها علي بن أبي علي هذا، وهو مجهول، يحدث عنه بقية غير ما ذكرت"، وكان قال قبل ذلك:"علي بن أبي علي القرشي: يحدث عنه بقية، مجهول، ومنكر الحديث".
وقال الدارقطني فيمن رواه بهذا الوجه عن بقية: "وهو أشبه"[العلل (9/ 26/ 1619)]. قلت: وهو منكر أيضًا.
• الخامس:
يرويه محمد بن الفضل، عن كرز بن وبرة الحارثي، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
…
فذكره بمثل الطريق السابقة.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 162)، وعنه: السهمي في تاريخ جرجان (357 و 358)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 83)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 21).
ومحمد بن الفضل بن عطية: متروك الحديث، كذاب، روى أحاديث موضوعة [التهذيب (3/ 675)، الميزان (4/ 6)]، وقد تلوَّن في هذا الحديث، فرواه مرة هكذا.
ورواه مرة أخرى عن كرز، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعًا.
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 162)، وعنه: السهمي في تاريخ جرجان (358).
قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة كلها لا يرويها عن كرز غير محمد بن الفضل بن عطية".
ورواه زمام، عن عطاء، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 235).
وزمام هذا الأقرب أنه لقب، ويعرف به: ميمون بن عبد الله أبو سعيد الزمام، له حديث موضوع في معجم ابن الأعرابي (3/ 909/ 1907)، والله أعلم.
وانظر أيضًا: الكامل (4/ 259).
4 -
عن أوس الثقفي:
يرويه شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوس، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه.
رواه عن شعبة: غندر محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، ووهب بن جرير، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو داود الطيالسي، وعفان بن مسلم، وبهز بن أسد، وسليمان بن حرب، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو.
وفي حديث وهب: عن ابن عمرو بن أوس، وفي حديث أبي الوليد: قال: سمعت رجلًا جده أوس بن أبي أوس، وبمثله حديث عفان وبهز وسليمان؛ إلا أن بهزًا لم يذكر سماعًا، وفي حديث الطيالسي: عن ابن أوس، وكان أوس جده.
وفي لفظ لغندر، وبنحوه القطان: كان جدي أوس أحيانًا يصلي، فيشير إليَّ وهو في الصلاة فأعطيه نعليه، ويقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
أخرجه ابن ماجه (1037)، وأحمد (4/ 8 و 9 و 10)، والطيالسي (2/ 433/ 1205)، وابن سعد في الطبقات (5/ 511)، وابن أبي شيبة (2/ 179/ 7860 و 7861)(5/ 280 و 281 و 488/ 7944 و 7945 و 8579 - ط عوامة)، والطحاوي (1/ 512)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 28 - 29)، والطبراني في الكبير (1/ 222 و 223/ 604 و 610).
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل المبهم، وهو صالح في الشواهد والمتابعات.
وانظر فيمن وهم فيه على شعبة: معجم الطبراني الكبير (1/ 223/ 609)، اللطائف من دقائق المعارف (456).
ورواه قيس بن الربيع، عن عمير بن عبد الله [الخثعمي]، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن أوس بن أوس الثقفي [أو: أوس بن أويس]، قال: أقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلي وعليه نعلان مقابلتان. وفي رواية: فرأيت لنعله قبالان. وفي رواية: فرأيته يصلي، ويسلم عن يمينه وعن شماله. وفي رواية: أقمت عند النبي صلى الله عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلي وعليه نعلان مقابلتان، ورأيته يبزق عن يمينه وعن شماله.
أخرجه الطيالسي (2/ 435/ 1208)، وابن سعد في الطبقات (5/ 511)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 74/ 162 - السفر الثاني)، والطحاوي (1/ 269 و 512)، وابن الأعرابي في المعجم (322)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 27)، والطبراني في الكبير (1/ 219/ 596 و 97 5)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 331/ 381)، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 227/ 121).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، عبد الملك بن المغيرة الطائفي: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من أهل الكوفة، كلهم متكلم في حفظهم، عدا الراوي عنه هنا، ولم يذكر سماعًا من أوس [التاريخ الكبير (5/ 433)، التهذيب (2/ 6279)]، وعمير بن عبد الله بن بشر الخثعمي: روى عنه جماعة من الثقات، وقال ابن نمير:"شيخ قديم ثقة، من أصحاب الحجاج"، يعني: ابن أرطاة، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (3/ 327)]، وقيس بن الربيع: صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به [التقريب (511)].
