المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌98 - باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٧

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌69 - باب الإمام يصلي من قعود

- ‌78).***70 -باب الرجلين يؤمُّ أحدُهما صاحبَه، كيف يقومان

- ‌71 - باب إذا كانوا ثلاثةً كيف يقومون

- ‌7).***72 -باب الإمام ينحرف بعد التسليم

- ‌73 - باب الإمام يتطوع في مكانه

- ‌74 - باب الإمام يحدث بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة

- ‌75 - باب ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام

- ‌76 - باب التشديد فيمن يرفع قبل الإمام، أو يضَع قبله

- ‌77 - باب فيمن ينصرف قبل الإمام

- ‌78 - باب جماع أبواب ما يُصلَّى فيه

- ‌79 - باب الرجل يعقِد الثوبَ في قفاه ثم يصلي

- ‌80 - باب الرجل يصلي في ثوبٍ واحد بعضُه على غيره

- ‌81 - باب في الرجل يصلي في قميص واحد

- ‌82 - باب إذا كان الثوب ضيقًا يتَّزر به

- ‌83 - باب الإسبال في الصلاة

- ‌84 - باب في كم تصلي المرأة

- ‌85 - باب المرأة تصلي بغير خمار

- ‌86 - باب ما جاء في السدل في الصلاة

- ‌87 - باب الصلاة في شُعُر النساء

- ‌88 - باب الرجل يصلي عاقصًا شعره

- ‌89 - باب الصلاة في النعل

- ‌91).***90 -باب المصلي إذا خلع نعليه، أين يضعهما

- ‌91 - باب الصلاة على الخُمرة

- ‌92 - باب الصلاة على الحصير

- ‌93 - باب الرجل يسجد على ثوبه

- ‌تفريع أبواب الصفوف

- ‌94 - باب تسوية الصفوف

- ‌95 - باب الصفوف بين السواري

- ‌96 - باب مَن يُستحبُّ أن يلي الإمامَ في الصف وكراهية التأخر

- ‌97 - باب مقام الصبيان من الصف

- ‌98 - باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول

- ‌99 - باب مقام الإمام من الصف

- ‌100 - باب الرجل يصلي وحده خلف الصف

- ‌16).***101 -باب الرجل يركع دون الصف

- ‌تفريع أبواب السترة

- ‌102 - باب ما يستر المصلي

- ‌ 150)].***103 -باب الخط إذا لم يجد عصًا

- ‌104 - باب الصلاة إلى الراحلة

- ‌105 - باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها، أين يجعلها منه

- ‌106 - باب الصلاة إلى المتحدِّثين والنِّيام

- ‌107 - باب الدُّنُوِّ من السترة

- ‌108 - باب ما يُؤمر المصلي أن يدرأ عن الممرِّ بين يديه

الفصل: ‌98 - باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول

شرح فتح القدير (1/ 359)، الاختيار لتعليل المختار (1/ 64)، المبدع (2/ 84)، الإنصاف (2/ 283)، كشاف القناع (1/ 488)، الخرشي على مختصر خليل (2/ 45)، فتح الباري لابن رجب (5/ 302)، وغيرها.

***

‌98 - باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول

678 -

. . . سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ صفوفِ الرجال أوَّلها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النساء آخرُها، وشرُّها أوَّلها".

• حديث صحيح.

أخرجه مسلم (440)، وأبو عوانة (1/ 378/ 1368 و 1369)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 61/ 977 و 978)، والترمذي (224)، وقال:"حسن صحيح". وأبو علي الطوسي في مستخرجه على الترمذي "مختصر الأحكام"(2/ 53/ 208)، والنسائي في المجتبى (2/ 93/ 820)، وفي الكبرى (1/ 433 - 434/ 896)، وابن ماجه (1000)، وابن خزيمة (3/ 27 - 28/ 1561)، وأحمد (2/ 336 و 354 و 367)، والطيالسي (4/ 161/ 2530)، وابن أبي شيبة (2/ 158/ 7629)، وأبو العباس السراج في مسنده (773 و 775 و 776)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (85 و 86 و 99 و 1891)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 181/ 1987)، والقضاعي في مسند الشهاب (1259)، والبيهقي في السنن (3/ 90 و 97)، وفي المعرفة (2/ 380/ 1502)، والبغوي في شرح السنة (3/ 371/ 815)، وقال:"حديث صحيح".

هكذا رواه عن سهيل بن أبي صالح: خالد بن عبد الله الواسطي، وإسماعيل بن زكريا، ووهيب بن خالد، وجرير بن عبد الحميد، وعبيدة بن حميد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وحماد بن سلمة، ومحمد بن سليمان ابن الأصبهاني، وغيرهم.

• وله طرق أخرى عن أبي هريرة:

1 -

سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، -أو: عن سعيد المقبري-، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"خيرُ صفوفِ الرجال أوَّلها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النساء آخرُها، وشرُّها أوَّلها".

أخرجه الشافعي في السنن (187)، والحميدي (1000)، والبيهقي في المعرفة (2/ 379/ 1501).

هكذا رواه عن ابن عيينة على الشك: أثبت الناس فيه، وأروى الناس عنه: الشافعي، والحميدي.

ص: 439

وخالفهم: الإمام أحمد، فرواه عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رواية،. . . فذكره، هكذا عن سعيد بغير شك.

أخرجه أحمد في المسند (2/ 247).

وهذا حديث قد وهم فيه ابن عيينة، وسلك فيه الجادة أحيانًا، حيث جعله: عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وهو سلوك للجادة والطريق السهل، وقد رواه الناس عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب.

