الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترهيب من التطير
725-
أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم قال: حدثنا:
((أن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه كان غازياً فبينما هو يسير إذ أقبل في وجوههم ظباء يسعين فلما اقتربن منه ولين مدبرات، فقال له رجلٌ: انزل أصلحك الله، فقال له سعد: من ماذا تطيرت؟ أمن قرونها حين أقبلت؟ أم من أذنابها حين أدبرت؟ إن هذه الطيرة لباب من الشرك فلم ينزل سعد ومضى)) .
قال الشيخ: كانت العرب تتطير بالسوانح والبوارح، فالسانح: ما أتاك عن يمينك وكانوا يتطيرون به، والبارح: ما ولاك مياسره يعني من الظباء.
726-
أخبرنا مكي بن منصور الكرخي. أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر عن عوف، عن حيان، عن قطن بن قبيصة، عن أبيه –رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) .
قال أهل اللغة: زجر الطير وهو ضرب من التكهن، والطيرة والتطير وأصل ذلك من الطير، وذلك أن العرب كانوا إذا أتى الطير من جهة اليمين أو من جهة الشمال قالوا: عاقبة هذا الأمر محمودة وعاقبة هذا الأمر مذمومة، شيء استشعروه من قبل أنفسهم، قال الله تعالى:{وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} أي يتشاءموا بموسى وقومه، {ألا إنما طائرهم عند الله} : أي شؤمهم جاء من قبل الله، هو الذي قضى عليهم ذلك وقدره.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير.
وقال: إذا ظننتم فلا تحققوا، إذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا وقال تعالى:{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} أي ما قضى أنه عامله وصائر إليه وما يجري على رأسه من سعادة وشقاوة. والطرق: الضرب بالحصى، هو ضرب من التكهن.
قال لبيد:
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى
…
ولا زاجرات الطير ما الله صانع
والجبت: السحر.
727-
قال: وحدثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)) .
قوله (لا طيرة) : أي لا حقيقة لها أبطل الحكم بها.
727م- قال: وأخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن والحسد قال: فينجيك من الطيرة أن لا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن أن لا تتكلم به، وينجيك من الحسد أن لا تبغي أخاك سوءاً)) .
728-
قال: وأخبرنا معمر، عن قتادة قال: قال ابن عباس –رضي الله عنه:
((إن مضيت فمتوكل، وإن نكصت فمتطير)) .
729-
أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقري، ثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد النسائي، ثنا أبو نعيم: الفضل بن دكين، ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن
⦗ص: 418⦘
ابن مسعود –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الطيرة شرك وما منا ولكن الله –عز وجل يذهبه بالتوكل)) .
وفي الحديث إضمار والتقدير: وما منا إلا وقد يقع في قلبه من ذلك شيء –يعني قلوب أمته- ولكن الله يذهب ذلك عن قلب كل من يتوكل على الله ولا يثبت على ذلك.
730-
أخبرنا مكي بن منصور، أنبأ أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار، ثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
((إنا لواقفون مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه على الجبل بعرفة إذ سمعت رجلاً يقول: يا خليفة، فقال أعرابي خلفي من لهب: ما لهذا الصوت قطع الله لهجته، والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام هاهنا أبدأ، قال: فشتمته وآذيته فلما رمينا الجمرة مع عمر –رضي الله عنه أقلت حصاة فأصابت رأسه ففتحت عرقاً من رأسه، فقال رجل أشعث: أمير المؤمنين لا والله لا يقف بعد هذا العام أبداً فالتفت فإذا هو ذلك اللهبي. قال: فوالله ما حج عمر –رضي الله عنه بعدها)) .