المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تحليل وصية راشد أبو رقيبة: - معجم أسر بريدة - جـ ٨

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌الرِّشِيد:

- ‌ الرشيد

- ‌الرِّشِيد:

- ‌الرِّشِيد:

- ‌الرِّشَيد:

- ‌الرَّشَيد:

- ‌الرّشَيْد:

- ‌ الرشيد

- ‌‌‌ الرشيد

- ‌ الرشيد

- ‌الرّشَيْد:

- ‌الرّشَيد:

- ‌الرشيد:

- ‌الرِّشِيدي:

- ‌الرّضَيْمان:

- ‌الرّعْوجي:

- ‌ الرعوجي

- ‌الرّعَيْجاني:

- ‌الرفيعي:

- ‌الرُّفَيْعي:

- ‌الرّقَيْبَة:

- ‌من أخبار راشد الرقيبة:

- ‌خط راشد بن سبيهين:

- ‌وصية راشد بن سليمان (أبو رقيبة) بخط يده:

- ‌تحليل وصية راشد أبو رقيبة:

- ‌الرِّقيبة:

- ‌الرّقَيعي:

- ‌الرِّكْبان:

- ‌الرُّكبِي:

- ‌الرِّكَف:

- ‌الرْكَيَّان:

- ‌الرَّمَال:

- ‌الرْمَيَّان:

- ‌رميان بن صالح الرميان:

- ‌وثائق الرميان:

- ‌وثيقة واضحة:

- ‌وصايا للرميان:

- ‌وصية عثمان بن عبد الله الرميان:

- ‌وثائق ذكر فيها نساء من الرميان:

- ‌معاصرون من الرميان:

- ‌البحوث المحكمة المنشورة:

- ‌الرّميح:

- ‌الرّمَيْح:

- ‌الرميح:

- ‌الرميحي:

- ‌الرْمَيْخاني:

- ‌الرَّمَيزان:

- ‌الرَّوَّاف:

- ‌إبراهيم المحمد الرواف:

- ‌خليل الرواف:

- ‌رسالة إلى خليل الرواف:

- ‌مقابلة صحفية:

- ‌معمرون من الرواف:

- ‌سليمان بن عبد الله الرواف:

- ‌تاريخ سليمان بن عبد الله الرواف:

- ‌وثائق لأسرة الرواف:

- ‌ حوادث سنة 1236 ه

- ‌عود إلى وثائق الرواف:

- ‌وصية عبد الرحمن الرواف:

- ‌سليمان بن عبد الله الرواف (1330 ه

- ‌الرَّوِسي:

- ‌الروضان:

- ‌ الروضان

- ‌الرَّوضان:

- ‌الرَّوْق:

- ‌ محمد بن علي بن سليمان الروق

- ‌الروَّق:

- ‌ عبد الله الروق

- ‌الرْوَيْسَان:

- ‌مسجد الرويسان (1372 ه

- ‌ محمد بن سليمان الرويسان

- ‌الرويشد:

- ‌الرياعي:

- ‌باب الزاي

- ‌الزَّابَن:

- ‌الزَّارع:

- ‌‌‌الزامل:

- ‌الزامل:

- ‌الزايد:

- ‌الزايدي:

- ‌الزَّبِنْ:

- ‌الزّعَاق:

- ‌الزغَيْبِي:

- ‌الزِّلفاوي:

- ‌ الزلفاوي

- ‌ الزلفاوي

- ‌الزّمَيْع:

- ‌ولد الزّميع:

- ‌مسجد الزمعان:

- ‌أوقظ بكنز:

- ‌الزْناتي:

- ‌الزِّنقاحي:

- ‌الزْنيدي:

- ‌الزُّومان:

- ‌الزومان:

- ‌الزوَيِّد:

- ‌الزَّوَيِّد:

- ‌الزّوَيْمل:

- ‌الزّهَيْر:

- ‌الزْهَيْرِي:

- ‌‌‌الزَّيْد:

- ‌الزَّيْد:

- ‌الزَّيْدان:

- ‌الزيدان:

- ‌الزيداني:

- ‌زَيْن العَيْن:

الفصل: ‌تحليل وصية راشد أبو رقيبة:

‌تحليل وصية راشد أبو رقيبة:

ك تب راشد أبو رقيبة وصيته بقلمه الذي رأيناه حسنت حاله عما كان عليه عندما كثرت كتابته في العقد التاسع من القرن الثالث عشر فما بعده بقليل.

