الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتوى برقم 8059 وتاريخ 4/ 2 / 1405 هـ
السؤال الأول: ما
حكم النذر في الإسلام
؟ حيث إن بعض الناس متمسكين به من آبائهم وأجدادهم يذبحون ذبيحة فيقولون: إنها على نية محمد صلى الله عليه وسلم علما أنهم يضعون هذا النذر في أوقات معينة من السنة والأكثر منهم يضعون في شهر رمضان المبارك، فما حكم هذا في الإسلام؟
الجواب: نذر القربات من ذبائح وصلاة نفل وصيام تطوع ونحو ذلك عبادة، فمن نذر ذلك لزمه الوفاء لقوله تعالى:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} (1) وقوله: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} (2) فمدح سبحانه الموفين بالنذر ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه (3)» . ومن نذر ذلك لغير الله من نبي أو ملك أو ولي فشرك لصرفه قربة وعبادة لغير الله فيجب عليه التوبة إلى الله والاستغفار مما حصل منه من الشرك.
والذبح للرسول صلى الله عليه وسلم أو لغيره من الخلق تقربا إليه وتعظيما له شرك لما فيه من عبادة غير الله فتجب التوبة من ذلك والاستغفار.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة البقرة الآية 270
(2)
سورة الإنسان الآية 7
(3)
صحيح البخاري الأيمان والنذور (6696)، كتاب الأيمان والنذور (6700)، سنن الترمذي النذور والأيمان (1526)، سنن النسائي كتاب الأيمان والنذور (3806)، الأيمان والنذور (3807)، كتاب الأيمان والنذور (3808)، سنن أبو داود الأيمان والنذور (3289)، سنن ابن ماجه الكفارات (2126)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 224)، باقي مسند الأنصار (6/ 36)، كتاب باقي مسند الأنصار (6/ 41)، موطأ مالك النذور والأيمان (1031)، سنن الدارمي النذور والأيمان (2338).
السؤال الثاني: شخص يقول: لقد أصبت بمرض في شهر رمضان المبارك ولم أستطع الصوم في ذلك الوقت ونويت أن أصوم في شهر آخر إن أمد الله في عمري، وبعد ذلك أتى شهر الحج فأردت أن أحج في نفس العام، فهل يجوز لي ذلك
الحج بدون الصيام
أم لا؟
الجواب: يجوز لك الحج وإن كنت لم تقض ما عليك مما فاتك من صيام شهر رمضان، لكن لا يجوز أن تؤخر القضاء حتى يدخل الذي بعده ما دمت قادرا على القضاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 3068 وتاريخ 25/ 6 / 1400 هـ
سؤال: شخص يقول: نرى جماعة من المسلمين قد تغالوا في حب الموتى، يدعونهم ويطلبون منهم حاجاتهم، ويشتكون إليهم مصائبهم معتقدين أنهم يحضرون في مجالسهم إذا دعوهم ويفرجون كروبهم، ومن العادات المنتشرة بينهم أن يجتمع الناس في ليلة من الليالي في غرفة مظلمة ويدعون عبد القادر الجيلاني ألف مرة، معتقدين أنه أمرهم بذلك، وأنه يحضرهم ويقضي حاجاتهم إذا فعلوا ذلك ويستدلون على ذلك بالأبيات التالية ويقرءونها بكل خضوع وخشوع، وبكل حب وإذلال، ومن هذه الأبيات ما يلي:
يا قطب أهل السماء والأرض غوثهما
…
يا فيض عيني وجوديهم وغيثهما
يا ابن العلميين قد أحرزت ارثهما
…
يا خير من كان يدعى محيي الدين
يا غوث الأعظم كل الدهر والحين
…
أعلى ولي بتحكيم وتمكين
أولى فقير إلى المولى ومسكين
…
أنت الذي الدين سمى محيي الدين
وقد أتاك خطاب الله مستمعا
…
يا غوث الأعظم كن بالقرب مجتمعا
أنت الخليفة لي في الكون ملتمعا
…
سميت باسم عظيم محيي الدين
ومنها أيضا:
ومن ينادي اسمي ألفا بخلوته
…
عزما بهمة صرما لغفوته
أجبته مسرعا من أجل دعوته
…
فليدع يا عبد القادر محيي الدين
يا غوث الأعظم عبد القادر السرعة
…
يا سيدي احضرني يا محيي الدين
ومنها أيضا:
يا سيدي سندي غوثي ويا مددي
…
كن لي ظهيرا على الأعداء بالمدد
مجير عرضي وخذ يدي مدى مددي
…
خليفة الله فينا محيي الدين
كيف اللهيف أمان قلب حائر
…
مأوى الضعيف ضمان قصد ناذر
غوث الذي كان في البحر كان كعاثر
…
يا سيد السادات عبد القادر
ويقرءون هذه الأبيات ثم يدعون محيي الدين عبد القادر ألف مرة.
