الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترغيب في الأذان، وفضل المؤذنين
262-
أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، نا عبد الواحد بن غياث أبو بحر المربدي، ثنا الفضل بن ميمون، ثنا منصور بن زاذان، عن أبي عمر، وهو زاذان الكندي، أنه سمع أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري رضي الله عنهما يقولان: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((ثلاثة يوم القيامة على كثيب مسك أسود لا يهولهم فزع، ولا ينالهم حساب حتى يفرغ الله مما بين الناس: رجل قرأ القرآن وأم به قوماً ابتغاء وجه الله تعالى، ورجل أذن، ودعا إلى الله عز وجل ابتغاء وجه الله عز وجل، ورجل مملوك ابتلي بالرق في الدنيا، فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة)) .
263-
أخبرنا أبو طاهر روح بن محمد الرازي، أنا أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكجي، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا عبيد الله يعني
⦗ص: 196⦘
الوصافي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى:
{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} .
قالت: هم المؤذنون.
قال أهل التفسير: يعني دعا إلى الصلاة، وصلى بين الأذان والإقامة، وقيل: هو المؤذن الذي إذا قال: حي على الصلاة، فقد دعا إلى الله تعالى، وإذا صلى فقد عمل صالحاً، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله فهو من المسلمين.
264-
أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر بن علي الوراق، ثنا محمد بن السري القمار، نا عبد الله بن أحمد بن موسى، نا يوسف بن المسلم، نا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((المؤذن داعي الله، والإمام نور الله، والصفوف أركان الله، والقرآن كلام الله، فأجيبوا داعي الله، واقبلوا نور الله، وكونوا أركان الله، وتعلموا كلام الله، ألا إن الأئمة والمؤذنين يفزع الناس ولا يفزعون، ويرعب الناس ولا يرعبون، وهم الآمنون من عذاب الله تعالى)) .
265-
أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن محمد بن المرزبان، نا محمد بن إبراهيم بن يحيى، نا أحمد بن
⦗ص: 197⦘
شاهين الطيان، نا إسماعيل بن يزيد القطان، نا خلف بن الوليد نا سلام الطويل، عن عباد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر-رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يوم القيامة، يؤذن المؤذن، ويلبي الملبي، ويغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل من سمع صوته من حجر أو مدر أو رطب أو يابس، ويكتب للمؤذن بكل إنسان يصلي معه في ذلك المسجد مثل حسناتهم ولا ينقص من حسناتهم، ويعطيه الله ما بين الأذان والإقامة كل شيء سأل ربه، إما أن يعجله في دنياه، وإما أن يدخر له في الآخرة، وهو ما بين الأذان والإقامة كالمتشخط في دمه في سبيل الله، ويكتب له في كل يوم يؤذن مثل أجر خمسين ومائة شهيد، وله مثل أجر القائم بالليل الصائم بالنهار، وله مثل أجر الحاج والمعتمر، وجامع القرآن، والفقه، ومثل أجر الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة، وله مثل أجر من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وصلة الرحم، وأول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم، ثم محمد، ثم النبيون والمرسلون، ثم يكسى المؤذنون، وتلقاهم يوم القيامة على نجائب من ياقوتة حمراء، أزمتها من زمرد أخضر، ألين من الحرير، رحالها من الذهب الأحمر، حاشيتها -أو قال: حافتاها- مكلل بالدر والياقوت والزمرد، عليها المياثر من السندس والإستبرق، ومن فوق ذلك حرير أخضر، يحلى كل واحد منهم بثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ، وفي أعناقهم الذهب مكلل بالدر والياقوت، والزمرد، عليهم التيجان مكللة بالدر والياقوت والزمرد، ومن تحت التيجان أكاليل مكللة بالدر والياقوت والزمرد، ونعالهم من الذهب شراكها من الدر، لنجائبهم أجنحة، تضع خطوها مد بصرها، على كل واحدة منها فتى شاب، أمرد، جعد الرأس، له جمة على ما اشتهت نفسه، حشوها المسك الأذفر، لو
⦗ص: 198⦘
انتثر منها مثل دينار بالمشرق لوجد ريحها جميع من بالمغرب، أبيض الجسم، أنور الوجه، أصفر الحلي، أخضر الثياب. يتبعهم من قبورهم سبعون ألف ملك إلى المحشر، يقولون: تعالوا ننظر إلى حساب بني آدم، وبني إبليس. كيف يحاسبهم ربهم، وبين يدي كل واحد منهم سبعون ألف حربة من نور، حتى يوافوا بهم المحشر، فذلك قوله عز وجل {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً}
هذا حديث غريب لا أعرفه إلا من هذا الوجه.