الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنقاخٍ وطحلب وجفاخ
…
وسنيد وشبرق وطخاة
فإلى مثل هذا نوجه أنظار علماء العربية وذلك لينشئوا في أبحاثهم لغة تناسب هذا العصر الذي اتضحت هذا العصر الذي اتضحت فيه أعمال القوى الاجتماعية والطبيعية ليسيروا
معها لا ليقضوا في سبيلها جامدين فتقضي الطبيعة على هذا اللسان العربي المبين بمقتضى أصولها المقررة الثبوت.
النجف: محمد رضا الشبيبي
أمثال عوام العراق
عرس الجليلو
الجليلو (بجيم مثلثة فارسية وهو من لفظ أهل البادية للكاف العربية كما أشرنا إليه سابقا)، حشرة مائية يبلغ طولها من سنتمترين إلى ثلاثة وقد تزيد كبيرتها على ذلك، لونها ليس بأبيض يقق، ولا أصفر فاقع، بل قد يقال انه أزهر، وجناحان أبيضان لها شوكتان في ذنبها، وهي رخوة المجموع غير متماسكة البنية تتأثر من اقل ضغط وقد تختلف عما ذكرنا، ترى على وجه الماء عند الزيادة متراكمة بعضها فوق بعض متداخلة كأنها تتسافد أو هي كذلك. ترتفع قليلا طائرة ثم تسقط سابحة، ويعلل ذلك بأنها تعيش في ضفاف الأنهر فإذا زاد الماء أخذها بجريه لضعفها عن المقاومة. وبهذا يفسر عدم بقائها على وجه الماء اكثر من يوم أو يومين. وعندئذٍ تغدو فريسة
الحيوانات المائية والطيور ومنظرها على هذه الحالة شائق يصبو إليه الناظر ويتباشر الفلاحون إذا رأوها لان وجودها برهان على زيادة المياه المنوطة حياتهم بها. ويقولون آنئذٍ (أعراس الجليلو) أو (الجليلو عرس).
اشتقاقه من قول العامة: (جلجل عليه) بفتح الجيمين المثلثتين وسكون اللامين وجلجل أي كل كل كل. وكله بمعنى كلله أي ألبسه الإكليل قال صاحب القاموس: وكلل فلاناً البسه الإكليل. وقال شارحه وكذلك كله. اه. أو هي بمعنى كلله بالحجارة أي علاه بها (كما استدرك عليه الشارح) إلا أن كل تتعدى بنفسها والعامة تعدى جلجل بعلي وهي عندهم بمعنى صار عليه كالإكليل أو علاه الإكليل على ما ذكرنا من اختلاف المأخذ. وكله معناها ألبسه الإكليل أو علاه والفرق بين علا عليه وعلاه يعرفه من مارس اللهجة أو نقول انه مشتق من قولهم (جل عليه) بمعنى جلجل عليه والفرق بينهما كما يشهد له استعمال العامة أن الأولى تفيد المبالغة لأنها مأخوذة من المؤكد دون الثانية والأولى اقرب إلى (الجليلو) معنى والثانية لفظاً لان الجليلو فيه جيم مثلثة واحدة وكذا (جل) والذي أظنه انه مشتق من الأولى ومثل هذا الحذف أعنى حذف الجيم من الجليلو الموجودة في المشتق منه سهل عند العامة وذلك لوجود معنى الكثرة في الجليلو وان ألغيت في الاستعمال وأطلق على الواحد. وشاهدي أن التسمية قارنت رؤيته بتلك الحالة وإلا لما صح نحته من هذه اللفظة لان تلك الحالة بها كانت المناسبة بين المعنيين. هذا هو الذي أظنه في
اشتقاق هذه الكلمة وإذا
أنصفت الصواب ولم أجازف في القول القي معرفة اصلها على عاتق من يعرفه بل هو سؤال القيه أمام قراء مجلة لغة العرب الغراء وأستميحهم نشر ما تسمح به قرائحهم.
كيف تقوله العامة
عرس، العين مشتركة الحركة بين الفتح والكسر. والراء والسين ساكنتان وعند أضافتها إلى ما بعدها تحرك بحركة مشتركة. الجليلو الجيم أيضاً مشتركة الحركة واللام الأولى مكسورة واللام الثانية مضمومة.
يضرب للمسرة تنقضي سريعاً.
