الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأقدمين)
وذكر أهل الأثر: إنها سميت باسم بأنها وهو: هيت بن السنيدي ويقال: البلندي، بن مالك بن دعر بن بويب بن عنقا بن مدين بن إبراهيم عم. (قلنا: ولم نجد إلى اليوم في التاريخ ذكر هذا الباني، فلعل الآثار التي هي مدفونة اليوم تبوح لنا باسمه وبعصره في العصور المقبلة!!!)
وأما الحقيقة. فهي أن اسم هيت القديم هو (ايس فقلب العرب الهمزة هاء على لغة لهم كما قالوا في أراق: هراق وفي النأي: النهي، وفي هنئت ولا تنكأ: هنئت ولا تنكه. وجعلوا السين التطرفة تاء جريا على لغة ثانية لهم يسمونها الوتم كما قالوا في الناس: النات. وفي المسلئب: المتلئب وفي السوس (أي الأصل): التوس، وقد سماها الأقدمون أيضاً (ايوبوليس ومعناها (مدينة أيا) بتشديد الياء. و (أيا) من معبوداتهم. ويحتمل أن تكون (ايس) مقصورة من (ايوبوايس).
4 - ذكرها في التاريخ القديم
هيت من المدن القديمة وقد كانت عصر الكلدانيين والآشوريين، ولعلها كانت قبلهم بكثير، وكان البابليون يجلبون منها القار. قال هيرودوتس المؤرخ الشهير:(على مسافة ثمانية أيام من بابل مدينة (ايس) وهي راكبة جدولاً اسمه كاسمها، ويدفع مياهه في الفرات، وتجر مياهه شيئاً كثيراً من القير، ومنه جمعوا ما احتاجوا إليه لبناء
أسوار المدينة)
فهذه الكلمات الوجيزة تفيدنا فائدة عظمى وهي: أن البابليين لما بنوا أسوار مدينتهم بنوها بالقير، لعلمهم أن المياه التي تكثر في سقي الفراتين تدأب في العبث بالأبنية بل وبأسسها فتنقضها وتلاشيها، ولهذا اتخذوا القير لكي لا يعمل الماء فيها. وهذا النص يدلنا أيضاً على أن البابليين كانوا يجمعون القار من على وجه الفرات الذي كان يشق مدينتهم، وما كانوا
أبداً يتكلفون عناء في نقله أو جلبه كما هو الأمر في هذا العهد. لان في ذلك الزمن كان يوجد جدول أو نهر اسمه (هيت) يدفع مياهه في الفرات وكان القير مخلوطاً بمائه. وأما اليوم فان ذاك الجدول قد دفن ولم يبق له اثر، ولهذا لم يعد يأتي القير محمولاً على ظهر الفرات كما كان يأتي سابقاً، لان عيون القارة بعيدة اليوم عنه.
5 -
سكانها
يبلغ اليوم عدد سكان هيت خمسة آلاف نسمة من العرب والأعراب المختلفي النسب، فالقسم الكبير منهم يرجع أصلهم إلى الدليم (مصغرة) والقسم الآخر ينتمي إلى سادات قريش، وفيه من ينتسب إلى عشيرة عقيل، وما بقى خليط من الأقوام الغريبة المستعربة إلا انه تضمهم جامعة واحدة هي جامعة الكرم وحسن الأخلاق والأقدام والثبات والآباء. ولا بدع في ذلك فانهم من سلالة أولئك الأجواد الأمجاد (العرب) الذين يفتخر التاريخ ذكرهم.
إبراهيم حلمي: من طلبة المكتب الإعدادي الملكي.