الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترهيب من التجسس على المرء المسلم
685-
أخبرنا أبو محمد: حمد بن عبد الله المعبر، أنبأ عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبيد بن أسباط، ثنا أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: أتى رجل عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه فقال: هل لك في الوليد بن عقبة ولحيته تقطر خمراً. فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم:
((نهانا عن التجسس، وإن يظهر لنا نأخذه، وفي رواية: إن يظهر لنا شيئاً أخذناه به)) .
686-
قال: وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن عوف، ثنا الفريابي، عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن معاوية –رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
⦗ص: 397⦘
صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم)) .
قال أبو الدرداء –رضي الله عنه كلمة سمعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها.
687-
قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا الصغاني، ثنا أبو النضر، ثنا أبو سهل الخراساني، ثنا ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يزال المسروق منه في تهمة ممن هو بريء منه حتى يكون أعظم جرماً من السارق)) .
688-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو حامد بن بلال، محمد بن الوليد البغدادي، ثنا كثير بن هشام، ثنا عبد الله بن ميسرة، عن أبي جرير قال:
((نهى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه الناس أن يوقدوا النار في أخصاص القصب، وأن يجلسوا على النبيذ يعاقرونه، فأخبر بفتية من قريش قد جلسوا على النبيذ يعاقرونه وهم يوقدون النار في أخصاص القصب، فجاء عمر بالدرة حتى قام عليهم فقال: يا أعداء الله نهيتكم عن أمرين فعصيتموني، نهيتك أن توقدوا النار في أخصاص القصب ففعلتم، ونهيتكم أن تجلسوا على النبيذ تعاقرونه فجلستم، فقام إليه رجل من قريش فقال: وأنت والله يا أمير المؤمنين قد عصيت الله في أمرين أعظم
⦗ص: 398⦘
مما عصيناه، أمرك أن تسلم وما سلمت، ونهاك عن التجسس فجسستنا، فقال عمر: ثنتين بثنتين اغفر فنغفر، قالوا: قد فعلنا ثم خرج)) .
قوله: يعاقرونه: أي يديرون الكأس ويداومون على الشرب والأخصاص: أي جمع خص وهو بيت يبنى من القصب.
689-
أخبرنا أحمد بن الحسين الصالحاني، أنبأ جدي محمد بن إبراهيم الصالحاني، ثنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن خالد الرازي، ثنا محمد بن حميد، ثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن السدي قال:
((خرج عمر بن الخطاب –رضي الله عنه فإذا هو بضوء نار ومعه عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه فاتبع الضوء حتى دخل داراً فإذا سراج في بيت فدخل –وذاك في جوف الليل- فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه فلم يشعر حتى هجم عليه فقال عمر –رضي الله عنه: ما رأيت كالليلة منظراً أقبح من شيخ ينتظر أجله، فرفع الشيخ رأسه إليه فقال: بل يا أمير المؤمنين ما صنعت أنت أقبح، إنك قد تجسست وقد نهي عن التجسس، ودخلت بغير إذن فقال عمر –رضي الله عنه: صدقت. ثم خرج عاضاً على يديه يبكي، وقال: ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه. تجد هذا كان يستخفى بهذا من أهله فيقول: الآن رآني عمر فيتابع فيه، قال: وهجر الشيخ مجالس عمر –رضي الله عنه حيناً فبينا عمر بعد ذلك حين جالس إذا هو به قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس، فرآه عمر –رضي الله عنه فقال: علي بهذا الشيخ، فأبى فقيل له: أجب، فقام وهو يرى أن عمر سيؤنبه بما رأى منه فقال له عمر –رضي الله عنه: ادن مني فما زال يدنيه حتى أجلسه
⦗ص: 399⦘
بجنبه، وقال له: ادن مني أذنك فالتقم أذنه وقال: أما والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما أخبرت أحداً من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود، فإنه كان معي، فقال: يا أمير المؤمنين ادن مني أذنك، فالتقم أذنه فقال: ولا أنا والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا. فرفع عمر –رضي الله عنه صوته يكبر ما يدري الناس من أي شيء يكبر)) .