الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبد العزيز ابن سالم (من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة).
والوثيقة مؤرخة في عام 1277 هـ بخط يوسف بن عبد الله المزيني وشهادة عبد الله الحميد.
الرُّفَيْعي:
من أهل البصر، جاءوا إليها من الشقة وهم أبناء عم لأهل الشقة.
منهم علي بن سليمان الرفيعي كان من أوائل سائقي السيارات عند الملك عبد العزيز آل سعود، ثم الملك سعود.
وقد توفي 1408 هـ.
ومنهم محمد بن علي بن محمد الرفيعي مدرس جامعي - 1428 هـ:
وإخوانه سليمان وصالح من المدرسين أيضًا.
الرّقَيْبَة:
على صيغة تصغير الرقبة وكان يقال لهم قبل ذلك (أبو رقيبة) وهي كنية الراشد بن سليمان السبيهين، الذي جاء مع والده وهو صغير إلى بريدة من بلدة القرائن في الوشم فرارًا من جدب أصاب تلك البلاد، فقيل إن السبب في هذه التسمية أن راشد هذا عندما حضر صغيرًا إلى بريدة كان في رقبته ميل يسير فسماه أهل بريدة (أبو رقيبة).
وهذا سمعته من أشخاص كبار في السنِّ ثقات وحدثني عن سببه أكثر من واحد منهم وملخصه أنه أصاب الوشم محل وهو احتباس المطر فقل الماء في الآبار، وبالتالي قلت الثمار فترك بعض أهل البلاد تلك البلاد، إلى البلاد البعيدة كالزبير والأحساء، ومن الذين تضرروا من حالة الجفاف فيها سليمان ابن سبيهين (والد راشد الرقيبة) نظرًا لكبر سنه صحب معه ابنه راشدًا وكان صغيرًا وقصد بريدة كما كان يهاجر إليها طوائف من أهل الوشم.
قالوا: ولم يكن معه مال يشتري به دابة وإنما وضع كل ما عنده مما يمكن حمله مما هو عزيز عليه في محدرة لها حبل قوي طويل مربوط بعروتيها.
وحملها ابنه راشد لأن الأب كان كبير السن لا يستطيع حملها مع مشقة المشي.
فكان راشد يعلق المحدرة وهي كالزبيل الصغير في رقبته إذا كان يمشي بها قاصدين بريدة.
وعندما وصلا إلى بريدة بعد مشاق ومتاعب كانت المحدرة بما فيها قد أثرت في رقبة راشد فصار فيها شبه ميل مؤقت فأسماه أهل بريدة (أبو رقيبة) لأنهم لم يكونوا يعرفون اسمه من قبل، مثلما سموا رجلا من الهويمل (أبو حلمة) لأن في جبهته سلعة صغيرة وهي لحمة زائدة كأنها حلمة الثدي.
قالوا: فلحق به اللقب، ومع ذلك كان راشد الرقيبة قد حافظ على تلك المحدرة فكان علقها في مكان مصون من مخزنه في بيته لكي يتذكر نعمة الله عليه إذا رأها بعد أن أعطاه الله من الغني والجاه والرفعة في بريدة ما لم يكن يحلم به أمثاله.
وأذكر مرة أنني كنت عند شيخنا الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن حميد وعنده شخص من الرقيبة فسألني الشيخ عن كيفية مجيء راشد إلى بريدة فأجبته بما سمعته مما ذكرته هنا فانبرى الشخص المذكور يفند ذلك ويقول: هذا غير صحيح وإنما سبب تسميته بأبورقيبة أنه لما وصل إلى بريدة رأي قرعة تباع اسمها عند أهل الوشم (أم رقيبة) فقال: بكم أم رقيبة هذي.
فسماه الناس من ذلك الوقت (أبو رقيبة).
وهذا يرد عليه أن يكون أهل الوشم يسمون نوعًا من القرع (أم رقيبة) وقد سألت طائفة منهم عن ذلك فنفوه، وقال: نقول للقرعة مثل غيرها إذا كانت ذات رقبة أم رقبة، ولا نعرف نوعًا من القرع يسمي بهذا الاسم.
أقول أنا مؤلف الكتاب: القياس أنه لما قال أم رقيبة أن الناس سموه (أم رقيبة) لا أبو رقيبة لو كان ذلك صحيحًا.
وإنما الأمر ما ذكرته، ولكن ربما كان الذين لا يريدون أن يذكر عنه ما تقدم من أنه وصل إلى بريدة فقيرًا لا يريدون أن يسمعوا هذا الكلام.
مع أن الفقر هو الذي كان سائدًا في نجد، وليس الفقر عيبًا، وإذا كان الفقر عيبًا فإن الله برأ راشد السبيهين منه بأن أعطاه غنى واسعًا بعد ذلك.
