الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا زمان البخار عصرك عصر ال
…
عقل عصر التنوير عصر الجمود
يا زمان البخار حياك عصر
…
منه قد جئتنا بعصر جديد
وحباك القريض كل ثناءٍ
…
وامتداحٍ لفعلك المحمود
(لست ادري)
لست ادري وليتني ذو اختبارٍ
…
أي يوم يموت غيظا حسودي
أي يوم أحظى بنيل الأماني
…
من بني قومنا وبالمقصود
ذاك يوم فيه العراقي يباهي
…
كل قطر بالاختراع المفيد
هل لأبناء قومنا من حراكٍ
…
وانتباهٍ من غفلةٍ ورقود
ما لأبناء قومنا من قيام
…
يا ابن ود من بعد هذا القعود
لا ولا نهضة لهم ابد الده
…
ر تراها حتى ليوم الوعيد
تعست أمة فشا الجهل فشواً
…
بين أحرارها وبين العبيد
(الدجيلي)
بعض الأعراب غير المنسوبة
1 -
نظر عام
يوجد اليوم بين القبائل والعشائر الرحل ستة أفناد غير منسوبة وهي: الشرارات، والهتيم، والعونة، والصليلات، والعوازم، والرشائدة، والصلبة. وهذه كلها لا يعرف لها بين القبائل أصل يرجع إليه في النسب، اللهم إلا ما يزعمونه هم، أو يزعمه البعض منهم، أو يتقوله
بعض من لا إلمام له بهمم من أعراب وإغراب. وعلى كل حال فإن هذا الزعم باطل من عدة اوجه:
أولا: لأن العرب الذين كتبوا في هذا البحث التأليف الجمة ونسبوا كل قبيل إلى الجد الأعلى الذي ينتمون إليه أم يذكروا هؤلاء الأقوام الرحل، بل لم يعترضوا لذكرهم حتى من باب التلويح إلى وجودهم.
ثانيا إن القبائل العربية الحالية لا تعترف بمزاعم أنسابهم التي ينتحلونها لأنفسهم.
ثالثاً: ليس من قبيلة واحدة أو عشيرة واحدة بدوية تعترف لهؤلاء الأقوام إنهم على النسب الذي يدعونه لأنفسهم.
رابعاً: إن هؤلاء الأدعياء إذا جاوروا قبيلةً، انتسبوا إليها مما يدل على إنهم شذاذ
خامساً: إن الأعراب ينظرون إليهم نظر أهل المدن إلى النور أو الكاولية المنتشرين في ضواحي المدن. فهذا يدلك على إنهم سقط الناس.
ومن بعد إن أثبتنا هذه المقدمة العامة التي تصدق على هؤلاء الطراء جميعهم معاً نعقد فصلاً وجيزاً يتعلق بكل قوم من هؤلاء الأقوام دون غيره. فنقول:
2 -
الصليب أو الصلبة
(لفظة الكلمة وذكر لغاتها)
الصليب مصغرة. وبعضهم يقول اصليب بهمزة موصولة بعدها صاد ساكنة وتلفظ هم الصليب (متحركة) أيضاً والصلبة (وتلفظ بضم الصاد وفتح اللام والباء الموحدة التحتية. وأما العوام فيلفظونها بإسكان الصاد وإشمام اللام ضماً ضعيفاً أي تلفظ اللام بحركة تشبه
حركة الحرف الإفرنجي المعروف (بألف الروم أو الألف الخرساء) أي وهي الحركة التي نسميها من الآن وصاعداً (الحركة المشتركة) لاشتراكها بين حركتين أي بين الضم والكسر أو بين الضم والفتح. ومنهم من يقول: الصلب (أي بالصاد المشمومة ضماً واللام المفتوحة) وتلفظ أو
معنى اللفظة على اختلاف لغاتها ومحل وجود الصليب
لم يتفق العرب والأعراب والصلبة على معنى هذه الكلمة، فالصلبة أنفسهم يقولون إنهم من صلب العرب أي صميمهم، ولذلك سموا بهذا الاسم حفظا لأصلهم، ولا سيما لأنهم أصبحوا خاملي الذكر عند سائر العشائر والقبائل كلها.