• رواه عن محمد بن عجلان عن أبيه، بغير شك:

سفيان الثوري، والليث بن سعد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن رجاء المكي، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وسليم بن أخضر، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن أيوب المصري، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني، وعبد الله بن جعفر المديني، والوليد بن كثير المخزومي:

عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.

أخرجه الدارمي (1/ 325/ 1268)، وابن الجارود (317)، وأحمد (2/ 340)، والحميدي (1001)، وابن أبي شيبة (2/ 158/ 7630)، والبزار (15/ 87/ 8342)، وأبو العباس السراج في مسنده (780 و 781)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (91 - 94)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 749/ 1519)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 91)، والقضاعي في مسند الشهاب (1256 - 1258)، والبيهقي في السنن (3/ 97)، وذكره الدارقطني في العلل (9/ 27/ 1622).

قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن ابن عجلان منهم: سفيان الثوري، ورواه عنه أبو نعيم، وهو حديث معروف عن ابن عجلان، ولا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه".

قلت: كما ترى، فهو مروي من غير وجه عن أبي هريرة.

وقال الدارقطني في العلل (9/ 27/ 1622): "والصحيح: عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة".

قلت: وهو حديث صحيح.

وانظر فيمن وهم فيه على الثوري: جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على أبي القاسم الطبراني (136).

2 -

زهير بن محمد الخراساني [رواية أهل الشام عنه ضعيفة فيها مناكير، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة؛ قال الإمام أحمد:"أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر"، وقال الإمام البخاري:"أحاديث أهل العراق عن زهير بن محمد: مقاربة مستقيمة"، وهذا الحديث مما رواه عنه أهل العراق: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي. انظر: التهذيب (1/ 639)، الميزان (2/ 84)، إكمال

ص: 440

مغلطاي (5/ 90)، ترتيب علل الترمذي ص (395)، جامع الترمذي (3291)، وغيرها]، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة، صحيح الكتاب]:

عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة، خير صفوف الرجال في الصلاة أولها، وشرُّها آخرها، وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها، وشرُّها أولها".

أخرجه ابن حبان (5/ 552/ 2179)، وأحمد (2/ 485).

تقدم ذكره تحت الحديث رقم (672)، وأحلت الكلام عليه إلى هذا الموضع.

وقد رواه عن الدراوردي بهذه الزيادة: "أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة": عبد الله بن مسلمة القعنبي [بصري، أصله مدني، ثقة][عند ابن حبان].

ورواه عنه بدونها: أحمد بن عبدة [بصري، ثقة].

أخرجه ابن ماجه (1000)، وابن خزيمة (3/ 27 - 28/ 1561) و (3/ 69/ 1693)، والبزار (15/ 72/ 8303).

قلت: فهي زيادة صحيحة، زادها ثقة، وقد توبع عليها، وهو حديث صحيح.

3 -

علي بن مسهر، عن يحيى بن أيوب، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: خير صفوف النساء مؤخرها، وشرها أولها. موقوف.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 157/ 7624).

وهذا إسناد كوفي لا بأس به، ويحيى بن أيوب هو: حفيد أبي زرعة البجلي، وهذا الموقوف لا يُعارض المرفوع؛ لاختلاف المخرج، وقد صح المرفوع بثلاثة أسانيد مدنية، والحمد لله أولًا وآخرًا.

• وفي الباب أيضًا:

1 -

عن أنس بن مالك:

يرويه معمر، عن أبان، قال: سأل رجلٌ أنسَ بن مالك: هل كن النساء يشهدن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إيها الله! إذًا فلِم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف النساء الصف المؤخَّر، وشر صفوف النساء الصف المقدَّم، وخير صفوف الرجال الصف المقدَّم، وشر صفوف الرجال الصف المؤخَّر".

أخرجه عبد الرزاق (3/ 148/ 5110).

وهذا إسناد واهٍ؛ أبان بن أبي عياش: متروك.

• وله طريق أخرى:

يرويها الضحاك بن مخلد: نا سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها".

أخرجه البزار (13/ 387/ 7073).

ص: 441

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ولا نعلم حدث به عن سعيد إلا أبو عاصم".

قلت: تابعه عليه: محمد بن عبد الله الأنصاري.

أخرجه البيهقي (3/ 102).

والأنصاري: ثقة، لكنه أيضًا ممن روى عن ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، فلا أظنه محفوظًا عن ابن أبي عروبة [أعني: في حال صحته، قبل اختلاطه]، لا سيما وقد رواه الأنصاري طرفًا من حديث:"أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه، وإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر"[تقدم برقم (671)]، وقد رواه جماعة من أصحاب سعيد ممن روى عنه قبل الاختلاط بدون هذه الزيادة، والله أعلم.

فهو حديث ضعيف.

2 -

عن جابر بن عبد الله:

رواه سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة: عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال مقدَّمُها، وشرُّها مؤخَّرُها، وخير صفوف النساء آخرُها، وشرُّها مقدَّمُها".

3 -

عن أبي سعيد الخدري:

ورواه زهير بن محمد التميمي، وشريك بن عبد الله النخعي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعمرو بن ثابت: عن ابن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، به مرفوعًا.

وهذا حديث ضعيف مضطرب؛ اضطرب فيه ابن عقيل وخلط، فكان يرويه مرة عن جابر، ومرة يرويه عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد.

