الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثني حمود بن عبد العزيز المشيقح قال: قال والدي لم أستطع البقاء في بريدة سنة الصباخ لأن معنى ذلك أن أقاتل الملك عبد العزيز بن سعود وأنا لا أرى ذلك ولا أرى الخروج عليه أو أن أقاتل جماعتي أتباع ابن مهنا وأنا لن أفعل.
أما الذي له التأثير في هذه الأحداث واليد الطولى فيما انتهت إليه في سلام فهو الزعيم محمد بن عبد الرحمن الشريدة يؤيده طائفة من كبار الجماعة كالجربوع والربدي، وسيأتي في ترجمته في حرف الشين شيء من ذلك والله أعلم.
سليمان بن عبد الله الرواف:
وصديقنا الأديب الأريب سليمان بن عبد الله الرواف قدم علينا بريدة فجاة إذ كان غائبا عنها سنوات طويلة لم نعرفه قبل غيابه، وإنما كنا نعرف أخاه محمد بن عبد الله الرواف الملقب (أبو اصيبع) لأن إحدى أصابع يده فيها يبوسة أي عدم مرونة بسبب حادث اعتراها.
وعندما عاد سليمان الرواف إلى بريدة في عام 1353 هـ كان عدد المثقفين فيها قليلًا جدًّا وبقينا مدة لا نعرف منه شيئًا وكنا بدأنا قبل قدومه أنا والأستاذ علي الحصين والأستاذ سالم بن إبراهيم الدبيب رئيس ديوان إمارة القصيم جلسات غير منتظمة مبعثها أنني كنت أنا والأستاذ علي الحصين مشتركين في الجرائد التي تصدر في الحجاز وأهمها (صوت الحجاز) التي تحولت إلى جريدة (البلاد السعودية) ثم صار اسمها (البلاد) ومجلة المنهل ولم تكن تصدر في المنطقة الوسطى أية جريدة أو مطبوعة دورية فلاحظنا أن الحديث إذا كتب عن بريدة في جرائد مكة المكرمة كان يدل عن عدم الدقة، وأحيانًا كان يدل على الجهل أو على التهوين من شأن المدينة فرأينا أن نجتمع وأن نعمل على أمرين أولهما: تصحيح ما يرد من أخطاء أو أغلاط فيما يتعلق ببريدة في تلك الصحف، وثايهما: المبادرة بكتابة مقالات أو تعليقات تتعلق ببلدتنا بريدة.
ولكن اجتماعاتنا ليست منتظمة.
وبعد أن وصل الأستاذ سليمان الرواف إلى بريدة واتصل بنا بعد سنوات من وصوله وجدناه أكثر حماسًا منا لهذا الأمر حتى آل به إلى أن يطرح علينا فكرة إنشاء ما يشبه الجمعية المنظمة وإن لم تكن منتظمة ولم نضع لها اسمًا، لأننا لا نريد لها أن تكون رسمية تلافيًا لما نتعرض له من تساؤل من الجهات الرسمية إذا فعلنا ذلك.
وقد تألفت تلك الجمعية بصفة أساسية من أربعة أشخاص ثلاثة منهم أبوهم اسمه عبد الله وهم سليمان بن عبد الله الرواف وسليمان بن عبد الله العيد وعلي بن عبد الله الحصين والرابع كاتب هذه السطور محمد بن ناصر العبودي.
فكنا نجلس جلسات منتظمة في بيت الأستاذ علي الحصين لأن والده كان قد توفي وهو أي علي لم يكن تزوج بعد.
لذا لم يكن في بيته من يمكن أن يؤثر على اجتماعاتنا، بخلاف بقية الإخوة الآخرين وواصلنا الاجتماع وكان أحرصنا عليه الأستاذ سليمان الرواف، بل كان هو الذي يشجعنا على مواصلة الاجتماع إذا تأخرنا في ذلك.
وكانت اجتماعاتنا اجتماعات ثقافية نبحث في كل ما يتصل بالثقافة ونتذاكر فيما تنشره الصحف أو تتناقله الإذاعات على قلتها فالإذاعة السعودية لم تكن أنشئت بعد وإنما كنا نستمع إلى إذاعة لندن والقاهرة وبغداد.
كان ذلك في عام 1366 هـ.
ومن الطرائف هنا أنني سمعت لأول مرة في حياتي بكلمة (المعارضة) من الأستاذ سليمان الرواف، وفهمتها على غير وجهها، وربما كان هو مثلي لا يفهمها حتى الفهم، ذلك بأنه كان يحضر مجلسنا أحيانًا بعض الأخوة المثقفين