الشاص شاص والحمل حمل
اشاصت النخلة أي حملت الشيص والجملة الأولى اصلها الاشاص (أي النخل الذي اشاص) ثم اقتضى التخفيف مجوز كل شيء عند العامة في لغتهم فحذفت الهمزة ثم أدغمت اللام في لأنها من الحروف الشمسية المعروفة وحذفت الهمزة من الثانية أما لأنها تناسب الأولى وأما للتخفيف وإضراب هذا التركيب - اعني ما كان فيه الخبر عين صلة الموصول الذي وقع مبتدأ - كثيرة في الكلام العربي قال الشاعر:
ما فات فات فلن يعود وإنما
…
هم الفتى من أمره المستقبل
والغرض منها بيان عدم القدرة على التلافي والاستدراك وان لا ندحة إلى العلاج.
(ضبط الألفاظ) الشاص حركة الهمز مشتركة بين الفتح والكسر. والشين مفتوحة والصاد ساكنة في اللفظتين. والحمل حمل حركة الواو مشتركة بين الفتح والكسر، واللام ساكنة وحركة الحاءين مكسور والميمان مفتوحتان واللامان ساكنتان.
يضرب للأمر فات ولا يتدارك فهو يشارك المثل العربي (سبق السيف العذل) في المضرب.
كص راس وميت خبر
(ضبط الألفاظ) الكاف مثلثة فارسية مضمومة بضمة خفيفة هي الحركة المشتركة، والصاد ساكنة مشددة. ميت الميم مفتوحة، الياء مشددة والتاء ساكنة ويروي بدل الياء المشددة واو مشددة أي موت.
كص أمر من قص بتشديد الصاد بمنى قطع أو قطع بالمقصين وكافة الفارسية مقلوبة عن القاف وهو كثير وقد تقلب القاف جيماً كما سيأتي.
يضرب لعمل الشيء وكتمانه.
ما تخلف النار إلا الرماد
(ضبط الألفاظ) تخلف التاء مفتوحة بفتحةٍ خفيفة، اللام مشددة
الفاء ساكنة، النار، الراء ساكنة، رماد، الميم مفخمة.
يضرب للخلف السوء الشريف الأصل الدني النفس الذي لا ينفع به كما ينتفع بأصله فهو والمثل العربي (خوق من السام بجيدٍ أو قص) يتوارد على مورد واحد إلا أن الظاهر أن المثل العامي مورداً.
صحبتة على ركبتة
(ضبط الألفاظ) صحبته الصاد مضمومة. الحاء مشتركة الحركة بين الضمة والفتحة، الباء ساكنة، التاء مفتوحة، الهاء ساكنة، والتاء مفتوحة، والهاء ساكنة. مورد هذا المثل كنائي المعنى وهو عدم دوام الصحبة وانتفاء لوازمها، وهي أمور تجب على المصاحبين كان يغار كل منهما على صاحبه ويعينه عند الشدة وينصره إذا استنصر، ويغيثه إذا استغاث، ويقف معه في الحياة بكل صفاته الحسنة الغيرية. فالصحبة اخوة أدبية تضاهي الاخوة المادية وقد تكون اشد منها. وهذا المعنى ظاهر من وضع الصحبة على الركبة. ضع شيئاً على ركبتك ثم قم فانه يسقط لا محالة. ففعلك هذا يفسر هذا المثل. وهذا المعنى بعينه موجود في المثل العربي (شر الناس من ملحه على ركبته) والمراد بالملح غير الغضب. قال ابن الحديد في شرح نهج البلاغة في الكناية ويقولون ملحه على ركبته أي يغضب لأدنى شيء قال الشاعر:
(وهو مسكين الدارمي في امرأته):
لا تلمها إنها من نسوة
…
ملحها موضوعة فوق الركب
كشموس الخيل يبدو شغبها
…
كلما قيل لها هاب وهب
ويروي البيت (من عصبة) بدلاً (من نسوةٍ)
فرد يد ما تصفك
الفرد لغة نصف الزوج ومن لا نظير له وجمع الأول فراد والثاني أفراد وفرادى والعامة تارة تقول (فرد) وأخرى (فد) وتستعمل هذه الكلمة إذا أرادت عدم تعيين مدخولها وتنكيره فيقال (فرد رجل) أو (فد رجل) والمراد رجل ما، والظاهر أن استعمال هذه الكلمة في أمثال هذا التركيب بهذا المعنى مأخوذ من التركية فأنه كثيراً ما يقال (بركون)(بر آدم) والمراد يوم ما ورجل ما و (بر) معناها فرد وواحد ومن يحفظ التركية يعلم أن نظائر هذا التركيب كثيرة فيها. وسنطلق عليها بعد هذا لفظ (أداة التنكير) فانه لم يقصد بها إلا التنكير كما هو ظاهر. وقد تستعملها العامة للمبالغة في مدح مدخولها أو ذمه. والغالب استعمال (فد) في هذا المقام كما أن الغالب في الأول استعمال (فرد) وحينئذٍ تكون (فد) تصحيف فذ بالذال المعجمة. وأهل العراق لا يميزون بين الدال المهملة والمعجمة أو لا يكادون يفرقون بينهما وتكون القرينة حينئذٍ لتعيين إرادة
هذا المعنى حركة خصوصية في يد المتكلم وفي عضلات وجهه وكثيراً ما تعين العامة المعنى المراد من الجمل المحتملة لوجوه شتى بحركات الأيدي وتغيير السحن وهي إذا استعملتها بهذا المعنى فالغالب أن تلحقها بوصف يدل على ذلك. فيقول: (فد رجل عظيم) وفي هذا المثل يقال تارة: (فديد الخ) وأخرى (فرد يد الخ) وأحياناً (فد أيد) أو (فد يد) وإنما بسطت الكلام في هذه الكلمة لشيوع استعمالها.