فالحديث حسن بهذين الإسنادين، لمجيئه من طريقين مختلفين، ومخرجين متباعدين.
فإن قيل: الأول من مسند أوس بن أبي أوس، والثاني من مسند أوس بن أوس، فيقال: هما واحد، قال ابن معين:"أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس: واحد"[تاريخ ابن معين للدوري (3/ 38/ 158)، الجرح والتعديل (2/ 303)، معجم الصحابة للبغوي (1/ 74/ 51)]، ولما سئل عن ذلك قال:"نعم هو واحد، ولكن بعضهم يقول: ابن أبي أوس، وبعضهم يقول: ابن أوس، وهو واحد"[تاريخ ابن معين للدوري (4/ 471/ 5334)]، وقال
أحمد في المسند (4/ 8): "حديث أوس بن أبي أوس الثقفي، وهو أوس بن حذيفة رضي الله تعالى عنه"، وقال البخاري:"أوس بن حذيفة الثقفي: والد عمرو بن أوس، ويقال: أوس بن أبي أوس، ويقال: أوس بن أوس، له صحبة"[التاريخ الكبير (2/ 15)]، وبمثله قال ابن حبان في الثقات (3/ 10)، وقال أبو حاتم:"أوس بن أوس الثقفى: له صحبة، ويقال: أوس بن أبي أوس"، وفرق بينهما وبين أوس بن حذيفة [الجرح والتعديل (2/ 303)] [وانظر: التهذيب (1/ 193)].
5 -
عن أعرابي:
يرويه سليمان بن المغيرة [ثقة ثبت]، عن حميد بن هلال العدوي، قال: حدثني من سمع الأعرابي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وعليه نعلان من جلد بقر، قال: فتفل عن يساره، ثم حكَّ حيث تفل بنعله.
أخرجه أحمد (5/ 6)، وابن أبي شيبة (2/ 179/ 7863)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (1/ 263/ 141 - زوائده)(3/ 612/ 385 - مطالب)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 335/ 383).
واختلف فيه على حميد بن هلال:
فرواه عنه هكذا سليمان بن المغيرة.
ورواه محمد بن سنان القزاز: نا أبو غسان العنبري [يحيى بن كثير بن درهم: ثقة]: نا شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 336/ 384)، والبيهقي (2/ 420).
قال البيهقي: "تفرد به أبو غسان يحيى بن كثير العنبري كما أعلم".
قلت: قد وهم فيه محمد بن سنان القزاز وهمًا فاحشًا، وهو ضعيف، أطلق بعضهم عليه الكذب [تاريخ الإسلام (20/ 446)، الميزان (3/ 575)، التهذيب (3/ 582)].
خالفه: أحمد بن خزيمة: نا يحيى بن كثير: نا شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف، عن أعرابي: أنه رأى على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلين مخصوفتين.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 344/ 2911).
وشيخ ابن أبي عاصم: أحمد بن خزيمة: لم أهتد إليه، لكنه توبع على هذه الرواية:
فقد رواه غندر محمد بن جعفر [ثقة، أعلم الناس بحديث شعبة]، وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت، حافظ إمام، من أثبت الناس في شعبة]، وسفيان بن حبيب [ثقة، عالم بحديث شعبة]، وإبراهيم بن طهمان [ثقة]:
حدثنا شعبة، قال: سمعت حميد بن هلال، يحدث عن مطرف، قال: حدثني الأعرابي: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين. اللفظ لغندر.
أخرجه النسائي في الرابع من الإغراب (69 و 70)، وأحمد (5/ 28 و 58).
هذا هو الصواب عن شعبة في هذا الحديث، وإسناده صحيح.
ووهم فيه أيضًا على شعبة، فسلك فيه الجادة، والطريق السهل، فجعله من مسند عبد الله بن الشخير والد مطرف:
خالد بن عبد الرحمن الخراساني [وهو: صدوق، له أوهام]: نا شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه، قال: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلين مخصوفتين.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 338/ 385)، بإسناد فيه من يجهل حاله، ومن تُكُلِّم فيه إلى خالد به.