قال أبو حاتم: "هذا من تخاليط ابن عقيل، من سوء حفظه: مرة يقول هكذا، ومرة يقول هكذا، لا يضبط الصحيح أيما هو"[علل الحديث (1/ 103 و 133/ 278 و 368)].

وقد تقدم تخريجه والكلام على طرقه تحت الحديث رقم (630).

وله حديث آخر، عند البيهقي (2/ 222)، رواه بإسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن سليم [لم أجده؛ إلا أن يكون هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون]، عن عطاء بن عجلان أنه حدثهم، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"خير صفوف الرجال الأول، وخير صفوف النساء الصف الآخر"، وكان يأمر الرجال أن يتجافوا في سجودهم، ويأمر النساء ينخفضن في سجودهن، وكان يأمر الرجال أن يفرشوا اليسرى، وينصبوا اليمني في التشهد، ويأمر النساء أن يتربعن، وقال:"يا معشر النساء لا ترفعن أبصاركن في صلاتكن تنظرن إلى عورات الرجال".

قال البيهقي: "واللفظ الأول واللفظ الآخر من هذا الحديث مشهوران عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بينهما منكر، والله أعلم".

ص: 442

قلت: هو حديث باطل منكر؛ عطاء بن عجلان الحنفي، أبو محمد البصري العطار: متروك، منكر الحديث جدًّا؛ كذبه ابن معين وعمرو بن علي الفلاس والجوزجاني، وكان يتلقن كلما لقن [التهذيب (3/ 106)].

4 -

عن محجن الأسلمي:

قال ابن الأعرابي في المعجم (3/ 995/ 2122): نا أبو قلابة: نا أبو الوليد: نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء، عن محجن الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"خير صفوف الرجال المقدم، وشر صفوف الرجال المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاخفضوا أبصاركم، لا ترين عورات الرجال، من ضيق الأزر".

وهو حديث حسن غريب، تقدم تخريجه والكلام عليه تحت الحديث رقم (630).

5 -

عن فاطمة بن قيس:

يرويه الخليل بن زكريا: حدثنا مجالد بن سعيد: حدثنا عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيرُ صفوفِ الرجال أوَّلها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النساء أخرُها، وشرُّها أوَّلها".

أخرجه الحارث بن أبي أسامة (150 - زوائده)، وابن عدي في الكامل (3/ 61).

قال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث مع جملة من حديث الخليل بن زكريا: "وهذه الأحاديث التي ذكرتها بأسانيدها عن الخليل بن زكريا: مناكير كلها من جهة الإسناد والمتن جميعًا، وللخليل غير ما ذكرت من الحديث، ولم أر لمن تقدم فيه قولًا، وقد تكلموا فيمن كان خيرًا منه بدرجات، لأن عامة أحاديثه مناكير".

قلت: هو حديث منكر؛ والخليل: متروك، متهم [التهذيب (1/ 553)]، ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه [التهذيب (4/ 24)]، وأما سماع الشعبي من فاطمة بنت قيس فغير مدفوع، قال أبو زرعة:"لقي الشعبي فاطمة بنت قيس بالحيرة"[سؤالات البرذعي (764)].

6 -

عن ابن عباس:

يرويه أبو عاصم، قال: نا جعفر بن يحيى بن ثوبان، عن عمه عمارة بن ثوبان، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وشر صفوف النساء أولها، وخيرها آخرها".

أخرجه البزار (11/ 367 - 368/ 5194)، والطبراني في الكبير (11/ 203/ 11497)، وفي الأوسط (3/ 45/ 2425)، والضياء في المختارة (11/ 216/ 208).

قال البزار بعد أن روى ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد: "وهذه الأحاديث لا نعلمها تُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وجعفر بن يحيى وعمه: من أهل مكة، مستورون".

ص: 443

وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: أبو عاصم".

قلت: هو حديث ضعيف بهذا الإسناد، وفي تفرد عمارة بن ثوبان عن عطاء: نكارة ظاهرة، وقد سبق الكلام على هذا الإسناد مفصلًا برقم (672).

7 -

عن عمر بن الخطاب:

يرويه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه، عن عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.

أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 157/ 493).

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عمر بن الخطاب إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إبراهيم بن المنذر".

قلت: إبراهيم بن المنذر الحزامي: صدوق، لكن الشأن في غيره؛ فإن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، وأبوه، وعبد الله بن نافع: ضعفاء [التقريب (345 و 676)، اللسان (8/ 483)]، وهو حديث منكر.

8 -

عن أبي أمامة:

يرويه أبو اليمان الحكم بن نافع: ثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:. . . فذكره بنحوه.

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 164/ 7687)، قال: حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي [هو: أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، قال ابن القطان: "لا يُعرف حاله"، ووصفه الذهبي بالمحدث. اللسان (1/ 524)، السير (13/ 153)]: ثنا أبو اليمان به.

وهذا حديث منكر؛ عفير بن معدان: ضعفوه، منكر الحديث، يروي عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما لا أصل له [التهذيب (3/ 119)، الميزان (3/ 83)].

• قال النووي في الخلاصة (2/ 711/ 2488): "هذا في الرجال على الإطلاق، وفى النساء إذا كن مع الرجال، فإن انفردن فخير صفوفهن أولها كالرجال".

وقال في شرح مسلم (4/ 159): "أما صفوف الرجال فهي على عمومها، فخيرها أولها أبدًا، وشرها آخرها أبدًا، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث: صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال، خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء: أقلها ثوابًا وفضلًا، وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم"[وانظر: المجموع شرح المهذب (4/ 259)].