كيف تقوله العامة
فرد: بفتح الفاء وسكون الراء والدال. يد: بكسر الياء وسكون الدال. تصفك: التاء ساكنة والصاد مفتوحة والفاء مشددة. والكاف (المثلثة الفارسية) ساكنة. وقد يقال: متصفك بفتح الميم وسكون التاء وحذف ألف ما.
يضرب لعدم القدرة على العمل لفقدان أسبابه أو لقلة المساعدين على إبرازه إلى عالم التحقيق.
الباقي للأتي
النجف: (مرج)
الدور
الدور (بفتح الدال المهملة بلغة العوام وبضمها باللغة الفصحى والبعض منهم يقول الدر
ويسميها اليوم بعضهم (قرية العلماء) هي بليدة مبنية على كهف ذي صخور وحجارة، وذلك الكهف يطل على دجلة ويناوح الغرب. ويبلغ طول القرية (800) متر في عرض (350) متراً تقريباً فتكون
مساحتها 280 كيلو متراً.
يبلغ عدد بيوتها 150 وسكانها نحو آلفي رجل. وهم يقسمون إلى خمس عشائر وهي:
الأولى: (عشيرة الشويخات)(بالتصغير) وهم من (الجبور) ويبلغ عدد رجالها 160، ورئيسهم اسعد الطه.
والثانية: (عشيرة البوجمعة) ومقدار رجالها مائة وشيخهم عتوي الجدوع.
والثالثة: (عشيرة البومدلل) وعددهم 60 رجلاً وزعيمهم عبد الله رشيد.
والرابعة: (عشيرة المواشط ويزعم في سبب تسميتهم هذه انهم من نسل عجوزٍ كانت ماشطة لنساء الخلفاء العباسيين). ورجالها مائة وأربعون ورئيسهم محمد الملا خليل.
والخامسة (البوحيدر) وهم عبارة عن 140 رجلاً وعميدهم احمد الشهاب.
وبين هؤلاء الأعراب أجناب دخلاء لا يرجعون إلى عشيرة مسماة أو منسوبة.
وكل هؤلاء الناس على مذهب الشافعي من مذاهب أهل السنة. وهم كثيرو التعصب وفيهم بعض الحنفية. - والرئاسة الكبرى فيها هي لأسعد الطه السابق الذكر.
أما لغة أصحاب هذه القرية ففصيحة إلا انهم يلفظون الراء المهملة
غيناً معجمة كما يفعل أهل الموصل وتكريت ويهود بغداد ونصاراها. والظاهر أن هذه اللغة قديمة في دار السلام وما جاورها شمالاً وجنوباً فقد جاء في ترجمة عبيد الله بن محمد بن جرو على ما رواه ياقوت في معجم الأدباء ما هذا نقله: حكى بعض الأشياخ من أهل صناعة النحو: أن عضد الدولة الدليمي التمس من أبي على الفارسي إماماً يصلي به واقترح عليه أن يكون جامعاً إلى العلم بالقراءة العلم بالعربية. فقال: ما اعرف من قد اجتمعت فيه مطلوبات الملك إلا ابن جرو أحد أصحاب أبي علي، وهو أبو القاسم عبيد الله بن جرو الاسدي. فقال: أبعثه إلينا. فجاء به وصلى بعضد الدولة. فلما كان الغد وافى أبو علي وسأل الملك عنه. فقال: هو كما وصفت إلا انه لا يقيم الراء أي يجعلها غيناً كعادة البغداديين في الأغلب فقال: أبو علي لابن جرو ورآه كما قال عضد الدولة: لم لا تقيم الراء؟ فقال هي عادة للساني لا أستطيع تغييرها. . . . إلى آخر الرواية. فضلاً عن أن صاحب المزهر ذكر في 269: 1
أن جعل الراء غيناً لثغته معروفة عند العرب.