قلت: وعلى هذا فإن الرواية المحفوظة عن شعبة قد عينت المبهم في رواية سليمان بن المغيرة، ويؤكد ذلك مجيئه من طريق أخرى:
فقد روى عبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري:
حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن يزيد بن الشخير، عن مطرف بن الشخير، قال: أخبرني أعرابي لنا، قال: رأيت نعل نبيكم صلى الله عليه وسلم مخصوفة.
أخرجه أحمد (5/ 6)[مع الإتحاف (16/ 2/ 657/ 21138)، وإطراف المسند المعتلي (8/ 325 - 326/ 11147)]، وابن سعد في الطبقات (1/ 479).
ورواه وكيع بن الجراح، وقبيصة بن عقبة:
عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن مطرف [قال وكيع: عن ابن الشخير، بدل: مطرف]، عن الأعرابي، قال: رأيت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصوفة.
أخرجه أحمد (5/ 363)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3170/ 7295).
قلت: والأول أشبه؛ حيث زادا في الإسناد رجلًا، وهذا إسناد صحيح، وبه يصح حديث الأعرابي.
وانظر علل الدارقطني (2/ 74 ب و 75 أ).
• ومما لم يصح في الباب، أو في إسناده مقال:
6 -
عن ابن مسعود:
يرويه أبو إسحاق السبيعي، عن علقمة بن قيس -ولم يسمعه منه-: أن عبد الله بن مسعود أتى أبا موسى الأشعري في منزله، فحضرت الصلاة، فقال أبو موسى: تقدم يا أبا عبد الرحمن، فإنك أقدم سنًّا وأعلم، قال: لا بل تقدم أنت، فإنما أتيناك في منزلك ومسجدك، فأنت أحق، قال: فتقدم أبو موسى فخلع نعليه، فلما سلم، قال: ما أردت إلى خلعهما، أبالوادي المقدس أنت؟! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الخفين والنعلين.
تقدم تحت الحديث رقم (387)، وهو حديث معلول.
• وله فيه حديث آخر:
يرويه موسى بن أبي سهل المصري، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن مغيرة، عن
إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تمام الصلاة: الصلاة في النعلين".
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 54/ 150)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي [روى عنه ابن الأعرابي، وأبو القاسم الطبراني فأكثر عنه، ولم يُتكلم فيه. طبقات الحنابلة (1/ 84)، تاريخ الإسلام (22/ 88)]، قال: حدثنا موسى به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مغيرة إلا علي بن عاصم، تفرد به: موسى بن أبي سهل".
قلت: هو حديث منكر؛ لتفرد موسى بن أبي سهل المصري به عن علي بن عاصم الواسطي، على كثرة من روى عن علي بن عاصم من الثقات وغيرهم، وفي تفرد علي بن عاصم به عن مغيرة بن مقسم الكوفي غرابة، ومغيرة: ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس عن إبراهيم، فحديثه عن إبراهيم مدخول، وقال أحمد بأن عامة ما رواه عن إبراهيم إنما سمعه من غيره [التهذيب (4/ 138)].
وهذا الحديث لا يُعرف من حديث إبراهيم النخعي، ولا من حديث الأسود بن يزيد، وإنما يرويه بلفظ آخر: أبو إسحاق السبيعي، عن علقمة، عن عبد الله، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه فخلعهما، فخلع القوم نعالهم، فلما صلى قال:"أخبرني جبريل أن فيهما نتنًا فخلعتهما، فلا تفعلوا"، وتقدم ذكره تحت الحديث السابق برقم (387).
وموسى بن أبي سهل المصري: روى عنه جماعة، ولم يوثق، وهو قليل الرواية [غنية الملتمس (588)، تاريخ دمشق (60/ 415)]، وفي تفرد مثله بهذا الحديث الكوفي ثم الواسطي: نكارة ظاهرة.
