المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ اغتسال الجنب في الماء الدائم - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٢٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌أولا: تعريف الرهن لغة وشرعا والمناسبة بين المعنيين:

- ‌رابعا: الخلاف في أن قبض الرهن شرط في لزومه أو ليس بشرط

- ‌خامسا: الخلاف في اشتراط استدامة القبض، مع الأدلة والمناقشة

- ‌سادسا: ما يعتبر قبضا للرهن مع الأدلة والمناقشة:

- ‌سابعا: حكم الرهن بعد القبض:

- ‌الفتاوى

- ‌ كان مرة يتوضأ فلفت نظره أحد الناس إلى لمعة في قدمه

- ‌ اغتسال الجنب في الماء الدائم

- ‌من فتاوى سماحة الشيخعبد العزيز بن عبد الله بن باز

- ‌رجل غاب عن زوجته أربع سنوات ثم ولدت بعد المدة المذكورة فهل يلحقه الولد

- ‌ كتابة بعض الآيات من القرآن لتعلق

- ‌رجل صائم في رمضان واشتد به العطش فشرب

- ‌ حكم الطريقة التيجانية

- ‌البدعة وأثرهافي الانحراف في الاعتقاد

- ‌أولا: ما نسبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية:

- ‌ثانيا: ما نسبه إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الأسس المنهجية لموقف أهل السنةمن قضية الصفات وضوابطها

- ‌قضية الصفات وأهميتها:

- ‌توحيد الأسماء والصفات:

- ‌أسس موقف أهل السنة من قضية الصفات وضوابطه:

- ‌الخلاف حول صفات الحركة:

- ‌صفات الحركة في الآخرة:

- ‌منهج وتطبيقه:

- ‌اعتراض وجوابه:

- ‌خاتمة:

- ‌شيخ الإسلام ابن تيميةحامل راية الكتاب والسنة

- ‌حياته ونشأته:

- ‌كبار مشايخه:

- ‌براعته في تفسير القرآن الكريم:

- ‌براعته في علوم السنة:

- ‌دعوته للرجوع إلى الكتاب والسنة:

- ‌تجديده لمعالم الدين:

- ‌محاربته للعقائد والأفكار المضادة للكتاب والسنة:

- ‌محاربته للتصوف الزائف:

- ‌استقلاله في أخذ الفقه من الكتاب والسنة:

- ‌المحن التي ابتلي بها:

- ‌زهده في الدنيا ومكارم أخلاقه:

- ‌وفاته - رحمة الله عليه

- ‌أسس اختيار الزوجة

- ‌اجتناب المحرمات:

- ‌رضا المخطوبة

- ‌موافقة الولي

- ‌النظر إليها

- ‌عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجيالصحابي السفير

- ‌نسبه وأيامه الأولى

- ‌عمرو بن حزم في التاريخ

- ‌رؤية فكرية وتاريخيةلرعاية الحرمين الشريفين

- ‌أولا: المكانة التاريخية والفكرية للحرمين الشريفين

- ‌ثانيا: مواجهة الحرمين الشريفين للحركات المعادية قديما:

- ‌ثالثا: مواجهة الحرمين الشريفين للتحديات المعاصرة

- ‌صلاة الجماعة:

- ‌إفشاء السلام:

- ‌أوقات الصلاة:

- ‌الإمام والصفوف:

- ‌الإمام والمؤتمون:

- ‌متى ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا وجب العمل بها

- ‌تعقيب على فضيلة الشيخعبد الله كنون

- ‌قرار هيئة كبار العلماءرقم 148 وتاريخ 12/ 1 / 1409ه

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌ اغتسال الجنب في الماء الدائم

ومجمع الزوائد، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية وغيرها.

السؤال الرابع: عند الذهاب إلى القبر مع الجنائز يقرأ الناس: "لا إله إلا الله" بالأصوات الجهرية فهل هذا العمل جائز أم لا؟

والجواب: هذه بدعة لا نعلم دليلا شرعيا يستدل به لمشروعيتها، وقد سبق في جواب السؤال الأول ما يدل على بدعيتها.

وبالله التوفيق - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 72

فتوى برقم 1641 وتاريخ 7/ 8 / 97 هـ السؤال: ما حكم الشريعة في‌

‌ اغتسال الجنب في الماء الدائم

الذي لا يجري، مع العلم بأنه يوجد في البوادي برك يستمر فيها الماء مدة طويلة لا يغيره إلا المطر في الصيف والخريف، وتوجد برك في المساجد، وما حكم النهي في حديث:«لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب (1)» وما حكم مرتكب النهي، ثم إن أهل القرى يأتون إلى هذه البرك ويكشفون عوراتهم بعضهم على بعض برفع الإزار إلى ما فوق الركبة.

الجواب: أولا: إقدام الجنب على الاغتسال في الماء الدائم الذي لا يجري لا يجوز؛ لما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب فقيل: كيف يفعل يا أبا هريرة قال يتناوله تناولا (2)» .

ثانيا: إذا بلغ الماء الدائم قلتين فأكثر ولم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه بالاغتسال فيه من الجنابة أجزأ الوضوء والغسل منه، وصلح لتطهير

(1) صحيح مسلم الطهارة (283)، سنن النسائي الطهارة (220)، سنن أبو داود الطهارة (70)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (605).

(2)

صحيح مسلم الطهارة (283)، سنن النسائي الطهارة (220)، سنن أبو داود الطهارة (70)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (605).

