الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترهيب من جهنم والنار
1016-
أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي –رحمه الله ببغداد، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف؛ ثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني، ثنا زياد بن أيوب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
((احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والمساكين فأوحى الله تعالى إلى الجنة أنت رحمتي أسكنك من شئت، وقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت، ولكل واحد منكما ملؤها فأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ثم يلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها فتقول: قط قط)) .
هذا حديث صحيح وذكر ((القدم)) فيه مما يجب الإيمان به ولا يتعرض له بالتأويل والتكييف.
1017-
وقال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا علي بن المنذر؛ ثنا ابن فضيل؛ ثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة -
⦗ص: 552⦘
رضي الله عنه (ح) .
1018-
وعن ربعي بن خراش –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف الجنة وذكر إلى أن قال: وفي حافتي الصراط كلاليب متعلقة مأمورة بأخذ من أمرت، فمخدوش ناج ومكوكس في النار - والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قعر جهنم لسبعون خريفاً)) .
هذا حديث صحيح، والمكوكس: يقال كوسه الله في النار وكوكسه فيها.
1019-
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ح) قال: وثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا محمد بن عيسى بن السكن (ح) قال: وثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قالوا: أنبأ عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق، عن عبد الله –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يؤتى بجهنم يوم القيامة تجر لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك)) .
هذا حديث صحيح، وشأن جهنم هائل أعاذنا الله منها.
1020-
قال: وأخبرنا أحمد بن موسى، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن زين، ثنا سعيد بن منصور، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن
⦗ص: 553⦘
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: إنها فضلت عليها بتسعة وتسعين جزءاً كلهن مثل حرها)) .
1021-
قال: وأنبأنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ح) وثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، عن إسحاق بن الحسن الحربي؛ قالا: ثنا الحسين بن محمد المروزي، ثنا شيبان، عن قتادة يحدث عن سمرة أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن منهم من تأخذه النار إلى كفيه؛ ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته؛ ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)) .
هذا حديث صحيح، وقوله: إن منهم: يعني من المؤمنين المذنبين يعاقبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون من النار.
1022-
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري الفقيه بمكة؛ ثنا أبو بكر محمد بن الحسن إملاء، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدوس الحيري، ثنا محمد بن حمدون بن خالد، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا القاسم بن الحكم، عن عبد الله بن المختار، عن ابن سيرين عن أبي هريرة –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 554⦘
((اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً؛ فجعل لها نفسين: نفساً في الصيف ونفساً في الشتاء؛ فنفسها في الشتاء شدة البرد، ونفسها في الصيف شدة الحر)) .
1023-
أخبرنا أبو طيب بن سلمة؛ أنبأنا أبو علي البغدادي؛ ثنا الفضيل بن الخصيب محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي؛ ثنا صفوان بن عيسى، ثنا أبو نعامة العدوي، عن خالد بن عمير والشولسي قالا: بعث عمر بن الخطاب –رضي الله عنه عتبة بن غزوان أخا بني مازن فقال:
((انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى مملكة العرب، وذكر الفتح إلى أن قال: فرفعوا له منبراً فخطبهم يعني عتبة فقال:
((إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، وإنكم منتقلون منها إلى دار قرار فانتقلوا بخير ما بحضرتكم؛ ولقد ذكر لي: أن لو ألقي حجراً في جهنم لهوى سبعين خريفاً. أو عجبتم؟؟ ولقد ذكر لي: أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعون سنة، وليأتين عليه يوم وله كظيظ)) .
هذا حديث صحيح عال، وقوله: حذاء: أي سريعة، وله كظيظ: أي امتلاء وازدحام.
1024-
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي؛ أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر عبد الله بن يحيى بلخي بالكوفة؛ ثنا الحسين بن جعفر، ثنا عبد الله بن أبي زياد؛ ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران قال:
((بلغني أن جبريل –عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
⦗ص: 555⦘
يبكي فقال: ما يبكيك يا جبريل؟ قال: ما يبكيني يا محمد! ما جفت لي عين منذ خلق الله –تعالى- جهنم مخافة إن عصيته فيلقيني فيها)) .
1025-
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن موسى ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن أيوب، ثنا حماد بن زاذان، ثنا مروان بن معاوية، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال:
((بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعنا وجبة فزعنا لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهذا حين وقع أسفلها فسمعتم وجبتها)) .
هذا حديث صحيح، ووجبتها: صوتها.
