الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى أن قال ابن بشر:
ثم إن حسينًا فرق العساكر في النواحي والبلدان، فجعل في القصيم عسكرًا وفي بلدان الوشم عساكر، وفي بلدان سدير، وفي بلدان المحمل، فنزلت العساكر البلدان واستقروا في قصورها وثغورها وضربوا على أهلها ألوفًا من الريالات، كل بلد أربعة آلاف وعشرة آلاف وعشرين ألف ريال، فأخذوا أولًا من الناس ما عندهم من الدراهم، ثم أخذوا ما عندهم من الذهب والفضة، وما فوق النساء من الحلي، ثم أخذوا الطعام والسلاح والمواشي والأواني، وحبسوا النساء والرجال والأطفال، وعذبوهم بأنواع العذاب، وأخذوا جميع ما بأيديهم، فمنهم من مات بالضرب، ومنهم من صار منه عائبًا .. الخ.
عود إلى وثائق الرواف:
هذه وثيقة محاسبة تاريخها بعد تاريخ شراء عبد الرحمن الرواف نصف ملك قاسم بن محمد بست سنين وهي بين عبد الله الرواف وبين قاسم الذي لم يذكر اسم والده هنا ولكنه معروف من الوثائق الأخرى إذْ ذكرت وثيقة المحاسبة أنهما تحاسبًا عن جميع ما بينهما (أول وآخر)، وصار آخر مطلوب عند عبد الله لقاسم ستة أريل وتبايحوا على ذلك، وكل راح راضي.
والوثيقة مؤرخة في 23 من ربيع الآخر سنة 1236 هـ أي بعد حرب الدرعية بسنتين وهي بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه، ولكن كان ذلك قبل أن يتولى القضاء في بريدة.
أما الشاهدان فإنهما عبد الله بن عمرو والظاهر أنه جد الشيخ الشهير عبد الله بن عمرو الذي كان كبير أصحاب الشيخ إبراهيم بن جاسر واسرته صارت تعرف الآن بالرشيد، بفتح الشين ويعرفون أحيانًا بأنهم الرشيد العمرو والشاهد الثاني عبد الله الدريعي وهو من أهل اللسيب، وتقدم ذكر أسرة الدريعي هذا في حرف الدال، وأنه ليست لدينا معلومات ذات بال عنها.
والوثيقة التالية كتبت في وقت متأخر نسبيا فتاريخها كان في عام 1270 هـ وهي تتعلق بإطلاق رهن بدين لعقل بن عبد الرحمن الرواف وأخيه عبد الله الرواف، وهما ابنا عبد الرحمن الرواف أول من جاء إلى بريدة من العيينة، وتاريخ كتابة هذه الوثيقة وهو عام 1270 هـ يوافق مائة سنة بالضبط على مجئ أول الرواف إلى بريدة فكأنها تشير إلى إكمال أسرة الرواف قرنًا من الزمان من البقاء في بريدة، وإن لم يكن ذلك مقصودًا في المكاتبة، بل ربما لم تكن لذلك أهمية بين المتعاقدين المذكورين في الوثيقة في ذلك العصر.
والوثيقة تبين أن ابني عبد الرحمن هذين وهما عقل وعبد الله قد صارا في ذلك التاريخ من ذوي الأموال التي يداينون منها الفلاحين، وكانت مداينة الفلاحين من أكثر طرق استثمار المال شيوعًا، إلا أنها خطرة، إذْ كثيرًا ما يفلس الفلاح فيذهب الدين الذي عليه لأنه يعيش حياته فقيرًا معوزًا.
والوثيقة تقول:
"حضر عندي - والمتكلم هو الكاتب الشهير في وقته علي العبد العزيز بن سالم: عبد الله الرواف وعقل الرواف وحضر لحضورهما سليمان الصالح بن سالم وأقر الرواف بأنهم مطلقين لسليمان الصالح رهن ملك ثنيان السالم بعد ما ضمن لهم سليمان الدين اللي بذمة ثنيان، جرى ذلك يوم أربعة عشر من جماد الأول سنة 1270 هـ".
والشهود على هذا من فطاحل الرجال ومشاهيرهم في وقتهم وهم عبد الله الرشودي رأس أسرة الرشودي أهل بريدة وجميع أسرة الرشودي من ذريته، وعبد الكريم الحماد وهو من الحماد المتفرعين من أسرة السالم الكبيرة التي منها الضامن الدائن وهو الثري المعروف سليمان بن صالح السالم، ومنها الكاتب.
