الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الروضان:
بفتح الراء وإسكان الواو ثم ضاد، وآخره نون.
أسرة صغيرة من أهل خب الحلوة، متفرعة من أسرة الشايعي الذين يرجع نسبهم إلى آل مريزيق أهل الشقة أنشأ جدهم خب روضان في الخبوب وهو أول من أحدث فيه عمارة فنسب إليه فقيل:(خب روضان) ولا يزال يعرف به حتى الآن.
وقد أخبرني شخص من ذريته أنه كان في الشقة مع جماعته وأبناء عمه فتنازع مع جاره على شيء مما يتنازع عليه الجيران مثل حدود الأرض، والأحقية في فلاحة جزء منها.
قال: فغضب روضان من ذلك غضبًا شديدًا، وأقسم أن ينزل في مكان ليس فيه أحد، ولا يسمح لجار يجاوره فيه إلا إذا عرفه وعرف أخلاقه.
قالوا: ثم ذهب يبحث عن مكان خالٍ من العمارة، فوجد مكانًا في خب من الخبوب فحفر فيه بئرًا وغرس نخلًا وزرعه والخب ليس واسعًا.
فسمي (خب روضان) على اسمه.
أما جيرانه فإنه لم يسمح بأن يجاوره في أول الأمر إلا (المتَّوَزِّي) الذي يرجع إلى أسرة (المقبل) الذين منهم العلماء وأشهرهم الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة لزمن طويل، ولم يسمح لأحد غير المتوزي أن يجاوره في ذلك الخب وقال لي شخص آخر من غير أسرته، إن الظاهر أنه فعل ذلك لكونه ملك أرض هذا الخب.
و(الروضان) من آل مريزيق أهل الشقة - كما قدمت - أبناء عم للزميع والسحيمان والجريش والربعي والبراك.
ثم عرفت بعد ذلك أنه كان انتقل من الشقة إلى خب الحلوة وبقي فيها وملك نخيلًا وممتلكات فيها.
وقد أطلعنا على وصيته واسمه الكامل روضان بن عبد الله الشايعي تظهر الوثيقة أن له أملاكًا ونخيلًا في خب الحلوة وخب روضان المسمى باسمه.
وهذه صورة الوثيقة:
وهذه كتابتها بحروف الطباعة:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ( ..... ) هذه وصية الفقير روضان بن عبد الله الشايعي إني سَبَّلت نصف غريسي الذي بخب الحلوة منه خمسين لإمام مسجد (خب الحلوة) ومائة وخمسين الإمام جامعنا، وستين وزنة لصوام خبنا، وست ضحايا، لوالدي ضحيتين، وضحية لي، وضحية لأختي فاطمة وضحية لمهوس الفهيد، وضحية لمحمد بن حمد الزويدي، وثلاث حجج، واللي يعوز من خمس مالي من نخل الخب وغيره وإلا أنا ما لي إلا خمس من حلالي ونصف نخل خب الحلوة مجري سبله سنة 1262 من الهجرة، وهالوصية مجددة غير وصيتي الأولى، وكيل عيالي المقصرين أخوهم إبراهيم ومن بعده شايع، والحجج ها المذكورات ثنتين لأمي طرفة الراشد حجه ولوالدي عبد الله بن شايع حجة، ولي حجة ونسأل الله حسن الخاتمة، إنه أرحم الراحمين وغافر ذنوب المذنبين". انتهت.
ولم يذكر فيها اسم كاتبها ولا الشهود عليها، وربما كان اكتفى بذكر ذلك في الوصية التي سماها الأولى.
أما الألفاظ أو المصطلحات الغريبة فيها فهي في قوله: سبلت نصف غريسي، والغريس هو النخل الذي لا يزال في أوائل عمر النخلة، وهو عكس العيدان الذي هو النخل الطوال، وأقل من الجبار الذي يبلغ طوله نحو ثلاثة أمتار.
ثم ذكر مصاريف بعض ثمرة نخله من التمر، فذكر منه خمسين (وزنة تمر) لإمام مسجد (خب الحلوة) ومائة وخمسين (وزنة) الإمام جامعنا والظاهر أنه يريد بذلك إمام جامعهم في (خب روضان).