ص: 444

• ومما جاء في فضل الصف الأول:

1 -

حديث البراء بن عازب:

يرويه طلحة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَةَ، عن البراء بن عازب، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".

وفي رواية: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، أو: الصفوف الأول".

تقدم برقم (664)، وهو حديث صحيح.

2 -

حديث أبي أمامة:

يرويه فرج بن فضالة: حدثنا لقمان بن عامر، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول"، قالوا: يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول"، قالوا: يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول"، قالوا: يا رسول اللَّه! وعلى الثاني؟ قال: "وعلى الثاني"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل؛ فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف".

حديث ضعيف؛ تقدم تحت الحديث رقم (666).

3 -

حديث أبي هريرة:

يرويه مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه؛ لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا".

حديث متفق عليه، تقدم تحت الحديث رقم (554).

• وله طريق أخرى عند: مسلم (439)، وأبي نعيم في المستخرج (2/ 60/ 976)، وابن ماجه (998)، وابن خزيمة (3/ 25/ 1555)، والبزار (17/ 73/ 9602)، وأبي يعلى في المسند (11/ 362/ 6475)، وفي المعجم (102)، وأبي العباس السراج في مسنده (774)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (84)، وابن الأعرابي في المعجم (48 و 127)، وأبي الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 482)، وأبي نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 210)، وابن حزم في المحلى (4/ 56)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 199) و (14/ 354)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 388).

يرويه أبو قطن عمرو بن الهيثم: نا شعبة، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلمون ما في الصف الأول [وفي رواية: الصف المقدَّم] لكانت قُرعة".

وفي سنده اختلاف، وانظر: علل الدارقطني (9/ 61/ 1642)، تحفة الأشراف (10/ 249/ 14663 - ط الغرب).

ص: 445

وانظر في الأوهام: الكامل لابن عدي (2/ 98)، علل الدارقطني (12/ 155/ 2562).

4 -

حديث أبي بن كعب:

يرويه شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بَصير، عن أُبيِّ بن كعب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الصبح، فقال:"أشاهِدٌ فلان؟ " قالوا: لا، قال:"أشاهِدٌ فلان؟ " قالوا: لا، قال:"إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الرُّكب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحبُّ إلى الله عز وجل".

حديث صحيح، تقدم برقم (554).

5 -

حديث أبي هريرة:

يرويه محمد بن الحسين بن حفص الأشناني [ثقة. سؤالات السهمي (15)، سؤالات الحاكم (220)، تاريخ بغداد (2/ 234)، السير (14/ 529)]: حدثنا محمد بن عبيد [المحاربي: صدوق]: حدثنا صالح بن موسى: ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 69).

قال ابن عدي بعد أن ذكر لصالح بن موسى الطلحي أحاديث عن عبد العزيز بن رفيع: "وهذه الأحاديث عن عبد العزيز: غير محفوظات، إنما يرويها عنه صالح بن موسى".

قلت: هو حديث منكر؛ صالح بن موسى الطلحي: متروك، منكر الحديث، والمعروف فيه عن أبي صالح: مرسل. فقد روى إسرائيل بن أبي إسحاق [ثقة]، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، وعن علي بن ربيعة، قالا: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، ثم قال:"إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدَّم".

أخرجه عبد الرزاق (2/ 51/ 2450).

وهذا مرسل بإسناد صحيح.

• وقد اختلف فيه على عبد العزيز بن رفيع؛ فمنه أيضًا:

• ما رواه سيف بن محمد [الثوري، الكوفي، ابن أخت سفيان الثوري: كذاب، يضع الحديث. التهذيب (2/ 145)]: ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن واثلة، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في الصف الأول ما أصابوه إلا بقرعة".

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 432).

قال ابن عدي: "قال لنا ابن صاعد: بيَّن سيفٌ ضعفه في إسناد هذا الحديث،

ص: 446

وتسويته، وإنما هو عن عامر بن مسعود، والذي قاله ابن صاعد كما قال، وسيف بن محمد جعل بدل عامر بن مسعود عامر بن واثلة، وعامر بن واثلة هو أبو الطفيل، ثم زاد في الإسناد أيضًا عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأبي مسعود ولا لعامر بن واثلة في هذا الإسناد ذكر، وقد رواه عن عبد العزيز بن رفيع جماعة من الكوفيين وغيرهم، عن عامر بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مرسلًا".

• ورواه زائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، وزهير بن معاوية [وهم ثقات حفاظ]:

عن عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن مسعود القرشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في الصف الأول ما صفُّوا فيه إلا بقرعة"، وفي رواية:"إلا بسُهمة"، وفي رواية:"إلا بنُحبة".

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 332/ 3812)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 254)، وابن عدي في الكامل (3/ 433)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 171)، والضياء في المختارة (8/ 210/ 248 و 249)، وذكره الدارقطني في العلل (6/ 183/ 1055).

وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 161/ 457)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3156/ 7266).

وهذا مرسل؛ عامر بن مسعود الجمحي: تابعي، ليس له صحبة، نفى عنه الصحبة:

ابن معين، وأحمد [في رواية، وتوقف في أخرى]، والبخاري، وأبو زرعة الرازي، ويعقوب بن سفيان، والترمذي، وابن حبان، والدارقطني، والبيهقي، وابن السكن، وأخطأ من زعم أن له صحبة، قال ابن حبان:"ومن زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم"[تاريخ الدوري (3/ 120/ 502) و (4/ 55 و 443/ 3118 و 5212)، سؤالات أبي داود (79)، التاريخ الكبير (6/ 450) و (8/ 117)، المعرفة والتاريخ (3/ 204 و 218)، جامع الترمذي (797)، علل الترمذي الكبير (218)، المراسيل (597)، معجم الصحابة لابن قانع (2/ 242)، الثقات (5/ 190) و (7/ 543)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 2065)، سنن البيهقي (4/ 296)، الاستيعاب (2/ 798)، الكفاية (50)، إكمال مغلطاي (7/ 149)، التهذيب (2/ 271)، تحفة التحصيل (165)].

