المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أسرة من البراهمة فى عهد أول اثنين حكما من الغزنويين - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٣٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌النصارى

- ‌مسيحيو شبه الجزيرة العربية والخليج:

- ‌مسيحيو العراق فى قرون الإسلام الأولى:

- ‌فى ظل العباسيين:

- ‌المصادر:

- ‌نصر، بنو

- ‌قيام دولة بنى نصر:

- ‌نظر

- ‌المصادر:

- ‌النظام

- ‌المصادر:

- ‌نعمان بن بشير الأنصارى

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌الـ نعمان "الثالث" بن المنذر

- ‌النفس

- ‌أولا: الاستعمال القرآنى:

- ‌ثانيا: فى الشعر الأموى استخدمت "روح" لأول مرة بمعنى روح الإنسان

- ‌ثالثا: فى الحديث النبوى يورد مالك فى الموطأ كلمة "نسمة" وهى غير موجودة فى القرآن

- ‌رابعا: يورد "تاج العروس" خمسة عشر معنى لكلمة "نفس

- ‌خامسا: التأثيرات فى عصر ما بعد القرآن على "النفس" و"الروح

- ‌النفود

- ‌المصادر:

- ‌نفيسة

- ‌المصادر:

- ‌النقب

- ‌المصادر:

- ‌النقشبندية

- ‌المصادر:

- ‌نقطوية

- ‌المصادر:

- ‌نكاح

- ‌أ- فى الشريعة الإسلامية:

- ‌المصادر:

- ‌ب - فى البلدان الإسلامية المعاصرة:

- ‌أولا: فى البلدان العربية وفارس وتركيا:

- ‌1 - دوافع التعديل:

- ‌2 - موانع الزواج:

- ‌3 - دور الولى:

- ‌4 - شرط الكفاءة:

- ‌5 - سن الزواج:

- ‌6 - الفرق فى العمر:

- ‌7 - الاشتراطات فى العقد:

- ‌8 - تسجيل الزواج:

- ‌9 - تعدد الزوجات:

- ‌10 - الزواج الباطل والفاسد:

- ‌11 - الصداق:

- ‌12 - النفقة:

- ‌13 - التوارث بين الزوجين

- ‌14 - الطاعة:

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌ثانيًا: - الهند بعد 1930 م: يعتبر النكاح فى الهند عقدا بين أسرتى الطرفين، مع حدوث بعض التغيرات نتيجة انتشار التعليم فى حرية الطرفين فى الاختيار. ويتفق السنة هناك مع الشيعة على عدم الاحتفال بالزواج فى محرم والأيام الثلاثة عشر الأوائل من صفر، احتراما لذكرى استشهاد الحسين

- ‌ثالثًا: - إندونيسيا:

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌رابعًا: - شرق أفريقيا:

- ‌خامسًا: - فى نيجيريا:

- ‌المصادر:

- ‌نمرود

- ‌المصادر:

- ‌نمير بن عامر بن صعصعة

- ‌المصادر:

- ‌نهاوند

- ‌ المصادر

- ‌النهاوندى

- ‌ المصادر

- ‌نهاية

- ‌المصادر:

- ‌نهج البلاغة

- ‌المصادر:

- ‌النهروانى

- ‌المصادر:

- ‌نوح عليه السلام

- ‌المصادر:

- ‌النوروز

- ‌1 - فى البلاد الإسلامية:

- ‌2 - فى شرق أفريقيا:

- ‌المصادر:

- ‌نورية

- ‌المصادر:

- ‌النوفليون

- ‌النووى

- ‌المصادر:

- ‌نيبال

- ‌المصادر:

- ‌النيجر

- ‌1 - الجغرافيا والسكان

- ‌2 - الإسلام فى النيجر

- ‌المصادر:

- ‌نيجيريا

- ‌دول الهوسَا (الحوصة بكواى)

- ‌المصادر:

- ‌نيسابور

- ‌نيسابورى

- ‌ النيسابورى:

- ‌المصادر:

- ‌النيل

- ‌المصادر:

- ‌ه

- ‌الهاتف

- ‌هاروت وماروت

- ‌هارون عليه السلام

- ‌المصادر:

- ‌هبل

- ‌المصادر:

- ‌الهبة

- ‌هجاء

- ‌المصادر:

- ‌الهجرة

- ‌الهدائى

- ‌المصادر:

- ‌هذيل

- ‌المصادر:

- ‌هرمز البلد

- ‌المصادر:

- ‌هرمز ، الحاكم

- ‌هشام بن الحكم

- ‌المصادر:

- ‌هشام الرضا

- ‌المصادر:

- ‌هشام الفوطى

- ‌المصادر:

- ‌هشام المخزومى

- ‌هشام المؤيد

- ‌المصادر:

- ‌هشام المعتد باللَّه

- ‌المصادر:

- ‌الهلال

- ‌هلال، بنو

- ‌السيرة الهلالية

- ‌المصادر:

- ‌همايون بادشاه

- ‌المصادر:

- ‌همايون بهمانى

- ‌المصادر:

- ‌هندوستانى

- ‌هندو - شاهى

- ‌المصادر:

- ‌هوارة

- ‌المصادر:

- ‌هود عليه السلام

- ‌ المصادر

- ‌هود، بنو

- ‌المصادر:

- ‌الهيثم بن عدى

- ‌المصادر:

- ‌هيولى

- ‌أ- هيولى الصنعة:

- ‌ب- المادة الطبيعية:

- ‌جـ- مادة الكل:

- ‌د- المادة الأولية:

- ‌المصادر:

- ‌و

- ‌الواثق باللَّه

- ‌المصادر:

- ‌واحدى

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌وادى حلفا

- ‌وادى القرى

- ‌المصادر:

- ‌وادى نون

- ‌المصادر:

- ‌واسع على

- ‌واسط

- ‌المصادر:

- ‌واصف

- ‌المصادر:

- ‌واصل بن عطاء

- ‌المصادر:

- ‌الوافر

- ‌الواقدى

- ‌والدى سلطان

- ‌أصول (جنسيات) أمهات السلاطين:

- ‌الوالدة باشا فى مصر:

- ‌قائمة ببعض من حملن لقب فاليدى سلطانى فى الدولة العثمانية:

- ‌المصادر:

- ‌وان

- ‌وانقولى

- ‌وبار

- ‌المصادر:

- ‌الوتر

- ‌المصادر:

- ‌وجيهى

- ‌وحشى بافقى

- ‌المصادر:

- ‌وحى

- ‌الاستخدام القرآنى لكلمة وحى

- ‌المصادر:

- ‌ودائى

- ‌المصادر

- ‌وديعة

- ‌الورد

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌وراق

- ‌ورقة بن نوفل

- ‌المصادر:

- ‌الوركاء

- ‌وزير

- ‌المصادر:

- ‌الوشاء

- ‌المصادر:

- ‌وشمجير بن زيار

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌وصاف

- ‌الوصية

- ‌المصادر:

- ‌الوضوء

- ‌المصادر:

- ‌وطاس، بنو

- ‌المصادر:

- ‌وطواط، رشيد الدين

- ‌المصادر:

- ‌وفاء

- ‌الوفرانى

- ‌المصادر:

- ‌وفق

- ‌المصادر:

- ‌وقار

- ‌المصادر:

- ‌وقعة نويس، وقائع نويس

- ‌المصادر:

- ‌وقف

- ‌الوقف فى التاريخ

- ‌المصادر:

- ‌الوقفة

- ‌المصادر:

- ‌وكالة

- ‌المصادر:

- ‌الولاية

- ‌المصادر:

- ‌الوليد بن عبد الملك

- ‌المصادر:

- ‌الوليد بن المغيرة

- ‌ولى

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌الوليد بن يزيد

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌الونشريسى

- ‌1 - أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن على التلمسانى الونشريسى

- ‌2 - أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن يحيى بن على الونشريسى الزناتى

- ‌المصادر:

- ‌الوهابية (السلفية)

- ‌ حياة محمد بن عبد الوهاب

- ‌مجمل عقائد محمد بن عبد الوهاب:

- ‌التاريخ الباكر للدعوة:

- ‌الدولة السعودية (السلفية) بعد رحيل إبراهيم باشا:

- ‌انتشار الفكر السلفى (الوهابى) خارج الجزيرة العربية:

- ‌المصادر:

- ‌وهب بن منبه

- ‌المصادر:

- ‌وهبى

- ‌ويسى

- ‌ي

- ‌يأجوج ومأجوج

- ‌ المصادر

- ‌اليازجى

- ‌المصادر:

- ‌اليازجى أوغلو

- ‌يافا

- ‌المصادر:

- ‌يافث

- ‌اليافعى

- ‌المصادر:

- ‌ياقوت الرومى

- ‌المصادر:

- ‌ياقوت المستعصمى

- ‌المصادر:

- ‌يام

- ‌يحيى عليه السلام

- ‌المصادر:

- ‌يحيى

- ‌يحيى بن آدم

- ‌المصادر:

- ‌يحيى الحسينى

- ‌المصادر:

- ‌يحيى بن خالد البرمكى

- ‌المصادر:

- ‌يحيى بن على

- ‌المصادر:

- ‌يربوع

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌يزد

- ‌يزيد بن عبد الملك

- ‌المصادر:

- ‌يزيد بن معاوية

- ‌المصادر:

- ‌يزيد بن المهلب

- ‌يشل إرمق

- ‌يعرب

- ‌المصادر:

- ‌يغما جندقى

- ‌يمين

- ‌يعفور

- ‌المصادر:

- ‌يعقوب عليه السلام

- ‌المصادر:

- ‌اليعقوبى

- ‌المصادر:

- ‌اليمامة

- ‌المصادر:

- ‌ينبع

- ‌المصادر:

- ‌يوسف بن يعقوب عليه السلام

- ‌يوسف عليه السلام فى القرآن:

- ‌يوسف عليه السلام فى حكايات القصّاص والإخباريين:

- ‌المصادر:

- ‌يوسف خاص حاجب

- ‌المصادر:

- ‌يوسفى، مولانا

- ‌المصادر:

- ‌يونس عليه السلام

- ‌ المصادر

- ‌يونس الكاتب

- ‌المصادر:

- ‌اليهود

- ‌المصادر:

الفصل: أسرة من البراهمة فى عهد أول اثنين حكما من الغزنويين

أسرة من البراهمة فى عهد أول اثنين حكما من الغزنويين وهما سكبتكين و"محمود" استطاعت هذه الأسرة أن تكون مملكة قوية تمتد من "لامغان" إلى "مولتان" والتلال التى تقع إلى الجنوب من كشمير وفى الحملات التى كان يشنها سبكتكين على وادى كابول هاجم راجا "جيبال" الهندوشاهى -وهزمه مرتين- وقام محمود بتكثيف القتال، وتم أسر "جيبال" وبيع رقيقا فى خراسان وفى عام 399 هـ/ 1008 - 1009 م تم طرد خليفة "آنندبال" من "بيشاور" وبالرغم من جهود ولده -تريلوجابنال"- لحشد تأييد الأمراء

الآخرين الذين تتهددهم الأخطار فإن الأتراك الغزنويين طارده حتى شرق البنجاب - وبوفاته عام 412 هـ/ 1021 - 1022 م لم تعد هذه الأسرة العقبة الكبيرة أمام تقدم الغزنويين تجاه حوض نهر جانج - حومنا، بالرغم من أن بعض أمراء الأسرة لجأوا إلى كشمير، وأقام الآخرون إمارات صغيرة مستقلة فى جبال "جنرال" و"جيلجيت"

‌المصادر:

البيرونى: الهند.

H.C.Ray: The dynastic history of Northern Im dia

بهجت عبد الفتاح [س. أ. بوثورث C.E. Bothrworth]

‌هوارة

هوارة اسم يطلق على جماعة من البربر، وإذا نحينا جانبا الأساطير العربية التى تزعم أنهم من أصل يمينى فاننا يجب أن نذكر أن المؤلفين العرب لا يتفقون على مكانهم فى الأسرة البربرية، فالجغرافى المسلم الإصطخرى يعتبرهم فرعا من طائفة البُتْر البربر على حين أن النسابة العرب الذين أورد آراءهم ابن خلدون فى تاريخ البربر يعدونهم قبيلة من جماعة البرانس قائمة بذاتها وأنهم من نسل هوّار أوْ ريغ بن بُرْنوس، أما النسابة البربرى. . "سابق بن سلمان المطمامى" وابن حزم فيردانهم إلى "هوارة" أى أنهم من ذرية "أدّاس بن سَّجِيك" وأنهم من البربر البُتْر وبذلك يتفقان مع الاصطخرى، وقبائل هوارة كثيرة منها

ص: 10070

أدَّاسَة، والهُطِبطا وبنو ارْ مَرْيان، والقلْدين أو الكملان، ولهانة، ومِنْدَاسة، وترهونة، وورْفلة، وورْغه وزكّاوَة.