لكن يرد على هذا الزعم القائل إنهم لو كانوا من صميمي العرب لعنى بنسبهم الكتاب الأقدمون ولتشرفوا بذكرهم. والحال: إن الأمر على خلاف ما يظن أو يروى.
وغيرهم يقول: إن الصلبي أو الصلب بمعنى السائل أو الطفيلي من
صلب العظام: إذا استخرج ودكها. كان هؤلاء الأقوام بكثرة إلحافهم يستخرجون من الناس ودك العطايا والحسنات. وهذا الزعم يصدق فيهم لأنه لا يعرف لهم أصل مثبت ولأنهم يتطفلون على ربوع الأعراب أينما حلوا وإلى حيثما ارتحلوا. ولهذا لا تعرف لهم دار كما لا يقر لهم قرار. ومن ثم فكل أرض لهم أرض وكل دار لهم دار. واستناداً على هذا المبدأ لا يطمع فيهم طامع، ولا يغضب عليهم أحد، ويزعم البعض إنهم من بقية الصليبين الذين تخلفوا بعد الحروب الصليبية عن رفاقهم الافرنج، ويقولون إنهم من الإنكليز. والحق إن أصلهم لا يعرف على التحقيق كما قدمناه فويق هذا.
أقسامهم
يقسم الصلبة إلى قسمين أو فرقتين أو شعبتين وهما: (قبيلة الغنمي)(بإشمام الغين المعجمة رائحة الضم المصحف عن الضم الصريح وإسكان النون وكسر الميم وتشديد الياء التحتية في الآخر)(وغير الغنمي) فالفرقة الأولى أعلى منزلة وارفع درجة من الشعبة الثانية، ولا يعطى رجالها بناتهم لشبان الفرقة الثانية، كما لا يتزوجون واحدة من نسائهم ولهم اليد العليا في كل أمر.
نظرة عامة في أحوالهم وأخلاقهم وأوصافهم
اكثر معاطاة هؤلاء الأقوام صيد الضباء والغزلإن، ولهم فيه
مهارة تامة وحذاقة عظيمة. - وهم اعرف القبائل كلها بطرق البر ومسالكه، وابصر الناس بأمكنة المياه والآبار. ومما لا ينكره عليه أحد هو إن الأعراب جميعهم يتخذونهم أدلة لهم في قطع البراري والفيافي دون غيرهم. - ولهم صبر جميل على الضما والجوع والبرد والحر.
ومن خواص ما عرفوا به جودة النظر وبعد البصر وصحة الأجسام فترى الواحد منهم يبلغ الثمانين أو التسعين من سنيه ونظره شاب صحيح البدن والنظر. وأسنانه تضارع الدر المنظوم. وذلك لكثرة سيرهم في النهار ورياضة أجسامهم وقلة خلطهم في المآكل وتحاشيهم عن المشارب المسكرة أو المضرة بالأبدان. وسكناهم الأراضي العذبة ذات الأديم الرائق الموافق للصحة.
3 -
الشرارات
لفظة الكلمة
الأعراب يلفظون هذه الكلمة بإشمام الشين رائحة الضم وفتح الراءين. والظاهر إن هذا اللفظ قديم على هذا الوجه لأن الفصحاء اختلفوا في حركة الراء فمنهم من جعلها فتحةً صريحة ومنهم من اعتبرها كسرة. فتكون الحقيقة إنها بين بين كما هو حالة الروم. قال في تاج العروس: الشرار ككتاب والشرر مثل جبل: ما يتطاير من
النار. واحدتهما بهاءٍ. هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا. قال شيخنا: الصواب كسحاب. وهو المعروف في الدواوين. وأما الكسرة فلم توجد لغير المصنف. وهو خطأ. ولذلك قال في المصباح: الشرار: ما تطاير من النار. الواحدة شرارة. والشرر مثله. وهو مقصور منه ومثله في الصحاح وغيره من أمهات اللغة. وفي اللسان: والشرر ما يتطاير من النار. اهـ.