ص: 72

الأخباث والأحداث، وإن تغير بنجاسة لم يصح استعماله في طهارة أحداث ولا أخباث إجماعا، وإن تغير بمجرد تتابع الاغتسال من الجنابة فيه لا بنجاسة ففي طهوريته خلاف، والأحوط ترك استعماله في الطهارة خروجا من الخلاف. وإن كان أقل من قلتين واغتسل فيه جنب: فإن تغير بنجاسة جنب كان على بدنه لم يصح التطهر به من الأحداث ولا الأخباث وإن لم يتغير بنجاسة ففي صحة التطهر به من الأحداث والأخباث خلاف. والأحوط ترك استعماله في الطهارات عند تيسر غيره.

ثالثا: ما جرى عليه عمل بعض الناس من الاغتسال من الجنابة في برك البوادي والمساجد لا يجوز ويجب نصحهم وإرشادهم، فإن استجابوا فالحمد لله؛ وإلا عزرهم ولي الأمر بما يردعهم.

رابعا: ستر الإنسان عورته في خلوته من آداب الإسلام وهو مقتضى الحياء، وسترها بحضرة غير زوجته وأمته واجب، وكشفها حرام، ونظر غير زوجته وأمته إليها حرام إلا لضرورة؛ لما رواه مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد (1)» ، وعلى من رأى أحدا يكشف عورته أن يرشده وينكر عليه، فإن أطاع وإلا عزره ولي الأمر بردعه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) صحيح مسلم الحيض (338)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 63).

ص: 73

فتوى برقم 2923 وتاريخ 8/ 4 / 1400 هـ

السؤال الأول: اشترى رجل بضاعة من بائع، واتفق معه على مدة للأداء شهرا أو شهرين، ووقع المشتري للبائع ورقة تسمى كمبيالة يعين فيها ثمن الشراء ووقت الأداء واسم المشتري، وبعد ذلك يبيع البائع الكمبيالة للبنك ويسدد البنك قيمة الكمبيالة مقابل ربح يأخذه من البائع، فهل هذا حلال أو حرام؟

الجواب: شراء بضاعة لأجل معلوم بثمن معلوم جائز وكتابة الثمن مطلوبة شرعا؛ لعموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (1).

الآية. أما بيع الكمبيالة للبنك بفائدة يدفعها البائع للبنك مقابل تسديده المبلغ ويتولى البنك استيفاء ما في الكمبيالة من مشتري البضاعة فحرام؛ لأنه ربا.

السؤال الثاني: ادعت امرأة أنها مريضة وأن صحتها تتحسن إذا هي لعبت بعض الحركات الرياضية ودخلت حماما جافا ذا حرارة عالية، فهل يجوز لها أن تذهب إلى قاعة مخصصة لذلك خارج بيتها.

الجواب: إذا كان الواقع كما ذكر من أن صحتها تتحسن إذا لعبت ألعابا رياضية ودخلت حماما جافا حارا جاز لها دخول الحمام وأن تلعب ألعابا رياضية بشرط أن يتوقف تحسن صحتها على ذلك وأن تستر عورتها عمن يحرم نظره إليها، وألا يخلو بها من ليس بمحرم لها وألا يختلط نساء برجال أجانب منهن، وأن يكون هذا المكان آمنا لا خطر فيه على عرضها.

السؤال الثالث: هل يجوز للمرأة أن تسوق السيارة في شوارع مدينة كبيرة يختلط فيها السائقون والسائقات؟

(1) سورة البقرة الآية 282

ص: 74

الجواب: لا يجوز للمرأة أن تسوق السيارة في شوارع المدن ولا اختلاطها بالسائقين لما في ذلك من كشف وجهها أو بعضه وكشف شيء من ذراعيها غالبا، وذلك من عورتها، ولأن اختلاطها بالرجال الأجانب مظنة الفتن ومثار الفساد.

السؤال الرابع: هل يجوز للإنسان أن يودع أمواله في صندوق التوفير؟

السؤال الخامس: وهل يجوز لأحد التجار أن يقترض مالا بفائدة من البنك وكيف تكون وضعيته إذا كان ينتظر المال لأداء ما عليه من الديون؟

جواب السؤال الرابع والخامس: أولا: لا يجوز وضع أمواله في البنك أو في صندوق التوفير أو عند تاجر أو نحو ذلك بفائدة معينة أو نسبة معلومة من رأس ماله كسبعة أو تسعة في المائة من رأس المال؛ لأنه ربا، وقد ثبت تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، ولا يجوز أيضا إيداعه فيما ذكر أو نحوه بلا فائدة عند من يتعامل بالربا؛ لما في ذلك من التعاون معه على المحرم إلا إذا اضطر إلى إيداعه لخوف سرقته أو غصبه مثلا فيجوز بلا فوائد.

ثانيا: يحرم اقتراض مبلغ من النقود ونحوها من الأموال الربوية كالبر والتمر ونحوهما من الأطعمة على أن يدفع مقابل ذلك فائدة، سواء كان الاقتراض من بنك أو تاجر أو حكومة.

السؤال السادس: هل يعتبر وجه المرأة عورة؟

السؤال السابع: ما هي الزينة التي أباح الله للمرأة أن تبديها لأقاربها؟

جواب السؤال السادس والسابع: نعم وجه المرأة عورة على الصحيح من قولي العلماء.