7 -
عن ابن عباس:
يرويه صالح بن بيان [متروك. اللسان (4/ 281)]، قال: ثنا فرات بن السائب [متروك، منكر الحديث؛ خاصة عن ميمون بن مهران، واتهم. اللسان (6/ 322)]، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس:{يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} : [الأعراف:31]، قال: الصلاة في النعلين، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه، فخلعهما، فخلع الناس، فلما قضى الصلاة، قال:"لم خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال:"إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فقال: إن فيهما دم حلمة"[والحلمة: القراد الكبير. النهاية (1/ 434)].
تقدم تحت الحديث رقم (387)، وهو حديث منكر باطل، وله إسناد آخر واهٍ، ذكرته هناك.
وله إسناد ثالث: عند العقيلي في الضعفاء (4/ 409)، وابن عدي في الكامل (7/ 245) [وفيه: يحيى بن صالح الأيلي: أحاديثه مناكير. اللسان (8/ 451)].
• وروى محمد بن سليمان بن مسمول، عن جعفر بن محمد بن عباد، عن أبيه، قال: رأيت ابن عباس يصلي خلف المقام في نعليه، فقلت له، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 185)، وابن عدي في الكامل (6/ 207).
قال العقيلي بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمة جعفر بن محمد بن عباد منكرًا به عليه: "وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى في نعليه، بغير هذا الإسناد بإسناد صالح".
وقال ابن عدي بعد أن أورد هذا الحديث في مناكير ابن مسمول: "ولمحمد بن سليمان بن مسمول غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ولا متنه".
قلت: هو حديث منكر؛ ابن مسمول: ضعيف الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه [اللسان (7/ 171)]، وجعفر بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي المكي: ليس بالقوي، لم يكن صاحب حديث [اللسان (2/ 463)]، والمعروف في هذا عن ابن عباس موقوف عليه فعله [انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 386/ 1508)، مصنف ابن أبي شيبة (2/ 180/ 7879)، كنى الدولابي (2/ 489/ 882)].
• وروى أبو يحيى عبد الحميد الحماني، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
أخرجه البزار (1/ 228/ 599 - كشف)، والطبراني في الكبير (11/ 254/ 11654)، وابن عدي في الكامل (7/ 21)، والخطيب في الموضح (1/ 174).
قال البزار: "لا نعلم لابن عباس غير هذا الطريق".
وقال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن أبي يحيى عن النضر: كلها غير محفوظة".
قلت: هو منكر من حديث عكرمة، تفرد به عنه: النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز الكوفي، وهو: متروك، منكر الحديث [التهذيب (4/ 225)].
• وروى عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي، قال: نا عبد الرحمن بن عثمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وفي نعليه أثر طين، وعليه كساء، فجعل يتقي أن يصيب الكساء.
أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 218/ 4022).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الرحمن، تفرد به: أبو علي الحنفي".
قلت: أبو علي الحنفي: صدوق، وعبد الرحمن بن عثمان هذا ليس هو البكراوي، والأقرب أنه مجهول، وشيخ الطبراني: علي بن سعيد بن بشير الرازي: حافظ، رحال، جوال؛ إلا أنهم تكلموا في حفظه، وتفرد بأشياء لم يتابع عليها [اللسان (5/ 542)].
فهو حديث منكر؛ كسابقه.
8 -
عن عمرو بن حريث:
يرويه سفيان الثوري [من رواية: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وأبي أحمد الزبيري]، وإسرائيل:
عن السُّدِّي [وفي رواية لأبي أحمد الزبيري عن الثوري: عن أبي إسحاق، بدل: السدي، وهي وهم]، قال: أخبرني من سمع عمرو بن حريث، ورأى ناسًا لا يصلون في نعالهم، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين.
أخرجه الترمذي في الشمائل (81)، والنسائي في الكبرى (8/ 464 و 465/ 9718 - 9720)، وأحمد (4/ 307)، وعبد الرزاق (1/ 386/ 1505)، وابن سعد في الطبقات (1/ 479)، وابن أبي شيبة (2/ 179/ 7862)(5/ 281 - 282/ 7946 - ط عوامة)، وعبد بن حميد (285)، وأبو يعلى في المسند (3/ 46 و 47/ 1465 و 1466)، وفي المعجم (235)، والطحاوي (1/ 512)، وابن قانع في المعجم (2/ 202)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 333/ 382)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 204).
