المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌76 - باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام، أو يضع قبله - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٧

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌69 - باب الإمام يصلي من قعود

- ‌78).***70 -باب الرجلين يؤمُّ أحدُهما صاحبَه، كيف يقومان

- ‌71 - باب إذا كانوا ثلاثةً كيف يقومون

- ‌7).***72 -باب الإمام ينحرف بعد التسليم

- ‌73 - باب الإمام يتطوع في مكانه

- ‌74 - باب الإمام يحدث بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة

- ‌75 - باب ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام

- ‌76 - باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام، أو يضَع قبله

- ‌77 - باب فيمن ينصرف قبل الإمام

- ‌78 - باب جماع أبواب ما يُصلَّى فيه

- ‌79 - باب الرجل يعقِد الثوبَ في قفاه ثم يصلي

- ‌80 - باب الرجل يصلي في ثوبٍ واحد بعضُه على غيره

- ‌81 - باب في الرجل يصلي في قميص واحد

- ‌82 - باب إذا كان الثوب ضيقًا يتَّزر به

- ‌83 - باب الإسبال في الصلاة

- ‌84 - باب في كم تصلي المرأة

- ‌85 - باب المرأة تصلي بغير خمار

- ‌86 - باب ما جاء في السدل في الصلاة

- ‌87 - باب الصلاة في شُعُر النساء

- ‌88 - باب الرجل يصلي عاقصًا شعره

- ‌89 - باب الصلاة في النعل

- ‌91).***90 -باب المصلي إذا خلع نعليه، أين يضعهما

- ‌91 - باب الصلاة على الخُمرة

- ‌92 - باب الصلاة على الحصير

- ‌93 - باب الرجل يسجد على ثوبه

- ‌تفريع أبواب الصفوف

- ‌94 - باب تسوية الصفوف

- ‌95 - باب الصفوف بين السواري

- ‌96 - باب مَن يُستحبُّ أن يلي الإمامَ في الصف وكراهية التأخر

- ‌97 - باب مقام الصبيان من الصف

- ‌98 - باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول

- ‌99 - باب مقام الإمام من الصف

- ‌100 - باب الرجل يصلي وحده خلف الصف

- ‌16).***101 -باب الرجل يركع دون الصف

- ‌تفريع أبواب السترة

- ‌102 - باب ما يستر المصلي

- ‌ 150)].***103 -باب الخط إذا لم يجد عصًا

- ‌104 - باب الصلاة إلى الراحلة

- ‌105 - باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها، أين يجعلها منه

- ‌106 - باب الصلاة إلى المتحدِّثين والنِّيام

- ‌107 - باب الدُّنُوِّ من السترة

- ‌108 - باب ما يُؤمر المصلي أن يدرأ عن الممرِّ بين يديه

الفصل: ‌76 - باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام، أو يضع قبله

أخرجه البزار (8/ 186 - 187/ 3219)، وابن عدي في الكامل (6/ 409) [وانظر: ذخيرة الحفاظ (3/ 1755/ 3975)]، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 317).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

وهذا إسناد ضعيف؛ سماك بن حرب: صدوق، تُكُلم فيه لأجل اضطرابه في حديث عكرمة خاصة، وكان لما كبر ساء حفظه؛ فربما لُقِّن فتلقن، وأما رواية القدماء عنه فهي مستقيمة، قال يعقوب بن شيبة:"وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح، وليس من المتثبتين، ومن سمع منه قديمًا -مثل شعبة وسفيان- فحديثهم عنه: صحيح مستقيم"[انظر: الأحاديث المتقدمة برقم (68 و 375 و 447)]، وهذا الحديث رواه عنه: مفضل بن صدقة وهو: ليس بالقوي، ضعفه جدًّا: ابن معين والنسائي [اللسان (8/ 138)، ضعفاء الدارقطني (622)].

• قال الترمذي بعد حديث البراء (281): "حديث البراء حديث حسن صحيح، وبه يقول أهل العلم: إن مَن خلفَ الإمام إنما يتبعون الإمام فيما يصنع، لا يركعون إلا بعد ركوعه، ولا يرفعون إلا بعد رفعه، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافًا".

وقال أبو الفتح اليعمري في النفح الشذي (4/ 497): "فيه متابعة الإمام مأمومه، وأن فعله ذلك يكون عقيب فعله من غير فصل؛ لما تقتضيه الفاء من التعقيب من غير مهلة".

وقال ابن رجب في الفتح (4/ 393): "وفي الحديث: دليل على أن المأموم يراقب حال إمامه في ركوعه وسجوده؛ ليسجد بعد سجوده، وتقع أفعاله بعد أفعال إمامه، وهذا حكم عام في جميع الناس، فإن اقتداء المأموم بأفعال إمامه التي يشاهدها أولى من الاكتفاء بمجرد سماع تكبيره؛ فإنه قد ينهي تكبيره قبل أن ينهي فعله، فلذلك كانوا يراعون تمام سجود النبي صلى الله عليه وسلم واستقراره على الأرض، حتى يسجدوا بعده".

وقد تقدم الكلام عن فقه أحاديث الباب تحت الحديث رقم (607)، وانظر أيضًا: معالم السنن (1/ 152)، شرح السنة للبغوي (3/ 414)، شرح مسلم للنووي (4/ 191)، فتح الباري لابن رجب (4/ 142).

***

‌76 - باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام، أو يضَع قبله

623 -

. . . شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى -أو: ألا يخشى- أحدُكم إذا رفع رأسه والإمامُ ساجدٌ أن يحوِّل اللهُ رأسَه رأسَ حمار؟! " أو: "صورتَه صورةَ حمار؟! ".

• حديث متفق على صحته.

