الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنة الآ
ولى
للهجرة، واعتنق ثلاثة من أبنائه الإسلام.
المصادر:
(1)
ابن هشام، السيرة تحقيق Wustenfeld، جوتنجن 1859 - 1860 م.
(2)
ابن الأثير، الكامل تحقيق C.J.Tornberg ليدن 1851 - 1876 م.
(3)
Caetaui: Annali dell Islam
(4)
Sprenger: Das leben und die lehre des Mohammad
د. عبد الرحمن الشيخ [ك. ف. تسترشتين K.V.Zettresteen]
الوليد بن يزيد
هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، تولى الخلافة وهو فى حوالى الخامسة والثلاثين من عمره بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، وصفه صاحب الأغانى بأنه كان من فتيان بنى أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، وكان يعاب عليه الإنهاك فى اللهو وسماع الغناء له شعر رقيق وعلم بالموسيقا، وقد أدى إعدامه لخالد القسرى إلى إثارة الثمينة ضده فى الشام، والحقيقة أن هناك أسبابا أخرى كثيرة للنقمة عليه منها الخلاف فى البيت الأموى نفسه، فتمت المبايعة -سرا- ليزيد بن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد بن يزيد وكان غائبا عن دمشق، فتوجه إليه عدد من أنصار يزيد وقتلوه فى قلعة صغيرة بالبخراء فى 17 أبريل 126 هـ/ 744 م.
المصادر:
(1)
أبو الفرج الأصفهانى، الأغانى
(2)
Wellhausen: Das arabische Riech und sein Sture p.218 - 228
(3)
Lammens: La Badia et la Hira sous les Omaiyades (in M.F.O.iv.)، p 108 - 111
د. عبد الرحمن الشيخ [هـ. لامنس H.Lammens]
ولى
من الفعل العربى وَلِىَ (بكسر اللام وفتح الياء) بمعنى قرب، وولى بمعنى حكم وأيضًا بمعنى حماية شخص ما،
وكلمة والى فى الاستخدام العام تعنى الحامى والرفيق والصديق والمحسن (المتبرِّع)، كما يقصد بها -خاصة فى اللغة التركية- الأقارب المقربون. وفى المجال الدينى تعنى الشخص التقى أو الصالح بمعنى أقرب ما يكون لمعنى القديس Saint الذى يستخدمه الأوربيون. والكلمة بمفهومها القرآنى لا تعنى ما يقصده المسلمون بكلمة ولى عندما يطلقونها على شخص ما، فقد ورد اللفظ فى القرآن الكريم بمعنى القريب، وبمعنى أحيّاء {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة يونس 62 ووصف اللَّه سبحانه بأنه {وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} وهذا واضح من الآية 257 من سورة البقرة والولى أحد اسماء اللَّه الحسنى. هذا عن الاستخدام القرآنى للكلمة، أما الجرجانى فى كتابه "التعريفات" فيذكر أن الولى هو العارف باللَّه أى الذى يمتلك حسًا صوفيا ووجدا دينيا لدرجة أنه يعرف اللَّه سبحانه بهذا الحس وذلك الوجد، لكن الولى الحقيقى الجدير بهذه الكلمة يُعتقد أنه يمتلك ميزات عدة فهو ليس عبدا عاديا للَّه، فمع أنه قد يكون أعمى وواهنا إلّا أنه يكون قادرًا على الإتيان بالكرامات (صنع المعجزات)(1).