إلَّا أن الشيء الذي تنبغي ملاحظته أن المستدين وهو ثنيان السالم من أسرة أخرى غير أسرة السالم الكبيرة التي ينتمي إليها الدائن والشاهد والكاتب، فثنيان السالم من أسرة السالم الذين هم كانوا من أهل الشماس القدماء، وتركوا سكني بلدة الشماس بناء على أمر حجيلان بن حمد عام 1196 هـ.
بقي أن نوضح معنى إقرار الرواف بأنهم مطلقين الرهن لسليمان الصالح، وذلك يعني أنهم كان لهم دَيْن في ذمة ثنيان السالم هذا وأنه قد أرهنهم ملكه الذي نعرف أنه كان في خب واسط لأن المذكورين كانوا من الفلاحين والسكان في الخب المذكور.
وأن سليمان بن صالح السالم أراد أن يداين ثنيان باتفاق معه ولكنه لابد له من أن يرهن ملكهـ ونخله بدينه، إلا أن ذلك الملك كان مرهونًا للرواف، فضمن سليمان الصالح بن سالم للرواف أن يعطيهم ذلك الدين الذي على ثنيان في مقابل أن يطلقوا له الرهن الذي لهم في ملك ثنيان، وقد وافقوا على ذلك وأقروا أنهم أطلقوا ذلك الرهن لسليمان.
وفي أسفل الوثيقة وثيقة أخرى مختصرة بخط عالم من علماء بريدة في وقته هو الشيخ إبراهيم بن عجلان الآتي ذكره في حرف العين، وتفيد بأن جميع ذلك الدين الذي كان سليمان الصالح قد ضمنه قد سلمه للرواف، وأنه لم يبق للرواف دعوى على المدين وهو ثنيان السالم ولا على الضامن وهو سليمان الصالح السالم.
وهذا نصها:
"حضر عندي عبد الله بن رواف فأقر بأنه وصله جميع الدين على ثنيان وأخته رقية السالم وقدره ستمائة وزنة وأربعة أريل ونصف، فما بقي للرواف دعوى على المدين، ولا على الضامن، شهد به طويان بن خريف، وكتبه وشهد به إبراهيم بن عجلان في محرم سنة 1272 هـ".
وعلى ذكر عبد الله الرواف وهو ابن عبد الرحمن الرواف رأس الأسرة أقول: إنني وجدت وثيقة بخطه كتبها بدون تاريخ ولكن في آخرها كتابة بخط عبد الرحمن بن حنيشل مؤرخة في شوال من سنة 1252 هـ.
وتتعلق التي كتبها عبد الله الرواف بإثبات شهادة له بأن إبراهيم القاضي أقر عنده أنه وصله أول نجم من الثلاثة (النجوم) المؤجلات: ستة أريل إلا قرش، والمراد بالقرش هنا ثلث الريال الفرانسه كما كررنا ذكر ذلك وليس القرش المعروف الآن.
شهد على ذلك سليمان الحامد وهو من أهل الصباح، وشهد به وكتبه عبد الله بن رواف.
ووجدت وثيقة مبسوطة واضحة بخط عبد الله بن رواف لم يؤرخها، ولكنها حتمًا قبل سنة 1256 هـ بسنة، أو سنتين، لأنها ذكرت حلول نجم من النقود فيها وهو القسط كما يعرف الآن في سنة 56 (12) هـ، ونجم يحل أجله في سنة تسع وخمسين (بعد المائتين والألف) والنجم الثالث سنة ثمان وخمسين
بعد المائتين والألف، كما كتبها الكاتب الذي ذكر السنة والقرن والألف عند ذكر هذا النجم.
والوثيقة مبايعة بين (يحيى الكردا) رأس أسرة اليحيى من أهل بريدة، وجميع أسرة اليحيى الموجودين في بريدة هم من ذريته (مشتر) وبين متعب بن عمران (بائع).
والمبيع نصف قليبه أي قليب متعب بن عمران المعروف بالمتينيات.
والثمن خمسة وعشرون ريالًا.
وينبغي أن نتصور هنا ما ذكرنا من أن المراد بالقليب ليس مجرد عينها، وإنما المراد القليب التي تتبعها أرض زراعية، لها أهمية تزرع حبوبًا كالقمح والشعير واللقيمي في الشتاء والذرة والدخن في الصيف.
وقد حددنا بما أدركنا تسميته مثل كون يحدها من شرق (المنَدسَّة) فالمندسة لا تزال إلى العهد الذي أدركنا تسمى بهذا الاسم، والشهود: خضير الخميس وإبراهيم القاضي، وحفير بن هاشل وهو من الهاشل الذين هم أبناء عم للمشيقح.