أخرجه البخاري (691)، ومسلم (427/ 116)، وأبو عوانة (1/ 461/ 1710

ص: 148

و 1711)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 52/ 958)، والدارمي (1/ 345/ 1316)، وابن الجارود (325)، وأحمد (2/ 456 و 504)، وإسحاق بن راهويه (1/ 138 و 139/ 66 و 67)، والطيالسي (4/ 231/ 2612)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 151)، وأبو العباس السراج في مسنده (711)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1129)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 190/ 2009)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (311 و 371)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 164)، وابن حزم في المحلى (4/ 61)، والبيهقي في السنن (2/ 93)، وفي المعرفة (1/ 578/ 823)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 398).

• تابع شعبة عليه:

1 -

حماد بن زيد، قال: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام، أن يحول الله رأسه رأس حمار".

أخرجه مسلم (427/ 114)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (2/ 51/ 955)، والترمذي (582)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(3/ 144/ 546)، والنسائي في المجتبى (2/ 96/ 828)، وفي الكبرى (1/ 436/ 954)، وابن ماجه (961)، وابن خزيمة (3/ 47/ 1600)، وابن حبان (6/ 59/ 2282)، وأبو العباس السراج في مسنده (712)، والطبراني في الأوسط (6/ 113/ 5962)، وأبو بكر الكلاباذي في بحر الفوائد (1/ 498/ 568)، وابن منده في الفوائد (27)، والبيهقي (2/ 93)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 60)، وفي السابق واللاحق (182)، والبغوي في شرح السنة (3/ 417/ 849).

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وقال الخطيب: "لم يرو حماد عن محمد بن زياد سوى هذا الحديث".

وقال البغوي: "هذا حديث متفق على صحته".

2 -

يونس بن عبيد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يؤمن [وفي رواية: ما يأمن] الذي يرفع رأسه قبل الإمام، وهو مع الإمام، أن يحول الله صورته صورة حمار".

أخرجه مسلم (427/ 115)، وأبو عوانة (1/ 1709/ 461 و 1713)، وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 51/ 956)، وأحمد (2/ 260 و 425)، وأبو يعلى في المعجم (122)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1130)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (68)، والخطيب في المتفق والمفترق (2/ 1067/ 657).

3 -

الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه [قبل الإمام] أن يجعل اللَّه وجهه وجه حمار".

أخرجه مسلم (427/ 116)، وأبو عوانة (1/ 462/ 1714)، وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 52/ 957)، وأبو العباس السراج في مسنده (715).

4 -

حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

ص: 149

"أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل الإمام [وفي رواية: والإمام ساجد]، أن بحول الله رأسه رأس حمار".

أخرجه مسلم (427/ 116)، وأبو عوانة (1/ 462/ 1713)، وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 52/ 958)، وأحمد (2/ 469 و 472)، والطيالسي (4/ 231/ 2612)، وابن أبي شيبة (2/ 116/ 7147)، وأبو العباس السراج في مسنده (714)، والبيهقي (2/ 93).

5 -

شعيب بن الحبحاب، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار؟ ".

أخرجه أبو عوانة (1/ 461/ 1713)، وأبو يعلى في المعجم (121).

6 -

معمر بن راشد، عن محمد بن زياد: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يؤمن الذي برفع رأسه قبل الإمام [وفي رواية: والإمام ساجد] أن يردَّ [وفي رواية: أن يحوِّل] اللهُ رأسَه رأس حمار".

أخرجه أبو عوانة (1/ 462/ 1713)، وأحمد (2/ 260 و 271)، وعبد الرزاق (2/ 373/ 3751)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 320)، وابن بشران في الأمالي (1316).

7 و 8 - أيوب بن أبي تميمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أما يخشى الذي يرفع رأسه [من السجود] قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار".

أخرجه أبو عوانة (1/ 461/ 1712)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 594/ 1170)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(704)، والبيهقي في السنن (2/ 93)، وفي الشعب (3/ 138/ 3128).

قال البيهقي في الشعب: "مخرج في الصحيح من حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة، وهو من حديث محمد بن سيرين غريب؛ إن كان هذا ابن سيرين".

قلت: قال هذا لأنه وقع عنده: عن محمد، هكذا غير منسوب، وأيوب إنما يروي عن ابن سيرين عن أبي هريرة، وفسره أيضًا في السنن بقوله:"يعني: ابن سيرين"، وتردد في الشعب، ولم يجزم بأنه ابن سيرين، وإنما هو محمد بن زياد، كما جاء مصرحًا به في رواية أبي عوانة وابن الأعرابي وأبي بكر الشافعي [وانظر: أطراف الغرائب (2/ 323/ 5430)].

هكذا رواه عن أيوب السختياني: إبراهيم بن طهمان، وتفرد به عن أيوب، وقد اختلف عليه:

أ- فرواه حفص بن عبد الله بن راشد النيسابوري [كاتب إبراهيم بن طهمان، وراوي حديثه بنسخة عنه، وهو: صدوق]، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة. تقدم ذكره.

وقد رُوي عن عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، ولا يصح عن عبد الوارث [انظر: علل الدارقطني (9/ 40/ 1628)]، فلم يتابع إبراهيم عليه عن أيوب من هذا الوجه.

ص: 150

ب- ورواه عبد الملك بن إبراهيم الجدي [صدوق]: ثنا حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد به.

أخرجه البيهقي (2/ 93).

ج- ورواه خالد بن عمرو الأموي السعيدي [كذاب، نسب إلى الوضع. التهذيب (1/ 528)، الميزان (1/ 635)]، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي [صدوق، كثير الوهم، سيئ الحفظ. التهذيب (4/ 188)]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]:

عن إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة به.

ذكره الدارقطني في العلل (9/ 40/ 1628).

قلت: إن ثبت هذا عن أبي نعيم وأبي حذيفة فيكونا متابعين للجدي، على إسقاط الواسطة بين ابن طهمان ومحمد بن زياد، وعليه: فلا يثبت من حديث أيوب السختياني؛ لغرابته، حيث تفرد به ابن طهمان دون أصحاب أيوب الثقات على كثرتهم، والله أعلم.