وكانت كتابته لوصيته في 15 جمادى الأولى من عام 1333 هـ.

وهي وصية حافلة جديرة بشخص ثري طالب علم، ولم يشهد عليها أحدًا إلّا شخصًا واحدًا هو (سعد بن محمد العامر) وهو شخص معروف بل مشهور في سوق بريدة، من طلبة العلم التجار.

استهل (راشد أبو رقيبه) وصيته بذكر اسمه ولن أتابعه على ما فعله من تسميته نفسه (راشد بن سليمان بن سبيهين) لأننا لو قلنا ذلك الآن لما اهتدى الناس إلى معرفته، إذ حل لقبه (أبو رقيبه) محل لقبه الأصيل (ابن سبيهين) وحتى هذا (أبو رقيبه) تطور فصار (الرقيبة) بدون (أبو) وقديما قيل:"خطأ مشهور، خير من صواب مهجور"، ونحن لا نقول بذلك، ولكن نقول ما يفهمه الناس.

وبعد الديباجة المعتادة، قال:

أوصيت لي من مالي، ولم يذكر هنا نسبة ما أوصى به من ماله، هل هو الربع أو الثلث أو الخمس، وذلك ثقة منه بكثرة ماله، ولكونه كتب وصيته في حال صحة عقله وإدراكه.

وأول ما بدأ بقوله (في قبلي ملكي بحويلان) والمراد بالملك هنا حائط النخل أي مجموعة من النخيل معينة يملكها، وذكر حدود ملكه هذا، إلَّا أنه أسقط حرفًا من كلمة عندما ذكر حده من جهة الشرق، فقال: يحده من جهة الشرق بركة (المشو) وسقط حرف يوضح ذلك مثل أن يكون (المشوح) أو (المشوط) بالطاء.

ص: 69

وشقراء الصناع معناها: النخلة الشقراء التي يملكها أناس من أسرة (الصانع)، وليس المراد بذلك الصناع - جمع صانع - الذي يباشرون الصناعة.

وذكر من النبوت الصفراء و (السودا)، ولم نكن نعرف قبل أن نقرأ وصيته أنه توجد نبتة سوداء، وربما كانت واحدة، أو نحوها لم تشتهر.

ثم ذكر أن الربع الذي كان للمديهش انتقل إلى ملكه وأوضحه بأنه نصيب عبد العزيز ثم قال: وأيضًا مقطر المطوعية، والمقطر واضح أن المراد به الصف من النخل، و (المطوعية) منسوبة إلى (صالح المطوع) والد الشيخ العابد المعروف محمد بن صالح المطوع وهو من كبار عقيل، له حائط نخل مزدهر في جنوب حويلان المسمى (الذيابية) ذهبت إلي جاره ملك (عبيلان بن جاسر) ويسمى العبيلانية مع والدي في عام 1355 هـ لأنه اشترى تمرا لنا ولأبناء عمتي (العبدان) من الفلاح عليه وهو محمد العياف.

ثم انتقل من ذكر النخيل التي أوصى بها إلى ذكر بيته فقال:

"وبيتي المعروف يحده من قبلة: وشرق الأسواق من شمال بيت الصبيحية ولعلها امرأة من أسرة الصبيحي، ومن جنوب بيت الهزاع، ونصف بيت الهزاع داخل في الوصية".

ومراده بنصف بيت الهزاع النصف الذي انتقل إلى ملكه من بيت الهزاع، ثم انتقل إلى ذكر الدكاكين التي أوصى بها وهي عديدة، فكان أولها دكاكين خضير وظني أن المراد ابن خضير أو الخضير، لأننا لا نعرف رجلًا ثريًا اسمه خضير له دكاكين شهيرة انتقلت إلى ملك (راشد أبو رقيبه) وذكر مكانها بأنها التي في الجفره ولفظ (الجفرة) كنت أسمع به وأنا صغير جدا، ثم تلاشى من ألسنة الناس قديمًا، والجفرة هي الوسعة الشمالية الواقعة إلى الشمال من الجامع الكبير قبل توسعته الأخيرة التي أدخلتها في المسجد.