أما ما يجوز للمرأة أن تبديه من زينتها لمحارمها غير زوجها فهو وجهها

ص: 75

وكفاها وخلخالها وقرطها وأساورها وقلادتها ومواضعها ورأسها وقدماها. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم،،،،

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 76

فتوى برقم 3261 وتاريخ 13/ 10 / 1400 هـ

السؤال: شخص يقول: (إننا نعيش في مدينة أهلها لا يتعوذون ولا يبسملون، ولا يقرءون دعاء الاستفتاح، ولا يسكتون في المواضع التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسكت فيها، وكثيرا منهم يحلقون اللحى خصوصا خطباء الجمعة، زيادة على بدع أخرى معادية للإسلام. وقد يعملون أشياء أخرى كالكهانة والفتاوى الباطلة من أجل الإرضاء، مع العلم أننا أبلغناهم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ما يخص قضية الصلاة لكنهم رفضوا بكل قوة، وقالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، وهؤلاء الأئمة لا يراعون طاعة الله في تربية أبنائهم إلا من رحم الله، وقليل ما هم، فمنهم من تخرج فتياتهم سافرات عاريات دون أن يبالين بأن أفعالهن منافية للإسلام. أما الخطباء فهم راضون عن المنكر الذي يعملونه يوم الجمعة من رواية الحديث قبل الخطبة وقراءة القرآن جماعة قبل أن يدخل الخطيب المسجد، ويؤذنون ثلاث مرات يوم الجمعة، وهذه ظاهرة شائعة في بلادنا، وكلهم قد نبهوا من طرق الإخوان السنيين الذين تمسكوا ولا زالوا متمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

هذه بعض النقط القليلة التي ذكرناها من البدع التي وجدناها على خلاف ما جاء عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 76

السؤال: هل يجوز للمسلم أن يصلي وراء هؤلاء الأئمة المبتدعة.

هل المنكر للسنة تجوز الصلاة وراءه، وبعض هؤلاء يعملون الفاتحة: " أي الدعاء جماعة دبر كل صلاة بصوت مرتفع، كما يقرءون الحزب بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب جماعة ودوما، ويقرءون القرآن في المكارم والحفلات والأعراس مقابل الدراهم. كما يقرءون في المقابر وفي الجنائز مقابل الدراهم، ويشيعون الجنازة بالذكر، ونريد منكم أن تبينوا لنا بيانا شافيا واضحا حتى نكون على بينة من ديننا).

الجواب: أولا: الحق مع من يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة، سواء كانت القراءة في الصلاة أم لا؛ لعموم قوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (1).

لكنها يسر بها في الصلاة كالتسمية. والحق أيضا مع من يقرأ البسملة سرا قبل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) في الصلاة، وكذا السكوت بين نهاية القراءة والركوع، ومن قال بذلك فهو مصيب مأجور أجرين، ومن خالف فهو معذور مأجور أجرا واحدا، ويجوز صلاة كل من الفريقين وراء الآخر، والأمر في ذلك واسع، والمشادة أو الخصام فيه لا يجوز.

ثانيا: حلق اللحية حرام لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وإحفاء الشارب ولمخالفته للفطرة.

ثالثا: الكاهن من يزعم أنه يعلم المغيبات أو يعلم ما في الضمير، وأكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث، أو يستخدمون من يسترقون السمع من شياطين الجن، ومثل هؤلاء من يخط في الرمل وينظر في الفنجان أو في الكف ومن يفتح الكتاب؛ زعما منهم أنهم يعرفون بذلك الغيب وهم كفار؛ لزعمهم أنهم شاركوا الله في صفة من صفاته الخاصة به وهي علم الغيب، ولتكذيبهم بقوله تعالى:

(1) سورة النحل الآية 98

(2)

سورة الفاتحة الآية 2

ص: 77

{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (1).

وبقوله:

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (2){إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (3).

وقوله:

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (4).

ومن أتاه وصدقه بما يقول من الكهانة فهو كافر أيضا؛ لما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (5)» ، ولما رواه أصحاب السنن والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أتى عرافا أو كاهنا فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (6)» إلى غير ذلك من الأحاديث في كفر العرافين والكهان ومن صدقهم.

وهؤلاء لا تجوز الصلاة وراءهم ولا تصح، وعلى من صلى وراءهم وهو يعلم أن يستغفر الله ويعيدها.

رابعا: على ولي أمر الأسرة أن يرشدها إلى ما فيه الخير والسعادة لها في دينها ودنياها، وأن يؤدبها بآداب الإسلام فإنها رعيته، وكل راع مسؤول عن رعيته، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«كلكم راع ومسؤول عن رعيته (7)» الحديث، وخاصة أئمة المساجد وسائر العلماء، فإنهم قدوة الناس، وإهمالهم في أنفسهم وفي شئون أسرهم يجرئ غيرهم على الإهمال في الدين، وتجاوز حدوده وآدابه، فمن فرط في إرشاد أهله وتأديبهم حتى خرجت امرأته وبناته وأخواته مثلا سافرات

(1) سورة النمل الآية 65

(2)

سورة الجن الآية 26

(3)

سورة الجن الآية 27

(4)

سورة الأنعام الآية 59

(5)

صحيح مسلم السلام (2230)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 68).

(6)

سنن الترمذي الطهارة (135)، سنن أبو داود الطب (3904)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 429)، سنن الدارمي الطهارة (1136).

(7)

صحيح البخاري الجمعة (893)، صحيح مسلم الإمارة (1829)، سنن الترمذي الجهاد (1705)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2928)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 121).

ص: 78

متكشفات فحكم الصلاة وراءه كحكم الصلاة وراء الفساق كحالق اللحية.

خامسا: قراءة آية:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (1).