لاسيما أنه ثبت أن الرجل عصامي ترقي في المجتمع وفي الحصول على المال النزيه حتى وصل إلى مرتبة لم يصل إليها أبناء الأثرياء، وهذه مزية وليست عيبًا.
وقد جهدت أن أعرف سببًا لهذه التسمية غير ذلك، فلم أستطع.
وقد أنشدت شيخنا الشيخ ابن حميد قول (أبو علوان) من قصيدته التي أولها:
يا ربعتي يا شين نوم النقيب
…
يا شين شوف حزومها مع وجمها
وفي آخرها قال:
يا ربي يا الله، انك حسيبي
…
على الحصان وراشد اللي رقمها
وقلت ذلك لكون الحصان هو رجل الأمير حسن المهنا القوي طلب من راشد الرقيبة بأمر حسن المهنا أن يكتب أسماء الغزو الذين يريد حسن المهنا أن يغزوا معه.
وحدثني والدي أن راشد الرقيبة قال لأبو علوان: كيف تدعي علي يوم أنا كتبت اسمك في الغزو وأنا مصخر مثلك ماهيب مني ولا لي رغبة في كتابة اسمك ولا اسم غيرك، فأنكر ذلك أيضًا ذلك الشخص، قال: أبونا ما يكتب أسماء الغزو ولا عمره كتبه.
فقلت له: هذا فيه شعر، وكررته عليه، فقال: هو راشد آخر، قلت له: من هو ذلك الآخر؟
هل تعرفه؟
فقال: لا.
وكنت سمعت قبل ذلك أن (راشد الرقيبة) و (عبيد العبد المحسن) والد المشايخ العبيد كانا يكتبان ما يريده الحاكم جبرًا، لأنهما لا يستطيعان الإمتناع كما ظاهر من أحوال الناس في تلك العصور.
وعلى ذكر الرقيبة ورد على ذهني أن شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله كان سألني مرة عن الرقيبة، وهل قال فيهم أحد شيئًا غير مناسب، فقلت له: الرقيبة أسرة طيبة، ولم يقل أحد من الناس فيهم شيئًا غير طيب، بل هم من خيار الأسر في نسبهم وفي أفعالهم وفي سيرة رجالهم وجدهم راشد الرقيبة في أعلى درجات الامتياز بالدين والخلق والسمعة الطيبة، فضلًا عن المال الوافر.
كان شيخنا يسألني كثيرًا عن أسر من أسر بريدة فأخبره بما أعرفه عنها من طيب أو خلافه، لأنني أعرف أن الأمر سيكون سرًّا بيني وبينه.
ولذلك لم أستغرب حين سألني عن (الرقيبة) ونسيت الأمر، وبعد أكثر من سنتين بقليل قال لي: هل تذكر ما سألتك عنه من جهة أسرة الرقيبة؟
قلت: نعم، قال: السبب أنه مذكور لي عندهم امرأة ورغبت في أن أتزوجها ولكنني أحببت أن أسألك عنهم لكي أعرف ما إذا كان فيهم ما يقدحون به، من دون أن أخبرك بقصدي، قال الشيخ عبد الله: وقد تزوجت تلك المرأة منهم بالفعل.
وقد كافح راشد الرقيبة وهو صغير واشتغل بالتجارة دون رصيد من مال في
أول الأمر ولكن صدقه وأمانته كانت سببًا في أن يثق به أهل الأموال إلى أن عدَّ في أواخر عمره من أثرياء بريدة وكان إلى ذلك من المحبين لطلب العلم ومجالسة المشايخ مثله في ذلك مثل آل مشيقح الذين صاروا في منتصف القرن الرابع عشر أغنى أغنياء بريدة، بل أغنى أغنياء القصيم، وذلك فيما يتعلق بمحبتهم لطلبة العلم وقراءة الكتب والقرب من المشايخ آل سليم وتلامذتهم من طلبة العلم.
وراشد الرقيبة كما قلت - قد صار ثريًا ومعظم ثروته من مداينة الفلاحين والاتجار بالأطعمة وغيرها.
وذات مرة عرض للبيع حائط نخل ضخم ثمين يسمى العيساوية في خضيرا.
فاشتراه راشد الرقيبة بألف ريال من الريالات الفضية المسماة بالفرانسة أو الفرانسية ولم يكن لديه المبلغ نقدًا وكان عثمان بن عبد الله المعارك، من المعارك المعروفين في بريدة صديق له وهو تاجر مثله فأخبره راشد الرقيبة أنه سيضطر إلى بيع ثلاثة آلاف صاع من القمح عنده بألف ريال حتى يشتري العيساوية وقال له: أنت رفيقي وأنا أبيهن عندك ولا عند غيرك.
