الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترغيب في التفكر في آلاء الله –عز وجل وخلق السموات والأرض
665-
أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا إبراهيم بن أبي داود الأسدي، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا سليمان بن بلال قال: حدثني شريك بن أبي نمر، عن كريب أنه أخبره أنه سمع ابن عباس –رضي الله عنه يقول:
((بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف من العشاء الآخرة انصرفت معه فلما دخل البيت ركع ركعتين خفيفتين، ركوعهما مثل سجودهما، وسجودهما مثل قيامهما، وذلك في الشتاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة، وأنا في البيت، فقلت: والله لأرمقن الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنظرن كيف صلاته قال: فاضطجع مكانه في مصلاه حتى سمعت غطيطه قال: ثم تعار فقام فنظر في أفق السماء وفكر ثم قرأ الخمس الآيات من سورة آل عمران)) .
⦗ص: 387⦘
قوله (لأرمقن) أي لأنظرن نظراً شديداً، (وتعار) : أي استيقظ وهب من منامه، (والغطيط) صوت يسمع من النائم خفيف.
666-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثنا أحمد بن علي الخزار، ثنا شجاع بن أشرس، ثنا حشرج بن نباتة الواسطي أبو مكرم، عن الكلبي، عن عطاء قال:
انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة –رضي الله عنها ودخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقالت: ما يمنعك من زيارتنا، قال: قول الشاعر زر غباً تزدد حباً، فقال ابن عمر: ذرنا أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت:
((كل أمره كان عجباً أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: ذريني أتعبد لربي، قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني لأحب أن تعبد لربك فقام إلى القربة، فتوضأ ولم يكثر صب الماء. ثم قام يصلي فبكي حتى بل لحيته، ثم سجد وبكى حتى بل الأرض ثم اضطجع على جنبه فبكي إذ أتاه بلال يوقظه لصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر، قال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل علي هذه الليلة: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)) .
667-
أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي بكر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه قال: حدثني عثمان بن محمد البصري،
⦗ص: 388⦘
ثنا أمية بن محمد الباهلي، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا أبو إلياس، عن أبيه، عن وهب بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ينادي مناد يوم القيامة: أين أولو الألباب؟ قالوا: أي أولي الألباب تريد؟ قال: الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار، عقد لهم لواء فاتبع القوم لواءهم وقال لهم: ادخلوها خالدين)) .