• ورواه أيضًا:

جرير بن حازم [ثقة].

وعبد الله بن المختار [لا بأس به].

والحسين بن واقد [ثقة].

ويزيد بن إبراهيم التستري [ثقة ثبت، لكن قرنه عبد الملك بن إبراهيم الجدي في إسناد واحد بشعبة والحمادين وإبراهيم بن طهمان، وقد تفرد به الجدي عن التستري، والجدي ليس بذاك الحافظ، له أوهام. انظر: الحديث المتقدم برقم (509)].

وعلي بن ثابت بن عمرو الأنصاري [ثقة. التاريخ الكبير (6/ 264)، الجرح والتعديل (6/ 177)، الثقات (7/ 207)].

وعبد العزيز بن أبي رواد [صدوق، وهو غريب من حديثه، تفرد به عنه أهل بلخ].

وإبراهيم بن أدهم [صدوق، وهو موضوع عليه؛ ففي الإسناد إليه: عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجزري، وهو متهم بالوضع. اللسان (4/ 511)، والراوي عنه: أحمد بن عيسى التنيسي الخشاب، وهو متهم أيضًا. اللسان (1/ 568)، وفي إسناد آخر للجزري جعل بينه وبين الثوري: مصعب بن ماهان، وهو يروي عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها.

التهذيب (4/ 86)، وذهب الخليلي في الإرشاد (3/ 875) إلى أن أحمد بن عبد الله بن خالد الجويباري، الوضاع المشهور - اللسان (1/ 494) - هو الذي وضعه على شقيق البلخي عن إبراهيم بن أدهم، ثم سرقه بعضهم فجعله عن سفيان عن إبراهيم].

وعبد العزيز بن صهيب [ثقة ثبت، تفرد به عن عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب به: وهب بن محمد البناني البصري، وهو: لا بأس به. الجرح والتعديل (9/ 29)، سؤالات الآجري (294)].

ومحمد بن ميسرة [هو: محمد بن أبي حفصة، وهو: صدوق يخطئ، وقد وهم في

ص: 151

روايته حيث قال: "رأس الكلب"، وقال مرة:"رأس كبش"، بدل:"رأس حمار"].

ونوح بن قيس [ثقة، ولا أُراه سمع محمد بن زياد، ولا يصح عنه، إذ الراوي عنه: الهيثم بن سهل، وهو: ضعيف. اللسان (8/ 357)، وفيه لفظة منكرة، حيث قال: "رأس شيطان"، بدل: "رأس حمار"].

وعباد بن منصور [ليس بالقوي، له أحاديث منكرة. التهذيب (2/ 282)].

وسليمان بن حيان [أبو خالد الأحمر: صدوق، ولم يدرك محمد بن زياد، ولا أراه محفوظًا].

وسَليم بن حيان [ثقة، ولا يصح عنه، فقد تفرد به: عبد الله بن محمد بن سنان الرَّوحي: كذاب، يضع الحديث، عن محمد بن سنان العوقي، عن سليم به. اللسان (4/ 560)، تاريخ بغداد (10/ 87)].

والحسن بن أبي جعفر [ضعيف، وفي الإسناد إليه غسان بن الربيع، وقد ضُعِّف. التهذيب (1/ 386)، الميزان (1/ 482)].

وعباد بن راشد [صدوق، يهم ويخطئ. التهذيب (2/ 276)، الميزان (2/ 365)، والراوي عنه: القاسم بن يحيى الضرير القرشي لم أعرفه؛ إلا أن يكون هو القاسم بن يحيى بن يونس البزاز، فهو طبقته، قال عنه الدارقطني في السنن (1/ 97): "ضعيف"، والراوي عنه: الحسن بن سنان الحنظلي: مجهول، لا يُعرف، وكذا شيخ الطبراني].

وعلي بن زيد بن جدعان [ضعيف، والراوي عنه: داود بن الزبرقان، وهو: متروك].

وإسماعيل بن عياش [روايته عن الشاميين مستقيمة، وفي روايته عن غيرهم ضعف، وهو هنا يروي عن مدني، والراوي عنه: إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف، صاحب غرائب ومناكير. اللسان (2/ 155)].

وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي [ليس بالقوي. التقريب (420)].

وبحر بن كنيز السقاء [متروك].

وخالد بن عبد الله القسري [فيه مقال، والراوي عنه: عبد الله بن بزيع: ضعيف. اللسان (4/ 441)].

ومحمد بن فروخ أبو سهل صاحب الساج [مستور، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: "شيخ، قليل الحديث". التاريخ الكبير (1/ 108)، الجرح والتعديل (7/ 278)، الثقات (7/ 405)، علل الدارقطني (10/ 69/ 1873)].

ومحمد بن نجيح [مجهول. الكامل (6/ 233)، اللسان (7/ 545)].

وبكر بن خنيس [ضعيف، والإسناد إليه ضعيف].

ومحمد بن سلمة الكوفي [قال أبو حاتم: "هو شيخ لا أعرفه، وحديثه ليس بمنكر". الجرح والتعديل (7/ 276)، اللسان (7/ 168)، والإسناد إليه ضعيف].

والحارث بن محمد بن زياد [مجهول، والإسناد إليه مظلم، وفيه من اتهم].

ص: 152

وخالد العبد [كذب، يضع الحديث. اللسان (3/ 350)].

وبكر بن رستم أبو عتبة الأعنق [ليس بالقوي. اللسان (2/ 342 و 358)، والرواي عنه: محمد بن عمر بن عبد الله الرومي: لين الحديث. التهذيب (3/ 655)، والرواي عنه: عبد الله بن محمد بن سنان الروحي: كذاب، يضع الحديث. اللسان (4/ 560)].

