الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتحفظ: القرية كل مكان اتصلت به الأبنية واتخذ قرارا، وتقع على المدن وغيرها. اهـ وفي محيط المحيط: قيل: المدينة ما كان حولها سور بخلاف القرية والبلد.) اهـ. وعليه فلما لم يكن للحي سور لم يجز أن يطلق عليها اسم المدينة لغة.
وأما اصطلاحاً فالقرية هي البلدة التي اغلب سكانها أهل زارعة وفلاحة. وهذا أيضاً يصدق في الحي ولا يصدق فيها كلمة مدينة. فاحفظه ولا تغفل.
نظرة عامة في لغة بغداد العامية
(تتمة)
والى توفر المفردات الكلدانية أو السريانية (الارمية) انشد عبد الباقي العمري هذه الأبيات الشهيرة:
شبح لالاها وخلابو
…
شبحا شمت حيزو لابو
كوذنتا وخمارت شابو
…
وقس مسكنتا بشاشة ليل
دنحاوالو برطت قاشا
…
شموقا لوطو وبراشا
ومارت كركيزا ابن شاشا
…
يوحنا واسحاقت شموئيل
فرجو قس عمو قمبازو
…
بادو واستخلو بي سازو
ملكت حيزو خازو بازو
…
طينلكابرطت طنبيل
شعيا سمكا ماتيكا
…
وشموني قاشا طمسيكا
بيعة مارجرجس تحرسكا
…
خوفا موفا بالزنبيل
جارت خيزو برطت طنبي
…
بر بوطت شعيا قبصني
لخمة غبشة ياقوغبني
…
ومشيحا بصحفت لنجيل
طنجي ميخا واشبانيثة
…
دوخو قاطوثا ثرطيثا
قريت برطلي وبشبيشا
…
فقط عين كاوة ارويل
والى وجود الكلم التركية قال الرصافي: (بينما كنت واقفاً مع الواقفين على جسر سامراء تقدم إلى رجل فقال: أين تريد؟ قلت: أريد العبور إلى سامراء. فقال: أأنت (قالي)؟ وفخم اللام. فلم افطن لما أراد. فقلت: وما تعني يا هذا؟ فأعاد على الجملة الاستفهامية وزاد فيها كلمة (هنا). فلم افهم أيضاً. فقال: أمقيم أنت هنا أم لا؟ فقلت: لا. وحينئذ علمت أن كلمة (قالى) قد أخذها من (قالمق) بمعنى البقاء في اللغة التركية. ولهذا الكلمة اليوم نظائر كثيرة في لغة العامة. فانك تسمعهم يصرفون الأفعال والأسماء تصريفاً عربياً من مصادر تركية فيقولون (لا تبوز فكري) أي لا تشاوشه. يأخذونه من بوزمق. ويقولون: (أنا اجالش) أي أسعى. من (جالشمق). وتغلب هذه الألفاظ على أفراد الجند ومأموري الحكومة من أبناء العرب فتسمع الجندي يقول للجندي: (اذهب داكش النوبة) أي بدلها. من (دكشدرمك) ويقول: (سبرك الأرض) أي اكنسها من (سبورمك). ويقول: (أنا أسيل تفكتي): امسح
بندقيتي وأجلوها. من سلمك. وقد اجتمعت مرة واحدة بأحد مأموري الحكومة ببغداد في مجلس حافل فاخذ يكلم بعض الحاضرين هكذا:
(رحنا أمس إلى بيت فلان، فلما دخلنا السلاملك صعدنا فوق، وكانت باية من بايات النردبان منهدمة. وبما أن النردبان كان قرانلق عثرت رجلي. نه ايسه، صعدنا فدخلنا الاودة، وقعدنا بصورة قارمة قاريشق، وكان الضياء سونك، فحصل عندي صنقنتي. . . الخ)
فهمست في إذن أحد الجالسين قائلاً: ما ضر الرجل لو تكلم التركية أو تكلم العربية الدارجة البغدادية وهو من أهلها من هذه الألفاظ التركية؟ - وهذا من اعظم ما قضى على اللغة العربية بالمسخ حتى كادت تخرج به عن وضعها الأصلي. ولو أردت أن استقصي البحث هنا لأتيت بما يبكي الناطقين بالضاد على ما منيت به هذه اللغة التعسة الحظ في بغداد.) اهـ.
ومما يسوءني ذكره أن بعض هذه الألفاظ قد تسربت إلى بعض الجرائد والمجلات العراقية فأضرت بسمعتها. وعسى أرباب جرائدنا المحلية لا يستاءون من وصفى للغتنا العامية هذه، ولا من انتقادي إياها كما أرجوهم أن لا يسيئوا بي الظن لأني تجرأت على ذكر بعض أمور طفيفة ربما لا تصادف قبولا واستحسانا لديهم. فأوكد لحضراتهم أني قد كتبت ما كتبت مندفعاً بعامل الغيرة على الوطن والمحبة الخالصة لذويه النجباء لا غير ويا ليتهم يقومون بمؤازرتي في هذا الأمر الخطير الشان وينزهون منها جرائدهم الغر، معوضين عنها بما هو عربي النصاب فصيح اللهجة والبيان. وهذا القدر كاف في هذا المقام والسلام.
رزوق عيسى