الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
716-
أنبأ محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا اليمان بن نصر الكعبي، ثنا عبد الله أبو سعيد المديني قال: حدثني محمد بن المنكدر، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف قال:
((لما ولي أبو بكر –رضي الله عنه أمر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إني قد وليت عليكم أمركم هذا، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني. الصدق أمانة والكذب خيانة، أكيس الكيس التقى وأنوك النوك الفجور. الضعيف فيكم القوي عندي حتى آخذ له الحق، والقوي عندكم: الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، لا يدع قوم الجهاد في الله تعالى إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله تعالى بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله تعالى ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم)) .
717-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ عبد الله بن محمد بن الحارث، ثنا الفضيل بن عمير بن تميم المروزي، ثنا عبيد الله بن محمد العيشي، ثنا أبي، عن مزيدة بن قعنب الرهاوي قال:
((كنا عند عمر بن الخطاب –رضي الله عنه إذ جاءه قوم فقالوا: إن لنا إماماً يصلي بنا العصر فإذا صلى صلاته يغني بأبياتٍ، فقال
⦗ص: 411⦘
عمر –رضي الله عنه قوموا بنا إليه. فاستخرجه عمر –رضي الله عنه من منزله فقال له: إنه بلغني أنك تقول أبياتاً إذا قضيت صلاتك فأنشدنيها فإن كانت حسنة قلتها معك، وإن كانت قبيحة نهيتك عنها. فقال الرجل:
وفؤادي كلما أنبهته
…
عاد في اللذات يبغي تعبي
لا أراه الدهر إلا لاهياً
…
في تماديه فقد برح بي
يا قرين السوء ما هذا الصبي
…
فني العمر كذا باللعب
وشبابه بان مني فمضى
…
قبل أن أقضي منه أربي
ما أرجى بعده إلا الفنا
…
ضيق الشيب على مطلبي
نفس لا كنت ولا كان الهوى
…
اتقي الموت وخافي وارهبي
فقال عمر –رضي الله عنه: نعم.. .. نفس لا كنت ولا كان الهوى وهو يبكي ويقول: اتقي الموت وخافي وارهبي. ثم قال عمر –رضي الله عنه: من كان منكم مغنياً فليتغن هكذا)) .
718-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا أبو علي الحسين بن علي الوراق، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار، ثنا عبد الله بن سليمان المزني، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب –رضي الله عنه يخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
((عباد الله الموت ليس منه فوت. إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم فالنجا النجا، والوحا الوحا فإن وراءكم طالب حثيث، القبر احذروا ضنكه وظلمته وضيقه ألا إن القبر حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلم في كل
⦗ص: 412⦘
يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، ألا وإن وراء ذلك اليوم أشد من ذلك اليوم، النار حرها شديد وقعرها عميق وحبلها حديد، ليس لله فيه رحمة. فبكى المسلمون حوله بكاء شديداً فقال: إن من وراء ذلك جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، أجارنا الله وإياكم من العذاب الأليم)) .