وعبد الرحمن بن القطامي [متروك، منكر الحديث، كذبه الفلاس. اللسان (5/ 119)، وفي الإسناد إليه جهالة].

وموسى بن سيار الأسواري [مجهول، ليس حديثه بشيء، واتهم. اللسان (8/ 202 و 231) وغيره، وقد تفرد به عنه: عمرو بن فائد الأسواري، وهو: متروك، منكر الحديث. اللسان (6/ 220)].

وغيرهم [انظر: علل الدارقطني (9/ 34/ 1628)، أفراد الدارقطني (2/ 327/ 5455 - أطرافه)]:

رووه كلهم: عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة بنحوه.

أخرجه أبو عوانة (1/ 461/ 1713)، وابن حبان في الصحيح (6/ 60/ 2283)، وفي المجروحين (2/ 35)، وأبو يعلى في المعجم (122)، وأبو العباس السراج في مسنده (713)، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (31)، والطبراني في الصغير (1/ 191/ 303)، وفي الأوسط (3/ 328/ 3306) و (4/ 182/ 3918) و (4/ 293/ 4239) و (7/ 174/ 7197) و (9/ 104/ 9254)، وفي حديثه لأهل البصرة (45 - بانتقاء ابن مردويه)، وابن عدي في الكامل (4/ 253) و (6/ 233)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (326)، وابن المقرئ في المعجم (413 و 417)، وفي الأربعين (37)، والدارقطني في الأفراد (2/ 327/ 5455 - أطرافه)، وابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم (6 و 7)، وابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (147 و 333 - 334)، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين (52)، وأبو الحسن النعالي في فوائده (24)، وتمام في فوائده (1352 - 1356)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 43)، وفي أخبار أصبهان (2/ 16 و 188 و 270)، وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد (3/ 875 و 923)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 155) و (6/ 170) و (9/ 53) و (12/ 442)، وفي الموضح (2/ 404)، وفي المتفق (2/ 1116/ 693)، والنسفي في القند (325)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 276) و (43/ 243)، والرافعي في التدوين (3/ 414 و 479).

• وممن وهم فيه أيضًا:

روى يوسف بن عدي: ثنا مُعمَّر بن سليمان، عن زيد بن حِبان الرَّقي، عن مسعر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى أحدكم إذا رنع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار [وفي رواية أبي نعيم: رأس كلب]؟! ".

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 73)، والطبراني في الأوسط (4/ 52/ 3585)، وابن

ص: 153

عدي في الكامل (3/ 204)، وابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (370)، وتمام في فوائده (1351)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 225 - 226)، والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 230).

قال العقيلي بعدما أخرجه في ترجمة زيد بن حبان: "لا يتابع عليه، وليس له أصل من حديث مسعر، وهو معروف من حديث غير مسعر عن محمد بن زياد، رواه شعبة وحماد بن سلمة وجماعة".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا زيد بن حبان، ولا عن زيد بن حبان إلا معمر بن سليمان، تفرد به: يوسف بن عدي".

وقال ابن عدي: "لا يعرف إلا برواية زيد بن حبان عن مسعر، وعن زيد: معمر".

وقال الدارقطني في العلل (9/ 42/ 1628): "إنما أراد: عن زيد بن حبان، عن معمر"، يعني: بدلًا من أن يقول: عن معمر، قلبه فقال: عن مسعر.

وقال أبو نعيم: "هذا من غرائب حديث مسعر، ذاكر به القدماء قديمًا من حديث يوسف بن عدي، وأنه من مفاريده، رواه غير واحد من المتأخرين عن جماعة، عن مسعر، فروي من حديث وكيع، ومحمد بن عبد الوهاب القتات، وعبد الرحمن بن مصعب الكوفي، بأسانيد لا قوام لها، مما وهمت فيه الضعاف عن قريب".

وقال الخطيب: "لم أكتب هذا الحديث وفيه هذه اللفظة: "رأس كلب" إلا عن أبي نعيم [يعني: الأصبهاني] بإسناده، وقد رواه جماعة عن يوسف بن عدي، فقالوا فيه: "رأس حمار"".

قلت: هو كما قالوا، ليس له أصل من حديث مسعر، فإن زيد بن حِبان الرقي يحدث عن مسعر بما لا يتابع عليه [التهذيب (1/ 662)، الميزان (2/ 101)]، وهو من غرائب يوسف بن عدي، والله أعلم.

• وانظر بقية الأوهام والمناكير في: علل الدارقطني (9/ 34 - 42/ 1628)، أفراد الدارقطني (2/ 368/ 5726 - أطرافه)، فوائد تمام (1350)، تاريخ دمشق (7/ 283) و (51/ 212).

• قال الحافظ أبو موسى المديني: "اتفق الأئمة على ثبوت هذا الحديث من هذا الطريق؛ رواه عن محمد بن زياد قريب من خمسين نفسًا"[فتح الباري لابن رجب (4/ 163)].

• وفي الباب:

1 -

عن أبي هريرة:

يرويه أبو سعد الأشهلي [محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي: ثقة]: حدثني محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن مليح بن عبد الله الخطمي، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الذي يسجد قبل الإمام، ويرفع قبله، إنما ناصيته بيد شيطان".

أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 348/ 7692)، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن

ص: 154

روح [بن حرب بن راشد، أبو عبد اللَّه الكسائي الصفواني: شيخ للطبراني، ومحمد بن مخلد الدوري، وهو مجهول، قليل الرواية. تاريخ بغداد (1/ 302)، تاريخ الإسلام (21/ 247)]: ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري [أبو أيوب النهرواني: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات"، وقال الدارقطني: "وهو مشهور، لا بأس به"، وذكر أنه وهم في حديث رواه عن ابن عيينة، ووهمه في حديث آخر رواه عن وكيع، وقال الخطيب: "وكان ثقة". الثقات (8/ 30)، علل الدارقطني (7/ 161/ 1275) و (12/ 443/ 2880)، فتح الباب (387)، تاريخ بغداد (4/ 270)، الأنساب (2/ 243)، تاريخ الإسلام (17/ 48)، اللسان (1/ 525)]: ثنا أبو سعد الأشهلي به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا أبو سعد محمد بن سعد الأشهلي".