قال النسائي في رواية أبي أحمد الزبيري التي قال فيها: "عن أبي إسحاق"، قال النسائي:"هذا خطأ، والصواب الذي يليه"، يعني: من قال: عن السدي.
وفي تحفة الأشراف (8/ 146/ 10725): "هذا هو الصواب، والأول خطأ، وأثبت أصحاب سفيان: يحيى، وابن المبارك، ووكيع، وابن مهدي، وأبو نعيم، والأشجعي".
خالفهما فوهم، وأسقط الواسطة المبهمة: أسباط بن نصر [ليس بالقوي. التهذيب (1/ 109)]، فرواه عن السدي، عن عمرو بن حريث به مرفوعًا.
أخرجه ابن البختري في الرابع من حديثه (148)(392 - مجموع مصنفاته).
وإسناده ضعيف؛ لأجل التابعي المبهم، وهو صالح في الشواهد، والسدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة: تابعي صدوق.
9 -
عن عبد الله بن أبي حبيبة:
يرويه مجمع بن يعقوب بن مجمع الأنصاري [وهو: لا بأس به]، واختلف عليه:
أ- فرواه عبد الله بن مسلمة القعنبي، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويونس بن محمد المؤدب [من رواية ابن أبي شيبة عنه][وهم ثقات]، ومحمد بن معاوية النيسابوري [متروك، كذبه بعضهم]:
قالوا: أخبرنا مجمع بن يعقوب بن مجمع الأنصاري: أخبرني محمد بن إسماعيل بن مجمع، قال: قيل لعبد الله بن أبي حبيبة: ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا بقباء، فجئت وأنا غلام حدث، حتى جلست عن يمينه، وجلس أبو بكر رضي الله عنه عن يساره، ثم دعي بشراب فناولني عن يمينه، ثم قام يصلي، فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه أحمد (4/ 334)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند (4/ 334)، وابن سعد في الطبمقات (1/ 480)، وابن أبي شيبة في المسند (797)، وابن شبة في أخبار المدينة (1/ 31/ 128)، وأبو زرعة الدمشقي في التاريخ (1/ 563/ 1545)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 167/ 2148)، والطحاوي (1/ 512)، وابن قانع في معجم
الصحابة (2/ 92)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1591/ 4009 و 4010)، والضياء في المختارة (9/ 242/ 217 و 218).
ب- ورواه يونس بن محمد [من رواية أحمد عنه]، قال: حدثنا العطاف [هو: ابن خالد: ليس به بأس]، قال: حدثني مجمع بن يعقوب، عن غلام من أهل قباء، أنه أدركه شيخًا، أنه قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء فجلس في فيء الأجم، واجتمع إليه ناس، فاستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقي، فشرب وأنا عن يمينه، وأنا أحدث القوم، فناولني فشربت، وحفظت أنه صلى بنا يومئذ الصلاة وعليه نعلاه لم ينزعهما.
أخرجه أحمد (3/ 502) و (4/ 334).
ج- ورواه إسماعيل بن أبي أويس [ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها]: حدثنا مجمع بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض كبراء أهله، أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة الأنصاري: ماذا أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
…
فذكره بالقصة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 17)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 107)، وعلقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 42).
د- ورواه عبد الملك بن عمرو [من رواية أحمد عنه][وهو: ثقة]: حدثنا مجمع بن يعقوب من أهل قباء، قال: حدثني محمد بن إسماعيل، أن بعض أهله قال لجده من قبل أمه، وهو عبد الله بن أبي حبيبة: ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أتانا في مسجدنا هذا فجئت فجلست إلى جنبه، فأتي بشراب فشرب، ثم ناولني وأنا عن يمينه، قال: ورأيته يومئذ صلى في نعليه، وأنا يومئذ غلام.
أخرجه أحمد (4/ 221)[وكذا هو في الإتحاف (6/ 573/ 7008)]، ومن طريقه: الضياء في المختارة (9/ 241/ 216).
هـ- ورواه عبد الملك بن عمرو [من رواية محمد بن المثنى عنه]: ثنا إبراهيم بن إسماعيل [الذي يروي عنه أبو عامر العقدي هو ابن أبي حبيبة، وسواء كان هو، أو كان: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع: فكلاهما ضعيف]، عن مجمع بن يعقوب، عن جده عبد الله بن أبي حبيبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعلين.