وعندنا يوجد قبر ولي في بلدة (الناهور) والمسلمون ينادونه بكل خشوع وخضوع في المجالس كالتالي:
يا صاحب الناهور كن لي ناصر
…
في السمع والأعضاء وحسن الباصر
ويطول عمر لا يعمر قاصر
…
يا مجمع الخيرات عبد القادر
كن لي ملازم يوم فخر الفاخر
…
لشدائد الدنيا ويوم آخر
ومثل هذه الأبيات توجد كثيرة جدا، ولا يخلو بيت من البيوت منها - ولو خلا من المصحف ويقرءون هذه الأبيات في كل المناسبات والحفلات، ويشترك فيها من ينتسب إلى العلوم الدينية ويجوزونها. فما حكم ما يلي:
أولا: هل يجوز لمسلم أن يقرأها وأمثالها من الأبيات تعبدا ويعتقد ما فيها من المعاني؟
ثانيا: هل يجوز لمسلم أن ينادي عبد القادر الجيلاني ألف مرة في غرفة مظلمة بكل خشوع وخضوع ويطلب حضوره؟
ثالثا: ما حكم من فعل ذلك في الإسلام؟
رابعا: هل يجوز لمسلم أن يصلي وراء من يعتقد بهذه الاعتقادات ويشترك في هذه الحفلات؟ وما واجب المسلمين نحوهم؟
الجواب:
أولا: دعاء غير الله من الأموات والغائبين والاستعانة بهم في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك شرك؛ لأن هذا الدعاء وهذه الاستغاثة عبادة وقربة فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد، وصرفها لغيره شرك أكبر، ومن ذلك قراءة ما في السؤال من الأدعية وأمثالها، واعتقاد ما فيها فهو شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام - والعياذ بالله - قال الله تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (1){وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (2) وقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (3) وقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (4) إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالاستغاثة والدعاء، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (5)» . . الحديث.
ثانيا: على ذلك لا يجوز أن ينادي المسلم الشيخ عبد القادر الجيلاني ولا غيره سواء كان نبيا أو صالحا ليحضر أو ليغيث ملهوفا أو يفرج كربة أو لينال الحاضرين بركته أو لغير ذلك من الأغراض، بل نداؤه شرك أكبر وهو بريء ممن دعاه ولا يسمعه ولا يستجيب له، كما قال تعالى بعد ذكر آيات ربوبيته:
(1) سورة يونس الآية 106
(2)
سورة يونس الآية 107
(3)
سورة الجن الآية 18
(4)
سورة المؤمنون الآية 117
(5)
سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2516)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 308).
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (1){إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2).
ثالثا: يعلم مما تقدم أن من فعل ذلك ممن ينتسبون للإسلام فإنه يكون بذلك مشركا شركا أكبر بنص كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
رابعا: وبناء عليه لا تصح الصلاة وراءه؛ لأنه مشرك شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة فاطر الآية 13
(2)
سورة فاطر الآية 14
فتوى برقم 5802 وتاريخ 7/ 7 / 1403 هـ
السؤال الأول: شخص يقول: حدثني أحد المشايخ فقال: جاء شيخنا المتوفى إلى والده في الرؤيا وإلى رجل آخر وقال لوالده: ابن لي ضريحا (مقام) ففعل، ووجد جسمه سليما، ومعلوم أن هذه الأضرحة مزار للناس، وقد تعرضهم للشرك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذ أن الناس يطوفون بها ويتوسلون عندها. وحدثني بعض الصوفية فقال: إن الشيخ إذا مات إذا لم يظهر كرامة جاء إلى أحد كبار الناس وأمره ببناء ضريح. وهذا غير جائز شرعا كما قال السلف، فهل الذي يأتي في الرؤيا الشيخ أم الشيطان؟ وهل يصدق الكلام ويفعل ما أمر به أم لا؟