وكان بنو هوّارة يعيشون فى بلاد أياس أى طرابلسى من أقاليم الروم مع غيرهم من القبائل البربرية ومثل "نفوسة" و"زناتة" و"لواتة" زمن الفتح الإسلامى، وهذا ما يذهب إليه كل من ابن خرداذبة والمسعودى. على أنه يبدو أن جماعات كثيرة من هوارة غادرت طرابلس وانتشرت فى الشمال الإفريقى وذلك فى العقود الأخيرة من القرن الأول للهجرة، أعنى زمن فرار البربر من وجه الغزاة وأخذوا فى الاستقرار فى غرب افريقية والمغرب تحت قيادة كُسَيلة ومن بعده الكاهنة. ثم تلت ذلك موجة بربرية غير هاتين الموجتين زمن فتنة الخوارج وذلك حوالى سنة 122 هـ (= 740 م)، وقد شارك فى هذه الموجة الأخيرة كل البربر على وجه التقريب، ويلاحظ أن الهوارة الذين اعتنقوا الإسلام فى أواخر القرن الأول ومستهل الثانى الهجرى اعتنقوا عقائد الخوارج وأصبحوا من الصفوية والأباضية والنّكّارية وشاركوا فى كل ثورة من ثورات هذه الطائفة بدءًا من الصفوية بقيادة عكاشة وعبد الواحد الهوارى ثم ثورة أبى الخطاب عبد الأعلى بن السِّمْح المعافرى الأباضى وانتهاءً بثورة أبى يزيد مخلد بن كَيْداد، وحدث فى أثناء هذه الفترة أيضًا أن بعض بنى هوارة (الذين اعترفوا بسلطان الأمراء الأغالبة) استقروا فى صقلية، إلى جانب هجرات أخرى لهم إلى غيرها، وقد أقرّ غيرهم إقرارًا اسميا بسلطنات أسر شمال افريقية المسلمة الكبرى بل وبحكومة الأندلس، كما أن بعضهم كوّنوا لأنفسهم ومن بين أنفسهم حكومات مستقلة، ثم تسرّب إليهم الضعف قرب منتصف القرن الرابع بسبب ضغط الفاطميين عليهم، ثم ازداد هذا الضعف وضوحًا فى القسم الأول من القرن السابع الهجرى زمن الأمير أبى زكريا الحفصى فلم يعد لهم أى شأن فى مسيرة الأحداث السياسية، وما إن جاء عصر ابن خلدون حتى كان الجانب الأكبر من بنى هوارة البدو قد اندمجوا فى قبائل العرب الرعاة

ص: 10071

وقلدوهم فى لغتهم وأسلوب حياتهم، بل لقد دفعوا لهم وللحفصيين الجزية، أما الهواريون الذين كانوا يعيشون فى المغرب الأوسط فقد فقدوا طابعهم الحربى الذى امتازوا به حينا وأدّى إلى انتصاراتهم، ثم تفرقوا أيدى سبأ كما يقول ابن خلدون، ولم يشذ عن هؤلاء سوى هوارة مراكش الذين كان لهم وضع يمتاز عن بقية اخوانهم بالعظمة لاسيما فى اقليم "تَمِسْنَا" حيث أصبحوا من أقوى الجماعات فيه، كذلك نلاحظ أن ثار كثير من قبائل هوارة التى كانت فى السابق تتبوّأ قبائل الذروة فى القوة، ونستعرض الآن هوارة فيما بين القرن الثالث والعاشر للهجرة (التاسع والسادس عشر الميلادى)، فنستمد من ابن خلدون أنهم استقروا فى زراعة الأراضى الممتدة ما بين الاسكندرية ومصر القديمة، كما أن طائفة أخرى من هوارة برقة هؤلاء قد ساهموا مع الجيش الفاطمى فى فتح مصر سنة 358 هـ (= 969 م) وأقطعهم الخلفاء الفاطميون جهات قاموا فيها بأدوار سياسية معينة.