أخرجه البزار (1/ 288/ 598 - كشف).
قال البزار: "لا نعلم روي عن ابن أبي حبيبة إلا هذا".
و- ورواه عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية، إمام مسجد قباء، أحد بني عمرو بن عوف [قليل الرواية جدًّا، قال أبو حاتم: "شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين". التهذيب (2/ 253)]، قال: حدثني مجمع بن يعقوب بن يزيد بن جارية، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي حبيبة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد قباء فصلى في نعليه.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 18).
قلت: إذا نظرنا إلى رواية جماعة الثقات: عن مجمع بن يعقوب: أخبرني محمد بن إسماعيل بن مجمع، قال: قيل لعبد الله بن أبي حبيبة.
ورواية ابن أبي أويس وأبي عامر العقدي [من رواية أحمد عنه]: عن مجمع بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض كبراء أهله، أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة الأنصاري، وفي رواية أبي عامر: أن بعض أهله قال لجده من قبل أمه، وهو عبد الله بن أبي حبيبة.
نجد أن كلا الروايتين تفسر الأخرى، وأن محمد بن إسماعيل بن مجمع إنما أخذه عن عبد الله بن أبي حبيبة بواسطة مبهمة، وأنه لم يسمعه أيضًا من هذه الواسطة، وإنما يحكيه عنه حكاية، ومن ثم فإن هذا الإسناد فيه جهالة وانقطاع؛ أما محمد بن إسماعيل بن مجمع: فذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني:"مجهول"[اللسان (6/ 568)، الثقات (7/ 394)]، ولم يسمعه من الواسطة المبهمة.
فهو حديث ضعيف، والله أعلم.
10 -
عن مجمع بن يزيد بن جارية:
رواه يزيد بن عياض [هو: ابن جعدبة: متروك، كذبه مالك وابن معين والنسائي. التهذيب (4/ 425)]، عن يزيد بن عبد الرحمن بن رقيش [هو: سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش، سقط اسم سعيد على ابن جعدبة، ثم انقلب عليه بقية الاسم]، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن مجمع بن يزيد بن جارية: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين.
أخرجه أحمد (3/ 480).
وهذا حديث باطل، وإنما يُعرف هذا من حديث عبد الله بن أبي حبيبة المتقدم آنفًا.
11 -
عن فيروز الديلمي:
يرويه حماد بن سلمة [ثقة]، والحجاج بن أرطاة [ليس بالقوي]:
عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن فيروز، عن أبيه: أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فرأيناه يصلي وعليه نعلان مقابلتان.
أخرجه الطحاوي (1/ 512)، والطبراني في الأوسط (1/ 193/ 612).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك إلا حماد، ولا روي عن فيروز الديلمي إلا بهذا الإسناد".
قلت: هو حديث غريب، رجاله ثقات.
12 -
عن الهرماس بن زياد الباهلي:
روى عثمان بن طالوت بن عباد [ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 454)، وقال: "وكان أحفظ من أبيه" يعني: طالوت بن عباد الصيرفي، وهو صدوق. اللسان (4/ 346)، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (17/ 269): "وكان صدوقًا"]، ومحمد بن يزيد المستملي
[قال ابن عدي: "يسرق الحديث، ويزيد فيه، ويضع". اللسان (7/ 586)]:
حدثنا عبد السلام بن هاشم أبو عثمان البصري [ليس بقوي، كذبه الفلاس. اللسان (5/ 181)]، قال: حدثني حنبل بن عبد الله [مجهول. اللسان (3/ 305)]، عن هرماس بن زياد، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 122)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 211)، وابن حبان في الثقات (4/ 190) و (7/ 126)، والطبراني في الأوسط (6/ 107/ 5944)، وفي الكبير (22/ 205/ 540)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2761/ 6562).
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن الهرماس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد السلام بن هاشم البزار".
ثم هو مع ذلك يرويه من وجه آخر في الكبير (22/ 205/ 539)، قال: حدثنا أسلم بن سهل الواسطي: ثنا أحمد بن عبد الله بن عمر: ثنا أبو الجهم عبد الغفار بن عمر: ثنا عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
وهذا إسناد مجهول، ما بين عكرمة وأسلم.