قال الدارقطني في العلل (6/ 183/ 1055): "والصحيح: قول جرير عن عبد العزيز عن عامر بن مسعود الجمحي: مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم".

وانظر أيضًا: أطراف الغرائب والأفراد (2/ 378/ 5793).

6 -

حديث أبي مسعود الأنصاري:

7 -

حديث عامر بن مسعود الجمحي مرسلًا:

تقدما في الذي قبله.

8 -

حديث النعمان بن بشير:

ص: 447

يرويه حسين بن واقد: حدثني سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول" أو: "الصفوف الأولى".

أخرجه أحمد (4/ 268 - 269)، والبزار (8/ 189/ 3224)، والدارقطني في الأفراد (78 - الثالث والثمانون من الفوائد الأفراد)(2/ 150/ 4437 - أطرافه).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن سماك عن النعمان؛ إلا حسين بن واقد".

وقال الدارقطني: "تفرد به الحسين بن واقد عن سماك".

قلت: فهو حديث غريب؛ فإن سماكًا كان يقبل التلقين، وليس ابن واقد المروزي ممن روى عنه قديمًا، كما أن في تفرده عن سماك الكوفي بهذا نكارة، إذ هو من الغرباء، وممن تُكُلِّم في مروياتهم، حيث أُنكرت عليه أحاديث، فلعل هذا منها، والله أعلم.

9 -

حديث العرباض بن سارية:

يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عليه فيه:

أ- فرواه أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الأول ثلاثًا، وللثاني مرتين، وللثالث مرة.

أخرجه أبو أمية الطرسوسي في مسنده (28 - جزء منه)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 109)، والبزار (15/ 212/ 8623)(1/ 247/ 509 - كشف الأستار)، والطبراني في الأوسط (8/ 343/ 8819)، وأبو موسى المديني في اللطائف (130).

قال العقيلي: "هكذا قال، وأخطأ فيه أيوب، والصواب ما حدثنا. . ."، ثم ذكر حديث أبان وهشام عن يحيى.

وقال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير أيوب عن يحيى، فخالف أيوب في روايته، فرواه هشام عن يحيى عن خالد بن معدان عن العرباض، ورواه شيبان عن يحيى عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث العرباض: أصح من حديث أيوب بن عتبة عن يحيى عن أبي سلمة".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا أيوب".

قلت: هو حديث منكر؛ أيوب بن عتبة: حديث أهل اليمامة عنه مستقيم، وفي حديث أهل العراق عنه ضعف [التهذيب (1/ 206)، إكمال مغلطاي (2/ 338)، منهج النسائي في الجرح والتعديل (3/ 1212)، وتقدم تفصيل القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (293)]، وهذا الحديث من ضعيف حديثه؛ فإنه من رواية العراقيين عنه، رواه عنه: خلف بن الوليد العتكي البغدادي [ثقة. الجرح والتعديل (3/ 371)، الثقات (8/ 227)، تاريخ بغداد (8/ 320)]، وأسد بن موسى [ثقة، مصري]، وقد خالف فيه أيوبُ ثقات أصحاب يحيى، وسلك فيه الجادة والطريق السهل، فإن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: طريق مسلوكة.

ص: 448

ب- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة، من أصحاب يحيى]، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: أن خالد بن معدان حدثه: أن جبير بن نفير حدثه: أن العرباض بن سارية حدثه -وكان العرباض من أصحاب الصفة-، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الصف المقدم ثلاثًا، وعلى الثاني واحدة. وفي لفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف الأول ثلاثًا، وللثاني مرة.

أخرجه الدارمي (1/ 324/ 1265)، وابن حبان (5/ 531 و 533/ 2158 و 2159)، والحاكم (1/ 214 و 217)، وأحمد (4/ 128)، وابن أبي شيبة (1/ 332/ 3813)، والبزار (10/ 132/ 4195)، وأبو العباس السراج في مسنده (782)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (95)، والطبراني في الكبير (18/ 255/ 637)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 13).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عن العرباض بن سارية، وكل من رواه عن يحيى فإنما يقول: عن خالد بن معدان عن العرباض؛ إلا شيبان؛ فإنه قال: عن خالد عن جبير بن نفير، فوصله".

ج- ورواه أبان بن يزيد العطار [ثقة، من أثبت أصحاب يحيى]، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية: أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الأول ثلاثًا،. . . وذكر نحوه. فأسقط محمد بن إبراهيم.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 109).

ورواه مرة أخرى، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فذكره. فأسقط خالد بن معدان.

أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 425/ 1539 - السفر الثاني).

هكذا وقعت رواية أبان من رواية الثقات عنه، والذي يغلب على ظني أن رواية أبان موافقة لرواية هشام والجماعة، وإنما هو انتقال بصر، وسقط وقع من النساخ، والله أعلم.

د- ورواه هشام الدستوائي [ثقة ثبت، وهو أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير]، ومعمر بن راشد [ثقة، من أصحاب يحيى]، وعكرمة بن عمار [ثقة؛ إلا في يحيى بن أبي كثير فحديثه عنه مضطرب. التهذيب (3/ 133)]:

عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن خالد بن معدان، عن عرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف الأول [المقدَّم] ثلاثًا، وللصف الثاني مرة.