وقراءة حديث التحذير من الكلام وقت الخطبة والأمر بالإنصات بين يدي خطيب الجمعة قبل بدئه الخطبة: من البدع، وكذا قراءة القرآن جماعة يوم الجمعة قبل مجيء الخطيب إلى المسجد، والأذان الأول والثاني بالأدعية والأذكار قبل الأذان الشرعي الذي يؤذن به عند دخول وقت الجمعة: من البدع التي انتشرت في البلاد الإسلامية وسكت عنه كثير من العلماء، كل هذا من الشر والابتداع في الدين وشرع ما لم يأذن به الله.

فنسأل الله العافية، ونرجوه أن يعين أهل السنة على إنكار ذلك وإزالته حتى يعود المسلمون إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم. ونسأله تعالى الأجر والمثوبة لكم على ما قمتم به من إنكار هذه البدع وغيرها من المحدثات في الدين، وأن يثبتكم على الحق ويعينكم على نصر السنة وقمع البدعة؛ فإنه سبحانه مجيب الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الأحزاب الآية 56

ص: 79

فتوى برقم 3255 وتاريخ 13/ 10 / 1400 هـ

السؤال: شخص يقول: والدي في وظيفة ويأخذ الرشوة، ويسب آيات القرآن والأحاديث، ويدعي أن الحجاب تعصب ويصلي أحيانا في المسجد

ص: 79

وأحيانا في غيره، وقد يجمع بين الصلوات، أما والدته فيقول بأنها لا تصلي، وله أخوات يصلين، ويسأل هل يحق له أن يعيش معهم، وما حكم الأكل من مال الوالد؟

الجواب: أولا: سب آيات القرآن والأحاديث الثابتة كفر يخرج من الإسلام، وترك الصلاة عمدا كفر أيضا، وأخذ الرشوة من كبائر الذنوب، فعليك أولا أن تنصح لوالديك في أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأن تنصح الوالد في ضبط لسانه عن السب عامة وعن سب القرآن والحديث والاستهتار بالحجاب خاصة، وبترك الرشوة، فإن استجاب والداك للنصيحة فالحمد لله، وإلا فاهجرهما هجرا جميلا ولا تخالطهما مخالطة تضرك في دينك، ولا تؤذهما بل صاحبهما في الدنيا بالمعروف، وتابع النصيحة لأخواتك خشية أن يصيبهن فتنة بمعاشرتهما.

ثانيا: إن لم يكن لوالدك دخل إلا الكسب الحرام فلا تأكل منه، وإن كان ماله خليطا من الحرام والحلال جاز لك أن تأكل منه على الصحيح من أقوال العلماء، وإن أمكن أن تستعف عنه فهو خير لك. وصلى الله على نبينا وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 80

فتوى برقم 4272 وتاريخ 17/ 12 / 1400 هـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

السؤال: (إننا في قرية نعيش فترة من القلق بسبب ابتداع أمور ليست في الدين، فنريد منكم جوابا شافيا على ما ابتدع حتى لا نتخبط ونطبق مبادئ الإسلام على صح، ونبذ المبتدعات ونزجرهم، ثم ما هي الكتب

ص: 80

الدالة على ذلك، هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والهدى.

ثانيا: إننا شباب مقبل على دينه برغم ما يلقاه من تعنت وعسف الآباء الذين طغت عليهم المادية وأهملوا أمور دينهم، فما هي الكتب الصالحة الخالية من المبتدعات والإسهاب، والهادية على طريق الصواب، مع أن الآباء يحرموننا حتى من المصروف بسبب إقبالنا على ديننا وإنكارنا للجهل والتخريف في الدين المبتدع عندهم، فنريد منكم قائمة لذلك إن أمكننا أن نشتري بعضها لنعبد الله على علم، وهل صحيح توجد أحاديث موضوعة وضعيفة، وكيف نعرفها وخصوصا ما أكثر ما نجدها متداولة على ألسنة بعض الأئمة.

ثالثا. ما هي حقيقة هذه الطرق الكثيرة عندنا مثل: الشاذلية والأحمدية والسعدية والبرهانية وغيرها وكيف نرد عليهم، وما الكتب الشافية في ذلك، وهل هم على حق كما يزعمون هم بذلك.

رابعا: نرى أئمة كل على مذهب يخالف الآخر، وغالبا ما ينتهي الموضوع على معركة بينهم تؤدي إلى أن بعض المصلين يتركون الصلاة، فنريد جوابا شافيا كافيا في هذا الموضوع، وهل نتبع مذهبا واحدا، وكيف نوفق بين المذاهب حتى يستقر الأمر.

خامسا: قد يتطاول البعض على كتاب الله فيجعلون تفسير الآيات حسب أهوائهم ليضلوا الناس عن ذلك، مثال ذلك في سورة آل عمران قوله تعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (1).

فيفسرون ذلك على الرقص في الأذكار والهينمة، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، ويميل يمينا ويسارا وهو يقول: الله حي. الله حي. هكذا، وأمور أخرى، فيحللون تحديد النسل والغناء للنساء والمدح للرسول، ويستعملون في ذلك آلات الغناء والمجون، فنريد منكم التبصير بأمور ديننا وفهمها على حق، والرد على المبتدعين على الدين والكتب الشافية بذلك.

الجواب: أولا: لم تذكر البدع التي تريد الجواب عنها حتى نذكر

(1) سورة آل عمران الآية 191

ص: 81

لك الجواب ولكن نحب أن ننبهك إلى أصل عظيم وهو أن الأصل في باب العبادات المنع حتى يرد الدليل عليها شرعا، فلا يقال إن هذه العبادة مشروعة من أصلها أو من جهة عددها أو هيئتها إلا بدليل شرعي، فمن ابتدع في دين الله ما لم يشرعه فما صدر منه مردود عليه، قال صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (1)» وفي رواية «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (2)» .