أما فى طرابلس التى كانت مهد هوارة القديم منذ منتصف القرن الثانى فتعرف "بأرض هوّارة" وتجرى حدودها الشرقية عبر "تَوَرْغة" و"ودّان" حتى تبلغ "زالة" التى كانت تتبع فى العصور السالفة "مزاته" جيران هوارة الشرقيون، أما حدّها الشرقى فكان يمر عبر طرابلس، التى كان أحد أبوابها يُعرف بباب هوّارة، ويسكن فى القسم الجنوبى منها هوارة طرابلس". ومن بين قبائل هوارة التى تسكن "أرض هوارة" كانت قبيلة "قَرقوزة" أما بنو "مصراته" فكانوا ينزلون المنطقة الساحلية من بلاد هوارة الذين اهتموا بالمتاجرة مع مصر كما يقول ابن خلدون وليو الإفريقى كما تاجروا مع بلاد الجديد وبلاد السودان، ويشير المؤرخون الإباضيون فى القرن الثانى الهجرى إلى وجود قبيلة "مليلة" فى إقليم طرابلس، كما يذكر ابن عبد الحكم أن إقليم "لبدة" كانت تنزله قبيلة "مصلاته" التى كانت ذات شأن بارز فى القرن العاشر الهجرى، وإذا

ص: 10072

كانت قبيلة "وشتاته" قد اندثرت إلّا أنها تركت اسمها فى قلعة تقوم جنوب جسر تَرْهونة، أما قبيلة "ورْفلة"(وتعرف اليوم باسم Orfella أورفلة) فكانت من القبائل التى تؤلف فى القرن الثالث للهجرة القسم الشرقى من الهواريين الطرابلسيين، وكانوا يعرفون بلهّانة وقد ثاروا فى سنة 245 هـ ضد الأغالبة على أنه يجب أن نشير أيضا إلى أنه كان يعيش شرقى أرض هوارة قبيلة "منداسة" الهوارية.

ولقد ظل الهواريون الطرابلسيون بزعامة الإمامين الإباضييّن أبى الخطاب المعافِرى وأبى حاتم الملزوزى (ت 155 هـ) أكبر عضد ومؤيد للمذهب الإباضى، إلّا ما كان من طائفة صغيرة من "قليلة" كانت سنية. وتشير المصادر العربية إلى وجود دولة بربرية اباضية صغيرة فى "رَفِزّان" فى مستهل القرن الرابع للهجرة وكانت "زَويلة" عاصمتها وتحكمها أسرة من بنى الخطاب الهواريين، كما كانت تعيش فى "فزان" أيضا فى القرن الخامس للميلاد وفى بلدة "تَمِرْما" قبيلة هوارية تعرف ببنى "قَلْدين"

أما فى تونس فكانت تعيش فى الجنوب الشرقى منها وعلى مقربة من مدينة "قابس" قبيلة "زنزفة" الهوارية التى اعتنقت العقيدة الاباضية فى مستهل القرن الثانى وخضعت للوالى الرستمى، وكان فريق من بنى هوارة ينزل المنطقة الواقعة بين قابس وصفاقس فى ناحية تعرف بالمحرس ويُظن أنهم وافدون عليها من طرابلس، ويقول ليو الإفريقى أنهم كانوا يتكلمون نفس اللهجة البربرية التى كان يتكلمها سكان "جِرْبة"، كما أنه هناك مجموعة أخرى من هوارة كانت تسكن -كما تقول المصادر الاباضية- ما يعرف بباطن المرْج، وكذلك وُجد فى الغرب من هؤلاء وفى سهل القيروان وما يعرف بفحص القيروان جماعة أباضية، ويغلب على الظن أنها ممن جاءوا أصلا فى سنة 141 هـ (= 758 م) مع عبد الرحمن بن رستم والى افريقية للإمام الإباضى أبى الخطاب المعافرى، ثم جاء الأمير الفاطمى أبو