ص: 70

ثم ذكر دكاكين أخرى عرَّفها بكونها التي جاءته أي انتقلت إلى ملكه من أهلها ومنها: الدكان الذي جاءه من الجاسر، والدكان الذي جاءه من ابن غصن ودكان العويِّد.

ثم انتقل إلى ذكر الأثل وهو مهم جدا في تلك الأزمان، لأنه الذي يسقفون به بيوتهم، بل جميع أبنيتهم كالمساجد ونحوها.

وبعدها ذكر شيئًا مهمًا لنا وهو (كتب الأحاديث) وظني أنه يريد بها الكتب التي فيها أحاديث وغيرها ولا يريد كتبا في فن الحديث خاصة، لذلك قال: كتب الأحاديث ولم يقل: كتب الحديث، وذكر بأن الكتب جميعها وقف، وفي آخر الوصية ذكر أن الكتب ولم يصفها بأنها كتب الأحاديث تكون في أيدي الطلبة أي طلبة العلم، إلا أن احتاجوا عيالي منهم شيء، وقد كان من عياله وهم أولاده زميلنا في طلب العلم الشيخ علي الآتي ذكره.

وانتقل بعد ذلك إلى ذكر أشياء أوصى بصرفها من ريع المذكور أي من الغلة التي تتحقق من الأملاك التي أوصى بها وهي خمس حجج قال: لي منهن حجتين في ثمانين ريال، ولأمي شما بنت راشد حجة، ولو كان لنا من الأمر شيء لكنا طلبنا منه أن يكمل لنا ذكر اسم امه بذكر اسم أسرتها حتى نعرفها.

ونستشعر من ذلك أنه سمي (راشدا) لأن والد أمه اسمه راشد، فلعلها سمته بذلك على اسم والدها.

ثم ذكر الأضحيات والعشاء في رمضان كالمعتاد.

ثم قال: ولي قربة تجعل في طريق المسلمين، وهي القرية التي تملأ ماءً سبيلًا يشرب منه المحتاج من عامة الناس، وقد أوضح ذلك بأنها تجعل في طريق المسلمين.

ص: 71

وأوصى بعد ذلك بخمسة أريل منهن ثلاثة أريل لبن للمقبرة، واللبن - بكسر اللام والباء - جمع لبنة وهي كالطوبة من الطين اليابس، ولبن المقبرة المراد به ما يوضع فوق لحد الميت لئلا ينهار عليه التراب.

فهو لبن للقبور التي في المقبرة، ثم ذكر الريالين الباقيين بأنهما تصرفان في سهلة للمساجد، وهذه لا يعرفها الجيل الناشيء من أبنائنا وبناتنا إلَّا بتعريف.

فالسهلة - بكسر السين - هي الرمل، وقد اعتاد الناس ونحن منهم إذ كان والدي يفعل ذلك كل عام، وذلك أنهم إذا انسلخ وقت البرد وأقبل الحر يأخذون فرش القهوة التي هي غرفة الاستقبال في البيت ويحفظونه في مكان خارج عنها ثم ينظفون مكانه وهو يكون غالبًا من السجاد والبسط، ثم يحضرون رملًا نظيفًا، ويفرشون القهوة به، أي يضعونه متساويًا فيها.

ويبقى كذلك حتى بدء موسم البرد، فيبعدون هذا الرمل الذي هو السهلة، ويعيدون فرش القهوة بالسجاد أو الفرش الأخرى.

والأمر قريب من ذلك في المساجد، غير أنها لا تفرش مطلقًا، ولا يوجد أي فراش في أي مسجد، وإنما تجلب إليها السهلة وهي الرمل فتفرش فيها لأنها لينة نظيفة، حتى إذا اتسخت من كثرة الاستعمال، واتساخها من اختلاطها بالتراب، أبعدوها وأحضروا سهلة جديدة، فهذه هي التي أوصى (راشد أبو رقيبة) بريالين من غلة أوقافه لها وسماها (سهلة المساجد).

وأوصى بستين وزنة تمر للصوام، وهم الذين يصومون شهر رمضان منها ثلاثون وزنة لمسجد ابن سيف وهو ناصر بن سليمان السيف، وقد هدم هذا المسجد وأدخلت أرضه في أرض السوق المركزي الواقع إلى الجنوب من المسجد الجامع.