1026-
أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأنا أبو علي البغدادي، ثنا محمد بن علي بن الحسين الهمذاني؛ ثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا حيان بن عبد الله أبو جيلة؛ ثنا حميد الطويل، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يؤتى بأنعم الناس من أهل الدنيا يوم القيامة، فيغمس في النار غمسة فيخرج حمماً أسود. فيقال له: هل مرت بك نعمة قط أو رفاهية؟ فيقول: لا. لم أزل في هذا منذ خلقتني.
قال: ويؤتى بأشد الناس بلاءً في الدنيا فيغمس غمسة في الجنة، فيخرج كأن وجهه القمر ليلة البدر، فيقال له: هل مر بك شدة قط أو بلاء؟ فيقول: لم أزل في هذه النعمة منذ خلقتني)) .
1027-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني؛ أنبأنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد؛ ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد عن ابن عباس –رضي الله عنهما:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته} فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا. أفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟)) .
1028-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور؛ أنبأ حمزة بن عبد العزيز؛ ثنا علي بن بندار الصيرفي، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن؛ ثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي؛ ثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي، عن سليم بن عامر الخبائري عن فرات البهراني، عن أبي عامر –رضي الله عنه:
((أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أهل النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سألت عن عظيم؟ كل شديد قعبري، فقال: وما القعبري يا رسول الله؟ قال: الشديد على الأهل، الشديد على العشيرة الشديد على الصاحب. قال: من أهل الجنة؟ قال: سبحان الله لقد سألت عن عظيم: كل ضعيف مزهد)) .
المزهد: القليل المال.
1029-
أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، ثنا الحكم بن مروان، ثنا سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي قال: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه:
⦗ص: 557⦘
((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن يأتيه فيه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، مالي أراك متغير اللون؟ فقال: إني لم آتك حتى أمر الله بنفخ النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم قال: إن الله أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها. وقال: والذي بعثني لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأذابتها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل يبكي. فقال: يا جبريل تبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به منه؛ قال: وما يمنعني أن أبكي، وأنا لا أدري لعلي أكون في علم الله على غير هذه الحال، وقد كان إبليس مع الملائكة وقد كان هارون وماروت من الملائكة، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبكي وجبريل –عليه السلام حتى نوديا: يا محمد ويا جبريل: إن الله قد آمنكما أن تعصياه. قال فارتفع جبريل –عليه السلام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من أصحابه يتحدثون ويضحكون. فقال:
تضحكون وجهنم من ورائكم؟! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعابات تجأرون إلى الله –فأوحى الله إلى محمد إني بعثتك مبشراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا وسددوا وقاربوا)) .
هذا حديث حسن وإسناده جيد.
1030-
أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ
⦗ص: 558⦘
أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا خالد بن يزيد الأزدي، ثنا هشام بن خالد الدمشقي، ثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن أبي عبد ربه، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال:
((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي العقيق؛ فقال: يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي، فإنه واد يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها وعجلت ولحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي –رضي الله عنه فلما أن سمع حسي التفت إلي فقال: يا أنس قد فعلت ما أمرتك؟ قلت: نعم يا رسول الله، فأقبل على علي –رضي الله عنه فقال: يا علي ما من حبرة إلا ستتبعها عبرة؛
((يا علي كل هم منقطع إلا هم النار؛ يا علي كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة)) .
1031-
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله البندنيجي بمكة –حرسها الله- أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنبأ أبو بكر بن حيويه، ثنا أبو محمد السكري، ثنا أبو محمد بن قتيبة قال: حدثني أحمد بن الحباب، عن علي بن إبراهيم المروزي، عن عبد الله بن المبارك، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أهل الجنة الضعفاء المغلوبون؛ وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع)) .
قال أهل اللغة: الجعظري: الشديد؛ الغليظ. والجواظ: الصياح، وقيل: الأكول.
1032-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق؛ ثنا أبو داود ووهب بن جرير قالا: ثنا شعبة عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول:
((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار؛ حتى لو أن رجلاً كان بالسوق يسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه)) .
قال الإمام: قال أهل اللغة الخميصة: كساء صغير له علمان.
1033-
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي؛ أنبأ عبد الله بن يوسف؛ أنبأ أبو بكر الطلحي بالكوفة: ثنا الحسين بن جعفر؛ ثنا عبد الله بن أبي زياد؛ ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت قال: بلغنا أن داود رضي الله عنه كان يقول:
((أوه قبل الوقوع في النار: قبل أن لا ينفع أوه)) .
نهاية حرف الجيم