ص: 10073

القاسم بجماعة من هوارة يسكنون جنوب "قسنطينة" وأنزلهم سهل القيروان، ولكنهم ثاروا على المنصور الفاطمى سنة 332 هـ (= 944 م) وكانوا فى جيش الزعيم النُّكّارى المعروف أبى يزيد مَخْلد بن كَيْداد، كما أن أبا القاسم وطَّن بعض الهواريين فى جبل "زغوان" فى جنوبى مدينة تونس، وكانت قبيلة بنى سُلَيم الهوارية تسكن ناحية فى شمالى "باجة" فى القرن الثامن، ولا تزال حتى اليوم جماعتان من هوارة هما بنو ورْغة وبنو وشتاته تعيشان فى ما يعرف بالتل الأعلى، ولما كان القرن الثامن الهجرى نزل بنو "ونيّفان" الإقليم الواقع فى سهل "مَرْماجِنة"، وكانوا يعرفون فى ذلك الحين باسم "بلطة" فى ولاية باحة.

أما إذا جئنا إلى الجزائر فنجد كثيرًا من بنى هوارة فى جنوب قسنطينة "وشرقى""وهران"، وقد ثار بعضهم فيما بعد سنة 250 هـ 864 م ضد الأغالبة وقد جاء إلى "الزاب" جماعات من هوارة حوالى سنة 342 هـ (= 953 م) بعد أن أنزل المعز الفاطمى الهزيمة بالهواريين الأباضيين من أهل جبل "أوراس" ويشير اليعقوبى إلى وجود بعض بنى هوارة فى غربى الزاب، كما نزل بعض بنى هوارة بين غيرهم من البربر فى أوراس، ووجدت طائفة من الهواريين الاباضيين فى مستهل حكم الامام الرستمى عبد الوهاب بن عبد الرحمن، وقد وردت الإشارة إلى وجودهم هناك بعد مائة عام فى كتابات اليعقوبى، وقد استطاع أبو يزيد مَخْلد بن كيداد (وكانت أمه من أصل هوارى) أن يدعو إلى المذهب النكارى بين من جاء بهم من هوارة فاستجابوا له وأخلصوا فى استجابتهم لما دعا اليه، ويشير ابن حوقل إلى قبائل "لهانة" التى كانت تعيش فى "دوفانة"، المعروفة اليوم باسم عَيْن دوقاته وترد الإشارة فى المصادر العربية إلى جماعة من الهواريين من "بنى كَمْلان" ينزلون فى سهل "هُدْنة" الذى كان يسكن فى شماله زمن البكرى قبيلة بنى "يَغْموراسِنْ" القوية. ولقد ثارت هوارة ضد الإمام عبد الوهاب بن

ص: 10074

عبد الرحمن بن رستم (168 - 208 هـ) واحتلوا وادى "منه" وأقاموا دولة صغيرة لهم يحكمها أسرة بنى مصالة وكان من أملاكها قلعة هوارة التى تعرف اليوم باسم قلعة ابن رشيد.

أما إقليم "أهجار" المنسوب إلى قبيلة من الطوارق بهذا الاسم فيقول ابن خلدون إن جماعة منهم نزلته واستقرت إلى جانب قبيلة "لمطة" فى "بلاد السود" ويقول ابن بطوطة الذى زار هذه الناحية سنة 754 م إن رجالها يضعون القناع على وجوههم، ولم يكن ثمة شئ يعرف عن هذا الإقليم قبل القرن الثامن أى قبل دخول هوارة هناك بعد هزيمتهم أمام القائد الفاطمى المعزّ سنة 342 هـ (= 953 م)، ويقتبس ياقوت عبارة من جغرافية المهلبى المفقودة تشير إلى وجود دولة هامة فى وسط افريقية تحكمها قبيلة من هوارة.

