الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن
الروضان
المعاصرين هؤلاء روضان بن عبد الله بن روضان بن محمد بن عبد الله إمام جامع خب روضان، وقد قضى في الإمامة سنوات طويلة ولا يزال حيًّا في سنَّ الثمانين - 1327 هـ.
أكبر الروضان سنًّا الآن - 1427 هـ - محمد بن روضان بن حسين بن روضان سنه الآن - 1327 هـ 82 سنة.
الروضان:
أسرة أخرى من أهل خب البريدي متفرعة من أسرة الجنيدلي التي تقدم ذكرها في حرف الجيم.
جاء ذكر أشخاص من (الروضان) هؤلاء في وثائق القرن الثالث عشر لأنهم كانوا فلاحين في الخبوب يستدينون من التجار ما يحتاجون إليه في أمور فلاحتهم.
منهم ناصر الروضان ورد اسمه في وثيقة مداينة بينه وبين التاجر الكبير علي بن ناصر (السالم) وكتب في الوثيقة (علي الناصر) على العادة لأنه كان مشهورًا باسمه هذا يعرف به من دون حاجة إلى ذكر اسم أسرته.
والدين ثلاثة عشر ريالا يحل أجل وفائها أو سدادها في طلوع شهر شعبان سنة 1256 هـ. وهي ثمن الذلول الصفراء، وأقر ناصر بأنها أي الذلول وهي الناقة المذللة للركوب التي خضعت لذلك ومرنت عليه رهن لعلي بهذا الدين.
شهد على ذلك وكتبه عبد الله الناصر الرسيني، جرى في شهر ذي القعدة من عام 1255 هـ.
وهذا يدل على ما قلناه وكررناه من نفاسة النفود عندهم وعظم قيمتها الشرائية فهذه الناقة الذلول وهي صفة تزيد في قيمتها ثمنها ثلاثة عشر ريالًا، ويكون من الطبيعي أن البعير المعتاد ثمنه قياسًا على ذلك عشرة أو أحد عشر ريالًا.
وهذا الثمن المذكور هنا هو دين والقياس أن البعير الذي يباع بالنقد يساوي تسعة ريالات فقط، إذا لم يكن ذلولًا، ولم يكن ثمنه دينًا مع أن مثل تلك الناقة تباع الآن - 1425 هـ بثلاثة آلاف ريال في العادة ونلاحظ أن هذه الوثيقة ليس فيها شهود بل فيها ذكر الكاتب وحده، وهذه عادة رأيناها في الوثائق التي يكتبها عبد الله بن ناصر الرسيني، وذلك - من دون شك - ثقة به من الجميع إذ يكتفون بكتابته وشهادته على مثل هذه العقود المالية المهمة عندهم عن الشهود الآخرين.
ومثلما استدان ناصر الروضان من علي الناصر (السالم) استدان (حمد الروضان) وربما كان أخًا لناصر الروضان دينا من غصن الناصر (السالم) وهو أخو علي الناصر السالم.
جاء ذلك في وثيقة مداينة بخط الشيخ إبراهيم بن علي المقبل وهو أخو الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل.
والدين ضئيل فهو ريالان إلا ستة أرباع جرش والجرش هو ثلث الريال، وليس القرش المعروف كما سبق.
ولا شك في أن عبارة ستة أرباع جرش تشكل على من لا يعرف الحقيقة هنا وأكثر قراء هذا الكتاب لا يعرفون ذلك لتقادم عهد وموت الذين يعرفونه من آبائهم وأجدادهم.
إذ كيف يقال ستة أرباع، وفي الشيء أربعة أرباع فقط إذا أريد بالربع نصف النصف؟ غير أن الواقع أن ذلك ليس بالمراد لهم، بل المراد بالربع عملة نحاسية تسمى الربع لأنها ربع ثلث الريال الذي هو الجرش، والربع يساوي تفليستين والتفليسة الواحدة تساوي (عَشْرة) واحدة هكذا بكتابة العشرة التي بعد التسعة ولكنهم ينطقون بها بإسكان الشين عَشْره.