وستون وزنة لصوام خبنا، ويقصد بخبهم (خب روضان) يريد أنها للصوام من أهل خبهم يفطرون بها في رمضان، وذكر عبارة جميلة وهي أنه ليس له إلَّا خمس حلاله، أي أنه لا يوصي إلا بالخمس من ماله، وليس الثلث كما يفعل كثير من الناس، ثم ذكر عبارة أخرى مهمة، ولكنها تداخلت في التعبير مع جملة أخرى وهي أنه جعل من يأكل من خمسه هذا فهو في حل، وهو يريد إن كان من أقاربه، ولكنه ذكر الذي يعوز يعني الذي يحتاج منهم، ثم ذكر تاريخ الوصية بأنها في سنة 1262 هـ.
وبعد أن ذكر الحجج - جمع حجة - إلى مكة المكرمة التي أوصى بها ختم وصيته بدعاء مناسب وهو: نسأل الله حسن الخاتمة، إنه أرحم الراحمين، وغافر ذنوب المذنبين.
وجاء ذكر شايع الروضان راع الخب أي خب روضان في وثيقة مداينة بينه وبين محمد المحسن التويجري.
والدين ستمائة وزنة تمر تزيد عشر وزان تمر عوض خمسة وعشرين ريالًا أي ثمنها 25 ريالًا بمعنى أن الدائن دفع لشايع 25 ريالًا لقاء ذلك التمر يحل أجلهن دخول رجب سنة 1284 هـ.
والشاهد عبد العزيز الخريف التويجري، والكاتب هو محمد الحمد بن سويلم.
وتحتها كتابة إلحاقية يقلم سليمان الناصر بن سلامة.
وكنت أتعجب من روضان عبد الله الشايعي من كونه من أهل الشقة الذين أكثرهم فلاحون والثروة لديهم قليلة كيف استطاع أن يشتري نخيلًا في خب الحلوة وهو خب مزدهر أقيام النخيل فيه غالية، ثم يحدث خبًّا بنفسه ويغرسه حتى رأيت أوراقًا من أوراق مدهش بن محمد المدهش، وهو تاجر في بغداد كان انتقل إليها من القصيم قديمًا في أول القرن الثالث عشر فاشتغل بالتجارة حتى راجت تجارته وتعامل مع أهل نجد الذين في العراق ومع العراقيين هناك وتبين أن (روضان) المذكور كان ذهب إلى العراق وصارت له علاقة به، ولذلك وجدت في دفتر مديهش مداينات النقود فيها لروضان كما في هذه الصفحة المؤرخة في عام 1223 هـ وهي من دفتر مديهش.
وكلها تقول:
(عند فلان وفلان لروضان بن عبد الله الشايعي الخ).
وفيها ست مكاتبات.
وهذه التي فيها مكتبان أي كتابات الروضان وكلتاهما مؤرخة في عام 1223 هـ.
وهاتان وثيقتان في ورقة واحدة إحداهما تقول:
عند حمد العريني بن محمد الشايع من يد مديهش بن محمد الروضان بن عبد الله الشايع أربعمائة وثمانون قرش عين، دَيْن لازم وحق ثابت والوعدة مؤجلة سنة كاملة، جرى وحرر بقايا رمضان خمس أيام سنة 1225 هـ، والوعدة طلوع رمضان.
والوعدة هي موعد حلول الدين.
وقد كتبت ببغداد، وهذا ظاهر من أسلوب الكتابة والمصطلحات فيها.
والثانية نصها:
"عند محمد الطريفي من يد مديهش بن محمد الروضان بن عبد الله الشايعي مائتين وأربعين قرش عين، في ذمته ومن لازم وحق ثابت، والوعدة سنة كاملة إلى النص من شهر شوال - رمضان.
وتاريخها 1225 هـ.
وهذه صورتها:
وفي الورقة غيرهما أيضًا.
ووجدنا رجلًا آخر من الروضان الشايعي اسمه (روضان بن عبد الرحمن كان مثل روضان العبد الله موجودًا أيضًا في بغداد للتجارة وله مال بينه وبين سبيكة المديهش ويظهر أنه زوجها إن لم تكن ما بينهما تجارة مجردة كما في الورقة المكتوبة في عام 1249 هـ.
