الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في فضل الجمعة والترغيب في العمل يوم الجمعة
892-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم الدمشقي، ثنا أبو هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكتاني، ثنا الوليد بن الوليد، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله أنه سمع أنس بن مالك –رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((أتاني جبريل –عليه السلام وفي يده كهيئة المرآة البيضاء، فيها نكتة سوداء فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، بعث بها إليك ربك تكون لك عيداً ولأمتك من بعدك. فقلت: ما لنا فيها؟ قال: خير كثير أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة. وفيها ساعة لا يوافقها عبد يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، فقلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ونحن نسميه عندنا يوم المزيد)) .
893-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ خيثمة بن سليمان ومحمد بن سعيد، واللفظ له، قالا: ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا زياد بن
⦗ص: 496⦘
خيثمة، عن عثمان بن أبي مسلم، وهو ابن عمير، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال:
((أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما خرج قلنا له: لقد احتبست قال: ذاك أن جبريل –عليه السلام أتاني كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، فقال: إن هذه الجمعة فيها ساعة خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها، فقلت: يا جبريل ما هذه النكتة السوداء؟ فقال: هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه أو ذخر له مثله يوم القيامة، أو صرف عنه من السوء مثله، وإنه خير الأيام عند الله، وإن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد. قلت: يا جبريل. وما يوم المزيد؟ قال: إن في الجنة وادياً أفيح فيه مسك أبيض. ينزل الله تعالى في كل جمعة فيضع كرسيه ثم يجاء بمنابر من نور فتوضع خلفه فيحف به الملائكة، ثم يجيء بكراسي من ذهب فتوضع، ويجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيقول الله –عز وجل: أي عبادي سلوا فيقولون: نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم فسلوا، فيسألون مناهم فيعطيهم ما شاءوا وأضعافها فيعطيهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول: ألم أنجزكم عدتي وأتم عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي. ثم ينصرفون إلى غرفهم ويعودون كل يوم جمعة، قلت: يا جبريل وما غرفهم؟ قال: من لؤلؤةٍ بيضاء أو ياقوتة حمراء أو ذبرجدة خضراء مقورة فيها أبوابها، مطردة فيها أنهارها)) .
قوله: نكتة سوداء: النكتة كالنقطة، والأفيح: الواسع.
فتحف به. فتحيط به، مقورة من قولك قورت جيب القميص. مطردة: أي جارية.
894-
أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا يونس، ثنا ابن وهب أن مالكاً حدثه، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين يصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)) .
قوله: إلا وهو مسيخة: أي مستمعة، يقال: أساخ وأصاخ بالسين والصاد إذا استمتع.
وقوله: شفقاً أي خوفاً.
وقوله: لا يصادفها: أي لا يجدها.
895-
أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ إسحاق بن منصور، ثنا حسين الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه نفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة
⦗ص: 498⦘
علي، فقالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ -يقولون: قد بليت-، قال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء-صلوات الله عليهم-)) .
وقد أرمت: كان أصل الكلمة أرممت فأدغمت إحدى الميمين في التاء وهي لغة قوم، وهي مأخوذة من الرمة: العظم البالي.