تابع ابن عجلان على هذا الوجه: عبد العزيز بن محمد الدراوردي [صدوق، كان سيئ الحفظ، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكان كتابه صحيحًا؛ إلا أنه كان يحدث من كتب الناس فيخطئ أيضًا. انظر: التهذيب (2/ 592) وغيره]:

رواه البزار (16/ 237/ 9404)(1/ 233/ 475 - كشف)، قال: حدثنا يوسف بن سلمان [الباهلي، ويقال: المازني، أبو عمر البصري: لا بأس به]: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان".

قال البزار: "لا نعلم روى مليح بن عبد الله عن أبي هريرة إلا هذا الحديث".

قلت: وهذا خطأ؛ إذ رفعُه وهمٌ، والمحفوظ: موقوف، كما رواه جماعة الحفاظ.

فقد رواه مالك، وابن عيينة، وعبدة بن سليمان، وإسماعيل بن جعفر، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عجلان [من رواية ابن عيينة وبكر بن صدقة عنه]:

عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن مليح بن عبد الله السعدي، قال: سمعت أبا هريرة يقول: الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام، فإنما ناصيته بيد شيطان.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 146/ 245)، وعبد الرزاق (2/ 373/ 3753)، والحميدي (2/ 435/ 989)، وابن أبي شيبة (2/ 116/ 7146)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (230)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 452)[تصحفت فيه سفيان إلى سفر]. وابن أبي حاتم في العلل (1/ 83/ 223)، وابن المظفر في غرائب مالك (118)، والدارقطني في الأفراد (2/ 332/ 5485 - أطرافه).

قال الحميدي: "وقد كان سفيان ربما رفعه، وربما لم يرفعه".

قلت: لكن الحميدي أخرجه عنه موقوفًا، مما يدل أن سفيان كان في الغالب يوقفه، وهكذا رواه عن سفيان جماعة موقوفًا، فلعل سفيان وهم فيه حين رفعه، ثم عاد إلى وقفه، والله أعلم.

ص: 155

وقال الدارقطني في الأفراد: "تفرد به بكر بن صدقة، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن المليح عنه".

قلت: لم يتفرد به بكر، بل تابعه ابن عيينة عن ابن عجلان، كما في رواية ابن أبي حاتم في العلل.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/ 59) بعد أن ذكر بعض الاختلاف فيه: "ولا يصح إلا موقوفًا بهذا الإسناد".

وقال ابن حجر في الفتح (2/ 183): "وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفًا، وهو المحفوظ".

[وانظر فيمن وهم فيه على مالك: غرائب مالك لابن المظفر (117)، علل الدارقطني (8/ 16/ 1380)، التمهيد (13/ 59)].

• ووهم فيه بعضهم أيضًا على ابن عجلان:

فقد رواه زهير بن عباد، عن حفص بن ميسرة، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام كأنما ناصيته بيد شيطان".

علقه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 83/ 223)، ووصله: تمام في الفوائد (226)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 276).

قال ابن أبي حاتم: "قال أبي: هذا خطأ؛ كنا نظن أنه غريب، ثم تبين لنا علته.

قلت: وما علته؟ قال: حدثنا العباس بن يزيد العبدي وإياك، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوف.

قال ابن عيينة: فقدم علينا محمد بن عمرو، فأتيته فسألته، فحدثني عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوف.

وقال أبو زرعة: هذا خطأ؛ إنما هو عن ابن عجلان، عن محمد بن عمرو، عن مليح، عن أبي هريرة، موقوف.

قال أبي: فلو كان عند ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ لم يحدث عن محمد بن عمرو، عن مليح، عن أبي هريرة".

وقال الدارقطني في العلل (8/ 17/ 1380): "وهو وهمٌ، والصواب: قول بكر بن صدقة، عن ابن عجلان، عن محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة".

قلت: حفص بن ميسرة، والراوي عنه: زهير بن عباد الرؤاسي: صدوقان، ولهما أوهام، والكلام في زهير أشد من الكلام في حفص، فلعله هو الذي وهم فيه، والله أعلم [تقدم الكلام عليهما تحت الحديث رقم (424)]، وقد سلك فيه الجادة والطريق السهل، فإن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة: طريق مسلوكة سهلة، لا تحتاج إلى حافظ، بخلاف: ابن عجلان عن محمد بن عمرو عن مليح عن أبي هريرة، فهذه لا يضبطها إلا حافظ متقن.

ص: 156

وكذلك فهو كما قال أبو حاتم، فإن الحديث لو كان عند ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، لما احتاج أن ينزل في الإسناد، وأن يُعرض عن أبيه إلى ذكر غيره ممن ليس بالمشهور، والله أعلم.

• ووهم فيه أيضًا على محمد بن عمرو وهمًا قبيحًا، فسلك فيه الجادة، ورفعه، وقلب متنه:

الفضل بن فرقد [مجهول، يخالف في حديثه]، ومحمد بن خالد الوهبي الحمصي [لا بأس به]، وعمرو بن جرير [أبو سعيد البجلي: متروك، منكر الحديث، كذبه أبو حاتم. اللسان (6/ 195)، ضعفاء العقيلي (3/ 264)، الكامل (5/ 149)]:

فرووه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار"، لفظ الفضل بن فرقد، ولفظ الوهبي:"ما يأمن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويضعه: أن يحول الله رأسه رأس حمار".

أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 452)، والطبراني في الأوسط (3/ 25/ 2355)، والدارقطني في العلل (8/ 16/ 1380)، وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد (1/ 342) [ووقع عنده: بكر بن فرقد، كذا سماه محمد بن يونس الكديمي، وهو كذاب].

قال العقيلي عن ابن فرقد: "يخالف في حديثه"، ثم قال بعد رواية ابن عيينة ومالك:"وهذا أولى"[انظر: اللسان (6/ 349)].

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن خالد إلا عمرو بن عثمان".

قلت: عمرو: ثقة، والحمل فيه عندي على الوهبي، فإنه من الغرباء، ولم يكن بذاك الحافظ، وقد سلك فيه الجادة والطريق السهل، ورفعه أيضًا، وقلب متنه، والمحفوظ ما رواه مالك وغيره، ومليح بن عبد الله السعدي لا يحفظه عن محمد بن عمرو إلا حافظ ضابط، والله أعلم.

وقال الدارقطني: "وهو وهم".

وقال الخليلي: "هذا خطأ، والمحفوظ: محمد بن عمرو، عن مليح بن عبد اللَّه، عن أبي هريرة: إن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفضه فإنما ناصيته بيد الشيطان، ويتفرد به: محمد عن مليح، والأئمة وقفوه عن محمد عن مليح عن أبي هريرة، وروي عن حماد بن زيد، عن محمد، عن مليح، موقوفًا ومرفوعًا، والوقف: أصح.

والصحيح من هذا الحديث: حديث محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه عنه الأئمة: شعبة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والخلق.

والناس يَجمَعون من رواه عن ابن زياد، وهو مخرج في الصحيحين، وروي عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، وهو من الأفراد".

وانظر فيه وهمًا آخر: عند الدارقطني في العلل (8/ 16/ 1380).

ص: 157

• والحاصل أن المحفوظ في هذا الحديث موقوف على أبي هريرة، يرويه محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن مليح بن عبد الله السعدي، قال: سمعت أبا هريرة يقول: الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام، فإنما ناصيته بيد شيطان.

ومليح بن عبد الله السعدي المدني: روى له مالك في موطئه، وهو الحجة في أهل المدينة، وكان من أشد الناس انتقادًا للرجال، فرواية مالك له في موطئه وهو مدني: توثيق له، فقد سأل بشر بن عمر الزهراني مالك بن أنس عن رجل، فقال:"هل رأيته في كتبي؟ " قال: لا، قال:"لو كان ثقة لرأيته في كتبي"، وفي رواية:"أترى في كتبي عنه شيئًا؟ لو كنتُ أرضاه رأيتَ في كتبي عنه"، قال النووي في شرح مسلم:"هذا تصريح من مالك رحمه الله بأن من أدخله في كتابه فهو ثقة، فمن وجدناه في كتابه حكمنا بأنه ثقة عند مالك، وقد لا يكون ثقة عند غيره"، وقال الذهبي في السير:"فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه وهو عنده ثقة أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ؛ فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره؛ إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال رحمه الله، وقال ابن الملقن في البدر المنير: "فهذا تصريح من هذا الإمام بأن كل من روى عنه في موطئه يكون ثقةً"، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة: "ومن كان من أهل العلم ونصح نفسه: علم أن كل من وضعه مالك في موطئه وأظهر اسمه: ثقة، تقوم به الحجة" [مقدمة صحيح مسلم (1/ 26)، ضعفاء العقيلي (1/ 14)، الجرح والتعديل (1/ 24) و (2/ 22)، المعرفة والتاريخ (3/ 144 و 168)، المحدث الفاصل (410)، الكامل (1/ 91)، التمهيد (1/ 68)، ترتيب المدارك (1/ 75)، بيان الوهم (4/ 349/ 1935) و (5/ 22/ 2257)، شرح مسلم للنووي (1/ 120)، تهذيب الكمال (27/ 112)، سير أعلام النبلاء (8/ 72)، البدر المنير (3/ 546)]، وقال البخاري: "سمع أبا هريرة، روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة، يعدُّ في أهل المدينة"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولم يجرحه أحد، وهو قليل الرواية [الطبقات الكبرى (5/ 253)، التاريخ الكبير (8/ 10)، الجرح والتعديل (8/ 367)، الثقات (5/ 450)]، وقد احتج بهذا الأثر مالك في موطئه، قال ابن حبان عن الإمام مالك في الثقات (7/ 459): "ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة".

وعلى هذا؛ فهو موقوف على أبي هريرة بإسناد مدني صحيح، والله أعلم.

2 -

عن شيبان:

يرويه عبد الرزاق (2/ 375/ 3759)، عن رجل، عن محمد بن جابر، قال: سمعت عبد الله بن بدر، يحدث عن علي بن شيبان، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رفع رأسه من الركوع قبل الإمام: فلا صلاة له".

ورواه مسدد في مسنده (3/ 719/ 415 - مطالب)، ومن طريقه: ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 340):

ص: 158

قال مسدد: حدثنا محمد بن جابر: ثنا عبد الله بن بدر، عن علي بن شيبان، عن أبيه رضي الله عنهما، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع رجل رأسه قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال:"من رفع رأسه قبل الإمام أو وضع فلا صلاة له".

قلت: هذا حديث منكر، وعبد الله بن بدر اليمامي إنما يروي عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه، وكان أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمامة [وقد سبق أن خرجت حديثًا بهذا الإسناد في مسائل الفقة (6/ 294)، مسألة من صلى خلف الصف وحده، هل يعيد؟، ويأتي الكلام عليه عند أبي داود برقم (682)، إن شاء الله تعالى].