وأبنية هذه البليدة بالحجارة والجص لا بالآجر أو الطين فقط أو باللبن والطين معاً واغلب أشغال رجالها مكاراة الدواب والبذرقة واتخاذ الاكلاك
والعبرات.
وأمام البلد على شفا الكهف قبة لمرقد الإمام محمد الدوري الذي يصحفه عوام في هذه البلدة في هذه الأيام فيقولون (محمد الدر) بضم الدال المهملة وتشديد الراء. قال عيسى القادري البندنيجي في كتابه جامع الأنوار: أن هذا الشيخ ينتهي نسبه إلى الإمام موسى الكاظم وكان من أكابر مشايخ الأعاظم ذا إشارات غريبة وكرامات عجيبة، توفي في قرية الدور.) اهـ. ولا نعلم إذا كان هو المقصود من كلام ياقوت الحموي في معجمه معجم البلدان في مادة دور سامراء قال:(فمنها محمد بن فرخان بن روزبة أبو الطيب الدوري: حدث عن أبي خليفة (الجمحي وغيره) أحاديث منكرة، وروي عن الجنيد حكايات في التصوف). اهـ. وزاد في التاج:(مات قبل الثلثمائة، وقال الذهبي: قال الخطيب: غير ثقة.)
ويزعم أهل الدور أن قرية سميت باسمه من قولهم: قرية الدر ثم مدوا الضم فقالوا الدور. وذلك تجنباً للالتباس من قولهم: (در) التركية ومعناها: قف. وهذا من سوء التأويل لجهلهم أن القرية موجودة بهذا الاسم قبل وجود الإمام المذكور.
أما المحل المدفون فيه محمد الدوري فهو عبارة عن بهو مربع الأركان يبلغ طول كل ركن منه قراب 30 متراً وفي وسطه قبة معقودة بالجص والطاباق القديم مربعة الأركان من الأسفل. يبلغ طول كل ركن منها نحو 20 متراً. وتحتها مصطبة عليها شباك من الخشب كل ركن منها نحو 20 متراً. وتحتها مصطبة عليها شباك من الخشب يبلغ طوله ثلاثة أمتار وعرضه متراً وأربعين سنتيمتراً وارتفاعه
مترين. ولهذا الإمام زيارة يزورها أهل الدور في عصر كل خميس ويطلبون منه حاجاتهم وينذرون له النذور ويقربون القرابين وفي الدور خمسة مساجد أولها: الجامع الكبير ويزعمون انه من أبنية عمر بن عبد العزيز ولا اثر هناك من كتابة وغيرها يحقق زعمهم. أما اليوم فهو عبارة عن بهو كبير مسافة محيطه زهاء 150 متراً وقد سقط من حائطه شيء من طواره وفيه رواق معقود على ست دعائم ويبلغ ارتفاع حائطه 8 أمتار وفيه قبور أجداد آل مدلل منها: قبر الشيخ عبد العزيز والشيخ حمد وفيه منارة يبلغ سمكها عشرين متراً وفي أعلاها كتابة بارزة مخطوطة على
البناء على شكل هندسي لم نهتد إلى قراءتها.
والمسجد الثاني يعرف بجامع السادة وهو مسجد صغير قديم الوضع لا يعرف بانيه الأول ولما أخنى عليه الزمان جدده قبل أربع سنوات فخذ من الأعراب يعرف بالسادة وهم من سادة النعيم (وزان زبير) من عشيرة البو جمعة. فنسب إليهم.
والثالث مسجد الشويخات وهو أيضاً قديم الوضع ولا يعرف بانيه.
والرابع مسجد المواشط وهو اليوم خرب.
والخامس جامع البو حيدر وهو قديم البناء أيضاً لا يعرف من عمره وقد خرب.
