الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعمل عليه عند أهل العلم، قالوا: إذا كان مع الإمام رجل وامرأة قام الرجل عن يمين الإمام والمرأة خلفهما، وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث في إجازة الصلاة إذا كان الرجل خلف الصف وحده، وقالوا: إن الصبي لم تكن له صلاة، وكأن أنسًا كان خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحده في الصف، وليس الأمر على ما ذهبوا إليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه مع اليتيم خلفه، فلولا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل لليتيم صلاة لما أقام اليتيم معه، ولأقامه عن يمينه، وقد روي عن موسى بن أنس، عن أنس: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقامه عن يمينه، وفي هذا الحديث دلالة أنه إنما صلى تطوعًا: أراد إدخال البركة عليهم".
وقال بعد حديث سمرة (233): "والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: إذا كانوا ثلاثة قام رجلان خلف الإمام، وروي عن ابن مسعود: أنه صلى بعلقمة والأسود، فأقام أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وانظر أيضًا: الأوسط لابن المنذر (4/ 172)، الاعتبار للحازمي (1/ 40
7).
***
72 -
باب الإمام ينحرف بعد التسليم
614 -
. . . سفيان: حدثني يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا انصرف انحرف.
• حديث صحيح.
تقدم تخريجه برقم (575 و 576).
***
615 -
. . . أبو أحمد الزبيري: حدثنا مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن عبيد بن البراء، عن البراء بن عازب، قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، فيقبل علينا بوجهه صلى الله عليه وسلم.
• حديث صحيح.
أخرجه أبو عوانة (1/ 559/ 2090)، وابن خزيمة (3/ 29/ 1565).
ولفظه عند ابن خزيمة: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، وسمعته يقول حين انصرف:"رب قني عذابك يوم تبعث عبادك".
وقد اختلف فيه على أبي أحمد الزبيري:
أ- فرواه عنه به هكذا: محمد بن رافع [ثقة]، وأحمد بن عبدة الضبي [ثقة]، وابن الجنيد [محمد بن أحمد بن الجنيد، أبو جعفر الدقاق: صدوق. الجرح والتعديل (7/ 183)،
الثقات (9/ 140)] [انفرد ابن رافع بتسمية ابن البراء: عبيدًا، وأبهمه الآخران فقالا: ابن البراء].
ب- وخالفهم فلم يذكر ابن البراء في الإسناد:
محمد بن بشار [بندار: ثقة]: نا أبو أحمد: نا مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب، قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، فسمعته حين انصرف يقول:"رب قني عذابك يوم تبعث عبادك".
أخرجه ابن خزيمة (3/ 28/ 1563)، والروياني (285 و 413).
وهذه الرواية وهم، والمحفوظ رواية الجماعة [وانظر: إتحاف المهرة (2/ 530/ 2200)].
• ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وخلاد بن يحيى [وهم ثقات حفاظ]، وعبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي [متروك، كذبه ابن نمير وابن معين، وقال: "كذاب خبيث، يضع الحديث". التهذيب (2/ 581)]:
فرووه عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء، قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: "رب قني عذابك يوم تبعث -أو: تجمع- عبادك".
قال وكيع وسفيان: يزيد بن البراء، ولم يذكر وكيع: يقبل علينا بوجهه.
ولفظ سفيان: كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه.
ولفظ ابن المبارك: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن أكون عن يمينه.
أخرجه مسلم (709)، وأبو عوانة (1/ 559/ 2090)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 298/ 1597)، والنسائي في المجتبى (2/ 94/ 822)، وفي الكبرى (1/ 434/ 898)، وابن ماجه (1006)، وابن خزيمة (3/ 28/ 1563 و 1564)[وفي سند المطبوع سقط في الموضع الأول]. وأحمد (4/ 290 و 304)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 972 - 973/ 4173)، والروياني (336)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 232)، والبيهقي (2/ 182)، والبغوي في شرح السنة (3/ 213/ 704)، وقال:"هذا حديث صحيح". والمزي في التهذيب (19/ 189).
هكذا وقع في رواية وكيع وسفيان [عند: أحمد وابن خزيمة]: يزيد بن البراء، لكن ابن أبي خيثمة مع كونه أخرجه من طريق أبي نعيم -والذي أبهم ابن البراء- إلا أن ابن أبي خيثمة ذكره في ترجمة عبيد بن البراء بن عازب.
قلت: الذي يثبت عندي من جهة الرواية: أن ابن البراء هو: يزيد، ووكيع وابن عيينة حافظان، وقولهما أولى بالصواب من قول محمد بن رافع، وابن رافع فلم يتابع عليه عن أبي أحمد الزبيري.