الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترهيب من البخل
535-
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو إسحاق ابن خرشيذ قولة، أنبأ الحسن بن إسماعيل المحاملي، ثنا ابن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، ثنا محمد بن المنكدر عن جابر –رضي الله عنه قال:
((أتيت أبا بكر –رضي الله عنه أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني. فقلت: إما أن تبخل وإما أن تعطني قال: قلت تبخل وأي داءٍ أودى من البخل، ما أتيتني من مرةٍ إلا وأنا أريد أن أعطيك ألفاً قال: فأعطاني ألفاً وألفاً وألفاً)) .
536-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله أنبأ والدي، أنبا عبد الله بن جعفر الفارسي، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عبد العزيز الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن
⦗ص: 319⦘
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك –رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس قال: بم تسودونه؟ قالوا: إنه أكثرنا مالاً وإنا على ذلك لنزنه بالبخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأي داءٍ أدوى من البخل ليس ذا سيدكم. قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: سيدكم بشر بن البراء)) .
قوله: لنزنه: أي لنتهمنه.
537-
أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد بن علي بن مكرم قال: حدثني أبو عبيدة قال: حدثني وهب بن منبه، ثنا عثمان البري، ثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال:
((إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، ألا إن كل مال نحلته عبدي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب. فقال لي: يا محمد: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء فاقرأه نائماً ويقظاناً، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً فقلت: يا رب إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة فقال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك وأنفق ننفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وأصحاب الجنة ثلاثة: إمام مقسط مصدق وموفق، ورجل رقيق القلب رحيم بكل ذي
⦗ص: 320⦘
قربى ومسلم، وفقير متعفف، وأصحاب النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبع لا يبغون فيكم أهلاً ولا مالاً قال: قلت: يا أبا عبد الله من هم هؤلاء؟ قال: الذين يقع بعضهم على بعض أهل سفاح غير نكاح، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل يخفي له طمع وإن دق إلا خانه والشنظير الفاحش، وذكر الكذب والبخل)) .
قوله: فاجتالتهم عن دينهم: أي أحالتهم.
ويثلغوا: أي يشدخوا.
والضعيف الذي لا زبر له: أي لا رأي له ولا حلم له.