أما عن مراكش فلا يعرف شئ على وجه التأكيد عن تاريخ القبائل الهوارية هنا، وإن كان الأرجح أنهم جاءوا إلى مراكش مع قبائل بربر أفريقية والمغرب الأوسط، والذين يقول صاحب البيان المغرب أنهم ذهبوا إلى طنجة مع حاكم هذه المدينة المسلم الذى تم على يده فيما بعد فتح أسبانيا وهو طارق بن زياد، وتوجد طائفة من هوارة اليوم فى وادى "تَفْرطة"، وكان بنو "رزين" يقيمون فى "الريف" فى القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى)، كما نجدهم فى القرن الخامس أقاموا بلدة تسمى هوارة بين طنجة وسبتة، كما يوجد اليوم ديار "هوّارة الحَجَر" فى "الريف" وهؤلاء الهواريون هم الذين قُسمت بلادهم وآلت إلى يد الأمير داود الإدريسى، كما ظهرت فى القرن الخامس الهجرى جماعة من هوارة بنى زياد تعيش فى بلدة "زلول" قرب "أزيلة" وعلى مقربة من فرع آخر من هذه الجماعة تعرف باسم هوارة الساحل، وكان بعض من هوارة يعيشون بين طوائف البربر التى تنزل إقليم فاس، وتعرف هذا من "البكرى"، كما نعرف منه أيضا أن طائفة منهم كانت تنزل موضعا يعرف بوشتاتة" قرب فاس كذلك، وكانا

ص: 10075

هوارة وزنانة فى القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) ينزلون إقليم "تامِسْنا" غربى مراكش وكانوا حلفاء لبنى مرين، ويذكر ليو الإفريقى أنه كان فيهم مائتان وستون ألف محارب، كما أنه لا يزال يعيش حتى اليوم جانب كبير من هوارة على جانَبِى الطريق الأسفل من "واذسوس"، ويذكر الإدريسى (549 هـ = 1154 م) أن أهل "أغمات" وهى مدينة تقع إلى الجنوب من مراكش كانوا يتاجرون من "بلاد السودان" وكان أهل هذه المدينة من هوارة، ثم نأتى أخيرًا إلى ليو الإفريقى فنراه يذكر أن بعض هوارة كانوا يعيشون فى زمنه فى إقليم "سجلماسة".

أما عن هوارة فى أسبانيا فنرى أن بعضهم غادر مراكش الشمالية فى وقت مبكر ورحلوا إلى الأندلس وكانوا -كما يقول ابن خلدون- مع طارق بن زياد وأقاموا فى مناطق قاصية يمارسون حياتهم فى استقلال شبه تام عن الأمراء الأمويين، وقد برزت أسرة هوارية تعرف ببنى ذى النون وكانت لها السيطرة فى إقليم "سنت برية" Sant avera التى ترد الإشارة إلى قيامها فى سنة 158 هـ (775) بالتحرر على الأمير عبد الرحمن الأول ويشير الاصطخرى إلى وجود بعض بنى هوارة فى ذلك الإقليم، كما أن أسرة ذى النون كانت لا تزال موجودة فى القرن الخامس الهجرى، وكان يجاور "سنت برية" من ناحية الشرق جماعة أخرى من هوارة هم "بنو رزين" الذين وفدوا إلى الأندلس من شمال مراكش، واستقروا به منذ زمن واتخذوا مقامهم فى الناحية التى عرفت باسم مضارب "سهلة بنى رزين" وهى المعروفة فى الخرائط الحديثة باسم Albarracin ولقد ظلت هذه الأسرة تعيش فى الظل فى القرون الأولى من الحكم الأموى، إلا أنها أخذت فى الظهور، والأهمية فى النصف الثانى من القرن الرابع الهجرى، كما أنها أصبحت دولة مستقلة بعد سقوط خلافة قرطبة، وإذا أخذنا بما يقوله صاحب البيان المغرب من

ص: 10076

وجود إقليم قريب من بلنسية يدعى. . "ساقية هوارة" فمعنى ذلك أن هوارة كانت فى هذه الناحية، أما الاسم الحالى لهذه الناحية فهو "مصلاتة" وواضح أنه مستمد من اسم قبيلة مصلاتة.