وحديث الهرماس: ضعيف جدًّا.
13 -
عن ابن عمر:
• رواه الهيثم بن خالد الكوفي [الأقرب أنه: أبو الفرج، المترجم في التهذيب تمييزًا، قال في التقريب (646): "مجهول"]: نا عبد العزيز بن أبي رواد: نا أبي، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه.
أخرجه أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (3169)، عن الهيثم به.
والأشبه بالصواب في هذا الإسناد: ما رواه حفص بن عمر المهرقاني [ثقة]: ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد: حدثني أبي، عن نافع، عن ابن عمر، به.
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 201).
قال ابن عدي في عبد الله بن عبد العزيز: "يحدث عن أبيه عن نافع عن ابن عمر بأحاديث لا يتابعه أحد عليه".
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 104): "سئل علي بن الحسين عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد. فقال: لا يسوي فلسًا، يحدث بأحاديث كذب، روى عن أبيه عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه".
فهو حديث باطل، وسبقت ترجمة عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد تحت الحديث رقم (497).
• ورواه محمد بن عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي: نا سهل بن صالح الأنطاكي: ثنا عبيد الله بن موسى: ثنا ابن جريج، عن نافع وعطاء، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 64 - 65/ 6861).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبيد الله بن موسى، تفرد به: سهل بن صالح".
وهذا لا يُعرف من حديث ابن جريج، ولا من حديث عطاء: إلا من هذا الوجه، والمعروف عنهما: مرسل [انظر: مصنف عبد الرزاق (1/ 384/ 1501)]، فهو غريب جدًّا، وشيخ الطبراني: مجهول.
14 -
عن أبي بكرة:
يرويه الحسن بن بويه، قال: نا بحر بن مرَّار، عن مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة صلى الله عليه وسلم[وقيل: عن ابن أبي بكرة، عن أبيه]: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه.
أخرجه البزار (9/ 98/ 3631)(1/ 288/ 600 - كشف).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإن كان يروى عن غير أبي بكرة من طرق".
ورواه عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي [ضعيف، والراوي عنه: عمرو بن مالك الراسبي: ضعيف، قال ابن عدي:"منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث".
التهذيب (3/ 301)، الميزان (3/ 285)]: حدثنا بحر بن مرار، عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.
أخرجه أبو يعلى (5/ 44/ 2633).
ثم وجدت ابن عدي في الكامل (2/ 55) أخرجه من طريق: الحسن بن حبيب بن ندبة: ثنا بحر بن مرار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه.
والحسن بن حبيب بن نَدَبة: لا بأس به، وهذا إسناد جيد، فإن رجاله ثقات، غير بحر بن مرَّار؛ فإنه صدوق اختلط بأخرة، لكن قال ابن عدي:"ولبحر بن مرار هذا غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير، ولا أعرف له حديثًا منكرًا فأذكره، ولم أر أحدًا من المتقدمين ممن تكلم في الرجال ضعفه إلا يحيى القطان، ذكر أنه كان قد خولط، ومقدار ما له من الحديث لم أر فيه حديثًا منكرًا".
لكن الحديث من هذا الطريق لا يثبت؛ فقد رواه ابن عدي عن شيخه: محمد بن عبدة بن حرب العباداني، وهو: متروك، متهم، قال ابن عدي نفسه فيه: "كان يحدث من كتب الناس عن قوم لم يرهم،
…
، ورأيت أنا كتبه التي يحدث منها محكوكة الظهر،
…
، والضعف على حديثه بيِّن"، وكذبه في دعواه إدراك جماعة لم يرهم [انظر: اللسان (7/ 326)]، وهو هنا يروي هذا الحديث، يقول: ثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري: ثنا الحسن به، فلا أدري أدركه أم لا، والعنبري هذا من شيوخ أبي داود وأبي زرعة الرازي والبزار وابن أبي عاصم.
والبزار قد روى هذا الحديث في مسنده، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العنبري، وعمرو بن مالك [هو الراسبي المتقدم ذكره]، قالا: نا الحسن بن بويه -واللفظ لعمرو- قال: نا بحر بن مرار، عن ابن أبي بكرة، عن أبيه، قال: -وقال غيره: عن مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة-.