وتحتها ورقة مشابهة ذكر فيها اسم سبيكة مجردًا من اسم أسرتها (المديهش) وهي مؤرخة أيضًا في عام 1249 هـ.
ونصها:
"ولي أنا يا روضان وسبيكة رأس مال مائة ريال وتسعة وثمانين ريال وقرش وثلاث تفاليس عين، بالحديد، وثلثمائة قرش عند مبارك السابح ومقدار خمسين قرش عند مير الصبِّي فإذا هي عقب فصل القمرق والنول ها المذكور جميعه مائة وتسعة وثمانين ريال وقرش وثلاث تفاليس، عين جرى سنة 1249 هـ.
قوله: عين، أي نقدًا.
والتفاليس هي نقود نحاسية ضئيلة القيمة رأيت بعضها في طفولتي يلعب بها الأطفال، لأنها ليست لها قيمة مهمة.
أما بدير الصبي، فلا أدري أهو الصبي بمعنى العامل عند الشخص، وهذا بعيد، وأنه (الصبي) المنسوب للصبَّة الذي هم الصابئة، وهم موجودون في العراق كما هو معروف.
والقمرق هو الجمرك الذي عربيته المكس والنول هو الأجرة.
وجاء ذكر روضان بن حسين الروضان - أيضًا - في ورقة مداينة بينه وبين سليمان بن محمد العمري مؤرخة في ذي القعدة عام 1329 هـ، والدين عشرة أريل.
والشاهد: عبد العزيز بن سلطان العرفج.
والكاتب: عبد الله بن محمد العبد العزيز الصقعبي.
ووجدت توكيلًا صادرًا من قاضي بريدة في زمنه الشيخ عبد الله بن سليم لمزيد بن سليمان على أولاد أخيه عثمان مزيد وهيا، يقبض ما كان لهم، وينفق عليهم، ويقضي دين أخيه عثمان.
وهذا التوكيل بخط الشيخ عبد الله نفسه، وهو مؤرخ في 22 رجب سنة 1340 هـ.
وتحته توكيل صادر من حصة بنت عبد الله الروضان لرميح المزيد على بيع صيبتها أي نصيبها من جريرة زوجها عثمان المزيد، الله يغفر له.
وهي بخط (الشيخ) عبد الله الوايل في رجب عام 1340 هـ.
والوثيقة التالية وثيقة مبايعة البائعون فيها هم رميح ومحمد المزيد و (حصة بنت عبد الله الروضان).
باع المذكورون عصبهم وإرثهم.
المشترية هيلة العبد الله وهو إرث عثمان المزيد من زوجته نورة بنت عبد الله العلى من ملك أبيها الكائن في جنوب المريدسية، وسياق الوثيقة ليس واضحًا في تحديد نصيب كل واحد منهم.
والثمن: خمسون ريالًا. الشاهد: إبراهيم العبد الله ولم يذكر اسم أسرته.
والكاتب: الشيخ عبد الله الوايل (التويجري).
والتاريخ: في ذي القعدة سنة 1349 هـ.
وختامًا للكلام على وثائق الروضان نذكر أنه حصلت قسمة بين عدد من وارثي مزيد السليمان المزيد ومنهم حصة بنت عبد الله الروضان.
والقسمة مطولة وهي بخط الشيخ عبد الله الوايل التويجري، الذي نعرفه، ولو كانت الورقة ناقصة.
وهذه صورتها:
وهذه ورقة مختصرة مؤرخة في رجب سنة 1340 هـ بخط الشيخ عبد الله الوايل (التويجري) وتتضمن أن حصة بنت عبد الله الروضان وكلت رميح المزيد على بيع صيبتها من جريرة زوجها عثمان المزيد، الله يغفر له، وكذلك على تقيضب النخل بمعنى الاتفاق مع من يريد أن يقوم بفلاحته بجزء من ثمرته.
الشاهدان: علي المزيد، وإبراهيم بن عبد العزيز.