الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن (1)» رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون (2)» رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: " تقوى الله وحسن الخلق " وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: " الفم والفرج (3)» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فيالسعادة المتخلقين بأخلاق الإسلام، ويالهناءة المقتدين بخير الأنام محمد بن عبد الله " عليه الصلاة والسلام ".
(1) سنن الترمذي البر والصلة (1987)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 177)، سنن الدارمي الرقاق (2791).
(2)
سنن الترمذي البر والصلة (2018).
(3)
سنن ابن ماجه الزهد (4246)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 291).
خلق الاستقامة في الإسلام:
قال الله جل ثناؤه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (1){نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (2){نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (3).
وقال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4){أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (5).
(1) سورة فصلت الآية 30
(2)
سورة فصلت الآية 31
(3)
سورة فصلت الآية 32
(4)
سورة الأحقاف الآية 13
(5)
سورة الأحقاف الآية 14
وقال رب العزة والجلال: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (1).
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل: (آمنت بالله ثم استقم) (2)» رواه مسلم.
الاستقامة كلمة جامعة للخير، ولجميع السجايا الحميدة، والخلال الكريمة، وأسمى ما يطلبه الإنسان في هذه الحياة أن يوصف بأنه مستقيم.
وكلمة " الاستقامة " تفيد - كما في لسان العرب لابن منظور - معنى الاعتدال والاستواء يقال: استقام له الأمر، أي اعتدل، ومن ذلك ما ورد في السنة بشأن الاصطفاف في الصلاة، ما روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة (3)» متفق عليه.
وفي رواية للبخاري: «فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة (4)» . أي جعلها سليمة معتدلة.
وكلمة " الاستقامة " مشتقة من مادة " القيام " وفي هذه المادة معنى الملازمة والمحافظة والثبات، وعلى هذا جاء قول الحق سبحانه وتعالى:{إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} (5) أي ملازما محافظا.
وقد تأتي المادة بمعنى الإصلاح والنهوض بالتبعات، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} (6).
(1) سورة الجن الآية 16
(2)
صحيح مسلم الإيمان (38)، سنن الترمذي الزهد (2410)، سنن ابن ماجه الفتن (3972)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 413)، سنن الدارمي الرقاق (2710).
(3)
صحيح مسلم الصلاة (433)، سنن أبو داود الصلاة (668)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (993)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 177)، سنن الدارمي الصلاة (1263).
(4)
صحيح البخاري الأذان (723).
(5)
سورة آل عمران الآية 75
(6)
سورة النساء الآية 34
ومن هذا نفهم أن الاستقامة في الإسلام هي الإقامة على دين الله، والدوام على هدى الله عز وجل، والاستمرار في التقيد بقيوده، والوقوف عند حدوده، والاستجابة لأوامره، والانتهاء عن محارمه.
إن جميع الأنبياء (صلوات الله عليهم) كانت رسالاتهم والهدف منها أن يستقيم الناس، وتستقيم بهم أحوالهم، وتستقيم بهم دنياهم، وتستقيم بهم أمور آخرتهم. .
قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (1).
فأمر الله جل جلاله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يستقيم ومن تاب معه على جادة الحق، غير عادلين عنها، وألا يجاوزوا ما أمروا به، فذلك هو الطغيان.
والمسلم يجب أن يكون ملتزما بمنهاج الاستقامة، وما يتطلبه هذا المنهاج من آداب وأخلاق حسنة.
قال الله جل جلاله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (2).
أي أن صراط الله تعالى وطريقه الذي جعله منهجا للسلوك - مستقيما لا عوج فيه.
وأن على الناس أن يتبعوا الطريق السوي، وأنهم إذا اتبعوه، وساروا
(1) سورة هود الآية 112
(2)
سورة الأنعام الآية 153
عليه أمنوا من الزيغ والضلال في الدنيا، وسعدوا برضوان الله تعالى ونعيمه في الآخرة.
وإذا انحرفوا على صراط الله. واتخذوا طرقا أخرى ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، تفرقوا عن سبيل الله، وحادوا عنه، واستحقوا الضلال، وتعرضوا للنكال بإعراضهم عن هداية الله تعالى.
وأن هذه وصايا الله العلي القدير لعباده؛ لتحصل لهم ملكة التقوى.
وقد جاء عن الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أنه «خط خطا مستقيما، وخط عن يمينه خطوطا، وعن شماله خطوطا. ثم قال مشيرا إلى الخط المستقيم، هذه سبيل الله. وقال مشيرا إلى الخطوط التي عن يمينه وعن شماله: هذه سبل. . على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثم قرأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قول الحق تعالى: (2)» .
جعل الله تعالى " الصراط المستقيم " مطلبا للمؤمنين، يرجون ربهم تحقيقه لهم، فيدعون بذلك في كل ركعة من صلواتهم حينما يقولون:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (3).
وإذا كان الإنسان محتاجا - دون شك - إلى دليل يدله على طريق الاستقامة، وإلى رائد يروده على ذلك الطريق، فإن خير دليل وأصدق رائد في هذا المجال هو كتاب الله تعالى. . .
(1) سبقت.
(2)
سورة الأنعام الآية 153 (1){وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
(3)
سورة الفاتحة الآية 6