ص: 72

قال: وثلاثين للقهوة التي يتناولها الصوام مع تمر الفطور.

كما أوصى أيضًا بصاع ودك لسراج مسجد ابن سيف، والودك في القديم بمثابة الغاز للسراج الآن.

ثم ذكر شيئًا مهمًا يدل على فقهه وهو قوله: وباقي الريع في أعمال البر في كساء (كسوة) عاري أو إطعام جايع أو عابر سبيل على نظر الوكيل أي الوصي على تنفيذ هذه الوصية.

ثم ذكر شيئًا مهمًا وهو أن البيوت التي أوقفها أجاز للمحتاج من ذريته من ذكر أو أنثى أن يسكن فيها ولا حرج.

وذكر أن الأثل لحاجة البيوت وللمساجد، ويريد بذلك خشب الأثل أن تسقف به البيوت التي أوقفها وتسقف منها المساجد أيضًا.

ثم جعل النظر على هذه الوقف واسعًا فقال: والوكيل على الوقفية ابني محمد وأخيه سليمان وأخيهم عبد الرحمن، إن كانوا صالحين، فهو لم يعين واحدًا منهم بمفرده، وإنما اشترط صلاحهم يعني أهليتهم لتنفيذ هذه الوصية بالمعرفة والأمانة.

وأتى من ذلك بعبارة تدل على فقهه وهي عبارة احتياطية فقال: وإلَّا يكون الأصلح منهم.

يريد أنهم إذا لم يكونوا صالحين فإن النظر للأصلح منهم، أي الذي يكون أكثر صلاحية لذلك.

وفي الختام ذكر لمسة إنسانية حول جارية مملوكة له أسماها (العبده) ويراد المملوكة السوداء بأنها تعطى من مال وقفه عشرة أريل ويرخص لها، وقال: إلا إن اشتهت الخدمة وإلَّا ما عليها أكراه ولا بيع. انتهى.

ص: 73

من الطرائف التي يثيرها ما ذكرناه من العقارات والنخيل وما فيها من آبار ومن الأثل والبيوت ما روي أن راشد بن رقيبه عندما استغنى ووصلت شهرته بالغنى إلى خارج بريدة جاء إليه رجل ذكر أنه من بلدته الأصلية (القراين) في الوشم، وقال له: أنا فلان لي قرابة بكم، ولم يكن (أبو رقيبه) يعرفه ولا يعرف قرابته له، قال: وجاي ابشرك: إن القليب الفلانية التي لنا ولكم فيها نصيب اعتدى عليها رجل فخاصمته ووقفت له حتى خلصتها منه.

فجامله (أبو رقيبه) ودعاه للعشاء في بيته ولكن تبين أنه لا منزل له في بريدة، وأنه كما يقول فقير لا يستطيع أن يستأجر منزلا فبقي عند أبو رقيبه في بيته أيامًا حتى ثقل عليه لأنه مشغول بأعماله ثم أعطاه شيئًا من المساعدة المالية وصرفه.

وبعد نحو سنة أو أقل عاد الرجل نفسه إلى (أبو رقيبه) وقال: أنا جيت من ديرتكم الأولة أبشرك أن فلان - شخص آخر - اعتدي أيضًا على القليب ووقفت بوجهه حتى منعته من اعتدائه عليها، فاحتد أبو رقيبة ذاكرًا مقاله الأول عنده وتثقيله عليه، وقال: أبي أعطيك كل اللي لي بالقليب المذكورة شرط أنك ما تجي لي مرة ثانية من جهتها! ! !

كنت لا أعرف مدرسة وقفية خيرية في بريدة يوقف عليها أناس من الأسرة التي أنشأتها مثل مدرسة سليمان بن سيف التي هدمت مع الأسف وألحقت أرضها بالسوق المركزي في بريدة من دون أن يبقى لها أدنى أثر رغم كونها مهمة تاريخية، ومن الأمثلة على ذلك أن (قوت بنت الأمير حجيلان بن حمد) أوقفت عليها وقفًا.