هكذا رووه عن يحيى بدون ذكر جبير بن نفير.

أخرجه ابن ماجه (996)[كذا هو في النسخ الخطية، والمطبوعة][وأغلب ظني أن ما في التحفة وهم (6/ 583/ 9884 - ط دار الغرب)]، والدارمي (1/ 324/ 1265)، وابن خزيمة (3/ 26 - 27/ 1558)، وأحمد (4/ 126 و 127)، وعبد الرزاق (2/ 51/ 2452)، وأبو العباس السراج في مسنده (783)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (96)، وابن قانع

ص: 449

في المعجم (2/ 300)، والطبراني في الكبير (18/ 255 و 256/ 638 و 639)، والبيهقي (3/ 102)، والرافعي في التدوين (4/ 7).

قال الطبراني: "ولم يذكر معمر وعكرمة في حديثهما: جبير بن نفير"، وقال أيضًا:"ولم يذكر هشام في الإسناد: جبير بن نفير".

[وانظر فيمن وهم فيه على هشام الدستوائي، فسلك فيه الجادة، وجعله: عن قتادة، عن أنس: طبقات المحدثين (3/ 41)، معجم ابن المقرئ (1023 و 1024)، تاريخ أصبهان (2/ 45)، الأحاديث المختارة (7/ 73/ 2482)].

قال النووي في الخلاصة (2/ 712/ 2491): "رواه النسائي، وابن ماجه، والحاكم، وإسناد ابن ماجه صحيح".

قلت: المحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير: رواية الجماعة، وفيهم أثبت الناس فيه: هشام الدستوائي، والله أعلم.

وعليه فهو منقطع بين خالد بن معدان والعرباض، بينهما جبير بن نفير، والله أعلم.

• فقد روى بقية بن الوليد: ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن ساربة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الصف الأول ثلاثًا، وعلى الذي يليه واحدةً.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 92/ 817)، وفي الكبرى (1/ 432 - 433/ 893)، وأحمد (4/ 128)، وأبو العباس الأصم في الثالث من حديثه (271)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 183/ 1153)، والبيهقي (3/ 102)، [انظر: بيان الوهم (4/ 162/ 1612)، ولم يصب في نقده].

وهذا إسناد حمصي صحيح؛ فإن خالد بن معدان قد سمع جبير بن نفير [التاريخ الكبير (3/ 176)، صحيح مسلم (2077)]، وبحير بن سعد السحولي: ثقة ثبت، من أصح الناس حديثًا عن خالد بن معدان، كما أن بقية معروف بالرواية عن بحير بن سعد، مكثر عنه، حتى إن شعبة طلب من بقية أن يكتب له حديث بحير، مما يدل على اختصاص بقية ببحير، وبقية بن الوليد: ثقة إذا حدث عن المعروفين وصرح عنهم بالتحديث، أمثال: بحير بن سعد، قال ابن عبد الهادي في شرح العلل (108):"راوية بقية عن بحير صحيحة، سواء صرح بالتحديث أم لا"، مع أنه قد صرح في هذا الحديث بالتحديث [انظر: الحديث المتقدم برقم (175)] [سؤالات أبي داود (287)، العلل ومعرفة الرجال (2/ 478/ 3141)، التاريخ الكبير (2/ 137 و 150)، ضعفاء العقيلي (1/ 162)، الجرح والتعديل (1/ 135) و (2/ 412 و 434)، تاريخ ابن عساكر (10/ 336 و 343)، السير (8/ 518)]، ولم ينفرد به بقية عن بحير، بل قد توبع عليه:

• فرواه إسماعيل بن عياش [روايته عن أهل الشام مستقيمة، وهذه منها]: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن العرباض بن سارية

ص: 450

قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصف المقدَّم ثلاثًا، وعلى الذي يليه واحدة.

أخرجه أحمد (4/ 128)، والطبراني في الكبير (18/ 256/ 640)، وفي مسند الشاميين (2/ 183/ 1153)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 219)، والبغوي في شرح السنة (3/ 372/ 816).

• وعلى هذا تكون الرواية اختلفت عن خالد بن معدان:

فرواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي [مدني، ثقة]، عن خالد بن معدان، عن عرباض بن سارية.

ورواه بحير بن سعد [حمصي، ثقة ثبت]، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية.

ورواية أهل بلد الرجل أولى من رواية الغرباء، فهم أعلم به وبحديثه، وعليه: يصح حديث العرباض، حيث اتصل إسناده برواية العدول الضابطين، والله أعلم.

10 -

حديث عبد الرحمن بن عوف:

يرويه محمد بن المصفى الحمصي: حدثنا أنس بن عياض: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يُصَلُّون على الصف الأول".

أخرجه ابن ماجه (999)، والطبراني في المعجم الأوسط (6/ 257/ 6342)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 381)، والضياء في المختارة (3/ 124/ 925).

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 121/ 362): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

قلت: لكنه حديث معلول، فهو إسناد مدني، انفرد به، وأخطأ فيه محمد بن المصفى الحمصي، واختلف نظر الأئمة فيما هو الصواب فيه:

فقال أبو حاتم: "هذا خطأ بهذا الإسناد، الصحيح: ما رواه الدراوردي عن ابن عجلان عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم"[العلل (1/ 172/ 492)].