وحسبما يعتقد البعض ففى مقدور الولى أن ينتقل بلا أداة مواصلات إلى مسافات بعيدة ويمكن التحدث بلغات عدة، ويقرأ الأفكار ويتنبأ بما سيكون، وهو قادر على الطيران (بلا طائرة) وذهب هجويرى إلى أبعد من ذلك فقال إن الأولياء يحكمون الكون وببركتهم ينزل الغيث وينمو النبات ويتحقق النصر فى المعارك والولى بهذا المعنى قريب من المفهوم الذى يتحلق حول الزهّاد البراهمه الهنود الذين استطاعوا السيطرة تماما على الطبيعة، والفرق بين الفكرة عند المسلمين وعند البراهمة أن الولى يؤتى هذه القدرات كهبة من اللَّه سبحانه (2). فيما يرى المسلمون، ويصل
(1) يرفض المسلمون السنّة والمثقفون منهم خاصة هذا الكلام جملة وتفصيلا، وإنما هو من تأثير بعض المعتقدات غير الإسلامية، كل هذا إنما يتحقق وفقا لمعتقدات السنة بإرادة اللَّه الذى يلهم الصالحين بالأخذ بالأسباب [المترجم]
(2)
"لا يُشرك فى حكمه أحدا". [المترجم]
إليها بالتدريب والزهد فيما يرى البراهمة، لكن الفكر الشعبى عند المسلمين لا يعمم طاقة الولى على هذا النحو وإنما يجعل كل ولى متخصصا فى نوع معين من الكرامات فهذا لكشف الأسرار، وذلك لهداية المسافرين وثالث لنجاح التجارة والأعمال. . الخ، والأمور الخارقة للعادة إذا أتى بها الأنبياء فهى (معجزات) وإذا أتى بها الأولياء فهى (كرامات) وقد أنكر المعتزلة حكاية كرامات الأولياء هذه وقالوا إن كل من أطاع اللَّه هو ولى من أوليائه، ويصنف الأولياء فى ترتيب تصاعدى (طبقى أو هيراركى) ولا تخلو الكرة الأرضية أبدا من الأولياء وإن كانوا غير ظاهرين ولابد أن يكون عددهم دائما 4.000 وربما كان الولى لا يعرف أنه ولى أى لا يعرف قدراته، ويعرف الأولياء بعضهم بعضا ويعملون معا. وهم مرتبون تصاعديا كالآتى: الأخيار وعددهم 300 والأبدال وعددهم 40 والأبرار وعددهم 7، والأوفاد وعددهم 4 والنقباء وعددهم 3، والقطب أو الغوث وهو واحد لا ثانى له، ومع هذا فهناك أكثر من واحد من المتصوفة يحمل لقب قطب. وكان الجنيد -على سبيل المثال- قطب زمانه، بينما كان ابن مسروق واحدا من الأوتاد، وفى كل ليلة يجوب الأوتاد الكون ليخبروا القطب بما كان ليقيم ما اعوج.
ويقدم لنا الباحث دوتى Dowte تنظيما آخر من الجزائر، فالأولياء ينقسمون إلى سبع طبقات أدناها طبقة النقباء وعددهم 300 وكل نقيب منهم على رأس مجموعة من الأولياء ليس للواحد منهم لقب أو رتبة بعينها، وفوق النقباء النجباء ثم الأبدال وعددهم من 30 إلى 70 فالخيار وعددهم 7، والأوتاد وعددهم 4، ثم القطب وهو الولى الأعظم، وعلى القمة تماما الغوث وهو قادر على أن يحمل على كتفيه بعين أخطاء البشر (1). والباحث دسون Dohasson ينقل لنا نظرية أخرى منتشرة
(1) أو ليحمل عن البشر خطاياهم -فكرة الفداء، ومن الواضع أثر الأفكار غير الإسلامية. [المترجم]
فى تركيا، فالأولياء هنا أيضًا على سبع درجات، لابد أن يكون منهم 356 على قيد الحياة أولهم الغوث الأعظم ثم وزيره القطب ثم الأوتاد الأربعة أما بقية الطبقات فتعرف بأعدادها: الثلاثة، السبعة، الأربعون الثلاثمائة. ويشير الدرجات السبع إلى درجات الفردوس ويحضر أولياء الدرجات (الطبقات) الثلاث الأولى كل الصلوات فى مكة المكرمة وإذا مات الغوث حل القطب محله وتمت ترقية كل ذى درجة إلى الدرجة الأعلى. وقد قام بتصنيف الأولياء -وفقًا لما يقوله الهجويرى فى كتابه كشف المحجوب، أبو عبد اللَّه محمد الترمذى الذى عاش قبله (أى قبل الهجويرى) بفترة يسيرة (القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى) ويقال له أيضًا محمد حكيم وقد كتب كتابا أسماه ختم الولاية وأسس طريقة يقال لها الحكيمية. وقد أطلق على أحد مريديه لقب مؤدِّب الأولياء بمعنى معلم الأولياء ومن الصعب إيجاد رباط بين هذه الأفكار والمذهب السنى. وعبادة الأولياء تتنافى تمامًا مع القرآن الكريم وقد نهى الرسول [صلى الله عليه وسلم] عن التوسل للأحجار والقبور كما نهى عن عبادة شخص أو شئ ليقرب العابد إلى اللَّه زلفى، ومع هذا فالأولياء ينتشرون فى العالم الإسلامى السنى والشيعى على سواء: الشيخ عبيدان فى سمرقند، ومولانا جامى فى بخارى، خوجا أحمد يسوى فى تركستان ومولانا جلال الدين الرومى فى قونية (مؤسس طريقة المولوية - الدراويش الرَّقاصون). . . سيدى عبد القادر الجيلانى فى بغداد، والجنيد وشهاب الدين السهروردى وبالقرب من دمشق ابن عربى. . . وفى مصر إبراهيم الدسوقى وأحمد البدوى فى طنطا، وسيدى الشاذلى فى صعيد مصر بالإضافة للقبر الشهير للسيدة نفيسة (1). وفى شبه الجزيرة العربية
(1) أصبحت هذه الموالد فى الغالب تجمعات اقتصادية وتجارية أكثر منها مناسبة للتعبد خاصة بعد انتشار التعليم). [المترجم]