ولكنني تذكرت أننا عندما أردنا افتتاح المدرسة الثانية في بريدة التي عينت أنا مديرًا لها وهي التي أصبحت تسمي بعد ذلك (المدرسة المنصورية)، وذلك في أول عام 1368 هـ ذهب الأستاذ صالح بن سليمان العمري مدير المدرسة الأولى آنذاك وهي التي صارت بعد ذلك تسمى (الفيصلية) وكان هو الذي يراسل المعارف

ص: 74

بشئون المدارس مما أهله بعد ذلك إلى وظيفة (معتمد المعارف بالقصيم).

ذهب إلى الأستاذ محمد بن صالح الوهيبي صاحب مدرسة أهلية مشهورة وطلب منه أن يضم مدرسته الأهلية بطلابها إلى (المدرسة الثانية) هذه في مقابل أن يعين مدرسًا فيها.

وقد وافق فعيناه مدرسًا فيها ومعه أخوه لأمه ابن غانم مدرسًا عندنا أيضًا، وكانت مدرسة الوهيبي آنذاك تقع في بيت لراشد أبو رقيبه، فظننت أنه وقفه ليكون مدرسة.

وقد تبين من هذه الوثيقة وغيرها أنه كان أوصى به في أعمال البر، وأن أولاده رأوا أن إسكان هذه المدرسة الأهلية رغم كونها تتقاضى نقودا غير محددة من طلابها: بعضهم لا يستطيع أن يدفع شيئًا هو من أعمال البر، لذلك أسكنوا مدرسة الوهيبي هذه في بيت أبيهم هذا الموقوف بالمجان، وقد تتبعت أمره في وقته لأعرف ما إذا كان موقوفًا على أنه مدرسة من المدارس فلم أجد ما يؤيد ذلك.

ومن أسرة الرقيبة أشخاص بارزون:

منهم زميلنا وصديقنا الشيخ علي بن راشد الرقيبة كان يقرأ معنا على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في فنون عديدة، وكان يجتمع معنا نحن والإخوان من الطلبة الذين كانوا يجتمعون بعد صلاة العشاء في مكتبة الجامع للمذاكرة ومراجعة دروسهم على الشيخ، وكان إلى ذلك صاحب دكان في سوق بريدة القديمة، مواظب على فتحه لم يمنعه ذلك من الاستمرار في طلب العلم.

ترجم له الدكتور عبد الله بن محمد الرميان، فقال:

علي بن راشد الرقيبة: تولى إمامة مسجد الجردة سنة 1370 هـ تقريبا واستمر فيه حتى استقال سنة 1402 هـ فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة 1370 - 1402 هـ.

ص: 75

ولد في بريدة سنة 1333 هـ تقريبًا وتعلم القراءة والكتابة في مدارس الكتاتيب، ثم شرع في طلب العلم، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليم وعن أخيه الشيخ عمر بن سليم ثم أخذ عن الشيخ عبد الله بن حميد عندما تعين في قضاء بريدة.

وقد عين في القضاء فرفض، وتولى إمامة هذا المسجد وبقي فيه مدة طويلة ملازمًا له لا يغيب عنه إلا نادرًا، ثم أصابه مرض في حلقه عجز معه عن القيام بالإمامة، فاستقال سنة 1402 هـ، توفي رحمه الله بعد أن جاوز الثمانين في عام 1420 هـ (1).

وقد رزق علي بن راشد الرقيبة بأبناء نجباء.

منهم الشيخ راشد بن علي الرقيبة كان طالبا عندنا في المدرسة المنصورية، وذكرته في كتابي (يوميات نجدي)، وقد واصل دراسته حتى أنهى المرحلة الجامعية فاشتغل بالتدريس وعين مديرًا للمعهد العلمي في أحد البلدان، ثم تقاعد.

ومنهم الأستاذ عبد الله بن علي الرقيبة وقد قابلته في الجزائر عندما زرتها في عام 1277 هـ قادمًا من تونس بعد أن حضرت اجتماع (جمعية الجامعات الإسلامية) كما كانت تسمى وهي التي تطورت إلى اسم (رابطة الجامعات الإسلامية) فاجتمعنا به وبغيره من المدرسين السعوديين الذين انتدبوا للتدريس في الجزائر آنذاك، وكان يشرف عليهم الملحق الثقافي السعودي الأستاذ محمد بن إبراهيم بن عبد السلام.

