الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترغيب في التوكل
652-
أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا المقري، عن حيوة قال: أخبرني بكر بن عمرو، أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول: إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: إنه سمع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً)) .
قوله خماصاً: أي جياعاً، وتروح بطاناً: أي شباعاً.
653-
أخبرنا موسى بن عمران بنيسابور، أنبأ محمد بن
⦗ص: 378⦘
الحسين بن داود، ثنا الحسن بن الحسين بن منصور السمسار، ثنا حامد بن أبي حامد، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله يقول الملك: هديت، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال الملك: وقيت أو قويت. وإذا قال: أتوكل على الله. قال الملك: كفيت. قال: فيقول الشيطان عند ذلك: كيف لنا بمن هدي وقوي أو وقي وكفي –الشك من حامد-)) .
654-
أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا أبو جعفر –يعني الرازي- عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما من رجل يخرج من بيته يريد سفراً أو غيره فقال حين يخرج: بسم الله، أمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج)) .
655-
أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي، ثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن
⦗ص: 379⦘
منصور الرمادي، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا شيبان –يعني النحوي- عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنهما:
قال: وحدثنا أحمد بن منصور، ثنا خلف بن موسى بن خلف، ثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زيادة عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود.
656-
قال: وحدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا هشام –يعني الدستوائي-، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن الحصين، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه:
657-
وأخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي ولفظ الحديث له، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين –رضي الله عنه عن عبد الله بن مسعود قال: أكرينا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ثم غدونا إليه فقال:
((عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة والنبي ومعه النفر والنبي ليس معه أحد حتى مر علي موسى –عليه السلام ومعه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني فقتل: من هؤلاء؟ قيل: هذا أخوك موسى ومن معه من بني إسرائيل، قال: فقلت: فأين أمتي؟ فقال: فقيل: انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سدت بوجوه الرجال. قال: ثم قيل لي: انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي: أرضيت؟ فقلت: رضيت يا رب رضيت يا رب. قال: فقيل لي: فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً من أمتك يدخلون الجنة بغير حساب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فدىً لكم إن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفاً فافعلوه، فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم
⦗ص: 380⦘
فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناساً يتهارشون. قال: فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين. قال: فدعا له. قال: فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال: ((قد سبقك بها عكاشة)) . قال: ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين ألفاً؟ قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا. قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)) .
قوله: أكرينا الحديث أي أخرناه وأطلناه، والعصابة: الجماعة، والنفر: أي أكثر منهم، والكبكبة: أكثر من النفر، والظراب: الجبال، يتهارشون: أي يتقاتلون. وقوله: لا يكتوون: من الكي، ولا يسترقون: من الرقية، ولا يتطيرون: من التطير أي لا يطلبون الشفاء بالكي ولا بالرقية ولا يعتمدون على التطير.
658-
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة، ثنا أبو نعيم النخعي، ثنا أبو مالك عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
((يا رسول الله: إن بني فلان أغاروا علينا فأخذوا ابني وإبلي وغنمي فأمر لي بشيء. فقال: سل الله. فأعاد عليه فقال: سل الله مرات. وقال: ما عند آل محمد من طعام فأتى أهله فقالت له امرأته:
⦗ص: 381⦘
ما قال؟ فأخبرها. فقالت: ما أحسن ما قال لك، قال: فلم ألبث أن جاء فقال: يا رسول الله إن الله –عز وجل قد رد عليّ ابني وغنمي وإبلي فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم تلا: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} ثم قال: يا أيها الناس سلوا الله –عز وجل وعليكم بالتوكل)) .
659-
أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو عمرو بن مهدي، ثنا عبد الله بن إسحاق المصري، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد البصري عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن لكل شيء شرفاً وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة لا تصلوا خلف النوام ولا المتحدثين واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة، ولا تستروا الجدر بالثياب. ومن نظر في كتاب أخيه فكأنما ينظر في النار ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من نزل وحده وجلد عبده ومنع ردفه. ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنباً، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره. إن عيسى ابن مريم
⦗ص: 382⦘
قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوا أهلها فتظلموهم، ولا تظلموا ولا تعاقبوا ظالماً بظلم فيبطل فضلكم إنما الأمر ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعه أو أمر تبين غيه فاجتنبه. أو اختلف فيه فاردده إلى الله –عز جل-)) .
660-
أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الله بن سوار العنبري وداود بن إبراهيم قالا: ثنا هشام بن زياد أبو المقدام عن محمد بن كعب القرظي قال:
((قدمت على عمر بن عبد العزيز الشام، قال: وقد كنت عهدته وهو بالمدينة علينا أميراً وهو شاب غليظ البضعة ممتليء الجسم، فلما استخلف قدمت عليه فإذا حاله قد تغيرت، قال: فجعلت أنظر إليه ولا أصرف بصري عنه قال: والله إنك لتنظر إليّ نظراً لم تكن تنظره إلي من قبل. قال: فقلت: تعجبني، قال: فما أعجبك، قال: قلت: لما حال من لونك ونحل جسمك ونفي من شعرك، قال: فكيف لو رأيتني يابن كعب بعد ثالثة في قبري حين تقع حدقتاي على وجنتي ويسيل منخراي وفمي صديداً ودماً، كنت لي أشد نكرة، أعد علي حديثاً كنت حدثتنيه عن ابن عباس –رضي الله عنه قال: قلت: حدثنا ابن عباس –رضي الله عنه ورفع الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن لكل شيء شرفاً وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث. واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدار بالثياب، ومن نظر
⦗ص: 383⦘
في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله –عز وجل أوثق منه بما في يديه، ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من نزل وحده ومنع رفده وجلد عبده، أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال: من لا يقيل عثرة ولا يغفر ذنباً ولا يقبل معذرة، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره، إن عيسى –عليه السلام قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ألا ولا تظالموا ولا تكافئوا ظالماً بظلمه فيبطل فضلكم عند ربكم. يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله –عز وجل)) .
قال: اللفظ لعبد الله بن سوار.