وقال الدارقطني بأن محمد بن مصفى قد انفرد به، قال:"ووهم فيه، وإنما رواه محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلًا"[العلل (4/ 287/ 570)].

وقال ابن رجب في الفتح (4/ 255): "والصواب: إرسال إسناده؛ قاله أبو حاتم والدارقطني".

وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (5/ 307/ 5530).

11 -

حديث أنس:

يرويه يحيى بن سلام [ليس بالقوي، له مناكير، وهذا منها. سؤالات البرذعي (339)، الجرح والتعديل (9/ 155)، الثقات (9/ 261)، الكامل (7/ 253)، سنن الدارقطني (1/ 327) و (2/ 186)، علل الدارقطني (5/ 229) و (6/ 308) و (9/ 202)

ص: 451

و (13/ 389) و (15/ 34)، سنن البيهقي (2/ 160)(5/ 25)، التمهيد (12/ 54)، السير (9/ 396)، تاريخ الإسلام (14/ 442)، اللسان (8/ 447)]: نا سعيد، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي شجرة أبعد من الخارف أو الخاذف؟ " -شك بحر-، قالوا: فرعها، قال:"فكذلك الصف المقدَّم هو أحصنها من الشيطان".

أخرجه البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (341)، وابن عدي في الكامل (2/ 98) و (7/ 253).

أنكره أبو زرعة، وقال ابن عدي:"وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن سعيد غير يحيى بن سلام"، ثم قال في آخر ترجمته:"وليحيى بن سلام غير ما ذكرت من الحديث، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي ذكرتها، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه".

وقال الذهبي في الميزان (4/ 381): "وهذا منكر جدًّا".

• ورواه ثابت بن حماد [متروك، متهم بالوضع. اللسان (2/ 384)]، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:. . . فذكره بنحوه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 98).

قال ابن عدي: "وهذا يعرف بيحيى بن سلام الإفريقي عن سعيد بهذا الإسناد، لا يرويه غير ثابت بن حماد"، وقال في آخر ترجمته:"وثابت بن حماد له غير هذه الأحاديث، أحاديث يخالف فيها وفي أسانيدها الثقات، وأحاديثه: مناكير ومقلوبات".

وقال الدارقطني في العلل (12/ 154/ 2561): "وهو غريب من حديث سعيد، لم يروه عنه غير يحيى بن سلام وثابت بن حماد، فإنهما روياه عن سعيد، عن قتادة، عن أنس".

• ورواه بشر ابن بنت أزهر [هو بشر بن آدم بن يزيد البصري: قال النسائي: "لا بأس به"، ولينه أبو حاتم والدارقطني. التهذيب (1/ 224)]: حدثنا عيسى بن واقد [مجهول. سبقت ترجمته تحت الحديث رقم (425)]: حدثنا عمران [هو: ابن داور، أبو العوام القطان: صدوق، كثير الوهم. التهذيب (3/ 318)، الميزان (3/ 236)]، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أي الشجرة أبعد من الخارف؟ "، قالوا: فرعها، قال:"فكذاك الصف الأول".

أخرجه أبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (1/ 178).

• فلا يثبت هذا من حديث قتادة عن أنس، وإنما هو: عن قتادة عن أبي قلابة مرسلًا: فقد رواه منصور [هو: ابن زاذان: ثقة ثبت]، عن قتادة، عن أبي قلابة به، مرسلًا.

أخرجه البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (341).

ثم قال: "وهذا عندنا علة حديث يحيى بن سلام، وله أصل من حديث قتادة؛ إلا أنه أوهم في قوله: عن أنس".

ص: 452

وقال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: "وأشبههما بالصواب: قول منصور بن زاذان".

12 -

حديث ابن عباس:

يرويه إسماعيل بن مسلم المكي، عن أبي يزيد المديني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصف الأول، وعليكم بالميمنة، وإياكم والصف بين السواري".

وهو حديث ضعيف مضطرب، والأقرب وقفه على ابن عباس، ولا يصح عنه أيضًا لإبهام الراوي عنه، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (673).

13 -

حديث ابن عمر:

يرويه ابن عدي في الكامل (1/ 331)، ومن طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 133 - 134).

قال ابن عدي: حدثنا الحسن بن عثمان التستري: حدثنا حماد بن بحر التستري: حدثنا إسحاق بن نجيح، عن هشام، عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لو يعلم الناس ما فيهن من الفضل ما نالهن إلا بقرعة: الصف المقدم، والأذان، وخدمة القوم في السفر".

قال ابن عدي: "وهذان الحديثان منكران عن هشام، وهشام هو ابن حسان، وهو: ثقة".

وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع، والمتهم به إسحاق، قال أحمد بن حنبل: كان أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بوضع الحديث".

قلت: هو كما قال، حديث موضوع؛ المتفرد به عن هشام بن حسان: إسحاق بن نجيح، أبو صالح الملطي: معروف بالكذب ووضع الحديث [التهذيب (1/ 129)]، وحماد بن بحر: مجهول [الجرح والتعديل (3/ 133)، اللسان (3/ 266)]، والحسن بن عثمان التستري: كذاب، يسرق الحديث [اللسان (3/ 67)].

14 -

حديث أنس:

أخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 48) بإسناد فيه جهالة، إلى محمد بن أبان العنبري: ثنا نافع أبو هرمز، عن أنس بن مالك، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: "كن إمام قومك"، قال: فإن لم أترك وذاك؟ قال: "كن مؤذنهم"، قال: فإن لم أترك وذاك؟ قال: "فالزم الصف الأول، فإن الناس لو يعلمون ما في الصف ما دخلوها إلا بقتال، ولو يعلمون ما في الصف الثاني ما دخلوها إلا بقرعة".