ونظن الصواب إن الأصل في حركة الشين الروم أو إشمام الضم رائحة الكسر وهي الحركة التي هي بين بين التي سميناها ونسميها (الحركة المشتركة). ومن ذلك نشأ الاختلاف في الضبط.
معنى اللفظة
معنى هذه اللفظة ظاهر لكل ذي عينين لي إن الشرارات سموا كذلك لخستهم أو لقلة الاعتداد بهم فأصبحوا بالنسبة إلى العرب كنسبة ما يتطاير من النار عند اشتعالها إلى النار نفسها. وهذا كاف لتستدل على منزلتهم عند أهل البادية.
عددهم ومحل وجودهم
عددهم بين الألفين والثلاثة الآلاف من الرجال. وهم يسكنون وداي السرحان من الجوف إلى قرب القريات (جمع قرية مصغرة ومجموعة جمعاً مؤنثاً سالماً) في آخر الوادي المذكور. ويجني من هذه القرى الملح. وموقع هذه القرى في يمنة شرقي جبل الدروز.
أحوالهم
هؤلاء الأعراب يسرحون ويمرحون كعادة سائر القبائل الرحل. إلا إن عوائدهم تختلف كثيراً عن أخلاق العرب في عدة أمور: فإنك لا تجد فيها الكرم ولا الترحيب بالضيف ولا حمى الذمار ولا سطوة لهم بالنسبة إلى سائر الأقوام. إلا إنهم يدافعون عن أنفسهم إذا اعتدى عليهم أحد. وبيوتهم حقيرة جداً. وقلما بنوا أو يبنون بيوتاً لهم خوفاً من قرى الضيف. فهم يتركونها على ظهور ابلهم وينزلون حيثما غربت الشمس في مفلى من مفاليهم ونيرانهم ضئيلة.
واستعمالهم قهوة البن نادر. وكذلك يندر عندهم عقد المجالس والدواوين والأندية.
4 -
الهتيم
لفظ الكلمة
الهتيم مصغرة كزبير. والبعض يقول: (اهتيم) بهمزة حركتها بين الفتح والضم أو بين الفتح والكسر، وتاء مفتوحة فتحاً ممالاً فيه إلى الياء وياء ساكنة. والبعض الآخر يقول: هتيم بإسكان الهاء وبقية لفظ الكلمة كما في اهتيم. قال ابن سيده: وارى هتيما تصغير ترخيم. نقله ابن منظور.
ذكرهم في كتب المؤرخين
إن الهتيم كسائر حثالة الأعراب يتنقلون في كل صقع، وينتجعون كل ربع. وقد نزل قوم
منهم ديار مصر وتنقلوا فيها. قال في تاج العروس بنو هتيم كزبير: الأم قبيلة من العرب، وهم ينزلون أطراف مصر. ويقال إنهم بطن من الترابين. وقال الحافظ: عرب مساكين يستجدون من ركب الشام). اهـ كلامه.
سبب تسميتهم
أظن إن الهتيم سموا كذلك أخذاً من الهتم وهو الكسر والتهتم: التكسر، كأنهم لذلتهم وخستهم ولومهم يعتبرون من كسارة العرب وحثالتهم.
مساكنهم
الهتيم يسكنون (ما عدا ديار مصر المذكورة) الحرة الواقعة في شرقي المدينة المنورة إلى روضة المستجدة، وهذه تقرب من حائل بيوم أو بعشر ساعات ونيف. والهتيم ارفع منزلة من الشرارات لرفعة نفوسهم وإبائها.