وإذًا يكون المقصود ريالًا وستة نقود من فئة ربع الجرش.
ومع ضآلة هذا الدين الآن فإنه يساوي في القوة الشرائية ثمن ربع ناقة الآن كما سبق أي إنه يساوي الآن نحو سبعمائة وخمسين ريالًا إضافة إلى نفاسة النقود، وشحها في أيدي الناس.
لذلك وقت أجل حلوله بأجل معلوم هو ربيع الأول عام 1274 هـ وصار له رهن هو نخلتان إحداهما المرباع وهي النخلة التي تبكر بالإرطاب أي يوجد الرطب فيها قبل غيرها ووصفها بأنها التي على ساقي المحيسني.
ونخلة أخرى وهي الشقراء الطلوعة و (الطلوعة) النخلة المستثناة من حائط النخل لا يشملها البيع، ولا تؤخذ أجرة لسقيها والعناية بها.
ومثال ذلك أن يبيع شخص على آخر حائطًا من النخل فيه مائتان أو ثلثمائة نخلة ويشترط منها نخلة واحدة (طلوعة) تبقى له ويلتزم الذي اشتري منه النخل أن يسقيها ويصلحها بالمجان.
وتحت هذه الوثيقة أخرى تقول:
وأيضًا لحق على حمد الروضان لغصن ثلاثة أريل إلا جرش، وهي ثلاثة ريالات إلَّا ثلث يحلن أي يحل أجل وفائها مع حلول التمر بالموسم والموسم هو موسم جداد التمر وأخذه من النخل.
والشاهد على ذلك منصور العمران وشهد به وكتبه علي الناصر الخراز
وتحت ذلك - أيضًا - كتابة بدين إلحاقي هو ثلاثة أريل إلَّا ثلث أخرى.
وإلحاقي آخر بستين وزنة تمر يحلن طلوع العمر وهو شهر محرم سنة أربع وسبعين (ومائتين وألف) وهي بخط علي الخراز أيضًا.
والمراد بالخراز هذا الخراز أهل بريدة وليس الخراز أهل خب البريدي.
وليس كل تعامل حمد الروضان وغصن الناصر السالم تعاملًا تافه القدر أو ضئيل القيمة، بل إن منه تعاملًا بشيء ثمين وهو ملك من النخيل قيمته كبيرة، إذ هي مائة وستون ريالًا فرانسه.
وذلك حسب مبايعة بين الطرفين مؤرخة في عام 1277 هـ وهي بخط عبد الله بن شومر وهو كاتب طالب علم، ومن أدلة ذلك وصفه لشهر رجب بأنه محرم أي حرم فيه القتال وذلك لا يعرفه إلَّا طلبة العلم.
وتقول وثيقة المبايعة هذه في أولها:
"يعلم من يراه بأن حمد بن روضان باع على غصن بن ناصر السالم ملكه المعروف الكائن في خب البريدي وهو صيبته من أبيه جذعه وفرعه وما تبعه من بئر وأرض ودور وطرق وحي وميت بمائة وستين ريالًا فرانسه".
وبعد ذلك ذكر شيئًا يدل على أن الدائن وهو غصن بن ناصر السالم وافق على ما يدل على أنه ليس مراده من شراء الملك المذكور وهو حائط النخل أن يستغل البائع حمد الروضان، وإنما هدفه تحصيل حقه، لأنه جعله بالخيار لمدة أربع سنين إذا أحضر حمد الروضان ربع القيمة التي هي دين عليه لغصن وهي أربعون ريالًا في سنة انفسخ البيع وبقي ربع الملك الذي هو النخل المذكور على ملك مالكه وهو حمد الروضان.