ومحمد بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي: ضعيف؛ وكان قد ذهبت كتبه في آخر عمره، وعمي، وساء حفظه، وكان يُلقَّن، ويُلحَق في كتابه [انظر: التهذيب (3/ 527)، الميزان (3/ 496)]، وهو هنا في هذا الإسناد قد خالف الثقات، حيث جعله من مسند شيبان، وإنما الصحبة والوفادة لعلي بن شيبان [انظر ترجمة شيبان بن محرز من الإصابة (3/ 369)]، وأسقط من الإسناد عبد الرحمن بن علي بن شيبان، وأغلب الظن أن هذا الحديث مما لُقِّنه، أو أُلحق في كتابه، وإنما يروى نحو هذا موقوفًا على ابن عمر [انظر: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 402/ 4623)، الأوسط لابن المنذر (4/ 190 و 191/ 2010 - 2012)]، واللَّه أعلم.

3 -

عن عائشة:

تفرد به ضعيفان أحدهما عن الآخر، عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحو حديث محمد بن زياد مرفوعًا.

أخرجه ابن عدي (1/ 199 و 272).

قال في الموضع الأول بأنه منكر، وقال في الموضع الثاني:"وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل"[انظر: اللسان (1/ 370 و 445)].

• وانظر أيضًا في الأباطيل والمناكير وما لا يصح إسناده:

عن عبد اللَّه بن يزيد الخطمي الأنصاري [عند: ابن أبي شيبة في المسند (3/ 717/ 414 - مطالب)، والطبراني في الكبير، عزاه إليه في المجمع (2/ 79)، وأبي نعيم في أخبار أصبهان (1/ 94)].

وعن أنس [عند: ابن عدي في الكامل (2/ 368)، والنسفي في القند (44)].

وعن عبادة بن الصامت [عند: ابن عدي في الكامل (6/ 256)].

وعن معاوية بن حيدة [عند: الخطيب في التاريخ (11/ 439)].

• قال ابن رجب في الفتح (4/ 163): "وإنما اختص الحمار بالذكر دون سائر الحيوانات على الرواية الصحيحة المشهورة والله أعلم؛ لأن الحمار من أبلد الحيوانات وأجهلها، وبه يضرب المثل في الجهل".

ص: 159

• ومن فقه الحديث:

روى ابن لهيعة [وهو ضعيف]، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن الحارث بن مخلد، عن أبيه: أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: إذا رفع أحدكم رأسه فظن أن الإمام قد رفع فليعد رأسه، فإذا رفع الإمام رأسه فليمكث قدر ما ترك.

أخرجه البيهقي (2/ 93).

خالفه الثقة الثبت: عمرو بن الحارث، فرواه عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن الحارث بن مخلد الرزقي، عن عمر، أنه قال: إذا رفع أحدكم رأسه قبل الإمام فليعد، ثم ليمكث بعد أن يرفع الإمام رأسه بقدر ما كان رفعه.

أخرجه ابن المنذر (4/ 191/ 2013).

وهذا إسناد لا بأس به؛ إلا أن الحارث بن مخلد الزرقي الأنصاري لا يُعرف له سماع من عمر [انظر: الطبقات الكبرى (5/ 74)، التاريخ الكبير (2/ 281)].

هكذا رواه بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو ثقة، وخالفه فيه أخوه يعقوب، وهو ثقة أيضًا؛ فقد رواه ابن إسحاق [مدني، صدوق]، وابن أبي ذئب [مدني، ثقة][رواه مرة عن يعقوب، وقال في رواية: عمن سمع يعقوب]:

عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن الحارث بن مخلد، عن أبيه قال: قال عمر: أيما رجل رفع رأسه قبل الإمام في ركوع أو في سجود، فليضع رأسه بقدر رفعه إياه. لفظ ابن أبي ذئب، ولفظ ابن إسحاق: من رفع رأسه قبل الإمام فليعد، وليمكث حتى يرى أنه أدرك ما فاته.

أخرجه عبد الرزاق (2/ 375/ 3758)، وابن أبي شيبة (1/ 402/ 4622)، وابن المنذر (4/ 192/ 2015)، والطحاوي في المشكل (14/ 28).

وهذا إسناد متصل لا بأس به، قال ابن سعد:"وقد سمع مخلد من عمر"[الطبقات (5/ 74)].

قال الطحاوي: "وهو أشبه بالصواب، والله أعلم؛ لأن ابنه الحارث إنما روايته التي في أيدي الناس عن أبي هريرة"، قال هذا مع كون رواية ابن أبي ذئب التي رجحها في إسنادها مبهم.

وقال ابن حجر في الفتح (2/ 174): "وإسناده صحيح".

لكن خالفهما: جعفر بن ربيعة [مصري، ثقة]، ويزيد بن أبي حبيب [مصري، ثقة]:

فروياه عن يعقوب ابن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن الحارث بن مخلد، عن عمر به.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 281)، والطحاوي في المشكل (14/ 27 - 28 و 28).

ص: 160

ويعقوب بن عبد الله بن الأشج: مدني، نزل مصر، وعلى ذلك فرواية المدنيين اللذين زادا في الإسناد رجلًا: أشبه، والله أعلم، لما معهما من زيادة علم، وهو إسناد مدني، وهما أعلم به من المصريين، وقد رجحها الطحاوي، وصحح إسنادها ابن حجر.

• وعلق البخاري في صحيحه بصيغة الجزم: "وقال ابن مسعود: إذا رفع قبل الإمام يعود فيمكث بقدر ما رفع، ثم يتبع الإمام".

قلت: وصله عبد الرزاق (2/ 375/ 3757)، وابن أبي شيبة (1/ 402/ 4620 و 4621)(4654 و 4655 - ط عوامة) و (2/ 116/ 7152)(7229 - ط عوامة)، وابن المنذر (4/ 192/ 2014)، والطحاوي في المشكل (14/ 29).