فاشترى منه ابن معارك القمح بألف ريال كل ثلاثة أصواع بريال، وكان عنده أي ابن معارك سبعمائة ريال نقدًا وبادر إلى بيع بيت صغير كان يملكه من رجل من المرزوق بثلثمائة ريال.
وأعطى راشد الرقيبة سبعمائة ريال نقدًا وانتظر ابن مرزوق أن يحضر له الدراهم ثمن البيت الذي باعه عليه.
أما راشد الرقيبة فقد جعل القمح كله في عدول - جمع عدل - وهو الأكياس الضخمة من الصوف، كل عدل يتسع لخمسين صاعًا أي مائة وخمسين كيلوغرام.
واستغرق الأمر فترة تغير فيها سعر العيش بالريال أي ارتفع سعره حتى
صار صاعين بريال بدلًا من ثلاث أصواع كما كان اشتراه ابن معارك من أبو رقيبة، ثم اعتذر ابن مرزوق عن دفع الثلثمائة ريال إلى ابن معارك، وبذلك ألغى شراء البيت.
وأما راشد فإنه وجد دراهم أخرى تكملة للألف ريال، ولم يطالب ابن معارك بالثلثمائة ريال الباقية لأنه صديقه وواثق منه، وإنما طلب منه أن ينقل قمحه من عنده ويتصرف فيه وبخاصة أنه قد ارتفع سعره.
قالوا: فقبض ابن معارك قيمة سبعمائة الريال التي سلمها لراشد الرقيبة وامتنع عن قبض الباقي من القمح، وهو تسعمائة صاع قائلا لراشد أبو رقيبة إنه لا يحل لي أخذها لأنني لم أقبضها ولذلك فهي لك ومبارك لك في الثلثمائة صاع التي زادت في السعر.
فامتنع راشد الرقيبة من إبقائها عنده قائلا: إنها لا تحل له، لأنه باعها على ابن معارك ووضعها في أكياسها له.
وكل واحد منهما يفعل ذلك تورعًا وخوفًا من الله تعالى من أن يأكل مالًا لا يحل له أكله.
ثم اتفقا على الذهاب للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم قاضي بريدة في ذلك الوقت وعرض الأمر عليه، فلما رآهما عجب من كونهما يتخاصمان، وقال لهما: كل واحد منكم يخلص الناس إذا تخاصموا كيف تجون عندي؟
فأخبراه الخبر فقضى بينهما بالصلح بأن الثلمائة صاع التي وقع فيها الاختلاف تكون صدقة للفقراء والمحتاجين يوزع كل واحد منهما مائة صاع ومائة صاع يوزعها الشيخ ابن سليم نفسه على الفقراء وجرى تنفيذ ذلك.
وكان أحد شعراء بريدة حاضرًا فأنشد أبياتًا في هذه الواقعة قائلًا:
لعل ما أنتب مثل راشد وعثمان
…
ابن معارك يوم سامح عميله
و(أبو رقيبه) عَفّ عن زَوْد الأثمان
…
وابن معارك عايفه من وكيله
استفتوا القاضي بغوا منه برهان
…
ماهمب سْواة اللي يخاصم بْحِيله
قال: اقسموها بين جايع وعريان
…
والرِّبّ يحصى دقها والجليله
منْ جَمِّعه من سحت راعيه خسران
…
وبالآخرة ينقل حْمُول ثقيله
ومما يجدر ذكره أن عثمان بن عبد الله بن معارك المذكور في هذه القصة توفي عام 1327 هـ. وأن راشد (بورقيبه) توفي عام 1337 هـ.
متى جاء راشد (الرقيبه) مع والده إلى بريدة؟
لا بد قبل الإجابة على هذا السؤال من التنويه بأنه لم يكن اسمه عندما وصل إلى بريدة (أبو رقيبه) ولا كان اسم ذريته (الرقيبة) بل كان اسمه راشد بن سليمان السبيهين، والسبيهين أسرة معروفة في الوشم بأنهم من وهبة تميم.
ورأيت كتاباته حتى بعد أن أقام في بريدة دهرًا طويلًا ورزق ثروة من المال وجمعًا من الأولاد وفوق ذلك منزلة رفيعة في النفوس يكتب اسمه هكذا (راشد السليمان بن سبيهين).
ويأتي النظر في جواب هذا السؤال وهو: متى وصل راشد وأبوه إلى بريدة؟
في منطقة كمنطقتنا لم يؤرخ لرجالها والبارزين من الأسر فيها لابد لنا في الإجابة على هذا السؤال من أن ندرس كل ما خلفه لنا راشد الرقيبة من كتابات ودفاتر، لننظر أقدم ورقة فيها تاريخًا، ثم نخمن السنوات التي مضت عليه في بريدة قبل كتابتها.
وأرجو أن أتمكن من ذلك في المستقبل.