وأول المهلة المذكورة التي جعل فيه الخيار لحمد الروضان يحل أجلها في شهر جمادى الأولى عام 1278 هـ.
وقد يعجب القارئ الذي لا يعرف الأمور كيف تعطى مهلة لبائع مطلوب أن يعطيه المشتري ثمن نخله نقدًا وسوف يزول عجبه إذا عرف أن ثمن النخل وهو 160 ريالًا هي دين حال في ذمة البائع وأن الدافع للشراء هو تحصيل ذلك الدين للدائن.
وقد حدد بأملاك أسر معروفة مثل المحيسين والغماس وأسرة غريبة ذكر أنه (ملك القطا) والشهود على الوثيقة دخيل الحمود وهو كما تظن من بني عليان وعبد العزيز العويد، وظني أنه والد الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز العويد وسيأتي ذكره في حرف العين.
وهذه صورتها:
وبعد هذه الوثيقة بنحو سنة كتبت وثيقة أخرى تتضمن أن حمد الروضان قد تسلم جميع ثمن ملكه المذكور، وهو أي الثمن مائة وستون ريالًا وصلن حمد بن روضان، وذلك تسلم حسابي إذ ذكر أن (غصن) اسقطهن عن ذمة حمد، دين ثابت لغصن.
ومع ذلك بقي لغصن آخر دين في ذمة حمد خمسون ريالًا فرانسه، وذلك آخر حساب بينهما، وتاريخ كتابة هذه الوثيقة هو يوم 29 من شهر ربيع الثاني من سنة 1278 هـ وبشهادة ناصر السليمان بن جربوع وحمد المحمد بن مضيان وكتابة عبد الله بن شومر.
وهذه وثيقة مداينة أخرى بين حمد الروضان وبين غصن (الناصر السالم) والدين فيها سبعمائة وسبعون وزنة تمر يحل أجلهن في صفر من عام 1274 هـ. وبعد أن ذكر الرهن بهذا الدين قال الكاتب: شهد على ذلك صالح الإبراهيم الجاسر وشهد به كاتبه إبراهيم بن علي بن مقبل تاريخه: نهار خمسة وعشرين من ربيع الأول سنة 1273 هـ.
والكاتب هو أخو الشيخ القاضي سليمان بن علي بن مقبل قاضي بريدة السنين طويلة، وفي أسفل الورقة كتابة إلحاقية بدين آخر بقلم علي الناصر الخراز وصلى الله على محمد.
والوثيقة التالية مداينة بين شايع الروضان راع الخب، وبين محمد آل محسن التويجري.
والدين ستمائة وعشر وزان تمر وقد عبروا عن ذلك بأنه ستمائة وزنة تمر تزيد عشر وزان، وهذا من باب تأكيد الزائد من وزنات التمر على الست
مائة، وهي عوض أي ثمن خمسة وعشرين ريالًا مؤجلات الدفع إلى دخول رجب سنة 1284 هـ.
والشاهد عبد العزيز الخريف التويجري.
والكاتب محمد الحمد بن سويلم.
وتحتها كتابة أقل جودة وأقل التزامًا بصحة الإملاء ولذلك كتب كاتبها اسم شايع الروضان بأنه (شيع الروض آن) راع الخب بأن لحق كتبها (بي أن) عليه في ذمته لمحمد المحسن التويجري أربعمائة وتسعون وزنة تمر عوض عشرين ريالًا.
وكتب يحلن مع حلول الأولة يحلان مع اح لولا وله.
جرى ذلك نهار خمس وعشرين من ذي القعدة، ولم يذكر من أي سنة ذلك الشهر.
وإنما ذكر الشاهد بأنه عبد الله المحمد التويجري.
وشهد به وكتبه سليمان الناصر بن سلامة.
وهذه وثيقة مؤرخة في 26 من ربيع الأول سنة 1352 هـ تتضمن شهادة لعبد الله الروضان من هذه الأسرة.