الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في فضل الجماعة والترغيب في لزومها
961-
أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا الحسن بن عرفة العبدي، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة –رضي الله عنه قال:
((خطب عمر –رضي الله عنه الناس بالجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من مقامي هذا فقال: أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها، ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد، فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأةٍ فإن ثالثهما الشيطان، ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن)) .
962-
أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ أبو الحسن السقا الإسفراييني، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا
⦗ص: 528⦘
عمر بن خالد، ثنا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب الأصبحي أبو حرب قال: حدثني عبد الله بن مالك الأشتر النخعي، عن أبيه، عن جده قال: لما قدم عمر بن الخطاب –رضي الله عنه بعث إلى الناس فنودوا أن الصلاة جامعة عند باب الجابية، فلما صلوا، قام فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحق عليه ذكره ثم قال لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن يد الله على الجماعة والفذ من الشيطان، وإن الحق أصل في الجنة، وإن الباطل أصل في النار، وإن أصحابي خياركم، فأكرموهم ثم القرن الذين يلونهم ثم القرن الذين يلونهم ثم يظهر الكذب والهرج)) .
963-
أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا حماد بن زيد، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال:
((خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً فقال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمين الخط وعن شماله فقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. قال: ثم تلا: {وأن هذا صراطي مستقيما} –للخط الأول- {فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} - لتلك الخطوط-.
صراط الله المستقيم: طريق أهل السنة والجماعة، وما خالف ذلك سبل الشيطان.
964-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ
⦗ص: 529⦘
عبد الله بن يوسف، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن قرانس المالكي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، أن ضمرة بن حبيب حدثه أن عبد الرحمن بن عمرو السلمي حدثه أنه سمع العرباض بن سارية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ بعدها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)) .
965-
أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو، أنبأ محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أخبرنا علي بن مسهر، عن الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن أشبه الأمم ببني إسرائيل أمتي مثلاً بمثل حذو النعل بالنعل، حتى لو أن كان في بني إسرائيل من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك، وإن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة تزيد عليهم أمتي فرقة واحدة كلها في النار إلا واحدة فقيل له: يا نبي الله فمن الناجي منها؟ فقال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) .
966-
أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا أبو عبد الله المحاملي، ثنا أخو كرخويه، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني بسر بن عبد الله الحضرمي، حدثني أبو إدريس أنه سمع حذيفة –رضي الله عنه يقول:
⦗ص: 530⦘
((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخنٌ. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قدموه فيها. قلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك. قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على كذلك. قلت: يا رسول الله: صفهم لنا. قال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) .
يقال للشيئين اللذين يتماثلان: هما مثلان، حذو النعل بالنعل وشبه القذة بالقذة. والدخن: الفساد مأخوذ من الدخان أي خير يتضمن فساداً ويخالطه فتنة. وقوله: من جلدتنا: أي على خلقتنا.
وقوله: يتكلمون بألسنتنا. يمكن أن يراد به أنهم يتكلمون بالعربية ويمكن أن يراد به أنهم من بني آدم خلقوا كما خلقنا ويتكلمون كما نتكلم.