ثانيا: ننصحك بتعلم كتاب الله وكثرة تلاوته وتدبره والعمل به والدعوة إليه، وتتعلم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تدعو الحاجة إليه، فتقرأ صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة، وتسأل أهل العلم عما أشكل عليك.

ثالثا: طريقة الشاذلية والأحمدية والسعدية والبرهانية ونحوها من الطرق طرق ضلال لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها، بل الواجب عليه أن يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته من بعده، الذين أخذوا بسنته، وكذا من أخذ بها بعدهم، قال صلى الله عليه وسلم:«لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله (3)» وقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (4)» . . وقال صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (5)» .

أما الرد عليهم فيحتاج إلى أن تعرف أنت تفاصيل عقائدهم وبدعهم وشبههم، وتعرض ذلك على الكتاب والسنة، ونرى أن تستعين في ذلك بالكتب المؤلفة في ذلك: كالسنن والمبتدعات في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ، وإغاثة اللهفان من مكائد الشيطان للعلامة ابن القيم، وأمثال

(1) صحيح مسلم الأقضية (1718)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 180).

(2)

صحيح البخاري الصلح (2697)، صحيح مسلم الأقضية (1718)، سنن أبو داود السنة (4606)، سنن ابن ماجه المقدمة (14)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 256).

(3)

صحيح مسلم الإمارة (1920)، سنن الترمذي الفتن (2229)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (4252)، سنن ابن ماجه الفتن (3952)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 279).

(4)

صحيح البخاري الشهادات (2652)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2533)، سنن الترمذي المناقب (3859)، سنن ابن ماجه الأحكام (2362)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 434).

(5)

سنن ابن ماجه الفتن (3992).

ص: 82

هذه الكتب.

رابعا: الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها: ككون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض، أو بلوغ الحديث لواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف، فيجب على المسلم أن يحسن الظن بهم، فكل واحد منهم مجتهد فيما صدر منه من الفقه طالب للحق، فإن كان مصيبا فله أجران: أجر اجتهاده وأجر إصابته، وإن كان مخطئا فله أجر اجتهاده، وخطؤه معفو عنه.

وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة فمن تمكن أن يأخذ الحق بدليله وجب عليه الأخذ بالدليل وإن لم يتمكن فإنه يقلد من وثق أهل العلم عنده حسب إمكانه، وهذا الاختلاف في الفروع لا يترتب عليه منع المختلفين أن يصلي بعضهم خلف بعض، بل الواجب هو أن يصلي بعضهم خلف بعض فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في المسائل الفرعية ويصلي بعضهم خلف بعض، وهكذا التابعون وأتباعهم.

خامسا: الطريقة السليمة لتفسير القرآن هي أن يفسر بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع، وأما التفسير الذي ذكرته لقوله تعالى:{يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (1)

وأن بعض الناس يفسره بالرقص والأذكار والهمهمة ويتمتم بكلمات غير مفهومة، ويميل يمينا ويسارا وهو يقول: الله حي - ما سبق ذكره في السؤال - فهذا تفسير باطل ليس له أصل مطلقا، ونوصيك بمراجعة تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وأشباهها في تفسير هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها لتعرف الحق في ذلك من كلام أهل التفسير المأمونين.

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

(1) سورة آل عمران الآية 191

ص: 83

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 84

فتوى برقم 4297 وتاريخ 5/ 1 / 1402 هـ

السؤال الأول: هل يوجد في الإسلام طرق متعددة مثل الطريقة الشاذلية والطريقة الخلواتية وغيرهما من الطرق، وإذا وجدت هذه الطرق فما هو الدليل على ذلك، وما معنى قول الحق تبارك وتعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1).

وما معنى قوله أيضا:

{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (2).

ما هي السبل المتفرقة وما هو سبيل الله، ثم ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه عنه ابن مسعود:«أنه خط خطا ثم قال: هذا سبيل الرشد، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه (3)» .

الجواب: أولا: لا يوجد في الإسلام شيء من الطرق المذكورة ولا من أشباهها، والموجود في الإسلام هو ما دلت عليه الآيتان والحديث الذي ذكرت، وما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (4)» وقوله عليه الصلاة والسلام:

(1) سورة الأنعام الآية 153

(2)

سورة النحل الآية 9

(3)

مسند أحمد بن حنبل (1/ 435)، سنن الدارمي المقدمة (202).

(4)

سنن ابن ماجه الفتن (3992).

ص: 84

«لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك (1)» والحق هو اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة الصريحة، وهذا هو سبيل الله، وهو الصراط المستقيم، وهو قصد السبيل، والخط الواضح المستقيم المذكور في حديث ابن مسعود وما سوى ذلك من الطرق والفرق هي السبل المذكورة في قوله سبحانه وتعالى:{وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (2).