أما فى صقلية فقد كان بها جماعات من هوارة وذلك ما نستفيده من المصادر العربية. والوثائق النصرانية على السواء وكذلك من مطابقة أسماء الأماكن، ولقد ساهم هوارة أفريقية مع الأغالبة فى فتحهم للجزيرة سنة 212 هـ (= 827 م) وظلوا مقيمين بها زمنا طويلًا، وكان ببالرمو حتى سنة 592 هـ (1196 م) جماعة من هوارة من بين قبائلها قبائل مسراته وماليلا وكركورة، ويبدو أن بعضا من هؤلاء الوافدين الهواريين ظلوا على وفائهم للمذهب الإباضى، ويبدو مما ذكره الوِسْيَانى المؤلف الإباضى فى القرن السادس للهجرة أن الهواريين الذى كانوا حينذاك فى صقلية كانوا على اتصال بأهل مذهبهم فى شمال أفريقية، كما أننا نستمد مما ورد فى مؤلف إباضى آخر وهو "ذكر أسماء بعض شيوخ الوهِبية" أن "قصر يانو" فى صقلية والمعروف باسم Castrogiovanni كان يعتبر الحد الشمالى للإقليم الذى يعيش فيه الإباضيون.

هذا ما يتعلق بهوارة فى كل من برقة وطرابلس وفزان والجزائر ومراكش وصقلية والأندلس كما أورده "لتفيكى". أما عن هوارة فى مصر والسودان، فقد لعبت هوارة دورًا رئيسيا فى مصر وقد تمصروا تماما، وكانت إقامتهم الأولى فى إقليم البحيرة وصاروا القبيلة ذات النفوذ الأكبر هناك، كما استقر بعض بنى هوارة فى مصر العليا على يد برقوق حوالى سنة 782 هـ (1380 م) فقد أقطع شيخهم اسماعيل بن مازن (جرجا)، ثم جاء بعد ذلك عمر (ت 799 هـ = 1396 م) الذى أقام لهم أسرة كانت لها حكومة طوال القرنين التاليين حتى إذا ولى أمر هوارة شيخهم محمد أبو السنون بدأ عهد من الرخاء والرفاهية بسبب تقدم زراعة السكر، وأخذت هوارة

ص: 10077

تنتشر فى الصعيد حتى أنهم فى سنة 815 هـ (= 1412 م) أغاروا على أسوان وعاثوا فيها فسادا وتخريبا ثم صدهم بنو الكنز وهم قبيلة نوبية عربية وكان والى قوص وإخميم يمثل السلطنة المملوكية فى بلاد هوارة، إلا أن هذا التعيين لم يعد له وجود حين تم فتح مصر على يد العثمانيين (922 - 923 هـ = 1516 - 1517 م)، فأصبح الحاكم الأمير على بن عمر نائبًا للسلطة الحاكمة فى مصر العليا ويسميه ابن إياس "بمتولى جهات الصعيد" وينعته أيضًا "بشيخ عربان الصعيد"، وقد استمر حكم بنى عمر ما يقرب من ستين سنة ثم مالبث أن صار شوكة تقضّ مضجع الحكم العثمانى، ولذلك فقد جُرِّد بنو عمر رسميًا من كل قواهم وسلطانهم فى سنة 983 هـ (= 1576 م) وتولى حكم الصعيد شخص يعرف باسم "سليمان بك"، على أن هوارة استعادت ما كان لها من قوة على يد الأمير همام بن يوسف الذى كسفت شمسه كل حكام الصعيد الذين انغمروا فى المنازعات السياسية للنظام المملوكى الجديد، ونعم الصعيد أيام همام بن يوسف بشئ من الهدوء النسبى والرخاء حتى ليصفه الجبرتى بأنه كان جوهرة بين الشيوخ العرب، فكان سخّى الكف صادقًا أمينًا، أما الرحالة "ببركهاردت" فقد نال من سيادة هوارة لما ذكره عن ابتزازهم التجار، وانزالهم القبط إلى مرتبة العبيد، وكان "همام" هذا من جماعة القاسمية المملوكية الجديدة، الذين انتقلت منهم طائفة كبيرة إلى جانب همام بعد انتهاء سلطتهم بالقاهرة، ولقد قام همام ابن يوسف فى أخريات أيام حياته بدور فعّال فى السياسة المصرية بما بذله من معاونة كبيرة لكبار رجال البلد الذين انتزعت الدولة قوتهم فى القاهرة، فكانت له علاقة طيبة على وجه الخصوص بصالح بك آخر كبار القاسمية الذى نفاه "بلط قَيات على بك" سنة 1178 هـ (= 1765 م)، ولما جاء على بك هذا إلى مصر لائذا بها فى صيف 1180 هـ استطاع همام أن يوثق

ص: 10078