وقد أنشأ الأستاذ عبد الله الرقيبة آنذاك قصيدة فكاهية تدل على موهبة شعرية، ولا أدري أغذى هذه الموهبة أم لا.

ترجم له الأستاذ عبد الله المرزوق، فقال:

(1) مساجد بريدة، ص 178.

ص: 76

عبد الله بن علي بن راشد الرقيبة (أبو أحمد): ولد الأستاذ عبد الله الرقيبة في مدينة بريدة عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة المنصورية ببريدة، وتخرج منها عام 1374/ 1375 هـ، ثم درس في المعهد العلمي في بريدة، وحصل منه على شهادة الكفاءة المتوسطة، ودرس المرحلة الثانوية في دار التوحيد بالطائف، وحصل على الشهادة الثانوية عام 1379/ 1380 هـ، وبعدها درس في قسم الشريعة واللغة العربية في كلية الشريعة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة.

ابتدأ الأستاذ عبد الله حياته العملية معلما في مدرسة حائل المتوسطة والثانوية، وذلك عام 1384/ 1385 هـ، وفي عام 1385/ 1386 هـ انتقل إلى منطقة القصيم فعين معلمًا في متوسطة وثانوية بريدة، ثم انتدب للتدريس في الجزائر فبقي هناك خمس سنوات (حتى عام 1396 هـ)، ثم عاد إلى المملكة فاستأنف العمل مفتشًا فنيًّا في إدارة تعليم القصيم (الإدارة العامة حاليًا)، ثم آل أمره بعد ذلك إلى أن يكون موجهًا (مشرفًا) تربويًا في شعبة (وحدة) اللغة العربية، وقد استمر كذلك حتى إحالته على التقاعد في 1/ 7/ 1419 هـ (1).

ومنهم الدكتور أحمد بن علي الرقيبة وكيل جامعة القصيم.

ومنهم أحمد بن عبد الرحمن الرقيبة المدير الإقليمي لبنك الرياض في القصيم.

ومن بعد راشد بن سليمان أبو رقيبة أوقف، أبناؤه بيتا لهم على مسجد غير بعيد من ذلك البيت لم يوضحوا اسمه في الوثيقة التي ذكرت توقيفهم للبيت، وإنما ذكروا أنه المسجد الذي عنه - أي عن البيت الموقوف - شمال.

والذين أوقفوا البيت المذكور هم عبد الله ومحمد وسليمان وعبد الرحمن

(1) رجال من الميدان التربوي، ص 173 - 174.

ص: 77

وعلي أبناء راشد السليمان، ولم يذكروا لقبه.

والوثيقة بخط عبد الله الراشد الرقيبة وشهادة محمد السعد العامر وأبيه سعد بن محمد العامر، والتاريخ سنة 1347 هـ.

ومن الرقيبة هؤلاء من باب التجوز إبراهيم بن سليمان بن سبيهين وهو أخو راشد، وقلت: إن ذكره هنا في أسرة الرقيبة من باب التجوز لأنه من آل سبيهين، وليس من ذرية راشد الرقيبة الذي لقب بلقب أبي رقيبة ولحق اللقب بذريته فصار اسمهم الرقيبة، لا يعرفون إلا به.

جاء ذكره في وثيقة مداينة بينه وبين سليمان المبارك العمري وهو جد جد الدكاترة العمريين الأساتذة في الجامعات السعودية، وهم عمر بن صالح العمري، وعبد العزيز بن إبراهيم العمري، وعبد الله بن ناصر العمري فعمر هو أبوه صالح بن سليمان بن محمد ابن المذكور هنا وهو سليمان بن مبارك العمري.

ص: 78

والدين ستة وثلاثون ريالًا فرانسة مؤجلة إلى طلوع رمضان سنة 1284 هـ.

والشاهد أحمد العبد العزيز، ولم يذكر أسرته.

والكاتب: راشد بن سليمان بن سبيهين.

والتاريخ: 15 شوال سنة 1383 هـ.

ووجدت اسمه أيضًا شاهدًا على وثيقة هبة بين ناصر بن سليمان العجاجي وابنه سليمان الناصر العجاجي، والهبة أرض زراعية في الحمر، والوثيقة مؤرخة في شهر رمضان عام 1284 هـ بخط عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حنيشل.

ص: 79