السؤال الثاني: ما هو حكم الشريعة الإسلامية في زيارة المقابر أي مقابر الصالحين حيث يذهب الرجل إلى قبر رجل صالح، ويصحبه في هذه الرحلة أهله وأقاربه بما فيهم النساء، ويأخذون معهم شاة ليذبحوها بجوار القبر، ثم يضعون الطعام ويأكلون ويشربون ويقيمون عند هذا القبر يوما أو بعض يوم وأحيانا إلى الصباح الباكر، وهذا القبر يبعد عن البيت بما لا يقل عن 20 كم أو أكثر أو أقل، ثم ينقلون بعضا من اللحم إلى أصدقاء لهم وأقارب في مكان آخر، يقصد أن هذا اللحم هدية أو صدقة، ومعلوم أن هذه الذبيحة ذكر عليها اسم الله عند ذبحها، وسمعنا من بعض الناس يقولون: إن هذا اللحم مثل لحم الخنزير تماما؛ أي أنه حرام شرعا، والله سبحانه وتعالى يقول:

{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (3).

مع أن هذه الرحلة من أولها إلى آخرها لم يقصد بها إلا التقرب إلى الله بزيارة قبر هذا الصالح والدعاء عنده والتبرك به والتوسل إلى الله به، وإذا اختلف اثنان يحلفون على قبر هذا الصالح ويقيمون عندهم الموالد سنويا، ومن عادتنا إذا مرض أحد يذهب إلى قبور الصالحين، وإذا أصيب أحدنا بجنون أو مرض شديد يذهب به أقرباؤه إلى قبر الصالح، وأحيانا يبرأ من

(1) صحيح مسلم الإمارة (1920)، سنن الترمذي الفتن (2229)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (4252)، سنن ابن ماجه الفتن (3952)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 279).

(2)

سورة الأنعام الآية 153

(3)

سورة الأنعام الآية 118

ص: 85

مرضه أو جنونه بسبب زيارته لذلك الصالح. فما رأي الإسلام في ذلك أفيدونا يرحمكم الله؟

الجواب: أولا: لا يجوز شد الرحال لزيارة القبور لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى (1)» .

ثانيا: تشرع زيارة القبور للرجال دون النساء إذا كانت في البلد أي بدون شد رحل للعبرة والدعاء لهم إذا كانوا مسلمين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة (2)» واقتداء به صلوات الله وسلامه عليه في زيارته لأهل البقيع والشهداء بأحد والسلام عليهم والدعاء لهم.

ثالثا: دعاء الأموات أو الاستعانة بهم أو طلب المدد منهم أو الذبح لهم والاعتقاد فيهم أنهم يملكون جلب نفع أو دفع ضر أو شفاء مريض أو رد غائب، كل ذلك وأشباهه شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام.

رابعا: الذبح لله عند القبور تبركا بأهلها وتحري الدعاء عندها وإطالة المكث عندها رجاء بركة أهلها والتوسل بجاههم أو حقهم ونحو ذلك بدع محدثة بل ووسائل الشرك الأكبر فيحرم فعلها، ويجب نصح من يعمله.

خامسا: أما الذبيحة عند القبور تحريا لبركات أهلها فهو منكر وبدعة، لا يجوز أكلها حسما للشرك ووسائله وسدا لذرائعه.

سادسا: أما ما قد يحصل لبعض المرضى الذي يتصلون أو يجيئون إلى القبور فلا حجة فيه لجواز هذا العمل؛ لأن البرء قد يصادف ذلك الوقت بتقدير الله عز وجل فيظن الجاهلون أنه بسبب الرجل الصالح الذي في القبر، ولأن عباد الأصنام والجن قد تقضى بعض حوائجهم من جهة الشيطان، ولم يكن ذلك دليلا على جواز فعلهم بل فعلهم شرك بالله وإن قضيت حوائجهم؛ لأن

(1) صحيح البخاري الجمعة (1189)، صحيح مسلم الحج (1397)، سنن النسائي المساجد (700)، سنن أبو داود المناسك (2033)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 234)، سنن الدارمي الصلاة (1421).

(2)

صحيح مسلم الأضاحي (1977)، سنن النسائي الجنائز (2033)، سنن أبو داود الأشربة (3698)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 350).

ص: 86

الشياطين قد تغررهم بذلك على الثبات على الشرك، ولأن ذلك قد يصادف قدرة الله من البرء.

السؤال الثالث: ما هو معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه، حيث قال:«سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة (1)» فيمن قيل هذا الحديث، وأي زمان الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.

الجواب: هذا الحديث وما في معناه قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الطائفة المسماة بالخوارج؛ لأنهم يغلون في الدين ويكفرون المسلمين بالذنوب التي لم يجعلها الإسلام مكفرة، وقد خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنكروا عليه أشياء فدعاهم إلى الحق وناظرهم في ذلك فرجع كثير منهم إلى الصواب وبقي آخرون، فلما تعدوا على المسلمين قاتلهم علي رضي الله عنه وقاتلهم الأئمة بعده؛ عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه من الأحاديث، ولهم بقايا إلى الآن، والحكم عام في كل من اعتقد عقيدتهم في كل زمان ومكان.

السؤال الرابع: هل رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم الصدقة على نفسه وعلى آل بيته حقا أم لا؟ وإذا حرمت على آل بيته فمن هم آل بيته؟ وهل يوجد أحد من آل بيت الرسول في زمننا هذا؟ وإذا وجد أحد منهم فهل الصدقة أو الزكاة لم تزل محرمة عليه أم هي مقتصرة - أي الحرمة - على آل بيته في زمنه فقط؟

الجواب: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الصدقة المفروضة لا تحل له ولا لآله عليه الصلاة والسلام، وهم في هذا المقام بنو هاشم، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: ولا نعلم خلافا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة

(1) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6930)، صحيح مسلم الزكاة (1066)، سنن النسائي تحريم الدم (4102)، سنن أبو داود السنة (4767)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 88).