وهذا حديث باطل؛ نافع بن هرمز، أبو هرمز: متروك، ذاهب الحديث، أحاديثه غير محفوظة [الميزان (4/ 243)، اللسان (8/ 249)]، ومحمد بن أبان بن الحكم العنبري: قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام (14/ 342): "منكر الحديث".

***

ص: 453

679 -

. . . عبد الرزاق، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ قومٌ يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخِّرَهم الله في النار".

• حديث حسن غريب.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 52/ 2453)، ومن طريقه: أبو داود (679)، وابن خزيمة (3/ 27/ 1559)، وابن حبان (5/ 529/ 2156)، وأبو العباس السراج في مسنده (777 و 784)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (97 و 98)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 180/ 1986)، والبيهقي (3/ 103).

وقع عند عبد الرزاق وابن حبان: "حتى يخلِّفهم" بدل: "حتى يؤخِّرَهم".

قال النووي في الخلاصة (2/ 711/ 2490): "رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم"[انظر: صحيح مسلم (770)].

قلت: عكرمة بن عمار: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب [التقريب (687)][تقدمت له أحاديث وقع منه الاضطراب أو الوهم فيها، انظر مثلًا ما تقدم برقم (15 و 97)، ويأتي له حديث آخر برقم (1029)].

قال الإمام أحمد: "عكرمة مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير"، وكذا قال يحيى بن سعيد، وابن المديني، والبخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن حبان [التهذيب (3/ 133)، جامع الترمذي (1024)، علل الحديث لابن عمار الشهيد (13)، ضعفاء العقيلي (3/ 378)، الجرح والتعديل (1/ 236) و (7/ 10)].

وقال الإمام أحمد أيضًا: "أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير: ضعاف، ليس بصحاح"، وقال علي بن المديني:"سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير؟ فضعفها، وقال: ليست بصحاح"[العلل ومعرفة الرجال (2/ 494/ 3255)، الجرح والتعديل (1/ 236) و (7/ 10)، علل الحديث لابن عمار الشهيد (13)، الكامل (5/ 272)].

قلت: فلعلهما أطلقا هذا الإطلاق لكثرة اضطرابه في حديث يحيى، وإلا فله أحاديث قد تابع فيها أصحاب يحيى، ووافقهم فيها على الصواب، أو توبع فيها على أصل حديثه عن يحيى، كما في حالتنا هذه [وانظر: صحيح مسلم (770 و 832)، [وانظر الحديث المتقدم برقم (516)].

وهذا الحديث لم يخالف فيه عكرمةُ أحدًا من أصحاب يحيى، ولم يُختلَف عليه في إسناده، ولا في متنه، لكنه غريب لتفرد عكرمة به عن يحيى بن أبي كثير، لكن لما كان له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري [وهو الآتي بعد هذا] كان ذلك قرينة تدل على أنه

ص: 454

حفظه، فهو حسن غريب لهذا المعنى، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، واحتج به أبو داود، والله أعلم.

***

680 -

. . . أبو الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا، فقال لهم:"تقدَّموا فأتَمُّوا بي، ولْيأتمَّ بكم مَن بعدكم، ولا يزالُ قومٌ يتأخرون حتى يؤخِّرَهم الله عز وجل".

• حديث صحيح.

أخرجه مسلم (438)، وأبو عوانة (1/ 382/ 1386)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 60/ 974)، والنسائي في المجتبى (2/ 83/ 795)، وفي الكبرى (1/ 425/ 872)، وابن ماجه (978)، وابن خزيمة (3/ 51/ 1612)، وأحمد (3/ 19 و 34 و 54)، الطيالسي (3/ 619/ 2276)، وعبد بن حميد (874)، وأبو يعلى (2/ 327 و 401/ 1065 و 1181)، وأبو العباس السراج في مسنده (1287)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (1248 و 1249)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (3137)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 201/ 2033)، وأبو جعفر بن البختري في جزء من أماليه (25)[(157) مجموع مصنفاته]. وأبو نعيم في الحلية (9/ 19)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 196)، والبيهقي (3/ 103)، والخطيب في المتفق والمفترق (2/ 1096/ 679)، والبغوي في ضرح السنة (3/ 370/ 814)، وقال:"هذا حديث صحيح". والذهبي في السير (4/ 531).

وعلقه البخاري في الصحيح قبل الحديث رقم (713)، بصيغة التضعيف، وهو صحيح، كما ترى.

• تابع أبا الأشهب جعفر بن حيان العطاردي عليه: سعيد بن إياس الجريري:

رواه بشر بن منصور، وعبد الله بن المبارك، والقاسم بن مالك المزني:

عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ناسًا في مؤخَّر المسجد، فقال:"ما يؤخركم؟ لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل، تقدموا فأتَمّوا بي، وليأْتَمَّ بكم مَن بعدكم".

أخرجه مسلم (438)، وأبو عوانة (1/ 382/ 1385)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 60/ 975)، والنسائي في المجتبى (2/ 83/ 796)، وفي الكبرى (1/ 425/ 873)، وابن خزيمة (3/ 27/ 1560)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 454)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 84).

والجريري كان قد اختلط قبل موته بثلاث سنين، فمن سمع منه قبل ذلك فحديثه عنه جيد، وقد ذكر أبو داود ضابطًا فيمن سمع منه قبل اختلاطه، فقال: "كل من أدرك أيوب:

ص: 455