أشغالهم وأحوالهم
اعظم أشغالهم تربية الأغنام وتسلم ودائع المدن وحفظها والارتزاق منها ما دامت عندهم واستمناحها.
5 -
العونة
ضبط الكلمة
العونة تلفظ بضم العين وفتح الواو والنون وفي الآخر هاء: وكأن اللفظة مأخوذة من الإعانة. وذلك لما كانوا عالة على الأعراب الذين ينزلون عليهم أصبحوا لهم أعواناً عند الحاجة إليهم.
محل وجودهم
ديار العونة هي ديار ابن الرشيد وتختلط هذه القبيلة بين العمائر المنتسبة إلى ابن رشد. وهؤلاء الأعراب الأدعياء هم أهل ابل وغنم. إلا إنهم لا يقبلون رعاية ما ليس لهم، وأحوالهم لا تند كثيراً عن أحوال الهتيم.
6 -
الصليلات
كيفية لفظ الكلمة ومعناها
يلفظها الأعراب اليوم بإشمام الصاد حركة بين الكسر والضم ولام ممالة وياء ساكنة ثم لام وألف وتاء. والكلمة جمع صليلة تصغير صلة والصلة وزان زلة: الأرض اليابسة. ونسبوا إليها لفقرهم المدقع كما يقال: (المترب) ويراد به الفقير كأنه لصق بالتراب لشدة فقره، ومثله المدقع: وهو الفقير الملتصق بالدقعاء وهي التراب. ومثلهما بنو الغبراء: وهم الفقراء لإستفراشهم وجه الأرض. إلى أخر ما ضاهى هذا التعبير.
نظر عام فيهم
لا يزيد عدد الصلات على أربعة آلاف من الرجال. وهم في
عوائدهم وأخلاقهم وآدابهم ومآثرهم ومناقبهم دون سائر الأعراب من بقية القبائل. وهم يشابهونهم بحمى الذمار وإكرام الضيف، فلا يفرقون عنهم بشيء.
واغلب منازلهم قرب القصيم ويحتلون أيضاً النفود والدهناء. ويصيفون في الأغلب بجوار مياه القصيم. وفي الربيع ينزلون كل واد كسائر القبائل بدون فرق يذكر.
وهي في ذات أنفسهم يقسمون إلى شعب تبلغ العشر: ثنتان منها في الجنوب أي قرب الرياض، وسائر الشعب متفرقة على الوجه الذي لمعنا إليه. وكثيراً ما يجتمعون فيختلطون معاً.
7 -
العوازم والرشائدة
معنى اللفظتين
العوازم جمع عازم على غير قياس كفوارس وهوالك جمع فارس
وهالك. والعوازم أهل عزم وجد واجتهاد كما إن الرشائدة أهل رشاد وسداد.
منازلهم وأشغالهم
منازلهم طفوف الكويت بلاد ابن الصباح. وهم أهل ابل وغنم وقد اخذوا في هذه الأيام الأخيرة يعانون الغوص على اللآلئ في بحر فارس ويمارسون سائر الأعمال المتعلقة بركوب البحر والاشتغال فيه فينتفعون من ذلك المنافع الجزيلة. وأما من بقي منهم في
الفلوات والبوادي فإنهم يزاولون رعاية الأغنام واستمناحها على ما هم عليه الصليلات والعونة.
واعلم إن هؤلاء الأعراب الأدعياء الشذاذ على اختلاف طبقاتهم وأسمائهم هم من أدنياء البوادي واسافلهم، ولذا لا تعطيهم العرب المنسوبة ما يحرص عليه ولا يأخذون منهم شيئاً من هذا القبيل، كما لا تعترف لهم بأصالة حسب أو نسب أو كرم محتد.
هذا ما علق في الخاطر الفاتر وأودعته هذه الصحيفة حرصاً على