ص: 87

المفروضة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس (1)» أخرجه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أخذ الحسن رضي الله عنه تمرة من الصدقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ - ليطرحها - وقال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة (2)» متفق عليه ا. هـ.

وهذا الحكم قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، فمن عرف في أي وقت أو أي مكان أنه من بني هاشم فإن الصدقة المفروضة لا تحل له، ومن لم يعرف جاز له إذا كان من أهل الزكاة أن يأخذ ما أعطيه منها لسد حاجته.

والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) صحيح مسلم الزكاة (1072)، سنن النسائي الزكاة (2609)، سنن أبو داود كتاب الخراج والإمارة والفيء (2985)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 166).

(2)

صحيح البخاري الزكاة (1491)، صحيح مسلم الزكاة (1069)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 476)، سنن الدارمي الزكاة (1642).

ص: 88

فتوى برقم 4299 وتاريخ 5/ 1 / 1401 هـ

السؤال الأول: شخص يقول: أنا أعيش في قرية أغلب سكانها مسلمون ولكنهم يدعون غير الله عند نزول المصيبة والنازلة، وأن هؤلاء القوم يدعون ويعتقدون أن الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين هم المقربون إلى الله ونحن عصاة؛ فبذلك لسنا مؤهلين ولا مستحقين أن نسأل الله بلا وسيلة إليه من الأولياء والشهداء أو الصالحين، وهؤلاء القوم يدعون أن الأولياء يقربوننا إلى الله، وهم يسمعون دعاءنا بعد موتهم فيشفعون لنا عند الله.

أيضا هؤلاء القوم يقيمون الأعياد عند قبور الصالحين ويسمونهم بالعووس أو النذر كما يقيم الكفار عند معابدهم. وليس في محلتي أحد يؤمن بعقيدة السلف إلا أنا وحدي، أنا منفرد في قريتي بعقيدتي السلفية، وكلما دعوتهم إلى عقائد

ص: 88

السلفية وهم يردونني بالقول: أنت مبتدع وأنت وهابي؛ نسبة إلى الشيخ المجدد محمد عبد الوهاب رحمه الله.

فهل يجوز الصلاة خلفهم والاقتداء بهم للضرورة أم لا؟ أو الانفراد أفضل في هذا الحال وهل يحل أكل ذبيحتهم أم لا؟

الجواب: من كان واقعه ما وصف لا تجوز الصلاة خلفه ولا تصح لو فعلت؛ لأن أعمالهم شركية تخرجهم من ملة الإسلام، ولا تؤكل ذبيحته؛ لأنه مشرك؛ لما ورد في ذلك من الأدلة الشرعية. ونسأل الله أن يثبتك على الحق وأن يهديهم على يديك حتى يكون لك مثل أجورهم، وأوصيك بالاستمرار في دعوتهم إلى الله وإرشادهم إلى الحق، بالوسائل الحسنة والأسلوب المؤثر الرقيق، والصبر على أذاهم عملا بقول ربنا عز وجل:

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (1).

وقوله سبحانه عن لقمان أنه قال لابنه:

{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (2).

وما جاء في معنى ذلك الآيات والأحاديث.

السؤال الثاني: النذر لغير الله باطل لا ينعقد، فإذا نذر إنسان غنما للشيخ محيي الدين أو عبد القادر الجيلاني مثلا لإنفاق لحومها للفقراء ووصول ثوابه إلى روح الشيخ، ومن ذلك يحصل البركة إلى الناذر من عند الشيخ في اعتقادهم، وهل ينعقد مثل هذه النذور؟ فإن لم ينعقد هل يحل أكل لحم هذه الغنم المنذورة، وهل يدخل هذا المنذور في ضمن قوله تعالى:{وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ} (3).

(1) سورة النحل الآية 125

(2)

سورة لقمان الآية 17

(3)

سورة المائدة الآية 3

ص: 89

لأن الحيوان المنذور حيوان طاهر، وهل يحرم هذا بسبب نذر باطل؟

الجواب: أولا: النذر لله والذبح لله عبادة من العبادات لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى، فمن نذر لغير الله أو ذبح لغير الله فقد أشرك مع الله في عبادته غيره، ويعظم إثم ذلك ويشتد إذا اعتقد الناذر أو الذابح لميت أنه ينفع أو يضر؛ لكون ذلك شركا في الربوبية مع الشرك في الإلهية.

ثانيا: النذر لغير الله لا ينعقد بل هو باطل، وما نذر لغير الله من أطعمة مباحة أو حيوان مباح الأكل ولم يتم ذبحه فهو لصاحبه، فإن ذبحه لغير الله صار ميتة وحرم عليه وعلى غيره أكله، وهو داخل في عموم الآية المذكورة.

السؤال الثالث: هل يجوز قراءة القرآن عند زيارة القبور، مثل قراءة سورة الفاتحة أو سورة يس أو بعض القرآن.

الجواب: قراءة القرآن عند زيارة القبور لا تجوز، سواء كانت الفاتحة أو سورة يس أو غيرها.

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 90

فتوى برقم 4501 وتاريخ 30/ 3 / 1402 هـ السؤال: ما حكم الذي يحلق اللحى وشعر الرأس، وما حكم الحلاق الذي يحلق اللحى.

الجواب: حلق اللحية حرام، واتخاذه مهنة حرام؛ لأنه تعاون على الإثم

ص: 90

والعدوان الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (1).

وأما حلق الرأس فمشروع ولا إثم على من حلق رأس غيره أو اتخذ حلقه حرفة يتكسب منها.

