الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خان، وكانت قصائده فظة تفوق كل الحدود ونفى فراح يجوب فارس وذهب إلى بغداد ويزد ومنها إلى طهران وهناك ابتسم له الحظ ثانية وحظى بعطف حجى ميرزا أقاسى الوزير الأول لمحمد شاه، وعين يغما وزيرًا لحاكم كاشان ولكنه ألف قصيدة جديدة يهجو فيها نبلاء أسرة كاشان أدت إلى نفيه مرة أخرى وأعلن الخطباء من فوق المنابر أنه كافر، وتابع حياة الترحال. ونعرف أنه صحب محمد شاه إلى هيرات. ولم يعد إلى مسقط رأسه إلا وقد بلغ العقد التاسع من العمر ليموت فى خور، فى 16 ربيع الآخر سنة 1276 هـ/ 16 نوفمبر 1859 م ودفن بالقرب من قبر سيد داود. وقد جمعت كتاباته وأشعاره ونشرت فى طهران سنة 1283 هـ/ 1886 م وصّدررها بمقدمة حجى محمد اسماعيل. ولم يكتب يغما الأشعار العامية أيضًا بلهجة خور، وأشعاه الفارسية توحى بتمكنه من ناصية اللغة، وله بالإضافة للهجاء الذى برع فيه أشعار دينية فى مجال (التعزية) أو الحداد على مصرع آل البيت وبعض أشعار ينغما وكذلك مسار حياته يوضحان -فى رأى بعض الباحثين- مدى ثورته ومعارضته للحياة السياسية والاجتماعية فى فارس على أيامه.
د. عبد الرحمن الشيخ [ف. مينوسكى V. Minorsky]
يمين
يعنى القسم، والكلمة تعنى اللفظ الإنجليزى Oath، وهى من اليمين أى اليد اليمنى وفقا لما يقوله الجوهرى فى الصِّحاح خاصة.
وفى لسان العرب لابن منظور: "واليّمينُ: الحلفُ والقُسَمُ، أنْثى، والجمع أيْمُنُ وأَيْمان. وفى الحديث: يَمينك على ما يُصَدقك به صاحبك أى يجب عليك أن تحلف له على ما يُصدَفك به إذا حلفت له.
الجوهرى: وأيمن اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، ولم يجئ فى الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها؛ قال: وقد تدخل عليه اللام لتزكيد الابتداء، تقول: ليَمنُ للَّه، فتذهب الأَلف فى الوصل؛ قال
نُصيْبٌ:
فقال فريقُ القوم لما نشَدْتُهُم:
…
نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنْ للَّهِ ما نَدرْى
وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ للَّه قَسَمى، ولَيْمنُ للَّه ما أقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفى حديث عروة بن الزبير أنه قال: لَيْمُنُك لَئنْ كنت ابْتَليْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنَت سلبْتَ لقد أبقَيْت، وربما حذفوا منه النُّون قالوا: أيْمُ للَّه وإيمُ للَّه أيضًا، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أم للَّه، وربما أبقوا الميم وحدها مضمونة، قالوا: مُ اللَّه، ثم يكسرونَها لأَنها صارت حرفًا واحدًا فيشبهونها بالباء فيقولون مِ للَّه، وربما قالوا مُنُ للَّه، بضم الميم والنوَن، ومَنَ للَّه بفتحهما، ومِنِ للَّه بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أهل الوفة يقولون أيْمُن جمعُ يَمين القَسَم، والأَلف فيها ألف وصل تفتح وتكسر، قال ابن سيده: وقالوا أَيْمُنُ للَّه وأيْمُ للَّه وإيُمنُ للَّه وإيمُ للَّه. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ للَّه، واستَدل بذلك على أن ألفها ألف وصل قال ابن جنى: أما أيْمنُ فى القسم ففُحت الهمزة منها، وهى اسم من قبل أن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل إلا فى القسم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهًا بالهمزة اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف، وأيضًا فقد حكى ينس إيْم للَّه، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أيضًا كما ترى، ويؤكد عندك أيضًا حال هذا الاسم فى مضارعته الحرف أنهم قد تلاعبوا به وأضعفوه، فقالوا مرة: م للَّه، ومرة: مَ للَّه، ومرة: مِ للَّه، فلما حذفوا هذا الحذف المفَوط وأصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوى شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهًا بهمزة لام التعريف، وبما يجيزه القياس، غير أنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن للَّه لأَنطلقن، فهذا مبتدأ محذوف الخبر، وأصله لو خُرج خبره لَيْمُنُ للَّه ما أقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضًا من الخبر.
واستيمْنتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحيانى. وقال فى حديث عروة ابن
الزبير: ليَمْنُكَ إنما هى يَمينٌ وه كقولهم يمين اللَّه كانوا يحلفون بها. قال أبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِين للَّه لا أفعل".
وأنشد لامرئ القيس:
فقلتٌ: يَمينُ اللَّه أبْرَح قاعدًا
…
ولو قطَعُوا رأسى لَديُكِ وأَوْصالى
أراد: لا أبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمين أيْمنًا كما قال زهير:
فتُجْعُ أَيْمنٌ مِنًا ومنكُمْ
…
بمقُسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ
ثم يحلفون بأيْمُن اللَّه، فيقولن وأيْمُن للَّه لأفْعَلَن كَذا، وأيْمُن للَّه لا أفعلُ كذا، وأيْمنُك يا رَب، إذا خاطب ربّه، فعلى هذا قال عروة ليَمْنُنُكَ، قال: هذا هو الأصل فى أيْمُن للَّه، ثم كثر فى كلامهم وخفّ على ألسنتهم حتى حذفوا النُّون كما حذفوا من لم يكن فقالوا: لم يَكُ، وكذلك قالوا أيْمُ للَّه؛ قال الجوهرى: وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا: ألف أيْمُنٍ ألفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت فى الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أبو منصور: لقد أحسن أبو عبيد فى كل ما قال فى هذا القول، إلا أنه لم يفسر قوله أَيمُنك لمَ ضُمَّت النُّون، قال: والعلة فيها كالعلة فى قولهم لعَمْرُك كأنه أُضمرَ فيها يَمين ثان، فقيل وأيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لعَمَرْك فلعَمَمْرُك عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أحمد بن يحيى فى قوله تعالى: للَّه لا إله إلا هو؛ كأنه قال وللَّه الذى لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال غيره: العرب تقول أيْمُ اللَّه وهَيْمُ اللَّه، الأصل أيمنُ اللَّه، وقلبت الهمزة هاء فقيل هَى للَّه، وربما اكتْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف فقالوا مُ للَّه ليفعلن كذا، وهى لغات كلها، والأَصل يَمين للَّه وأيْمُن للَّه. قال الجوهرى: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفًا لم تجمعه؛ لأن الظروف لا تكاد تجمع لأنها جهات وأقطار مختلفة الأَلفاظ، ألا ترى أن قُدآم مُخالف لخلْفَ واليَمين مخالف للشمال؟ وقال بعضهم: قَيل للحَلِف يمين باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أيمانهم