وفي ظهر الدور تجاه الشرق على بعد عشر دقائق تل يعرف بتل البنات ولا نعرف من أمره شيئاً ووصاف البلدان لم يذكروه. ويبلغ محيطه قراب 300 متر وسمكه 20 متراً وفيه آثار انقباض. وفي شمال
غربي الدور على بعد 48 كيلومتراً نهر يعرف بنهر الحفر واقع في أرض تسمى بأرض نائفة. وفوقه بساعة ونصف حاو (هو بلسان العامة الوهدة بلسان العرب الفصحاء) يسمى الكلك. يمتد الحفر إلى مسافة 60 كيلومتراً ويصب في نهر الرصاصي
الجدول عندهم شاخة واللفظ من أصل أرمى معناها: سال وجرى) يسمى الحديد (كزبير) ولم نجد له ذكراً في كتب هذه البلاد. وفوقه بمسافة 12 كيلومتراً في فتحة جبل حمرين (أي شعب هذا الجبل) تل يعرف بتل الذهب. وهو على ضفة دجلة وقد أكل الماء نصفه. ويبلغ محيط الباقي منه نحو 130 متراً. وفوقه تجاه الشمال الشرقي على مسافة 60 كيلومتراً أو على بعد 50 كيلومتراً من غربي جبل حمرين في أرض الجبور تل يعرف عند أهل تلك الديار (بتل الماحوز) ينزله نحو مائة بيت من أعراب الجبور وهم أهل ماشية وأغنام وبيوتهم من الشعر. أما التل المذكور فيبلغ محيطه قراب 350 متراً وسمكه نحو 30 متراً.
والظاهر من تسمية هذا التل بالماحوز انه كان هناك قصر جليل ولعله بني للأشراف على العدو وحركاته. فقد قال صاحب اللسان في مادة محز. . . . . . . . (أهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدو وفيه أساميهم ومكاتبهم (ماحوزاً). وقيل: هو من حزت الشيء: أحرزته. وتكون الميم زائدة. قال ابن الأثير: قال الأزهري: لو كان منه لقليل محازناً ومحوزنا. قال: واحسبه بلغةٍ غير عربية.) اه.
قلنا نحن: الماحوز لفظ كلداني أو سرياني (والأصح ارمي) معناه الحصن أو الحرز وأيضاً البليدة أو المدينة الصغيرة المسورة. وهم يشتقوها في لسانهم من مادة محز. والأصح أن يقال من مادة ح وز ثم تأصلت فيها الميم لكثرة استعمالها كما يقول العرب: تمذهب فلان
وهي من مادة ذهب. وعليه: فيكون (تل الماحوز) حرزاً حريزاً كان قد بنى على حدود ديار العدو للاطلاع على أعماله. أو لعله كان مدينة صغيرة دفنت تحت الأنقاض وهي هذا التل الذي يشاهد اليوم.
على أن وجود اسم الماحوز بقرب الدور أو بقرب سامراء يدفع مستقري الآثار ومتتبعها إلى القول انه هو قصر الماحوزة المذكور في التاريخ والذي أسلفنا ذكره عن ياقوت الرومي في صدر المقالة لكنه ليس به على التحقيق، والذي يسوقنا إلى هذا القول هو ما قاله اليعقوبي في كتاب البلدان. . . (وارتفع البنيان (أي بنيان الجعفرية) في مقدار سنة، وجعلت الأسواق في موضع معتزل، وجعل كل مريعة وناحية سوقاً، وانتقل المتوكل إلى قصوره هذه من المدينة أول يوم من المحرم سنة 247 وأقام المتوكل نازلا في قصوره بالجعفرية تسعة أشهر وثلاثة أيام، وقتل لثلاث خلون من شوال سنة 247 في قصره الجعفري. واتصل البناء من الجعفرية إلى الموضع المعروف بالدور ثم الكرخ وسر من رأى، ماداً إلى الموضع الذي نزله ابنه أبو عبد الله المعتز بين شيءٍ من ذلك فضاء ولا فرج ولا موضع لا عمارة فيه فكان مقدار ذلك سبعة فراسخ.) اهـ. فإذا عرفنا أن المسافة بين الجعفرية وبين الموضع الذي ينزله المعتز، وهو آخر البناء شرقاً. هي سبعة فراسخ والمسافة بين تل الماحوز ومنزل المعتز زهاء 140 كيلو متراً يتبين للحال أن تل الماحوز ليس من قصور الجعفرية.
أما الجعفرية فلا تكاد ترى لها اليوم أثراً يذكر، بل ولا تسمع