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله صحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة المائدة الآية 2

ص: 91

فتوى برقم 4405 وتاريخ 1/ 3 / 1402 هـ

السؤال: شخص يقول: إنه وجد نسخة فيها خرافات وشركيات مع آيات قرآنية، وأن الناس يتهافتون عليها ويعتقدون فيها اعتقادات باطلة، فما الحكم؟

الجواب: هذه النسخة المذكورة اشتملت على آيات وسور من القرآن الكريم، كما اشتملت على ثلاث صفحات تقريبا من كلام مؤلفها في بيان منافع هذه النسخة التي سماها حجاب الحصن الحصين، وعلى خمس صفحات من كلام بعض العارفين عن جده، فيها بيان منافع هذا الحجاب والتوسل في نفعها ببركة النبي العدناني، كما اشتملت على الآيات التي سماها الآيات السبع المنجيات، وعلى دعائها في زعمه، وعلى هذا تكون بدعة منكرة من عدة وجوه:

أولا: اشتمالها على التوسل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم لنفع من اتخذها حجابا بتحقيق ما ينفعه أو دفع ما يضره، وهذا ممنوع؛ لكونه ذريعة إلى الشرك.

ص: 91

ثانيا: زعم مؤلفها وبعض العارفين: أن هذا الحجاب نافع فيما ذكر من المنافع - ضرب من التخمين وقول بغير علم، ومخالف للشرع؛ لكونه نوعا من الشرك. وكذا زعمه أنه حصن حصين كذب وافتراء، فإن الله تعالى هو الحفيظ، ولا حصن إلا ما جعله حصنا، ولم يثبت بدليل من الكتاب أو السنة إن هذه النسخة حصن حصين.

ثالثا: اتخاذ تلك النسخة حجابا نوع من اتخاذ التمائم، وهي شرك مناف للتوكل على الله أو لكمال التوكل عليه إن كانت من غير القرآن، ومكروهة إن كانت من القرآن، وهذه النسخة ليست قرآنا فقط، بل هي خليط من القرآن وغيره، واتخاذها حجابا ليس مشروعا، فكيف تسمى الحجاب الحصين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 92

فتوى برقم 4582 وتاريخ 15/ 5 / 1402 هـ

السؤال: هل ختام الصلاة سرا أو جهرا أم فردا أو جماعة هو صيغته التي يقولها الإنسان في كل وقت على حدة من أوقات الصلاة؟

وفقكم الله إلى ما فيه الخير، ونفعكم لخدمة الدين ونشر دعوة رسول الله.

الجواب: ختام الصلاة التسليم، وما يقال بعده من استغفار وتهليل وتسبيح وتحميد وتكبير يقال فرادى، ولا يجهر به جهرا يشوش به على من حوله.

وسبق أن صدر من اللجنة الدائمة فتوى فيما يقال بعد الصلاة هذا نصها:

(العبادات مبنية على التوقيف، فلا يجوز أن يقال: إن هذه العبادة مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئتها أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك، ولا نعلم سنة في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره.

ص: 92

والخير كله باتباع هديه صلى الله عليه وسلم، وهديه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ثابت بالأدلة الدالة على ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم بعد السلام، وقد جرى خلفاؤه وصحابته من بعده ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان، ومن أحدث خلاف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مردود عليه، قال صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (1)» فالإمام الذي يدعو بعد السلام ويؤمن المأمومون على دعائه والكل رافع يده مطالب بالدليل المثبت لعمله وإلا فهو مردود عليه.

وإذا علم ذلك فإننا نبين نبذة من هديه صلى الله عليه وسلم: أنه إذا سلم استغفر الله ثلاثا ويقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (2)» . قيل للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال يقول: أستغفر الله أستغفر الله. هذه رواية مسلم والترمذي والنسائي إلا أن النسائي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته. . . وذكر الحديث، وفي رواية أبي داود:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم قال: اللهم أنت السلام (3)» وفي رواية أبي داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (4)» .

وفي رواية لمسلم عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد (5)» . وفي رواية لمسلم أيضا عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: «أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ولا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (6)» . وقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة (7)» . وفي رواية لمسلم

(1) صحيح مسلم الأقضية (1718)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 180).

(2)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591)، سنن الترمذي الصلاة (300)، سنن أبو داود الصلاة (1512)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 280)، سنن الدارمي الصلاة (1348).

(3)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591)، سنن الترمذي الصلاة (300)، سنن أبو داود الصلاة (1512)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 280)، سنن الدارمي الصلاة (1348).

(4)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591)، سنن الترمذي الصلاة (300)، سنن أبو داود الصلاة (1512)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 280)، سنن الدارمي الصلاة (1348).

(5)

صحيح البخاري الأذان (844)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (593)، سنن النسائي السهو (1341)، سنن أبو داود الصلاة (1505)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 245)، سنن الدارمي الصلاة (1349).

(6)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (594)، سنن النسائي السهو (1340)، سنن أبو داود الصلاة (1506)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 4).

(7)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (594)، سنن النسائي السهو (1340)، سنن أبو داود الصلاة (1506)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 4).

ص: 93

أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر (1)» .

ومن أراد المزيد من الاطلاع على الأدعية فعليه بالرجوع إلى كتاب الأدعية والأذكار من كتب الجوامع مثل جامع الأصول ومجمع الزوائد والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية وغيرها.

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (597)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 238)، موطأ مالك النداء للصلاة (488).

ص: 94