كذا هو في مسند البزار (9/ 98/ 3631)، فدل ذلك على أمور:
الأول: أن الحسن بن بويه المذكور في إسناد البزار، قد تصحف عن الحسن بن ندبة.
الثاني: أن العنبري يروي هذا الحديث عن الحسن بن ندبة، قال: نا بحر بن مرار، عن عن مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة.
وهذا يبين ضعف محمد بن عبدة هذا حيث جعله عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، بدل: مولى أبي بكرة.
والحاصل: أن إسناد حديث أبي بكرة هذا ضعيف؛ لأجل مولى أبي بكرة المبهم، وهو صالح في الشواهد.
15 -
عن حذيفة:
روى أبو يعلى في المعجم (295)، قال: ثنا مسروق بن المرزبان، قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه.
قلت: المعروف في هذا: ما رواه جماعة عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن حذيفة، قال: أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُباطةَ قومٍ فبال قائمًا، ثم دعا بماء فمسح على خفَّيه. تقدم برقم (23).
والوهم فيه عندي من مسروق بن المرزبان، فإنه وإن صدَّقه صالح بن محمد، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال أبو حاتم:"ليس بقوي، يكتب حديثه"[الجرح والتعديل (8/ 129 و 397)، التهذيب (4/ 60)].
16 -
عن البراء بن عازب:
يرويه سوَّار بن مصعب، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة منتعلًا وحافيًا.
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 360 / 396).
قلت: هو حديث منكر، تفرد به سوار بن مصعب الهمداني، وهو: متروك، منكر الحديث [انظر: اللسان (4/ 216) وغيره].
17 -
عن أبي ذر:
رواه محمد بن سنان القزاز: نا أبو غسان العنبري: نا شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر.
وهو حديث منكر؛ تقدم الكلام عليه في الطريق الخامسة.
18 -
عن علي بن أبي طالب:
يرويه محمد بن الحجاج اللخمي [كذاب، معروف بوضع حديث الهريسة. اللسان (7/ 52)]: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"زين الصلاة الحذاء".
أخرجه أبو يعلى (1/ 405/ 532)، وعنه: ابن عدي في الكامل (6/ 145)، والدارقطني في الأفراد (1/ 112/ 423 - أطرافه)، وتمام في الفوائد (885).
قال ابن عدي: "وهذا ليس له أصل عن عبد الملك بن عمير، ومما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك".
وقال الدارقطني: "تفرد به محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير، عن النزال".
قلت: وهو كما قال ابن عدي، حديث موضوع، وضعه محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي، ولم يكتف بوضع هذا الحديث في الباب، بل وضع معه حديثًا آخر، وهو الحديث الآتي:
19 -
عن معاذ بن جبل:
يرويه محمد بن الحجاج، عن عروة بن رويم اللخمي، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا قمتم إلى الصلاة فانتعلوا".
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 145)، ومن طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 20).
قال ابن عدي: "وهذا أيضًا ليس له أصل عن عروة بن رويم بهذا الإسناد، ولمحمد بن الحجاج غير ما ذكرت من الحديث: أحاديث موضوعة، لا أصل لها، وهو ضعيف بلا شك، هان أحاديثه تشبه الوضع، ولا تشبه حديث الثقات".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، والمتهم بوضعه: محمد بن الحجاج، وله أحاديث كثيرة موضوعة لا أصل لها".
قلت: هو حديث موضوع، كسابقه.
20 -
عن عطاء رجل من بني شيبة:
يرويه أحمد بن عثمان بن حكيم [الأودي: ثقة]: نا محمد بن القاسم الأسدي: نا فطر، عن عطاء شيخ من بني شيبة -أدركه فطر وهو كبير-، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين سبتيتين لم يخلعهما.
أخرجه ابن قانع في المعجم (2/ 309)، وابن عدي في الكامل (6/ 31).
وهذا حديث باطل؛ فإن محمد بن القاسم الأسدي: متروك، منكر الحديث، كذبه أحمد والدارقطني [التهذيب (3/ 678)، الميزان (4/ 11)].