الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 1
بسم الله الفتاح المعين
بعد حمده تعالى والشكر على آلائه، والاتكال على مدده، قد عقدنا على إصدار هذه المجلة الشهرية خدمة للوطن والعلم والأدب. من إنشائها: نعرف العراق وأهله ومشاهيره، بمن جاورنا من الديار الشرقية وبمن نأى عنا من العلماء والباحثين والمستشرقين؟ الغربية. وننقل إلى وطنيينا العراقيين، ما يكتبه عنهم الإفرنج من الكتاب المشهورين، عن بلادهم وأقوامهم؟ من خالين
وحاليين وخالدين.
والذي دفعنا إلى هذا العمل هو إننا رأينا أغلب المجلات والجرائد والصحف السيارة، تبحث عن بلاد أصحابها ورجالها، ولا تذكر إلا النزر التافه من هذه الأرجاء وذويها. فرأينا من المناسب، أن ننشئ مجلة تفي بما في الأمنية ليدخل العراق في مصاف الربوع المعروفة بين الأمم المتمدنة المتحضرة.
أما الأبواب التي نطرقها، فظاهرة من اسم المجلة نفسها، وما الغاية التي توخيناها من وضعها. وزيادة على ذلك نعقد في كل جزء من أجزائها (تاريخ الشهر في العراق) وندون فيه ما صرح ومحض من الأخبار والوقائع التي جرت في العراق ونواحيه من ديار جزيرة العرب لتصلح هذه الصحف، أن تكون ألواحاً تنقش فيها الحقائق الراهنة لا الشقاشق الواهنة ومرجعاً يرجع إليه عند الحاجة.
ونكتب أيضاً في كل عدد من أعدادها رواية تاريخية أو خيالية أو تاريخية خيالية معاً يكون موضوعها أحد أبناء العرب أو جرت واقعتها في بلاد العرب أولها تعلق بهذه الديار الكريمة أرضاً وماء هواءً وسماء. سكاناً وعمراناً.
ثم إننا لا ندع ديواناً من دواوين هذه المجلة إلا ونورد فيه شيئاً من المصطلحات الحديثة، والأوضاع العربية الطريفة، مما يوسع لغتنا الشريفة. ويحدو بنا إلى مجاراة الأقوام المتقدمة في الحضارة المنيفة بما يستحدث فيها من الموضوعات العصرية، والمدلولات العقلية
والأدوات الفنية أو الصناعية. والتصاوير الخيالية. والأفكار العلمية التي لا مقابل ولا مرادف لها في لساننا في هذا العهد. لانقطاع نظام العقد. بكثرة ما انتاب هذه الربوع من النوائب والرزايا. وانقطاع ديارنا عن معالم الحضارة ومعاهدها الغربية التي لا زالت في سير حثيث شديد. وتقدم وتجدد. وتوسع وتولد. ونحن لا نزا في سير ريث وئيد ووقوف وجمود. خمود وركود.
فهذا أملنا الكبير، ومن الله العون والتيسير. وهو على كل شيء قدير وبالإجابة جدير:
حاول جسيمات الأمور ولا تقل
…
إن المحامد والعلى أرزاق
وارغب بنفسك أن تكون مقصراً
…
عن غاية فيها الطلاب سباق
أصدقاؤنا الخلص
لا بد من وقوع هذه المجلة في أيدي بعض الأدباء الفضلاء فيستحسنها بعضهم ويستقبحها البعض الآخر. على أن مجرد الاستحسان والاستقباح بدون الإشارة إلى ما يحمل القائل على أحد هذين الأمرين لا معنى له. والمحق: يؤيد كلامه بالبرهان الناصع ويبعث به إلينا لنتدبر صحة كلامه وانتقاده بيد أننا نجهز بأننا لا نلتفت إلى المقرض أو المادح وان ظهر لكلامه وجه لصحته، لعلمنا اليقين بقصورنا. ولهذا لا ندرج له شيئاً في مجلتنا هذه. لكننا نوجه كل نظرنا إلى الناقد الخبير الكفؤ الجهبذ، الذي يرمي بكلامه إلى الغرض فيصيب.