من طريق: حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن سحيم بن نوفل، قال: قال ابن مسعود: لا تبادروا أئمتكم الركوع ولا السجود، فإن سبق أحدكم فليضع قدر ما سبق به.

وفي رواية: لا تبادروا أئمتكم بالركوع ولا بالسجود، وإذا رفع أحدكم رأسه والإمام ساجد فليسجد، ثم ليمكث قدر ما سبق به الإمام.

سحيم بن نوفل الأشجعي، أبو حيان، قال ابن سعد:"روى عن عبد الله بن مسعود، وكانت لأبيه صحبة، وكان قليل الحديث"، وقد سمع ابن مسعود، وكان من أصحابه، روى عنه هلال بن يساف، وسليم بن قيس العامري، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين [الطبقات الكبرى (6/ 198)، التاريخ الكبير (4/ 192)، الجرح والتعديل (4/ 303)، الثقات (4/ 343)]، فمثله يحسن حديثه.

فهو موقوف على ابن مسعود بإسناد حسن.

وقد أفتى مالك بقول عمر وابن مسعود، فقال مالك فيمن سها فرفع رأسه قبل الإمام في ركوع أو سجود:"إن السنة في ذلك أن يرجع راكعًا أو ساجدًا، ولا ينتظر الإمام، وذلك خطأ ممن فعله؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فلا تختلفوا عليه"، وقال أبو هريرة: الذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان"[الموطأ (1/ 146/ 246)].

قال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 495): "ظاهر قول مالك هذا لا يوجب الإعادة على من فعله عامدًا؛ لقوله: وذلك خطأ ممن فعله؛ لأن الساهي الإثم عنه موضوع".

وقال في التمهيد (24/ 365): "وهذا وعيد وتهديد، وليس فيه أمر بإعادة، فهو فعل مكروه لمن فعله، ولا شيء عليه إذا أكمل ركوعه وسجوده، وقد أساء وخالف سنة المأموم!.

وبقولهما أيضًا قال الشافعي، ففي الأم (1/ 178):"وإن رفع رأسه قبل الإمام فأَحَبُّ إليَّ أن يعود، فإن لم يفعل كرِهْتُه، واعتدَّ بتلك الركعة".

وهكذا قال أحمد وإسحاق، قال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد

ص: 161

وإسحاق (252): "قلت: إذا رفع رأسه قبل الإمام؟ قال: يعود فيسجد. قلت: من ساعته؟ قال: نعم. قال إسحاق: كما قال".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن فعل ذلك استحق العقوبة والتعزير الذي يردعه وأمثاله، كما روي عن عمر: أنه رأى رجلًا يسابق الإمام فضربه، وقال: لا وحدك صليت، ولا بإمامك اقتديت [قلت: لم أقف له على إسناد، ويحكى عن ابن مسعود].

وإذا سبق الإمام سهوًا: لم تبطل صلاته؛ لكن يتخلف عنه بقدر ما سبق به الإمام، كما أمر بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم[قلت: جاء هذا عن عمر وابن مسعود، كما تقدم ذكره]، لأن صلاة المأموم مقدرة بصلاة الإمام، وما فعله قبل الإمام سهوًا لا يبطل صلاته، لأنه زاد في الصلاة ما هو من جنسها سهوًا، فكان كما لو زاد ركوعًا أو سجودًا سهوًا، وذلك لا يبطل بالسنة والإجماع، ولكن ما يفعله قبل الإمام لا يعتد به على الصحيح، لأنه فعله في غير محله، لأن ما قبل فعل الإمام ليس وقتًا لفعل المأموم، فصار بمنزلة من صلى قبل الوقت، أو بمنزلة من كبر قبل تكبير الإمام، فإن هذا لا يجزئه عما أوجب الله عليه، بل لابد أن يحرم إذا حل الوقت لا قبله، وأن يحرم المأموم إذا أحرم الإمام لا قبله، فكذلك المأموم لابد أن يكون ركوعه وسجوده إذا ركع الإمام وسجد لا قبل ذلك، فما فعله سابقًا وهو ساهٍ عفي له عنه، ولم يعتد له به، فلهذا أمره الصحابة والأئمة أن يتخلف بمقداره ليكون فعله بقدر فعل الإمام.

وأما إذا سبق الإمام عمدًا ففي بطلان صلاته قولان معروفان في مذهب أحمد وغيره، ومن أبطلها قال: إن هذا زاد في الصلاة عمدًا فتبطل، كما لو فعل قبله ركوعًا أو سجودًا عمدًا، فإن الصلاة تبطل بلا ريب، وكما لو زاد في الصلاة ركوعًا أو سجودًا عمدًا، وقد قال الصحابة للمسابق: لا وحدك صليت، ولا بإمامك اقتديت [قلت: إنما حكي عن ابن مسعود، ولم أقف له على إسناد]، ومن لم يصل وحده ولا مؤتمًا فلا صلاة له.

وعلى هذا، فعلى المصلي أن يتوب من المسابقة، ويتوب من نقر الصلاة، وترك الطمأنينة فيها، وإن لم ينته فعلى الناس كلهم أن يأمروه بالمعروف الذي أمره الله به، وينهوه عن المنكر الذي نهاه الله عنه، فإن قام بذلك بعضهم وإلا أثموا كلهم.

ومن كان قادرًا على تعزيره وتأديبه على الوجه المشروع، فعل ذلك، ومن لم يمكنه إلا هجره، وكان ذلك مؤثرًا فيه، هجره حتى يتوب، والله أعلم! [مجموع الفتاوى (23/ 337)].

وانظر: شرح السنة (3/ 418)، المغني (1/ 310)، المجموع شرح المهذب (4/ 203)، الذخيرة (2/ 275)، فتح الباري لابن رجب (4/ 140 و 164)، تقرير القواعد وتحرير الفوائد لابن رجب (1/ 487)، فتح الباري لابن حجر (2/ 183).

***

ص: 162